Telegram Web Link
الإشاعة:
::::::::::
ما الإشاعة؟
ــــــــــــــــــ
تعريف إجرائيّ: هي خبر نوعيّ أو موضوعيّ مقدّم للتّصديق، يتناقل من شـخص لآخـر، تعتمد إمّا على مبالغة في خبر أو أخبار معيّنة والتّرويج لها وتوسيع نطاق نشرها، أو اختلاق أخبار لا حقيقة تحتها، بهدف التّأثير على الرّأي العامّ لتحقيق هدف سياسيّ أو اقتصاديّ أو عسكريّ ...
فالشّائعة قد لا تعتمد الخيال بكلّيّتها، بل قد تعتمد على جزء من الحقيقة من أجل إمكانيّة تصديقها وتقبّلها، وهو طريق مشهور في مزج الباطل ببعض الحقّ، إذ لا يقبل أحد الباطل إذا تمحّض حتّى يشاب ببعض الحقّ.
والقاعدة المحوريّة الّتي تبنى عليها الشّائعة هي: قابليّة الإنسان لتصديق الكذب إذا وافق هواه أو قناعاته السّابقة، وتكذيب الصّدق إذا خالف هواه وقناعاته السّابقة، مع ترقيع ما يبدو غير منطقيّ وتجاوزه.
مثال شارح لهذه القاعدة:
الخبر: درّاجة صدمت سيّارة.
ذوو التّفكير النّمطي سيعمدون مباشرة لتكذيب هذا الخبر بغير فحص، لأنّ العادة أنّ السّيّارات هي الّتي تصدم الدّرّاجات لا العكس.
وذوو نظريّة المؤامرة والمولعون بالأخبار الغريبة سيصدّقون هذا ويعملون على تدعيمه بما يقدرون عليه من تبريرات.
والمتوازنون يعلمون أنّ الخبر ممكن، لكنّ الإمكان شرط فقط للحدوث وليس دليلا عليه، فيتوقّفون عن الإثبات والنّفي إلى أن يثبت لهم بدليل مستقلّ صحّة الخبر أو كذبه.
كيف تعمل الشّائعة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
حتّى وقت قصير مضى بقي علم النّفس الاجتماعيّ قائما على فرضيّة معتمدة جزئيّا على نظريّة (الجشتالت) في علم النّفس، الّتي تنصّ على كون الإدراك الحسّيّ للأشياء ينحو دائما نحو البساطة والانتظام والإحساس بالاكتمال، فالنّاس يفضّلون النّظريّات والمقولات النّهائيّة والحاسمة والمفسّرة على النّظريّات والمقولات المتشكّكة أو المحتملة أو الظّنّيّة، ولذلك غالبا يجنحون لتصديق واتّباع أصحاب المواقف الحدّيّة والّذين يجزمون بآرائهم جزما ويعرضونها في صورة يقينيّات منتهية، وإن كانت حقيقة الأمر أنّها ظنّية وغير منتهية ولا مفسّرة لكلّ جوانب القضيّة.
وبقدر ما يكون التّناول سطحيّا بقدر ما يسهل هذا العرض الّتي تفضّله الجماهير في صورة شعارات مختصرة يكتفون بها لتفسير كلّ شيء ولا يحملون في الغالب عبء البرهنة والاستدلال، لكن عند الفحص والتّعمّق أو المحاججة يبدأ ظهور الخلل والتّعارض.
والقانون الأساسيّ الّذي تعمل به الشّائعة أنّها تقدّم حلّا سريعا متماهيا مع هذه الشّهوة النّفسيّة للخلاص من ألم الحيرة وعدم الفهم والتّوتّر، بتقديم شرح سطحيّ سهل الفهم والنّشر ليؤثّث موائد الكلام والحوار، بدل الصّمت الّذي يظهرنا في صورة الجهلة أو غير المهتمّين بقضايا المجتمع أو الأمّة، وكلاهما مكروه.
ولهذا فإنّه بناء على هذه النّظريّة افترض البورت وبوتسمان أنّ عدد الشّائعات يتغيّر حسب أهمّية موضوع الحدث ومقدار الغموض في الموقف.
لكن رغم كون هذا القانون وهذه الفرضيّة لقيا انتشارا واسعا وقبولا في علم النّفس الاجتماعيّ فإنّ لا يوجد دليل تجريبيّ واحد يعضده، بل أجريت تحقيقات عديدة شكّكت في الكفاية التّفسيريّة (للأهمّيّة والغموض)، وأشارت إلى متغيٍّرات أخرى قد تكون أكثر أهمّيّة منها فيما يخصّ دوافع نقل الشّائعات.
وهكذا قامت (سوزان أنطوني) الباحثة في علم النّفس الاجتماعيّ في كليّة (ثمالوديت) في واشنطن، بدراسة اختبرت فيها الفكرة الّتي افترضها (كارل يونغ) في إحدى نظرّياته والّتي تنصّ على كون حياة الشّائعة مرهونة بالإثارة العاطفيّة؛ فأجرت اختبارا قياسيّا في القلق المزمن اختارت على ضوء نتائجه عددا من الطّلّاب الثّانويّين بإحدى المدارس في (فيلاديلفيا) ممّن هم متّصفون بدرجات عالية من القلق، ومجموعة أخرى من المتّصفين بالهدوء والتّوازن.
هؤلاء الطّلّاب قاموا بإجراء مقابلة مع مرشد توجيهيّ تحدّثوا معه عن نواديهم الّتي ينتمون إليها؛ وفي هذه المقابلة قام المرشد بالاتّفاق مع (سوزان) بإخبار الطّلّاب أنّ هناك صعوبات ماليّة قد تؤدّي لوضع حدّ لبعض أنشطة النّوادي.
ثمّ قامت بإحصاء الطّلبة الّذين ناقشوا هذه الشّائعة مع غيرهم وأذاعوها فوجدت أنّ ذوي الدّرجات العالية من القلق هم أكثر من نشرها، وبحماس أكبر بكثير من الطّلبة الآمنين، حتّى إنّهم طوّروا تبريرات دفاعيّة عن بعض الثّغرات في خبرهم ليضفوا عليه مزيدا من المصداقيّة!
وقد قام الباحث (روسنو) بالعمل مع (سوزان أنطوني) والعالمة النّفسيّة (ماريا جايفر بييريان) من مدرسة لندن للاقتصاد في توسيع تجربة (سوزان أنطوني) وززيادة التّأكيد والإثبات لها، فقاموا بإجراء دراسة في ثمانية من صفوف الكلية ونشروا شائعة تقول إن طلّابا في صفوف أخرى قد ضبطوا وهم يدخّنون (الماريخوانا) في امتحان نهائيّ.
وكانوا قد قاموا قبل بضعة أيّام بقياس درجات القلق المزمن عند الطلّاب متّبعين المثال الّذي وضعته (أنطوني) في تجربتها السّابقة.
بعد أسبوع سئل الطّلّاب إذا ما كانوا قد نشروا القصّة، فكانت النّتائج الّتي توصّلوا إليها أنّ هذه الأبحاث تدعم النظرية التي تقول إنّ الشّائعة تنتج عن الامتزاج الأقصى بين الحيرة والقلق.
أنواع الشّائعات:
ــــــــــــــــــــــــ
1- الإشاعة الحقيقيّة: هي ذات مصدر موثوق وحقيقة مؤكّدة تقال لاستبيان تأثير الخبر على سامعه ويتمّ على ضوئه استنتاج ما يحتاجه ذلك الموضوع من تعديلات وتغييرات قبل إلزام تنفيذه أو تطبيقه.
2- الإشاعة الاستنتاجيّة: وهي نتيجة استقراء تطبيقات معيّنـة خـلال فتـرة محـدّدة، وتصدر من أيّ شخص بحسب تعلّمه وثقافته وإلمامه بجوانب الموضوع وتبعاً لـذلك تصدق هذه الإشاعة في كثير من الأحيان كلّما زاد ذلك الشخص قرباً من الموضـوع إلماماً ومعرفة وتخيب كلما زاد جهله فيه.
3- الإشاعة الحالمة: وهي نتيجة مشاعر نرجسية وأوهام وتمنيات تصدر عـن فئـة لا تعيش الواقع بجميع أبعاده ومعطياته وميئوس من صدقها
4- الإشاعة الكاذبـة : ومصدرها ممّن نشأ في بيئة غير صحّية فدرج على إلقـاء الكـلام جزافا، ويكره من يحقق معه في مصداقية كلامه، ولا يحب المواجهة، ونجده ينتقـي سامعيه حتى لا يكون عرضة للمساءلة
5- الإشاعة الحاقدة : وهذه أخطر أنواع الاشاعات على الاطلاق بدءا من إشاعة يغرسها عدوّ البلد بين المواطنين لبلبلة الرأي العام وانتهاء بما يتقوّله البعض مـن أصـحاب النفوس المريضة في حق إخوانهم وجيرانهم وزملائهم اشباعا لرغبات النّفس الأمارة بالسّوء
6- الإشاعة الاستراتيجيّة: وهي الإشاعة طويلة الأمد والمفعول
7- الإشاعة التّكتيكيّة: قصيرة الأمد أو المفعول وخادمة للإشاعة الاستراتيجيّة
8- الإشاعات البيضاء: معروفة المصدر
9- الإشاعات السّوداء: ممجهولة المصدر
10- الإشاعات الرّماديّة: وهي المموّهة الّتي تصدر من مصدر يبدو مخالفا لمصدرها الحقيقيّ، مثل إشاعات خبر الوفاة أو فضائح الفنّانين الّتي يروّجونها هم أنفسهم عن أنفسهم لتحريك الاهتمام بهم
والقانون الأساسي لدى البورت وبوتسمان يتفاعل مع الشائعات القصيرة الأمد التي تنتعش في غياب الأدلة التي تنقضها. ولكنها سرعان ما تحدث عندما تجد ما يدفعها أو عندما تصب في نواح ذات مغزى بالنسبة لحاجات الجمهور، وهناك حاجات وتوقعات لا تسكن ولا تهدأ ومن بينها الحاجة لفهم الوضع الإنساني والجوع لما هو فوق الطبيعة مما يجعل من الشائعة حاجة إنسانية واجتماعية. لذلك فإن أهم الشائعات هي تلك التي تستجيب لهذه الحاجات فتعاود الظهور تكرارا وتتجذر في بنية المجتمع الإيمانية والفلكلورية
خطر الشّائعة:
ـــــــــــــــــــــ
الشّائعة تعيش إمّا لتحقيق الحاجات والتّوقّعات التي أثارتها = (الأهمّيّة ورفع الغموض)، أو لتخفض مستوى القلق.
ولهذا تـستخدم الإشاعة وتنتشر في وقت الأزمات الاجتماعية والوطنية، ولذلك أيضا فإن زمن الحرب هـو أنـسب وقت لتلك الإشاعات ونشرها حيث يكون الأفراد في حالة استعداد نفسي لتصديق كثيـر مـن الأخبار والأقاويل التي يسمعونها نظراً لحالة التوتر النفسي الذي يعيشونه
ولذلك فإن كثيـراً من الدول أدركت ذلك وأخذت تستخدم الإشاعات كأحد وسـائل الحـرب النفـسية المهمـة.
والإشاعات التي تستخدم في الحرب على نوعين إشـاعات الخـوف وإشـاعات الرغبـة؛ وإشاعات الخوف بما تنطوي علية من إنذار بالخطر تهدف إلى الكف من ثقة الشخص بالنهاية المظفرة لمجهوداته الحربية، فهي إذا كانت تولّد قلقاً لا لزوم له فإنّها أحيانا تؤدّي إلى نظرة انهزامية؛ وإشاعات الرغبة من ناحية أخرى تحتوي على تفاؤل ساذج، إذ تؤدّي إلى القناعة والرّضا عن الحال والخنوع وقبول أيّ حال ممكن.
وأخطر ما في الإشاعات هو التّأثير الأقوى على الفرد والمجتمع، من حيث سهولة انتشارها وتداولها بين الجماهير المستهدفة، على الرّغم مـن صـعوبة معرفـة مصدرها؛ لأن ضحاياها يسمعونها من أصدقائهم، مما يعطيها صورة الخبر الصّادق، بـل إن ضحاياها يكونون أحياناً هم مروجيها.
فالإشاعة سلوك عدواني ضد المجتمع، وتعبير عن بعض العقد النفسية المترسبة في العقل الباطن، وهذا السلوك العدواني قد ينجم عنه أفعال مباشرة، وقد يتحول إلى نوع من الشذوذ في القول والعمل، ولعل أبرز أنواع الإشاعات هي: ما يتعلّق بأمن الناس؛ لأنه يتركهم في دوامة القلق، ويؤثر على مجرى حياتهم وخاصة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني، وخاصة عندما يفتقد الناس إلى الإدراك والوعي وثوابت الاستقرار كالأمن والدين والقيم.
الخلاصة:
ــــــــــــــــ
1- الشّائعة خطر عظيم جدّا في واقع الأمر يمكن أن يؤدّي لتغيير مسار حروب وإسقاط دول وتخريب مجتمعات.
2- استسهال النّاس لها لأنّ دوافعها النّفسيّة كالعجلة والقلق وحبّ التّميّز والتّفرّد والأهمّيّة والفضول والتّطلّع للمجهول قويّة في وجداننا.
3- يكفي لقتل الشّائعة التّثبّت والمحاققة بطلب المصدر والدّليل، ولذلك يفرّ المروّجون للشّائعات من هذه المحاققة ويفضّلون إثارة الشّكوك والاحتمالات وانتقاء من يسمعهم بعقليّة المتلقّي لا النّاقد.
4- سرعة انتشار الشّائعة بين النّاس لأنّها نقل مجرّد لا يهتمّ النّاس كثيرا بالبحث عن مصدره.
5- المروّجون لها يكشفون عن خلل نفسيّ في دوافعهم وخلل عقليّ وعلميّ في تعاطيهم مع الأحداث وطريقة صناعتهم للأحكام.
معالجة الشّرع:
ــــــــــــــــــــــــ
" إذ تلقّونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هيّنا وهو عند الله عظيم "
هكذا في اختصار جمع المسألة كلّها في كلمات معدودات في معالجته لقضيّة من أخطر القضايا الّتي وقعت في عهد النّبوّة وهي حادثة الإفك، والّتي وقع فيها من وقع من الأجلّاء الفضلاء من صحابة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
فالتّلقّي يكون باللّسان، بدل أن يكون بالأذن الّتي تسمع لتوصل للقلب الّذي يستعرض ويحلّل فينقد ويقارن ثمّ يحكم ثمّ يوازن بين مصلحتي الإذاعة والنّشر أو السّكوت؛ لمنّ أقواما يتلقّون الأخبار بألسنتهم فيذيعون ما سمعوا إمّا غفلة أو سوء طويّة.
ومن كان هذا حاله فهو بلا شكّ متكلّم بلا علم، فإنّه عجول سريع الحكم والاستنتاج بلا تثبّت ولا بيّنة، مذياع في نشر الخبر مهذار كثير الكلام، وهذان صفتان هما النّار في حطب العلم لا تبقي منه إن وجد شيئا، فكيف إذا لم يكن علم ابتداء.
ثمّ الإشارة لتهاون النّاس فيها مع خطورتها وعظمتها عند الله تعالى عالم الغيب والشّهادة، لقلّة إحاطة النّاس بالصّور الكاملة وقصور نظر عامّتهم عن إدراك الكلّيّات الّتي تعميهم عنا الجزئيّات والسّفاسف.
وحكم الله تعالى بالفسق على مروّجي الأخبار بلا بيّنات في القانون الكلّيّ للأخبار الّذي به قام علم النّقل كلّه عند المسلمين:
" يا أيّها الّذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين "
فقانون التّثبّت والتّبيّن هو العصمة من خطر الشّائعات، وهو العلاج الوحيد الفاعل.
والله الهادي.
انظر للتّوسّع:
ــــــــــــــــــــ
1- كتاب سيكولوجيّة الشّائعة للنّابلسي
2- الأبعاد النفسية والاجتماعية في ترويج الإشاعات عبر وسائل الإعلام وسبل علاجها من منظور إسلامي، د.عبد الفتاح عبد الغني الهمص/ د.فايز كمال شلدان.
3- دراسة غوردون اولبورت وجويف بوستمان في (1974) بعنوان " سيكولوجية الإشـاعة"
4- دراسة الإدريسي (1989) بعنوان " أسلحة الحرب النفسية ، الشائعات ، غسل الـدماغ، وتصور الوقاية منها"
5- دراسة رون شليفر (2003) بعنوان :" الحرب النفسية في (إسرائيل) دراسة جديدة"
6- دراسة عباس (2005) بعنوان: "وسائل الإعلام الصهيوني والحرب النفسية ضد الدعوة والمقاومة في فلسطين والتصدي لها"
7- دراسة العبد االله (2005) بعنوان: "الحرب الإعلامية : نمـوذج الإعـلام المقـاوم فـي لبنان"
8- دراسة خلف (2009) بعنوان "اعتماد الصحافة الحزبية الفلسطينية على الإشاعة وأثرها على التنمية السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة"
9- علم الّنفس الاجتماعي والشّائعة؛ روسنو وغاري آلان
:::::::::::::::
ربّ يسّر وأعن!
حتّى لا تصابوا بالإحباط:

مصابنا في أهالينا .. وبالتّعبير السّياسي في المدنيّين.
قطع الاتّصالات كارثة إنسانية لوحده لأنّ الطّواقم الطّبّيّة والدّفاع المدني فقدت الاتّصال وهذا عواقبه واضحة لكلّ عاقل.

أمّا المجاهدون فنظام اتّصالاتهم فعّال وعامل، ومنظومة اتّصال القيادة بقطاعاتها لم يتوقّف، والمعركة كلّها مبرمجة بحيث حتّى مع فقدان الاتّصال تبقى جميع القطاعات المقاومة فعّالة بل في أقصى الفاعليّة وتعلم ما تفعل.

فأبشروا وبشّروا واصبروا وصابروا والله مع الصّابرين.
القناة العبرية 14: يبدو أن الاختبار الأول للميدان برياً جاء مخيباً للآمال، والحكومة تراهن بأرواح الجنود على طاولة قمار
علي بركة ، القيادي في حماس:
فشل التوغل البري على كل المحاور وإجبار قوات العدو على التراجع ، وتكبيده خسائر فادحة سنعلن عنها في بيان رسمي، ولم تستخدم المقاومة إلا 15% من قدراتها.
لا أَبعَدَ اللَهُ عَن عَيني غَطارِفَةً *** إِنساً إِذا نَزَلوا جِنّاً إِذا رَكِبوا
أُسودُ غابٍ وَلَكِن لا نُيوبَ لَهُم *** إِلّا الأَسِنَّةُ وَالهِندِيَّةُ القُضُبُ

الله أكبر والعزّة لله ولرسوله وللمؤمنين
الدّعاء الصّاعد من عين خاشعة وفم ذاكر في هذا الثّلث الآخر .. هو كسلاح المجاهد بلا فرق.
وقد أخبرنا الله وحذّرنا فقال:

ودّ الّذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة.

فإيّاك أن تترك سلاحك أيّها المؤمن .. وادع دعاء موقن بالإجابة مقرّ بالتّقصير والذّنب، فإنّا ربّنا يسأل في هذه السّاعة: هل من داع فأستجيب له.

اللّهمّ وأنت ربّنا .. كن لأوليائك وانتصف لهم من أعدائك قتلة أنبيائك
ستُغلَبون وتُحشَرون إلى جهنّم وبئس المهاد
حين تنشر خبرا زائفا لم تتعب في التّأكّد من صحّته، فاعلم أنّك جزء من الدّعاية الصّهيونيّة، أي جزء من حربهم علينا.

فاتّقوا الله في أنفسكم، ودعوا الخفّة في نشر ما يريحكم نفسيّا ... ومتى شعرت بالعجز والحاجة لفعل شيئ ما .. فانشغل بالذّكر والدّعاء بدل أن تكون عونا للعدوّ من حيث لا تدري.
رفع الرّوح المعنويّة مطلوب ومندوب.
أمّا الكذب وبيع الوهم والأمل الزّائف وصناعة الأساطير والانتصارات المزيّفة، فهو تحضير للإحباط الكبير ولتقليل حجم الانتصارات والإنجازات الحقيقية في أعين النّاس.

هذه إحدى وسائل البروباغندا الحربيّة المشهورة ... فاتّقوا الله عباد الله في نشر الأخبار الكاذبة وفهّموا من وراءكم خطورة ذلك.
كيف نتحقّق من المعلومات زمن البروباغندا وفي أوقات الحروب خاصّة، وفي غيرها عموما؟

1- الاعتماد على مصادر متعدّدة:
- لا تعتمد على مصدر واحد للحصول على المعلومات.
- حتى الوسائط الرسمية والموثوقة قد ترتكب أخطاء أو تقوم بتسليط الضوء على جانب واحد من القصة فقط.
2- فهم جهات الصّراع:
- هل المصدر يقدم المعلومات بموضوعية أم هو جزء من الصّراع نفسه؟
- البحث عن الإعلان عن أي تحيزات محتملة أو تضارب المصالح حتّى في من هم ليسوا داخلين في الصّراع صراحة.

3- معرفة تاريخ مصدر المعلومة:
- المصادر ذات السمعة الجيدة عادة ما تكون أكثر موثوقية.
- فحص سجل المصدر في تقديم المعلومات الموثوقة في الماضي.

4- اعتماد الفكر النّقدي لا العاطفي:
- تسأل نفسك: هل هذه المعلومات تبدو منطقية؟
- هل هناك أدلة قوية تدعم الادعاءات المقدمة؟
- ادّعاءات بلا دليل هي والعدم سواء

5- التّحقّق من الصور والفيديوهات:

- استخدم أدوات مثل Google Reverse Image Search لفحص أصل الصور.
- كن حذرًا من الصور أو الفيديوهات التي قد تكون معدلة أو مقتطفة من سياقها، ويمكن دوما البحث عن إن كانت الصورة مفبركة أو لا بعتماد وسائل كثيرة موجودة عل ىالنت ومشهورة ويمكن أن تعرفك ما هي الصورة أو الفيديو المصنوع بالذكاء الصناعي مثلا أو الصورة المعدلة بالفوتوشوب أو غيره.
مثلا:
TinEye: محرك بحث آخر للصور، يتيح لك معرفة أين ظهرت الصورة على الإنترنت.
Forensically: أداة عبر الإنترنت تقدم مجموعة من الأدوات للتحقق من الصور والكشف عن التعديلات المحتملة.
InVID: أداة متخصصة للتحقق من صحة الفيديوهات في الأخبار.
Frame by Frame: أداة تتيح مراجعة الفيديوهات إطارًا بإطار للبحث عن علامات التلاعب.
Deepware Scanner: هذه الأداة تم تصميمها لاكتشاف الفيديوهات العميقة وتقديم تقييم لمصداقية الفيديو.

Microsoft Video Authenticator: أطلقتها Microsoft للكشف عن الفيديوهات العميقة. تقوم بتقييم كل إطار وتقديم تقدير بشأن إذا ما كان قد تم تعديله باستخدام الذكاء الصناعي.

Truepic: تقدم تقنية للتحقق من الصور وتقديم بصمة رقمية للصور الأصلية لضمان سلامتها.

Forensically: أداة على الويب توفر مجموعة من الأدوات لتحليل الصور من أجل الكشف عن التعديلات.

Jpeg.io: يمكن استخدامها للكشف عن التعديلات على الصور من نوع JPEG بفحص البيانات الميتا المرتبطة بالصورة.

DFAFD (Deep Fake Audio Detection): أداة تركز على التعرف على التلاعب في الملفات الصوتية.

Sensity (سابقًا Deepware.ai): منصة تقوم برصد الأخبار الوهمية والتحقق من المحتوى المرئي والصوتي.
6- تجنب الأخبار المثيرة:
وهذه قاعدة عامّة:
- الأخبار التي تعتمد على الصدمة أو العاطفة غالبا تكون مضللة.
- ابحث عن التفاصيل والأدلة قبل المشاركة أو الاعتماد على هذه الأخبار بل قبل تصديقها في ذهنك.

7- البقاء محدّثًا محيّنا:

- قم بتتبع التطورات الحالية وتحديثات الأخبار لتكون على دراية بالوضع الحالي ولا تنشر مهازل مثيرة للسخرية.
- هناك إشاعات وقت الحروب وظيفتها إثارة الذعر أو البلبلة أو التعتيم على المعلومات الحقيقية وهذه غالبا لا تدوم أكثر من ساعات فبقاؤك محيّنا يقيك من الوقوع في شباكها.

8- التشكيك:
- وقت الحرب، واشتغال آلات الدّعاية والبرباغندا، الأصل في المعلومة أنّها كاذبة حتّى يثبت العكس.
- مجرّد الشّكّ في مصداقية المعلومة، كاف للامتناع عن نشرها، ولو حتّى في منشور لتسأل هل هذا الخبر صحيح، فهذا يساعد في نشرها وتكون مساهما فيه بغباء.

9- الاعتماد على المنظمات المتخصصة:
هناك منظمات مثل "مراقبو المعلومات" يمكن أن تقدم تحليلات حول المعلومات الموجودة في الأخبار ويقومون بعمل ضخم لتمييز صحيحها من مزيّفها.
Bellingcat: منظمة بحثية معروفة تستخدم المصادر المفتوحة للتحقق من الأحداث الكبرى.
مثلا:
FactCheck .org: موقع يتابع الادعاءات السياسية ويفحص صحتها.
PolitiFact: مشروع تحقق من الحقائق يديره معهد بوينتر للصحافة.
Snopes: من أقدم مواقع التحقق من الحقائق ويتعامل مع الشائعات والأخبار الوهمية.

10- المعلومة جزء ضخم وأساسيّ في الحروب وليست هامشيّة كما تظنّ.
فاحذر أن تكون رصاصة في صدر أخيك من حيث لا تشعر.
والأهمّ حاول أن لا يقودك القلق لأن تشعر أنّك موكّل بتعريف العالم ما يجري فهذه وظيفة الصّحفيّين وليست وظيفتك، فلا تسارع لنقل الأخبار كأنّنا في سباق من يأتي بالمعلومة أوّلا، فإنّ هذه هي أقرب طريقة وأكقرها رواجا لنقل الأخبار الزّائفة، وعليك بالحلم والأناة فإنّهما خصلتان يحبّهما الله ورسوله.
لمن يهتمّ بمثل هذا
س/ فيه مواقع إسرائيلية بتنشر أخبار فيها انتصارات للمقاومة (زائفة)، وبعدين ترجع تحذفها بعد ما تنتشر بين الناس، وده لاحظته، مش عارفة ده حرب نفسية ومقصود ولا دي نفسها مواقع مزيفة بتنشر أخبار بالعبري بس ولا ايه بالضبط.

الجواب:

هناك عدة أسباب قد تدفع جهة أو دولة لنشر أخبار مزيفة عن انتصارات مزعومة لعدوّها من بين هذه الأسباب وسأقتصر فقط على الأسباب الّتي تسدخمها إسرائيل هنا لأنّ ذلك هو ما يعنينا:

1- التضليل والتحويل: قد تستخدم الدولة الأخبار المزيفة كوسيلة لتضليل جمهورها الداخلي أو الجمهور الدولي. عندما تُظهِر الأخبار المزيفة أن العدو قد حقق انتصارات، قد يجعل ذلك الجمهور يركز على هذه الأحداث بدلاً من موضوعات أخرى.
وهنا قد يكون المقصود التغطية عل ىبعض المجازر ببيع أمل زائف وانتصارات وهميّة.

2- تحفيز الجمهور الداخلي: إذا كان الجمهور الداخلي محبطًا أو يشعر باليأس، فقد يُستخدم الخبر المزيف عن انتصار العدو لتحفيز الرغبة في المقاومة والمواجهة.
وهي تقنية نفسيّة فعّالة ومجرّبة، فأخبار الهزيمة تعلي روح الفداء أكثر من أخبار النّصر وليس العكس كما يظنّ أغلب النّاس.

3- اختبار الاستجابات: من خلال نشر أخبار مزيفة عن انتصارات العدو، قد تحاول الدولة اختبار استجابات حلفائها أو الدول الأخرى أو حتى استجابة العدو نفسه، وهذا له أسباب كثيرة لا مجال لشرحها الآن.

4- تحقيق أهداف دبلوماسية: قد يتم استخدام الأخبار المزيفة كوسيلة للضغط الدبلوماسي، مثل جذب الدعم أو المساعدات من حلفاء.
وهو ما تحتاجه إسرائيل وبشدّة الآن خصوصا مع تصريحات واشنطن الأخيرة أنّها داعمة للهدنة

5- تقويض الثقة: من خلال الإعلان عن انتصارات مزعومة للعدو، قد تحاول الدولة تقويض ثقة العدو في مصادره الإعلامية أو في قادته.
وهذا أحد أهمّ أسباب هذه التّقنية الخداعيّة.
ولذلك منذ الصّباح وأنا أكتب حول هذا الموضوع خصوصا.
مع ما في ذلك أيضا من جعل الناس تصاب بالإحباط حين تعطيها أملا زائفا ثمّ تسحبه منها مرة واحدة لتزيد يقينها في كون إسرائيل لا تقهر مهما كان عندك أمل في ذلك
وعلى فكرة حدثت دراسات نفسية موسعة حول هذا الموضوع تحديدا وكان ضحيته سجناء غونتانامو.
وعموما الأمل الزائف حين يعطيه العدو يربح به على المستوى النفسي نقاطا كثيرة مثل:

- التدهور النفسي: لأنّ إعطاء الشخص أملًا ثم سحبه بشكل متكرر يمكن أن يسبب تدهورًا نفسيًا، حيث يصبح الشخص غير قادر على التمييز بين الواقع والتوقعات الزائفة.

- القلق والاكتئاب: وذلك أنّ الإحساس المستمر بالخذلان وعدم القدرة على تحقيق الأمل قد يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب.

- الشعور بالعجز: لأنّ إعطاء الأمل الزائف قد يجعل الشخص يشعر بالعجز وأنه ليس لديه القدرة على التحكم في مصيره.

ولهذا تمّ استخدامه في السجون والمعتقلات: في بعض الأوقات، حيث يصير الأمل الزائف وسيلة للتعذيب، مثلما فعلوا في غونتانامو مثلا ثمّ ثبت أنّ ذلك كان ضمن دراسات نفسية يجرونها على السجناء ويعتبرونهم فئران تجارب بشرية، حيث يتم وعد الأسرى بالإفراج أو التحسين في ظروفهم ثم يتم سحب هذا الوعد.

وهو مستخدم في الحروب النفسية كما هو الواقع الآن: لأنّ الأمل الزائف قد يُستخدم كجزء من استراتيجيات الحروب النفسية لإثارة الإحباط واليأس بين العدو كما شرحناه ونشرحه هنا.

6- استراتيجية التضحية: في بعض الحالات، قد تنشر الدولة أخبارًا عن انتصارات العدو لإظهار أنها في وضع ضعيف، بهدف جذب العدو إلى كمين أو استدراجه إلى موقع معين.

7- تغطية الهزائم الخاصة: قد تستخدم الأخبار المزيفة عن انتصارات العدو لتغطية أو تقليل شأن هزائم خاصة قد تكون قد تعرضت لها الدولة بالفعل.
وهو غالبا ما حدث بالأمس، فهي تعرضت لهزائم حقيقية فتريد الإعلان والإشاعة عن هزائم كبيرة جدا بحيث تصير تلك الهزائم الحقيقة صغيرة في عين من يراها مقارنة بما سمعه من شائعات.

ومع هذه الأسباب المحتملة، فإن استخدام الأخبار المزيفة يحمل دائمًا مخاطر، حيث قد يتم فضح الأخبار المزيفة ويؤدي ذلك إلى فقدان الثقة في المصادر الإعلامية الصّديقة وفي قادتنا، وهذا يعدّ نصرا للعدوّ دائما.

ربّ يسّر وأعن!
ماذا تفيد المقاطعة؟
ماذا تفيد المظاهرات؟
ماذا تفيد المنشورات؟
ماذا يفيد الدّعاء؟
ماذا يفيد ... الخ الخ

أيّ نقاش مع الكائنات دي هو إهدار لوقتك فيما لا يفيد فعلا ...
هو الجواب عليهم يكون في سؤال واحد:
وأنتم ما فائدتكم؟

ثمّ تجعلهم دبر أذنك وتنشغل بالمفيد.

ربّ يسّر وأعن!
كتائب القسام تقصف "ديمونا" برشقة صاروخية رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين.

سدّد اللّهمّ سدّد!
ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ (18) إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ
وجُعِلَ رزقي تحت ظلّ رٌمحي وجُعل الذّلّةُ والصَّغَارُ على من خالف أمري

صلّى الله وسلّم على من قالها.
حيثما وقعت مجزرة .. فاعلم أنّ قبلها مذبحة مذلّة لجنود الاحتلال.

المعادلة الّتي يجب أن تتعوّد عليها: رجالنا يقتلون الجنود، وخنازيرهم تقتل النّساء والأطفال.

وقتلانا في الجنّة ينعمون وقتلاهم نعجّلهم بأيدينا إلى النّار ...

كلّ هذا كلا شيء ..
كلّ هذا لا مشكلة فيه ..

مشكلتي الوحيدة في حكّام العرب الكلاب .. الّذين هم حرس إسرائيل الأوّل.

ألا فاعلموا أنّكم وإسرائيل اليوم عندنا سواء .. وأنّ ثأرنا معها هو ثأرنا معكم.
العالم اليوم يفغر فاه دهشة من جبنكم وذلّتكم ..

ولينصرنّ الله دينه ولو كره الكافرون.
۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)
2024/06/13 13:33:33
Back to Top
HTML Embed Code: