وإذا ألفتك شِدّة تذكر أنها زائلة ومؤقتة, وأنّ أيَّام السُرور كثيرة وأيَّام الهناءِ وفيرة, وأنّك في هذه الدُنيا التي لا تصفو طوال الوقت, وأنّك مؤمن والمؤمن مُبتلى, وأنّك مأجورٌ على الشوكة التي تُشاكها فما بالك بما أوجع قلبك وأذبل عينيك🌿.

التوكّل قوّة, ولو جُمعت للمرء أشكال المواساة وألوانها فلن يجد شيئ يمسح على قلبه, ويقوّي أركان طمأنينته مثل تفويض أمره لله, واستشعاره أنه في ظلال معيّة الله وأن الله كافيه أمره🤍.

أمور حياتك بيد أرحم الراحمين!
‏معنى ذلك لا تعطِ الشيطان فرصة بأن يغرس في داخلك أشياء سلبية, ربِّ قادر قدير مُقتدر, ولا تُعجِزه أمور حياتك وأمنياتك, ردد في داخلك (ما تضيق إلا لتُفرج) وما تأخر إلا لتكثر عطاياه وسيستجيب لكن بالوقت المناسب ثق بالله دائمًا وأبدًا🌿.

قال الله تعالى:
‏﴿وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيوسُفَ فِي الأَرضِ ﴾
‏ماكان شرّاً في البداية, أصبح تمكيناً في النهاية, سلِّم أمرك لله فأنت لا تعلم أين الخير, تأمَّل لطف الله بعبده المحسن, أكرمَ مثواه ومكّن له في الأرض, وعلمه من تأويل الأحاديث, و آتاه حكماً و علما🌟.

حينما يتولّاك الله, فإنه يسخّر لك الخلق والأحداث من حيث لا تحتسب, ما الذي دفع ذلك الرجل حين أتى من أقصى المدينة كي يحذّر موسى من كيد أعدائه؟ ﴿ وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إنّي لك من النّاصحين﴾ إنّها معيّة الله سبحانه♥️.

مَنْ لَاذَ باللهِ "سَرَّه"🤍.

الثقة بالله صرح شامخ في قلب المؤمن لا تهزه عواصف المصائب والمحن, بل تزيده شموخاً ورسوخاً, ولا يهدمه إلا سوء الظن بالله, والشك في حصول فرجه, وكثرة التعلق بالمخلوقين, وتناسي الخالق جل وعلا, ثق بالله ولا تثق بغيره, فعلى قدر الثقة في الخالق سيسخر الله لك الخلائق🌟.

الله هو من يبعث الأُنس لنفسك، الله من ينزّل السّكينة على قلبك, الله من يُلملم شتات روحك, الله من ينتشلك من بئر المصائب, الله من يُضيء لك عتمة حياتك الله من ينهضُ بروحك إذا سقطت وتجافت عنك الأرواح, الله خير معينٍ إذا لم يكن لك أيّ مُعين فمتى ما استقمت لله, استقام كل شيءٍ في حياتك❤️.

ستُبهرك الأقدار حين تبتسم لك, ستُدهشك رحمة الله بالعوض الجميل, فتحنوا عليك الأيام, وتحتضنك الراحة, أنت الذي طحنتك التجارب, وصقلك الألم, وهذّبتك الحياة, أنت الذي تحمل قلبًا خُلق من اللين, والحُب, والرحمة, وروحًا تحمل رقة ورهافة الكون, اطمئن ثمة أفراح عظيمة في طريقها إليك🌿.

لو يعرف الإنسان عِظم رحمة الله به لاستحال أن تبقى دمعةً في عيناه! أحيانًا يكون الاختبار صعبًا لكي يمتحن الله صبرك وصدقك, فإذا صدقت أنزل الله رحمته عليك وفاضت عيناك فرحًا, وتذكر قصة سيدنا ابراهيم حين أمره الله بذبح إبنه اسماعيل, فاستجاب لأمر ربه وأتتهُ الرحمَة في اللحظة الأخيرة🤍.

﴿ قال أخرقتها لتغرق أهلها ﴾
‏يحميك الله بطرق لا تفهمها.. ستُخرق لك سفن لأن الله يريد أن يحميك من إبحارٍ خاطئٍ، وستتعثر لك خطىً لأن الرحمن يريدك ألّا تبلغ وجهةً مؤذية، وستفوت عليك فرص لأن الله يعطيك ما تحتاجه لا ما تريده، وسيُكسر قلبك لأن كسر القلب أول خطوات الأنس بالله🌟.

إن الله إذا شاء الله أمرًا كان ولو رفضه العقل و المنطق وكل أهل الأرض ولو عُدِمت أسبابه ولو وقف كل شيء في طريقه إذا شاء الله أمرًا فلا مرد له♥️.

لا يضيق لكَ بال وإن انصرف عنك ما أردته, وجاهدتَ طويلاً للمحافظة عليه لا يضيق لكَ بال وآمن بخيرةِ رحيله, لأنَ العوض من اللطيف القادر ,سيمحي ما كابدتهُ وحدك ويأتيك بما هو أجمَل مثل مُعجزَة لم تخطط لها أبد🌿.

سيأتي يومًا تتعجّب فيه، كيف أنّ الله قد جمَعك بعد كل هذا العُسر والانغلاق بمطلبك وبكُل سهولة، ستتعجّب كيف أنّ المستحيل تيسّر وتحقق بأصغر التفاصيل التي رجوتها وستكون من الذين جبرهم الله قريبًا وستندهش بما سيُعطيك بحول الله وقوته وعظمته وتدبيره❤️.

صلىٰ عليكَ اللهُ ما وادٍ جَرى
ما أشرقَت شمسٌ وروضٌ أزهرا🌿.

وإنَّك لولا عون الله ما وُفِّقت في خطوة ..
- أيّما خطوة خطوتها فادعُ الله أن لا يكلك إلى نفسك , ليس ينفع الإنسان حُسن تخطيطه ولحظات الدّأب والاجتهاد إن لم يكن له من الله عونًا ومعيَّة , فإن كنت تستمدّ توفيقك من الله فأبشر بالفتوح, ولتكُن معيّة الله معولك الأول🤍.

﴿والله يعلم و أنتم لا تعلمون﴾
‏كل التأخيرات في حياتك هي لحكمة يعلمها الله, سلم أمرك له وثق به وهو سبحانه سيعوضك خيراً🌿.

"مضىٰ مُعظمه وبقيَ أعظمه"
‏اللهم تداركنا بلطفك، وأعنّا على طاعتك، وبلّغنا ليلة القدر، وتقبّل منّا يا أرحم الراحمين♥️.

نحن بحاجة إلى الرّضا حتى في تفاصيل يومنا الصّغيرة, في مرور المنغّصات العابرة، وفي كل ما يعكّر صفونا, نحتاج أن نجعل الرّضا دأب حياة, وليس في تعاملنا مع أمورنا العِظام فحسب, نحتاج أن نضع نصب أعيننا أن حياتنا تسير وفق تدبير ربٍّ حكيم لتطمئنّ قلوبنا أمام مجريات الأمور🌱.

‏﴿يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ﴾
‏كل أمر, فلا يخرج أمر عن تدبيره, أمرُ العالم أجمع, علويِّه وسفليِّه, ولا يشغله تدبير عن تدبير, يُنقِّل الخلق من حال إلى حال، ومن مبتدأ إلى أحسن مآل، حتى أمرُك وشأنُك يدبره بعلمه الكامل, يدبره بحكمته البالغة, يدبره بقدرته التامة ﴿فذلكم الله ربكم الحق﴾🌟.