حال السلف مع القرآن:

 كانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس نامت.
قال سليمان بن يسار: قام عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد العشاء فقرأ القرآن كله في ركعة لم يصل قبلها ولا بعدها.
وعن ابن سيرين: أن تميماً الداري كان يقرأ القرآن في ركعة.
وكان قتادة: يدرس القرآن في شهر رمضان. وكان يختم في رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر كل ليلة.
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام.
وقال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفرّ من قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم، ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
وقال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري: إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.
وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة. وعن أبي حنيفة نحوه.
وعن محمد بن مسعر قال: كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن.
وكان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة.
وعن الحارث بن يزيد: أن سليم بن عتر كان يقرأ القرآن في كل ليلة ثلاث مرات.
وقال ابن شوذب: كان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظراً، ويقوم به الليل.
وكان الحافظ بن عساكر: كان يختم كل جمعة، ويختم في رمضان كل يوم.

قال الشيخ الصالح أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت الشيخ أبا عثمان المغربي يقول :كان ابن الكاتب رضي الله عنه يختم بالنهار أربع ختمات وبالليل أربع ختمات وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة.
وكان مجاهد يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء.
وكان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كل ليلة من رمضان.
...................................................................

قال النووي رحمه الله بعد ذكر بعض هذه الآثار:

( والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر ما يحصل له كمال فهم ما يقرؤه وكذا من كان مشغولا بنشر العلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليستكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل والهذرمة).[التبيان فى آداب حملة القرآن]

وقال ابن رجب رحمه الله بعد ذكر بعض هذه الآثار أيضا:
( وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أوفي الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان). [لطائف المعارف]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.... وهذا لتعلموا همة أولئك الرجال!!!

سلام الله على تلك الأرواح، ورحمة الله على تلك الأشباح، لم يبق منهم إلا آثار وأخبار، كم بين هاجر للقرآن، وبين قارئ له بالليل والنهار، فكأنهم أصحاء ونحن مقعدون، فهذه روضة القرآن يدخلها المقربون، ويُحرمها المبعدون، فما بال أناس في أول رمضان كانوا يُقبلون، والآن صاروا يتأخرون.
الثبــات....... الثبـــات.
أقبـــــل يا عبدالله أقبـــــــــل.
فمن أقبل زاده الله إقبــالا، ومن تأخر وأعرض زاده بُعدا وخبــالا.
قال الرب الجليل في محكم التنزيل: "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ"
وقال سبحانه: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"

#حديث

عن أبي طليق أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
فما يعدل الحج معك؟
قال: " عمرة في رمضان "
[صحيح الترغيب للالبانى]

أيها الصائمون...!

إنَّ إكثار الجلوس في المساجد نهار الصَّوم وليله مِن أعظم أسباب حفظ الصِّيام وسلامته عن الآثام، وزيادة الأجور عليه، وإعانتكم على ذلك.

وقد صحَّ عن أبي المُتوكِّل النَّاجي أنَّه قال:
( كان أَبِو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وَأَصْحَابُهُ إِذَا صَامُوا قَعَدُوا فِي الْمَسْجِدِ،
وَقَالُوا: «نُطَهِّرُ صِيَامَنَا» ).

#منقول

#حديث
⬅️ بيان الأحاديث في سجدات القرآن
بقلم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله