Telegram Web Link
قال ابن القيّم رحمه الله:

احذر نفسك ، فما أصابك بلاء قط إلا منها ولا تهادنها ، فوالله ما أكرمها من لم يهنها ، ولا أعزها من لم يذلها ، ولا جبرها من لم يكسرها ، ولا أراحها من لم يتعبها ، ولا أمنها من لم يخوفها ، ولا فرحها من لم يحزنها .

كتاب الفوائد (ص68)
الله لا يرفع البلاء بالبدع، كاتفاق قوم على الصيام وتقسيم القرآن للختم والاجتماع على أدعية مخترعة..

ذكر ابن حجر أن الطاعون وقع في مصر، فاتفق الناس على صيام ثلاثة أيام لرفع البلاء، واجتمعوا وأقاموا ساعة ثم رجعوا.
فما انسلخ الشهر حتى صار عدد من يموت في كل يوم بالقاهرة فوق الألف،ثم يزيد.

(بذل الماعون.ص:329).
هل من سباق إلى جنة الرحمن؟! هل من سباق إلى روح وريحان؟! هل من سباق إلى جوار المصطفى العدنان؟! إنها مراتع الإيمان، وموائد القرآن في شهر رمضان، ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].

يقول الحسن البصري: "إن الله جعل شهر رمضان لعباده مضمارَ سباقٍ، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخسروا، فعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون".

إنه سباق إلى الحق، سباق إلى الله، سباق إلى رحمته تعالى وجنته.

﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الحديد: 21].
قالَ الإمامُ ابنُ الجَوزيّ - رَحمهُ الله - ؛

« مِنَ العَجَبِ إلحاحُكَ في طَلَبِ أغراضِك وكُلّما زادَ تعويقها زادَ إلحاحُك، وتنسى أنها قد تُمنَعُ لأحَدِ أمرين:
إمّا لِمصلحتِك فربما مُعجّل أذى
وإمّا لِذُنوبِك فإنَّ صاحبَ الذُّنوبِ بعيدٌ مِنَ الإجابة

فنَظِّف طُرُقَ الإجابةِ مِن أوساخِ المعاصي، وانظُر فيما تطلُبهُ؛
هل هو لإصلاحِ دينِكَ، أو لِمُجرّدِ هواك »

📚 | صَيد الخاطِر - ١٩٣
قَال ابنُ القَيِّم رحٍمَهُ الله:-

" كَيف يَسلَمُ مَن لهُ زوجَةٌ لا تَرحَمُهُ، وولَدٌ لا يَعذِرُه، وجَارٌ لا يَأمَنُهُ، وصَاحِبٌ لا يَنصَحُهُ، وشَريكٌ لا يُنصِفُهُ، وعدُّوٌ لا ينَامُ عن مُعَادَاتِه، ونَفسٌ أمَّارَةٌ بالسُّوءِ، ودُنيا مُتزَيِّنةٌ، وهوًى مُرْدٍ، وشَهوةٌ غالِبَةٌ لهُ، وغضَبٌ قاهِرٌ، وشيطَانٌ مُزيِّنٌ، وضَعفٌ مُستَولٍ عليهِ؟!

فإن توَلَّاهُ اللهُ وجذَبَهُ إليهِ = انقَهَرَت لَهُ هذهِ كُلُّها،

وإن تَخلَّى عَنهُ ووَكلَهُ إلى نَفسِهِ = اجتَمَعَت عَليهِ فكَانَت الهَلَكةُ! ".

الفَوَائِدُ | ( ٦٤ )
قَال ابنُ حزم رحمه الله:

‏" لا تَحقِر شيئًا مِمَّا ترجُو بِه تَثقِيل مِيزانَك يَوم البَعثِ أنَّ تُعَجِّلَهُ الآن، وإن قلَّ؛ فإنَّه يَحطُّ عنكَ كَثيرًا لو اجتَمعَ لَقَذَفَ بِكَ في النَّار! ".

‏رَسائِلُ ابنِ حَزمٍ | ( ١ / ٣٤٩ )
لَذَّةُ مُذَاكَرَةِ العِلْمِ

قَالَ تَعَالَى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ} [الصَّافات: 50]

قالَ ابنُ القيِّمِ -رحمَه اللهُ- في تفسيرِ هذهِ الآَيةِ:
«وإذَا تَذاكَروا مَا كانَ بينهُم، فتذاكُرُهم فيمَا كانَ يُشكِلُ علَيهم في الدُّنيَا منْ مَسائِل العِلم وفَهمِ القُرآنِ والسُّنَّة وصحَّةِ الأَحاديثِ أَولَى وأحرَى، فإنَّ المُذاكرَةَ في الدُّنيا في ذلك ألذُّ منَ الطَّعام و الشَّرابِ والجماعِ؛ فَتذاكرُه في الجنَّة أعظمُ لذَّةً. وهذه لذَّةٌ يَختص بها أهلُ العلمِ ويتميزُّونَ بها علَى منْ عَداهُم، واللهُ المستعانُ.»

[«حَادِي الأَرواحْ إلَى بِلادِ الأَفْراحِ» ]

« هَذِهِ أوقَاتٌ مُعَظَّمَةٌ، وسَاعَاتٌ مُكرَّمَةٌ،

وقَد صَيَّرتُم ضُحَاهَا بالذُّنُوبِ عَتمَةً؛ فَبَيِّضُوا بالتَّوبَةِ صُحُفَكُم المُظلِمَة، فَالمَلَكُ يَكتُبُ خُطَاكُم ونَفَسَكُم: ﴿ فَلَا تَظلِمُوا فِيهِنَّ أنفُسَكُم ﴾.

لَقَد ضَيَّعتُم مُعظَمَ السَّنَة؛ فَدَعُوا مِنَ الآنَ هَذِهِ السِّنَة، واسمَعُوا المَوَاعِظَ فَقَد نَطَقَت بألسِنَةٍ، ودَعُوا الخَطَايَا؛ فَيَكفِي مَا قَد وَكَسَكُم: ﴿ فَلَا تَظلِمُوا فِيهِنَّ أنفُسَكُم ﴾.

البِدَارَ البِدَارَ قَبلَ الفَوتِ!
الحِذَارَ الحِذَارَ؛ فَقَد قَرُبَ المَوتُ!
اليَقَظَةَ اليَقَظَةَ؛ فَقَد أُسمَع الصَّوتُ، قَبلَ أن يُضَيِّقَ الحِسَابُ مَحبَسَكُم: ﴿ فَلَا تَظلِمُوا فِيهِنَّ أنفُسَكُم ﴾.

لَا بُدَّ أن تَنطِقَ الجَوَارِحُ، وتَشهَدَ عَلَيكُم بالقَبَائِحِ؛ فَاملَئُوا الأوقَاتَ بالعَمَلِ الصَّالِح؛ فَإنَّكُم إذَا نَزَلتُم بُطُونَ الصَّفائِحِ آنَسَكُم: ﴿ فَلَا تَظلِمُوا فِيهِنَّ أنفُسَكُم ﴾.

اعزَِمُوا اليَومَ عَلَى تَركِ الذُّنُوبِ، واجتَهِدُوا فِي إزَالَةِ العُيُوبِ، واحذَرُوا سَخَطَ عَلامِ الغُيُوبِ، واكتُبُوا عَلَى صَفَحَاتِ القُلُوبِ مَجلِسَكُم:

﴿ فَلَا تَظلِمُوا فِيهِنَّ أنفُسَكُم ﴾ ».

ابنُ الجَوزِي - رَحِمَهُ اللَّـهُ -.
[ التَّبصِرَةُ || ٢ / ٣١ ]
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :


( ما أذنب عبد ذنبًا إلا زالت عنه نعمة من الله بحسب ذلك الذنب ،

فإن تاب ورجع رجعت إليه أو مثلها ،

وإن أصر لم ترجع إليه ،

ولا تزال الذنوب تزيل عنه نعمه حتى تسلب النعم كلها ) .


طريق الهجرتين : ٢٧١

‏قَالَ السَّعدِي -رَحِمَهُ اللَّـهُ-:

« سُنَّة اللَّـه فِي عبَادهِ أن العُقوبَة إذَا نَزلَت
نجَا مِنهَا الآمِرُونَ بِالمعرُوف، والنَّاهُونَ عَنِ المُنكَر ».

[ تَفسِيرُ السَّعدِي | ٣٣٧ ]
قال ابن القيّم رحمه الله:-

« شَهَواتُ الدُّنيا كَلُعَبِ الخَيالِ، ونَظَرُ الجَاهِلِ مَقصُورٌ على الظَّاهِرِ، فَأمَّا ذُو العَقلِ فَيَرى ما وَرَاء السِّترِ.

لَاحَ لَهُمُ المُشتَهَى، فَلَمَّا مَدُّوا أيدِيَ التَّناوُل؛ بَانَ لِأبصَارِ البَصائِرِ خَيطُ الفَخِّ؛ فَطارُوا بأجنِحَةِ الحَذَرِ، وصَوَّبُوا إلى الرَّحِيلِ الثَّانِي: ﴿ يَا لَيتَ قَومِي يَعلَمُون ﴾ ».

[ الفَوَائِدُ || ٦٤ ]
‏قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:

"وإذا تأملت القرآن وتدبرته وأعرته فكرا وافيا اطلعت فيه من أسرار المناظرات وتقرير الحجج الصحيحة وإبطال الشبه الفاسدة وذكر النقض والفرق والمعارضة والمنع على ما يشفي ويكفي لمن بصره الله وأنعم عليه بفهم كتابه"

بدائع الفوائد | ١٥٤٠/٤
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
الغربة ليست غربة الوطن ولكنها غربة الدين، وهذه أشد من غربة الوطن، إذ إن غريب الوطن ربما تزول غربته بما يحصل له من الفرح والسرور وتجدد الإخوان والأصحاب، لكن غربة الدين هي البلاء وهي التي تحتاج إلى صبر فغربة الدين بأن يكون الإنسان في وسط مجتمع بعيد عن الدين، فيكون بينهم كأنه غريب، وقد جاء في الحديث أن الغرباء هم: "الذين يصلحون إذا فسد الناس".

(شرح الكافية الشافية/ ج4 / ص238)
لزوم مجانبة الجهل والظلم
«ومعلومٌ أنَّا إذا تكلَّمْنا فيمن دون الصحابةِ مثل الملوكِ المختلفين على الملكِ، والعلماءِ والمشايخِ المختلفين في العلمِ والدينِ؛ وجب أن يكونَ الكلامُ بعلمٍ وعدلٍ، لا بجهل وظلم؛ فإنَّ العدلَ واجبٌ لكلِّ أحدٍ على كلِّ أحدٍ في كلِّ حالٍ، والظلمَ محرَّمٌ مطلقًا لا يُباح قطُّ بحالٍ، قال اللهُ تعالى: âوَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى[المائدة:٨]، وهذه الآيةُ نزلتْ بسببِ بُغْضِهم للكفَّارِ، وهو بغضٌ مأمورٌ به، فإذا كان البغضُ الذي أمر اللهُ به قد نُهي صاحبُه أن يظلمَ من أبغضه؛ فكيف في بغضِ مسلمٍ بتأويلٍ وشبهةٍ أو بهوى نفسٍ؟!! فهو أحقُّ ألَّا يُظْلَم، بل يُعدلُ عليه... »
[المائدة:٨] [«منهاج السنَّة» (٥/ ١٢٦ ـ ١٢٧)]
قال ابن القيم -رحمه الله-:

"ولا يزال العبدُ يعاني الطاعة، ويألفها ويحبها ويؤثرها
حتى يرسل الله سبحانه وتعالى برحمته عليه الملائكة
تؤزُّه إليها أزًّا
وتحرّضه عليها
وتزعجه من فراشه ومجلسه إليها
ولا يزال يألف المعاصي، ويحبها، ويؤثِرها حتى يرسل الله عليه الشياطين
فتؤزه إليها أزًا
فالأول قوّى جند الطاعة بالمدد، فصاروا من أكبر أعوانه
وهذا قوّى جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانًا عليه".

"الجواب الكافي" ص:(56)
‏من عجائب التَّنَكّر ونسيان الجميل

قال أبو عمران المقرىء الضرير:
سمعت ابن عيينه يقول:

"لله در الثوري،
بلغني أنه قال:
عجباً لرجل يعرف صاحبه بمودته ونصيحته
ولا يعلم منه إلا خيراً خمسين سنة،

ثم يأتيه رجل لا يعرفه فيخبره عنه بسوء، فيقبله منه ويطرح معرفته"‼️

أنساب الأشراف(314/11)
فضيلة الإنصاف

«فمن هداه اللهُ ـ سبحانه ـ إلى الأخذ بالحقِّ حيث كان ومع مَن كان ولو كان مع مَن يبغضه ويعاديه، وردَّ الباطل مع مَن كان ولو كان مع مَن يحبُّه ويواليه؛ فهو ممَّن هُدِي لما اختُلف فيه مِن الحقِّ».

[«الصواعق المرسلة» لابن القيِّم (٢/ ٥١٦)]
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-:

"طالب الله والدار الآخرة لا يستقيم له سيره وطلبه إلا بحبسين:
حبس قلبه في طلبه ومطلوبه وحبسه عن الالتفات إلى غيره وحبس لسانه عما لا يفيد.
وحبسه على ذكر الله وما يزيد في إيمانه ومعرفته وحبس جوارحه عن المعاصي. والشهوات وحبسها على الواجبات والمندوبات.
فلا يفارق الحبس حتى يلقى ربه فيخلصه من السجن إلى أوسع فضاء وأطيبه ومتى لم يصبر على هذين الحبسين وفر منهما إلى فضاء الشهوات أعقبه ذلك الحبس الفظيع عند خروجه من الدنيا فكل خارج من الدنيا إما متخلص من الحبس وإما ذاهب إلى الحبس وبالله التوفيق"

الفوائد | صـ ٥٤
‏قال الحسن البصري - رحمه الله :

‏إن المؤمن تلقاه الزمان بعد الزمان بأمر واحد ووجه واحد وإن المنافق تلقاه متلونا يشاكل كل قوم ويسعى مع كل ريح.

‏المجالسة ٥/١٢٠
2024/06/03 13:30:59
Back to Top
HTML Embed Code: