وإذا إلتَقت عَينُ الخَليلِ خَليلُها
وَسَطَ الحُشودِ فليسَ للنُطقِ ثمَنُ
تَكفي تعابيرُ الوجُـوهِ كأنهَا أنهارُ
شَوقٍ فَاضَ مِن كُثرِ الشَجنِ .
وَسَطَ الحُشودِ فليسَ للنُطقِ ثمَنُ
تَكفي تعابيرُ الوجُـوهِ كأنهَا أنهارُ
شَوقٍ فَاضَ مِن كُثرِ الشَجنِ .
مكحلة
حِوَارٌ بَيْنَ البُومَةِ وَالغُرَابِ
🦉 البُومَةُ قَالَتْ:
> أَمَا آنَ لِلنَّاسِ أَنْ يُبْصِرُوا؟
أَمَا آنَ لِلَّيْلِ أَنْ يَعْتَذِرْ؟
يُلَقُّونَنِي فِي هَوَانِ السُّكُونِ،
كَأَنِّي خُلِقْتُ عَلَى مُنْحَدَرْ!
🪶 فَقَالَ الغُرَابُ:
> أَنَا مِثْلُكِ البُومُ فِي مَا يُقَالْ،
فَفِينَا يُرَمَّزُ كُلُّ الْخَطَرْ!
فَإِنْ صِحْتُ قَالُوا: نَذِيرُ الشُّؤُومِ،
وَإِنْ غِبْتُ قَالُوا: أَتَانَا الْقَدَرْ!
🦉 البُومَةُ:
> وَمَا ذَنْبُ صَوْتِي إِذَا مَا خَشَوْا،
صَدَاهُ الْعَمِيقَ إِذَا مَا انْتَشَرْ؟
أَفِينَا يُلَامُ سُكُوتُ الْحَكِيمِ،
وَفِيهِمْ ضَجِيجٌ بِلَا مُعْتَبَرْ؟
🪶 الغُرَابُ:
> بَلِ النَّاسُ يَا أُخْتُ أَهْلُ الْقُشُورِ،
يُخِيفُونَ مَنْ لَيْسَ ذَا مَنْظَرِ!
يُحِبُّونَ طَيْرًا يُغَنِّي النَّهَارَ،
وَيَكْرَهُونَ فِكْرَ الَّذِي يُفَكِّرْ!
🦉 البُومَةُ:
> دَعِي الحُكْمَ لِلَّيْلِ إِنْ طَالَ فِينَا،
فَفِي صَمْتِنَا يُكْتَبُ الْمُخْتَصَرْ!
فَإِنْ كَانَ وَجْهُ النَّهَارِ بَرِيقًا،
فَفِي ظُلْمَتِي يُولَدُ الْمُعْتَبَرْ!
🪶 الغُرَابُ (خَاتِمًا):
> سَنَمْكُثُ فِي الدَّرْبِ رَغْمَ الجُحُودِ،
نُرَاقِبُ مَا حَلَّ مِنْ مُنْحَدَرْ!
فَإِنْ زَعَمُوا أَنَّنَا نَذِيرُ الْفَنَا،
فَفِي صَمْتِنَا يُولَدُ المُنْتَظَرْ!
> أَمَا آنَ لِلنَّاسِ أَنْ يُبْصِرُوا؟
أَمَا آنَ لِلَّيْلِ أَنْ يَعْتَذِرْ؟
يُلَقُّونَنِي فِي هَوَانِ السُّكُونِ،
كَأَنِّي خُلِقْتُ عَلَى مُنْحَدَرْ!
🪶 فَقَالَ الغُرَابُ:
> أَنَا مِثْلُكِ البُومُ فِي مَا يُقَالْ،
فَفِينَا يُرَمَّزُ كُلُّ الْخَطَرْ!
فَإِنْ صِحْتُ قَالُوا: نَذِيرُ الشُّؤُومِ،
وَإِنْ غِبْتُ قَالُوا: أَتَانَا الْقَدَرْ!
🦉 البُومَةُ:
> وَمَا ذَنْبُ صَوْتِي إِذَا مَا خَشَوْا،
صَدَاهُ الْعَمِيقَ إِذَا مَا انْتَشَرْ؟
أَفِينَا يُلَامُ سُكُوتُ الْحَكِيمِ،
وَفِيهِمْ ضَجِيجٌ بِلَا مُعْتَبَرْ؟
🪶 الغُرَابُ:
> بَلِ النَّاسُ يَا أُخْتُ أَهْلُ الْقُشُورِ،
يُخِيفُونَ مَنْ لَيْسَ ذَا مَنْظَرِ!
يُحِبُّونَ طَيْرًا يُغَنِّي النَّهَارَ،
وَيَكْرَهُونَ فِكْرَ الَّذِي يُفَكِّرْ!
🦉 البُومَةُ:
> دَعِي الحُكْمَ لِلَّيْلِ إِنْ طَالَ فِينَا،
فَفِي صَمْتِنَا يُكْتَبُ الْمُخْتَصَرْ!
فَإِنْ كَانَ وَجْهُ النَّهَارِ بَرِيقًا،
فَفِي ظُلْمَتِي يُولَدُ الْمُعْتَبَرْ!
🪶 الغُرَابُ (خَاتِمًا):
> سَنَمْكُثُ فِي الدَّرْبِ رَغْمَ الجُحُودِ،
نُرَاقِبُ مَا حَلَّ مِنْ مُنْحَدَرْ!
فَإِنْ زَعَمُوا أَنَّنَا نَذِيرُ الْفَنَا،
فَفِي صَمْتِنَا يُولَدُ المُنْتَظَرْ!
❤1
تَنادَى آلُ بَثْنَةَ بِالرَّواحِ
وَقَد تَرَكوا فُؤادَكَ غَيْرَ صاحِ
فَيالَكَ مَنْظَراً وَمَسيرَ رَكْبٍ
شَجانِي حينَ أَبْعَدَ في الفِياحِ
وَيالَكِ خُلَّةً ظَفِرَتْ بِعَقْلِي
كَمَا ظَفِرَ المُقامِرُ بِالقِداحِ
أُريدُ صَلاحَها وَتُريدُ قَتْلِي
وَشَتَّى بَيْنَ قَتْلِي وَالصَّلاحِ
لَعَمْرُ أَبِيكِ لا تَجِدينَ عَهْدِي
كَعَهْدِكِ في المَوَدَّةِ وَالسَّماحِ
وَلَو أَرْسَلْتِ تَسْتَهْدِينَ نَفْسِي
أَتاكِ بِها رَسُولُكِ في سَراحِ
وَقَد تَرَكوا فُؤادَكَ غَيْرَ صاحِ
فَيالَكَ مَنْظَراً وَمَسيرَ رَكْبٍ
شَجانِي حينَ أَبْعَدَ في الفِياحِ
وَيالَكِ خُلَّةً ظَفِرَتْ بِعَقْلِي
كَمَا ظَفِرَ المُقامِرُ بِالقِداحِ
أُريدُ صَلاحَها وَتُريدُ قَتْلِي
وَشَتَّى بَيْنَ قَتْلِي وَالصَّلاحِ
لَعَمْرُ أَبِيكِ لا تَجِدينَ عَهْدِي
كَعَهْدِكِ في المَوَدَّةِ وَالسَّماحِ
وَلَو أَرْسَلْتِ تَسْتَهْدِينَ نَفْسِي
أَتاكِ بِها رَسُولُكِ في سَراحِ
❤2
أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَلي
بِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَلِ
فَيا لَكَ مِن لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ
بِكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّت بِيَذبُلِ
بِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَلِ
فَيا لَكَ مِن لَيلٍ كَأَنَّ نُجومَهُ
بِكُلِّ مُغارِ الفَتلِ شُدَّت بِيَذبُلِ
وَإِنِّي لَأَهْوَى النَّوْمَ فِي غَيْرِ حِينِهِ
لَعَلَّ لِقَاءً فِي الْمَنَامِ يَكُونُ
تُحَدِّثُنِي الْأَحْلَامُ إِنِّي أَرَاكُمُ
فَيَا لَيْتَ أَحْلَامَ الْمَنَامِ يَقِينُ
شَهِدْتُ بِأَنِّي لَمْ أُحِلْ عَنْ مَوَدَّةٍ
وَإِنِّي بِكُمْ لَوْ تَعْلَمِينَ ضَنِينُ
وَإِنَّ فُؤَادِي لَا يَلِينُ إِلَى هَوًى
سِوَاكِ وَإِنْ قَالُوا بَلَى سَيَلِينُ
لَعَلَّ لِقَاءً فِي الْمَنَامِ يَكُونُ
تُحَدِّثُنِي الْأَحْلَامُ إِنِّي أَرَاكُمُ
فَيَا لَيْتَ أَحْلَامَ الْمَنَامِ يَقِينُ
شَهِدْتُ بِأَنِّي لَمْ أُحِلْ عَنْ مَوَدَّةٍ
وَإِنِّي بِكُمْ لَوْ تَعْلَمِينَ ضَنِينُ
وَإِنَّ فُؤَادِي لَا يَلِينُ إِلَى هَوًى
سِوَاكِ وَإِنْ قَالُوا بَلَى سَيَلِينُ
❤3
اللهم افتح لي أبواب حكمتك، وانشر عليّ رحمتك، وامنن عليّ بالحفظ والفهم، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنّك أنت العليم الحكيم اللهم أخرجنا من ظلمات الوهم، أكرمنا اللهم بنور الفهم، وافتح علينا بمعرفة العلم، وحسّن أخلاقنا بالحلم، وسهّل لنا أبواب فضلك، وانشر علينا من خزائن رحمتك، يا أرحم الرّاحمين.
اللهمّ إنّي توكلت عليك، وسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك. . ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً.
اللهمّ إنّي توكلت عليك، وسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك. . ربّ أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً.
❤2
حَلِفتُ لِكَيْما تَعلَميني أَصادِقًا
ولِلصِّدقُ خَيْرٌ في الأُمورِ وأَنْجَحُ
لَتَكليمُ يَوْمٍ مِن بُثَيْنَةَ واحِدٍ
أَلَذُّ مِنَ الدُّنيا لَدَيَّ وأَمْلَحُ
مِنَ الدَّهْرِ لَو أَخْلو بِكُنَّ وإنَّما
أُعالِجُ قَلْبًا طامِحًا حَيْثُ يَطْمَحُ
تَرى البُزْلَ يَكْرَهْنَ الرِّياحَ إذا جَرَتْ
وبَثْنَةُ إنْ هَبَّتْ بِها الرِّيحُ تَفْرَحُ
بِذِي أُشَرٍ كالأُقْحُوانِ يُزَيِّنُهُ
نَدَى الطَّلِّ إلا أَنَّهُ هُوَ أَمْلَحُ
ولِلصِّدقُ خَيْرٌ في الأُمورِ وأَنْجَحُ
لَتَكليمُ يَوْمٍ مِن بُثَيْنَةَ واحِدٍ
أَلَذُّ مِنَ الدُّنيا لَدَيَّ وأَمْلَحُ
مِنَ الدَّهْرِ لَو أَخْلو بِكُنَّ وإنَّما
أُعالِجُ قَلْبًا طامِحًا حَيْثُ يَطْمَحُ
تَرى البُزْلَ يَكْرَهْنَ الرِّياحَ إذا جَرَتْ
وبَثْنَةُ إنْ هَبَّتْ بِها الرِّيحُ تَفْرَحُ
بِذِي أُشَرٍ كالأُقْحُوانِ يُزَيِّنُهُ
نَدَى الطَّلِّ إلا أَنَّهُ هُوَ أَمْلَحُ
❤1
خَمْسٌ وَسِتُّونَ في أَجْفانِ إِعْصارِ
أَمَا سَئِمْتَ ارْتِحالًا أَيُّها السَّارِي؟
أَمَا مَلِلْتَ مِنَ الأَسْفارِ ما هَدَأَتْ
إِلَّا وَأَلْقَتْكَ في وَعْثاءِ أَسْفارِ؟
أَمَا تَعِبْتَ مِنَ الأَعْداءِ ما بَرِحُوا
يُحاوِرُونَكَ بِالكِبْريتِ وَالنَّارِ؟
وَالصَّحْبُ؟ أَيْنَ رِفاقُ العُمْرِ؟ هَلْ بَقِيَتْ
سِوَى ثُمَالَةِ أَيَّامٍ وَتِذْكارِ؟
بَلَى اكْتَفَيْتُ وَأَضْنانِي السُّرَى وَشَكَا
قَلْبِي العَنَاءَ وَلكِنْ تِلْكَ أَقْدارِي
أَيَا رَفِيقَةَ دَرْبِي لو لَدَيَّ سِوَى
عُمْرِي لَقُلْتُ: فِدًى عَيْنَيْكِ أَعْمَارِي
أَحْبَبْتَنِي وَشَبابِي في فُتُوَّتِهِ
وَما تَغَيَّرْتِ وَالأَوْجاعُ سُمَّارِي
مَنَحْتِنِي مِنْ كُنُوزِ الحُبِّ أَنْفَسَها
وَكُنْتُ لَوْلَا نَداكِ الجائِعَ العَارِي
ماذا أَقُولُ؟ وَدِدْتُ البَحْرَ قافِيَتِي
وَالغَيْمَ مِحْبَرَتِي وَالأُفْقَ أَشْعارِي
إِنْ سَأَلُوكِ فَقُولِي: كان يَعْشَقُنِي
بِكُلِّ ما فيهِ مِنْ عُنْفٍ وَإِصْرارِ
وَكانَ يَأْوِي إِلى قَلْبِي وَيَسْكُنُهُ
وَكانَ يَحْمِلُ في أَضْلاعِهِ دَارِي
وَإِنْ مَضَيْتُ فَقُولِي: لَمْ يَكُنْ بَطَلًا
لَكِنَّهُ لَمْ يُقَبِّلْ جَبْهَةَ العَارِ
أَمَا سَئِمْتَ ارْتِحالًا أَيُّها السَّارِي؟
أَمَا مَلِلْتَ مِنَ الأَسْفارِ ما هَدَأَتْ
إِلَّا وَأَلْقَتْكَ في وَعْثاءِ أَسْفارِ؟
أَمَا تَعِبْتَ مِنَ الأَعْداءِ ما بَرِحُوا
يُحاوِرُونَكَ بِالكِبْريتِ وَالنَّارِ؟
وَالصَّحْبُ؟ أَيْنَ رِفاقُ العُمْرِ؟ هَلْ بَقِيَتْ
سِوَى ثُمَالَةِ أَيَّامٍ وَتِذْكارِ؟
بَلَى اكْتَفَيْتُ وَأَضْنانِي السُّرَى وَشَكَا
قَلْبِي العَنَاءَ وَلكِنْ تِلْكَ أَقْدارِي
أَيَا رَفِيقَةَ دَرْبِي لو لَدَيَّ سِوَى
عُمْرِي لَقُلْتُ: فِدًى عَيْنَيْكِ أَعْمَارِي
أَحْبَبْتَنِي وَشَبابِي في فُتُوَّتِهِ
وَما تَغَيَّرْتِ وَالأَوْجاعُ سُمَّارِي
مَنَحْتِنِي مِنْ كُنُوزِ الحُبِّ أَنْفَسَها
وَكُنْتُ لَوْلَا نَداكِ الجائِعَ العَارِي
ماذا أَقُولُ؟ وَدِدْتُ البَحْرَ قافِيَتِي
وَالغَيْمَ مِحْبَرَتِي وَالأُفْقَ أَشْعارِي
إِنْ سَأَلُوكِ فَقُولِي: كان يَعْشَقُنِي
بِكُلِّ ما فيهِ مِنْ عُنْفٍ وَإِصْرارِ
وَكانَ يَأْوِي إِلى قَلْبِي وَيَسْكُنُهُ
وَكانَ يَحْمِلُ في أَضْلاعِهِ دَارِي
وَإِنْ مَضَيْتُ فَقُولِي: لَمْ يَكُنْ بَطَلًا
لَكِنَّهُ لَمْ يُقَبِّلْ جَبْهَةَ العَارِ
❤4
يموت الهوى مني إذا ما لقيتها
ويحيا إذا فارقتها فيعود
يقولون جاهد يا جميل بِغَزوة
وأي جهاد غيرهُنْ أَريد
ويحيا إذا فارقتها فيعود
يقولون جاهد يا جميل بِغَزوة
وأي جهاد غيرهُنْ أَريد