بعض الكلام حول الوالد الشهيد (٥): الكلمة الأخيرة.
كان الحاج رحمه الله يحب الواقعيّة ويكره المبالغات، وكان ينتقد بشدّة "أسطرة الشخصيّات".
كان يرفض التصوير الذي تقدّمه الجهات وغيرها لبعض الأشخاص على أنّهم مخلوقاتٌ من عالمٍ آخر، معصومون مبرّأون من العيب والنقص، مقدّسون تنزّلوا من عالم الملكوت ولا ينتمون لعالمنا!
كان يؤكّد على أنّ كلّ الذين تسمعون عنهم، هم بشرٌ مثلنا. يخطئون ويصيبون، يجربّون فيفشلون ويعيدون التجربة فينجحون. لديهم صفاتٌ مميّزةٌ ولديهم نواقص، لديهم إنجازاتٌ عظيمةٌ ولديهم أخطاءٌ.
نعم بالطبع، هم مؤمنون مخلصون عملوا في سبيل الله وقدّموا وبذلوا لله كلّ شيءٍ، فأخذ بأيديهم وهداهم وسدّدهم وأيّدهم. كما هي سنّته في توفيق كلّ من يعمل بإخلاصٍ.
لم يكن الهدف من هذه النظرة الواقعيّة التي كان يؤكّد عليها هو الحطّ من مقام أحدٍ، فقد كان في الواقع شديد التقدير والتعظيم للقادة والشهداء. لكن الهدف منها هو عدم الوقوع في فخّ المثاليّة المفرطة.
عندما يتعامل الإنسان مع شخصٍ على أنّه "أسطورةٌ" فإنّه يفقد فرصة الاقتداء به، لأنّه يرى فارقًا جوهريًّا بينه وبينه. كما يفقد فرصة الاستفادة من تجربته، لأنّه لا يرى النواقص ليتمّمها والأخطاء ليتفاداها. ويقع في مشكلة التقديس الأعمى فيفقد معيار الصواب والخطأ في الأخذ والردّ.
بالطبع، واجبنا هو أن نبرز كمالات عظمائنا، وأن نركّز على كلّ ما يبرز فضلهم ويصلح لأن يكون بابًا لنا للاقتداء بهم.
لكنّ هذا شيءٌ، والمبالغة غير الواقعيّة ورسم الصورة المثاليّة شيءٌ آخر. الصورة التي تجعلنا نرى أنّ الله قد "خلق فلانًا وكسر القالب من بعده"، وأنّنا محكومون بالفشل لأنّنا قد فقدنا فلانًا، وأنّ أيّ واحدٍ منّا لا يستطيع أن يكون مثل فلانٍ بل أفضل منه.
هذه الأفكار تسيء إلى الشهداء أنفسهم وإلى نهجهم وتعطّل إمكانيّة البناء على عظيم ما قدّموه والتقدّم والاستمرار من بعدهم.
رحم الله من أهدى الحاج محمد جعفر قصير (الحاج ماجد) ثواب الصلاة على محمد وآل محمد.
كان الحاج رحمه الله يحب الواقعيّة ويكره المبالغات، وكان ينتقد بشدّة "أسطرة الشخصيّات".
كان يرفض التصوير الذي تقدّمه الجهات وغيرها لبعض الأشخاص على أنّهم مخلوقاتٌ من عالمٍ آخر، معصومون مبرّأون من العيب والنقص، مقدّسون تنزّلوا من عالم الملكوت ولا ينتمون لعالمنا!
كان يؤكّد على أنّ كلّ الذين تسمعون عنهم، هم بشرٌ مثلنا. يخطئون ويصيبون، يجربّون فيفشلون ويعيدون التجربة فينجحون. لديهم صفاتٌ مميّزةٌ ولديهم نواقص، لديهم إنجازاتٌ عظيمةٌ ولديهم أخطاءٌ.
نعم بالطبع، هم مؤمنون مخلصون عملوا في سبيل الله وقدّموا وبذلوا لله كلّ شيءٍ، فأخذ بأيديهم وهداهم وسدّدهم وأيّدهم. كما هي سنّته في توفيق كلّ من يعمل بإخلاصٍ.
لم يكن الهدف من هذه النظرة الواقعيّة التي كان يؤكّد عليها هو الحطّ من مقام أحدٍ، فقد كان في الواقع شديد التقدير والتعظيم للقادة والشهداء. لكن الهدف منها هو عدم الوقوع في فخّ المثاليّة المفرطة.
عندما يتعامل الإنسان مع شخصٍ على أنّه "أسطورةٌ" فإنّه يفقد فرصة الاقتداء به، لأنّه يرى فارقًا جوهريًّا بينه وبينه. كما يفقد فرصة الاستفادة من تجربته، لأنّه لا يرى النواقص ليتمّمها والأخطاء ليتفاداها. ويقع في مشكلة التقديس الأعمى فيفقد معيار الصواب والخطأ في الأخذ والردّ.
بالطبع، واجبنا هو أن نبرز كمالات عظمائنا، وأن نركّز على كلّ ما يبرز فضلهم ويصلح لأن يكون بابًا لنا للاقتداء بهم.
لكنّ هذا شيءٌ، والمبالغة غير الواقعيّة ورسم الصورة المثاليّة شيءٌ آخر. الصورة التي تجعلنا نرى أنّ الله قد "خلق فلانًا وكسر القالب من بعده"، وأنّنا محكومون بالفشل لأنّنا قد فقدنا فلانًا، وأنّ أيّ واحدٍ منّا لا يستطيع أن يكون مثل فلانٍ بل أفضل منه.
هذه الأفكار تسيء إلى الشهداء أنفسهم وإلى نهجهم وتعطّل إمكانيّة البناء على عظيم ما قدّموه والتقدّم والاستمرار من بعدهم.
رحم الله من أهدى الحاج محمد جعفر قصير (الحاج ماجد) ثواب الصلاة على محمد وآل محمد.
كثيرا ما سُئلت، لماذا كانو يجتمعون في نفس المكان(الشهداء)، ومن المؤسف أن في اليوم الأول من استقبال التعازي بشهدائنا بعد وقف إطلاق النار، قالت إحداهنّ لوالدتي وهي تُعزّي.."الله يرحمهم ولكن نحنا لُمناهم(أي لامت الشهداء) انه ليش كانوا متجمّعين بنفس البيت؟!"
أجابت والدتي "يرحم امواتكم واكتفت"
في الحقيقة أنّ أبناء عمّي، كانوا قد أخلوا منازلهم في اللحظة الأولى التي تبلّغوا بها أن يجب عليهم الإخلاء، خصوصا بعدما ظهر الإنكشاف الأمني وتبلّغ "مُحمد" أنه يمكن أن يكون مستهدفا، وهنا أقول بفخر، أن محمّد (طالب) كان من الذين أخذوا بثأثر السيّـ ـد عشيّة شهادته.
مُحمد اتّخذ كل الإجراءات اللازمة وبدّل سيارتين، ولم يكن يحمل هاتفا(وهو منذ سنوات لا يستخدم الهاتف الجوّال).
قبل المجز///رة بيوم واحد، أمضت العائلة ليلة كاملة بالعراء، في أحد البساتين، لأن الأماكن "الآمنة" كانت قد اكتظّت بالنازحين، من الجنوب، ومن أبناء المنطقة نفسها،، لا أماكن خالية في المدارس، ولا في المناطق المسيحية، ولا في الأديرة.. وكانت العائلة من الذين آثروا عوائل أخرى على أنفسهم منذُ بداية الحرب ولم يذهبوا افساحا للمجال امام عوائل نزحت من أماكن بعيدة اكثر استهدافا..
وأصحبت المنطقة شبه خالية من أي مكان آمن لأن الغارات كانت تمطر على المنطقة بأكملها..
عند طلوع فجر تلك الليلة التي أمضوها في العراء، في البرد والصقيع الذي لم تقدر على مقاومته الأغطية والفرشات.. قررت العائلة ان تعود إلى منزل ابن عمّي "مهدي" الواقع عند أطراف القرية، وقال لهم محمد، انتم ابقوا هنا ونخنُ نغادر(اي الرجال) ونذهب الى احدى البساتين..
العائلة بأفرادها، الأُم والزوجات و.. رفضوا رفضا قاطعا، وأصرّوا ان يبقوا معا، ومهما كان المصير فليكن مصيرا مشتركا..
عزّ على افراد العائلة ان يكون بينهم "كمُسلم" دون مأوى، وما كان من خيار الا ان تكون الأم والأب والزوجة والأولاد "طوعة"
ظنا منهم أن العدو لن يستهدف مكانا يضجّ بأكثر من ٣٠ شخصًا من أجل قتل شخص واحد..
في صبحية يوم المجز//رة وقبل دقائق من الغارة، يروي أحد أبناء عمّي(الثاني) الذي أصيب ونجا من الموت، أن محمد كان يجلس عند مدخل المنزل(المكان الذي بقي من المنزل بعد الغارة) يقرأ زيارة عاشوراء، ويتجّه نحو الشرق ويرفع يده مُسلمّا على أبي عبدالله الحُسين.
هنيئا للشهداء وشافى الج//رحى من أبناء عمّي وعمّي الذي ما يزال يعاني من جراحه حتى اليوم. ورحم الله من أهداهم ثواب الصلاة على محمد وآل محمد والفاتحة.
علي القاضي
أجابت والدتي "يرحم امواتكم واكتفت"
في الحقيقة أنّ أبناء عمّي، كانوا قد أخلوا منازلهم في اللحظة الأولى التي تبلّغوا بها أن يجب عليهم الإخلاء، خصوصا بعدما ظهر الإنكشاف الأمني وتبلّغ "مُحمد" أنه يمكن أن يكون مستهدفا، وهنا أقول بفخر، أن محمّد (طالب) كان من الذين أخذوا بثأثر السيّـ ـد عشيّة شهادته.
مُحمد اتّخذ كل الإجراءات اللازمة وبدّل سيارتين، ولم يكن يحمل هاتفا(وهو منذ سنوات لا يستخدم الهاتف الجوّال).
قبل المجز///رة بيوم واحد، أمضت العائلة ليلة كاملة بالعراء، في أحد البساتين، لأن الأماكن "الآمنة" كانت قد اكتظّت بالنازحين، من الجنوب، ومن أبناء المنطقة نفسها،، لا أماكن خالية في المدارس، ولا في المناطق المسيحية، ولا في الأديرة.. وكانت العائلة من الذين آثروا عوائل أخرى على أنفسهم منذُ بداية الحرب ولم يذهبوا افساحا للمجال امام عوائل نزحت من أماكن بعيدة اكثر استهدافا..
وأصحبت المنطقة شبه خالية من أي مكان آمن لأن الغارات كانت تمطر على المنطقة بأكملها..
عند طلوع فجر تلك الليلة التي أمضوها في العراء، في البرد والصقيع الذي لم تقدر على مقاومته الأغطية والفرشات.. قررت العائلة ان تعود إلى منزل ابن عمّي "مهدي" الواقع عند أطراف القرية، وقال لهم محمد، انتم ابقوا هنا ونخنُ نغادر(اي الرجال) ونذهب الى احدى البساتين..
العائلة بأفرادها، الأُم والزوجات و.. رفضوا رفضا قاطعا، وأصرّوا ان يبقوا معا، ومهما كان المصير فليكن مصيرا مشتركا..
عزّ على افراد العائلة ان يكون بينهم "كمُسلم" دون مأوى، وما كان من خيار الا ان تكون الأم والأب والزوجة والأولاد "طوعة"
ظنا منهم أن العدو لن يستهدف مكانا يضجّ بأكثر من ٣٠ شخصًا من أجل قتل شخص واحد..
في صبحية يوم المجز//رة وقبل دقائق من الغارة، يروي أحد أبناء عمّي(الثاني) الذي أصيب ونجا من الموت، أن محمد كان يجلس عند مدخل المنزل(المكان الذي بقي من المنزل بعد الغارة) يقرأ زيارة عاشوراء، ويتجّه نحو الشرق ويرفع يده مُسلمّا على أبي عبدالله الحُسين.
هنيئا للشهداء وشافى الج//رحى من أبناء عمّي وعمّي الذي ما يزال يعاني من جراحه حتى اليوم. ورحم الله من أهداهم ثواب الصلاة على محمد وآل محمد والفاتحة.
علي القاضي
'
*الشهيد حسن عطوي مهندس وجريح بـايجر*
*مطفأ العيون و مقـطع أحد الأيدي والثانية متضررة*
*كان يسكن في كفركلا*
*مع زوجته الشهـيدة الشجاعة زينب رسلان من بلدة الطيبة حيث كانت له العين واليد والسند.*
*رغم الأصـابة التي اوصلته الى فقدان النظر لم يجلس في المنزل بل بقى ساعياً بعقله وبعين ويد زوجته، الى ٳتمام العمل العمليـاتي الذي كان يعتبر نفسه مُكلفاً به حتى وهو حٍريح وفاقداً لحــركة اليد والنظر .*
*نال أخيراً حسن عطوي مع زوجته زينب*
*التي كانت زينب الأسم، وزينب العمل، وزينب الفعل*
*وزينب الأقدام والشجاعة والصبر*
*مكانة الشهادة في الركب الحُسيني المُطهر*
*بغارة على عجلتهما في بلدة زبدين جىْوب لبنان المُشرف*
*ظهر اليوم .*
*أي شعب تريد أنت أن تهزم يا نتنـ ياهو اللقيط*
*هل الشعب الذي يملك هذا الأصرار والصلابة يُمكن أن يُهزم ؟!*
.
*الشهيد حسن عطوي مهندس وجريح بـايجر*
*مطفأ العيون و مقـطع أحد الأيدي والثانية متضررة*
*كان يسكن في كفركلا*
*مع زوجته الشهـيدة الشجاعة زينب رسلان من بلدة الطيبة حيث كانت له العين واليد والسند.*
*رغم الأصـابة التي اوصلته الى فقدان النظر لم يجلس في المنزل بل بقى ساعياً بعقله وبعين ويد زوجته، الى ٳتمام العمل العمليـاتي الذي كان يعتبر نفسه مُكلفاً به حتى وهو حٍريح وفاقداً لحــركة اليد والنظر .*
*نال أخيراً حسن عطوي مع زوجته زينب*
*التي كانت زينب الأسم، وزينب العمل، وزينب الفعل*
*وزينب الأقدام والشجاعة والصبر*
*مكانة الشهادة في الركب الحُسيني المُطهر*
*بغارة على عجلتهما في بلدة زبدين جىْوب لبنان المُشرف*
*ظهر اليوم .*
*أي شعب تريد أنت أن تهزم يا نتنـ ياهو اللقيط*
*هل الشعب الذي يملك هذا الأصرار والصلابة يُمكن أن يُهزم ؟!*
.
"وإن شاء الله تكونين شريكتي في الآخرة..
وبتمنى من الله سبحانه وتعالى يرزقك الشهادة انت كمان.."
من وصية الشهيد حسن عطوي الذي اغتاله العدوّ أمس هو وزوجته.
وبتمنى من الله سبحانه وتعالى يرزقك الشهادة انت كمان.."
من وصية الشهيد حسن عطوي الذي اغتاله العدوّ أمس هو وزوجته.
في الصورة، عينا حسن عطوي حقيقيتان. في الأشهر الأخيرة، ثبّت له الأطباء في مكانيهما عينين زجاجيتين. ربما ليستا زجاجيتين. لا يهمّ مما صُنعتا، فالنتيجة واحدة. هو لا يبصر بهما. المهم، بالنسبة إليه، أن وجهه استعاد بهما القليل من ملامحه. بصوته الهادئ الواثق المتفائل، كان يخبرنا أنه ينزع عينيه، الزجاجيتين، ليغسلهما، بحسب توصيات الطبيب، ثم يعيدهما إلى وجهه.
هل في ذلك شيء من السحر؟
رجل طويل القامة، جميل الوجه والعينين، أسمر كبلال عدشيت والجنوب، حلو كما الحياة في عينيه، يحب الطبخ والإطعام، أب لإبنة وولدين، تحبّه أمه كما تحب الأمهات أبناءهنّ، يبتسم ويضحك، يحكي عن نهفات حياته الجامعية في إيران، تحبّه شقيقاته ويحبّهنّ، يحبّه شقيقه وكل أفراد العائلة ويحبّهم، "يحاضر" في فوائد لحم الماعز، يمارس الرياضة كل يوم، ويلتزم بالعلاج ليديه اللتين بُتر منهما الكثير من الأصابع… هذا الرجل ينزع عينيه من مكانيهما، ليغسلهما، ثم يعيدهما إلى وجهه. الاستماع إليه فيما هو يحكي عن ذلك كما يحكي أيّ منّا عن تقليم أظافره، كان يحرّك شيئاً من الألم الطفيف، لكن العميق، في سويداء القلب. لكن حسن لم يكن يتألم، ولم يكن يكابر.
فارس من فرسان جبل عامل، انتقل إلى طور جديد في الحياة، لا ضوء فيها. هكذا هي حياة ما بعد تفجير البايجر في "نظره". لم تكن الحياة الجديدة سهلة، بطبيعة الحال. لكن حسن جعلها كذلك. وإذا أردنا توخّي الدقة، فإن حسن وزوجته زينب وكل أفراد العائلة جعلوا حياة ما بعد تفجير البايجر تحدّياً يمكن تجاوزه، بالكثير من الرضى والتسليم والفرح. نعم، الفرح. الكثير من الفرح. تماماً كما هي حال أيّ زوجين، في كل يد من أيديهم خمس أصابع، وكل عيونهم حقيقية يرون بها الدنيا ومن فيها، ويراكمون في القلب ملامح الوجوه وألوان العيون.
كانت للعينين الزجاجيتين وظيفة أخرى لدى حسن. ابنه أحمد، ذو الأربع سنوات، احتفل يوم رأي عينَي أبيه، بعد أشهر من اعتياده رؤية تجويفين في وجهه. لم يعتدهما تماماً، كما لم يعتد لمس جذور الأصابع المبتورة في كفّي أبيه. وعندما رأى العينين الزجاجيتين، صار يقفز في المنزل محتفلاً بأنْ "رِجعوا عيون بابا ورح يرجع يشوفني".
والحال أن حسن كان يرى، رغم العينين الزجاجيتين. كان يرى في قلبه، وكان يرى بعينَي زينب. تقود السيارة. تحرص على أناقته. تَعدّ له الدرجات قبل نزوله أو صعوده فيمشي مشية واثق الخطوة. ترافقه حيثما يجب، وحيثما أراد. تسكب له الطعام. تزيل له الشظايا من وجهه. تستلها من تحت الجلد بخبرة الجرّاح. تعطيه فنجان الشاي وتدلّه أين سيضعه، مرة واحدة، فتصبح بعدها حركته كحركة أي مبصر.
كانت زينب، منذ السابع عشر من أيلول 2024، شريكته وحبيبته ورفيقته وأم أولادهما الثلاثة ودليله وعينه…
بعد استشهادهما، قال لي صديق إنه يعتقد أن حسن ربما ارتاح من العيش بلا عينين ويدين. في الواقع، هي مواساة للذات في غير محلها، لأن حسن لم يكن "معذّباً". من قتلته "إسرائيل" لنا في زبدين، يوم السادس من تشرين الأول 2025، كان مهندساً كفيفاً تقاعد قسراً من العمل العسكري، ليعيش حياته الجديدة، بكل ما فيها من ألم، بصبر واحتساب وفرح وعاطفة وإيمان مطلق بالله وألطافه، وبصوابية خياره، وبعظمة التضحيات. كان حسن يضجّ بالحياة، فائق الحيوية، طاقة تبدو كأنها لا تنضب. بعينين زحاجيتين؟ نعم. لكنه يبصر ويخطط لسنوات آتية، لنفسه، ولزينب، ولأولادهما وأهله، ولجرحى البايجر. يبحث عن مستقبل للعيون المطفأة، من هنا إلى الصين وما بعدها.
ومن قتلتها "إسرائيل" لنا معه، هي زينب الصابرة المبتسمة المضحّية، المقبلة على الحياة بآمال لها ولزوجها ولأولادها ولكل العائلة.
في المقابلة التي أجريت معه في الذكرى السنوية الأولى لجريمة البايجر، سألت بثينة حسن عن الثأر، فأجابها بأن الثأر الأهم من المجرمين هو موقف الجرحى والعائلات والمجتمع. عقب بشيء عن المجتمع الذي إذا لم يقدروا على قتل روحه، فسيكون هو الثأر بعينه، "لأن من يقاتل فينا هي الروح". بدا كمن يستعير من الحاج رضوان وأمل دنقل وبوبي ساندس معاً: إنه ثأر جيل فجيل. وانتقامنا هو في ضحك أطفالنا!
ربما لم يبقَ لحسن وعائلته شيء للتضحية به. هو من كفركلا التي لم تترك الحسين ولا البلاد، كما سائر قرى سور الله الجنوبي العظيم. ولم يقتلع العدو عيني حسن وبعض أصابعه فحسب، بل دمّر بعدهما كل بيوت العائلة واقتلع زيتونها وسرقه إلى الأرض المسروقة في فلسطين.
في كفركلا، نام حسن ملء عينيه. هناك أيضاً، ستمسك بيده زينب.
هل في ذلك شيء من السحر؟
رجل طويل القامة، جميل الوجه والعينين، أسمر كبلال عدشيت والجنوب، حلو كما الحياة في عينيه، يحب الطبخ والإطعام، أب لإبنة وولدين، تحبّه أمه كما تحب الأمهات أبناءهنّ، يبتسم ويضحك، يحكي عن نهفات حياته الجامعية في إيران، تحبّه شقيقاته ويحبّهنّ، يحبّه شقيقه وكل أفراد العائلة ويحبّهم، "يحاضر" في فوائد لحم الماعز، يمارس الرياضة كل يوم، ويلتزم بالعلاج ليديه اللتين بُتر منهما الكثير من الأصابع… هذا الرجل ينزع عينيه من مكانيهما، ليغسلهما، ثم يعيدهما إلى وجهه. الاستماع إليه فيما هو يحكي عن ذلك كما يحكي أيّ منّا عن تقليم أظافره، كان يحرّك شيئاً من الألم الطفيف، لكن العميق، في سويداء القلب. لكن حسن لم يكن يتألم، ولم يكن يكابر.
فارس من فرسان جبل عامل، انتقل إلى طور جديد في الحياة، لا ضوء فيها. هكذا هي حياة ما بعد تفجير البايجر في "نظره". لم تكن الحياة الجديدة سهلة، بطبيعة الحال. لكن حسن جعلها كذلك. وإذا أردنا توخّي الدقة، فإن حسن وزوجته زينب وكل أفراد العائلة جعلوا حياة ما بعد تفجير البايجر تحدّياً يمكن تجاوزه، بالكثير من الرضى والتسليم والفرح. نعم، الفرح. الكثير من الفرح. تماماً كما هي حال أيّ زوجين، في كل يد من أيديهم خمس أصابع، وكل عيونهم حقيقية يرون بها الدنيا ومن فيها، ويراكمون في القلب ملامح الوجوه وألوان العيون.
كانت للعينين الزجاجيتين وظيفة أخرى لدى حسن. ابنه أحمد، ذو الأربع سنوات، احتفل يوم رأي عينَي أبيه، بعد أشهر من اعتياده رؤية تجويفين في وجهه. لم يعتدهما تماماً، كما لم يعتد لمس جذور الأصابع المبتورة في كفّي أبيه. وعندما رأى العينين الزجاجيتين، صار يقفز في المنزل محتفلاً بأنْ "رِجعوا عيون بابا ورح يرجع يشوفني".
والحال أن حسن كان يرى، رغم العينين الزجاجيتين. كان يرى في قلبه، وكان يرى بعينَي زينب. تقود السيارة. تحرص على أناقته. تَعدّ له الدرجات قبل نزوله أو صعوده فيمشي مشية واثق الخطوة. ترافقه حيثما يجب، وحيثما أراد. تسكب له الطعام. تزيل له الشظايا من وجهه. تستلها من تحت الجلد بخبرة الجرّاح. تعطيه فنجان الشاي وتدلّه أين سيضعه، مرة واحدة، فتصبح بعدها حركته كحركة أي مبصر.
كانت زينب، منذ السابع عشر من أيلول 2024، شريكته وحبيبته ورفيقته وأم أولادهما الثلاثة ودليله وعينه…
بعد استشهادهما، قال لي صديق إنه يعتقد أن حسن ربما ارتاح من العيش بلا عينين ويدين. في الواقع، هي مواساة للذات في غير محلها، لأن حسن لم يكن "معذّباً". من قتلته "إسرائيل" لنا في زبدين، يوم السادس من تشرين الأول 2025، كان مهندساً كفيفاً تقاعد قسراً من العمل العسكري، ليعيش حياته الجديدة، بكل ما فيها من ألم، بصبر واحتساب وفرح وعاطفة وإيمان مطلق بالله وألطافه، وبصوابية خياره، وبعظمة التضحيات. كان حسن يضجّ بالحياة، فائق الحيوية، طاقة تبدو كأنها لا تنضب. بعينين زحاجيتين؟ نعم. لكنه يبصر ويخطط لسنوات آتية، لنفسه، ولزينب، ولأولادهما وأهله، ولجرحى البايجر. يبحث عن مستقبل للعيون المطفأة، من هنا إلى الصين وما بعدها.
ومن قتلتها "إسرائيل" لنا معه، هي زينب الصابرة المبتسمة المضحّية، المقبلة على الحياة بآمال لها ولزوجها ولأولادها ولكل العائلة.
في المقابلة التي أجريت معه في الذكرى السنوية الأولى لجريمة البايجر، سألت بثينة حسن عن الثأر، فأجابها بأن الثأر الأهم من المجرمين هو موقف الجرحى والعائلات والمجتمع. عقب بشيء عن المجتمع الذي إذا لم يقدروا على قتل روحه، فسيكون هو الثأر بعينه، "لأن من يقاتل فينا هي الروح". بدا كمن يستعير من الحاج رضوان وأمل دنقل وبوبي ساندس معاً: إنه ثأر جيل فجيل. وانتقامنا هو في ضحك أطفالنا!
ربما لم يبقَ لحسن وعائلته شيء للتضحية به. هو من كفركلا التي لم تترك الحسين ولا البلاد، كما سائر قرى سور الله الجنوبي العظيم. ولم يقتلع العدو عيني حسن وبعض أصابعه فحسب، بل دمّر بعدهما كل بيوت العائلة واقتلع زيتونها وسرقه إلى الأرض المسروقة في فلسطين.
في كفركلا، نام حسن ملء عينيه. هناك أيضاً، ستمسك بيده زينب.
الشهيد القائد حسين هزيمة (الحاج مرتضى)
م الاستخبارات العسكرية استشهد في ٣ تشرين الأول ٢٠٢٤ في الضاحية الجنوبية لبيروت
الشهيد القائد طالب عبد الله (ابو طالب)
م وحدة نصر (القطاع الشرقي جنوب نهر الليطاني)
استشهد في ١١ حزيران ٢٠٢٤ في غارة على بلدة جويا جنوب لبنان
م الاستخبارات العسكرية استشهد في ٣ تشرين الأول ٢٠٢٤ في الضاحية الجنوبية لبيروت
الشهيد القائد طالب عبد الله (ابو طالب)
م وحدة نصر (القطاع الشرقي جنوب نهر الليطاني)
استشهد في ١١ حزيران ٢٠٢٤ في غارة على بلدة جويا جنوب لبنان
عندما تكون مرضي من والديك ومحبوب من الجميع وتحافظ على صلة الرحم تشارك الجميع افراحهم واحزانهم وعندما تكون من رواد المسجد وخاصة احياء ليالي القدر وتشارك في عاشوراء الحسين ومجالسها اقل نصيب ممكن تناله من الله الشهادة مع ابنك سر من اسرار لله انت ممكن تعلمه
رحمك لله يا حاج حسن انت وعلي الخلوق الطيب الحنون الجميل رحمك لله وجعلكم شفعائنا يوم القيامة
رحمك لله يا حاج حسن انت وعلي الخلوق الطيب الحنون الجميل رحمك لله وجعلكم شفعائنا يوم القيامة
"هادي ... و كتاب النور "
خبرني واحد من اكثر الاشخاص صداقة مع السعيد هادي نصر...الله ، انو وصلت الصداقة مع السعيد حتى درجة الأخوة و ايداع الاسرار .
قبل اشهر قليلة السعيد هادي بخبّر هيدا الاخ عن منام شافو و كتير انبسط فيه الا انو في امور بدو تفسير عنها ، و حدث عن المنام بشكل التالي ، بشوف السعيد هادي شخص عليه صفات الوقار و الجلالة و القدر و الشأن العظيم عم يبرم بين بيوت قرية البازورية و حامل معه كتاب مزين بالجواهر بشكل مميز و كل شوية بيوقف قرب بيت و بصير يسجل على هيدا الكتاب ، بقرب السعيد هادي و بيسأل هيدا الشخص انت مين و شو عم تعمل؟؟؟
- فبجاوب هيدا الشخص و بقول أنا عزرائيل ملك الموت عم سجل اسماء ناس عندي معهم مواعيد . بيرجع السعيد هادي بيستغرب انو كيف ملك الموت بهيدا الصورة لي عم يشوفها و مش خايف و ليش هيدا الكتاب مميز بهيدي الطريقة ، فبيسأل ملك الموت : طب ليش هيدا الكتاب مميز ، و مين هني هول الناس لي عم تسجل اسمائهم ، أنا بعرفهم شي ؟؟؟
فبجاوب ملك الموت انو هيدا كتاب خاص بأسماء شـ//هداء ، و صحيح هادي بيعرفهم ، هوني بصير عند هادي حالة من انو يعرفهم اكتر و يعرف اذا معقول اسمو موجود ، بعيد السؤال على ملك الموت طب خبرني مين هني وانا معقول تسجلي اسمي معهم ؟؟؟
بقول السعيد هادي و اذ بملك الموت بيفتل الكتاب الي و بشوف الاسماء مكتوبة بمادة قريب لونها للذهب و الها نور بس مباشرة عيني وقعت على اسمي و تحتها خط اخضر ، ففرح هادي و قلو هياه هياه هيدا اسمي بس ليش في تحتو خط اخضر فبرد عليه ملك الموت مع بسمة ، هيدي علامة السادة .
بقوم السعيد هادي مبسوط من النوم و ضل كاتم عن المنام حتى شاف هيدا الاخ لي الو رمزية خاصة عند السعيد هادي و بيحكيلو المنام و اتفق معو ما يخبرو لحدا الا في حين تحقق المنام و نال ما تمناه ، و كان لي شرف أنو الأخ خبرني لي صار و اخدت الاذن منو .
و فعلا هيك صار بقرية البازورية، جميع السعداء هم أصدقاء هادي ، بيعرفهم منيح منيح و بيعرفوه كتير منيح ، ونالوا جميعا شرف الارتقاء في البلدة البازورية ...
#هنيئا
من صفحة الأخ محمد رضا شمعوني
خبرني واحد من اكثر الاشخاص صداقة مع السعيد هادي نصر...الله ، انو وصلت الصداقة مع السعيد حتى درجة الأخوة و ايداع الاسرار .
قبل اشهر قليلة السعيد هادي بخبّر هيدا الاخ عن منام شافو و كتير انبسط فيه الا انو في امور بدو تفسير عنها ، و حدث عن المنام بشكل التالي ، بشوف السعيد هادي شخص عليه صفات الوقار و الجلالة و القدر و الشأن العظيم عم يبرم بين بيوت قرية البازورية و حامل معه كتاب مزين بالجواهر بشكل مميز و كل شوية بيوقف قرب بيت و بصير يسجل على هيدا الكتاب ، بقرب السعيد هادي و بيسأل هيدا الشخص انت مين و شو عم تعمل؟؟؟
- فبجاوب هيدا الشخص و بقول أنا عزرائيل ملك الموت عم سجل اسماء ناس عندي معهم مواعيد . بيرجع السعيد هادي بيستغرب انو كيف ملك الموت بهيدا الصورة لي عم يشوفها و مش خايف و ليش هيدا الكتاب مميز بهيدي الطريقة ، فبيسأل ملك الموت : طب ليش هيدا الكتاب مميز ، و مين هني هول الناس لي عم تسجل اسمائهم ، أنا بعرفهم شي ؟؟؟
فبجاوب ملك الموت انو هيدا كتاب خاص بأسماء شـ//هداء ، و صحيح هادي بيعرفهم ، هوني بصير عند هادي حالة من انو يعرفهم اكتر و يعرف اذا معقول اسمو موجود ، بعيد السؤال على ملك الموت طب خبرني مين هني وانا معقول تسجلي اسمي معهم ؟؟؟
بقول السعيد هادي و اذ بملك الموت بيفتل الكتاب الي و بشوف الاسماء مكتوبة بمادة قريب لونها للذهب و الها نور بس مباشرة عيني وقعت على اسمي و تحتها خط اخضر ، ففرح هادي و قلو هياه هياه هيدا اسمي بس ليش في تحتو خط اخضر فبرد عليه ملك الموت مع بسمة ، هيدي علامة السادة .
بقوم السعيد هادي مبسوط من النوم و ضل كاتم عن المنام حتى شاف هيدا الاخ لي الو رمزية خاصة عند السعيد هادي و بيحكيلو المنام و اتفق معو ما يخبرو لحدا الا في حين تحقق المنام و نال ما تمناه ، و كان لي شرف أنو الأخ خبرني لي صار و اخدت الاذن منو .
و فعلا هيك صار بقرية البازورية، جميع السعداء هم أصدقاء هادي ، بيعرفهم منيح منيح و بيعرفوه كتير منيح ، ونالوا جميعا شرف الارتقاء في البلدة البازورية ...
#هنيئا
من صفحة الأخ محمد رضا شمعوني
#خارج_الزحام
#السيّد_أحمد
...مثل سرٍّ يُذاع جرى اسمك في الأرض...
دلّ عليك الخفاء في كلّ اتجاه،
وانحنى لك الضياء كلّما حلّ ذِكرك وجاء،
أعلنَتكَ المراسم إكليل شمس لكلّ المواسم،
جاءت مآثرك على مهل
وأدْهَشْتنا دفعة واحدة...
وحين تقرّر الحضور،
جلستْ حروفك مع السّادة
وجيء بكَ من كرسيّ التّواضع والزهد، إلى الصفّ الأول من الق|دة،
فَرِحْنا بك، واسترسلنا في السؤال عنك،
كلّ هذا الوقت بيننا!
أين كنت؟
لم نرَك بين الوجوه
لم نسمعك مع الأصوات، هل قَصَدتّ؟
قرأناك في كلّ العناوين
وخلاصتك قمح وطين
ثم يتقدّم السّيرة حديث مغلق في خزانة السنين
كنت سطوعاً لكنّك تخفّيت
كنت قيمةً فارعة، لكنّك تواريت
كما لو أنّك عقدتّ صفقة العمر مع صدقة السِّر.
الله قطّاف النوايا الخالصة
حين يأتونه بالصّمت
يجعلهم الصّوت
ويُحيي بهم الوقت
يسرّنا أن نقف عند أعتابك، نطرق الباب
هب أنّنا ضيوفك
وأنتَ السّعة والرحب
ولكلّ سؤال جواب.
منذ متى أنتَ في المk|ومة؟
تقول جعبة وبدلة
من أوّل اشتباك للرّيح مع الريحان
كانت الجبال تنتقي فرسانها،
وكانت الذّخائر تُصنع باليد
والتّاريخ في الأوّل والآخر وجوه وأسماء، تكتب الأحداث في الصفحات،
موجود أنت في المقدّمة، على جبينك آية: "من المؤمنين رجال صدقوا..."
من حينها وضعت قلبك على الدرب،
وقلت هذا أوّل التجهيزات .
في الحديث عن العسkر، عن المجموعات والتشكيلات، عن العتاد والدعم وكافة الإحتياجات والمستلزمات، ثمة يوم كامل ينقضي في المحور،
وخلف الشجر توجد أفياء، وخلف التراب يوجد ماء، وما بين الأرض والسماء توجد قوّة تحرّك الهواء،
من هذه البيئة المقتدرة ، التي تمنح الاستمرار والقوة، بشكل تلقائي ضمنيّ، دون أن يلتفت إليها أحد...
سجّلتَ اسمك هنا، وانتميتَ إلى عمل لا يقوم بدونه أي شيء، لكنه بكل ما فيه، خفيّ .
في وحدة الأركان انكتب مسارك، وحلّ عمرك، وعشت الوقت بلا إجازة، تُجهّز للجبهة والعديد.
مَنْ علّمكَ حرفة الضّوء في الظِّل، هو في هذا الشأن كان الأصل.
مع الحاج عm|د كنتَ من أوّل الرحلة،
مسؤولاً في الشأن الأمن يّ، تتطبّع فيه، وتلتصق به، كالزند به وشم.
ثم يتمّ تأسيس وحدة
متّصلة بالجبه|ة العسkرية في الجزئيات والكليّات تحت مسمّى "وحدة الأركا||ن"
فأوكلتْ إليك مسؤولية هذه الوحدة الأركانية الجه|دية،
في مرحلة العمليّات الكبرى التي وضعت المسيرة على أهبّة تحرير .
مشت البلاد إلى جبالها تصافح الشمس،
ومشى النصر إلى أبطاله يقدّم لهم عربون تقدير، لقد تعبوا جدّاً في الإنجاز،
أنت يدك في الليل كانت تبحث دائماً، كيف يبقى حتى الصبح ضوء القنديل، كيف يتجدّد الفتيل.
ثم مرحلة ما بعد التحرير، حيث الإستعداد والجهوزيّة لأي حر|ب متوقّعة، فُوّض السيد أحمد من قبل الحاج ع ماد بمجموعة من الصلاحيّات المختصّة أيضاً بالجوانب الأركان يّة. ومنها مسؤولية تنسيق البرامج بين الوحدات، و الشؤون الأركان ية المتعلقة بالمجلس الجh|دي.
للجب هة مستلزمات، في السِّلم وفي الح رب... من دواعي الحُبّ، أن تكون يد السيد أحمد فيها.
النبض المخلص في القلب هو الذي يشتغل، وبتسبيح "فاطمة" في العيون، وبين الجفون، يتجهّز المطلب والعدّة والعدد.
من يعرفُ الجبهة يعرف ماذا يحتاج المج|هد...
ومن يعرف حجم المسؤولية وكَمَّ التفاصيل، يعرف أي روح وروحيّة في هذا الkائد.
أن يبدأ شغلك من الخيط المشبوك في البدلة، من نوع القماش، من حجم مطرة الماء التي سيحملها المجاهد، من نوعية الطعام، الساخن والبارد،
من تفاصيل ينتهي الوقت ولا تنتهي...
إلى تجهيزات كبرى تشكّل ركناً وجودياً للجب هة القتالية.
بين هذه الأطوار وخزائن الأسرار تراكمت السنين في العمر.
تقول "زيارة" احتفظ بها في قميصه، أنّ دمعة خاصّة ظلّت تُراق، كلّما وصل الكلام إلى السّلام على "أصحاب الحسين"...
كان يهبّ الشوق في اللحظة، حيث عمره ليس فيه الوجه الأقرب في الصُّحبة، لكنّه يشتدُّ مع الفكرة، ويمضي في ترجمة ما تصنعه الروح، وكلّ المحطات فيها المسؤولية كثيرة وصعبة.
بعد شهادة الحاج ع ماد ، قائد العمل والmيدان الأركانيّ السيد أحمد، يصبح معاوناً جhادياً للأمين العام سم حة السيد ح. ن .الله. مكلّفاً بمسؤولية الأركان في المجلس الجhادي.
كان دوره يشبه الحارس حول الجبل العالي... ومن شأنه أن يُصلح كل شيء، ويحقق الأمان في الزمان والمكان.
لم تكن هذه المهمة هي الصعبة، ولا حتى مسؤوليته وصلاحياته،
كان الصعب أنّ سم|حة الس يد|| ح.ن يخصّه في حبّه، يخصّه في أنسه، يخصُّه في قربه، يخصّه في دعائه وفي تهجّده.
تلك هي أعظم المسؤوليات.
يقول عبق هنا، أنّ السّيد أحمد كان يرى الدنيا من خلال "راحة بال" السيد ح س ن.
فيخفُّ في الأعباء، وينقل ما ينبغي أن يدري سماحته، بألطف الكلام.
#السيّد_أحمد
...مثل سرٍّ يُذاع جرى اسمك في الأرض...
دلّ عليك الخفاء في كلّ اتجاه،
وانحنى لك الضياء كلّما حلّ ذِكرك وجاء،
أعلنَتكَ المراسم إكليل شمس لكلّ المواسم،
جاءت مآثرك على مهل
وأدْهَشْتنا دفعة واحدة...
وحين تقرّر الحضور،
جلستْ حروفك مع السّادة
وجيء بكَ من كرسيّ التّواضع والزهد، إلى الصفّ الأول من الق|دة،
فَرِحْنا بك، واسترسلنا في السؤال عنك،
كلّ هذا الوقت بيننا!
أين كنت؟
لم نرَك بين الوجوه
لم نسمعك مع الأصوات، هل قَصَدتّ؟
قرأناك في كلّ العناوين
وخلاصتك قمح وطين
ثم يتقدّم السّيرة حديث مغلق في خزانة السنين
كنت سطوعاً لكنّك تخفّيت
كنت قيمةً فارعة، لكنّك تواريت
كما لو أنّك عقدتّ صفقة العمر مع صدقة السِّر.
الله قطّاف النوايا الخالصة
حين يأتونه بالصّمت
يجعلهم الصّوت
ويُحيي بهم الوقت
يسرّنا أن نقف عند أعتابك، نطرق الباب
هب أنّنا ضيوفك
وأنتَ السّعة والرحب
ولكلّ سؤال جواب.
منذ متى أنتَ في المk|ومة؟
تقول جعبة وبدلة
من أوّل اشتباك للرّيح مع الريحان
كانت الجبال تنتقي فرسانها،
وكانت الذّخائر تُصنع باليد
والتّاريخ في الأوّل والآخر وجوه وأسماء، تكتب الأحداث في الصفحات،
موجود أنت في المقدّمة، على جبينك آية: "من المؤمنين رجال صدقوا..."
من حينها وضعت قلبك على الدرب،
وقلت هذا أوّل التجهيزات .
في الحديث عن العسkر، عن المجموعات والتشكيلات، عن العتاد والدعم وكافة الإحتياجات والمستلزمات، ثمة يوم كامل ينقضي في المحور،
وخلف الشجر توجد أفياء، وخلف التراب يوجد ماء، وما بين الأرض والسماء توجد قوّة تحرّك الهواء،
من هذه البيئة المقتدرة ، التي تمنح الاستمرار والقوة، بشكل تلقائي ضمنيّ، دون أن يلتفت إليها أحد...
سجّلتَ اسمك هنا، وانتميتَ إلى عمل لا يقوم بدونه أي شيء، لكنه بكل ما فيه، خفيّ .
في وحدة الأركان انكتب مسارك، وحلّ عمرك، وعشت الوقت بلا إجازة، تُجهّز للجبهة والعديد.
مَنْ علّمكَ حرفة الضّوء في الظِّل، هو في هذا الشأن كان الأصل.
مع الحاج عm|د كنتَ من أوّل الرحلة،
مسؤولاً في الشأن الأمن يّ، تتطبّع فيه، وتلتصق به، كالزند به وشم.
ثم يتمّ تأسيس وحدة
متّصلة بالجبه|ة العسkرية في الجزئيات والكليّات تحت مسمّى "وحدة الأركا||ن"
فأوكلتْ إليك مسؤولية هذه الوحدة الأركانية الجه|دية،
في مرحلة العمليّات الكبرى التي وضعت المسيرة على أهبّة تحرير .
مشت البلاد إلى جبالها تصافح الشمس،
ومشى النصر إلى أبطاله يقدّم لهم عربون تقدير، لقد تعبوا جدّاً في الإنجاز،
أنت يدك في الليل كانت تبحث دائماً، كيف يبقى حتى الصبح ضوء القنديل، كيف يتجدّد الفتيل.
ثم مرحلة ما بعد التحرير، حيث الإستعداد والجهوزيّة لأي حر|ب متوقّعة، فُوّض السيد أحمد من قبل الحاج ع ماد بمجموعة من الصلاحيّات المختصّة أيضاً بالجوانب الأركان يّة. ومنها مسؤولية تنسيق البرامج بين الوحدات، و الشؤون الأركان ية المتعلقة بالمجلس الجh|دي.
للجب هة مستلزمات، في السِّلم وفي الح رب... من دواعي الحُبّ، أن تكون يد السيد أحمد فيها.
النبض المخلص في القلب هو الذي يشتغل، وبتسبيح "فاطمة" في العيون، وبين الجفون، يتجهّز المطلب والعدّة والعدد.
من يعرفُ الجبهة يعرف ماذا يحتاج المج|هد...
ومن يعرف حجم المسؤولية وكَمَّ التفاصيل، يعرف أي روح وروحيّة في هذا الkائد.
أن يبدأ شغلك من الخيط المشبوك في البدلة، من نوع القماش، من حجم مطرة الماء التي سيحملها المجاهد، من نوعية الطعام، الساخن والبارد،
من تفاصيل ينتهي الوقت ولا تنتهي...
إلى تجهيزات كبرى تشكّل ركناً وجودياً للجب هة القتالية.
بين هذه الأطوار وخزائن الأسرار تراكمت السنين في العمر.
تقول "زيارة" احتفظ بها في قميصه، أنّ دمعة خاصّة ظلّت تُراق، كلّما وصل الكلام إلى السّلام على "أصحاب الحسين"...
كان يهبّ الشوق في اللحظة، حيث عمره ليس فيه الوجه الأقرب في الصُّحبة، لكنّه يشتدُّ مع الفكرة، ويمضي في ترجمة ما تصنعه الروح، وكلّ المحطات فيها المسؤولية كثيرة وصعبة.
بعد شهادة الحاج ع ماد ، قائد العمل والmيدان الأركانيّ السيد أحمد، يصبح معاوناً جhادياً للأ
كان دوره يشبه الحارس حول الجبل العالي... ومن شأنه أن يُصلح كل شيء، ويحقق الأمان في الزمان والمكان.
لم تكن هذه المهمة هي الصعبة، ولا حتى مسؤوليته وصلاحياته،
كان الصعب أنّ سم|حة الس يد|| ح.ن يخصّه في حبّه، يخصّه في أنسه، يخصُّه في قربه، يخصّه في دعائه وفي تهجّده.
تلك هي أعظم المسؤوليات.
يقول عبق هنا، أنّ السّيد أحمد كان يرى الدنيا من خلال "راحة بال" السيد ح س ن.
فيخفُّ في الأعباء، وينقل ما ينبغي أن يدري سماحته، بألطف الكلام.