خلجات🖤🎃 3063

🍊🏝

183 viewsRawda shawwa ..., 14:00

هل ضغط أحدكم زراً للرجوع في الزمن ؟!

صوت بكاء كرم الصغير ملأ أرجاء المنزل، لا لم يضربه أحد لكن ببساطة صار دوره لغُسل الجمعة، لا أعتقد أنه في الكون كله طفل مرت طفولته بسلامٍ بلا حمّامٍ ساخنٍ يعذّبه، هه إنّها مسالخُ الأمهات!، أنتظرُ دوريَ في الخارج وأنا أراجع بضع صفحات من القرآن، تخرج والدتي ورائحة الشامبو تعبق المكان أقول لها " نعيماً حبيبتي" وأنا أقبل يدها، ترد علي " الله ينعم عليكِ ماما، أسرعي، الماء يغلي".

أخرجُ من دار النعيم "كما يسمونه" منتعشة، فأشم رائحةَ الفول، إنّها طقوس العائلة المسلمة، بعد صلاةِ الجمعة المُباركة أو قبلها، سُفرة من الفول والفلافل والفتّة تجتمعُ حولها العائلة، العائلة النظيفة التي تمَّ تقليم أظافر كلّ فردٍ منها اتباعاً لسنّة الحبيب محمد.

اممم الطعامُ يبدو شهياً، بسمِ الله الرحمن الرحيم،
لكن مهلاً، فليُبعد أحدُكم البصلَ الأخضرَ عن وجهي!،
وكأن هذه الجملة هي الشرارة، هذه الملاحظة البسيطة تؤجج النّقاش الأزلي الذي ينص أنّ البصل الأخضر خُلِق ليكون بجانب الفول، وبين مُؤيدٍ ومُعارض، يحترم الجميعُ فكرةَ أنّ نبينا لم يكن يأكل الثوم والبصل مراعاةً لمن حولَه ومراعاةً للملائكة، وأفوز أخيراً، ويبعدونه عني.

ها أنا الآن أجفف شعري بالسيشوار، هه لا هذه ليست نكتة، في البداية لم أكن أنا نفسي مصدقة، لكنني بعد أن شعرت بالهواء الساخن يداعب شعري ورقبتي أيقنت أنني لا أحلم!، المدفأة أمامي، لونها برتقالي صارخ، أعتقد أنه قد عادت الروح للمدفأة أيضاً بعد سنينٍ عجاف!.

أبي جلبَ كيساً كبيراً من الحلوى، لكننا لم نعد نركض إليه لننتقي النكهة، ولم نعد نتشاجر كما كنا نفعل من قبل، ذكرياتُ طفولتي تحومُ في رأسي، والتِلفازُ يُصِر، إنّهُ يصدحُ بأغاني الطفولة على قناة سبيستون، ألسنا شباب هذا المستقبل!، أخيراً عاد المستقبل مِلكنا،
أما سورة الكهف، فهي كنزٌ حقيقي، حين أقرؤها أتذكر كيف كانت والدتي تصفُّنا أنا وأخواتي أمامها، وتجعل كل واحدة منا تتلو صفحة صفحة بالترتيب إلى أن تنتهي السورة لتصحح لنا تلاوتنا، أذكر خيالي الطفولي السارح حين كانت أمي تشرح قصة السفينة والغلام والجدار، لم أكن أعلم حينها أنها نور ما بين الجُمعتين، لكنني كبرتُ وأدركتُ أنّني عِشتُ النُّور بينما العالم يتخبط في الظلام، فالحمد لله.

_روضة شوا 🕯️♥️
#عيد_المسلمين

261 viewsRawda shawwa ..., edited 14:01