Telegram Web Link
(صديقي الذي اصبح زوجتي)

الجزء8⃣

تعب عصام من التفكير .. وعاد الى ابويه ..
الوالد : من اللي يكلمك يا عصام ؟؟
عصام : لا هذا واحد من الشباب يبي يعرف متى الاختبار ..
الوالد: طيب وليش تقوم من عندنا ورا ما كلمته وانت جالسن هنا؟؟؟
عصام وهو مرتبك : لا ولا شي عادي ..
الوالد : عصام انا حاس ان فيه شي ولا تبي تقوله .. قول يا ولدي لا تخبي علينا ..
عصام : لا يا يبه ما فيه شي الله يعطيك العافية ما فيه شي ..
الوالدة : عصام انا متأكدة انك مخبي عنا شي خاصة لما كلمتك في موضوع البنت ... انت ما تبيها ؟؟ في بالك وحدة ثانية ؟؟ قول لا تستحي ..

عصام وهو يفكر ماذا يقول : بقولكم بعدين .. خلوني اشوف دروسي عندي اختبارات ..
الوالد : بكيفك يا ولدي ..

دخل عصام غرفته وهو في حالة يرثى لها .. وفكر قليلا ثم قال لنفسه : لو قلت لهم الحقيقة هل بيتقبلونها ولا لا ؟؟
يعني أقول لهم ان أهلها تاركينها طول هالسنوات وعايشة لوحدها ؟ ما فيه الا كذا خلني أقولهم ويصير خير ..


وفي المساء ..
هاتف عصام الخليوي يرن ..
عصام : اهاه هذه سحر خلني اشوف وش عندها..الو
سحر: هلا عصام كيفك ؟
عصام : تمام ..
سحر : وش فيك وش هالرد البارد ..
عصام : مافيه شي بس متعبني موضوعك .. وما لقيت حل وما فيه حل الا أقول لأهلي عن موضوعك كله وان شاء الله خير
سحر : والله اني خايفة يا عصام شكل الموضوع بايخرب ...
عصام: لا .. ان شاء الله ربك كريم خلني اروح لهم واشوف وبعدين أكلمك ..طيب؟
سحر : طيب حبيبي ..

ذهب عصام ووجد والديه جالسان يتناقشان ..
عصام : مسا الخير ..
والد عصام : هلا بولدي تعال اقعد ابيك ..
عصام وقد بدأ قلبه يدق : ايه يبه وش فيك ؟؟
والد عصام : يا ولدي حنا عطيناك فرصة من الصبح الين الحين ما حبينا نضغط عليك علشان تقولنا وش صاير وشفيك يا ولدي افتح لنا قلبك ..

عصام : طيب يبه انا بقولك كل شي بس اوعدوني ما تزعلون مني ؟؟
أم عصام : ان شاء الله يا ولدي بس انت تكلم ..

بدأ عصام يسرد قصة سحر على ابويه من البداية الى النهاية .. ثم قال :
وأنا بصراحة الحين ودي اتزوجها .. وهذه هي السالفة كلها ..

نظر والد عصام الى والدة عصام وقال لها : وش رايك ياأم عصام في اللي قاله ولدك
أم عصام : والله ما ادري يا بو عصام ؟؟؟
ابو عصام : وانت يا عصام مصدقها الحين .. وش عرفك ان كلامها صح .. يمكن مسويه مصيبة في السعودية وهاربة .. بنات هالايام الله يكفي شرهم ..

عصام : انا واثق فيها ومتأكد من كلامها ..
ابو عصام : وش اللي يخليك متأكد انت تعرف اهلها ؟؟ ولا تعرف أي شي عنهم .. يا عصام يا ولدي حنا نبي نزوجك بنت تعرف لها أهل لها أقارب مو وحدة مقطوعة من شجرة ..

تألم عصام من كلام والده وقال : لا يبه هذه بنت ضعيفة وتستاهل كل خير وبصراحة انا ما ابي الا هي ..
ابو عصام : يا ولدي الله يهديك تبي تتزوجها وترجع السعودية يقعدون الناس يتكلمون فيك ويقولون جايب واحدة من بنات الشوارع لا أصل ولا فصل ..
عصام : لا يا بوي هذه مو بنت شوارع .. هذه واحدة قدر الله عليها انها تعيش هالحياة المتعبة وأنا كنت اكثر من أخ لها وساعدتها بكل طريقة ممكنة لأني حسيت انها انسانة محترمة وعاقلة وأنا بصراحة أفضلها على بنات الاصل والفصل اللي انت تقول عنهم ..

ابو عصام : لا يا ولدي لا تتبع قلبك بكرة تندم .. لا يغرك جمالها .. الجمال مو كل شي ..
عصام : مو بس حلوة يبه وعاقلة بعد وتسوى عشرين من البنات اللي انت تقول عنهم ....
ابو عصام وقد ازداد غضبه : انت تبي تفضحنا بين الناس .. انا مو موافق هذا كلام نهائي واذا تبي تعصيني تزوجها ..
عصام وقد أوشك على البكاء : لا يبه تكفى أحبها .. يمه قولي شي ..
ام عصام : والله يا وليدي كلام ابوك منطقي ... والشور الاول والاخير لبوك ..

دخل عصام الى غرفته في حزن شديد وبدأ البكاء فقط البكاء .. لم يكن له مؤنساً في ذلك الوقت الا البكاء والبكاء ثم البكاء ....
دق هاتف عصام واذا بها سحر ... فلم يرد ..
واستمرت سحر في المحاولة ولكنه لم يرد ...
سحر : وش السالفة ؟؟ الله يستر والله قلبي ناغزني شكل أهله رفضوا؟ طيب ليش ما يرد على الاقل يقول أي شي .. انا ما ني مرتاحة لين اتأكد وش صاير ..

سحر تدق على هاتف عصام ولكن لا يوجد رد ...
سحر : والله ما ارتاح اليوم ماني قادرة لازم أشوف وش السالفة ..
عندي فكرة باروح ادق على الباب وأشوف أم عصام وأقولها انتي محتاجة شي ؟ وأشوف ردة فعلها .. يله خلني أروح ..


وتذهب سحر الى شقة عصام ... وتدق الباب ..

أبو عصام : من اللي يدق ؟؟
سحر في خوف : افتح انا جارتكم ...
يفتح أبو عصام الباب ..
أبو عصام : نعم ..
سحر : لو سمحت أبي أم عصام انا جارتكم ..
أبو عصام : إنتي سحر ؟؟؟
سحر : اايه ..
أبو عصام : روحي يا بنت الناس ترى ما فيه نصيب بينك وبين عصام .. الله يوفقك .. انا ابي ازوج ولدي بنت لها أهل مو بنت ما ندري وين أهلها ...
يغلق أبو عصام الباب في وجه سحر .. وسحر متجمدة في مكانها من هول ما سمعت وقد غرقت عيناها بالدموع .. فقد أحست أن كل ش
👍4
ي جميل في حياتها انتهى .. وعادت الى شقتها ورمت بنفسها على السرير وبدأت تنوح وتبكي من حياتها التي ما فتأت تتحسن حتى عادت الى البؤس والشقاء .. تذكرت أمها وأخوها تذكرت حضن أمها الدافئ وقبلاتها وكيف كان ابوها قاسيا عليها .. وكان هناك شبه كبير بين والدها ووالد عصام مما جعلها تتذكر والدها أكثر من ذي قبل ..
وعادت الأحزان الى حياتها .. ولم تعد تطيق المكان الذي هي فيه وبدأت تفكر في ترك الدراسة والذهاب للبحث عن أمها ... وبدأت تتكلم مع نفسها
سحر : ياألله وش هالحياة التعيسة أنا مكتوب علي الشقا .. لا حول ولا قوة الا بالله .. .. وعدني عصام وما صار شي وانتهت امالي واحلامي .. أنا خلاص بروح أدور أمي .. على الأقل أشوفها.. بس وش لون القاها ؟..
وعصام هذا وين رجولته ليش مارد علي شكله مسويها فيني علشان يتخلص مني صح انا غثيته وكلفت عليه كثير .. أنا خلاص بروح العراق ..

في شقة عصام..
عصام مازال غارقا في دموعه ويكلم نفسه قائلا :
يا حرام والله ما تستاهل سحر هذا كله والله ظلم .. ظلم .. خلني أكلمها على الأقل أتطمن عليها ..
عصام : ألو
سحر وهي تبكي : نعم
عصام : وش فيكي تبكين ؟
سحر : وش اللي ما فيني ياعصام .. لو انك رديت علي ما سمعني ابوك هذاك الكلام اللي يسم البدن ..وش شايفيني بنت شوارع انت وياه ..
عصام : لا يا قلبي حاشاك .. والله انك بعيني احسن من كل هالبنات اللي يقول عنهم ابوي
سحر : وش الفايدة من كلامك ولاشي .. اسمعني انا بروح العراق ابي اشوف امي ..
عصام : وشو ؟؟؟ لا يا سحر لا تروحني ..
سحر :يله مع السلامة

تغلق سحر السماعة ..وتتذكر انه كان لدى والدتها كتاب صغير تكتب فيه كل شي مهم .. فذهبت تتصفحة ولأول مرة لعلها تجد شيئا يدلها على أمها .... وفجأة تجد رقم تلفون بالعراق ..
سحر : وش هالرقم ؟؟ أمي ما كتبته هنا الا وهو مهم ؟؟ بس ما عليه اسم ولا شي ؟؟ خلني أدق وأشوف ...

وتدق سحر على ذلك الهاتف ..
سحر : ألو السلام عليكم ..
يرد عليها رجل على الخط الاخر : وعليكم السلام من معي ؟
سحر : هذا منو بيته؟؟
الرجل : هذا منزل سالم الخالد ......
واذا به منزل احد اخوالها الذين لم تراهم قط ...
فرحت سحر بذلك وقالت :
هلا انت خالي سالم
الرجل: ايه انا سالم من انتي ..
سحر : أنا سحر بنت سعاد أختك ..
الخال سالم : مو معقول وشلون قالت امك انت توفيتي ؟؟؟
سحر : لا يا خالي انا حية وبخير ... الا وين أمي
الخال سالم : أمك ؟؟؟
سحر : ايه امي ابي اكلمها ..
الخال : توك تذكرينها ؟؟ أمك توفت يا سحر هي وأخوك سهيل الامريكان رمو عليهم قنبله وتوفو الله يرحمهم البقية في حياتك يا بنتي ..
أسقطت سحر الهاتف من يدها وبدأت تصرخ بأعلى صوتها... فسمعها جميع الجيران ..
سمع عصام صراخ سحر وهرع الى شقتها وخرج ابوه معه.. وبدأ يدق الباب فلم تفتح

ماذا حصل لسحر؟😧
وكيف تصرف عصام ووالده مع هذا الموقف؟🤔
هذا ماسوف نعرفه في الجزء التاسع والاخير

انتظرونا في الجزء9⃣ والاخير
👍5
الــــنــــهــــاايــــة

تغلق سحر السماعة ..وتتذكر انه كان لدى والدتها كتاب صغير تكتب فيه كل شي مهم .. فذهبت تتصفحة ولأول مرة لعلها تجد شيئا يدلها على أمها .... وفجأة تجد رقم تلفون بالعراق ..
سحر : وش هالرقم ؟؟ أمي ما كتبته هنا الا وهو مهم ؟؟ بس ما عليه اسم ولا شي ؟؟ خلني أدق وأشوف ...

وتدق سحر على ذلك الهاتف ..
سحر : ألو السلام عليكم ..
يرد عليها رجل على الخط الاخر : وعليكم السلام من معي ؟
سحر : هذا منو بيته؟؟
الرجل : هذا منزل سالم الخالد ......
واذا به منزل احد اخوالها الذين لم ترهم قط ...
فرحت سحر بذلك وقالت :
هلا انت خالي سالم
الرجل: ايه انا سالم من انتي ..
سحر : أنا سحر بنت سعاد أختك ..
الخال سالم : مو معقول وشلون قالت امك انت توفيتي ؟؟؟
سحر : لا يا خالي انا حية وبخير ... الا وين أمي
الخال سالم : أمك ؟؟؟
سحر : ايه امي ابي اكلمها ..
الخال : توك تذكرينها ؟؟ أمك توفت يا سحر هي وأخوك سهيل الامريكان رمو عليهم قنبله وتوفو الله يرحمهم البقية في حياتك يا بنتي ..
أسقطت سحر الهاتف من يدها وبدأت تصرخ بأعلى صوتها... فسمعها جميع الجيران ..
سمع عصام صراخ سحر وهرع الى شقتها وخرج ابوه معه.. وبدأ يدق الباب فلم تفتح .. فكسر عصام الباب ودخل فوجدها مغما عليها ... بدأيرشها بالماء حتى صحت وقال
: سحر وش فيك ؟
سحر : أمي وأخوي ما توا يا عصام ما باقى لي احد في هالدنيا ..
عصام : لا حول ولا قوة الا بالله ..
أخذها عصام الى شقته وأوصى أمه أن ترعاها ..



في الصباح ..

أم عصام : اشلونك يا بنيتي ؟
سحر : الحمد لله على كل حال ..
أم عصام وقد حنت وأشفقت عليها كثيرا: الا اقول يابنيتي حنا ودنا نساعدك بأي طريقة ودنا نعرف ابوك وش اسمه لعل وعسى نلقى لك أقارب ولا شي بالرياض؟

سحر في يأس : اسمه سعد العامر ..

تذكرت أم عصام شيئا وشهقت ثم فتحت عينيها بشدة وقامت من مكانها ..
استغربت سحر من أم عصام وقالت : وش فيكي يا خاله ؟؟
أم عصام وهي خارجة من الغرفة متجهه الى ابو عصام: ولا شي ولاشي ..
أم عصام تنادي بصوت عال : يا بو عصام يا بو عصام يابوعصام !!!!!

ابو عصام في هلع : وش فيه وش فيه ؟؟؟؟؟
أم عصام : يا بو عصام تتذكر ان عمك عامر كان عنده ولد وراح العراق هذيك الايام وكان يقول يبي يجاهد ؟؟؟
ابو عصام : ايه اذكر .. وجانا خبر انه توفى .. وش جاب طاريه الحين ؟؟
أم عصام : الظاهر يا بو عصام ان هذي بنته ؟؟!!
فتح ابو عصام عينيه وعصام بجانبه ..
عصام : وش ذا الكلام يمه وش تقولين ؟؟
ام عصام : رح أسألها بنفسك ..
ابو عصام : ممكن تشابه اسماء ..
أم عصام : طيب اسألها عن اسم جدتها ام ابوها وشوف اذا قالت لك نورة فهي أكيد بنت ولد عمك سعد ..


ذهب الجميع مسرعين الى سحر .. وهي مستغربة!!
ابو عصام: وش اسم ابوتس يا بنيتي ؟؟
سحر في خوف : اسمه سعد عامر..
ابو عصام : طيب وش اسم جدتس ام ابوتس ؟؟
سحر : اسمها نورة ليش تسألون ؟؟
بدأت أم عصام تزغرط فرحا : وش هالصدفة الحلوة يا بنيتي ..
سحر : وش السالفة ؟؟؟؟؟..
أبو عصام : انت بنتنا ومنا وفينا يا سحر ..
سحر : وشلون ؟
ابو عصام : ابوكي سعد هو ولد عمي .. لكن من هذيك الايام لما راح العراق انقطعت اخباره وقالوا لنا انه مات وماندري عنه بشي ..
عصام وابتسامته تكاد تشق وجهه: يعني يبه ما عاد فيه عذر الحين ..
أبو عصام : أكيد يا ولدي ..
سحر وهي غير مستوعبه الوضع : يعني ابوي ولد عمك .. يعني انا من عائلتكم ..
أبو عصام : أي نعم يا بنيتي ..

فرحت سحر فرحا شديدا نساها جميع هموم الدنيا .. حيث أنها ظفرت بشيئين الاول حبيبها عصام والثانيه انها لقت أهلها وأصبح لها أقارب ..

بعد أسبوع تزوج عصام بسحر ...... وعاشا بسعادة وهناء ..
طبعا ما كملت سحر دراستها وعادت الى السعودية مع عصام الذي يعمل حاليا بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض
┊┊⇣✧
┊⇣✦
⇣✧
@k_iss
••┈❦┈┈••
👍9👏1
جاء زبون لصاحب الفندق وسأله هل الغرفة رقم 39 فارغة.....؟؟؟؟👨👨




.................
...

...أجاب صاحب الفندق نعم إنها فارغة !!!!1👤👤
...



فسأل هل يمكن أن أحجزها فقط ليلة ؟؟؟👨👨👨

أجابه نعم !!👤👤

وبالفعل حجز الغرفة وصعد إليها



🚫🚫🚫
ولكن قبل أن يصعد طلب من صاحب الفندق سكينة سوداء🔪🔪🔪

وخيط حرير أبيض طوله 39 سم

وبرتقالة واحدة وزنها 72 جرام🍎🍎🍎🍑





تعجب صاحب الفندق من الطلبات الغريبة لكنه


أحضرها له وصعد إلى الغرفة ولم يطلب لا أكل ولا شرب ولا أي شيء آخر !!!!!






ولسوء الحظ أن غرفة صاحب الفندق مجاورة للغرفة 39 ...👤👤👤





وبعد منتصف الليل
سمع صاحب الفندق أصوات غريبة جداً جداً داخل الغرفة .....!!!!

كأنها أصوات حيوانات مفترسة وسمع أصوات تكسير وضرب





وشعر كأن الغرفة أصبحت كومة من الرماد .......!!!!!

بات الليل يفكر ماذا يحدث داخل الغرفة 39 ...؟؟؟





وفى الصباح وقبل أن يغادر الزبون ....

طلب صاحب الفندق أن يعاين الغرفة قبل مغادرته وبالفعل صعد صاحب الفندق إلى الغرفة

لكن وجد كل شيء كما هو وخيط الحرير فى مكانه والبرتقالة كما هي والسكينة فى مكانها ....!!!!

ودفع الزبون حساب الليلة بأجر مضاعف كما أنه أعطى بقشيش أكثر من حساب الغرفة .......!!










ومضى عام

وكان قد نسى صاحب الفندق الموضوع برمته




وفى الأول من شهر مارس من العام التالي فوجئ صاحب الفندق بنفس الرجل👨👨




وعندما رآه تذكر ما حدث العام الماضي ....؟؟؟؟





وطلب الزبون الغرفة رقم 39 وطلب سكينة سوداء ،،، وخيط حرير طوله 39 سم ،،، وبرتقالة وزنها 72 جم ،





وقرر صاحب الفندق أن يراقب ليعرف ماذا يحدث .....!!!!

وبالفعل ظل صاحب الفندق طوال الليل سهران يترقب




وبعد منتصف الليل بدأت الأصوات ذاتها التي سمعها العام الفائت

وسمع نفس التكسير والخبط ولكن هذه المرة كانت الأصوات أشد ....





كانت أصوات مبهمة غير مفهومة ....!!!

وفي الصباح

رحل الزبون ودفع الحساب مضاعف




وبقي صاحب الفندق يتساءل عن هذا الأصوات وعن اختيار الغرفة رقم39




وعن وزن البرتقالة وعن طول الخيط الحرير وعن السكينة ؟؟؟





وظل طوال العام يترقب أول أيام شهر مارس ؟؟؟؟





وبالفعل فى صباح أول أيام شهر مارس من العام الثالث







حضر الزبون نفسه وطلب الأشياء ذاتها ..... والغرفة ذاتها ....!!





وبقي صاحب الفندق سهران وسمع نفس الأصوات ذاتها لكن كانت هذه المرة أقوى بكثير من العام الماضي ....... !!1





وفي الصباح وقبل أن يرحل الزبون وعندما جاء ليدفع الحساب





قال له صاحب الفندق أنا أريد أن أعرف السر ...!!!!

قال إذا قلت لك السر تعدني أن لا تخبر أي أحد على الإطلاق ....!!1





قال صاحب الفندق أعدك أني لا أخبر أي أحد مهما كان ...
قال تقسم على ذلك .....؟؟؟

قال له صاحب الفندق

أقسم على ذلك ....!








وبالفعل

:
:
:
صاحب الفندق طلع ابن حلال

لم يخبر أي أحد بالسر حتى الآن!!
















حتى أنا ما قال لي والا كنت قلت لكم-
🌹
┊┊⇣✧
┊⇣✦
⇣✧
@k_iss
••┈❦┈┈••
🤬14👍11🤣7😁2🤨2🎅1
قصة بقايا أنسان
كان احمد في العشرين من عمره طويل القامة، شعر اسود، عيون سوداء، شاب لطيف وجميل جدا. وكان يستخدم الحاسوب للدخول الى شبكة الانترنت، مما قاده الى التعرف على فتاة تدعى ديما.مرت ايام عديدة واحمد وديما يتحدثان مع بعضهما عبر شبكة الانترنت، وبعد نصف سنة من بداية علاقتهما، دخل احمد كعادته الشبكة وانتظر ظهور ديما على الانترنت للتحدث معها، ولكن ديما غابت ذلك اليوم، فجلس احمد امام شاشته اكثر من 3 ساعات ينتظرها، ولما فقد الامل قفل حاسوبه ونهض.وفي اليوم التالي دخل احمد شبكة الانترنت من جديد وهو يأمل ان يلتقيها، واذا بديما تنتظره قائلة له: انتظرتك كثيرا من الوقت، اين كنت!؟ فاجابها انا انتظرتك البارحة لكنك لم تدخلي! لماذا؟فاعتذرت بوجود امتحانات سنوية لديها.واستمرت اتصالاتهما بعد ذلك كالمعتاد الى ان جاء يوم وقال لها احمد:ديما انا بدأت افكر فيك كثيرا اعتقد انني احبك….فردت عليه دون تردد: وانا احبك مثل اخي تماما! ولم تعجبه اجابتها فقال: لكنني يا ديما احبك بمعنى الحب نفسه!صمتت ديما طويلا ثم قالت: انا لا اريد الارتباط مع اي شخص وخصوصا عن طريق الانترنت؟ لماذا قال احمد!؟ فقالت: لانني لا أؤمن بهذه الخرافات.واصر احمد على الاعتراف لها بصدق حبه قائلا انه لا يستطيع الابتعاد عنها وانه يريد الاقتراب منها اكثر واكثر وما الى ذلك... الى ان بدت الليونة في موقف ديما وكأنها بدأت تؤمن بصدق نواياه فوافقت على الارتباط بالحب بالرغم من انها خائفة جدا.وتطورت العلاقة بين الاثنين واصبح الحديث بينهما ليس فقط عن طريق الانترنت وانما عبر الهاتف ايضاً. وبعد علاقة استمرت ستة اشهر من الاتصالات عن طريق الانترنت والهاتف، اتفق الاثنان على الالتقاء وجها لوجه ليريا كل منهما الآخر لأول مرة، وبالفعل تقابل احمد وديما، وشاهد الواحد منهما الآخر فجن جنون احمد من جمال ديما، فهي فتاة جميلة لدرجة انه ارتبك من شدة جمالها: شعر اشقر عيون خضراء ملامح بريئة.كبر الحب بين احمد وديما اكثر واكثر وصارا يتقابلان بكثرة. وفي احدى هذه اللقاءات بدأت ديما تبكي وتقول لاحمد بينما الدموع تغمر وجهها: "احبك احبك احبك حتى الموت". استغرب احمد بكاءها وسألها عن السبب فاكتفت بالقول: "لانني احبك جدا". فبادلها احمد نفس المشاعر واقسم لها انه لم يحب فتاة اخرى قبلها.وجاء اليوم الذي ابلغ احمد ديما بأنه سيتقدم لطلب يدها من والديها، وبدل ان تفرح تجهم وجهها وكشفت لأحمد ان عائلتها لن ترضى به عريسا لها لأن اهلها قطعوا على انفسهم عهدا بتزويجها لابن عمها في المستقبل القريب وهذه كانت كلمة شرف من اهل ديما لا يمكن التراجع عنها.كانت كلمات ديما كالصاعقة بالنسبة لاحمد الذي لم يصدق ما تسمعه اذناه. وبعد تفكير عميق راودتهم فكرة الهروب معا ولكن ديما رفضتها بالكامل، ورفضت الخروج من البيت.ومرت الايام وبدأ احمد يبتعد عن ديما وشعرت ديما بذلك فصارحته وهي تبكي لانها تريده ان يبتعد عنها مهما كان، لانه يضيع وقته معها في حب بلا امل وبلا مستقبل.وهذا ما فعله احمد، فقد سافر الى الخارج يحمل في احشائه قلبه الممزق. واما ديما فلم تعرف الجهة التي ذهب اليها ولا تملك عنوانه ولا تستطيع الاتصال به فاصبح المسافة بين الاثنين بعيدة جدا.اصيبت ديما بمرض من شدة حزنها ودخلت المستشفى عدة ايام وهي تتمنى ان ترى احمد لأنها مشتاقه له وامنيتها ان تراه. كانت تتعذب في سريرها من مرض خبيث.عندما سمع ابن عم ديما هذا الخبر، ابتعد عنها ولم يزرها في المستشفى. اعتاد الاب والام ان يجلسوا بجوار سريرها في المستشفى وهما يبكيان, وعذاب الضمير يقلقهما اكثر واكثر بسبب رفضهم احمد عريسا لديما.وبعد اشهر قليلة عاد احمد من الخارج ولا يعلم بما جرى فتوجه الى بيت ديما لكثرة اشتياقه وهناك ابلغوه بان ديما ترقد في المستشفى بسبب مرض خطير.دخل احمد غرفة ديما، ولكنه وصل متأخرا فوجد رسالة على سريرها تقول:"عزيزي احمدانني متأسفة لانني لم استطع التحدث معك لكن الله سبحانه وتعالى شاهد على ما اقول، كنت انتظر عودتك كل يوم، وعندما دخلت المستشفى شعرت بانني لن اخرج منه حية ابدا. وها انت تقرا الرسالة وانا مدركة انك ستأتي لرؤيتي يوما ما.انني احبك احبك احبك .اريدك ان تواصل حياتك بدوني.اذا كنت تحبني افعل هذا لي.الى الوداع حبيبتك ديما".وقرا الرسالة احمد وتمزق قلبه، وبكى حتى جفت دموعه. وواصل حياته فقط لأن ديما طلبت ذلك منه، وتزوج احمد من فتاة اخرى وانجبا طفلة واطلق عليها احمد اسم ديما(ولم يبقي من احمد الي بقايا أنسان )
┊┊⇣✧
┊⇣✦
⇣✧
@k_iss
••┈❦┈┈••
👍81
قصة حقيقية رائعة..
😢😢😢😢😢

رجل تجاوز الستين من عمره .. ذهب ذات مساء لزيارة والدته المسنة ذات الثمانين عاما التي انحنى ظهرها وأخذ منها الزمن ما أخذ ..

أخذا يتحدثان طويلا حتى تأخر الليل .. واشتد البرد فقرر أن يبيت ليلته هناك ..

نام ملء جفنيه حتى وقت صلاة الفجر فقام من مرقده فتوضأ ولبس ملابسه ولم يبقى إلا الحذاء ..

بحث عنه فلم يجده في المكان الذي تركه فيه .. بحث كثيرا واخيرا وجده .. أتدرون أين وجده ..

لقد وجده بجوار المدفأة وعلم أن أمه الحنون وضعته هناك حتى يجده دافئا عند لبسه ..

وقف ينظر طويلا إلى ذلك الحذاء وهو يفكر في حنان تلك الأم التي أعتبرته طفلا في عينها حتى وهو في الستين من عمره ..

طال به التفكير ولم يدري بنفسه إلا والدموع تتساقط من عينيه .. ثم قال في نفسه ..
يا الله هل يوجد من يفعل ذلك غير الأم وهل يوجد في الدنيا كلها من هو أشد حنانا وعطفا من الأم على وليدها ..

أمسك جواله وأطلق تغريدة عن الفعل الذي قامت به أمه وأرفق معها صورة الحذاء بجوار المدفأة ..

فوجئ فيما بعد بأن تغريدته قد بلغت الآفاق و بشكل لم يتوقعه. لقد أكتشف أنه لم يبكي وحده .. بل وجد أن الكثير من الذين علقوا على التغريدة يبكون من خلال الكلمات ..

أحدهم قال (أبكتني هذه الصورة .. رب إرحمهما كما ربياني صغيرا) ..
وقال آخر (أبكيتنا يا شيخ) ..

وألمني كثيرا أحدهم عندما كتب (فقدت امي.. إحمد الله أنك لم تفقدها) ..
حتى لوقسى احد الوالدين فيجب علينا عذرهما وارضائهما لان في ذالك جنة ورحمة بل الخير كله ليتني لم افقدهما😔
يقول

عدت إلى أمي ..
إحتضنتها و بكيت كثيرا في حضنها وشرحت لها أثر فعلها على الناس ورأيت السعادة تملأ وجهها ..

أقول ناصحا.. مهما وصل بنا الحال في بر والدينا فلن نصل ولا لجزء بسيط مما قدموه لنا من تضحيات..

أمهاتنا جنة ومن يريد الجنة عليه أن يستغل وجودهن في الحياة.. ليقدم ما بوسعه في سبيل إرضائهن وإسعادهن..

وليعلم الجميع بأنه كلما أرضيت والديك رضي الله عنك..

🔮 قال تعالى :
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ..

لقد أورد الله عز وجل الإحسان للوالدين بعد العبادة وذلك لعظم شأنهم عند الله..
اللهم إرحم وإغفر لمن مات منهم وأطل عمر الحي على طاعتك..
بروهم أحياء و
ﻻ تنسوهم من صالح دعائكم أموات ولا تنسونا من الدعاء
┊┊⇣✧
┊⇣✦
⇣✧
@k_iss
••┈❦┈┈••
👍93
ﺟﻠﺲ ﺭﺟﻼﻥ ضريران ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ زوجة أحد الملوك ﻟﻤﻌﺮﻓﺘﻬﻤﺎ ﺑﻜﺮﻣﻬﺎ…

ﻓﻜﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ:
"ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﻲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ"
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﻘﻮﻝ:
"ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﻲ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ زوجة الملك"

ﻭﻛﺎﻧﺖ زوجة الملك ﺗﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭﺗﺴﻤﻊ،
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﺮﺳﻞ ﻟﻤﻦ ﻃﻠﺐ (ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ) ﺩﺭﻫﻤﻴﻦ.
ﻭترسل ﻟﻤﻦ ﻃﻠﺐ (ﻓﻀﻠﻬﺎ) ﺩﺟﺎﺟﺔ ﻣﺸﻮﻳّﺔ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﻋﺸﺮﺓ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ.

فكان ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻳﺒﻴﻊ ﺩﺟﺎﺟﺘﻪ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺪﺭﻫﻤﻴﻦ، ﺑﺪﺭﻫﻤﻴﻦ ﻛﻞّ ﻳﻮﻡ ، ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻧﺎﻧﻴﺮ، ﻭﺃﻗﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻣﺘﻮﺍلية.

ﺛﻢ ﺃﻗﺒﻠﺖ زوجة الملك ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻭسألت طالب ﻓﻀﻠﻬﺎ:
ﺃﻣﺎ ﺃﻏﻨﺎﻙ ﻓﻀﻠﻨﺎ؟
ﻗﺎﻝ: ﻭﻣﺎ ﻫﻮ؟
ﻗﺎﻟﺖ؛ مئة ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻳﺎﻡ. ﻗﺎﻝ: ﻻ ، ﺑﻞ الدﺟﺎﺟﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﺑﻴﻌﻬﺎ ﻟﺼﺎﺣﺒﻲ ﺑﺪﺭﻫﻤﻴﻦ!
فضحكت وقاﻟﺖ:
"طلبت ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻨﺎ ﻓﺤﺮمك ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺫﺍﻙ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻏﻨﺎﻩ"

فمن ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ الناس ﺫﻝّ
ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ماله ﻗﻞّ
ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ علمه ﺿﻞّ
ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ نفسه ﻣﻞّ

ﻭﻣﻦ ﺍﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ فما ﺫﻝّ ﻭﻻ ﻗﻞّ ﻭﻻ ﺿﻞّ ﻭﻻ ﻣﻞّ
┊┊⇣✧
┊⇣✦
⇣✧
@k_iss
••┈❦┈┈••
👍8
( احببتك اكثر مما ينبغي )
الــفــصــل 1⃣

تجري الأيام مسرعة .. أسرع مما ينبغي

ظننت بأننا سنكون في عمرنا هذا معا وطفلنا الصغير يلعب بيننا .. لكنني أجلس اليوم إلى جوارك ، أندب أحلامي الحمقى .. غارقة في حبي لك ولا قدرة لي على انتشال بقايا أحلامي من بين حطامك .. أشعر وكأنك تخنقني بيديك القويتين يا عزيز ! تخنقني وأنت تبكي حبا ..

لا أدري لماذا تتركني عالقة بين السماء والأرض ! .. لكنني أدرك بأنك تسكن أطرافي وبأنك

( عزيزُ) كما كنت ..

( أحببتك أكثر مما ينبغي ، وأحببتني أقل مما أستحق ! )


تظن أنت بأننا قادرون على ان نبتدئ من جديد .. لكن البدايات الجديدة ما هي إلا كذبة .. كذبة تكذبها ونصدقها لنخلق أملا جديدا يضيء لنا العتمة ، فإدعاء إمكانية بدء حياة جديدة ليس سوى مخدر نحقن به أنفسنا لتسكن ألامنا ونرتاح .
حاولت أكثر من مرة أن أبتدء معك من جديد ، بعد كل خيبة أمل .. بعد كل محنة وكل نزوة .. كنت أحاول لملمة أجزائي لنفتح مجددا صفحة بيضاء أخرى .. نخط عليها سطور حياتنا الجديدة بلا نزوات ولا هفوات ولا كبوات .. لكننا لم نبيتدئ يوما من جديد .. كنا نمارس عاداتنا نفسها ونزاول ممارساتنا الحمقاء عينها .. ونستمر في حياة ندعي بأنها جديدة . لها الطابع واللون والروتين القديم ذاته ..

كنت أحقن نفسي بمورفين البدايات الجديدة هذه لأرتاح مؤقتا ، كنت كمريض يحتضر .. مريض يلجأ إلى المسكنات ليسقط في غيبوبة نوم بانتظار موت رحيم أو شفاء بجود به الشافي فينتشله من الألم .
لا يبتدئ أحد بداية جديدة مع الحبيب . الحب كزجاجة رقيقة يا عزيز .. زجاجة من السهل خدشها ، زجاجة لا يعيدها إلى حالتها الطبيعية شيء بعد أن تخدش .
قلت لي ليلة ( ما الحب إلا ادعاء ) . أحزنتني نظرتك للحب تلك . لكنني اليوم أفكر كثيرا في ما كان يوما بيننا وقد اختلطت عليّ التعريفات والمقاييس والرؤى . أكان حبنا إدعاء يا عزيزا . أكان أكذوبة ؟! . حالة تلبستنا لأننا أردنا أن تتلبسنا لنصبح جزءا من حالة ( حب ! ) رغبنا بأن نصبح جزءا منها .. لست أدري ! يحزنني القول بعد كل هذه السنوات إنني لست أدري .
أشعر أحيانا وكأني لم أعرفك يوما . تختلط عليّ مشاعري فتنهار قناعاتي القديمة وتحل مكانها علامات استفهام وتعجب لا جواب لها ولا رد عليها .
اليوم أحتاج لأن ترجع إليّ من جديد . أحتاج لأن تعود لتفسر لي الماضي ، لتترجم لي سلوكياتك المبهمة .. أحتاج لأن تنير لي طريقا معتما أجبرتني على السير فيه لكنني لا أظن بأنك ستفعل ..
أتدري يا عزيز .. ما زلت لا أدرك ، لا أدرك كيف يتلاعب رجل بامرأة تحبه من دون أن يخاف للحظة مما يفعله نحوها ! .. كيف تلاعبت بي على الرغم من كل ما حملته في نفسي نحوك ! .. لم تكن رجلا أحببته يا عزيز ، كنت لي الدنيا بمن فيها ، فكيف سمحت لنفسك أن تتلاعب وتقوم بما قمت به بهذه الصورة ؟!
بت الآن لا أحلم إلا بالانتهاء مما يجري .. أكذب عليك إن قلت بأنني لا ارجو سحقك ! لكنني منهكة إلى درجة أكاد فيها غير قادرة على سحق نملة ّ ، تحب أنت أن تسحق النملات ، أخبرك دوما بأن الله سيعاقبك فتضحك ملء شدقيك وتقول : أما زلت تصدقين بأننا نتحول يوم ذلك لنملات ، تسحقنا فيه النملات الحقيقيات .. جزاء على ما فعلناه بها في الدنيا ؟ّ
تسخر كثيرا من منطق الجزاء والحساب ، العقاب والثواب !
تفعل كل شيء ولا تأبه لما سيجري يوما .. ولا تفكر بما ستلقي من حساب .. تظن بأنك ستنفذ من كل شيء .. مؤمنة أنا بيوم الحساب أكثر من أي شيء ، ويريحني هذا الإيمان كثيرا ، فلتقل بأنه ما يخفف عني وما أنتظره .
أتظن بأنني قاسية لأنني أنتظر وآمل وأرجو أن تعاقب على ما اقترفته بحقي ..؟ .. أترى في طلبي لإنصاف الله لي حقدا لا مبرر له .؟؟ .
تقول لي دوما إنني إمرأة حقودة .. ترى فيّ إمرأة حاقدة لأنني ارجو من الله أن يداوي جراحي تطبيقا لعدله .. اشعر أحيانا بالشفقة عليك وعلى الرغم من كل شيء .. لم أقصر يوما معك ولم أكن لأتوانى عن ذلك كل ما أستطيع لتصبح رجلا أفضل .. كنت على استعداد لأن أصغر فتكبر .. لأن أفشل لتنجح ، لأن أخبو لتلمع ..
أنام كل ليلة وأنا على يقين من أنني بذلت كل ما بوسعي ..
وتنام كل ليلة وأنت تدرك بأنك لم تفعل بعضا مما أستحقه .. أشفق عليك لأنك أخطأت وعصبت لدرجة أن المغفرة ستأبى أن تحل عليك ! أشفق عليك لأنني وعلى الرغم من حبي لن أسامحك ما حييت .. أشفق عليك لأنك ستحمل ذنبي في حياتك وبين يدي الرب .. أشفق عليك يا عزيز لكنني مع ذلك لن أغفر لك ! ..
*
لا أحبك حينما تدعوني لزيارة روبرت ويأتي لتنشغل عني بأمر
آخر .. لا أدري لماذا تطلب مني المجيء وأنت تدرك جيدا بأنني
سأقضي وقتي في مراقبتك ولا شيء أكثر ! .. لو تدري كم كنت
أشعر بالملل وأنت تراجع دروسك أمامي .. كان روبرت الكهل الكندي
الذي تقطن منزله لأكثر من خمس سنوات يقامر مع زوجته وأصدقائهما في زاوية الغرفة .. وقد كنت منهمكا بمراجعة دروسك ..
أما أنا فقد كاد الملل أن يقتلني ..
ناديتك : عزيز ..
أجبتني : هاه ! ..
عزيز !
هاه !!..
👍10

عزيز ؟؟!
هااااااااااه ؟
مللت ..
قلت لي دون أن ترفع رأسك عن أوراقك : عليكِ بالقراءة !
لا مزاج لأن أقرأ ..
أكتبي ..
لا مزاج لي لأن أكتب ..!..
فكري ..
بماذا ؟!
بي !
عبدالعززززززززيز ..
هاه؟
ممكن أن ألعب معهم ؟
رفعت رأسك نحوي وعيناك تشعان غضبا ..
همست لك بخوف : أنت تقامر ..!..
أنا سيء ..!..
قلت لك بعناد : وأنا سيئة ..
حقا ! .. هذه مشكلة .. لأنني لا أحب الفتيات السيئات ..
ضربتك بالوسادة وصمت .. وأعصابي تغلي من تجاهلك .... المعتاد !
*

ما زلت أذكر اليوم الذي تشاجرنا فيه بسبب الدراسة .. كنت أعرف بأنني
سأنهي دراستي في غضون عام وأشهر وسأعود أخيرا الى الوطن .. الوطن الذي لو لم أغادره لم حدث كل هذا ..
أتكون أنت عقابي على مغادرة وطن أحبني ؟ .. قد تكون يا عزيز .. قد تكون ..
كنت أعرف بأن طريق عودتك طويل .. طويل للغاية .. تشاجرنا يومها ، قلت لك بأنك ستحرم من البعثة لأن سير دراستك سيء وأمورك ليست على ما يرام .. قلت لي : جمانة ، اسمعي ! .. بصراحة أنا لن أعودّ .. أفكر بالاستقرار هنا ..
صرخت فيك : ماذا عني .. وأنا ..؟!
هززت كتفيك ببساطة ، فلتبقي يا جمانة ! .. فلتبقي معي إن أردت ..
ما الذي يحدث لك يا عزيز ..؟!..
أحبكِ، وأريدكِ لكنك لا تتفهمين .
تتذرع دوما بأنني لا أتفهم . ولم أفهم يوما كيف يكون ( التفهم ) برأيك ! لست أدري كيف يكون يا عزيز .. ولا أظن بأنني سأفهم .
*
تأخرت تلك الليلة كثيرا يا عزيز ، فأيقظتني باتي فجرا منبهة :
جمانة صديقك لم يعد بعد ..
كدت أن أصيح بها : ليس صديقي يا باتي ، ليس صديقي ..!..
تسكن معهم منذ خمس سنوات يا عزيز ، ولم يفهموا بعد معنى ما بيننا لأننا معا ولسنا معا .. كان هاتفك مغلقا ليلتها كعادتك في نهاية كل أسبوع .. قدت سيارتي إلى منزلك وأنا أبكي .. لم أكن أفهم لماذا تفعل بي هذا .
جلست أنتظرك وكلي مهانة .. قال لي روبرت : لا تقلقي جمانة ! .. عزيز بحبك ..!.. صدقيني جمانة ، كنت مثل عزيز في شبابي .. قلتسألي باتي ..
كنت أصرخ في أعماقي ، اصمت يا بوب اصمت ..
جئت مترنحا ، تجر قدميك كثقلي سجين .. صاح فيك بوب معاتبا : عزيز .. تأخرت كثيرا .. قلقنا عليك ..
لم ترد ، نظرت نحوي بانظفاء .. اقتربت مني وجلست على الأرض أمامي واضعا رأسك على ركبتي : جمانة أريد أن أنام !
أين كنت ؟
أنا منهك .. أريد أن أنام ..
عبدالعزيز ..!..
صحت وأنت تبكي .. أحبك .. أرجوك ..!..
حملتك أنا وبوب إلى فراشك ، نمت وأنت تمسك بيدي ..
كانت عيناك تدمعان وأنت نائم ، جلست بجوارك حتى بزوغ النور ،
كنت أبحث في ملامحك عن شخص أكرهه لكنني لم أجد سوى رجل أحبه وأكره حبي له .. أكرهه كثيرا ..!
*

لقد كان لقاؤنا الأول في الثالث والعشرين من سبتمبر ، في
عيدنا الوطني .. دخلت المقهى الذي أصبح فيما بعد ملتقانا الدائم ..
كنت تقرأ وحيدا في أحد الأركان ، جلست إلى الطاولة المقابلة لك .. واضعة ( شماغ ) حول رقبتي كـ شال . جذبك ( على ما يبدو ) الشماغ فأطلت النظر إليّ ، أشرت بيدك إلى عنقك وسألتني بالإنجليزية وبصوت عال : أتفتقدين وطنا يقمعك ؟
أجبتك بالعربية ، أيفتقدك وطن تخجل منه ..؟
ابتسمت : أنت سريعة البديهة !..
قلت لك بلا مبالاة : وأنت جاحد ..
تجاهلتني : كيف عرفت أنني عربي ؟ .. سألتك بالإنجليزية ..
أشرت إلى الكتاب العربي الذي كنت تقرأه .. بدون أن أنطق .. لم أخبرك بأن ملامحك عربية للغاية .
قلت لي بعد صمت : اسمي عبدالعزيز ، كالموحد .
وأنا جمانة ..
سألتني باستفزاز : كجنية ؟
تجاهلتك وتشاغلت بتفتيش حقيبتي ، فسألتني : لماذا تضعين شماغا ، هل أنت مسترجلة ؟ ..
رفعت رأسي نحوك مندهشة : نعم ..؟!..
هل أنت مسترجلة ؟ lesbian ..؟
سألتك : وهل أبدو لك كمسترجلة ؟
قلت ببراءة : لا ، لكنك قد تكونين ولهذا أسال .
كنت مستفزا لي في لقائنا الأول يا عزيز ، كيف ورطت نفسي
مع رجل يستفزني منذ اللحظات الأولى !.. كان حوارنا تافها للغاية ..
مع إيماني بأنه ( من الممكن أن تؤدي أتفه المقدمات إلى أخطر النتائج ) كما كان يؤمن مصطفى محمود الذي أؤمن به كثيرا إلا أنني انسقت خلف المقدمة التافهة كالمسحورة فلماذا نسيت ما تعلمته منه ..؟!..
أتدري يا عزيز .. !.. دائما ما كنت مؤمنة بأن لا خير في رجل يكره وطنه .. فلماذا آمنت بخيرك ..؟! لماذا تجاهلت كل ما كنت أؤمن به ليلتها ؟! لماذا يا عزيز ..؟!..
*
حينما قررت السفر إلى الرياض وقضاء الصيف مع عائلتي قبل عامين .. حجزت لي مشكورا ، لكنك ابيت أن تطير معي لترى أهلك ..
رجوتك كثيرا أن تسافر معي لكنك رفضت ، غضبت كثيرا ، لذا لم أودعك وركبت الطائرة وأنا أقاوم دموعي .. لتفاجئني بالمقعد المجاور لمقعدي وعلى وجهك ابتسامة خبيثة .. أشرت إلى ساعة يدك : تأخرت وأخرتينا ، كنا بانتظارك ؟
لكزتك بمرفقي وأنا أهمس : ما الذي تفعله هنا ؟
لكزتني : هذه ليست طيارة الوالد !..
ضحكت فقبلت كفي بحب واحتضنتها بين كفيك القويتين : خشيت الا تعودي ، هكذا أضمن أن تعودي معي .
سحبت يدي : ولد ..! .. كيف لم أرك في صالة المسافرين ..؟..
لمعت
👍81
عيناك بشقاوة : رأيتك أنا .. لكنني حاولت التخفي عنك قدر الإمكان ..
لم أنتبه لوجودك !
قلت وأنت تربط حزامك : على فكرة جمانة ، أين ستقضي شهر العسل عندما نتزوج ..؟
أممم . موريشيوس ..!..
غمزت : أجميلات هن فتيات موريشيوس ..؟
مثيرات يا حبيبي
حسنا ، سنقضي شهر عسلنا في موريشيوس ..
ثرثرنا لساعات طوال حتى وصلنا إلى لندن .. كانت الرحلة طويلة للغاية
فنمت حينما غادرنا هيثرو على كتفك حتى وصلنا إلى الرياض .. كنت نصف نائمة عندما طلبت من المضيف أن يأتي بغطاء لزوجتك .. مست كلمتك شغاف قلبي يا عزيز ..
لا أدري كم بقيت نائمة .. حتى أيقظتني : حبيبتي .. استيقظي .. !..
ماذا ؟
نحن على مشارف الوصول ..
SO?
بنت ! .. أتنزلين لأرض المطار سافرة ؟

وضعت ( طرحتي ) على رأسي وأكملت نومي على كتفك ..
همس بأذني : جمانة ، سنعود قريبا .. كوني مطيعة حتى نعود .
كانت عيناك ونحن نغادر المطار معلقتين بي على الرغم من أن حشدا من أصدقائك يحيط بك ... لم تغادر صالة المطار حتى غادرتها أنا مع عائلتي .. يومها شعرت بالكثير من الدفء يا عزيز وغرقت في غيبوبة عشق لم أستيقظ منها أبدا ..
*

لا أدري ما هي أسباب خصومتكما الدائمة أنت وهيفاء صديقتي الكويتية التي أسكن معها ..
كنا نتناول غداءنا في أحد المطاعم الإيطالية ، عندما اتصلت تدعوني على الغداء ، أخرتها معتذرة بأنني أتناول غدائي معك .. قالت لي : جمون .. هذا الرجل لا يستحقك ..
أبعدت الهاتف عن أذني وقلت لك : عزيز ، هيفاء تقول بأنك لا تسحقني ..
قلت وأنت تقلب طبق الفوتشيني ، قولي لها : موتي !! .. اسأليها لماذا لا تموت بالمناسبة ؟؟ ..
كنت أضحك بجذل وهي تشتمك على الطرف الآخر ، سألتك بعد أن اغلقت : حرام لماذا تكرهها ؟
قلت بعصبية : لأنها غبية .. تغار عليك مني .. مريضة .. شاذة ! ..
أغلقت فمك بيدي ... عييييييييب ! ..
جمانة ، انتبهي .. هيفاء ستدمر ما بيننا .. أقسم بربي أن فعلت سأبكيها دما ..
لن تفعل ! .. لا يستطيع أحد غيرك أن يفعل ..
لكنك ظللت تردد طوال اليوم بمزاج سيء ( غبية .. شاذة ) ..
أعرف اليوم بأن حبي لك كان أعمى يا عزيز .. وأن هيفاء رأت فيك ما لم أره .. ويا ليتها دلتني ! ..
*
أتذكر تلك العجوز الهندية غريبة الأطوار ..؟
إلهي كم أربعتنا ..!! .. كنا نتحدث على قارعة الطريق بعد يوم طويل في الجامعة عندما مرت بقربنا إمرأة في السبعينات من عمرها ، اقتربت منا ما أن سمعتنا نتحدث بالعربية ..
أعرب أنتم ؟..
أجبتها أنت وقد أخذتك العروبة على غير العادة : نعم عرب .. من أي العرب ؟
سعوديون !
نظرت إلي نظرة عميقة أخافتني لن أنساها ما حييت .. مدت أصابع متهالكة مسحت بها على شعري : كم أنت متعبة !
نظرت إليك بخوف مستنجدة .. سألتها أنت بدهشة : من هي المتعبة ؟
أمسكت بيدك : صديقتك المتعبة .. تتعبها كثيرا يا ولدي !
نظرت إلي! بارتباك : اشكوتني حتى للذين في الشارع ؟
لم تفهم العجوز .. وقالت لك : صدقني أنت أيضا متعب لكنك تكابر ..
سألتها بخوف : مما أنا متعب ؟
هي متعبة منك .. منك فقط .. وأنت متعب من كل شيء .. نظرت إليّ قائلة : فلتعتني به ..
تركتنا ومشت ، أخذنا نتابعها تبتعد بخوف صامت .. لأول مرة اشعر بانك خائف أكثر مني ..
سألتك : عبدالعزيز .. من هذه ؟
قلت وأنت تنظر إليها : قولي ما هذه ؟!!
ما هذه ..؟
أجبتني بفزع : إما جنية وإما جنية ..!! ييي . حطي رجلك
مسكت يدي وركضنا حوالي الميلين بلا توقف .. ونمنا يومها ونحن نتحدث على الهاتف من شدة الفزع ..

ولدت أنا في السادس من يونيو في منتصف الثمانينات وولدت أنت في الثامن من أبريل في منتصف السبعينات .. كلانا منتصفان ! .. مؤمنة أنا بأن جميع مواليد أبريل كاذبون !.. ولقد كنت تكذب علي! كثيرا يا عزيز . . كاذب أنت كأبريل ، مزهر أنت كربيعه .. أيجتمع خريف الكذب وربيع الفصل معا ؟ صدقني فيك اجتمعنا .. لطالما كنت ربيعي وكذبة عمري التي صدقتها طويلا وأحببت العيش فيها .. لطلاما كان الكذب بنظري شديد السواد ، لكنك كنت تزهي كذبك بألوان لم أعرفها مع سواك .. كنت تتباهى دائما بأنني ( فراشتك ) لكنك كنت كالعنكبوت يا عزيز ، نسجت وخلال سنواتنا معا خيوطا متينة من حولي .. فلم تتمكن الفراشة من انتشال نفسها من بين خيوطك المتشابكة .
أأخبرتك مسبقا بأن أكاذيبك ساذجة ؟! .. أتدرك كم هي مضحكة أعذارك ؟ .. أترى فيّ إمرأة غبية تنطلي عليها أكاذيب رجل ينبض قلبه في صدرها ويحتضر قلبها بين أضلعه التي ضاقت على فؤاد يخفق له وحده ..؟! .. لست بغبية يا عزيزة ، أنا ضعيفة .. ضعيفة للغاية !..
ضعيفة لدرجة أنني أرتضي تصديق كذبك .. حينما كنت تقضي ساعات الليل بطولها على الهاتف مع ( أخوتك ) في الرياض ، كنت أحاول تصديقك في كل ليلة .. كنت أدرك بأنك تكذب عليّ لكنني حاولت من أجلك أن ( أتفهم ) .
في مرة كنت تردد فيها على مسامعي ( كوني متفهمة ، أنت لا تتفهمين ) ، أدرك بأن أنثى جديدة دخلت بيننا ، وإن كنت تعود إلي في كل مرة نادما .. كوني متفهمة في قاموسك تعني أنك تخون ، ويأتي لا بد من أن أكون غبية أ
👍31
و أن أتجاهل ..
في أحد شجاراتنا صرخت في وجهي : جمانة اسمعي .. أنا رجل لعوب .. أشرب وأعربد وأعاشر النساء . لكنني أعود إليك في كل مرة .. جمانة هذا أنا .. عرفتك في الثلاثين من عمري .. فات وقت التغيير يا جمانة .. لا أستطيع أن اتغير .. أحبك أنت .. أرغب بك أنت .. لكنني لا أتغير ..
ولم تتغير ..
*

أتصدق بأن من أقسى خياناتك لي كانت حينما أخطأت باسم ! .. ناديتني مرة باسم إمرأة أخرى .. قد لا تكون اللحظة الأبشع لكنها كانت موجعة للغاية يا عزيزي .. ما أصعب أن تنادي إمرأة باسم أخرى على الرغم من أنها تكاد أن تنادي كل رجال الدنيا باسمك .. أتدري ما الأكثر إيلاما ؟ .. إنكارك لهذا ..!! .. ما أسهل إنكارك يا رجل .. تنكر كل شيء ببساطة وكأن شيءا لم يكن .. دائما أنت ( لم تفعل ) ودائما أنا ( أفتعل ) المشاكل . .
صرخت في وجهك لحظتها : أتحاول أن تشككني بعقلي ..؟
أجبتني : وهل أنت عاقلة حتى أشكك بعقلك ؟؟ أنت مجنونة .. مجنونة خام .. مجنونة رسميا !..
أنهكتني .. أنهكتني كثيرا يا عزيزي !
قلت لك مرة : أنت تنهكني .. أشعر وكأنني في مخاض طويل .
أجبتني واثقا : سيأبى رحمك أن يلفظني يا جمان .. فلا تحاولي !
أتقتلني يوما يا عزيز؟! .. أأموت متعسرة في ولادتي بك . أم أموت متسممة برجل يسكنني ، يرفض وجوده جسدي ولا قدرة له على لفظه ؟ .. إلهي كم أحتاج لأن أنتزعك من أحشائي !
كنا نلعب الشطرنج في بيتك حينما سألتني : جمانة : أتدرين الفرق بين حبي لك وحبك لي ..؟
أخبرني أنت عن الفرق ؟



أنا أحب كل ما فيك .. أحبك كثيرا عندما تضحكين ، أحبك حينما ترفعين أحد حاجبيك تشككا وتعقدينها غضبا ..
أتعرفين أنهما يصبحان شبيهين للرقم 88 ؟
معلومة سخيفة ..!
استرسلت : أما أنت .. فتحبينني وتكرهين كل ما فيّ ..!..
تشعرينني دائما بأنك متورطة بي يا جمانة ..
أنا متورطة بك بالفعل ..
ابتسمت : اسمعي .. دعك من هذا الآن . إن فزتِ في اللعبة سألتزم بكل ما تقولين مدة شهر كامل .
سالتك بحذر : وإن فزت أنت ..؟
لمعت عيناك : سأحظي بـ ..KISS
هذا ما كان ينقصنا !..
قلت بالإنجليزية موجها حديثك لروبرت الجالس أمام التلفاز :
بوب ، أتصدق بأنني مغرم بها منذ 4 سنوات ولم أقبلها البتة ..!!
قال لي بوب : I’m proud of you .
ضحكنا معا .. قلت له : هي تدعي بأنني أشككها بعقلها .. وأنا
أؤكد لك بأنها تشككني برجولتي .
قال بوب : دعكِ منه يا صغيرة .. صديقك هذا محتال فاحذري
قلت لي يوما : لا تصدقي شاعرا أبدا .. كل الشعراء كاذبون ،
بيئة الشعراء قذرة للغاية .
المضحك في الأمر أنك شاعر وكاتب .. لكنك غالبا لا تناقش معي هذا ،
تتجنب دوما مناقشة مقالاتك معي .. أو أن تقرأ لي قصيدة ..
لا أقرأ لك إلا من خلال الإعلام وتعلل هذا دائما بأنه
أمر يحرجك .. يحرجك أن تقرأ لي شيئا !..
نشرت قبل أشهر مقالة عن أخلاقيات المغتربين ، وعن ضرورة
تحصين من يجب إرسالهم دينيا وأخلاقيا قبل السفر ، اضحكتني يا رجل !
*
كنا متخاصمين عندما اتصلت بي باتي : جمانة ، ما أكثر مشاكل
صديقك !.. نحن في المستشفى ..
ما الذي فعله هذه المرة ؟
تبرع بغسل أرضية المطبخ بالصابون فوق وانكسرت رجله ..
ارتفع صوتك بجانبها : قولي لها إنني سأموت وهي السبب ..
قلت لباتي : باتي .. لن أتمكن من الحضور فبلغيه سلامي ..
أجابتني بضجر : إلهي ما أسخفكم ..! .. إلى اللقاء ..
اتصلت بي : هيه لا يربط ساقي بفخذي سوى بنطلوني ، ألن تأتي ..؟
لا .. لن أفعل ..
تعالي واشمتي ، لا يفوتك المنظر ..
كلا
Common!
قلت بعناد : لا
سأموت ..!..
أحسن !..
تعالي لتوقعي على جبيرتي .. لا بد أن تدشني حفل التوقيع ..
لا ..
قلت بنفاذ صبر : تعالي قبل أن أغضب !
وجئتك بعد أن قاموا بتجبير رجلك ، قلت متألما : يا بنت الذين ! كله منك .. دعيت عليّ ؟
أرأيت ..؟..أول الغيث قطرة ..
قولي أول الغيث كسرة ..
كن رجلا معي ولن يكسر فيك أي شيء ..
كيف أكون رجلا وأنت تحرمينني من ممارسة رجولتي ؟
قلة أدب !
المعذرة .. آثار المهدئ ..
مسكت يدي بيدك ووضعها على جبينك ، قولي أنا آسفة ..
أأنت من يخطئ وأنا من يعتذر ؟
أنا مكسور ..
وأنا مكسورة الخاطر ..
أأنادي الطبيب ( ليجبر ) خاطرك ؟ ..
لديهم كل ألوان الجبائر
أأسميها خفة ظل ؟
تقريبا .. قولي أنا آسفة ..
انا آسفة ..!
قبلت كفي : سامحتك ..!!.. أتدرين بأنني لم اصرخ ..؟
حقا ..؟
ولم أبكِ..
بطل !
طارت رجلي ولم أتأوه حتى !..
مسحت على شعرك .. فخورة أنا بك .. فابتسمت بفرح ..
قلت لك : أتدري يا عزيزي . . أحيانا أرى في عينيك طفولة بريئة .. لا تتناسب مع طبيعتك ..
أنا ( أنقط ) براءة يا حبيبتي ، لكنك تظلمينني ! .. كل شيء عزيز .. كل شيء عزيز
ضحكت وضحكت أنت .
جمان ، ضحكتك جميلة ، خففي من الـ 88 .. ودعيني أعيش حياتي .. كلها ثمان ، تسع ، عشر سنوات .. وسأنضج ..
سألتك بخسرية : ومن سينتظرك ؟
أنت .. وش وراك !
ضربت كتفك بقبضتي ..
ما رأيك أن تكسري كتفي أيضا ..!..
ليتني فعلت يا عبدالعزيز ! .. بودي لو فعلت ..
*

خلال الصيف الذي قضيناه في السعودية ، تشاجرت مع
👍5
أخي
الأكبر ، كنت أنت وقتها في القصيم ، اتصلت بك باكية .. أجبتني بين حشد من الناس ، كانت أصواتهم عالية جدا ..
لم تكن تسمعني جيدا .. كنت أبكي وكنت تصرخ .. ماذا ؟ هيه .. لا أسمعك ..!.. ثوان ..
كنت أسمع صوت خطواتك وأنت تمشي .. قلت لي ما أن ركبت سيارتك .. اشتقت للكتكوت مفترس !
لم أتمكن من الإجابة .. كنت أبكي .. قلت لي ممازحا : من أغضب الكتكوت ؟ ..
ازداد نحيبي على الرغم مني ..
الله ! .. الله ! .. ليه مشغلة الونان ؟ .. من زعلك ؟
أنت .. أنت منشغل عني بأصدقائك ..
يا حياة الشقاء .. مسكين أنا .. كل شيء أنا ، كل شيء أنا !
لو كنت تحبني لما انشغلت عني !
قلت لي : جمانة .. أنا في القصيم ... المكان الوحيد في العالم
الذي يجب ألا تخشي عليّ وأنا فيه ..!.. جمانة لا يوجد هنا سوى النخيل .. لن أخونك مع نخلة !
أشتاق يا وجعي أشتاق .. لكنني لا أستطيع التحدث معك هنا
وأنت تدركين ذلك ّ..
أنت تهملني !
أسف ، أخبرني .. من الذي أغضبك ..؟
خالد ..
ماذا فعل النسيب ؟
يقول إنني سطحية ..
المجرم !..
أتسخر مني ؟
لا يا بيبي ، سأهشم رأسه حينما أعود إلى الرياض .. لا أحب الذين يغضبون حبيبتي ..
كيف تضربه وأنت لا تعرفه ؟
لا بأس يا قمري ، سأتعرف عليه وسأضربه ..
أمممم . حسنا ..
بعض الكذب لذيذ أحيانا .. أدرك بأنك لن تفعل وتدرك أنني
أدرك بأنك لن تفعل .. وعلى الرغم من هذا ، مستمتعة أنا بحمايتك المزعومة لي وسعيد أنت بلجوئي إليك ..
يقول نزار ، طفلين كنا في محبتنا وجنوننا وضلال دعوانا ..
طفلين كنا يا عزيز .. حتى في ضلالنا ..
*
كنت أحدثك عن محاضرة اليوم بحماسة وكنت تهز رأسك بتركيز ، فجأة سرحت بنظرك عني وانخفضت جالسا في مقعدك ..
أمسكت بيدي دون أن تنظر إليّ : جمان .. لا تلتفتي خلفك .. أتدرين من يجلس خلفك ..؟
سألتك بفضول : من ..؟
خمني ..
اتخبرني أم التفت ..؟
دكتور سلطان . زوج الدكتورة منى الثوار ..
Wo what ?
أجبتني بابتسامة خبيثة : أنظري لمن يجلس معه .
التفت ببطء .. لأجده جالسا في أحد الأركان مع شقراء ، ممسكا يدها بحميمية واضحة !..
وجع !!
ضحكت بصوت خافت .. بسم الله عليك ..
أمسكت هاتفي بانفعال .. والله لأوريه !..
سحبته من يدي وهمست : أنطقي بلا هبال ! .. وش دخلك أنت فيهم ؟
يا سلام ! .. الرجل يخون زوجته !..
لا شأن لكِ بهذا .. إن سمعت ( فقط سمعت ) أن احدا ما عرف بما حصل .. سأعرف إن أنت من نشر الخبر ..
وما تخاف أنت ؟؟..
شغل الحريم وخراب البيوت لا أحبه ..
من يخاف على بيته ، لا يقحم إمرأة أخرى في حياته يا عزيز ،،
أوووش .. لا أريده أن ينتبه إلينا ..
أمحرج أنت من أن ينتبه إلينا ..؟
هززت برأسك نافيا : لا .. كل السعوديين هنا يعرفون أننا مغرمان ببعضنا فما أسرع أن تنتشر وتلاحظ هذه الأمور .
إذن ؟
لا أريد إحراجه يا عبقرية ..
طبعا ، زميل كار .
أووووووووش !
على فكرة ، أنتم الرجال تساعدون بعضكم بعضا في خياناتكم ونحن النسوة نساعد بعضنا في كشف تلك الخيانات ..
ما الذي ترمين إليه ؟
أقصد .. لو حدث ورأتك إحدى صديقاتي مع فتاة ما .. أؤكد لك بأنني سأعرف .
أولا ، متى تتخلصين من هذه الخصلة ؟
أي خصلة تقصد ..؟
أن تحاسبيني على أخطاء غيري ، في كل مرة يخطئ فيها أحد أصدقائي توقعين العقوبة عليّ وكأني الفاعل ..
هذا غير صحيح ..
تجاهلتني : ثانيا ، أؤكد لك بأن صديقاتك لسن بحاجة لرؤيتي بصحبة فتاة ما ليفسدن ما بيننا ..
والمقصود ..؟
صديقاتك يسعين شاكرات لمحاولة تفريقنا بدون سبب يذكر ..
لأنك لا تستحقني ..
عقدت حاجبيك : لماذا تستمرين معي إن كنت تعتقدين بأنني لا أستحقك ؟
أجبتك بخوف : أممم .. لأنني أحبك .
اسمعي ، هذا أنا ولن أتغير .. إن كنت تواجهين مشكلة في هذا .. إتركيني وأكملي الطريق مع غيري ..
ما أبسط أن تنهي كل شيء يا عزيز !!
أجبتني بغضب : نعم ، أسهل شيء عندي في الحياة ، أيش عندك ؟
قلت لك بقهر : حسنا عبدالعزيز ، أعدك أن تندم ..!.. حملت حقيبتي وهممت بالمغادرة ..
ناديتني بصوت خافت :: جماااااانة ..
التفت نحوك .. فأشرت بيدك .. أترين الحائط ..؟ .. ذلك الحائط ! خلف سلطان مباشرة .
التفت إلى سلطان .. الذي كان منشغلا بالحديث مع فتاته .. أها ..؟
طقي رأسك فيه !..
*

I’m so tired of being here..
Suppressed by all my childish fears
And if you have to leave,
I wish that you would just leave..!
Because your presence still lingers here
And it won’t leave me alone..
ليتك ترحل ! .. أصدقك القول بأنني أود ان ترحل .. كم أرجو
موتك يا عزيز ..!.. أتظنه كرها مني ؟ .. ام ترى في امنيتي حقدا وقسوة ؟ .. صارحتك مرة بهذا
، قلت لك : اتمنى ان تموت ..
رفعت حاجبيك بدهشة : أعوذ بالله ..
ارتاح وترتاح .. أبكي عليك خيرا من أن ابكي منك ..
ما الذي فعلته ..؟
أتدري يا حبيبي ، منطقيا حينما تتعرض إمرأة للخيانة تكره حبيبها وقد تكره كل الرجال ايضا ..
وماذا عنك يا ذكية ..
انا كرهت النساء بسببك ، اصبحك أشعر بأن كل إمرأة تطمع بك ،
أصبحت أخشى النساء .. أرى في كل إمرأة لصة
👍9
قد تسرقك مني ..
والحل برأيك ان أموت ..؟
بكل تأكيد
ماذا عن الحور العين ..؟.. الأ يوجد في الجنة حور عين ..؟
وهل تظن بأنك ستدخل الجنة ..؟
ضحكت ملء شدقيك : أستغفر الله ، أنت مجنونة ..
يعجبني طموحك يا عزيز ..
ويعجبني جنونك يا جمانة ..
جنوني فقط ؟
( بلا دلع ) واسمعي ، لو طرأ أمر ما في حياتنا ولم نتزوج ،
أتتزوجينني في الجنة..؟
أممم .. سأتزوجك ( إن ) دخلت الجنة ..
أنا جاد ..
لا أظن بأنني سأفعل ..
لماذا ..؟
هناك .. سيكون بإمكاني إنتزاعك من قلبي يا عزيز ..
وهل تنتزعينني من قلبك يا جمان ..؟
لا أدري ..
شبكت أصابعك أمام وجهك .. أتدرين يا جمان ؟.. لا أظن
بأنني سأتمكن من أن أتزوج إمرأة غيرك ..
رجل مثلك ، شعاره في الحياة ( إمرأة واحدة لا تكفي ) لا قدرة
له على الإرتباط بإمرأة واحدة لفترة طويلة ..
ابتسمت .. إلهي كم أنت حمقاء ..
حمقاء ومجنونة وماذا بعد ..؟
أم 88 ..
سخيف ..!..
جمان .. أنا أحبك أكثر مما تتخيلين .. لن تصدقي هذا .. أدرك
ذلك ولن أدخل معك في جدال ..
طبعا !..
أريدك أن تفهمي أمرا واحدا فقط .. أنا احبك بطريقتي ، قد لا تروق
لك لكنها طريقتي ..
قلت لك : No Comment
أحسن !..
رفعت يدك ومررت بسبابتك على وجهي .. كنت تمررها على
ملامحي وكأنك ترسم عليها : أريدك كثيرا ، أكثر من أي شيء ..
أعرف أنك لا تفهمين معنى بعض تصرفاتي .. أنا نفسي لا أفهم
بعضا منها .. لكنني متأكد بأن الأمور ستجري على ما يرام بيننا ..
رفعت سبابتي ورسمت بها على ملامحك كما كنت تفعل :
أتعدني ..؟
أعدك أن تكوني لي ..
قلت بغضب : أرأيت ..؟.. قلت أعدت أن تكوني لي .. لم تقل اعدك ان أكون لك ..
وما الفرق .. ؟
الفرق كبير .. هذا حديث اللاوعي ..
حبيبتي ، الا تلاحظين أنك تفتعلين المشاكل ..؟
لا .. لا ألاحظ ..
حسنا .. لاحظي في المرات القادمة إذا سمحت . على أي
حال .. أعدك أن أكون لك هنا وفي الجنة ..
غمزت لي : انتزوج يوما في الجنة ..؟
ابتسمت لك : قد تفعل ..
جمان أنظري حولك !..

نظرت لمن حولي .. كانوا زبائن المقهى ينظرون إلينا مبتسمين !..
فضحكنا خجلا ..
***
في زيارتي الأولى للعائلة التي تسكن معها خلال بداياتنا معا ..
قال لي روبرت بعد أن تعارفنا : أنتم شعب جميل للغاية !.. أحببنا
شعبكم عندما تعرفنا على عزيز وسنحبه أكثر من أجلك ..
استطردت باتي : كما أن موسيقاكم جميلة .!.. يملأها الحنين ..


سألتها بدهشة : لمن استمتعت ..؟
أشارت بيدها إليك : اسمتعنا إلى عزيز ..!.. إنه رائع ..
لم تكن قد أخبرتني بعد أنك تجيد العزف على ( العود ) ، ولم
أتخيل يوما أن اجد ( عودا ) في هذه البلاد .. تسربت حمرة خجلة إلى وجهك :
أنا مبتدئ ..!.. أعزف كهواية .. لست بمحترف ..
قلت : أريد أن اسمع منك ..
حاولت أن تتهرب خجلا لكن ياتي وروبرت كانا لك
بالمرصاد .. أحضرت عودك من غرفتك واحتضنته : ماذا ستسمعين ؟
أي شيء ! ..
أممم . حسنا سأسمعك شيئا لا أظن بأنك قد سبق لكِ أن سمعتيه .. سأسمعك ( ليلة القبض على فاطمة ) ..
لم أكن أعرف مقطوعة ( عمر خيرت ) هذه ولم أسمع بها قبلا .. فسألتك بدهشة : من هي فاطمة ..؟؟
أجبتني بعفوية : خادمتنا التي هربت !..
طوال حياتي يا عزيز .. لم أبك بحرقة إلا بسببك ولم أضحك من أعماقي إلا معك .. أليست بمعادلة صعبة ..؟
قلت لي مرة : جمان .. أتدركين كم انت ثقيلة ظل .. ؟
أجبتك بغضب : نعم ؟؟
ببراءة : دمك ثقيل !..
قلت غاضبة : ولماذا تحبني إن كنت ترى أنني ثقيلة ظل ؟ ..
أممم .. لا أدري .. أحب تفاصيلك الأخرى ..
والحق يقال .. إنني ثقيلة ظل ! .. نادرا ما يضحكني غيرك .. في كل مرة أغضب فيها منك ..
كنت تحاول إرضائي بطرفتك ( السخيفة ) التي تضحكني كثيرا ..
حينما أكون غاضبة .. تسألني : جمان .. يوجد عجوز رجلاها
متلاصقان ، ليه ؟ .. قولي ليه ..؟.. اسألي ليه ..؟.. ترى ما راح أقفل
إاذا لم تسألي ليه ..
اسألك بملل : ليه ؟
تقول ضاحكا : فيها السكر ! ..
في كل مرة يا عزيز ، أضحك على سخافة الطرفة وتضحك
أنت على ضحكي عليها .. ونرضى ! ..

انتظرونا بالفصل 2⃣

┊┊⇣✧
┊⇣✦
⇣✧
@k_iss
••┈❦┈┈••
👍5
( احببتك اكثر ممت ينبغي )
الفصل 2⃣

ماجد .. طالب إماراتي .. يحضر الدكتوراه في علم الإجتماع ،

رجل في بداية عقده الرابع .. متزوج وأب لطفلين ، رقيق ولطيف

للغاية .. ابتسامته جميلة ، علاقته حميمة مع الجميع ويتحدث بدفء أخاذ ..

كنت أجلس وهيفاء في أحد المقاهي القريبة من الجامعة حينما التقيناه لأول مرة .

دلف إلى المقهى وألقى السلام علينا فرددنا علينا التحية .. جلس بعيدا بعد أن نثر عشرات الأوراق أمامه ..

كان منهمكا بالكتابة .

قالت لي هيفاء : جمون ، كيف عرف أننا خليجيات ..؟

من ملامحنا .. ألم تعرفي بأنه خليجي قبل أن يلقي السلام ..؟

بلى !..

وكيف عرفتِ ..؟

من ملامحه ..

أرأيتِ..

قضينا حوالي الساعة قبل أن نهم بالمغادرة .. عندما طلبنا من

النادلة فاتورة الحساب .. أخبرتنا أن ( السيد العربي ) قد قام بدفع حسابنا ..

قالت لي هيفاء : شنو شنو شنو ..؟ .. جمون شيبي هذا ..؟.. شكو يدفع لنا ..؟..

وأنا أيش دراني ..؟.. ايش نسوي الحين ..؟

شنو شنسوي الحين ..؟.. قومي خل نغسل شراعه ..

اتفقنا على أن ندفع للرجل نقوده بدون مشاكل .. وتوجهنا إلى حيث يجلس ..

رفع رأسه مبتسما .. قالت له هيفاء : أنت بأي صفة تدفع حسابنا ..؟

أجاب بهدوء : بصفتنا أخوة .. السنا أخوة ..؟

ترى هالحركات شبعنا منها .. تبتدي أخوان وتنتهي نيران ..!..

خذ فلوسك وعن قلة الحياء ..

قرصُتها : هيفاء ، يكفي ! .. المعذرة يا أخ .. أرجو أن لا تكرر ما فعلته معنا مجددا ..

أجاب ببساطة وابتسامة كبيرة : زين ..!..

مضى أكثر من شهر بعد هذه الحادثة .. كنت أذاكر في المقهى ذاته لوحدي حينما دخل ( ماجد )

بصحبة طفليه .. ابتسم وحياني فبادلته الابتسامة والتحية ، جلس إلى الطاولة المقابلة مع الصغيرين

كان طفله الأصغر شديد الثرثرة ، كثير الأسئلة .. لم أتمكن من التركيز بسبب صوته العالي ..

ارتفع صوت والده : أحمد.. أخفض صوتك ، " عمه " تذاكر !..

رفعت له رأسي بامتنان : لا بأس .. أشتاق لصوت طفولة عربية ..

أنت طفلة ! .. تبدين كطفلة !..

لست كذلك ..

بالنسبة لعمري .. لست إلا طفلة ! ..

عرف ماجد كيف يضفي بعض الطمأنينة على حوارنا .. فرجل مثله يدرك أن فتاة مثلي تشتاق لحنان أبوي في غربة لا تطاق وتحت وطأة حب لا يرحم ..

تحدثنا عن الدراسة والوطن وغربتنا القاسية وعن أطفاله الأشقياء .. أخواني ( الجدد )! .. سألني إن كنت أزور المقهى كثيرا فأجبته نافية بأنني أقضي معظم وقتي في مقهى آخر سميته له . . تبادلنا الأمنيات بالتوفيق وغادرت المقهى بعد أن قبلني طفلاه الشقيان ..

حدثتك في المساء عنهم .. كان قد سبق لي وأن أخبرتك عن لقائنا الأول معه ، أخبرتك عن تفاصيل التفاصيل .. غضبت كثيرا ..

قلت لي : أنت تعلمين بأنه ( قليل أدب ) فلماذا تتحدثين معه ..؟

أجبتك : رجل في الأربعينات من عمره يا عزيز .. كوالدي ..

اسمعي ، لا والد لك سوى من تحملين اسمه ولا أخوه لك سوى أشقائك ..

وأنت ..؟

أنا حبيبك ، لست بوالدك ولا بشقيقك .. لست بديوث يا جمانة .. هذه آخر مرة أسمح لك بمثل هذا ..

كم هو غريب أمر رجولتك هذه .. ما أكثر ما تُجرح وما أسهل أن تَجرح يا عزيز .

مضت أسابيع على لقائي بماجد وابنيه .. زار تفكيري كثيرا

خلال هذه الفترة ، لا أدري لماذا أفتقدته لكنني أدري كم أحببت

رؤيته ذلك اليوم .. بدا لي كأب في غربتي ..

خلال فترة امتحاناتنا اصطحبتني إلى مقهانا المعتاد لنذاكر هناك كالعادة .. اقتربت النادلة والتي
أصبحت صديقة لنا بحكم تواجدنا الدائم في المقهى ..

قالت : مرحبا .. كيف حالكم اليوم ؟ .. جمانة ، جاء رجل اليوم وترك لك هذه الورقة .

سحبت الورقة من يدي قبل أن أقرأها .. اتسعت عيناك بشدة ونظرت إليّ نظرة أرعبتني ، أحسست وكأن صاعقة ضربت جسدي ..

سألتك بخوف : ماذا ..؟ ما الأمر ..؟..

رميت الورقة في وجهي بغضب ومشيت .. فتحتها بفزع .. كان مخطوطا عليها وبخط أنيق ..

( جمانة .. مررت ولم أجدك .. أفكر بك كثيرا .. ماجد العاتكي )..

***

تركتني وراءك كالملسوعة ، ركضت خلفك بعد أن تمالكت نفسي لكنك اختفيت بين الناس بسرعة

شبح غاضب .. هرعت الى منزلك .. كاد زجاج الباب أن ينكسر بيدي وأنا أقرعه بجنون ..

فتحت لي باتي الباب بفزع ..

جمانة .. ما الأمر يا عزيزتي .. أنت شاحبة !..

سألتها عنك لكنك لم تكن في البيت .. جلست مع باتي

وروبرت .. أخبرتهما بما حدث وأنا ألهث ، كنت أرتجف انفعالا ..

صاح روبرت : جمانة ، دعك منه .. إنه معتوه .. اتركيه قليلا حتى يهدأ ..

انهمرت دموعي على الرغم مني : لكنني لم أفعل شيئا يا بوب ..

ربتت باتي على كتفي : جمانة .. ندرك كم تحبين عزيز كما يدرك هو ذلك .. لكنه مدلل ويؤذيك كثيرا ..إن كان يحبك لا بد أن يثق بك ..

وضع روبرت يده على ركبتي قائلا بصوته الرخيم : جمانة ..

أنت صديقتنا ايضا .. ونحبك مثلما نحبه .. لن نسمح لعزيز أن يجرحك أكثر من هذا ..

سألتهم : ماذا أفعل ..؟

روبرت : جمانة اذهبي الى المنزل وذاكري دروسك ، سنتصل بك حينما يصل عزيز
👍4
لتطمئني ..
غادرت منزلهما مسكورة الخاطرة .. ممسكة بورقة ماجد بحزن ذليل وكأنه صك طلاقي ، كنت أمشط الطرقات بحثا عن منزلي .. شعرت وكأني في أحجية ، متاهات في داخل متاهات في داخل متاهات ..

حينما وصلت إلى منزلي ، ذهبت إلى فراشي بكامل ملابسي ..

انكمشت تحت الفراش وكأني قطة صغيرة تهطل فوقها الثلوج في ليلة برد قاسية .. حاولت الإتصال بك لكن هاتفك كان مغلقا .. كنت أضغط على زر الإتصال وأنا استجديه أن ترد ودوائر دموعي الممتزجة بالكحل تكبر وتتوسع على وسادتي كالفحم السائل ،

شعرت وكأن حمما من الجمر تستعر داخل معدتي .. أاموت وجعا بسببك يا عزيز أم تفقدني عقلي ..؟ لطالما شعرت بأنني سأموت يوما بسببك ..


ارتفع صوت نغمتك الخاصة ، كان وقعها مختلفا هذه المرة وكأني أسمع موسيقى أخرى .. لا أعرفها .. أجبتك بخوف : حبيبي ..!.. قلت لي بلسان ثقيل وبكلمات مبعثرة : اسمعي .. أ س م ع ي ..!!.. أتسمعين هذا الصوت ..؟ كنت تهز علبة الدواء .. صوت اصطدام الكبسولات بعضها ببعض كان عاليا .. عزيز دعنا نتحدث !.. اسمعي .. أسمعتِ ..؟؟ هذا صوت مهدئات .. أخذت كبسولتين منها حتى الآن .. أتعرفين ماذا سأفعل بما تبقى منها ؟ أرجوك .. لا تظلمني .. لا تسيء الظن بي !.. صحت في وجهي بغضب : سألتك سؤالا .. أجيبي عليه .. أتعرفين ماذا سأفعل بما تبقى من العلبة ..؟. لا أعرف .. انفجرت باكيا وأنت تصرخ : سأتناولها .. سأتناولها كلها وأموت وأرتاح .. عبدالعزيز ، أين أنت الآن ..؟ لا شأن لك .. أنت خائنة .. تدعين الطهارة .. تلاعبت بي ! عبدالعزيز ، أنا لم أفعل شيئا .. صدقني .. اسمعي .. أعدك إن قلت لي الآن إنك كنت على علاقة بهذا الرجل أن أنسى كل شيئ .. لكنني لست على علاقة به .. صرخت : اسمعي ولا تقاطعيني .. إن اعترفت بهذا .. اعدك أن انسى كل شيء .. وإن استمررت في إنكارك أقسم بربي على أن تندمي .. لا بد من أن تسمعني لتفهم !.. لا أريد أن أسمع شيئا عدا ما طلبت منك أن تخبريني به .. انطقي .. انهمرت دموع القهر كالجمر على خدي .. عزيز الله يخليك .. تكلمي !.. قولي إنك على علاقة به .. إن نطقت بأمر آخر أقسم بالله أن أغلق هاتفي وأن أنهي ما بيننا الآن .. أسمعني ..!.. قاطعتني صائحا : أنطقي .. قلت لا بلا وعي : كنت على علاقة به .. ارتفع صوت بكائك .. يا حقيرة .. عبدالعزيز أرجوك .. صرخت فيّ وأنت تشهق : أنت رخيصة ..!.. ظننتك ملاكا لكنك شيطان في جسد امرأة .. أنت من أجبرني على قول هذا !.. سأدمرك .. أنت لا تدركين ماذا أستطيع أن أفعل بك .. أنا لم أفعل شيئا .. لا أعرف عنه شيئا منذ أن حدثتك آخر مرة عنه .. كااااااذبة .. لا أريد أن أسمع صوتك ولا أن اراك مرة أخرى .. اسمعي .. أنا أحذرك من أن تحاولي الإتصال .. عبدالعزيز !.. أن أردت ان أدمر حياتك .. فقط حاولي أن تتصلي .. أغلقت سماعة الهاتف في وجهي .. ضممت وسادتي وأنا أنتحب .. هرقت إليّ هيفاء من غرفتها .. ضمتني بفزع : جمانة .. ما الأمر؟!. ما الذي حدث ؟ .. صحت وأنا على صدرها : ما عاد يبيني يا هيفاء .. ما عادي يبيني .. قالت : لاساعة المباركة .. ليته من زمان .. أنت مدمغة ؟؟ .. شتبين فيه ..؟؟ أحبه يا هيفاء .. والله مقدر .. والله أحبه .. مسحت على شعري .. قولي لي شاللي صار ..؟ أخبرتها بما حدث ، هزتني من كتفي عندما أخبرتها بأنك طلبت مني أن اعترف بعلاقتي بماجد .. إن شاء الله قلتِ له أعرفه ..؟؟.. كنت أبي أهديه.. هو وعدني أن يسمع لي .. عاد كلش يا وعود الأنبياء !.. يعني ما تعرفينه ؟.. أنتِ مدمغة أصلا .. شلون تقولين له كنت أعرفه .. تدرين هالمريض يبيها من الله .. كنت أرتجف في فراشي كطير جريح وأنا أنتحب بصوت عال .. شعرت وكأن حمى الموت تدب في جسدي .. بكيت حتى نمت من التعب .. رأيتك في حلمي تصرخ وتهدد ، استيقظت بفزع على صوت هاتفي حيث شعرت وكأنه انتشلني من قبضة الموت ، كان صديقك زياد المتصل .. أجبته بإعياء : أهلا .. صباح الخير جمانة .. ألم تستيقظي بعد .. ؟ لا جمانة .. لا تقلقي .. قضى عبدالعزيز ليلته عندي .. بكيت : لا يربطني بالرجل شيء يا زياد .. قال بسرعة : أعرف هذا يا جمانة .. لكن لا بد من أن تبتعدي عن عبدالعزيز هذه الفترة .. اخشى أن يؤذيك .. لن يؤذيني يا زياد .. لا قدرة له على إيذائي .. جمانة .. ارجوك .. عبدالعزيز كالمسعور .. أخشى عليك .. اتركيه حتى يهدأ .. وعدت زياد يا عزيز أن لا أتصل بك حتى تهدأ .. شعرت وكأني أعيش كابوسا يا عزيز .. أينتهي كل ما بيننا بغمضة عين ؟ أأغفر لك لسنوات عدة خياناتك المتعمدة وتتركني ظلما في لحظة شك جائرة ؟ .. بأي شرع كنت تؤمن يا عزيز ..؟.. *** مضت ثلاثة أيام لم أسمع صوتك فيها .. في كل مرة يغلبني الشوق وأمسك بهاتفي كانت هيفاء تشده من يدي وتلقي عليّ بمحاضرة طويلة فأجفل .. لأول مرة يسكن هاتفي بهذا الشكل يا عزيز .. كان كجسد ميت ، لا ينطق ولا يتحرك ولا حتى يتنفس !.. تعبت من تحديث صفحة بريدي الالكتروني .. كنت أدعو الله أن ترسل لي أي شيء .. اي شيء يا عزيز ، اشتقت حتى لشتائمك ..
👍4
صدقني كانت لترضيني ارتفع صوت استقبال رسالة هاتفية .. شعرت وكأن الحياة قد دبت في الأرجاء ، فتحتها وقلبي يكاد أن يقفز من بين أضعلي .. كانت والدتي المرسلة يا عزيز ..! بعثت لي : جمانة .. لا تنسي الصلاة حبيبتي .. أحبك .. ولأول مرة ترسل لي والدتي تذكيرا بالصلاة ، فهي تعرف بأنني أصلي وأنني لا أنساها .. أتشعر الأم بابنتها إلى هذا الحد يا عزيز ؟ .. اتراها تشعر بأنني عليلة وبأن الرجل الذي ألمحت لها عدة مرات بوجوده يقتلني ..؟ كم اشتقت لها يا عزيز ؟.. إلهي كم أحبها وكم أحب والدتك .. حنونة هي والدتك .. تحبك كثيرا وتخشى عليك .. تعاملك دائما على أنك ابنها الوحيد .. على الرغم من أن ترتيبك الثالث بين أخوتك .. مثلي تماما ..!.. اتصلت بك مرة أجبتها من خلال المكبر الصوتي الخارجي لأستمع .. سألتك .. ماذا تفعل ؟! أجبتها مازحا : أجلس مع حبيبتي الكندية !.. صاحت بك غاضبة : متى ستنضج ..؟.. كل الرجال في عمرك متزوجون وأنت لا تزال تعبث هنا وهناك .. كنت تضحك وهي توبخك كطفل صغير .. في كل مرة تتحدث فيها مع والدتك يا عزيز أرى امامي رجلا آخر ، تلمع عيناه فرحا حينما يعلو صوت نغمة والدته ، يبتسم بحبور حينما تبث له أشواقها .. ينكمش خوفا حينما تؤنبه وتنتفخ أوداجه حينما تخبره كم تفخر به . لا أنسى اليوم الذي بكيت فيه شوقا إليها .. كنت عصبيا طوال الأسبوع ، يغضبك أي شيء ويحزنك كل شيء .. سألتك مائة مرة عما يقلقك لكنك لم تخبرني شيئا .. اتصلت بي فجرا في نهاية الأسبوع على غير العادة : سألتك ما الأمر ..؟.. أنا مهموم . مهموم للغاية .. أنت لا تفهمين ولا تتفهمين ..!.. تقسين عليّ كثيرا .. وأمي ايضا .. تقسى عليّ .. لا أتحمل قسوتكما .. انفجرت باكيا : لماذا تفعلان بي هذا ؟ .. احبكما .. أنت حبيبتي .. وهي حياتي .. لماذا تقسيان عليّ؟ ما الأمر يا عزيز ..؟ كنت تشهق بقوة .. لم تتصل بي منذ أسبوعين ..! .. اتصلت بها اليوم كنت متأكدا من أنها مريضة .. مما تعاني ..؟ لا تعاني من شيء ، ليست مريضة ، كانت مشغولة .. انشغلت بالتجهيز لزواج خالتي .. وأنا ؟ أنا غير مهم .. لا تبالغ يا عزيز ، كل ما في الأمر أنك كنت قلقا عليها وهذا ما أغضبك .. أفتقدتها يا جمانة ، هي حياتي لا أستطيع العيش بدونها .. آه .. لا أدري لماذا تفعل بي كل هذا ؟ كنت مختلفا تلك الليلة يا عزيز ، مختلفا للغاية .. كم هو رقيق من يبكي شوقا لوالدته .. قلت لك بعد أن هدأت : أرغب بطفل منك .. يحبني كما تحبها .. سألت : وهل ستبكينه شوقا كما تفعل أمي بي ؟ لا ، لن أفعل .. وهل تبكين والده شوقا إليك ..؟ قلت لك ضاحكة : قد أفعل .. لكنني لم أفعل يوما .. وأدرك الآن جيدا بأنني لن أفعل .. * لعبنا مرة لعبة الجرأة والصراحة .. اكتشفت من خلالها عدة أسرار .. سيجارتك الأولى في الخامسة عشرة ، اسم أول حبيبة لك .. أحداث سفرتك الأولى بدون عائلتك .. عن مجلات ( البلاي بوي ) التي كنت تحرص على اقتنائها وعن أول ليلة ثملت فيها .. اكتشفت أن مراهقتك شديدة الجموح ، أكثر مما كنت أتصور .. بينما كانت أشد أحلام مراهقتي جموحا هو الزواج برجل يشبه ( جون سيلفر ) قرصان جزيرة الكنز الوسيم .. قلت لي حينها : أرأيت ، سيتحقق أهم أحلامك ..!.. ستتزوجين بقرصان شديد الوسامة .. أجبتك : أنت قرصان ، لكنك لست وسيما إلى هذا الحد .. لست وسيما لدرجة أن تكون جون سيلفر .. سألتني : جمان ، ما أكثر ما يجذبك فيّ جسديا ..؟!.. أرفض الأسئلة المفخخة يا عزيز .. ضحكت بقوة : يا غبية ..!.. أقصد بشكلي .. أممم . تجذبني فيك خمسة اشياء .. أنت طويل .. ومن حسن حظك أنني أحب ان يكون رجلي طويلا .. أحب عينيك لأنني ارى فيهما أحاديث كثيرة


قاطعتني : أتظنين أن بإمكانك قراءة ما فيهما ..؟

أنا لا أظن .. أنا متأكدة من هذا .. أحب مظهرك عندما لا تحلق شعرك لفترة طويلة، تبدو أكثر وسامة ورجولة ..

سأتني بنشوة : وماذ ايضا ..؟

أحب صوتك .. صوتك ( قوي ) .. كمقدمي نشرات الأخبار ..

قلت ساخرا ومضخما لصوتك : العربية تبحث دائما عن الحقيقة ..

لا تتحمس !..

والخامس ..؟

الخامس يا حبيبي .. عروق يديك البارزة ..!.. إلهي كم هي جذابة ..

وضعت يدك تحت ذقنك وأنت تنظر إليّ بدهشة : جمانة .. أتدركين أنك غريبة ..؟

لماذا ..؟

لأول مرة أسمع عن فتاة تحب في حبيبها عروق يديه ..!.. ما الجاذبية في هذا ..؟

أخذت يدك وأنا أتحسس عروقك بأصابعي . لا أدري !.. أحبها ..

قلت لي مبتسما : أتحبين عروقي لأنك تجرين فيها ..؟

اجبتك : ربما !..

لمعت عيناك خبثا : جمانة .. أأخبرك عمّا يجذبني فيك ..؟

تركت يدك وقلت لك : لا ..

سألتني : لماذا ..؟

قرأت الإجابة في عينيك .. ألم أخبرك بأنني أقرأ ما فيهما ..؟

وما قرأت ..؟

ما لا يليق !..

وانفجرت ضحكا ! ..

*


والداي يسميانني ( ترف ) .. وأنت تسمينني ماري أنطوانيت وصديقاتي وزملائي يطلقون عليّ الـ Queen لكن كل هذه الألقاب لا تشكل شيئا من طبيعتي .. على الإطلاق ..

سألتك مرة : لماذا تطلق عليّ ماري انطوانيت ..؟
👍3
اجبتني : لانك مثلها ، ماري انطوانيت ملكة .. كان شعبها يعاني الفقر بينما كانت تعيش في بذخ .. تظاهر الشعب يوما أمام قصرها وانقلب الناس على عرشها ، كان الشعب في مجاعة .. سألت ماري أنطوانيت وزيرها .. عن سبب تمردهم فأجابها أن الشعب لا يجد خبزا يأكله .. قالت له بسذاجة : ( ولماذا لا يأكلون الكعك ..؟) أنت مثلها .. مثلها تماما ..!..

غضبت منك كثيرا يا عزيز .. فمقارنتي بامرأة مثلها مقارنة غير لائقة ..

أتعرف !.. حينما كنت صغيرة .. كنت لا أتناول الطعام في الوقت المخصص للاستراحة .. أظل أقاوم جوعي بضراوة حتى أعود إلى المنزل .. كنت لا أطيق فكرة أن استمتع بإفطاري بينما يعاني بعض زملائي من الجوع ..

لم يكن تشبيهي بها منطقيا أبدا .. ابدا يا عزيز ..

قلت لك : لست بمترفة .. بل أنت المترف .. هناك خرافة قديمة عن أصحاب العروق البارزة .. يقال بأنهم مترفون ..

قلت لي : من أين جئت بهذه الخرافة ..؟

لا أدري .. إما أنني قرأت عنها وإما أنني ألفتها ..

بل هو خيالك الواسع يا صغيرة ..

دائما ما كنت تقول إنني واسعة الخيال .. حينما اكتشف إحدى خياناتك يصبح خيالي واسعا .. حينما اشعر بخطب ما يصبح خيالي واسعا .. دائما ما تتحجج بخيالي الواسع يا عزيز .. ذريعتك التي مللتها مللتها كثيرا ..

كنا نجلس على قارعة الطريق بملل .. حينما قلت : جمانة ، أشعر أن طعمك كالكراميل ..

من منا واسع الخيال يا عزيز ..؟

أنت !.. حقيقة أشعر بأن طعمك كالكراميل ..

سألتك .. ولماذا الكراميل بالذات ..؟

أممم .. انت حلوة كالكراميل .. لكن حلاوتك لاذعة .. الكثير منك يتعب الجسد ..

حقا ..

قولي لي .. ما طعمي برأيك .. كـ ماذا ...؟

أشعر أن طعمك كالسجائر ..

حقا ! .. لكنك لا تحبينها ..

لا أحبها ..!.. لكن رائحتها مميزة.. ندمنها .. وبالنهاية نموت بسببها ..

كم أنت ( دراماتيكية ) يا جمان ..

أسندت رأسي إلى كتفك .. أود أن أحتفظ بك لأطول فترة ممكنة .. هل تترك التدخين من أجلي ..؟

وضعت راسك على رأسي .. مما تخشين ..؟

أخشى على قلبك الصغير ..

أجبتني : لا تخشي على قلب تحبينه .. أنت متغلغلة في شرايينه ..!.. فلا تقلقي ..

الغريب في علاقتنا هذه يا عزيز أنها تتأرجح ما بين أقصى اليمين وأقصى اليسار .. لهيب النار وصقيع الثلج .. دائما ما كنت متطرف المشاعر يا عزيز ، تحرقني بنار عشقك أحيانا وتلسعني ببرودة تجاهلك لي أحيانا أخرى ..

أتدري يا عزيز .. بعد كل هذه السنوات .. أكذب عليك لو قلت لك بأنني أعرف إن كنت تحبني أم لا .. في كل مرة تقول لي فيها أحبك ..!.. أسالك : والله ..؟

فتجبيني بسخرية : لا ، أكذب ..

وتنتهي عذوبة اللحظة ..!

أتدري يا عزيز .. دائما ما تخبرني بأنك تحبني لكنني لا أشعر بذلك فعليا .. إلا في اللحظات النادرة التي تقولها بشكل مختلف .. أحبك كثيرا حينما نتحدث ونتحدث ونتحدث .. وفجأة تقول لي :

جمان ، طالعيني ..

أنظر إليك بعدما تدب حرارة الخجل في جسدي .. وتحرك شفاهك بدون صوت : أ ح ب ك ..

أحبك حينما نكون مع أصدقائنا .. وتتغافلهم .. وتحرك شفاهك بها ..

أتذكر !..

في إحدى المرات قبضوا عليك متلبسا بها ، كانوا يصرخون فيك أووووووه ! أووووووه .

وكنت تضحك باستحياء ..!..

قال لي محمد حينها ، أتصدقين يا جمانة .. هذه المرة الأولى التي أرى فيها عزيزا في حالة خجل ..!..

كنت رقيقا حينها .. رقيقا للغاية يا عزيز ..

***

كنت متمددة فوق الأرجوحة وأنا أراقب نيني وميتشل .. حفيدي باتي وروبرت التوأم وهما يلعبان في حديقة المنزل .. جئت وجلست بجوار قدمي ، رفعت الجريدة بيدك فوق وجهي لتحجب عني اشعة الشمس من دون أن تتكلم .. كنت تنظر إليّ مبتسما .. سألتك : what is up ؟

ابتسمت : nothing

Tell me..

لا شيء ..

أشرت برأسي باتجاهما : أليسا بجميلين ؟

نظرت إليهما : بلى !..

ألا تشتاق لأن تصبح أبا ..؟

صمت قليلا : أحيانا !..

مسكت بيدك .. بودي لو أصبح ( ماما ) ..

مددت يدك الكبيرة ورفعت خصلات شعري من فوق جبيني .. الستِ بصغيرة على أن تصبحي ( مامي ) ..؟

بلى ، فتاة .. حنطية شعرها مجعد .. لديها ( غمازة ) يتمية كوالدتها ..

أتحبها أكثر مما تحبني ..؟

ابتسمت : وهل أقدر ..؟

قلت لك : أرغب بطفل منك ، الآن ..

الآن ..؟.. أتقصدين الآن الآن ..؟

نعم ، الآن ! ..

هنا ..؟ .. في الحديقة ..؟

عزيز ..!.. ماذا تقصد بهنا ..؟

ماذا قصدت بالآن ..؟

عزيز .. إلهي كم أنت مجنون ..!.. ما الذي فهمته من الآن ..؟

انفجرت ضحكا وأجبتني : لا أدري ..

غبي ..

ومن أين أجيئ لك بطفل الآن ..

قلت لك بعناد .. ألست الرجل ؟ .. تصرف ..
صرخت في وجهي : جمانة !.. أنا لم ألتزم بأهلي حتى ألتزم بك .. باختصار أنا لا ألتزم بأحد لون ألتزم بأحد .. حتى لو كنت أنت المعنية ..

قلت لك : يعني ؟

اجبتني : أنا وأنت لن نتفق أبدا .. نحب بعضنا بعضا لكننا غير متفاهمين ..

صحت فيك : يعني أشوف أحدا غيرك ..؟

أشحت بوجهك .. وقلت بصوت عال : الله يسعدك ويبعدك ..

ركضت نحو سيارتي وانطلقت بها ..
👍1👏1
كنت انظر اليك من خلال مراة السياره والغضب يكاد أن يأخذني إلى الخلف لأدهسك .. كنت أبكي في السيارة وأنا ألعن في سري اليوم الذي تركت فيه أهلي ووطني وجئت فيه إلى هذا البلد .. كان ركاب السيارات ينظرون إلي بدهشة ، وكأنه لم يسبق لهم رؤية فتاة تبكي ! .. أوقفت سيارتي لأهدأ ، ألغيت رقم هاتفك ورسائلك من ذاكرة هاتفي المحمول .. كنت أجفف دموعي حينما وقعت عيناي على لوحة إعلانات مرتفعة ومضاءة .. كتب عليها :



You may go along with the right road , and he may take the left one, but after all , the two roads could meet at the same point..!..



شعرت وكأنها رسالة القدر إليّ يا عزيز ، كأنها الإشارة ..!..

إشارات القدر التي حدثتني عنها والتي تؤمن بها ..

غمرتني السكينة .. شعرت وكأن أعصابي تمددت ، وبأن مساماتي الصغيرة تفتحت وعاودت التنفس .. إنعطفت عن الطريق وعدت إليك .. وجدتك جالسا على سلم البيت وبيدك قنينة ( البيرة ) ..

ترجلت من سيارتي وجلست بجوارك من دون أن تنظر إليّ أو أن تنطق بكلمة ..

سألتك من دون أن ألتفت نحوك : كيف نتفاهم ..؟

إحتويني ..!..

وكيف أحتويك ..؟..

سألتني بعصبية : أحضر لك كاتالوج تأخذين عنه الطريقة ..؟..

لا ، لكن ، قل لي كيف ..؟

جمانة .. طوّلي بالك عليّ .. أرجوك ..!.. طوّلي بالك ..

قلت : إن شاء الله ..

مددت يدك ومسحت بها الكحل المنساب على خدي .. أرأيتِ

وجهك عبر المرآة قبل ترجلك من السيارة ..؟

ضحكت : لا ..

بدري يا بيبي على الـ Halloween

ضحكت وتشبثت بذراعك ..

سألتني : لماذا عدت ..؟

أممم .. واجهتني إشارة ..

أي إشارة ..؟

إحدى إشارات القدر .. ابتسمت : وماذا تحوي رسالة القدرة المرة ..؟..

تقول بأننا سنلتقي !

حبيبتي .. كوني صبورة لنلتقي ..

سألتك : أنلتقي يوما يا عزيز ..؟

أجبتني : قد نلتقي ..!..

كنت أظنُ بأن الزراقة أنثى وبأن ذكر الزراقة ( زراف ) .. لا

أذكر سبب طرحنا لذلك الموضوع الشيق لكنني أذكر بأنك ضحكت حتى وددت لو تنشقّ الأرض وتبتلعني ..

سألتني حينها: وما اسم ذكر النعامة ؟ .. نعام ؟؟ .. جمان .. كيف ابتعثتك الوزارة ..؟

بقيت تردد هذه الحكاية لأسابيع .. حمدت الله كثيرا عندما نسيتها ..

كنت تجلس مع مجموعة من الزملاء والزميلات في مطعم الجامعة لألقي عليكم التحية .. ضحكت

حينما رأيتني .. جمان أخبريهم ما اسم ( زوج ) الزرافة ..

قلت لك : زرافة : لماذا ..؟

صحت فيهم : كذابة .. أقسم بالله إنها قالت لي إن ذكر الزرافة زراف ..!..

استمررت تحلف بأغلظ الأيمان .. قلت لهم : ألم أخبركم أنها

مبتعثة عن طريق الواسطة ..؟

يحقُ لك أن تشكك بذكائي ، فامرأة تغرم برجل مثلك امرأة يشكك بالكثير من قدراتها ..

سألتك مرة ان كنت تظن بأنني جميلة .. قلت لي ( ما دمت حبيبتي .. فلا بد من أنك إمرأة جميلة ..

جميلة جدا ..)!

قلت لك : أتقصد بأنني حبيبتك فقط لكوني جميلة ..؟

قلت بخبث : لا .. أقصد لولم تكوني حبيبتي لما كنت جميلة ..

كم أنت مغرور يا عزيز ..! أدرك في قرارة نفسي بأنك لا

تجدني جذابة كالأخريات ممن حولنا ، في بعض الأحيان يهز هذا

الإحساس ثقتي بنفسي لكنني في أغلب الأحيان أدرك بأنني جميلة ..

جميلة للغاية ..

قد لا أكون من النوع المفضل لديك ، ولا أملك المواصفات الخارجية الجذابة لرجال الخليج ..

لست ببيضاء ولا بشقراء .. ولا ملونة العينين كما تحب ..

صارحتني مرة .. بأنني متواضعة ( الشكل ) لكن روحي جذابة ..

تخترق القلوب .. أتذكر في أحد أنشطة الجامعة ، كنا نجلس كمجموعة

كبيرة حينما دخل المتحدث الأول .. كان كنديا ، أشار بيده ناحيتي .. قائلا : عفوا ما اسمك ؟

وضعت يدي على صدري وسألته بدهشة : أنا ..؟ .. أتقصدني ..؟

هز راسه : نعم .. أنت .. ما اسمك ..؟

قلت له : جمانة ..

سألني : من أين انت يا جمانة ..؟

قلت له .. أنا عربية ..

رفع حاجبيه بدهشة : حقا .. غريب ! .. تبدين كنجمات السينما ..

نظرت إليك بنشوة .. كنت تنظر إليه بضيق ..

قلت له : شكرا جزيلا ..

قال لي : اسمعي .. هناك امتحان لاختيار الممثلين .. أتودين أن تجربي ..؟

أجبته : شكرا لا أحب التمثيل ..

أخرج من جيبه بطاقته الخاصة : فكري .. إنها فرصتك ..

قلت لك بعدما خرجنا .. هل رأيت ذوق الناس ..؟!..

أجبتني : يا شيخة إنه يستهبل !..
عرفت وقتذاك بأنك تحاول تحطيم ثقتي بنفسي قدر ما تستطيع ! .. تظن بأنك قادر على أن تسيطر عليّ أكثر بشخصية ضعيفة .. وثقة مهتزة ..!.. وأظن بأنك نجحت في محاولاتك .. بكل أسف
***
في عيد ميلاد باتي العام الماضي .. كنت متأنقة ، وأناقة المراة
لا تكتمل من دون كعب عال .. رافقتني في نهاية الأمسية حتى باب
المنزل ، اتكأت على الباب مودعا ، دست على قدمك الحافية وأنا
في طريقي نحو الباب ، ومن دون قصد .. لم تصرخ ، رفعت قدمك
ممسكا بها .. كانت عيناك جاحظتين من شدة الألم ، اقتربت منك ..
لكنك تراجعت إلى الخلف وعيناك تدمعان وجعا !..
كنت خائفا مني .. أخذتك إلى المستشفى .. فقد كان إصبع قدمك
👍3🥰1🕊1
ان يتهشم بحت كعب حذائي .. كنت تردد ونحن في طريقنا إلى المستشفى : ما الذنب الذي
اقترفته لتفعلي بي هذا ! .. أكل هذا الحقد موجود في قلبك تجاهي ..!..
قلت لك ضاحكة : لزوم الكشخة يا حبيبي ..!..
لزوم الكشخة تدوسين على أرجل الناس ؟؟..
سألك الطبيب في المستشفى وهو يعاينك عن سبب إصابتك
فاشرت إليّ قائلا والحقد يقطر من بين كلماتك .. أترى هذه الآنسة ..؟
لا يخدعك مظهرها فهي من كسرت إصبعي !.. داست
على قدمي بكعب حذائيها ..
قلت لك وأنا أضحك .. لم أكسر فيك شيئا بعد ..
قلت للطبيب : أرايت ..؟ إنها تهددني .. كن شاهدا عليها ..
قال لك الطبيب مازحا : لا تقلق فلا تبدو إنها إمرأة عنيفة ..
صحت فيه : إنها مخادعة .. أنا أيضا خدعت بها .
كان يوما لا ينسى يا عزيز .. ما زلت أضحك في كل مرة أذكر
فيها ما أصابك وكأنني أشهد على الحادثة من جديد ..
ظللت عدة أيام تختبئ في كل مرة تراني فيها تحت المقعد أو الطاولة ..
لم أستعد ثقتك بي مجددا إلا بعد ذلك بفترة طويلة فاصبحت تكتفي
برفع قدميك من على الأرض لحظة مروري .. ولست بملام على ذلك ..
لم تكن إصابتك خطيرة يا عزيز ولم يتحطم إصبعك ..
لكنها كانت المرة الأولى التي آلمتك فيها .. ومن بعدها أصبح لقلبي
( الكتكوت شرس ! ) .. لكنني لم أكن يوما شرسة بقدر ما كان حبي لك في غاية الشراسة !..
***
في غيابك لليوم الثالث ، بعد شجارنا بسبب ماجد .. اتصلت بوالدتي بعد أن بعثت إليّ برسالة
تذكيرية للصلاة ، كنت بحاجة إليها . . كم تمنيت لو كانت معي ، بجواري .. تخبئني بحضنا وتنتشلني من علاقة أدرك تماما بأنها غير سوية .. علاقة تحطمني .. تحرق حطامي وتدوس على رفاتي ..
أمي مختلفة ، مختلفة جدا ..! تحبني كثيرا .. تعطيني دوما ولا
تأخذ مني أبدا ، علاقتي بوالدتي تختلف عن الصورة النمطية
المعتادة لعلاقة فتاة بأمها .. والدتي رقيقة ، معطاءة ، تحبنا كثيرا ..
تحب والدي وتضحي من أجله .
تزوج والداي بعد قصة حب رقيقة ، وإن كنت لا أشهد على
الكثير من الحب بينهما .. علاقتهما مبنية على الكثير من التضحيات والتنازلات
والاحترام المتبادل .. لكنني لم أشعر يوما بشغفهما ببعضهما بعضا ..
تخبرني والدتي سرا بأن والدي أعظم رجل في الدنيا ، ويخبرنا والدي أحيانا
بأن أمي فريدة ولا تشاببها إمرأة سواء .. وعلى الرغم
من هذا .. تنصحني والدتي بأن لا أتزوج رجلا أحبه لا بل رجلا يحبني !.. تدس نصيحتها هذه
بحذر في كل مناسبة ..
بكيت حينما سمعت صوتها ، صاحت أمي : جمانة .. ما الأمر..؟..
اشتقت إليك .. سأعود ..! لا أستطيع أن أكمل ..
جمانة !.. قطعت أكثر من نصف المسابقة .. أتعودين بعد كل هذا ..؟
لا قدرة لي على التحمل أكثر .. تعبت ..
لا شيء .. لكنني متعبة .. أحتاجك كثيرا ، الغربة تخنقني ..
لا قدرة لي على المذاكرة ..
جوجو .. فلتصلي ..!.. ولتستعيذي من الشيطان .. ستقدرين على المذاكرة من أجلي ..
أحتاجك بشدة ! .. أتعبني بعدك !..
سكتت والدتي قليلا .. قالت لي بصوت مهدج : لا بأس يا جوجو ... سأتحدث مع والدك ،
قد أتمكن من زيارتك لأسبوعين أو ثلاثة ..
أرجوك .. تعالي بسرعة ..
جمانة .. أنت تعرفين بأن استخراج الفيزا يحتاج لبعض الوقت ..
لكنني سأحاول ..
ودعتها بعد أن وعدتها بأن أصلي وأذاكر ..
كنت أدعو بلسان لاهج في صلاتي ..!! طلبت من الله انتزاعك
من قلبي ، سألته أن ينجيني من حب لا طاقة لي على تحمله .. كنت
أدعوه بجوارحي ، بكل ما فيّ ..
بعدما أنهيت صلاتي التفت لأجد هيفاء واقفة بجواري ..
قومي خلينا نتغدى .. إذا تبين تموتين .. موتي عند هلك ..
أنا لحد يموت عندي .. ماني فاضية تحقيق وما تحقيق ..
قلت لها : لا تكون سعاد حسني اللي بتموت ..
لاء ! .. تتغشمرين بعد ..!.. دام لك خلق غشمرة .. قومي خل نطلع ..
خرجنا قاصدين أحد المطاعم .. كان اليوم الأول الذي أخرج فيه بعد شجارنا ، كانت الشوارع رمادية ..
وكأنها رسمت بفحم ورصاص ..
قالت لي هيفاء على الغداء : جمون ! .. أتدرين .. لطالما ظننت بأن بنات الرياض قويات !..
لكنك مختلفة تماما ..
وبما أختلف عنهن ؟!
لا أدري ! .. أنت سهلة الخدش .. تجرحين بسهولة ..
أفهم إذن بأنك تسكنين معي لأن بنات الرياض قويات برأيك ..!..
ظننت بأنك مثلهن !.. لكن حظي سيء ..
ضحكت على الرغم مني ..
قالت : فعلا انت هشة !
في طريق عودتنا إلى المنزل كانت السماء تمطر ، صعدت هيفاء لشقتنا عندما وصلنا .. قلت لها بأنني سأجلس قليلا تحت المطر .. جلست على الكرسي الخشبي أمام العمارة ..
دائما ما كنت تقول لي بأن المطر يجعلك تشعر بأن الله يحيط
بك من كل اتجاه .. أنا أيضا يا عزيز ، أشعر بأن للمطر قدسية خاصة ، قدسية عميقة .. أشعر بان
المطر يغسل أرواحنا ، ينقينا ويمحي خطايانا .. تضحك علي كثيرا حينما تمطر ..
فشعري مهما كان مسرحا لا بد من أن يتمرد تحت المطر .. أول مرة انتبهت فيها
إلى هذا الأمر .. كنا نجلس في إحدى قاعات الجامعة .. حينها خرجت أنا تحت المطر .. ضحكت كثيرا
عندما عدت ..
قلت لي : يا لك من مزورة !..
سألتك : أي تزوير تقصد ..؟..
اشرت بيدك الى شعري .. شعرك !.. انتِ تحاولين تغشيني ..!..
دام شعرك curly ليه تستشورينه ..؟
جلست بجوارك .. لا يا شيخ !..
سألتني : اسنانك تركيب ..؟
تجاهلتك وأنا أقلب أوراق الكتاب .. قلت لي : ماذا
عن رموشك ؟!.. أهي حقيقة ..؟!..
لم أرد .. فقلت سأسألك آخر سؤال !.. أتضعين عدسات على عينيك ..؟!..
يعني لو أنني أضع عدسات لاصقة فهل أضعها سوداء ..؟
يمكن أن تكون عيونك الأصلية شهباء ..
قلت لك : عزيز ترى بديت أتنرفز ..
ضحكت : يا بيبي عادي وش فيك .. في بنات كثير شعرهم
Curly وتزوجوا وخلفوا وعاشوا حياتهم بشكل طبيعي ..
لطالما كنت استفزازيا يا عزيز .. لكنني اشتقت إليك كثيرا ،
افتقدك بشدة .. أفتقد استفزازك لي .. ومحاولاتك لإغضابي ومن ثم لإرضائي ..
شعرت وكأن المطر قد تغلغل في مسامي حتى وصل إلى أعماقي ،
شعرت به في داخلي .. داخل روحي وجسدي .. رفعت رأسي إلى السماء ودعيت الله ..
دعيته أن تعود إليّ ، أن لا يحرمني منك وأن يغفر لي دعوتي السابقة في انتزاعك من قلبي ،
أتعبني غيابك يا عزيز ..!.. أتعبني كثيرا ..
*
أعرف مشكلتك لكنني لا أفهم أسبابها .. أدرك بأنه لا قدرة لك
على الإلتزام مع إمرأة لكنني لا أستوعب أعذارك الواهية .. دائما ما
كنت تبرر لي أفعالك بأنها من طبيعة الرجال لكنها ليست كذلك ..
تدرك هذا كما أدركه وإن كنت لا تعترف به ..
( ثقي بي ) ..!..
دائما ما كنت تطلب مني أن اثق بك .. وكيف أفعل ؟!.. أرجوك أخبرني كيف أفعل ..؟!
صرخت في وجهي مرة : كيف أثق بامرأة لا تثق بي ..؟
وكيف أثق برجل لا يلتزم معي بيشيء ؟
لطالما طلبت مني أن اكون صبورة ! .. كنت تردد على مسامعي
بأن المراة ( العاقلة ) هي من تتفهم وتصبر وتتجرع المرارة من أجل من تحب ..
سألتك : وماذا يفعل ( الرجل العاقل ) ..؟
أجبتني : الرجل العاقل لا يحب سوى إمرأة واحدة .. يحتاجها
ويخشى عليها ، لن أصبح عاقلا ما لم تكوني صبورة .. تفهمي أرجوك ،
إدعميني فأنا بحاجة إليكِ ..

إلى متى يا عزيز ..؟!.. إلى متى أتفهم وأصبر وأدعم بلا مقابل وبلا نتيجة !..
استقبلت رسالته النصية الأولى بعد شجارنا بأربعة أيام .. كتبت لي :
You have been the one for me
لم أفهم الحالة التي كتبت لي فيها !.. قرأت في رسالتك تلك بعضا من شوق وندم .. وخيبة .. ونهاية ..
دائما ما تكون مشاعرك مزيجا من هذا وذاك .. لم يكن حبك لي خالصا ولم تكن خياناتك لي كذالك ..
كتبت لك :
You’re still the one until this very moment
أجبتني :
You make me feel sick!..

لم يكن في جملتك هذه سوى الغضب ، فآثرت الصمت بانتظار غد جديد .. غد أفضل ..!..
*

في اليوم الخامس وبعد خروجنا من الإمتحان ، كنت تجلس مع أصدقائك إلى الطاولة المقابلة لقاعة الإمتحان ،، دبت في جسدي رعشة حينما رأيتك ، كنت تضحك معهم .. سكت فجأة حينما وقعت
عيناك عليّ .. فاتجهن حيث تجلس ..
أخذتني هيفاء من ذراعي : على وين ؟
بسلم ع الولد !
انتشر أصدقاؤك مبتعدين عندما اقترت .. وكأن كرة ( بولينغ ) أصابتهم فتناثروا ..
لم يبق برفقتك سوى زياد ..
قلت لك : عبدالعزيز .. هل يمكن أنت نتحدث قليلا ؟
أشرت إلى الكرسي المقابل لك .. أجلسي ..
جلست وجلست هيفاء .. استأذن زياد لكنك أوقفته طالبا منه أن يجلس وأن يشهد ..!!.. فجلس بحرج ..
قلت لي : ماذا تريدين يا جمانة ؟ ..
أجبتك بصوت مرتجف : لا اريد أن أخسرك .. لم يحدث شيء بيني وبين أحد صدقني ..
وماجد ؟
أخبرتك عن كل ما حدث بيننا .. لم يحدث بيننا أمر تجهله .. أقسم لك ..
لكنك اعترفت لي بعلاقتكما ..
انت من أجبرني على قول هذا .. وأنت تدرك ذلك ..
اسمعي يا جمانة .. لن أصدقك إلا بشرط واحد .. لن أناقشك
في شيء قبل أن توافقي عليه ..
وما هو شرطك ..؟
أممم . في منزل باتي وروبرت مستودع خارجي .. يجهزانه حاليا لتأجيره كغرفة خارجية ..
أها ؟
سأنتقل إليه وتسكنين في غرفتي ..
لم أفهم ..
بل فهمت .. ستقيمين معنا ..
صاحت هيفاء : شرايك تقعدها بدارك .. مو أحسن ؟
أشار عزيز بيده إلى زياد : زياد تكفي أبعد هالبنت عن وجهي
ترى والله ماني طايقها ..
أكيد منت طايقني .. لإني فاهمتك وعارفة سواياك الردية ..
قال زياد : هيفاء خلاص مالك شغل فيهم .. ما المفروض نتدخل بينهم ..
طبعا .. مورفيجك ..؟ راعي الحفلات والبارات ..
قال عزيز : ترى مو رادني عنك إلا انك بنت .. وأنا مو متعود أمد إيدي ع بنت ..
لا محشوم .. متعود تضحك عليهم .. مو تكفخهم ..
قلت : خلاص يا هيفاااء .. خليني أسمع .. وغيره يا عزيز ..؟
لا يوجد غير شرطي هذا ..
أجننت ؟
جمانة ، هذا هو شرطي ..
وهل تتوقع أن أقيم معك ..؟
أولا .. ستكونين في داخل البيت وسأكون في خارجه .. ثانيا لو
أردت بك سوءا لفعلت منذ سنوات وأنت تدركين هذا ..
لا فرق بين داخل البيت وخارجه .. في كلتا الحالتين بنظر الناس نقيم معا ..
لا يهمني الناس ..
لكنن أهتم بهم ..!.. أنت رجل .. أما أنا فامرأة .. هناك فرق ..
هذا هو شرطي ..
عزيز .. لا تطلب المستحيل ..
جمانة ، هذا شرطي ..
ما الذي تحاول الوصول إليه ..؟
👍4😈1
2025/07/08 20:09:55
Back to Top
HTML Embed Code: