وقوله تعالى:
(إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) (التوبة: ٤٠)،
وكان صلى الله عليه وسلم قد قال لأبى بكر الصديق -رضى اللَّه عنه- في تلك الحال:
(ما ظنُّكَ باثنَينِ: اللَّهِ ثالِئُهُمَا)
فهذا غير المعنى المذكور في قوله تعالى:
( مَا يَكُونُ مِن نُجْوَى ثَلاَثة إلاَ هُوَ رابِعُهُم)
فإن ذلك عام لكل جماعة، ومن هذا المعنى الخاص الحديث الإلهي وقوله :
(ولا يَزَالُ عَبدى يَتَقَرَّبُ إلىَّ بالنَّوافلِ حتَّى أحبّه، فإذا أحبتبهُ كُنتُ سَمعَهُ الذى يَسمَعُ بِه، وَبَصْرَهُ الذى يُبصرُ بِهِ، ويَدَهُ الَتى يَبطِشُ بِهَا ورِجِلَهُ التى يمشى بِهَا)
والى غير ذلك من نصوص الكتاب والسنة الدالة على قرب الرب سيحانه وتعالى ممن أطاعه واتقاه ، وحفظ حدوده وراعاه.دخل بنان الحمال البرية على طريق تبوك، فاستوحش، فهتف به هاتف:لم تستوحش؟ اليس حبيبك معك؟.
فمن حفظ اللَّه وراعى حقوقه وجده أمامه وتجاهه على كل حال،
فاستأنس به واستغنى به عن خلقه.

‏تَدْرِي ما التوفيق والفلاح؟
أن تكون في رعاية الله وحفظه، ومعيته وتدبيره.
وطريق ذلك دوام الدعاء والافتقار، واللهج بالتسبيح والاستغفار.
﴿فَنادى في الظُّلُماتِ أن لا إلهَ إلّا أنت سُبْحَانَكَ إني كُنتُ من الظَّالِمِين﴾ النتيجة: ﴿فَٱجۡتَبَـٰهُ رَبُّهُۥ﴾.

تَدْرِي ما الخذلان والحرمان؟
أن يكلك الله إلى معرفتك وتدبيرك، وذكائك وحذقك.
وطريق ذلك الاعتداد بالعلم والتدبير والعُجب بهما.
﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ﴾. النتيجة: ﴿فَخَسَفنا بِهِ وَبِدارِهِ الأَرضَ﴾

د. عبدالعزيز الشايع .

اللهمَّ صَلِّ وسَلِّمْ على من بشَّرنا بأَنَّ (صيامَ يوم عاشوراء يحْتسبُ على الله أَن يُكفِّرَ السَّنة التي قبله).
بصيامِ يومٍ واحدٍ تُمحىٰ ذنوبُ سنة كاملة، هنيئاً لنا بهذا الفضل العظيم، وقبل هذا الحمدُ لله أَنَّنا من أَتباع هذا النبِّي الكريم ﷺ.
فصُومُوا، وصلُّوا عليه ﷺ كثيراً.

د. وفاء علي الحمدان

قال تعالى(…يُدَبِّرُ ٱلْأَمْرَ …)

يُدَبِّرُ الأمر بحكمةٍ لا يُدرِكها العقل ويُنزِلُ الطمأنينة في قلب من لجأ إليه فهو الرحمٰنُ إذا ضاقت السُّبل وهو الكافي حين يخذلُك كلُّ من حولك.

وقفات محب مع الحبيب صلى الله عليه وسلم


* الوليد بن المغيرة يُحاور الرسول صلى الله عليه وسلم *

روَى الحاكم في (مستدركه)وصحَّحه والبيهقي في (دلائل النبوة )
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
إنّ الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقرأ عليه القرآن ،فكأنهُ رَقَّ له ، فقال:والله إنّ لقولِهِ الذي يقولُه حلاوةً،وإنّ عليه لطلاوةً {١}،
وإنه لمُثمرٌ أعلاهُ،مُغدِقٌ أسفلُهُ، وإنهُ لَيَعلُو ولا يُعْلى ،وإنهُ لَيَحْطِمُ ما تحتَه.
فنزلت الآية :(ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً){٢}
———————————-
{١}لطلاوة:أي رونقاً وحُسنًا.

{٢}قال الإمام القرطبي في تفسيره (٣٧١/٢١):
المفسرون على أنه الوليد بن المغيرة المخزومي،وإن كان الناس خُلقوا مثل خَلقه، وإنما خُصَّ بالذكر ، لاختصاصه بكفر النعمة وإيذاء الرسول عليه الصلاة والسلام.
——————-

من كتاب المختصر في السيرة النبوية.
تأليف موسى العازمي.

🔍هل يجوز الفرح والسرور في يوم عاشوراء ؟


للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-