Telegram Web Link
*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*

•┈┈•✿📚📚✿•┈┈•
_مقالات اليوم_

- *اليــــوم:الــثلاثـــــاء*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- *الــــــتــــاريــخ:*
*29-ربيع الثاني-1447هـ*

*21-أكتـــوبـــــــر-2025م*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*في 8 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1963 اندلعت رسمياً حرب الرمال بين المغرب والجزائر لتكون واحدة من أقصر الحروب العربية وأكثرها حساسية، إذ لم تستمر إلا بضعة أسابيع لكنها تركت أثراً بالغاً على العلاقات الثنائية بين البلدين لعقود لاحقة.*

🖋️وليد بدران
من مقــــــال:*قصة حرب الرمال بين المغرب والجزائر*

سيُنشــــــر اليـــــــوم
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈•

📰 *التنبؤات التكنولوجية.. دروس الماضي ورهانات المستقبل*
🖋️عبد القادر الكمالي

📰 *قصة حرب الرمال بين المغرب والجزائر*
🖋️وليد بدران

📰 *أجهزة التنفس التي جعلت إسرائيل حية إلى اليوم/ج②والأخير*
🖋️أحمـــــد كامــــــــل
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈• 
*للاطلاع على جميع مقالات اقـرأ 📚 للقراءة الهادفة:*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•  https://www.tg-me.com/iqraaread
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈•

*التنبؤات التكنولوجية.. دروس الماضي ورهانات المستقبل*

عبد القادر الكاملي
24/9/2025

*تاريخ النشر 21 / 10 /2025م*

*لطالما سحرت الإنسان فكرة استشراف المستقبل، مدفوعا بفضول لا ينتهي وشغف للتحكم بمصيره. وفي عالم التكنولوجيا المتسارع، تتوالى التوقعات بوتيرة عالية، بعضها يصيب كبد الحقيقة ويغير وجه العالم، وبعضها الآخر يخفق إخفاقا ذريعا ليتحول إلى مادة للتندر.*

دعونا نستعرض معا رحلة هذه التنبؤات، من الأخطاء الكبرى التي سخر منها التاريخ إلى الرؤى الثاقبة التي شكلت واقعنا، وصولا إلى الرهانات الجريئة التي يضعها مفكرو المستقبل على العقود القادمة.

*أولا: توقعات أخفقت*

تُظهر لنا التنبؤات الفاشلة مدى صعوبة التكهن بمسارات التكنولوجيا غير الخطية وتأثيرها الاجتماعي العميق. فما بدا مستحيلا في زمن، أصبح واقعا ملموسا بعد سنوات قليلة:

في عام 1895، صرح اللورد كلفن، عالم الفيزياء البارز ورئيس الجمعية الملكية البريطانية بما يلي: "آلة الطيران الأثقل من الهواء مستحيلة". لكن بعد 8 سنوات فقط، وفي عام 1903، حقق الأخوان رايت أول رحلة طيران ناجحة، مغيرين بذلك وجه النقل والسفر إلى الأبد.
•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•

*وفي عام 1936، نشرت صحيفة نيويورك تايمز ما يلي: "لن يغادر صاروخ الغلاف الجوي للأرض أبدا". لكن في 29 يونيو/حزيران 1944، دحضت ألمانيا هذا التنبؤ بصاروخ تمكن من الارتفاع إلى 176 كيلومترا، وتلا ذلك رحلات صاروخية عديدة حملت البشر إلى الفضاء ومن ثم القمر.*

وفي عام 1946، ينسب إلى داريل إف زانوك، رئيس الإنتاج في فوكس القرن العشرين القول: "التلفزيون لن يدوم. سوف يتعب الناس قريبا من التحديق في الصندوق كل ليلة". لكن بعد مدة ليست بالطويلة أصبح التلفزيون الوسيلة الإعلامية الأكثر انتشارا لعقود، وما زال جزءا رئيسيا من الترفيه اليومي.

*وفي عام 1961، قال تي إيه إم كرافن، المفوض في لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية: "لا توجد فرصة عملية لاستخدام أقمار الاتصالات الفضائية لتقديم خدمة هاتفية أو تلغرافية أو تلفزيونية أو إذاعية أفضل داخل الولايات المتحدة". لكن في عام 1965 أي بعد 4 سنوات فقط، دخل أول قمر صناعي تجاري للاتصالات الخدمة، وأصبحت الأقمار الصناعية حجر الزاوية في الاتصالات العالمية.*

وفي عام 1977، قال كين أولسن، مؤسس شركة ديجيتال إكويبمنت: "لا أحد يحتاج إلى حاسوب في منزله"، لكن العقود اللاحقة شهدت انتشارا هائلا للحواسيب الشخصية التي أصبحت أداة لا غنى عنها في كل منزل تقريبا.

*وفي عام 1995، قال روبرت ميتكالف، مخترع الإيثرنت، ومؤسس شركة 3 كوم: "الإنترنت سوف ينهار"، وهو ما لم يحدث إطلاقا، بل ازداد ازدهارا وانتشارا. وفي عام 1997، اعترف ميتكالف بأن توقعه كان خطأ، وقام في لفتة رمزية، بإتلاف مقالته التي وردت فيها عبارته هذه وأكلها أمام الجمهور في مؤتمر دولي عن شبكة الإنترنت في بوسطن.*

وحتى ستيف جوبز مؤسس شركة آبل كان مخطئا عندما اعتقد أن المستخدمين لن يدفعوا اشتراكا شهريا للوصول إلى مكتبة موسيقية عبر الإنترنت، إذ قال عام 2003: "اشتراكات الموسيقى مفلسة"، لكننا نرى اليوم أن منصات مثل سبوتيفاي وأبل تهيمن على اشتراكات الموسيقى.

*ثانيا: توقعات تحققت*

في المقابل، تميزت بعض الرؤى بدقة مذهلة: ففي عام 1926، تنبأ نيكولا تسلا، المخترع والمهندس الصربي الأميركي، في مقال نشرته مجلة كوليرز، بأننا "سنكون قادرين على إرسال رسائل لاسلكية إلى جميع أنحاء العالم ببساطة، بحيث يمكن لأي شخص أن يحمل جهازه ويشغّله بنفسه. وسنكون قادرين على أن نرى ونسمع بعضنا بعضا، كما لو كنا وجها لوجه، رغم المسافات الفاصلة التي تبلغ آلاف الأميال، وستكون الأجهزة التي ستمكننا من فعل ذلك بسيطة بشكل مذهل مقارنة بهاتفنا الحالي، وسيتمكن الإنسان من حملها في جيب سترته". رؤيته هذه لم تتحقق إلا بعد نحو 80 عاما مع تطور وانتشار الهواتف الذكية عام 2007.

*وفي عام 1964، توقع العالم والكاتب البريطاني آرثر سي كلارك ظهور "محطة طرفية منزلية متصلة بشبكة عالمية للمعلومات"، وهو ما بدأ يتحقق تدريجيا في الـ30 سنة الأخيرة من القرن الماضي، وانتشر مع انتشار الحواسيب الشخصية المتصلة بشبكة الإنترنت من المنزل في منتصف التسعينيات.*

وفي عام 1968، طرح عالم الحاسوب الأميركي آلان كي مفهوم "داينابوك"، وهو جهاز إلكتروني بحجم كتاب متعدد الاستخدامات، وهو ما تحقق عام 2007 مع جهاز كيندل (Kindle) من أمازون الذي شكّل البداية الفعلية لانتشار قارئات الكتب الإلكترونية. وتلى ذلك انتشار الأجهزة اللوحية عام 2010، مع جهاز آيباد (iPad) الذي طورته شركة آبل. والجدير بالذكر أن عبارة: "أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي اختراعه" ارتبطت باسم آلان كي، وانتشرت في أوساط المتحدثين عن الابتكار والتكنولوجيا.
1
وفي عام 1980، توقع المفكر والكاتب الأميركي الشهير ألفين توفلر -في كتابه "الموجة الثالثة"- انتشار العمل عن بعد والمكاتب الإلكترونية، وهو ما تحقق بعد انتشار جائحة كورونا عام 2020.

*وفي عام 1990، تنبأ عالم المستقبليات والكاتب الأميركي راي كرزويل أن يهزم الحاسوب بطل العالم في الشطرنج قبل عام 1998، وهو ما تحقق عام 1997 عندما هزم الحاسوب ديب بلو2 الذي طورته "آي بي إم" بطل العالم في الشطرنج آنذاك غاري كاسباروف.*

وفي عام 1996، تنبأ بيل غيتس أن يصبح الإنترنت المصدر الرئيسي للمعلومات، وأن تلعب محركات البحث الدور المركزي في تنظيم هذا المحتوى والوصول إليه. وقد تحقق ذلك مع صعود محرك غوغل الذي تم إطلاقه عام 1998.

*ثالثا: توقعات مستقبلية*

لا تزال هناك توقعات كبيرة تنتظر التحقق معظمها مرتبطة بالذكاء الاصطناعي. ففي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية عام 1951، قال عالم الرياضيات والحاسوب البريطاني آلان تورنغ "حين ينطلق التفكير الآلي، لن تحتاج الآلات إلى وقت طويل حتى تتخطّى قدراتنا المتواضعة"، في حين كان يناقش إمكانات "الآلات المفكرة" قبل وقت طويل من ظهور الذكاء الاصطناعي بشكل ملموس. تعكس هذه المقولة بصيرته العميقة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وإمكانية تفوقه على الذكاء البشري.

*وفي كتابه "عصر الآلات الروحية" الصادر عام 1999، توقع المخترع والكاتب المستقبليّ الأميركي راي كرزويل ظهور ذكاء اصطناعي بمستوى ذكاء البشر عام 2029. وأكد توقعه هذا عام 2005 في كتابه "التفرد قريب"، ثم عام 2024 في كتابه الأحدث "التفرد أقرب". وتوقع أيضا أن يصل الذكاء الاصطناعي إلى مستوى التفرد التكنولوجي (Singularity) بحلول عام 2045، وهي النقطة التي يتفوق فيها الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على الذكاء البشري ويبدأ بتطوير ذاته بسرعة فائقة.*

كما يراهن كرزويل على تحقيق إطالة كبيرة في عمر الإنسان عبر زرع النانوبوتات (روبوتات دقيقة جدا) داخل جسم الإنسان بحلول عام 2030، ودمج الوعي البشري مع الآلات بحلول 2040.

وفي عام 2004، تناول عالم الشيخوخة البريطاني أوبري دي غراي مفهوم سرعة الإفلات من الشيخوخة (Longevity Escape Velocity) بالتفصيل، وأوضح أنه في اللحظة التي تصبح فيها علاجات تجديد الإنسان قادرة كل عام على إضافة أكثر من عام إلى العمر الصحي، فتتجدد الأجسام دوريا. وتوقع في أغلب تصريحاته أن يحدث ذلك في الفترة من أوائل إلى منتصف الثلاثينيات. ومن الجدير بالذكر أن هذا المفهوم بمعناه العام كان موجودا في أوساط المهتمين بتأخير الشيخوخة منذ سبعينيات القرن الماضي على الأقل.

*وفي مقابلة أجرتها مجلة ريزون (Reason) عام 2017 مع المؤسس المشارك لجامعة التفرد في وادي السليكون، خوسيه لويس كورديرو، قال: "بعد 30 سنة سأكون أصغر بيولوجيا وليس أكبر مما أنا عليه الآن.. لماذا؟ لأن تقنيات إعادة الشباب التي نجري عليها تجارب الآن ستصبح متوفرة". حاول أن تبقى على قيد الحياة حتى عام 2047، كي تتأكد من صحة أو خطأ هذا التوقع.*

وفي عام 2023، قال أستاذ علم الوراثة بجامعة هارفرد، ديفيد سينكلير: "نحن نرى الشيخوخة مشكلة برمجيات يمكن تطويرها وإعادة تشغيلها"، وصرّح عام 2024 بأنه يعتقد أننا "سنتمكن من التحكّم في عمرنا البيولوجي خلال السنوات العشر القادمة، وربما أسرع".

تزايدت عام 2025 توقعات خبراء التكنولوجيا باقتراب الذكاء الاصطناعي من مستوى الذكاء البشري العام (AGI)، فقال داريو أمودي، الرئيس التنفيذي والمؤسّس المشارك لشركة أنثروبيك (Anthropic) المتخصصة بالذكاء الاصطناعي "نحن على مسار يقود خلال عامين إلى 3 أعوام إلى أنظمة تتفوق على البشر في كل مهمة".

*ويرى إريك شميدت، الرئيس التنفيذي السابق لغوغل، أن العالم على بُعد 3-5 سنوات من ظهور ذكاء اصطناعي يضاهي أو يفوق ذكاء أي مفكّر أو مبدع بشري، ويتساءل عمّا سيحدث حين يحمل كل فرد نسخة من أذكى إنسان في جيبه.*

ويعتقد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، أن بوادر الذكاء الاصطناعي العام قد ظهرت بالفعل، كما بدأت تتضح صورة النمو الاقتصادي/ الاجتماعي الهائل الذي سيحدثه، مثل علاج جميع الأمراض، وإطلاق إبداع الإنسان بالكامل.

وفي مقابلة حديثة مع مجلة "وايرد" الأميركية، قال ديميس هاسابيس الرئيس التنفيذي لشركة غوغل ديبمايند: لم يبق سوى 5 سنوات لبلوغ "العصر الذهبي"، حين تُطلق نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدّمة ثورة في مسيرة الوجود الإنساني.

*ليس جميع التوقعات متفائلة بمستقبل الذكاء الاصطناعي، بل إن بعضها تحذر من الجانب السلبي له. ففي يوليو/تموز 2015، نشر معهد مستقبل الحياة (Future of Life Institute) رسالة مفتوحة موجهة إلى قادة العالم، والمنظمات الدولية، والجهات المسؤولة التي تضع السياسات المتعلقة بالأسلحة والحرب، لتوحيد الجهود والتشريعات لمنع استخدام الأسلحة القائمة على الذكاء الاصطناعي من دون إشراف بشري.*
وقّع على هذه الرسالة أكثر من ألف باحث في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى شخصيات بارزة مثل العالم الراحل ستيفن هوكينغ ورجل الأعمال إيلون ماسك، وجاء فيها: "لن يطول الأمر حتى تظهر الأسلحة الذاتية في السوق السوداء وفي أيدي الإرهابيين والأنظمة الاستبدادية التي تسعى إلى تعزيز سيطرتها على شعوبها… فالأسلحة الذاتية مثالية لأداء مهام مثل الاغتيالات، وإثارة عدم الاستقرار في الدول، وقمع الشعوب، وقتل جماعات عرقية معينة بشكل انتقائي".

*ختاما، تبقى رحلة الإنسان في استشراف المستقبل حافلة بالدروس والمفاجآت، وغالبا ما يكون مسار التطور أكثر تعقيدا وإثارة من أي توقع بشري. وهذا يجعلنا نتساءل: هل من المحتمل أن نشهد صحة التنبؤ الذي أطلقه عالم الرياضيات والإحصاء البريطاني إيرفينغ جون غود عام 1965: "إن أول آلة فائقة الذكاء ستكون آخر اختراع سيحتاج الإنسان إلى صنعه على الإطلاق"؟*

المصدر: الجزيرة

#التنبؤات_التكنولوجية_دروس_الماضي_ورهانات_المستقبل
#عبدالقادر_الكاملي


*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*

*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈• 

*قصة حرب الرمال بين المغرب والجزائر*

وليد بدران
8/10/2025

*تاريخ النشر 21/ 10 /2025م*

*في 8 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1963 اندلعت رسمياً حرب الرمال بين المغرب والجزائر لتكون واحدة من أقصر الحروب العربية وأكثرها حساسية، إذ لم تستمر إلا بضعة أسابيع لكنها تركت أثراً بالغاً على العلاقات الثنائية بين البلدين لعقود لاحقة.*

وجاءت هذه الحرب في سياق سياسي معقد شهدته منطقة شمال أفريقيا بعد استقلال الجزائر عن فرنسا عام 1962، حيث لم تُحسم بشكل واضح مسألة الحدود الموروثة عن الاستعمار، ما فتح الباب أمام صدام مسلح بين دولتين جارتين كان يفترض أن يجمعهما التاريخ المشترك في مقاومة الاستعمار الفرنسي.

*وقد ظلت العلاقات متوترة بين الجانبين منذ ذلك الوقت، حتى وصل الأمر إلى قيام الجزائر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس/آب عام 2021، نتيجة تراكم الخلافات السياسية والأمنية والتاريخية، وأبرزها الخلاف حول الصحراء الغربية، حيث تدعم الجزائر جبهة البوليساريو، بينما يعتبر المغرب الصحراء جزءاً من أراضيه. كما تشمل الخلافات اتهامات الجزائر للمغرب بالتجسس والتدخل في شؤونها الداخلية.*

*لكن ما هو سبب النزاع الذي أسفر عن حرب الرمال في عام 1963؟*

*أصل الخلاف*

يرجع أصل الخلاف إلى الحقبة الاستعمارية، حيث قامت فرنسا بترسيم الحدود الغربية للجزائر، التي كانت تحت الاحتلال الفرنسي، بشكل عارضته المملكة المغربية، التي طالبت الحكومة الجزائرية بعد الاستقلال ببحث مسألة إعادة النظر في هذه الحدود، معتبرة أن منطقتي تندوف وبشار اقتطعتهما فرنسا من التراب المغربي وضمتهما إلى الجزائر. وقد تصاعد هذا الخلاف ووصل إلى الحرب المعروفة باسم حرب الرمال عام 1963.

•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•

وقد أشار أحمد طالب الإبراهيمي في الجزء الثاني من كتابه "مذكرات جزائري" إلى أن الحكومة المغربية هي من تسبب في مشكلة الحدود، و"فرضت حرباً" على الجزائر سنة 1963، وحاولت استغلال الظروف الصعبة التي كانت تمر بها البلاد، وذلك بهدف السيطرة على بشار وتندوف، بدعوى أن الموقعين كانا في وقت من الأوقات تحت السيادة المغربية، متهماً المغرب بمحاولة تحقيق "أطماع توسعية"، ومذكّراً بأن هذه الحرب اندلعت مباشرة بعد عودة الملك الحسن الثاني من زيارة رسمية للجزائر.

*فيما أشار الدبلوماسي المغربي عبد الهادي بوطالب في كتابه "نصف قرن في السياسة" إلى أن فرنسا قامت أثناء استعمارها الجزائر بترسيم حدود جديدة في الجنوب الغربي، أدت إلى ضم مناطق شاسعة من الصحراء الكبرى، مثل تندوف وبشار إلى الجزائر، رغم أن المغرب كان يعتبرها امتداداً طبيعياً لأراضيه التاريخية.*

فيما أشار الدبلوماسي المغربي عبد الهادي بوطالب في كتابه "نصف قرن في السياسة" إلى أن فرنسا قامت أثناء استعمارها الجزائر بترسيم حدود جديدة في الجنوب الغربي، أدت إلى ضم مناطق شاسعة من الصحراء الكبرى، مثل تندوف وبشار إلى الجزائر، رغم أن المغرب كان يعتبرها امتداداً طبيعياً لأراضيه التاريخية.

*وبعد استقلال المغرب عام 1956، بدأ المغرب يطالب باسترجاع هذه المناطق، لكن "الأولوية آنذاك كانت دعم الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي"، وهو ما جعل العاهل المغربي الملك محمد الخامس يؤجل المطالب الحدودية انتظاراً لحصول الجزائر على استقلالها.*

لكن وقبل استقلال الجزائر، وتحديداً في 6 يوليو/تموز 1961، وقّعت الرباط اتفاقاً مع فرحات عباس، رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، يعترف بوجود مشكلة حدودية بين البلدين، وينص على ضرورة بدء المفاوضات لحلها مباشرة لدى استقلال الجزائر.

*وبعد انتصار الثورة الجزائرية عام 1962 وتولي أحمد بن بلة رئاسة الحكومة (قبل انتخابه رئيساً في سبتمبر/أيلول 1963)، قام الملك الحسن الثاني، الذي تولى الحكم بعد وفاة والده محمد الخامس في عام 1961، بزيارة الجزائر في 13 مارس/آذار من عام 1963، حيث أثار في اجتماعه مع بن بلة الاتفاق الموقّع مع الحكومة الجزائرية المؤقتة بشأن وضع الحدود بين البلدين، لكن بن بلة طلب من ملك المغرب تأجيل مناقشة الأمر إلى حين استكمال بناء مؤسسات الدولة الحديثة.*

وقد رفض بن بلة لاحقاً أي نقاش حول الحدود، مؤكداً أن التراب الجزائري كل لا يتجزأ، ومتمسكاً بمبدأ "احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار" الذي تبنته منظمة الوحدة الأفريقية لاحقاً.

*وبعد هذه الزيارة، اندلعت حرب إعلامية بين المغرب والجزائر، التي قالت إن الرباط لديها نيات توسعية، فيما رأى المغرب في الاتهامات الجزائرية، المدعومة إعلامياً من مصر بزعامة عبد الناصر، تهديداً لوحدة البلاد.*

وبدأ التوتر يتصاعد، وتبادل الطرفان الاتهامات بالتحرشات العسكرية والاعتداءات على القرى الحدودية.
*الحرب*
في 8 أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام اندلعت المواجهات المسلحة المباشرة، حيث دارت المعارك في مناطق صحراوية قاحلة يصعب القتال فيها.

*وكانت موازين القوى العسكرية تميل نسبياً إلى المغرب، إذ كان جيشه أكثر تنظيماً وتسليحاً مقارنة بالجيش الجزائري الذي كان في طور إعادة البناء بعد حرب التحرير الطويلة ضد فرنسا. ومع ذلك، استطاعت الجزائر الاعتماد على ما اكتسبه مقاتلو جيش التحرير من خبرة ميدانية، إضافة إلى الدعم الخارجي الذي تلقته من مصر بقيادة جمال عبد الناصر، ومن كوبا بقيادة فيدل كاسترو، حيث أُرسلت مساعدات عسكرية وخبراء ميدانيون ساعدوا الجزائر في هذه الحرب.*

ولم تكن المعارك على الأرض سهلة على أي من الطرفين، فميدان المعركة كان صحراوياً قاسياً، ما جعل الإمدادات اللوجستية صعبة. وقد حقق المغرب تقدّماً سريعاً في بداية الحرب، إذ سيطر على مواقع استراتيجية في حاسي البيضاء وتنجوب، فيما سيطرت القوات الجزائرية لاحقاً على إيش، وهو موقع مغربي في الصحراء، ووصلت إلى حدود مدينة فكيك المغربية.

*ولم يكن الموقف العربي موحَّداً إزاء الحرب، ففي حين ساندت مصر الجزائر لأسباب سياسية وأيديولوجية، حاولت تونس وليبيا القيام بدور الوساطة لتجنب تفاقم النزاع، كما تدخلت منظمة الوحدة الأفريقية، حيث سارعت إلى الدعوة لوقف إطلاق النار باعتبار أن استمرار الحرب يهدد السلم الإقليمي الهش في القارة.*

وبعد أسابيع من القتال العنيف، قبل الطرفان وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1963، تم تأكيده باتفاق وقف دائم لإطلاق النار تم توقيعه في باماكو عاصمة مالي في 20 فبراير/شباط 1964، برعاية الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية.

*وقد نص الاتفاق على وقف العمليات العسكرية وإعادة القوات إلى مواقعها السابقة، مع إحالة قضية الحدود إلى لجان تفاوضية مشتركة، غير أن هذا الحل كان مؤقتاً، إذ لم يتم التوصل إلى تسوية نهائية لمسألة الحدود سوى في عام 1972، حين وقّع العاهل المغربي الحسن الثاني والرئيس الجزائري آنذاك هواري بومدين اتفاق إفرام لترسيم الحدود بين المغرب والجزائر، لكن لم يُصادق عليه البرلمان المغربي إلا بعد سنوات، وتحديداً في 15 يونيو/حزيران 1992.*

*تداعيات*
لقد كانت حرب الرمال محطة مأساوية في تاريخ المنطقة، فهي نزاع قصير في مدته لكنه طويل في نتائجه وتداعياته حيث رسخت عقلية الشك والعداء بين بلدين جارين تجمعهما روابط التاريخ والدين واللغة، وبعد أكثر من نصف قرن ما زال صدى تلك الحرب يتردد في الخطاب السياسي، ويُستحضر كلما تأزمت العلاقات بين الرباط والجزائر.

*فقد أظهرت هذه الحرب أن الحدود التي رسمها الاستعمار الفرنسي في شمال أفريقيا لم تكن مجرد خطوط على الورق، بل كانت ألغاماً سياسية قابلة للانفجار بمجرد استقلال الدول.*

كما أن هذه الحرب أضعفت مبكراً حلم بناء اتحاد مغاربي قوي، فبدلاً من أن يشكل استقلال دول المنطقة مناسبة للتكامل والتعاون، تحولت الحدود إلى مصدر للنزاع والقطيعة، وعندما أُعلن عن مشروع اتحاد المغرب العربي في مراكش عام 1989، كان الإرث السلبي لحرب الرمال حاضراً بقوة، إذ ظل انعدام الثقة بين المغرب والجزائر أكبر عائق أمام أي تقدم في مسار الاتحاد.

*بل إن تداعيات الحرب مهّدت لاحقاً لانقسام أعمق مع اندلاع نزاع الصحراء الغربية في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، حيث دعمت الجزائر جبهة البوليساريو في مواجهة المغرب.*

وبمرور السنوات، ظلت حرب الرمال حاضرة كمرجع سلبي في العلاقات المغربية الجزائرية، فقد غذّت خطاباً سياسياً يقوم على انعدام الثقة والتوجس، ورسخت في الذهن الجمعي أن الحدود بين البلدين ليست مجرد خطوط جغرافية، بل مصدر نزاع دائم.

ورغم أن البلدين أكدا مراراً التزامهما بمبدأ حسن الجوار، إلا أن آثار تلك الحرب لم تُمحَ بالكامل، وهو ما يظهر جلياً في استمرار إغلاق الحدود البرية منذ تسعينيات القرن الماضي.

وعلى المستوى الدولي، كان للنزاع أصداء واسعة، فالقوى الغربية مثل فرنسا والولايات المتحدة كانت تدعم المغرب، أما الاتحاد السوفيتي فقد حاول الاستفادة من الموقف بدعم الجزائر ضمن إطار الحرب الباردة وسعيه لكسب موطئ قدم في شمال أفريقيا، وقد أضفت هذه التدخلات غير المباشرة على الحرب طابعاً دولياً، رغم أنها بقيت في جوهرها نزاعاً حدودياً إقليمياً.

ومن النتائج المباشرة للحرب أنها عمّقت الشرخ بين المشروعين السياسيين في المغرب والجزائر، فالمغرب الملكي تبنّى خطاباً محافظاً أقرب إلى الغرب، بينما تبنت الجزائر بقيادة بن بلة توجهاً اشتراكياً ثورياً أقرب إلى مصر الناصرية والاتحاد السوفيتي، ومن ثم لم يكن النزاع مجرد خلاف حدودي، بل كان أيضاً انعكاساً لاختلافات أيديولوجية عميقة بين نظامين متجاورين.
وهكذا، يكشف تقييم حرب الرمال بعد مرور عقود أنها لم تكن مجرد نزاع حدودي قصير الأمد، بل كانت لحظة تأسيسية في رسم طبيعة العلاقات المغربية الجزائرية، فقد ظل البلدان يعيشان منذ ذلك التاريخ في دائرة مغلقة من التوترات، حيث يتكرر استدعاء الماضي في كل أزمة جديدة.

بي بي سي عربي

#قصة_حرب_الرمال_بين_المغرب_والجزائر
#وليد_بدران
#مقالات_سياسية

*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*

*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈• 

*أجهزة التنفس التي جعلت إسرائيل حيّة إلى اليوم*

الجزء الثاني والأخير
أحمد كامل

*تاريخ النشر 21 / 10 /2025م*

*تقييد الحقيقة*

أضف إلى ذلك ترافق العدوان الإسرائيلي على غزة مع حملة إعلامية ممنهجة، حُشدت فيها منصات الأخبار والاتصال ضمن آلة الحرب، لتبرير القصف والحصار وتشويه صورة الفلسطينيين. واعتمدت الرواية الإسرائيلية الرسمية على أساليب دعائية تقليدية، أبرزها تصوير المدنيين في غزة كمقاتلين محتملين وهو ما انعكس في تصريحات كبار المسؤولين الذين أنكروا وجود مدنيين أبرياء في غزة من الأساس.

*هذه اللغة التحريضية لم تقتصر على الداخل الإسرائيلي، بل انتقلت إلى وسائل الإعلام الغربية التي رددت روايات عن "القضاء على الإرهاب" و"حماية المدنيين الإسرائيليين"، في حين أُلصقت بالفلسطينيين تهم الإرهاب ومعاداة السامية.*

ولم تقتصر الحملة على الإعلام التقليدي، بل امتدت إلى الفضاء الرقمي. فقد استخدمت إسرائيل وحلفاؤها شبكات التواصل الاجتماعي، لنشر رسائل تمجّد "الردع العسكري" وتصور العدوان كعمل مشروع، وضُخّمت هذه الرسائل عبر حسابات رسمية ولوبيات إلكترونية ومنصات تقنية غربية. في المقابل، فرضت سلطات الاحتلال قيودًا صارمة على التغطية المستقلة، فمنعت دخول الصحفيين الأجانب وقيّدت عمل المراسلين، بما يتيح لها التحكم في الرواية الإعلامية على الأرض.

*وسط هذا المناخ العدائي، تعرّض عدد من الصحفيين المحليين والدوليين لاستهداف مباشر أثناء مزاولة عملهم، في محاولة واضحة لإسكات الحقيقة ومنع ظهورها.*

فوفقًا لمشروع "تكاليف الحرب" التابع لجامعة براون، فإن عدد الصحفيين القتلى منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يفوق مجموع نظرائهم الذين قتلوا خلال الحرب الأهلية الأمريكية، والحربين العالميتين الأولى والثانية، والحرب الكورية، وحرب فيتنام، والحروب في يوغوسلافيا السابقة، وحرب أفغانستان.

*وقد وثق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة استشهاد ما يزيد عن 250 صحفيا منذ بدء الحرب، على سبيل المثال اغتيل أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة، باستهداف خيمة إعلامية قرب مستشفى الشفاء، وقبلها قتلت إسرائيل أيضا مراسل الجزيرة إسماعيل الغول صحبة المصور رامي الريفي كما قُتل المصوّر حسام المصري العامل مع وكالة رويترز خلال تغطيته الميدانية.*

•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•

*كما أردت إسرائيل المصورة الصحفية مريم أبو دقّة التي عملت مع وكالة أسوشيتد برس، إلى جانب الصحفيين محمد سلامة وأحمد أبو عزيز ومعاذ أبو طه ومحمد قريقع، الذين عملوا مراسلين ومصورين مستقلين في غزة. كما أُدرجت أسماء أخرى ضمن قائمة الضحايا، مثل إبراهيم زاهر ومحمد نوفل وأحمد اللوح وحسام شبات والعشرات غيرهم*.

في الوقت ذاته، ساهم الإعلام الدولي الموالي لإسرائيل في تبييض الجرائم عبر تكرار تصريحاتها الرسمية من دون تدقيق، وتشويه صورة المقاومة الفلسطينية في إطار شعبوي يخدم السياسات الغربية. وذهبت بعض المؤسسات إلى إصدار تعليمات سرّية لمحرريها بعدم التركيز على أعداد الضحايا الفلسطينيين، وإعطاء الأولوية للمنظور الإسرائيلي.

*ومع ذلك، ظل الإعلام هو الحلقة الأضعف في آلة إسرائيل الحربية. فبرغم الحصار وجدار الدعاية، نجح الفلسطينيون في تفكيك الرواية الرسمية عبر صحافة الميدان والموبايل، التي وثّقت القصف والدمار لحظة بلحظة، لتصل صور غزة إلى العالم مباشرة وتتحول المنصات الرقمية إلى منبر للرواية الفلسطينية.*

هذا الانكشاف لم يوقف العدوان، لكنه كشف عجز إسرائيل عن احتكار الحقيقة، وأثبت أن آلة القتل مهما بلغت شدتها، لا تستطيع وحدها حماية الرواية الزائفة من الانهيار.

وهنا يُطرح السؤال: كيف استمرت الحرب لعامين كاملين رغم افتضاح جرائمها أمام أعين العالم؟ الجواب يكمن فيما تكشفه التجربة: أن القضية لا تتعلق فقط بحجم المأساة التي أوقعتها إسرائيل في غزة، بل بطبيعة النظام الدولي الذي أمدها بكل ما يلزم لإطالة أمد الحرب وتحويلها إلى مشروع مربح لشركاته.

*فالتدفقات المالية والعسكرية القادمة من واشنطن، والغطاء السياسي والإعلامي الذي أعاد صياغة المذابح في قوالب "الدفاع المشروع"، كل ذلك جعل تل أبيب كطفل يقف على سيقان الآخرين، بينما يحاول أن يقنع العالم بأنه "الرجل الأقوى".*

لكن هذا التناقض هو أيضًا نقطة ضعف إسرائيل. فكما أثبتت غزة أن المقاومة ممكنة في وجه التفوق العسكري، أثبتت التجربة أن كشف شبكات الدعم والتواطؤ، وفضح اللوبيات والمؤسسات والشركات التي جعلت استمرار الحرب ممكنًا، يمثل الخطوة الأولى في كسر "السيقان" التي يقف عليها العدوان الإسرائيلي.

المصدر: الجزيرة + مواقع إلكترونية

#أجهزة_التنفس_التي_جعلت_إسرائيل_حية_إلى_اليوم
#أحمد_كامل
#الجزء_الثاني_والأخير
#مقالات_سياسية
*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*

*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
♦️ *يوتيوب اقـرأ*♦️

يقدم لكم ..

*📖 مراجعة رواية ( القادمون)*
تأليف / د. أحمد خالد مصطفى

✍🏻 *إعداد:*
أم شريفة

*🎞️إخراج*
فاطمة محمد


🔗 رابط مراجعة الرواية على قناتنا
https://youtu.be/4FCzc991nLE?si=l9XbN5_79_R-GSuW


كما يمكنكم زيارة مدونتنا لتصفح المراجعات والملخصات نصاً

https://iqrahadefa.blogspot.com/?m=1

#الكتاب_الصوتي- #يوتيوب_اقـرأ
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الأنفال في قوله تعالى: {قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} هي:
Anonymous Quiz
2%
الجزية
2%
الميراث
96%
الغنائم
*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*

•┈┈•✿📚📚✿•┈┈•
_مقالات اليوم_

- *اليــــوم:الــأربـعــاء*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- *الــــــتــــاريــخ:*
*30-ربيع الثاني-1447هـ*

*22-أكتـــوبـــــــر-2025م*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عميل مزدوج ولد عام 1921 وتوفي عام 2007. عُرف في البداية باسم "وولف غولدشتاين" في لاتفيا، وهو من أصول يهودية، عاش سنوات حياته الأولى في سويسرا بعدما انتقلت عائلته للعيش هناك. التحق بعدها بصفوف الجيش السويسري إبان الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945)، في تلك الفترة لفت انتباه الاستخبارات العسكرية الروسية بفضل إجادته لغات أوروبية عدة، فقررت تجنيده.*

المصدر: الجزيرة نت
من مقــــــــال:*زئيف أفني.. جاسوس سوفياتي تسلل إلى الموساد*

سيُنشــــــر اليـــــــوم
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈•

📰 *أسئلة "الحكاية"؟*
🖋️ أسعــــــد طــــــــــه

📰 *زئيف أفني.. جاسوس سوفياتي تسلل إلى الموساد*
المصدر: الجزيرة نت

📰 *أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية مع النازية*
🖋️بلال المازني
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈• 
*للاطلاع على جميع مقالات اقـرأ 📚 للقراءة الهادفة:*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•  https://www.tg-me.com/iqraaread
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈• 

أسئلة "الحكاية"؟

أسعد طه
14 /10 /2025

*تاريخ النشر 22 / 10 /2025م*

*هل تتذكر أول حكاية سردتها أنت لأحد؟*

لا أظن، ولا أنا أذكر، فمنذ أن أدركنا النطق ونحن نحكي، كل بطريقته، كطبيعة إنسانية خلقها الله فينا، فالحكاية وسيلتنا البدائية والأساسية لفهم العالم، ولحفظ ذاكرتنا من النسيان.

*لكن ما وقع مؤخرا، غيّر المعادلة قليلا أو ربما كثيرا، ففي عصر المنصات والذكاء الاصطناعي أصبح كل شيء يتغير، حتى الحكاية.*

من يملك الحكاية على منصات التواصل؟
في ظاهر الأمر فإن كل منا يملك أن يحكي حكايته، لكن في الواقع هناك الخوارزميات، وهناك الجمهور، وهناك الرعاة، أي أن الحكاية اليوم تخضع لنظام ملكية هجين ومعقد، يبدو فيه ظاهريا أن كل مستخدم يملك حكايته الشخصية، لكن الواقع ليس كذلك.

*الخوارزميات تمتلك القدرة على تحديد مصير كل حكاية، من يراها، متى تظهر، وكيف تنتشر. هذا يعني أن المنصات تملك "مفاتيح الرؤية"، وهي قوة أساسية في عالم السرد، ثم هناك الجمهور الذي يشارك في تشكيل الحكاية عبر التفاعل والتعليق والمشاركة، مما يجعل كل حكاية عملا تشاركيا بشكل لا واعٍ، والمعلنون أيضا يملكون تأثيرا غير مباشر من خلال تمويل المحتوى الذي يخدم أهدافهم التجارية.*

في النهاية، نحن أمام وهم الملكية الفردية، بينما الحكاية تخضع لشبكة من المصالح والقوى التي تتجاوز الراوي الأصلي، هذا التوزيع للسلطة يخلق نوعا جديدا من الرقابة اللامرئية، حيث تُشذب الحكايات وتُعدل وفقا لمعايير الانتشار والربحية.

*هل طورت المنصات الحكاية أم هزمتها؟*
تتعرض الحكاية في زماننا لضغوط تجبرها على إعادة تعريف مكوناتها الأساسية، البداية والوسط والنهاية، فالبداية صار لزاما أن تكون خاطفة ومثيرة في الثواني الأولى، وإلا فقدت المشاهد. أما الوسط فقد تحول إلى لحظة ذروة مكثفة، فيما النهاية صارت نقطة تأثير سريعة أو twist مفاجئ. هذا التطور خلق أشكالا سردية جديدة مثل القصة المصورة (stories)، الحكاية المتسلسلة عبر عدة منشورات، والسرد التفاعلي، حيث الجمهور يشارك في تحديد مسار القصة.

•------••✦📚✿••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦📚✿••✦------•

الحكاية بالتأكيد لم تختفِ، لكنها تفككت إلى وحدات صغيرة قابلة للاستهلاك السريع، وفي ظل ذلك فقدت الحكاية التعقيد النفسي، والتطور التدريجي للشخصيات، والعمق الفلسفي، بعد أن أصبحت تعتمد على الإيحاء والرمز أكثر من التفصيل، وعلى الصدمة أكثر من التأمل. إنها رواية البرق، تضيء لحظة ثم تتركنا في عتمة أطول.

*هل ضاع الصوت الفردي؟*
في الماضي، كان الصوت الفردي يتطور عبر سنوات من التجربة والكتابة، لكنه اليوم يمكن أن يتشكل ويتغير في أسابيع، والمشكلة الكبرى أن هذا الصوت صار يتأثر بشدة بردود الأفعال الفورية والخوارزميات.

*الصوت الفردي اليوم يواجه تحديات جديدة، مثل الحاجة للتكيف مع منصات متعددة، كل منها له قواعده وجمهوره. هذا يعني أن نفس الشخص قد يطور "أصواتا" مختلفة: صوتا على "إكس"، آخر على "إنستغرام"، وثالثا على "تيك توك".*

لكن هناك أيضا ديمقراطية جديدة في الصوت، حيث يمكن لأصوات كانت مهمشة أن تجد منابرها. المشكلة في التشابه المتزايد بين الأصوات؛ بسبب الخوارزميات التي تكافئ أنماطا معينة من المحتوى، مما يدفع الجميع نحو المحاكاة. الصوت الفردي موجود، لكنه يصارع للحفاظ على تفرده وسط ضغط التوحيد الخوارزمي.

*ما الفرق بين من يحكي ومن يوثق؟*
الحكاية تتطلب تدخلا واعيا في المادة الخام، إعادة ترتيب الأحداث، اختيار زاوية نظر معينة، وإضافة طبقات من المعنى. الحكاية تسعى لتحويل الواقع إلى تجربة قابلة للنقل والفهم، وهي تتضمن قدرا من الخيال والتأويل.

التوثيق، من ناحية أخرى، يسعى للحفاظ على الأحداث كما وقعت، مع أقل قدر من التدخل. الموثق يحاول أن يكون شاهدا أمينا، بينما "الحكواتي" يسعى لأن يكون مفسرا ومُعيدا تشكيل التجربة.

*لكن الحدود تتداخل بشكل معقد على المنصات الاجتماعية. كل منشور يحمل طابع التوثيق (هذا ما حدث لي)، والحكاية (هكذا أريدكم أن تروا ما حدث). الفلاتر والزوايا والاقتصاص كلها أدوات حكاية، حتى لو ادعى صاحبها أنه يوثق.*

الفرق الحقيقي يكمن في الوعي والنية، فـ"الحكواتي" يعترف بتدخله ويستخدمه كأداة فنية، بينما الموثق يسعى لإخفاء هذا التدخل. لكن في عالم وسائل التواصل، الحدود أصبحت أكثر ضبابية، وربما هذا جزء من سحر وخطورة هذه المنصات.

*هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن "يشعر" بالنهاية؟*
الذكاء الاصطناعي يُحاكي النهايات بناء على أنماط تعلمها من آلاف النصوص، لكنه لا يملك "المشاعر" التي تحرك الإنسان. النهاية في الحكاية الإنسانية تحمل معنى الموت والولادة والتطهير، وهي تأتي من فهم عميق لدورة الحياة والمعنى.
*الذكاء الاصطناعي يُنتج نهايات "تقنية" تُرضي المنطق السردي، لكنها تفتقر للرعشة الإنسانية. يمكنه أن يحدد أن القصة تحتاج لنهاية مفتوحة أو مغلقة، حادة أو ناعمة، لكنه لا يشعر بالحاجة الروحية للوصول لتلك النهاية.*

هذا لا يعني أن نهايات الذكاء الاصطناعي سيئة، بل إنها تأتي من مكان مختلف. إنها نهايات حسابية، مبنية على احتمالات وأنماط، بينما النهايات الإنسانية تأتي من مكان أعمق، من الخوف والأمل والحاجة للمعنى.

*المثير أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد البشر في اكتشاف نهايات لم يفكروا بها، لكنه لن يستطيع أن يحل محل الحدس الإنساني في معرفة متى تكون النهاية "صحيحة" على المستوى الروحي والعاطفي.*

*كيف يرى الراوي الكلاسيكي نفسه في عالم الذكاء الاصطناعي؟*
ذاك الراوي يواجه أزمة هوية حقيقية وتحديا وجوديا. هو يملك عمق التجربة الإنسانية، والحدس المُكتسب من سنوات العيش والملاحظة، والقدرة على التقاط الفروقات الدقيقة في المشاعر والمواقف. لكنه يفتقر لسرعة الإنتاج والقدرة على التكيف مع الأشكال الجديدة.

قد يرى نفسه كحارس للذاكرة في مواجهة آلة النسيان، أو كحرفي ماهر في عالم الإنتاج المُصنّع. هناك شعور بالفخر والقلق في آن واحد، فخر بامتلاك شيء لا يمكن تكراره آليا، وقلق من أن هذا الشيء قد يفقد قيمته في السوق.

*بعض الرواة الكلاسيكيين يتبنون موقفا دفاعيا، مؤكدين على تفوق الإبداع الإنساني، بينما آخرون يسعون للتعاون مع الذكاء الاصطناعي كأداة تساعدهم. هناك أيضا من يرى في هذا التحدي فرصة لإعادة تعريف دور الراوي، من مُنتج للمحتوى إلى مُرشد ومُفسر ومُعطي معنى.*

التحدي الأكبر أن الراوي الكلاسيكي يجب أن يُبرر وجوده بطرق جديدة، أن يُظهر قيمة مضافة لا يمكن للآلة توفيرها. هذا يدفعه للتعمق أكثر في الجوانب الإنسانية للحكاية، وربما يجعله راويا أفضل.


*ما الذي بدأ في الاندثار في زمن التوليد؟*
على مستوى القصص الإخبارية التلفزيونية القصيرة التي كنت أقدمها، كنت أعيش مع كل واحدة تجربة إنسانية لذيذة، أفكر كيف يمكن أن أحكي الحكاية، ومن أين أبدأ، وأين أنتهي، إلى آخر شروط الحكاية، لذلك فإن المدهش الآن هو أن ما يندثر ليس الإبداع نفسه، بل الطقوس والظروف التي تُولد الإبداع. نحن نفقد الصمت الذي يسبق الكلام، والفراغ الذي يُولد الحكاية، والألم الذي يُعطي للسرد معناه وضرورته.

*البطء يندثر، ذلك البطء الضروري للتأمل والهضم والتخمير. الحاجة للحكي تتراجع لأن الحكاية صارت متاحة بلا جهد، وبذلك نفقد قدسية الحكاية ووظيفتها العلاجية والتطهيرية.*

الخطأ والمحاولة يندثران أيضا، فالذكاء الاصطناعي يُنتج نصوصا "صحيحة" من المحاولة الأولى، بينما الإبداع الإنساني يحتاج للتجريب والفشل والتعلم. هذا يعني أننا نفقد المسار، والمسار جزء من القيمة.

*الصدفة والمفاجأة* تتراجعان أيضا، فالخوارزميات تعتمد على الأنماط والتوقعات، بينما الإبداع الحقيقي يأتي من اللامتوقع. نحن نفقد "الحوادث السعيدة" في الكتابة، تلك اللحظات التي تأتي فيها الفكرة من مكان لم نتوقعه.

*نحن نفقد الحاجة للمعنى، فالإنتاج الغزير للمحتوى يخلق وهما بأن كل شيء قد قيل، وأن لا حاجة للبحث عن معانٍ جديدة. الكثرة تقتل الندرة، والندرة جزء من قيمة الحكاية.*

في النهاية، فإن الحكاية لا تموت، لكنها تتبدل وجوهها، قد تكتبها الخوارزميات، وتختصرها المنصات، وتجمّلها الفلاتر، لكنها تظل بحاجة إلى إنسان يسأل: لماذا نحكي أصلا؟

*فربما لا تُنقذ الحكاية العالم، لكنها- كما قال والتر بنيامين- تجعل العالم قابلا لأن يُروى، وهذه وحدها بداية النجاة.*

المصدر: الجزيرة

#مقالات_سياسية
#أسئلة_الحكاية
#أسعد_طه

*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*

*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈• 

*زئيف أفني.. جاسوس سوفياتي تسلل إلى الموساد*

18/10/2025

*تاريخ النشر 22 / 10 /2025م*

*عميل مزدوج ولد عام 1921 وتوفي عام 2007. عُرف في البداية باسم "وولف غولدشتاين" في لاتفيا، وهو من أصول يهودية، عاش سنوات حياته الأولى في سويسرا بعدما انتقلت عائلته للعيش هناك. التحق بعدها بصفوف الجيش السويسري إبان الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945)، في تلك الفترة لفت انتباه الاستخبارات العسكرية الروسية بفضل إجادته لغات أوروبية عدة، فقررت تجنيده.*

وبعد إعلان قيام إسرائيل عام 1948 أرسله الاتحاد السوفياتي للعمل جاسوسا في مؤسساتها الحكومية، إلى أن تسلل إلى جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد).

*تدرج في المناصب الدبلوماسية، وعمل منذ 1952 ملحقا تجاريا في سفارات إسرائيل في كل من بلغراد وأثينا وبروكسل.*

وبعدما كشفت السلطات الإسرائيلية أمره عام 1956 اعتقلته وحكم عليه بالسجن 14 عاما، وبعدها أفرج عنه بعفو رئاسي بعد 10 سنوات.

*عقب ذلك، قرر خدمة إسرائيل، وكان من رواد تأسيس منظومة الصحة في الجيش الإسرائيلي، بعدما درس علم النفس في فترة سجنه.*

*المولد والنشأة*
ولد زئيف أفني، واسمه الحقيقي وولف غولدشتاين، عام 1921 في مدينة ريغا بلاتفيا التابعة للإمبراطورية الروسية آنذاك، لعائلة يهودية ذات ميول اشتراكية.

•------••✦📚✿••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦📚✿••✦------•

هاجر والده من روسيا للعمل في ألمانيا ثم انتقل إلى سويسرا عام 1933، وهناك نشأ زئيف في بيئة مثقفة، ساعدته على اكتساب مهارات لغوية هائلة.

*وفي حين انجذب كثير من يهود تلك الحقبة إلى الحركة الصهيونية، فإن أفني سلك منذ سن الـ15 طريقا مغايرا وتبنى الفكر الشيوعي، ولم يكن يؤمن بالقومية ولا الرأسمالية.*

كما تأثر بشقيقه الأكبر أليكس، الذي كان ناشطا شيوعيا معروفا في سويسرا آنذاك.

*الدراسة والتكوين العلمي*
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس ألمانيا، ثم أكمل تعليمه الثانوي بإحدى المدارس السويسرية الثانوية وتخرج فيها عام 1940.

*التجنيد*
في أثناء الحرب العالمية الثانية وبين عامي 1940 و1945، خدم جنديا ضمن فوج زيوريخ للمشاة في الجيش السويسري.

وفي تلك الفترة كان ضابط الاستخبارات الروسية غروغليكوف يقود خلية سويسرية، فقرر تجنيد أفني للعمل ضمنها، لأنه كان يجيد لغات أوروبية عدة بمختلف لهجاتها.

*كما لفت أنظار الجهاز الاستخباراتي الخاص بالجيش الأحمر السوفياتي "جي آر يو"، فاستدعاه لتلقي تدريب مكثف داخل وحداته.*

وهناك تعلم أفني مهارات العمل الاستخباراتي، مثل جمع المعلومات والتواصل المشفر واستخدام الهويات الوهمية.

*ومع اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأت الأنظار تتجه إلى الشرق الأوسط، الذي اعتبر ساحة جديدة للصراع والنفوذ، خاصة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الـ20.*

*جاسوس مزدوج*
بعدما تأسست إسرائيل عام 1948، اختارت موسكو تكليفه بمهمة جريئة وطويلة الأمد، وهي أن يكون عميلا للاتحاد السوفياتي داخل إسرائيل.

*وكانت الخطة أن يعيش حياة طبيعية ظاهريا، ويتسلق السلم الوظيفي داخل المؤسسات الإسرائيلية، حتى يتمكن من الوصول إلى ملفاتها السرية ويسربها للاتحاد السوفياتي في الوقت المناسب.*

وفعلا سافر غولدشتاين إلى إسرائيل وأخذ معه زوجته وابنه الصغير، ومن أجل تنفيذ الخطة بإحكام غير هويته واختار اسما عبريا وهو زئيف أفني، وزئيف بالعبرية تعني الذئب. استقر مع عائلته في كيبوتس هزوريعا في تل أبيب، واندمج شيئا فشيئا في الحياة العامة، وتقلد وظائف حكومية وبنى حياة مستقرة في إسرائيل.

*كانت الحياة هناك قائمة على مبدأ المشاركة، إذ كان السكان يعيشون معا ويتقاسمون الدخل والممتلكات ويتعاونون على تربية الأطفال معا.*

رأى أفني أن تلك البيئة مناسبة لإخفاء نشاطه السري، وكان يملك طموحا أكبر ممن حوله، فانضم إلى حزب مابام اليساري الذي كانت تربطه علاقة قوية ومباشرة مع الاتحاد السوفياتي.

*وفي عام 1952، انضم إلى وزارة الخارجية وعين ملحقا تجاريا لدى السفارة الإسرائيلية في العاصمة البلجيكية بروكسل، كما أصبح مسؤولا عن الأمن هناك.*

وقد منحته هذه المناصب فرصة الوصول إلى وثائق شديدة السرية، مثل صفقات الأسلحة وشفرات الاتصال، وسربها لاحقا للاتحاد السوفياتي.

*التحاقه بالموساد*
ولم يكتف بذلك، بل وصل وتسلل إلى جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد). وبحلول عام 1953، نُقل إلى بلغراد عاصمة صربيا، وعُين ملحقا تجاريا بسفارة إسرائيل لدى يوغوسلافيا واليونان.

*ساعد في كشف عملاء* "الموساد" في دول أوروبية عدة، مثل اليونان وفرنسا وإيطاليا وسويسرا، كما سلم نماذج من شفرات الاتصال الخاصة بالموساد، مما ألحق ضررا بالغا بإسرائيل.
*وفي منتصف خمسينيات القرن الـ20، خططت إسرائيل لاختطاف واغتيال العلماء الألمان الذين عملوا لصالح الرئيس المصري جمال عبد الناصر، في محاولة لإحباط برنامج التسلح وتطوير صواريخ باليستية.*

وقد دعا الموساد أفني للمشاركة في تنسيق العملية في أوروبا، لكن ولاءه للسوفيات كان أكبر، وبما أن مصر كانت حليفة لهم، وكانت العملية تمس مصلحة موسكو في المنطقة، أحبط أفني العملية وأخرها أشهرا عدة.

*الاعتقال والسجن*
سقوط العميل المزدوج لم يأت عبر تجسس مضاد أو بلاغات خارجية، بل من "حدس استثنائي"، ففي عام 1956 وبعد عودته من بروكسل إلى إسرائيل في زيارة بدت عادية، اجتمع مع رئيس الموساد آنذاك إيسر هارئيل.

*وعندما سأله عن سبب الزيارة، قال أفنى إنه اشتاق لابنته، وجاء لكي يراها، لكن رئيس الموساد لم يقتنع بجوابه، وشعر أن هنالك شيئا ما وراء تلك الزيارة، وأن إجابته كانت محاولة لتبرير وجوده هناك.*

فبدأت تراوده الشكوك وقرر اختبار أفني، فدعاه إلى لقاء غير رسمي، ثم عصب عينيه واقتاده إلى منطقة نائية خارج تل أبيب وأخذ معه مجموعة من رجال الأمن، وفقا لما ذكرته تقارير إعلامية إسرائيلية.

*في تلك اللحظات لجأ هارئيل إلى خدعة نفسية، فقد أوهم أفني بأن الموساد الإسرائيلي كشف تعاونه مع الاستخبارات السوفياتية، وأنه على علم بأسماء الضباط الذين تعاون معهم، وبالرسائل التي بعث بها وحتى مواعيد اجتماعاته السرية.*

فأوقع بأفني واعترف بأن الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) جندته منذ سنوات لتنفيذ مهمة تجسس طويلة الأمد. وفي أبريل/نيسان 1956، اعتقلته السلطات الإسرائيلية وفرضت تعتيما على قضيته.

*وبعد محاكمة سرية أدين بتهمة التجسس المزدوج والعمل لصالح الاتحاد السوفياتي، وحكم عليه بالسجن 14 عاما، ورغم ذلك رفض التعاون مع الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية أو تقديم أي معلومات عن شبكات التجسس السوفياتية التي كان يعمل لديها.*

وتمسك بأفكاره الشيوعية وبموقفه الأيديولوجي الرافض للخيانة المزدوجة، واعتبر أن ولاءه السابق للاتحاد السوفياتي نابع من قناعته الشخصية لا من مصالح آنية.

*التحول الفكري*
ظل أفني وفيا لمعتقداته الشيوعية التي آمن بها منذ شبابه إلى أن ألقى نيكيتا خروتشوف خطابه الشهير في 25 فبراير/شباط 1956، وعندها تعرض أفني لصدمة فكرية هائلة، وترك الخطاب أثرا بالغا في نفسه. فقد كشف خروتشوف -عقب توليه السلطة بعد وفاة جوزيف ستالين عام 1953- الفظائع التي حصلت في أثناء حكم هذا الأخير من قمع سياسي وجرائم قتل الشيوعيين، وقال إن نظامه انحرف عن المبادئ الاشتراكية.

*ومع مرور الوقت واطلاع أفني على وقائع سياسية أخرى، خاصة في مرحلة "الانفراج السياسي" في عهد خروتشوف، أعاد تقييم ولائه الأيديولوجي للاتحاد السوفياتي.*

تأسيس المنظومة الصحية
في أثناء وجوده في السجن، درس أفني علمي النفس والاجتماع، وحصل على شهادة جامعية، ثم قضى نحو 10 سنوات قبل أن يفرج عنه بعفو رئاسي بين عامي 1965 و 1966.

*شارك بعد خروجه من السجن في حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973 وتطوع للعمل في الخطوط الأمامية في سيناء كونه اختصاصيا نفسيا، وعالج الجنود الإسرائيليين الذين عانوا من صدمات نفسية.*

وأسهم لاحقا في تأسيس قسم الصحة النفسية في صفوف الجيش، كما طور آليات الدعم النفسي للجنود، في وقت كان الجيش الإسرائيلي يفتقر فيه إلى منظومة صحية حقيقية تجيد التعامل مع مثل تلك الحالات.

*وقال في مقابلات صحفية إن عمله كان "تكفيرا عن ذنبه" -في إشارة إلى ماضيه مع التجسس- وأضاف " كنت أرغب في رد الجميل لبلد منحني كل شيء رغم أنني خنته"، وفق تعبيره.*

المؤلفات والإصدارات
في 1993 سمح له بنشر مذكراته بعنوان "علم زائف: القصة الداخلية للجاسوس الذي عمل لموسكو وإسرائيل"، وقد شاركه في كتابتها محققه يهودا براغ.

*وكشفت المذكرات عن عقلية الجاسوس الأيديولوجي الذي تحول لاحقا إلى وطني.*

*الوفاة*
عاش أفني حياة هادئة في إسرائيل حتى وفاته في الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني 2007 عن عمر ناهز 86 عاما.

*وقد بقي إرثه موضع جدل، فالبعض يراه خائنا ولا تمكن مسامحته، في حين يرى آخرون أنه رجل خضع لتحول فكري عميق وقدم للبلد أكثر مما سلب منه.*

ورغم أن تفاصيل تجسسه بقيت سرية جزئيا، فقد اعتبرت قصته الأكثر تعقيدا في تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية.

المصدر: مواقع إلكترونية

#زئيف_أفني_جاسوس_سوفياتي_تسلل_إلى_الموساد
#مقالات_سياسية

*اقــرأ 📚- للقراءة الهادفة*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
*إذا أعجبك هذا المقال فشاركه مع غيرك ولا تدعه يقف عندك.. فنشر الوعي مسؤوليتنا جميعاً.*

*فضلاً لا تحذف أرقام التواصل وروابط المجموعة عند مشاركة المقال مع الآخرين*
*#معاً_نصنع_الوعي*
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
للانضمام لمجموعات *اقــرأ📚- للقراءة الهادفة* على الواتس اب يمكن التواصل على الرقم التالي:
+967711281145
وطلب الانضمام.
•┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈•
📢 كما يمكنكم الانضمام لقناة *اقـــرأ📚- للقراءة الهادفة* على التلجرام حيث تجدون جميع المقالات المنشورة في المجموعة:
https://www.tg-me.com/iqraaread
📖┈┈┈•✿📚📚✿•┈┈┈📖
*اقــرأ 📚 للقراءة الهادفة*
•┈┈•✿📚📚✿•┈┈•

*أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية مع النازية*

بلال المازني
26/9/2025

*تاريخ النشر 22/ 10 /2025م*

*يقول المفكر الأميركي نعوم تشومسكي في أحد حواراته في كتاب البروباغندا والعقل العام (Propaganda and the Public Mind) "الشركات مؤسسات شمولية، ستبيع أي شيء لأي أحد، غازا ساما، أدوات قتل جماعي، أي شيء، طالما هناك ربح في ذلك".*

لطالما وُجهت أصابع الاتهام إلى كبريات الشركات الرأسمالية التي تستربح من "الدولار القذر"، في إشارة إلى الربح غير الأخلاقي والصفقات التي تُعقد يدا بيد مع الشيطان. الأمثلة على ذلك لا تُعدّ ولا تُحصى، فمثلما تواصل شركات عالمية تمويل آلة القتل الصهيونية اليوم، كانت شركات أخرى قبل عقود تموّل آلة قتل مشابهة: النازية.

*ورغم العداء الظاهر حينها بين شركات تدّعي انتماءها إلى العالم الحرّ وبين النازية والفكر الفاشي، كانت هناك صفقات تُعقد تحت الطاولة، صفقات تحكمها قوانين الجشع والميكافيلية، ولو كان الثمن هو الوطن الأم نفسه.*

•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•
https://whatsapp.com/channel/0029VaBHk3e0AgW5jOA00Z0F
•------••✦🇵🇸🇵🇸••✦------•

في منتصف عشرينيات القرن الماضي، كانت ألمانيا تجرّ أثقال هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وكانت رياح القومية المتطرفة تهب فيها بوضوح، لكن لم يثن ذلك الوضع أصحاب شركات أميركية كبرى عن تركيز فروع لها في ألمانيا والعمل طوال عقد على الأقل، في ظل الحكم الفاشي ومعاضدة المشروع الحربي النازي.

*فمن كان ليتخيّل أن سيارة كاديلاك الفاخرة أو سيارة شيفروليه تجران وراءهما تاريخا أسودَ وخفيّا بعلاقتهما مع هتلر والنازية. الأمر بسيط هو أن شركتَي فورد وجنرال موتورز وشركات عالمية أخرى أغواها طموح التوسع وقطف الثمار المسمومة التي لا يهم في أي أرض زرعت.*

*سيارات جنرال موتورز..* فوهة الابن في وجه الوطن الأم
كانت شركة جنرال موتورز الأميركية من أبرز الشركات التي اضطلعت بدور مهم في دعم الاقتصاد الألماني خلال فترة ما بين الحربين وبداية الحرب العالمية الثانية.

ففي عام 1925، أسست الشركة فرعها في ألمانيا وكانت في البداية تقوم بتجميع سيارات شيفروليه هناك، ولكن فلسفة جنرال موتورز الأم لم تكن التوسع في أراضي الضفة الأخرى فحسب، بل قامت بالاستحواذ والاندماج مع الشركات المحلية لتهيمن على سوق السيارات، وهو ما سيعطيها هامشا كبيرا للعمل تحت سلطة حزب العمال القومي الاشتراكي المعروف بالحزب النازي.

*في المقابل، كانت شركة آدم أوبل الألمانية المتخصصة في صناعة السيارات، الشركة الأكثر تصنيعا للمركبات في ألمانيا، لكن إنتاجها لم يكن بحجم جنرال موتورز، لذلك وضعتها الشركة الأميركية في مصيدتها واستحوذت عليها، ليتغلغل عملاق الصناعة الأميركية في الاقتصاد والتصنيع النازي تحت مرأى ومسمع سلطة القرار الأميركية.*

الباحث يوجي نيشيمورا في دراسة بعنوان "الاقتصاد النازي والشركات الأميركية الكبرى: حالة شركة جنرال موتورز" يقول "رأت جنرال موتورز في أوبل فرصة كبيرة للاستثمار، خاصة أنها تمتلك الإمكانيات المالية والخبرة الصناعية والتسويقية، وبالتالي، قررت شراء الشركة في مارس/آذار 1929. خلال عامي 1930 و1931، تصاعدت انتقادات جمعية صناعة السيارات الألمانية لسياسة الحكومة الألمانية بسبب عدم فرضها رسوما جمركية كافية لحماية السوق المحلي من السيارات المستوردة، وكانت شركة دايملر بنز هي التي وجّهت تلك الانتقادات، لكن شركة جنرال موتورز رفضت تلك الانتقادات وقدمت للحكومة الألمانية اقتراحا بديلا ينصّ على أن تطوير شبكة النقل كلها هو المفتاح لتنمية صناعة السيارات، وليس الحماية الجمركية وحدها".

*استفادت شركة جنرال موتورز بعد الاستحواذ على شركة أوبل من سياسة ألمانيا المشجعة للرأسمال الأجنبي، وهي تفاحة ألمانيا بعد خروجها مهزومة من الحرب العالمية الأولى لإغواء الشركات الأجنبية للاستثمار، بل أيضا لضمان بقاء جزء كبير من المعاملات المالية لتلك الشركات التي تمثل نسبة كبيرة من إجمالي المخزون البنكي داخل دائرة الاقتصاد الألماني.*

في أواخر يناير/كانون الثاني من عام 1933، دخلت صناعة السيارات في ألمانيا في منعرج كبير بعد سيطرة فكرة القومية الهتلرية، حيث منع النازيون خروج الأموال من ألمانيا بما في ذلك أرباح فروع الشركات الأجنبية، ورغم ذلك، دخلت جنرال موتورز بقوة في مجال تصنيع الشاحنات في ألمانيا.

وبحلول عام 1935 وسّعت مصانعها في روسلسهايم التي وصلت لإنتاج سنوي يقدر بمئة ألف وحدة، وهو ما رفعها على رأس قائمة أكبر مصانع السيارات في أوروبا، وحققت شركة أوبل أرباحا طائلة واستحوذت على قرابة نصف سوق السيارات هناك، غير أن شركة جنرال موتورز الأم واجهت مشكلة في تحويل أرباحها التي جنتها من فرعها الألماني إلى الولايات المتحدة الأميركية، ولم يكن هناك سوى البحث عن حل واحد وهو وضع يدها في يد الفوهرر أدولف
هتلر.

*تقول دراسة "الاقتصاد النازي والشركات الأميركية الكبرى: حالة شركة جنرال موتورز": "في عام 1936، رتبت شركة جنرال موتورز لقاء بين جيمس دي موني، نائب رئيس شركة جنرال موتورز لشؤون العمليات الخارجية، وأدولف هتلر. خلال هذا اللقاء، تم التوصل إلى اتفاق على نقطتين أساسيتين:*

*الأولى* هي استثمار 10 ملايين دولار من أرباح أوبل فرع جنرال موتورز في ألمانيا، وذلك في توسيع مصنع الشاحنات في براندنبورغ، على أن يُدار المصنع بالكامل بواسطة كوادر ألمانية.

*أما النقطة الثانية* فهي حصول جنرال موتورز على عمولة تصدير إضافية لكل سيارة أوبل تباع خارج ألمانيا".

في الواقع لم يضطلع جيمس دي موني بمسؤولية إدارية في صلب الشركة فحسب، بل كانت له مهمة أخرى تحت الطاولة، فحسب الباحث يوجي نيشيمورا، ذهب موني في فبراير/شباط سنة 1940 في مهمة سرية من أجل التحضير للقاء مسؤولين كبار في الحكومة النازية، وبدا أن ذلك اللقاء قد أثمر قرارا بتحويل جزء من إنتاج مصنع أوبل في روسلسهايم، إلى صناعة قطع غيار الطائرات ودعم المجهود الحربي.

*وكان أهم ما أنتجه المصنع أجزاء محركات طائرات يونكرز، ومحركات طائرات نفاثة ومعدات هبوط الطائرات، في حين احتل مصنع الشركة في براندنبورغ مركزا متقدما في إنتاج شاحنات أوبل بليتز التي تزن ثلاثة أطنان، وهي شاحنات مثلت قرابة 40 بالمئة من إجمالي الشاحنات العسكرية الألمانية في تلك الفترة.*

بعد أيام قليلة من ذلك اللقاء، في مارس/آذار 1940، رتب موني لقاء سريا مع أدولف هتلر بصفته مبعوثا غير رسمي لروزفلت، وبلّغ هتلر أن الحرب الشاملة ستدمر الحضارة الأوروبية وأن القوة الاقتصادية الأميركية يمكن أن تكون مفتاح سلام.

بحلول عام 1941، كانت رحى الحرب العالمية الثانية تسحق كل من يسقط فيها بعيدا عن الولايات المتحدة الأميركية، ورغم ذلك كانت أعين القنصلية الأميركية في زيوريخ على ممثل جنرال موتورز في باريس وعلى جيمس دي موني بسبب علاقتهما مع النازيين، وقد فتح مكتب التحقيقات الفدرالي تحقيقا في ذلك، خاصة أن التأثير النازي وصل إلى داخل الولايات المتحدة مع تصاعد قوة الرابطة الألمانية الأميركية، وأصبحت حينها سلطة القرار تتوجس خيفة رغم اعتمادها سياسة الحياد قبل ذلك فيما يتعلق بالحرب.

*بنهاية عام 1941، ومع حادثة بيرل هاربور، انفجر العداء الأميركي اتجاه هتلر، ولم يكن هذا العداء يعني سوى شيء واحد بالنسبة لشركة جنرال موتورز وهو التحايل لمواصلة الإنتاج في فرعها الألماني آدم أوبل ومواجهة قرار الحكومة النازية في نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1942 التي وضعت شركة أوبل تحت إشرافها، وكانت الخدعة المعتمدة هي خروج جميع المديرين الأميركيين في الفرع الألماني من مناصبهم وتعيين مسؤولين جدد، جميعهم ألمان.*

ينقل الباحث يوجي نيشيمورا جزءا مما جاء في التقرير المالي السنوي لشركة جنرال موتورز الصادر عام 1940، أي قبل عامين من قرار الحكومة النازية الإشراف على شركة أوبل، حيث جاء في هذا التقرير "نظرا لأن منشآت شركة آدم أوبل إيه جي في روسلسهايم ستُستخدم لتصنيع مواد جديدة للدولة، يفترض أن ترحب السلطات الألمانية بإلغاء المشاركة المباشرة للموظفين الأميركيين في إدارة الشركة. ولهذا السبب، نرى أنه من المستحسن أن يستقيل مسؤولون أميركيون من الإدارة ويبقون فحسب في تمثيلية مجلس إدارة الفرع الألماني للشركة".

كان قرار جنرال موتورز العمل في الظل سابقا لقرار الحكومة النازية التي أشرفت على شركة آدم أوبل، وبحلول عام 1942، أصبح كل المسؤولين الأميركيين في الفرع الألماني لشركة جنرال موتورز يعملون في الخفاء ولكنهم يقدمون المشورة للمسؤولين الألمان الجدد في الشركة.

*في أوج الحرب العالمية الثانية، عملت شركة جنرال موتورز على ضفّتين متضادتين بإستراتيجية الحرباء، وكان أكبر مسؤوليها جيمس دي موني مهندس تلك السياسة المزدوجة، إذ تقول دراسة "الاقتصاد النازي والشركات الأميركية الكبرى..": "كان جيمس دي موني، نائب رئيس شركة جنرال موتورز المسؤول عن قسم ما وراء البحار، مديرًا للعديد من الشركات التابعة لجنرال موتورز في الخارج، بما في ذلك شركة فوكس هول موتورز المحدودة في بريطانيا وشركة آدم أوبل إيه جي في ألمانيا. في الفترة من 1939 إلى 1940، شارك في عملية تطوير الشركات الأوروبية التابعة لشركة جنرال موتورز، وخاصةً شركة آدم أوبل إيه جي في ألمانيا، من إنتاج السيارات في زمن السلم إلى إنتاج الأسلحة في زمن الحرب. وبعد ذلك مباشرةً، عُيّن مساعدًا لرئيس جنرال موتورز المسؤول عن أعمال الاتصال الدفاعي في الولايات المتحدة، وبدأ في المشاركة في عملية تطوير شركة جنرال موتورز في الولايات المتحدة. وهكذا، ساهم نفس الشخص في عملية تحويل جنرال موتورز في كلا جانبي المحيط الأطلسي".*
2025/10/22 19:41:28
Back to Top
HTML Embed Code: