Telegram Web Link
اللهم إن الحزن قد فتت أكباد أهل غزة ومزق الهم أرواحهم، اللهم عجل بالفرج لهم !!
أرسل لي صاحبي يسألني كيف حالك، فرددت عليه، الحمدلله في زحام من النعم !!
فظن أني أبالغ، فقال؛ وأنتم على هذه الحال !!
فقلت له، ألسنا تحت رحمة الله، ألسنا نشهد أن لا إله إلا الله، ألسنا نؤجر على هذا البلاء، أليست كل أقدار الله خير حتى لو كان ظاهرها شر، أليس الله لطيف بعباده، أليست هناك آخرة نؤجر فيها على كل دمعة قلب، وكل زفرة هم، وكل لحظة حزن، فقال بلى، فقلت له؛ إذاً نحن أهل العافية وكل الأرض في بلاء !!
قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظُمت،، ويبتلي الله بعض القوم بالنعم !!
اللهم قد نسي الناس غزة وأنت لا تنسى، فالطف بها وعجل بالفرج لها !!
هل سمعتم بعبادة انتظار الفرج، نحن في غزة نتعبد إلى الله بها منذ قرابة العام ولم نيأس، فلكل شدة مدة ولطف الله غالب، إن الشدائد لا تدوم إلى الأبد، هذه ثقتنا بالله وحسن ظننا به، كيف لا وهو القائل؛ سيجعل الله بعد عُسرٍ يُسرا !!
سلام على كل قلب كانت غزة في قلبه، سلام على كل إنسان لم ينسنا !!
استيقظ أطفالي في ظلام الليل خائفين من صوت المطر وهو يرتطم بسقف الخيمة مصدراً صوتاً أشبه بصوت الرصاص، فقلت لهم لا تخافوا هذا صوت رحمة الله، هذا صوت المطر، فعادوا إلى نومهم وقد تبدل خوفهم وذهب روعهم، أما عني فقد طار النوم مني، وصرت أرقب سقف الخيمة خوفاً من الغرق !!
‏لقد كنا في ما مضى إذا أمطرت السماء نفرح بها ونستبشر بقدومها ويخرج الأطفال إلى الشوارع يلهون تحت زخاته وكأنه يوم عيد، أما اليوم فإذا تلبدت السماء بالغيوم، تلبدت قلوبنا بالهم والقلق، وضاقت صدورنا من شدة الخوف والأرق، كيف لا وخيامنا البالية التي مزقها حر الصيف ستغرق في الوحل والطين عند أول قطرة تنزل من السماء، ولكم أن تتخيلوا حجم القهر والوجع حينها !!
‏فاللهم رحمة بالصغار والكبار، الطف بأهل غزة، وفرج كربهم وأطفئ حربهم قبل حلول الشتاء !!
لولاه علينا وعلى نسائنا وأطفالنا، لم نكن ندري كيف نصبر على كل هذه الأهوال، فالحمدلله على نعمة القرآن، كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً !!
ما أعظم حظكم يا أهل غزة يوم القيامة حين تدخل عليكم الملائكة بإذن الله من كل باب ينادونكم، سلامٌ عليكم بما صبرتم فنِعم عُقبى الدار !!
فيكون جوابكم بعدها، الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور، الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب"
اللهم آمين آمين آمين ،،
ليلة قاسية جداً على غزة، اللهم اجعلها برداً وسلاما، لا تنسونا من دعائكم !!
وكأن الحرب في أول أيامها، القصف في كل مكان، اللهم الطف بنا وأنزل سكينتك علينا !!
حتى لو نسي العالم كله غزة، كن أنت أخاها الذي لا ينسها، وابنها البار بها !!
اللهم بقدر الوجع الذي ذقناه، والقهر الذي تجرعناه خلال عام من الحرب مضى وكأنه ألف عام، اجعل عام غزة هذا، عام الفرج والفرح، والسعادة والجبر، واليسر بعد العسر، وعوضنا اللهم فيه عن كل ما مر بنا من ضيق وأهوال، اللهم عوضاً يتعجب منه أهل الأرض والسماوات، اللهم إنا ننتظر منك بُشرى تُبهج القلب، وسعادة تقر بها العين، وفرحة تمحو كل حزن، وأقداراً جميلة تغير مجرى حياتنا، فعجل بها يا كريم !!
اللهم إنا نُقسم بك عليك، ونتوسل بك إليك، أن تلطف بأهل شمال غزة وتفرج كربهم !!
‏عيونكم على شمال غزة، لا تنسوهم من دعائكم، ولا تغفلوا عن أحوالهم، وسلطوا الضوء على معاناتهم، فالناس في كرب عظيم، وبلاء شديد، وليس لها من دون الله كاشفة !!
قلبي يتفطر على جباليا وأهلها، اللهم إنا نستودعك أطفالهم وأعراضهم وأرواحهم، فاجعل هذه الليلة برداً وسلاماً عليهم، اللهم اجعلها تمر عليهم مر السحاب، خفيفة لطيفة، آمنة ساكنة، بلا هم ولا فقد، ولا جوع ولا وجع !!
هذا الطبيب المصري الذي يجلس في زاوية الغرفة مرهقاً متعباً اسمه محمد توفيق، لم يرق له أن يجلس كما البقية على التلفاز متفرجاً، بل خاطر بحياته وجاء غزة رغم استحالة الأمر وخطورة الوضع، ليضمد جراح أهلها، ويخفف عنها مصابها !!
‏صدق الله في نيته فصدقه الله وحقق له أمنيته، ودخل ڠـزة يسابق الزمن، حتى استطاع أن يجري أكثر من ثلاثين عملية عيون في يوم واحد، وعلى نفس واحد، بلا راحة أو أدنى استراحة !!
‏هؤلاء هم فخر العرب الحقيقيون الذين لهم منا كل حب وتقدير وامتنان !!
‏نسأل الله أن يبارك فيه، ويعظم أجره، ويكثر في المسلمين أمثاله !!
إذا كنت تحب غزة، فانظر إلى أعظم عمل قمت به لوجه الله في حياتك، ثم استجمع قلبك، وارفع يديك إلى السماء خاشعاً متذللاً، وقل: اللهم إن كنتُ فعلت هذا العمل لأجلك، وابتغاء مرضاتك، ففرج عن أهل غزة ما هم فيه من ضيق وكربة، قلها بثقة ويقين، لعل الله يرى من قلبك صدقاً وإخلاصاً، فيفرج عنا كربنا ويطفئ حربنا !!
استيقظوا يا مسلمين من غفلتكم، ولا تتركوا غزة وحدها، وعودوا إلى الكتابة عنها، والتذكير بها، والدعاء لها، فقد عادت الحرب المجنونة أشد وأقسى من أيامها الأولى !!
والله لو رأيتم قهر الناس في غزة لما صدقتم أن بشراً يستطيع أن يتحمل كل هذه الأهوال ويبقى على قيد الحياة ولا يموت !!
‏والله لو كان صخراً لتفجر، ولو كان بحراً لتبخر، ولو كان جبلاً لتصدع، ولو كان حديداً لذاب !!
‏اخجلوا من سطحية همومكم أمام ما رأينا من عظيم البلاء، ولا تعتادوا المشهد فالله يرى ويشهد !!
الحقيقة الوحيدة التي لا شك فيها، أن الله لطيف بنا، وعما قريب سيفرج كربنا !!
جباليا يارب !!
‏الطف بها، ارحم ضعفها، اجبر كسرها، ثبت قلبها، احفظ أهلها، هون حزنها، تولَّ أمرها !!
2025/06/29 18:59:17
Back to Top
HTML Embed Code: