يا من شققت البحر لموسى برحمتك، وأخرجت يوسف من السجن بقدرتك، ونجيت يونس من بطن الحوت بلطفك، نسألك ان تلطف بأهل غزة وتنزل عليهم رحمتك !!

إذا تعذر وجود الماء، أو ندر بحيث لا يكفي سوى للشرب فتيمموا للصلاة، ولا تعرضوا أنفسكم للخطر في سبيل البحث عن الماء حتى لو كان قريباً !!
اضرب الأرض بكفيك ضربة واحدة ثم امسح بها وجهك وكفيك كما تفعل في الوضوء ولكن مرة واحدة !!
أسأل الله أن يرفع عنا هذا البلاء قريباً، وأن يسلمكم جميعا

اللهم لأجل صغار رُضع، وشيوخ رُكع، ونساء عُجز، ارفع عنا البلاء، ورد هجوم الأعداء !!

اللهم إن عبادك في غزة قد ضاق بهم الحال، واشتد بهم الكرب، وزلزلوا في سبيلك زلزالاً شديداً حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وبلغ بهم الخوف والجوع مبلغه !!
‏اللهم فرج عنا، وارحم ضعفنا، واجبر كسرنا، وتولى أمرنا، فقد خذلنا القريب والبعيد ولا ناصر لنا إلا أنت ولا مولى لنا سواك !!

مقدار تعاطف المسلم مع قضايا المسلمين على قدر إيمانه، فمنهم من يقل تعاطفه وتفتر همته بعد يوم أو يومين، ومنهم من يفتر بعد شهر أو شهرين، ومنهم من لا تزيده جراح إخوانه إلا تعاطفاً ولا ضعفهم إلا تراحماً، حتى لو قضى في ذلك عمره كله !!
‏فأين موقعك أخي المسلم من نصرة إخوانك في غزة بعد مضي أربعة أشهر على حربهم المجنونة، هل ما زلت تتابع أخبارهم، هل ما زلت تتألم لحالهم، هل ما زلت تبحث عن أي سبيل من أجل مساعدتهم وتقديم العون لهم، أم أنك اعتدت المشهد وتعودت على المشاهدة، وصارت أخبارهم لا تعنيك وأصبحت أحوالهم لا تحظى باهتمامك !!
‏يقول النبي ﷺ "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى !!"
‏فإذا لم تتداعى لآلام إخوانك فاحذر أن تنتفي صفة الإيمان عنك، ومن لا يهتم لأمر المسلمين فليس منهم !!

اللهم ضاقت بنا المسالك، وأحاطت بنا المهالك، واشتدت بنا الأزمات، واستحكمت حلقاتها، فاكشف اللهم غمتنا، وفرج كربتنا، وأغث لهفتنا، واحفظ غزتنا !!

هذه الليلة هي أبرد ليلة تمر على أهل غزة منذ بداية الشتاء، الأطفال يتجمدون من شدة البرد وهم تحت اللحاف !!
‏اللهم هوّن هذا البرد على أهل الخيام، اللهم هون برد هذا الشتاء على عبادك المستضعفين في غزة، اللهم ابسط دفء رحمتك عليهم وعلى جميع المسلمين !!

كان صلاح الدين الأيوبي إذا سمع أن العدو قد داهم أرض المسلمين خرَّ إلى الأرض ساجداً لله، داعياً بهذا الدعاء: اللهم قد انقطعت أسبابي الأرضية في نصرة دينك، ولم يبق إلا الإخلاد إليك، والاعتصام بحبلك، والاعتماد على فضلك، أنت حسبي ونعم الوكيل" !!

اللهم إنا نستودعك في هذا البرد القارص كل من لا مأوى له، وكل من لا لباس له، وكل من لا دفء له، وكل من لا معيل له، وكل من لا أمان له، وكل مبتلى، وكل مفقود، وكل مريض، وكل جريح !!
‏اللهم إنا نستودعك أهل غزة، فاحفظهم بحفظك وارحمهم برحمتك يا أرحم الراحمين !!

"ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض" !!
‏ما أعظم هذه الآية وما أجمل سلوتها للمؤمنين في أشد لحظات ضعفهم وانكسارهم !!
‏اللهم إننا صابرون على بلائك، مطمئنون لقضائك، مؤمنون بأقدارك، فالطف بنا وارحمنا، واكتب لنا فرجاً قريباً عاجلاً !!

وأنت تأوي إلى فراشك الناعم، وحولك أطفالك نائمون في أمان وسلام، لا يشتكون من برد ولا خوف ولا جوع، تذكر إخوة لك في غزة فراشهم الأرض، ولحافهم السماء، قد عض الجوع بطون أطفالهم، وقرص البرد أجسادهم الضعيفة !!

اللهم إن أهل غزة خائفون فآمنهم، وجياع فأطعمهم، وعراة فاكسهم، وعطشى فاروهم، ومظلومون فانتصر لهم !!
‏يا حي يا قيوم بك يستجيرون فأجرهم، وبك يستغيثون فأغثهم، وبك يستعينون فأعنهم، أنت حسبهم ونعم الوكيل !!

يا أهل غزة والله لو علمتم حكمة الله في بلائه لبكيتم فرحاً على كل أقداره !!
‏ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين !!
‏قالﷺ "إن عِظَم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم !!"
‏فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون !!

الناس في غزة تكاد تجن الآن من شدة الفرح بأخبار قرب وقف إطلاق النار !!
‏تكبيرات العيد وأصوات الألعاب النارية وإطلاق الرصاص في الهواء في كل مكان في غزة !!
‏اللهم لا تخيب رجاءهم، واكفهم شر عدوهم، وأوقف نار هذه الحرب، وارجعهم إلى بيوتهم سالمين !!

مشاعر الإحباط والخيبة بعد التفاؤل والأمل مؤلمة للغاية !!
‏اللهم لا تخيب رجاء أهل غزة وقد استبشروا بوقف إطلاق النار، ففيهم من الخيبات والآلام ما تفيض بهم !!
‏اللهم ارزقهم بشرى يبكون لأجلها من شدة الفرح، وأعدهم إلى ديارهم سالمين غانمين آمنين مطمئنين !!

رغم القصف الشديد والحرب الطاحنة، ورغم تدمير أغلب مساجد غزة، ورغم الخوف والوحل والمطر، ذهبت إلى صلاة الجمعة قبل الأذان بنصف ساعة، فوجدت المسجد وساحاته قد امتلأت بالمصلين، وصلى الناس في الشارع تحت زخات المطر !!
‏نحن قوم كلما زاد ظلم عدونا لنا، زاد قربنا من ربنا، وهذا سر ثباتنا !!

منذ الليلة الماضية والأمطار الغزيرة لم تتوقف عن الهطول على ڠـزة لحظة واحدة !!
‏حال الخيام الآن تبكي الحجر والشجر قبل البشر، فقد غرقت بماء الأمطار، وتجمد الأطفال، وتبللت الفرش والأغطية بالماء والوحل، والناس لا تدري ماذا تفعل ولا أين تذهب !!
‏اللهم أنزل عليهم دفء رحمتك، والطف بهم، واجعل هذه الأمطار رحمة وبشرى لهم !!

وفاة والدة وائل الدحدوح في غزة !!
هذا عام الحزن يا أبا حمزة، فلتصبر ولتحتسب، واعلم أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب !!

يسألني ما هو أسوأ شعور يمكن أن يشعر به الإنسان؟! فأجبته: الخذلان، أسأل الله أن لا يذيقكم هذا الشعور !!

عندما تاب الله على كعب بن مالك بعدما تخلف عن غزوة تبوك، دخل المسجد مستبشرًا، فقام إليه طلحة يهرول واحتضنه، قال كعب: والله ما قام إليَّ رجل من المهاجرين غيره، والله لا أنساها لطلحة !!
‏ونحن في غزة والله لا ننساها لمن وقف معنا، وساندنا، وطبطب على جراحنا، ولو بمشاعره ودعائه !!