Telegram Web Link
حَبيبَتي منذُ كان الحبُّ في سَحَرٍ
حُلوَ النسائمِ حتى عَقَّهُ الشَّفقُ
ومذ تلاقى جَناحانا على فَنَنٍ
منه إلى العالَم المسحورِ ننطلقُ
نَصونُ عهدَ ضميرَيْنا وبينهما
نجوى بها همساتُ الروح تُستَرَق
يا حلوةَ المُجْتَلَى والنفسُ غائمةٌ
والأمرُ متخلِطٌ، والجوُّ مختنق
ويا ضحوكةَ ثغرٍ والدُّنَى عَبَسٌ
ويا صفيّة طبعٍ والمُنى رَنَق
ويا صبوراً على البلوى تلطِّفُها
حتى تعودَ كبنتِ الْحانِ تُصْطَفَق

- الجواهري
غُضِّي جُفونَكِ يا عُيُونَ النَرْجِسِ
إنَّ المَلاحةَ للعُيُونِ النُعَّسِ
لا تَنظُري وَجْهَ الحبيبِ فطالما
فَتَنَ العُيونَ مُنكِّساً للأرْؤُسِ
إنْ كان هذا الوَردُ يحكي خَدَّهُ
فلِمَ استظَلَّ بكُمِّهِ في المَجلِسِ
وإذا ادَّعَتْ سُمرُ الرِّماحِ قَوامَهُ
صَدَقَتْ ولكن أينَ لِينُ المَلمَسِ
رِشأٌ تجلَّى في رفيعٍ أطلسٍ
كالبدرِ يَطلُعُ في الرَقيعِ الأطلَسِ
حَسَدَتْ مَراشِفَهُ السُلافةُ واستَحى
من حُسنِ بَهْجتِهِ طِرازُ السُندُسِ
نَسَجَ العِذارُ على صفائحِ خَدِّهِ
زَرَداً يَقيهِ نواظرَ المُتَفرِّسِ
وذَكا اللهيبُ بهِ فقال لثَغْرهِ
لا يَطمَعِ الظامي ببَرْدِ الأكؤُسِ
يا مَن أرَتني وَجنتاهُ صَحيفةً
كانت عليَّ صحيفةَ المُتَلمِّسِ
وَلَمّا تلاقَيْنا على سَفْحِ رامَةٍ
وَجَدْتُ بَنانَ العامِرِيّةِ أَحْمَرَا

فَقُلْتُ: خَضَبْتِ الكَفَّ بَعْدَ فِراقِنا؟
فقالت: مَعاذَ اللهِ، ذاكَ الّذي جَرَى!

وَلَكِنَّني لَمّا رَأَيْتُكَ راحِلاً
بَكَيتُ دَماً حَتّى بَلَلْتُ بِهِ الثَّرَى

مَسَحْتُ بِأَطْرافِ البَنانِ مَدامِعي
فَصارَ خِضاباً بِالأَكُفِّ كَما تَرَى


ـ قيس بن الملوح
1
مكحلة
وَلَمّا تلاقَيْنا على سَفْحِ رامَةٍ وَجَدْتُ بَنانَ العامِرِيّةِ أَحْمَرَا فَقُلْتُ: خَضَبْتِ الكَفَّ بَعْدَ فِراقِنا؟ فقالت: مَعاذَ اللهِ، ذاكَ الّذي جَرَى! وَلَكِنَّني لَمّا رَأَيْتُكَ راحِلاً بَكَيتُ دَماً حَتّى بَلَلْتُ بِهِ الثَّرَى مَسَحْتُ بِأَطْرافِ…
! هذه الأبيات من الشعر العذري، وهو نوع من الشعر العربي يتميز بالعفّة والرقة وصدق العاطفة، وغالبًا ما يصوّر الحب النقي الذي لا يشوبه شيء من رغبات الدنيا. لنحلل الأبيات بيتًا بيتًا:

شرح الابيات :
---

1. وَلَمّا تلاقَيْنا على سَفْحِ رامَةٍ
وَجَدْتُ بَنانَ العامِرِيّةِ أَحْمَرَا

الشرح:
يتحدث الشاعر عن لقائه بحبيبته عند "سفح رامة" (مكان مرتفع من الأرض)، وهناك لاحظ أن أصابعها (البَنان) ملطخة باللون الأحمر.


---

2. فَقُلْتُ: خَضَبْتِ الكَفَّ بَعْدَ فِراقِنا؟
فقالت: مَعاذَ اللهِ، ذاكَ الّذي جَرَى!

الشرح:
سألها الشاعر إن كانت قد خضبت كفها بالحنّاء بعد فراقهما (ربما علامة على زينة أو فرح)، لكنها أنكرت ذلك بشدة وقالت: معاذ الله! ليس الأمر كما ظننت.


---

3. وَلَكِنَّني لَمّا رَأَيْتُكَ راحِلاً
بَكَيتُ دَماً حَتّى بَلَلْتُ بِهِ الثَّرَى

الشرح:
أوضحت له أن ما جرى هو أنها حين رأته راحلاً، بكت عليه بشدة حتى سالت دموعها دمًا، وبللت التراب من كثرتها.


---

4. مَسَحْتُ بِأَطْرافِ البَنانِ مَدامِعي
فَصارَ خِضاباً بِالأَكُفِّ كَما تَرَى

الشرح:
ولأنها كانت تمسح دموعها – التي اختلطت بالدم – بأطراف أصابعها، صارت يداها كأنها مخضبة، كما رآها الشاعر.


---
1
---

هِيَ زَهْرَةٌ بَسَمَتْ بِهَا
عَنْ جَنَّةِ دَارِ الخَلِيلْ

قَدْ أَحْرَزَ الرَّاجِي بِهَا
خَيْرًا وَمَا هُوَ بِالقَلِيلْ

البِنْتُ أَحْرَى لِلْعِنَايَةِ
فِي حُلًى مَلِكٍ جَمِيلْ

إِنْ ثَقُفَتْ لَمْ يَلْفَ مِنْهَا
آلُهَا غَيْرَ الجَمِيلْ

وَتَظَلُّ عَاطِفَةً عَلَيْهِمْ
فِي اليَسِيرِ وَفِي الجَلِيلْ

كَائِنْ تُخَفِّفُ عَنْهُمُ
مِنْ وَطْأَةِ الخَطْبِ الثَّقِيلْ

يَا ذَا المَكَانَةِ فِي سَرَاةِ
الخَلْقِ بِالخُلُقِ النَّبِيلْ

خَيْرُ المَآثِرِ لِلْبَرِيَّةِ
حُسْنُ تَرْبِيَةِ السَّلِيلْ

اهْنَأْ بِمَنْ أُوتِيتَهَا
مِنْ فَضْلِ ذِي الفَضْلِ الجَزِيلْ

وَاسْلَمْ لَهَا وَلْتَحْيَا مِنْ
نُعْمَاكَ فِي ظِلٍّ ظَلِيلْ


---

- خليل مطران
---

أُحِبُّكِ .. حتّى يَتِمَّ انْطِفَائِي
بِعَيْنَيْنِ، مِثْلَ اتِّسَاعِ السَّمَاءِ
إلى أَنْ أَغِيبَ وَرِيدًا .. وَرِيدًا
بِأَعْمَاقِ مُنْجَدِلٍ كَسْتَنَائِي

إلى أَنْ أُحِسَّ بِأَنَّكِ بَعْضِي
وَبَعْضُ ظُنُونِي .. وَبَعْضُ دِمَائِي
أُحِبُّكِ .. غَيْبُوبَةً لا تُفِيقُ
أَنَا عَطَشٌ يَسْتَحِيلُ ارْتِوَائِي

أَنَا جَعْدَةٌ فِي مَطَاوِي قَمِيصٍ
عَرَفْتُ بِنَفَضَاتِهِ كِبْرِيَائِي
أَنَا – عَفْوَ عَيْنَيْكِ – أَنْتِ، كِلَانَا
رَبِيعُ الرَّبِيعِ .. وَعَطَاءُ الْعَطَاءِ

أُحِبُّكِ .. لا تَسْأَلِي أَيَّ دَعْوَى
جَرَحْتُ الشُّمُوسَ أَنَا بِادِّعَائِي
إذَا مَا أُحِبُّكِ .. نَفْسِي أُحِبُّ
فَنَحْنُ الْغِنَاءُ .. وَرَجْعُ الْغِنَاءِ

- نزار القباني
---
1
مكحلة
--- أُحِبُّكِ .. حتّى يَتِمَّ انْطِفَائِي بِعَيْنَيْنِ، مِثْلَ اتِّسَاعِ السَّمَاءِ إلى أَنْ أَغِيبَ وَرِيدًا .. وَرِيدًا بِأَعْمَاقِ مُنْجَدِلٍ كَسْتَنَائِي إلى أَنْ أُحِسَّ بِأَنَّكِ بَعْضِي وَبَعْضُ ظُنُونِي .. وَبَعْضُ دِمَائِي أُحِبُّكِ .. غَيْبُوبَةً…
، النص يحمل طابعًا شعريًا رومانسيًا عميقًا، يفيض بالمشاعر والانفعالات، وفيه لغةٌ تصويرية جميلة تعبّر عن تجربة حب شديدة العمق والذوبان.

شرح النصوص :


---

النص قصيدة حب حديثة الطابع، تتحدث عن الذوبان الكلي في المحبوب. الشاعر أو المتكلم لا يعبّر فقط عن الحب، بل عن حالة من الانصهار، حيث يصبح الحب هو الهوية، والذات، والنبض، وحتى الكبرياء.


---

المعاني والأفكار:

1. "أُحبُّكِ .. حتى يتم انطفائي"

تعبير عن حب مطلق، يصل حدّ الفناء والانطفاء في الطرف الآخر. الحب هنا ليس شعورًا عابرًا، بل تجربة وجودية تستهلك كيان المحب.



2. "بعينين مثل اتساع السماء"

تشبيه مدهش، يضفي على عيني المحبوبة أبعادًا لانهائية، وكأنهما كون كامل يحتويه.



3. "إلى أن أُحسّ بأنك بعضي"

يصف التوحد مع الحبيبة، بحيث لم يعد يراها خارجه، بل جزءًا من ذاته وجسده ومشاعره.



4. "أُحبُّكِ .. غيبوبةً لا تفيق"

الحب هنا ليس وعيًا، بل حالة من اللاوعي الجميل، غيبوبة يتمنى أن لا يخرج منها.



5. "أنا عطشٌ يستحيل ارتوائي"

استعارة قوية تعبّر عن حاجة دائمة لا تشبع، مما يعمّق شعور القارئ بشدة هذا الحب.



6. "أنا جَعْدَةٌ في مطاوي قميص" / "عرفت بنفضاته كبريائي"

صورة ذكية؛ يصوّر نفسه كتجعدٍ في القميص، يرتبط بكبريائه، وكأن الحبيبة قادرة على قراءة تاريخه ومشاعره من تفاصيله الصغيرة.



7. "نحن الغناء .. ورجع الغناء"

تتويج للحب بوصفه انسجامًا تامًّا، كالأغنية وصداها، لا يكتمل أحدهما دون الآخر.



---

الأسلوب واللغة:

الصور الشعرية: مدهشة وعميقة، كثير منها استعارات وتشبيهات بديعة.

اللغة: فصحى رقيقة، ذات إيقاع عاطفي وذوق أدبي رفيع.

التكرار: كلمة "أحبك" متكررة لتعزيز الإحساس وخلق نغمة وجدانية.



---
غُنْيَةُ حُبٍّ عَلَى الصَّلِيبِ

طِبَاعَةٌ
مَدِينَةَ كُلِّ الجُرُوحِ الصَّغِيرَةِ،
أَلَا تُخْمِدِينَ يَدَيَّ؟
أَلَا تَبْعَثِينَ غَزَالًا إِلَيَّ؟
وَعَنْ جَبْهَتِي تُنْفِضِينَ الدُّخَانَ... وَعَنْ رِئَتَيَّ؟!

جَنِينِي إِلَيْكِ.. اغْتِرَابٌ،
وَلُقْيَاكِ... مَنْفًى!
أَدُقُّ عَلَى كُلِّ بَابٍ...
أُنَادِي، وَأَسْأَلُ تُرَابْ؟!

أُحِبُّكِ، كُونِي صَلِيبِي،
وَكُونِي - كَمَا شِئْتِ - بُرْجَ حَمَامْ!
إِذَا ذَوَّبَتْنِي يَدَاكِ،
مَلَأْتُ الصَّحَارَى غَمَامْ.

لِحُبِّكِ يَأْكُلُ حُبِّي،
مَذَاقَ الزَّبِيبْ،
وَطَعْمَ الدَّمِ!
عَلَى جَبْهَتِي قَمَرٌ لَا يَغِيبْ،
وَنَارٌ، وَقِيثَارَةٌ فِي فَمِي!

إِذَا مُتُّ حُبًّا، فَلَا تَدْفِنِينِي،
وَخَلِّي ضَرِيحِي رُمُوشَ الرِّيَاحْ،
لِأَزْرَعَ صَوْتَكِ فِي كُلِّ طِينٍ،
وَأُشْهِرَ سَيْفَكِ فِي كُلِّ سَاحْ.

أُحِبُّكِ، كُونِي صَلِيبِي،
وَمَا شِئْتِ... كُونِي!
وَكَالشَّمْسِ، ذُوبِي
بِقَلْبِي... وَلَا تَرْحَمِينِي!


---
لَقَدْ ذَرَفَتْ عَيْنِي وَطَالَ سُفُوحُهَا
وَأَصْبَحَ مِنْ نَفْسِي سَقِيمًا صَحِيحُهَا

أَلَا لَيْتَنَا نَحْيَا جَمِيعًا وَإِنْ نَمُتْ
يُجَاوِرُ فِي الْمَوْتَى ضَرِيحِي ضَرِيحُهَا

فَمَا أَنَا فِي طُولِ الْحَيَاةِ بِرَاغِبٍ
إِذَا قِيلَ قَدْ سُوِّيَ عَلَيْهَا صَفِيحُهَا

أَظَلُّ نَهَارِي مُسْتَهَامًا وَيَلْتَقِي
مَعَ اللَّيْلِ رُوحِي فِي الْمَنَامِ وَرُوحُهَا

فَهَلْ لِيَ فِي كِتْمَانِ حُبِّيَ رَاحَةٌ
وَهَلْ تَنْفَعُنِي بَوْحَةٌ لَوْ أَبُوحُهَا؟

ـ جمبل بثينة
1
أَمْسَيْتُ ذا ضُرٍّ وفي يَدِكَ الشِّفا
لَمّا غَدَوْتُ مِنَ الذُّنوبِ على شَفا

وعَلِمْتُ أَنَّ الصَّفْحَ مِنْكَ مُؤمَّلٌ
والعَفْوَ مَرْجُوٌّ لَدَيْكَ لِمَنْ هَفا

فَجَعَلْتُ عُذْريَ الاِعْتِرافَ بِزَلَّتي
إذْ بِها في طَيِّ عِلْمِكَ مَنْ خَفا

فَإذَا اِنْتَقَمْتَ فَإِنَّ ذَنْبي مُوجِبٌ
ولَئِنْ عَفَوْتَ فَإِنَّ مِثْلَكَ مَنْ عَفا

ـ تنسب لعلي بن أبي طالب ع
1
مكحلة
أَمْسَيْتُ ذا ضُرٍّ وفي يَدِكَ الشِّفا لَمّا غَدَوْتُ مِنَ الذُّنوبِ على شَفا وعَلِمْتُ أَنَّ الصَّفْحَ مِنْكَ مُؤمَّلٌ والعَفْوَ مَرْجُوٌّ لَدَيْكَ لِمَنْ هَفا فَجَعَلْتُ عُذْريَ الاِعْتِرافَ بِزَلَّتي إذْ بِها في طَيِّ عِلْمِكَ مَنْ خَفا فَإذَا اِنْتَقَمْتَ…
شرح الأبيات:

1. أَمْسَيْتُ ذا ضُرٍّ وفي يَدِكَ الشِّفا
لَمّا غَدَوْتُ مِنَ الذُّنوبِ على شَفا
→ يقول الشاعر: أصبحتُ مصابًا بالضرّ (أي بالألم والهمّ بسبب ذنوبي)، وأنتَ وحدك تملك شفاء روحي، بعدما أوشكتُ أن أهلك بسبب كثرة ذنوبي (على شفا: أي على حافة الهلاك).


2. وعَلِمْتُ أَنَّ الصَّفْحَ مِنْكَ مُؤمَّلٌ
والعَفْوَ مَرْجُوٌّ لَدَيْكَ لِمَنْ هَفا
→ ويقول: وقد أيقنتُ أنّ العفو والمغفرة منك مأمول ومُنتظر، وأنّ من وقع في الزلل (هفا) يستطيع أن يرجو منك الغفران.


3. فَجَعَلْتُ عُذريَ الاِعْتِرافَ بِزَلَّتي
إذْ بِها في طَيِّ عِلْمِكَ مَنْ خَفا
→ فجعلتُ اعترافي بذنبي هو حجتي وعذري، لأنك تعلم كل شيء حتى ما خفي عن أعين الناس.


4. فَإذَا اِنْتَقَمْتَ فَإِنَّ ذَنْبي مُوجِبٌ
وَلَئِنْ عَفَوْتَ فَإِنَّ مِثْلَكَ مَنْ عَفا
→ فإن عاقبتني، فهذا حق وعدل لأن ذنبي يوجب العقوبة، ولكن إن عفوت عني، فهذا من كرمك وجودك، لأن الكريم هو الذي يعفو.
صوتكِ
هو هذه اليد
التي تَعثرُ على طفولتي
وتُعيدُها إلى البيت!

- حسين حمزة
هل كان حباً… ؟
🕊1
مكحلة
هل كان حباً… ؟
هل تُسمِّينَ الَّذي أَلقَى هَيَامَا؟
أَمْ جُنُونًا بِالأَمَانِي؟ أَمْ غَرَامَا؟
ما يَكُونُ الحُبُّ؟ نَوْحًا وابتِسَامَا؟
أَمْ خُفُوقَ الأَضْلُعِ الحَرَّى، إِذَا حَانَ التَّلَاقِي
بَيْنَ عَيْنَيْنَا، فَأَطْرَقْتُ، فِرَارًا بِاشْتِيَاقِي
عَنْ سَمَاءٍ لَيْسَ تَسْقِينِي، إِذَا مَا
جِئْتُهَا مُسْتَسْقِيًا، إِلَّا أَوَامَا؟
---

العُيُونُ الحُورُ، لَوْ أَصْبَحْنَ ظِلًّا فِي شَرَابِي،
جَفَّتِ الأَقْدَاحُ فِي أَيْدِي صِحَابِي،
دُونَ أَنْ يَحْظَيْنَ حَتَّى بِالحُبَابِ.
هَيِّئِي، يَا كَأْسُ، مِنْ حَافَاتِكِ السُّكْرَى، مَكَانَا
تَتَلَاقَى فِيهِ، يَوْمًا، شَفَتَانَا
فِي خَفُوقٍ وَالْتِهَابِ،
وَابْتِعَادٍ شَاعَ فِي آفَاقِهِ ظِلُّ اقْتِرَابِ.
---

كَمْ تَمَنَّى قَلْبِيَ المَكْلُومُ لَوْ لَمْ تَسْتَجِيبِي
مِنْ بَعِيدٍ لِلْهَوَى، أَوْ مِنْ قَرِيبِ!
آهِ لَوْ لَمْ تَعْرِفِي، قَبْلَ التَّلَاقِي، مَنْ حَبِيبِ!
أَيُّ ثَغْرٍ مَسَّ هَاتِيكَ الشِّفَاهَا،
سَاكِبًا شَكْوَاهُ "آهًا... ثُمَّ آهَا"؟
غَيْرَ أَنِّي جَاهِلٌ مَعْنَى سُؤَالِي عَنْ هَوَاهَا:
أَهُوَ شَيْءٌ مِنْ هَوَاهَا... يَا هَوَاهَا؟
---

أَحْسِدُ الضَّوْءَ الطَّرُوبَا
مُوشِكًا، مِمَّا يُلَاقِي، أَنْ يَذُوبَا
فِي رِبَاطٍ أَوْسَعَ الشَّعْرَ التِهَامَا،
السَّمَاءُ البِكْرُ مِنْ أَلْوَانِهِ آنًا، وَآنَا،
لَا يُنِيلُ الطَّرْفَ إِلَّا أُرْجُوَانَا...
لَيْتَ قَلْبِي لَمْحَةٌ مِنْ ذَاكَ الضُّوءِ السَّجِينِ!
أَهُوَ حُبٌّ كُلُّ هَذَا؟! خَبِّرِينِي...


-بدر شاكر السياب
أيا شمسي
مكحلة
أيا شمسي
أَيَا شَمْسِي، مِنْكِ أَشْرَقَ بَهْجَةً،
وَإِنْ حُجِبَتْ بِالْعُجْبِ فِي سُحُبِ الْحُجْبِ

وَيَا شَهْدُ، أَحْلَى مِنْكَ عِندِي مَذَاقَةً،
شَرَابُ رُضَابٍ فِي مُقَبَّلِهَا الْعَذْبِ

وَلِلْمِسْكِ نَكْبٌ عَنْ مُجَارَاةِ نَشْرِهَا،
وَقُلْ مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ لِلْمَنْدَلِ الرَّطْبِ

فَأَقْطَعُ مِنْ حَدِّ الْحُسَامِ إِذَا مَضَى،
حُسَامٌ لَهَا بَيْنَ الْمَحَاجِرِ وَالْهُدْبِ

وَأَخْطَبُ مِنْ قُسٍّ، وَأَفْصَحُ مَنْطِقًا،
سُكُوتٌ لِذَاكَ الْحِجْلِ أَوْ ذَاكَ الْقَلْبِ

وَأَكْتَبُ مِنْ خَطِّ الْوَزِيرِ ابْنِ مُقْلَةٍ،
خُطُوطٌ لِهَاتِيكَ الذَّوَائِبِ فِي التُّرْبِ

تَطَلَّعُ مِنْ بَدْرِ السَّمَاءِ إِلَى أَخٍ،
وَتَنْظُرُ مِنْ رِيمِ الْفَلَاةِ إِلَى تُرْبِ

أَحِنُّ لِشِعْبٍ نَازِلٍ فِيهِ قَوْمُهَا،
وَمَا قَوْمُهَا قَوْمِي، وَمَا شِعْبُهَا شِعْبِي

وَيُلْحُونَ نَفْسِي فِي هَوَاهَا، وَإِنَّهَا،
شَقِيقَةُ تِلْكَ النَّفْسِ، رَيْحَانَةُ الْقَلْبِ

وَقَدْ نَقَلَتْنِي عَنْ طِبَاعٍ كَثِيرَةٍ،
وَقَدْ قَلَبَتْ قَلْبِي، وَقَدْ خَلَبَتْ خَلْبِي

وَكَمْ حُمَّ مِنْهَا مِنْ حِمَامٍ لِذِي الْهَوَى،
وَكَمْ مِنْ عَذَابٍ صُبَّ مِنْهَا عَلَى صَبٍّ

تُغِيرُ، فَتَسْبِي بِاللِّحَاظِ عُقُولَنَا،
وَكَمْ مِنْ شُجَاعٍ قَدْ أَغَارَ وَلَمْ يَسْبِ
سَقى اللَهُ أَرضاً نورُ وَجهِكَ شَمسُها
وَحَيّا سَماءً أَنتَ في أُفقِها بَدرُ

وَرَوى بِلاداً جودُ كَفِّكَ غَيثُها
فَفي كُلِّ قُطرٍ مِن نَداكَ بِها قَطرُ

- صفي الدين الحلي
2025/5/15 ،احبكِ
1
انتحرنا بالأماني و التقينا بالخصامْ

حُلْوتي لو تعلمينَ النَّارَ إنِّي في ضرامْ

كُلّما لوَّحتِ لي أنشدُتُ أهلًا بالغرامْ

عانقتني في منامي

ليت عُمري كُله يا قلبُ وهمٌ و منامْ

أوَ ليتَ الشوقَ في كفَّيكِ ماءٌ و غمامْ

فعلى كفّيكِ أهوي مثلما يهوي الحَمامْ

يشربُ الماءَ و يبكي غرِدًا ثُمَّ ينامْ

***

يا صباح الجُمعةِ

قد تلاقينا أمام المسجدِ

ليتَ أيَّامَ كلينا كُلُّها يا وردتي

كصباحِ الجُمعةِ !

فارفقي و اقتربي ، لا تَبعُدِي

أنتِ وحيي و مماتي و بكائي السرمدي

أنتِ آيٌ و صلاةٌ

أنتِ ذاتي و فَراشي و الطفولهْ

أنتِ ظلٌّ في جدار المعبدِ

أنتِ يا فاتنتي ليلايَ ينأى

أنتِ أهلي حُلوتي...أنتِ الرسولهْ

يا أريجَ الزعفرانِ

في الجِنانِ

مدمعي يقطفهُ

من ذلك الكفّ النَّدي

و الخدود الملهمات القلبَ أشعارًا جميلهْ

مثل عينيكِ جميلهْ !
2025/10/21 12:12:12
Back to Top
HTML Embed Code: