{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} يحبونه فينطلقون في السعي فيما يحصلون به على رضاه، يحبونه فينطلقون غاضبين له، يحبونه يكرهون أعداءه، يغضبون على أعدائه، يكرهون الفساد في أرضه، يغضبون لأن يعصى في أرضه، يغضبون للمستضعفين من عباده؛ لأنهم يحبون الله، ومتعلقة قلوبهم بالله [وليس فقط ممن لا ينطلق إلا متى ما لزمه وما عاد معه أي مخرج فينطلق وهو يدهف نفسه، ويحاول بأي طريقة أن يتملص ويتخلى].
هؤلاء ينطلقون من واقع المحبة لله سواء قالوا واجب والاَّ مندوب المهم أن فيه لله رضى،
من هدي القرآن
الدرس : سورة المائدة ـ الدرس الاول
جزء من الصفحة رقم : 13
أما هؤلاء فهم يهمهم أن يجاهدوا في سبيل الله وعندما ينطلقون في الجهاد في سبيل الله ينطلقون بأموالهم وأنفسهم.
{ولا يخافون لومة لائم}، أيَّ لومة كانت، وأي لائم كان؛ ولأنهم هم أصبحوا إلى درجة أنهم لا يخافون ممن يمكن أن يحذرهم من القتل؛ لأنهم مجاهدون؛ ولهذا لم يأت ليقول ولا يخافون مثلاً من يهددهم بالقتل، أو من قد يقول قد تتعرضون للقتل أو أشياء من هذه؛ لأنهم هم مجاهدون والمجاهدون في سبيل الله هم يبحثون عن الشهادة، أن تخوفه بالقتل ستخوفه بماذا؟ {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}(التوبة: من الآية52) تخوفه بالحسنى بالنصر، أو تخوفه بالحسنى بالشهادة، ليس هناك ما يمكن أن تخوفه به.
من هدي القرآن
الدرس : سورة المائدة ـ الدرس الاول
جزء من الصفحة رقم : 13
فلأن هذا الميدان هو ميدان صراع متكامل يجاهدون بالكلمة، يجاهدون بالمال، يجاهدون بالقلم، يجاهدون بالسيف، يجاهدون بمختلف الأسلحة التي يمكن أن يحصلوا عليها، جهاد، يجاهدون جهاد بناء للأمة وجهاد يهدم أعداء الله.
{فِي سَبِيلِ اللَّهِ}؛ لأنهم يحبون الله والله يحبهم، فهم يبتغون بجهادهم رضاه، وما أعظم أن ينطلق الإنسان في سبيل الله، وما أعظم أمة تنطلق للجهاد في سبيل الله حيث ستكون فيما بينها أقرب أقرب إلى أن يتحقق على يديها النصر.
من هدي القرآن
الدرس : سورة المائدة ـ الدرس الاول
جزء من الصفحة رقم : 12
{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} يحبونه فينطلقون في السعي فيما يحصلون به على رضاه، يحبونه فينطلقون غاضبين له، يحبونه يكرهون أعداءه، يغضبون على أعدائه، يكرهون الفساد في أرضه، يغضبون لأن يعصى في أرضه، يغضبون للمستضعفين من عباده؛ لأنهم يحبون الله، ومتعلقة قلوبهم بالله [وليس فقط ممن لا ينطلق إلا متى ما لزمه وما عاد معه أي مخرج فينطلق وهو يدهف نفسه، ويحاول بأي طريقة أن يتملص ويتخلى].
هؤلاء ينطلقون من واقع المحبة لله سواء قالوا واجب والاَّ مندوب المهم أن فيه لله رضى، وليس من أولئك الذين عندما تحتدم المواقف عندما يحمى الموقف يبحث مع سيدي فلان أو سيدنا فلان يسأله: [يا خبير قدو يلزمنا إن احنا نخرج مع أولا، أو نسبر مثل ذولا؟ قدو يلزمنا؟ قال: لا عز الله ما قدو يلزم]. قال: [ها خاطرك... يا جماعة قال سيدي فلان قال سيدنا فلان ما كو يلزم].
هؤلاء قوم يحبون الله لا يبحثون عن لزم ولا ما لزم، إما أن يكون واجب فذاك واجب، أو كان مندوب, مندوب, مستحب... واجب مندوب كله واحد، المهم أن فيه لله رضى، من منطلق الحب لله.
وهم فيما بينهم أذلة على المؤمنين متواضعين يبدون أذلة؛ لأنهم جداً حريصون على وحدتهم، حريصون جداً على أن يكونوا بمستوى القيام بالموقف الذي يهمهم، وأداء المهمة التي تهمهم فعلاً، وليسوا ممن ينشغلون بأنفسهم ومصالحهم الخاصة فقط، فيأنف من هذا ولا يغضب لله، ولا لرسوله ولا لدينه، ولا للمستضعفين من عباده، ولا يغضب لهدم أمة بكلها.
يغضب لنفسه ويبدو قوياً على صاحبه وكبيراً على صاحبه وشجاعاً على صاحبه، عزيز على صاحبه، وذليل على أعداء الله، هذه صفة سيئة، صفة سيئة عادة ما تكون منتشرة في المجتمع الذي لا يحمل أي اهتمام بأي قضية من القضايا الكبرى، مجتمع معرض نفسه لأن يُستبَدل ويُرفَض، الإستبدال معناه أن تُرفَض من قبل الله، إذا كنت قد ترفض من قبل الله فهذه حالة خطيرة جداً، ترفض في الدنيا وفي الآخرة.
هؤلاء فهم نوعية أخرى فيما بينهم أذلة مع بعضهم بعض يكظم غيظه، ويعفو، ويصبر،ويتحمل ويسامح ويحاول أن تبقى علاقته مع أخيه قوية، ويبقى الود فيما بينهم قائماً، تبقى العلاقة فيما بينهم قائمة، ونفوس متآلفة، وقلوب متحابة، لكنهم في ميادين المواجهة {أعزةٍ على الكافرين} ما معنى أعزة؟. أقوياء ينطلقون بنفوس قوية، هم ينطلقون بنفوس قوية، وليسوا ممن يحتاجون إلى تحريض ودفع، ولا ممن يثاقل {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ}(التوبة: من الآية38) ليسوا هذه النوعية.
تجـد الألفاظ هذه ما أجملها وهي تعبر عنهم تعبيراً يصورهم تصويراً أمامك، تتخيلهم {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} جهاد، جهاد في سبيل الله {وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ}(المائدة: من الآية54)
🪞 ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْـمُتَّقِينَ 🪞 الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ 🪞 وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ 🪞 أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ 🪞

#القرآن_الكريم
من هدي القرآن
الدرس : مديح القرآن ـ الدرس الأول
جزء من الصفحة رقم : 12
{لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}(البقرة2) قال: مشكلة هذه قد هم متقين فكيف عاد تقول لي هدى؟. هي من هذه النظرات التي تكون محدودة جداً؛ لأن كلمة هدى قد هي عنده قاصرة، والتقوى تعني عنده مجرد أداء العبادات هذه.
[المتقون هم من سيهتدون بهذا القرآن ويتعاملون مع هداه بكل جدية] بدون إهمال، بدون تقصير، بحذر، بيقظة. المتقون عمليون، عمليون دائماً، متحركون بحركة الحياة، وفي مجالات الحياة كلها، وعندما تتحرك تتلمس بأنك بحاجة دائماً إلى هدى الله، هدى متجدد، هدى؛ ولهذا نقول: بأن القرآن حتى فهمه لا تتصور أن بالإمكان أن تجلس في زاوية وتفسره وانتهى الموضوع. لا، بالحركة في الحياة.
#السيد_حسين_بدرالدين_الحوثي
#معركة_الفتح_الموعود_والجهاد_المقدس
#القرآن_الكريم


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

من سورة المائدة- آية (105)
من هدي القرآن
الدرس : دروس رمضان
الدرس الثالث والعشرون - سورة المائدة
جزء من الصفحة رقم : 29
يقدم من يسيرون على هديه أنهم هم الوحيدون المهتدون ، يقدم كل الفئات الأخرى ضالة؛ لأنه فعلا الحق هو سبيل واحد، وطريق واحد، فمن يقابلون الحق، من يعتبرون هناك أطرافا أخرى معناه: أنهم في ضلال، سواء ضلال بنسبة (50%) أو (100%) أو كيفما كان .
{إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (المائدة من الآية: 105) هذا أيضًا تهديد لأن تترسخ هذه القاعدة في النفوس، وقدم في الأخير بعدما قدم لك صورة عن الهدى، عن وعوده، عن أعدائه، عن موقفهم الضعيف أمامك، وفي الأخير قال: الخلاصة {لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} إذًا فلتترسخ هذه في ذهنية كل واحد، ويعرف {إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} .
من هدي القرآن
الدرس : دروس رمضان
الدرس الثالث والعشرون - سورة المائدة
جزء من الصفحة رقم : 29
الآية، هذه الآية عظيمة جدًا، آية تشكل قاعدة صريحة {لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}
#السيد_حسين_بدرالدين_الحوثي :
من هدي القرآن
الدرس : دروس رمضان
الدرس الثالث والعشرون - سورة المائدة
جزء من الصفحة رقم : 28
أن يتحرك الناس على أساس هدى الله، وكل الأطراف الأخرى، كل ما عملت لن تضرك في الأخير ، لكن إذا كنت تتحرك على هدى الله، أليس هناك: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } (آل عمران: 111) {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً} (آل عمران من الآية: 120) {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} (آل عمران من الآية: 186) بين لنا كل الفئات هذه، فئات أهل الكتاب ، فئات المشركين ، المنافقين، كل فئات أعداء الله، مهما كانت عليه، مهما كانت قوتها، مهما كان تآمرها، إذا اهتديتم لن يضروكم على الإطلاق هؤلاء لن يعيقوكم، ولن ينالوا منكم، هذه القضية التي تعنيها
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ

أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْـمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ



#القرآن_الكريم
2024/05/04 04:09:19
Back to Top
HTML Embed Code: