Forwarded from طُروس 📚
معاملةُ الناس على أساس معاييرهم، ومراقبة ردود أفعالهم ثم تمثّلها ومقابلتهم بها؛ تسلبُ النَّفسَ كلَّ فضيلة وترهقها، وتلزمها عنتًا فوق عنَتِ تحمّلهم، وطاقةً تفوق طاقة ترويض النفس على تحمّل مشاقّ اختلاف نوازعهم وأخلاقهم وأمزجتهم، ولا شيء يثمر كالتغافل معهم، لمن وفّقه الله لذلك ويسّره له.

فبشاشتُك لمن لا يبشُّ لك، واتساعُ حِلمِك لضيّقي العطن، وثناؤك على مزايا بعضهم، ممَّن لا يلتفت إليك لفتة، بل يرى نفسه في منزلة أعلى من التنازل للاستجابة لك - مع أنه مسلوب من المزيّة التي توجب له أن يتعالى!- لكنك تنطق بكلمة العدل.

كلُّ ذلك أعدّه من أعظم أنواع الجهاد عند المخالطة، وأعترف بأني لا أفلح في كثير منه، وأنهزم عن طبعي وألتزم مع بعضهم معاملة المثل.

لكني أعود فأوازن بميزان العدل بجانب ميزان الإحسان الذي يحبّه خير المحسنين سبحانه وبحمده، الذي جعل رحمته قريبًا من المحسنين، فأفزع من حجم الخسارة التي تكبدُّتها من ميزان العدل، بأنها أضعاف خسارتي لو كنت أجاهد في سبيل الترفُّع وحيازة الدرجة الفضلى، بالاستعانة بالله أولًا ثم المجاهدة في تمثّل مبدأ التغافل الذي يورث خفّة الروح، مع ثقل الميزان الأخروي.

والناس ومخالطتهم جهادٌ أيما جهاد في احتمال إساءاتهم غير المقصودة!
فما بالك بالإساءة الصريحة؟
أو المبطنّة التي لا تظهر لكنك تجد آثارها الوبيلة على حياتك، وهي شرٌّ وآذى؟

فاستدفاعها بالانتصاف؛ راحةٌ لا تلبث أن تزول، ومدافعتها بالحسنى؛ درجة عزيزة بعيدة!
فأنت تجاهد أمرين: أمر هذه الإساءة، ثم ترويض نفسك على ردّها بالحسنى والتعالي على حاجة النفس للثأر وطلب النصفة، إلا أن يكون صاحبها لا يستدفع شرّه وأذاه إلا بالعدل ولا يثمر معه الإحسان بل يزيد شرّه.

وطالما استشعرت قولَه سبحانه: (وما يلقّاها إلا الذين صبروا، وما يلقّاها إلا ذو حظٍّ عظيم) فلم يقل سبحانه وبحمده: (يَلقَاها)؛ بل تجد أن اللفظ صيغ ليدلَّ على المعاناة!

وههنا قول العلّامة ابن عاشور معلِّقًا على هذا الاختيار الدقيق: "ويلقّاها: يُجعل لاقيا لها، أي: كقوله تعالى (ولقاهم نضرة وسرورا) ، وهو مستعار للسعي لتحصيلها لأن التحصيل على الشيء بعد المعالجة والتخلق يشبه السعي لملاقاة أحد فيلقاه "

جعلنا الله بأنه الهادي وحده، والمستعان والحي القيوم الذي بأمره الخلق والأمر، من المحسنين الذين يحبّهم ويرضاهم، ووطننّا لهذه المنزلة العليِّة، ويسّرها لنا تخلّقًا وامتثالا!
- إنّ أخشى ما يخشاه المتعب المكدود في سَيْره= راحةٌ تشعره بتعبه وكدّه!
ومن يدري إذا جلس هذا المتعب المكدود واستمرأ الراحة، واستشعر حلاوة الغفلة؛ متى ينهض من مكانه ويعاود سيره؟!

|| محمّد عبده عزّام
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
من أغرب الناس الذين تجدهم في مواقع التواصل الاجتماعي هذه الفئة التي تمارس "النهي عن النهي عن المنكر"!!

شعاره: دع الخلق للخالق، ولكنه لم يدع الخلق للخالق، بل سارع للإنكار.. الإنكار على من ينكر المنكر!! لا على من فعل المنكر!!

يقول لمن ينهى عن المنكر: ربما يكون صاحب هذا المنكر أحسن منك عند الله.. ولم يتذكر هو أن الذي ينكر المنكر ربما يكون أفضل منه هو عند الله، وأفضل منهما معًا!

وهذه الفئة الجديدة ليست هي الفئة التي حدثنا القرآن عنها في بني إسرائيل.. فبنو إسرائيل حين نهاهم الله عن الصيد يوم السبت، انقسموا ثلاثة فرق:

1. فرقة عصت أمر الله وتحيلت على ذلك وصادت
2. وفرقة أنكرت عليهم المعصية ونصحتهم
3. وفرقة ثالثة أنكرت على الذين أنكروا.. فصرفوا طاقتهم لا في النهي عن المنكر، بل في تثبيط الذين ينكرون المنكر، وقالوا لهم {لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا}

وهذه الفرقة الثالثة، هي أفضل من أولئك الذين نتكلم عنهم الآن.. فهذه الفرقة كانت تعرف من الذي على الحق ومن الذي على الباطل، ولكنها يئست من هداية المبطلين.

أما من نتكلم عنهم الآن، فلا يعرفون الحق من الباطل، بل يزيلون الحد بين الحق والباطل، بين المعروف والمنكر، فيجعلون المعروف منكرا والمنكر معروفا..

فالدياثة والتعري والرقص وأمثال ذلك من المحرمات التي لا شك فيها، تتحول عندهم إلى حريات شخصية، وحقوق إنسان، ويسفكون طاقتهم في إعذار أصحابها وفي التلبيس على أنها محرمة أصلا.

ضلال وإضلال معا.. ثم تخلف عقلي ونفسي معا!!

فلئن كنت ضالا، فكن ذا عقل، واجعل قواعدك في الحياة مفهومة ومنسجمة ومضطردة.. أما أن تنكر على من ينكر المنكر، بدعوى أن دعوا الخلق للخالق، ولست أنت من يحاسب... فهذا خطل وغباء معًا!

جيل أفسده التعليم المنهار في المدارس!!
«في معيار الوحي: إذا كانت كلمة الحقّ مرفوعة؛ فهذا نصر، رغم الخسائر الدُّنيويّة».
Forwarded from نَضْرَةٌ (شيماء بنعَطِيّة)
(..) أحاول ما استطعت تجنب الخوض في حديث طويل موضوعه رأيي أو تعليقي على المواقف والأحداث التي تجري أمامي، إلخ.. إلا مع أفراد عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وكلما وجدتني سأتورط مع شخص غيرهم في نقاش طويل ولمست فيه رغبة في الجدال المذموم أو القدح في أي رأي ليكون العلو والصحة لآراءه وما يقول، وقد حضر حظ النفس في كل هذا؛ فإني أستذكر ما قاله الأعرابي "من لاحى الرجال وماراهم قلَّتْ كرامته" فألجأ إلى أقرب مخرج حفاظا على الكرامة والوقار..
أنسحب حتى وإن كنت محقة لأني أطمع في ثواب تارك المراء..
Forwarded from لِيل. (ناريمان.)
لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتدَّ عليه الكرب، فلما أخَذ يشهق بكتِ ابنتُه.

فقال: يا بنيَّتي، لا تبكِي فقد ختمتُ القرآنَ في هذا البيت أربعَ آلاف ختمة، كلها لأجل هذا المَصْرع.
- تُبنى الغايات بالتعب..

نبتة العلم مثمرة، وعُزلة المُحاول مُقمِرة، وساعات الفراغ مدبرة، والراحة مهما بَدَت، لحظيّة، يتثاءب اليوم مَن مَلّ، وينحني مَن ذَلّ، ويحمل الراية ما قَلّ، ونحن طلّاب الآخرة، نتعب اليوم لنرتاح غدًا،
مَن ذاق ماء العلم ابتلَّ قلبُه.

|| قُصَي عاصِم العسيلي
لا بد أن نعلم أن الآلة الحربية والأمنية والتجسسية المستعملة ضد أهلنا غزة هي أعلى وأقصى ما وصلت إليه البشريّة من القدرات التقنيّة، وأن مساحة غزة صغيرة جدا، وأن الحرب لها ثمانية أشهر، وأن الدمار الذي حصل كفيل بإخضاع أقوى الرجال.

ومع ذلك نحن نشاهد بأعيننا عجز المحتلين عن تحقيق هدفهم الأكبر من الحرب إلى الآن، ونشاهد أثر قوّة الإيمان بالله كيف تعمل في النفوس، ونوقن بإحاطة الله بكل شيء، فلا يحدث شيء إلا بإذنه،

وهذا من أعظم ما يحرر الأمة من حالة العجز والخور التي تعيشها، حين تثق بالله وحده وتتوكل عليه ولا تخاف أعداءه.
Forwarded from مِشْكاةٌ•
قال عطاء السليميّ عند موته:

ربِّ إني لا أملك غير قلبي أتألّم به لشدائد المكروبين، ولساني كتابةً ونطقًا أُناصر به المظلومين؛ فاغفر لي عجزي وضعفي، ولا تؤاخذني بجريمة الخذلان يا كريم!.

#مجزرة_رفح
- فالقلب الصالح أوّل لبِنة في صلاح المجتمع، إذ صلاح الفرد منوط بصلاح قلبه، قال النبيّ ﷺ:

«ألا وإنّ في الجسد مُضغة؛ إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه؛ ألا وهي القلب».

والصلاح صلاحان: مادّي وروحيّ.

أمّا الصلاح المادّي؛ فإنّه إذا صلح قلب الرجل فإنّ بدنه سيكون صالحًا لابتعاده عن المسكرات والمخدّرات والفواحش، فإذا صلح بدنه كان لبِنة صالحة في رقيّ الأمّة الإسلاميّة، ونتاجها، وبناء حضارتها، وهذا إصلاح مادّي كبير.

أمّا الصلاح الروحي؛ فإنّ صلاح القلب يتبعه حسن القيام بحقوق الله تعالى كالصلاة والصيام، وإقامة الجهاد ونشر الدعوة، والأمم إنّما تقوم بصلاح القلوب مع صلاح الأبدان.

وأعمالُ القلوب عبادةٌ تنفرد بها أمّة الإسلام، فلو أحسنت في هذه العبادة لاستوت على عرش الحضارة العالميّة.

|| مقتبَس
ما خالطَ شغَاف القلب شيئًا يزيد من إيمانه؛ كمثل ما يُخالطه من قراءة القرآن، فإنّ الإيمان يُباشر من كان قلبه منكسرًا عند ربّه، والقُرآن يُرقّق القلب ويُذهب قسوته، فإذا رقّ القلب حلّت عليه حلاوة الإيمان، وهذه الحلاوة لا تستقر في سويداء القلب؛ حتى ينعكف بكلّيته ما بين افتقار ومعرفة تامّة، وأحوال مُهيَّئة للتلقِّي، من أحوال المُناجاة، والخَلوة، وقيام الليل، والتعَرُّض للقُرآن، وكلّما كانَ العبد مُعرضًا عن هذه الأحوال؛ فقد بذلك حلاوة الإيمان بقدر إعراضه، فإنَّ هذهِ الحَلاوة لها طعمٌ يحسُّ بلذّته كلَّ من تعاهد قلبه، قال سبحانه في أوائل نزول الوحي: ﴿وَثيَابكَ فَطهِّر﴾، يقول ابن عبّاس عن هذا المعنى، أي: من الإثم، وقال قتادة: وثيابك فطهّر أي: نفسك، وقال: طهّرها من المعاصي..

ولعلّ الحكمة من أنّ هذه الآية نزلت في مطلع الوحي: أنّ التطهير يُراد به التهيئة للتلقّي، وحتى يكون المحلّ مهيّأ لحقائق القرآن، فإذا تمّ نفعه من الوحي، وعرف عظمة المتكلّم بهذا الوحي؛ ازداد إيمانًا، فالقُرآن نزل ثقيلًا، ويحتمل عدم قُدرة العبد على أخذه، فكان التطهير المعنوي يستوجب إزاحة كلّ دنَس قلبي من أمراض القلوب، ونصيب العبد من هذه الحلاوة؛ بقدر نصيبه من الطهارة.
من أسباب التوفيق للتعبّد الصّحيح الذي يرتضيه الله؛ التوكّل عليه في شأن عبوديّته إيّاه، وتفويض أمره لمن بيده مفاتيح الخير كلّها، وأيّ خير أعظم من أن يفتح الله على عبده بحسن تبتّله وتعبّده له، وهو الذي بيده مفاتيح القلوب، فالتوكّل على الله لا يُقاس على أمور دنيوية، ولا ينحصر التوكّل في مفهوم المادّيات، بل حتى في سبيل الطاعة، والسَّير القَلبي، ومُلازمة ذكرهِ في يومه وليلهِ، كلّها أمور تحتاج إلى التوكّل الصّحيح، والإقرار بالحاجة، والتفويض لمن يملك صلاحه، حين يتوكّل العبد على ربّه بشأن دينه، وإيمانهِ، وقلبه ألا يزيغ، حين يسير إلى ربّه متوكّلا، رافعًا له همّه، مفوّضا له أمره، وهو يعلم في قرارة نفسه أنّه لا توفيق في سيره إلى ربّه بلا أن يكفيه شرّ نفسه، وشرّ هواه، وشرّ الشيطان، والدنيا، والأرض بعلائقها، ولا فتح يلتمس أثره في قيامه، وقراءة القرآن، وتعلّمه العلم، ولا في أيّ عمل صالح إلا أن يكفيه الله عوائق الوصول، من الشهوات التي كبّلت قلبه من لذائذ السّير إليه، وهذا التوكّل الشرعي قد يغيب عن الأذهان، لارتباط التوكّل في أمور الدنيا، ونسوا حظّ أنفسهم من معرفة ربّهم، ونسوا حظّهم من الآخرة، مع أنّ التوكّل في سبيل الطاعة؛ دليل على الصّدق، مثلما أنّ طلّاب الأرض يتوكلون على ربهم في قضاء حوائجهم ويصدقون بذلك، فإنّ طلّاب السّماء يطلبون بتوكّلهم معاني العزّة الحقيقية، والفتح المُبين، وهذا التوكل موصل لفتُوحات الدُّنيا والدّين، وما أحسنَ العبد لو أخلص في إقراره بتوكّله، وما أجمله لو قال: ربّ عليك توكّلت في سيري إليك، وإليك أنبت، وإليك المصير!
كان يقال:
‏أول خوارم الثبات الأمن من زيغ القلب
مِن أوضح الحقائق المُشاهَدة التي يتفق عليها أكثر البشر اليوم صغاراً وكباراً؛ هي ارتكاب قوات الاحتلال للمجازر في غزة.
ومع ذلك فإن إدارة أقوى دولة في العالم لم تشاهد هذه الحقيقة بعد، ولا تزال تنفي وجود دليل عليها مع كونها أكثر دول العالم تقدماً تقنيّاً ومراقبة للأحداث بأجهزتها وعملائها.
وإذا كان هذا الجحود لأوضح الحقائق عياناً فإن هذا يعود بالتشكيك إلى أصل نزاهة هذه الدولة في مختلف القضايا الإنسانية والفكرية والدولية مما هو أقل وضوحاً من ارتكاب الاحتلال للمجازر.
ويعود بالتشكيك إلى أصولها العلمية والفكرية والثقافية التي تصدّرها للعالم باعتبارها أنموذج التقدم والأخلاق والحضارة والحرية.
ومع كون هذا الأمر معروفاً لذوي البصائر والمبادئ من قديم الزمن إلى أن هناك من يحتاج إلى مثل هذه الشواهد ليقتنع بذلك.
وهذا كله ينبغي أن يُعيدنا إلى أصولنا وهويتنا وثقافتنا المستمدة من الوحي الإلهي على النبي المصطفى ﷺ والتي هي الحق والعدل التي تحتاجه البشرية وليس أهل الإسلام فقط.
«العربيُّ ينصر العربيَّ،
والمسلم يُعين المسلم،
والإنسان يرحم الإنسان؛

فمن لم يَهُبَّ لنصرة فلسطين لا يكون عربيًّا، ولا مسلمًا، ولا إنسانًا».
«ومررتَ على مظلومٍ فلم تنصره»..

إن تتحمّلِ الجَلْد؛ فانقضِ إذًا عن نصرة أخيك المظلوم!

ولن تتحمّله.
سِر للإله كما تسير وفودُ، وبالعشر كادت أن تجود..

نعلن افتتاح التسجيل في برنامج سقيا العشر2، لنشهد منافع الله في أيامٍ معلومات بالذكر والشكر مفازًا وارتقاءً

دونكم يا كرام استمارة التسجيل في سُقيا العَشر بنسخته الثانية:

https://forms.gle/SZvGmSL38qcb3oSn6

ولا تنسوا.. الدَّال عَلى الخيرِ كفاعِله🍃🤍

#سقيا_العشر2
#الأنشطة_العامة
«على أيِّ الجراح يفيض دمعي
وهل دمعٌ لذي قلبٍ تبقّى؟!

أنبكي غزَّة يا وَيحَ قلبي
أم السودان أم نبكي دمشقا؟!
».
2024/06/01 03:46:01
Back to Top
HTML Embed Code: