لوحة: “عند باب المدرسة” – للرسّام ألبرت أنكر (Albert Anker)

وقف على العتبة…
لا يملك شيئاً سوى عصا، وثيابٍ أنهكتها المسافات، وحقيبةٍ من قماشٍ بالٍ تحمل كل ما تبقّى له من العالم.

في الداخل صفٌ هادئ، وأصوات خافتة تتردّد بين الجدران…
وفي الخارج طفلٌ يقف كأنه يسأل:
هل للفقير مكانٌ في حلم المعرفة؟

لم يطرق الباب، لأن الفقراء لا يطرقون…
هم ينتظرون أن يُسمع صوت قلوبهم قبل أصوات أيديهم.

هذا المشهد ليس عن طفلٍ وحيد،
بل عن كل روح أرادت أن تتعلّم رغم الألم، أن تدخل رغم الخوف، وأن تحيا رغم أن الحياة لم تمنحها فرصة متكافئة.

انظر جيداً…
هو لا يطلب شفقة،
بل فرصة.
لا يريد صدقة،
بل كرسياً بين المقاعد.

هذه اللوحة ليست مجرد فن،
إنها سؤالٌ أخلاقيّ بصريّ:
كم من الموهبة بقيت خلف الأبواب؟
وكم من العبقرية ماتت وهي تنتظر أن يُفتح لها الطريق؟

وهنا تكمن القوة…
أن ترى في هذا الطفل بداية ثورةٍ صامتة:
ثورة العلم على الفقر،
وثورة الإرادة على كل جدار.

فبعض الأبواب…
ليست خشباً يُفتَح،
بل قلوباً يجب أن تستيقظ .