في ساعةٍ واحدةٍ.. مرّا إلى الله.. في مثل هذه الساعة
( الشهيدين هشام خنافر.. والسيد داوود شكر.. )
هيَ الساعةُ التي انفتحَ فيها الأفقُ على ضوءٍ من دمٍ وولاء..
الساعةُ التي عرفَتْ فيها الأرضُ معنى أن يتواطأاطأَ الشهيدان على الرحيل.. إلى حيثُ لا يُفتَحُ إلا بابُ الصدق..
هشام.. كان في الصورةِ دائما..
كان طيفا يمشي على الحدود بين الفعل والدعاء،، بين صلابةِ الميدانِ وحنوّ الأبوة..
وفي اللحظةِ التي أدار فيها وجهَهُ إلى السماء، كانت عيناه تقولان: اللهمّ تقبّل منّا هذا القليل من حبّك..
أمّا السيد دعاء.. فاسمه كان بشارةَ الشهادة قبل أن يكتبه الحبر..
عاملٌ في صمتِ الميدان.. يتركُ وراءهُ عبقَ السادة في الممرّات،، ويُضيء السجودِ على الحجارة،، وكأنّهُ يهمسُ لرفيقه: “هشام.. الطريقُ من هنا إلى الله أقصرُ ممّا نظنّ.. فلنمضِ معًا..”
في هذه الساعةِ من العامِ الماضي، تواقتَت الأرواحُ..
كأنّ القدرَ قال لهما معًا: قد نضجَ الوداعُ، فارتقيا..
فسكنَ المكانُ على نبضٍ واحد.. صوتُ تكبيرةٍ لصلاة الشهادة في عيناثا..
توحّدتِ الجهاتُ في دمعةٍ واحدةٍ، وصار الليلُ ضوءَ مزارينِ متجاورين في ذاكرة القدر..
مرَّ عامٌ.. ولم تبرُدِ التربةُ على اسميكما..
ولم تخفُتِ الندبةُ في صدورِنا..
هشام..
يا مَن علّمتنا أن الأسرَ لا يُطفئُ العزم..
سيد دعاء..
يا مَن علّمتنا أن الدعاءَ قد يُستجابُ بطلقةِ نورٍ في صدرِ الظلام..
سلامٌ عليكما..
سلامٌ على الساعةِ التي لم تعد تُنسى..
قبل صلاة الظهر.. 💔
( الشهيدين هشام خنافر.. والسيد داوود شكر.. )
هيَ الساعةُ التي انفتحَ فيها الأفقُ على ضوءٍ من دمٍ وولاء..
الساعةُ التي عرفَتْ فيها الأرضُ معنى أن يتواطأاطأَ الشهيدان على الرحيل.. إلى حيثُ لا يُفتَحُ إلا بابُ الصدق..
هشام.. كان في الصورةِ دائما..
كان طيفا يمشي على الحدود بين الفعل والدعاء،، بين صلابةِ الميدانِ وحنوّ الأبوة..
وفي اللحظةِ التي أدار فيها وجهَهُ إلى السماء، كانت عيناه تقولان: اللهمّ تقبّل منّا هذا القليل من حبّك..
أمّا السيد دعاء.. فاسمه كان بشارةَ الشهادة قبل أن يكتبه الحبر..
عاملٌ في صمتِ الميدان.. يتركُ وراءهُ عبقَ السادة في الممرّات،، ويُضيء السجودِ على الحجارة،، وكأنّهُ يهمسُ لرفيقه: “هشام.. الطريقُ من هنا إلى الله أقصرُ ممّا نظنّ.. فلنمضِ معًا..”
في هذه الساعةِ من العامِ الماضي، تواقتَت الأرواحُ..
كأنّ القدرَ قال لهما معًا: قد نضجَ الوداعُ، فارتقيا..
فسكنَ المكانُ على نبضٍ واحد.. صوتُ تكبيرةٍ لصلاة الشهادة في عيناثا..
توحّدتِ الجهاتُ في دمعةٍ واحدةٍ، وصار الليلُ ضوءَ مزارينِ متجاورين في ذاكرة القدر..
مرَّ عامٌ.. ولم تبرُدِ التربةُ على اسميكما..
ولم تخفُتِ الندبةُ في صدورِنا..
هشام..
يا مَن علّمتنا أن الأسرَ لا يُطفئُ العزم..
سيد دعاء..
يا مَن علّمتنا أن الدعاءَ قد يُستجابُ بطلقةِ نورٍ في صدرِ الظلام..
سلامٌ عليكما..
سلامٌ على الساعةِ التي لم تعد تُنسى..
قبل صلاة الظهر.. 💔
حين انتهت المعركة وساد الصمت فوق الأرض المحروقة، وجد الجنود جثمانه بين الركام. لم تكن ملاحظته الأخيرة وصية عن نفسه، بل عن قطة صغيرة.
ثلاثة أشهر كاملة، كانت طائرات الاستطلاع تلتقط مشاهد غير مألوفة من الجبهة: جندي يجلس وسط الأنقاض، يشارك قطة ضالة طعامه القليل. لم يفترقا يومًا؛ بين هدير القذائف وسكون الليل كانا كظلّين متلازمين — هو يحتضنها في معطفه لتتدفأ، وهي تضغط جسدها على صدره كأنها تعرف أن قلبه آخر ملجأ لها في هذا العالم القاسي.
ثم جاء الهجوم الأخير، العنيف، الذي أنهى كل شيء. عندما وصل المسعفون، وجدوه في المكان نفسه الذي توقفت عنده اللقطات، ومعه ورقة داخل معطفه تقول:
«أعرف أنهم يقتربون. سأقاتل من أجل صديقي، سأحميه حتى النهاية. وإن أصابني شيء، أرجو أن تتركوا معطفي هنا في حفرتي، فالشتاء قادم، وسيبحث عن دفء.
وبعد نقل جثمانه، وفّى أصدقاؤه بوعده وتركوا المعطف في مكانه كما كتب.
القط، وكأنها فهمت كل شيء، اتخذ المعطف ملجأه الأخير، تلتف بداخله لتحتمي بالدفء، وتبقى هناك كأنها تحفظ ذكرى الرجل الذي أحاطها بالحنان وسط الحرب.
بقيت هذه الصورة الصامتة — قطة واحدة، ومعطف يحوي ذكريات وفاء لم يمت، دليل صغير على صداقة استثنائية لم يعرفها العالم إلا من خلال صمت الركام.
ثلاثة أشهر كاملة، كانت طائرات الاستطلاع تلتقط مشاهد غير مألوفة من الجبهة: جندي يجلس وسط الأنقاض، يشارك قطة ضالة طعامه القليل. لم يفترقا يومًا؛ بين هدير القذائف وسكون الليل كانا كظلّين متلازمين — هو يحتضنها في معطفه لتتدفأ، وهي تضغط جسدها على صدره كأنها تعرف أن قلبه آخر ملجأ لها في هذا العالم القاسي.
ثم جاء الهجوم الأخير، العنيف، الذي أنهى كل شيء. عندما وصل المسعفون، وجدوه في المكان نفسه الذي توقفت عنده اللقطات، ومعه ورقة داخل معطفه تقول:
«أعرف أنهم يقتربون. سأقاتل من أجل صديقي، سأحميه حتى النهاية. وإن أصابني شيء، أرجو أن تتركوا معطفي هنا في حفرتي، فالشتاء قادم، وسيبحث عن دفء.
وبعد نقل جثمانه، وفّى أصدقاؤه بوعده وتركوا المعطف في مكانه كما كتب.
القط، وكأنها فهمت كل شيء، اتخذ المعطف ملجأه الأخير، تلتف بداخله لتحتمي بالدفء، وتبقى هناك كأنها تحفظ ذكرى الرجل الذي أحاطها بالحنان وسط الحرب.
بقيت هذه الصورة الصامتة — قطة واحدة، ومعطف يحوي ذكريات وفاء لم يمت، دليل صغير على صداقة استثنائية لم يعرفها العالم إلا من خلال صمت الركام.
سنة مضت على الفراق وكأنها دهر بثقله وحرارة الشوق تكوي جوارحي ، والجوى أرهق محاجري وأضحت الروح كسهمٍ مشدودة لوتر قوس تحثُّني على الإنطلاق نحو السماء أملاً بلقائك . .
ينقل الخطباء(قُرّاء العزاء) أنَّه عندما سقط عليٌّ الاكبر جاء إليه الامام الحسين (ع) وقال: على الدنيا بعدك العفا ياولدي.
تذكّرتُ هذا المشهد بعد ثلاثة أيام من ارتقاء ولدي محمد(وكنا حينها خارج الجنوب) يُخبرني شقيقه بوجوب أخذ عينة من دمي لمطابقة فحص ال dna فما كان مني أن شهقت بهذا القول بأعلى صوتي غير آبه بمن حولي ؛إذ كيف لإمامٍ معصوم يصدح برثاء ولده على هذا النحو وجثمانه بين يديه(وإن كان مُقطّعاً) . . وأنا أشلاء ولدي بعيدة عن ناظرَي 🥀 ... همس ابني البكر بأذني قائلا :"أنّ الروح صعدت عند الباري والجسد مصيره الفناء ! ولا تنسى بأنك أنت نذرت محمد للإمام الحسين جنيناً ، ولازم تشكر الله أن قبِل نذرك و ألحق محمد بقافلة الإمام" . . ابتسمت وقبلته بين عينيه مستذكراً قول أمير المؤمنين عليه السلام :
*مَنْ رَكِبَ مَرَاكِبَ الصَّبْرِ، اهْتَدَى إِلَى مَيْدَانِ النَّصْرِ.*
-----
ابني الحبيب محمد وأنيس روحي، إحترتُ كيف أبدأ بمخاطبتك أأكتب عنك أم أكتب لك؟!
فاخترت الدمج . . . فهذه رسالة عنكَ إليك:
مع تفتح أزهار اللوز في شهر نيسان سنة ١٩٩٦ وقبل ولادتك بأربعة أشهر نذرتك للإمام الحسين عليه السلام ؛ ولم يخطر ببالي آنداك وفاؤك المُبكر للنذر والإسراع بتلبية نداء الإمام باللحاق به ، حيث قال:
"أمّا بعد، فإنه من لَحِقَ بي استُشهد ، ومن تخلّف لم يبلغ الفتح".
هنيئاً لي قبول الإمام هديتي
و مبارك لك يا ضناي الفتح والفوز العظيم.
ينقل الخطباء(قُرّاء العزاء) أنَّه عندما سقط عليٌّ الاكبر جاء إليه الامام الحسين (ع) وقال: على الدنيا بعدك العفا ياولدي.
تذكّرتُ هذا المشهد بعد ثلاثة أيام من ارتقاء ولدي محمد(وكنا حينها خارج الجنوب) يُخبرني شقيقه بوجوب أخذ عينة من دمي لمطابقة فحص ال dna فما كان مني أن شهقت بهذا القول بأعلى صوتي غير آبه بمن حولي ؛إذ كيف لإمامٍ معصوم يصدح برثاء ولده على هذا النحو وجثمانه بين يديه(وإن كان مُقطّعاً) . . وأنا أشلاء ولدي بعيدة عن ناظرَي 🥀 ... همس ابني البكر بأذني قائلا :"أنّ الروح صعدت عند الباري والجسد مصيره الفناء ! ولا تنسى بأنك أنت نذرت محمد للإمام الحسين جنيناً ، ولازم تشكر الله أن قبِل نذرك و ألحق محمد بقافلة الإمام" . . ابتسمت وقبلته بين عينيه مستذكراً قول أمير المؤمنين عليه السلام :
*مَنْ رَكِبَ مَرَاكِبَ الصَّبْرِ، اهْتَدَى إِلَى مَيْدَانِ النَّصْرِ.*
-----
ابني الحبيب محمد وأنيس روحي، إحترتُ كيف أبدأ بمخاطبتك أأكتب عنك أم أكتب لك؟!
فاخترت الدمج . . . فهذه رسالة عنكَ إليك:
مع تفتح أزهار اللوز في شهر نيسان سنة ١٩٩٦ وقبل ولادتك بأربعة أشهر نذرتك للإمام الحسين عليه السلام ؛ ولم يخطر ببالي آنداك وفاؤك المُبكر للنذر والإسراع بتلبية نداء الإمام باللحاق به ، حيث قال:
"أمّا بعد، فإنه من لَحِقَ بي استُشهد ، ومن تخلّف لم يبلغ الفتح".
هنيئاً لي قبول الإمام هديتي
و مبارك لك يا ضناي الفتح والفوز العظيم.
في حلقة جديدة من سلسلة «شهادات حرب الـ 66 يوم»، تروي أم ياسر مروّة – والدة الشـ،.هيدين ياسر وباقر مروّة – تفاصيل مؤثّرة عن رحلة ولديها منذ الطفولة حتى لحظة الاستشـ،.هاد.
من ذكريات المدرسة والنجاح والتديّن، ووفاء باقر لأخيه حتى اللحظة الأخيرة… حكاية أخوّةٍ فريدة تحوّلت إلى أسطورة من الصمود والعطاء.
#شهادات_66_يوم #النزوح_الكبير #الزرارية #جنوب_لبنان #منصة_الزرارية_الإخبارية #ذاكرة_الحرب
من ذكريات المدرسة والنجاح والتديّن، ووفاء باقر لأخيه حتى اللحظة الأخيرة… حكاية أخوّةٍ فريدة تحوّلت إلى أسطورة من الصمود والعطاء.
#شهادات_66_يوم #النزوح_الكبير #الزرارية #جنوب_لبنان #منصة_الزرارية_الإخبارية #ذاكرة_الحرب