ومن أعظم ما تُغتنم فيه الأوقات، ساعات البكور، تلك الساعات المباركة التي دعا النبي بالبركة فيها، وجعلها ميدانًا للرزق، والتوفيق، والصفاء، والنور..

إنّ البكور بركةٌ وزيادةٌ ونماءٌ لخيري الدنيا والآخرة، فهو أول اليوم، وأول اليوم شبابه، كما أن آخره شيخوخته، ومن أضاع شبابه فلا عجب أن يضيع آخره..

فمن بدأ يومه بالبكور، بدأه بنورٍ وهمةٍ وطمأنينة، ومن أضاع أوله بالكسل والغفلة فاته خيره وبركته، ثم لا يدرك آخره إلا بالتعب والندم..!!

و البكور يا غاليات، ليس مجرد وقتٍ مبكرٍ من اليوم، بل هو ميدان بركةٍ تُفتح فيه أبواب الرزق..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لأمتي في بكورها.»..

وهذا الدعاء النبوي العظيم يشير إلى أن أول النهار موطنُ البركة ومفتاحُ النجاح، وأن العاقل لا يبدأ يومه بالنوم والتفريط، بل بالنشاط والنية الصالحة..
واعلمي أن الرزق الذي تُبارك فيه ساعات البكور ليس محصورًا في المال، بل يشمل رزق الهداية، والتوفيق للطاعات، وصفاء القلب، والبركة في الوقت والعمر والعمل..

فكل توفيقٍ لخير هو رزقٌ ساقه الله لعبده..

قال ابن القيم رحمه الله:
«نوم الصبحة يمنع الرزق، لأنه وقت تُطلب فيه الخليقة أرزاقها، وهو وقت قسمة الأرزاق، فنومه حرمانٌ إلا لعارضٍ أو ضرورة.»
الفوائد.

فتفكري في يومك كما تتفكرين في عمرك، فكما أن من أضاع شبابه ندم في شيخوخته، فكذلك من أضاع أول يومه ندم في آخره..

فلنغتنم أول النهار كما نغتنم أجمل سنيّ العمر، ولنبدأه بذكرٍ، أو عملٍ صالح، أو طلبِ علمٍ، أو سعيٍ نافع..

و من اغتنم البكور بورك له في رزقه كله بإذن الله، في دينه ودنياه وقلبه ووقته، ومن أضاعه فقد أضاع بابًا من أبواب الخير قد لا يُعوَّض..!!
ولعلّ من الجميل أن نُحيي بيننا روح التناصح والتعاون على البر، فمن كان لها تجربةٌ مع اغتنام أوقات البكور، كيف غيّر ذلك من يومها..!؟ من قلبها..؟؟ من نفسيتها..؟! من علاقتها بربها..!؟
لتشاركنا بها على بوت القناة للفائدة، لنتواصى جميعًا على ألا نُضيّع هذا الوقت المبارك الذي فيه من الخير ما لا يُحصى..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيرًا على جميل تفاعلك..💎

طبعًا..! فعدوُّ البكور هو السهر، ومن أدمن السهر فاته خير الصباح، بل قد يفوته حتى قيام الفجر في وقته، وإن قام له فبكسلٍ وثِقَلٍ، لا بروحٍ نشِطةٍ مقبلةٍ على الله..

فالذي يريد اغتنام البكور لا بد أن يجاهد نفسه على ترك السهر إلا لحاجةٍ أو طاعةٍ، وأن يُعيد تنظيم يومه ليكون نومه بعد العشاء، واستيقاظه قبل الفجر..

وما نال أحد بركة البكور إلا بالصبر على المجاهدة، كما قال تعالى: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا»..

ابدئي بالتدرج، فخفّفي من السهر، ونامي أبكر من المعتاد، ومع الوقت ستجدين أن جسدك يعتاد على البكور، وستذوقين لذة الفجر وهدوء الساعات الأولى من النهار، فلا تفرّطي فيها..
🌨️
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

اللهم بارك ماشاء الله، هذا مصداق لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لأمتي في بكورها»، فبركة البكور تُلمس أثرًا في الجسد والنفس والعمل على مدار اليوم كله..

استمري على ذلك، وحاولي تثبيت هذه العادة، فالنفس إن ذاقت حلاوة البكور لن ترضى بعده بكسل ولا نوم، بل تأنف من تضييع هذا الوقت النفيس..

جعله الله لك عادةً دائمة، وبارك في أوقاتك وأعمالك..🌷
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
بالمناسبة، الأسئلة التي تصلني على البوت لم أنسَها، ولم أتجاوز أي واحدة منكن، غير أن الوقت والله المستعان ضيّق جدًا، ولو عددنا ساعات يومنا لوجدنا أننا نستطيع، لكن أين يذهب الوقت..!؟

أعلم تمامًا أن السبب هو ذهاب وقت البكور في النوم، ذاك الوقت المبارك الذي فيه البركة والتوفيق والنشاط..

فلعلنا هذه المرة نتحفّز معًا ونتشجع على مجاهدة أنفسنا لاغتنام البكور، ولنأخذها تحديًا فيما بيننا ابتداءً من الغد..

و من تنجح غدًا في مقاومة النوم وتغتنم بكورها، تشاركنا تجربتها على البوت، لعلنا نتشجع ببعضنا، فالمرء بالجماعة أقوى، والهمة تُورَث بالصحبة..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
السلام عليكم ورحمة الله..🌨️💎
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
و عليك السلام ورحمة الله وبركاته..
الحمدلله في عافية، بارك الله فيك..

الذي يقطع الصلاة ثلاثة: الحمار، و الكلب الأسود، و المرأة البالغة، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم..

أنه إذا لم يكن بين المصلي و بين هؤلاء الثلاثة المذكورين فوق ساترة فإنهم يقطعون الصلاة..

فإذا مروا خلف الساترة فلا يقطعون الصلاة، حتى لو كانت الساترة قريبة من موضع السجود و لم يكن بينهم و بين قدميه إلا أقل من ثلاثة أذرع فإن الصلاة صحيحة ماداموا من وراء السترة..

أما إذا لم يكن للمصلي ساترة و مروا بين يديه فإنهم يقطعون صلاته، و وجب عليه أن يعيدها من جديد..

لكن فيما يخص لفظ " بين يديه" كثير من أهل العلم يقولون أن المراد بها مسافة ثلاثة أذرع، أي متر و نصف تقريبًا من قدميه..

و قال البعض الآخر، بين يديه هو منتهى سجوده، يعني موضع جبهته، و ما وراء ذلك فإنه لا حق له فيه، لأن الإنسان يستحق من الأرض ما يحتاج إليه في صلاته و هو لا يحتاج في صلاته إلى أكثر من موضع سجوده، و ما وراء مكان سجوده و موضع جبهته لا حق له فيه و لا يضره من مر من وراءه..
فالخلاصة أن المرأة البالغة و الحمار و الكلب الأسود إذا مروا بين المصلي و بين سترته بطلت صلاته و وجب عليه إعادتها من جديد، و إذا لم يكن له سترة و مروا من بينه و بين موضع سجوده بطلت صلاته و وجب إعادتها من جديد.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يا مرحبًا..🌻🌨
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
على طالب العلم ألا يتعجل، و يحرص على تزكية نفسه بالعلم والعمل..

و كم من متعجل ضرّ ولم ينفع، وكم من متأنٍ رفعه الله بصبره وتؤدته..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يقول أحد طلاب الجامعة الإسلامية بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمملكة العربية السعودية :

كُنا نَدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة، وكان عندنا مادة التوحيد ويدرّسها فضيلة الشيخ د. عبد الرزاق البدر - حفظه الله -.
فبينما كان الشيخ ينادي بأسماء الطلاب ليعلم الحضور، إذ وصل إلى زميل لنا سريلانكي الجنسية، اسمه: محمد صيام، وكان غائبًا ذلك اليوم، وهنا بدر من الشيخ - حفظه الله - كلمة قال فيها:

"محمد صيام، صام فنام"

مرت تلك الكلمة على مسامعنا، ولم نلقِ لها بالًا، إلا أنها عظمت في نفس الشيخ، وما هي إلا لحظة فإذا بالشيخ يستغفر الله من تلك الكلمة، وهنا انتهينا من الدرس.

فبدأ الشيخ يعتذر إلينا، ويقول: "يا أبنائي، لقد أخطأت، خرجت مني الكلمة عفوية، وأنا أستغفر الله منها"، ووافق أن حضر زميلنا في اليوم التالي، وعندما وصل الشيخ إلى اسم الطالب، وعلم أنه حاضر توقّف عنده، وأخبره بما حصل، وأنه ناداه بالأمس وهو غائب، وأنه قال تلك الكلمة، وقال له الشيخ: "أرجو أن تسامحني".

وظل الشيخ يكررها، والطالب يؤكد أنه سامح الشيخ، وعندما تأكد الشيخ أن الطالب قالها من قلبه، واصل درسه.

وفي الدرس الذي بعده، فوجئنا بالشيخ وهو يحمل مجموعة من الكتب القيمة، وفي نهاية الدرس نادى الطالب وأعطاه تلك الكتب، وقال:
"هذه بسبب تلك الكلمة التي قلتها فيك، وأرجو أن تسامحني".

منقولة..
✿ أَن تَكُونِي جَآدَّة مُترَفِّعَة ✿
يقول أحد طلاب الجامعة الإسلامية بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمملكة العربية السعودية : كُنا نَدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة، وكان عندنا مادة التوحيد ويدرّسها فضيلة الشيخ د. عبد الرزاق البدر - حفظه الله -. فبينما كان الشيخ ينادي بأسماء الطلاب…
كلمة عابرة لم يُقصد بها إساءة، ومع ذلك حملت الشيخ على الاستغفار والاعتذار وإرضاء صاحبها، لأن المؤمن يعلم أن الكلمة قد ترفع أو تهوي بصاحبها..

هكذا هم أهل العلم الحقيقيون، رقّة قلب، وخشية، ومحاسبة للنفس قبل أن تُحاسب..

رحم الله من علّمنا بخُلقه قبل قوله..
2025/10/31 09:25:17
Back to Top
HTML Embed Code: