صباح الخيرات ، وبعد :

كثير من الندم لا يكون على ما فعلناه، بل على ما تردّدنا في فعله...
قرارات أجّلناها، ومواقف سكتنا عنها، وأشخاص أبقيناهم في دوائر لا يستحقونها.
فأخذ التأجيل منا أعوامًا، وخذلنا التردد أكثر مما خذلتنا المحاولات الخاطئة.

كم من فرصة دفنها الخوف،
وكم من علاقة كان ينبغي أن تنتهي منذ أوّل خيبة،
لكننا أبقيناها بحجة الاحتمال، أو حسن الظن، أو وهم الاحتساب.

مع الوقت، نكتشف أن الألم الحقيقي لم يكن في الخطأ، بل في السكون أمامه،
في انتظار التغيير ممن لا يتغيّر،
وفي منح الفرص لمن لا يراها.

الحياة لا تنتظر أحدًا…
فكل خطوة مؤجلة، قد تكون ندبة لا تُشفى.
وكل لحظة وعي، ولو متأخرة، تفتح باب نجاة.

فالحمد لله على البصيرة،
وعلى نعمة التعافي،
ولو جاءا في الوقت الإضافي من العمر.

صباح الخير اما بعد :

ستظل ربيعًا مُورقًا إن أردت، وستكون شيئًا مُختلفًا إذا قرّرت، وسيأتي الزمان بما كُنت تَحلم به إن آمنت بما أعطاك الله وبدأت .. وبدأت
وبدأت ……وووو بدأت .!!

"كلّ شيء يمكن استدراكه… إلا قلبًا تعلّق. 
فإن تعلقَ بغير أهله، جرّه الشيطان إلى مدارات الوهم، يغريه ويُجمّله، حتى يظن أن النقاء عذرٌ للانجراف. 
ثم يبحر القلب في مشاعر جامحة، لا تلبث أن تسحبه بعيدًا عن السطح، نحو الغرق... وليس كل من أحبّ، سبّاحًا.

تتخبط الروح، تحاول النجاة، تصارع ضعفها، حتى تصل بشقّ الأنفس إلى شاطئ اليقين... 
حيث تُقسم أنك لن تعود إلى ما يغضب الله، ولن تسمح لما يُوجعك أن يُقيم فيك مجددًا.

لكنك حينها تكتشف أن مكان القلب أصبح فجوة، وأن في صدرك جذوة لا تنطفئ... 
تنهيداتك كاللظى، تشتاق… 
فيغريك قلبك بالعودة رحمةً به، 
لكن يعقلك يُمسك بك رأفةً بك.

وهكذا تمضي بك أيام التعافي بطيئة… 
لكنها تمضي. 
فإيّاك والتعلّق، إن لم يكن الله هو الرابط بينك وبين من تعلّقت." 

بقلمي ✍

صباح الخير :
رسالة اليوم 👆🏽🤲👆🏽.

صباحات الأمل ليست مجرّد وقتٍ من النهار، بل هي لحظة تجدّد داخلي،
لحظة تذكّر أن الحياة – مهما أثقلت – لا تزال تمنحك فرصة جديدة.

صباحك الحقيقي يبدأ حين تُطفئ نار اليأس بداخلك،
وتنظر حولك بقلبٍ يرى الخير رغم العتمة،
وتهمس لنفسك:
"ما دام الله يبعث فيّ الروح كل صباح، فثمّة شيء يستحق أن أبدأ لأجله من جديد."

كل صباح هو رسالة،
أن ما فات لا يُعجز الله عن إصلاحه،
وأن القادم قد يكون أوسع، أرحب، وألطف مما تتخيّل.

صباح الخيرات وبعد :

ليس كل صبرٍ فضيلة، ولا كل تحمّل بطولة.

أن تتحمّل ضيق العيش شيء،
وأن تصبر على الإهانة والظلم شيء آخر تمامًا.

الوفاء لا يعني أن تبرّر السوء،
والتضحية لا تعني أن تُطفئ نفسك كل يوم.

العلاقات التي تُبعدك عن الله، وتكسرك من الداخل،
لا تستحق أن تُزيّنها بكلمة "صبر".

احفظ كرامتك، وتمسّك بقيمك،
ولا تبقَ حيث تُؤذى ثم يُطلب منك أن تحتسب.

صباح اليخيرات ثم بعد:

"ثمّة لحظة فاصلة…
يكتشف فيها المرء كم كان مغفّلًا في اختياراته، ساذجًا في تصديقه، كريمًا في التساهل مع الأخطاء…
ثم يُدرك أخيرًا أن الانسحاب لم يكن ضعفًا، بل أقصى درجات القوة حين يصبح السلام أثمن من كل شعور."

أعتقد أن شقاء الإنسان ينبع من مجالسته لمن لا يفهمه، بل ويسيء فهمه باستمرار!
إنّ شقاء الإنسان لا ينبع من كونه لا يجد صحبة، بل من كونه لا يجد الصحبة المناسبة!

ولذا، فإنّ وجود شخص تستطيع أن تخبره بما يجول في داخلك دون أن يسيء فهمك،
هي أعظم نعمة يمكن أن تحصل عليها.

"لله سلمتُ امراً لستُ أعلمه ..
مالي على حِمله لكن سأرضاه ..
رباه لولاك لاسندٌ ولا أحدٌ ..
فأنْت حَسبي وحَسبي أنّك الله.!"

.
يا سورة الكهف دوّي في منازِلنا
ها قد أتانا جمالٌ اسمهُ الجُمُعة

فيه الصلاةُ لخير الخلقِ نرفعُها
عند الإلهِ أماني القلبِ مُتسعة

.

هدأ الأزيز، وسكن الرعب، وتوقّف الدمار... لا لأن الحرب انتهت، بل لأنها اتخذت شكلًا آخر. 
تراجعت الطائرات، وغابت المسيرات، وصمتت فوهات البنادق، 
لكن خلف الصمت صرخة مكتومة… وخلف الهدوء أنين لا يُسمع إلا لِمَن به قلب.

انسحب الجنود، وانكمشت الحشود…
واتفق الجانبان على هدنةٍ تشبه استراحة الوحش… لا سلامًا، بل انتظارًا للانقضاض مجددًا.

الدمار لم يُرفع… فقط توقّف عن السقوط.
والوجع لم ينتهِ… بل ارتدى ثوبًا جديدًا اسمه: الفقد.

رجع الناس إلى البيوت… أو ما تبقّى منها.
إلى الجدران العارية من الأمان… 
  الى الركام
إلى رائحة الغياب، وأثر الأجساد التي لن تعود.

*وبدأ موسم البكاء الصامت…* 
لا على جرحٍ نازف فقط، بل على أحبةٍ دفنهم الركام، أو أخذهم الغياب بلا وداع.

فاللهم أفرغ على أهل غزة صبرًا… وعلى قلوبهم رباطًا لا ينقطع. 


*— Fatima*✍🏻