{إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ ۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}
::من فوائد قصة أصحاب الكهف رضي الله عنهم::

قال السِّعديُّ رحمه الله:
وفي هذه القصة دليلٌ على أنَّ
مَن فرَّ بدينه من الفتن سلَّمه الله منها،
وأن مَن حرَص على العافية عافاه الله،
ومَن أوى إلى الله آواه اللهُ وجعَله هداية لغيره.

تفسير السِّعديِّ رحمه الله (صـ٢٩٦)
لَيْسَ شيءٌ أغلى عند الإنسان مِن: دينِهِ،
وشأنُ كلِّ غالٍ نَفيسٍ: أن يُصانَ ويُحافَظَ عليه؛
فَإيَّاك –عَبْدَ اللهِ- أن تفرِّط في دينك؛ فإنَّ الله:
أكرمك بأنِ اصطفى لك الإسلامَ دِينًا {هوَ سمَّاكمُ المسلِمينَ مِن قَبْلُ}،
وأنعمَ عليك بأنْ جعَلك مِن خيرِ أمَّةٍ للناس أُخرِجتْ {كنتم خيرَ أمَّةٍ أُخرِجتْ للناس}؛
فلا يجوز لك بعدَ هذا التكريم والإنعام: أنْ تقابلَه بغيرِ تمامِ الانتماءِ والافتخارِ بدينك!
ومِن شعائر الدين: الأعيادُ، وأعيادُنا -أمَّةَ الإسلام- معلومةٌ -والحمدُ لله- خصَّنا الله بها، الجمعةُ والفِطْرُ والأَضْحَى؛ فلا يجوز لك -أيها المسلِمُ- أن تحتفل بغيرِها مِن الأعياد،
أَتَحتفلُ بأعيادِ قومٍ يسُبُّون ربَّك -الكريم الذي خلقك وكرَّمك- ويجعلون له –سُبحانَهُ!- الصاحبة والوَلَدَ؟
يَجدُرُ: أن تَغارَ على ربِّك العظيم؛ فلا تُشارِك ولا تَحتفل، وكُن في دينك قويًّا؛ فإنَّ الإِسلام: يُريد مِن المسلِم أن يكُون في تصرُّفِه مُستقِلًّا مُتَّبِعًا الشرعَ، لا يندفع مع التيَّار فيَسيرُ حيثُ يَسيرُ ويَميلُ حيثُ يَميلُ، بل لا بدَّ أن تكون له شخصيةٌ مُستقِلَّةٌ فاهمةٌ، على الخير حريصةٌ، عَنِ الشرِّ والانزلاقِ إليه وعن التقليدِ الأعمى بعيدةٌ، لا ينبغي أن يكُون "إمَّعة" يقول: إنْ أحسنَ الناسُ أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأتُ، ولكنْ يُوطِّنُ نَفْسَهُ على: أن يُحسِنَ إنْ أحسنوا، وألا يُسيءَ إن أساؤوا؛ حِفظًا لكرامتِه واستقلالِ شخصيَّتِه، غيرَ مُبالٍ بما يُوجَّهُ إليه مِن نقدٍ أو استهزاء،
والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: نهانا عن التقليد الذي مِن هذا النوع، فقالَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن كان قَبْلَكم شِبْرًا بِشِبرٍ، وذِراعًا بِذراعٍ، حتَّى لو دخَلوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدخَلتُمُوهُ» قالوا -رضي الله عنهم-: اليَهود والنَّصارى؟ قالَ: «فَمَنْ؟»
رواه البخاريُّ ومسلِمٌ -رحمهما الله-
فَلِمَ نحرِصُ على:
***التشبُّهِ بالكفار فنَحتفلُ بِشَمِّ النَّسيم وهو عيدٌ يرتبط بعقائدَ لا يُقرُّها الدينُ، حيثُ يزعُمون أنَّ المَسيح -عليه السلام- قامَ مِن قبره، وشَمَّ نسيمَ الحياة بعد الموت!
***طعامٍ ما في هذا اليوم -وقد رَأَيْنا ارتباطَه بِخُرافاتٍ أو عقائدَ خطأٍ- مع أنَّ الحلالَ كثيرٌ موجودٌ كلَّ وقتٍ، وقد يكون في هذا اليومِ أَرْدَأَ منهُ في غيرِه أو أغلى!
إنَّ المجامَلةَ على حِساب الدين: ممنوعة،
لا يُقرُّها: دِينٌ، ولا عقلٌ سليم،
والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنِ التمَسَ رِضا الله بِسَخَطِ الناس، كَفَاهُ اللهُ مُؤْنَةَ الناس، ومَنِ التمسَ رِضا الناس بِسَخَطِ الله، وَكَلَهُ اللهُ إلى الناس»
رواهُ التِّرمِذيُّ، وَبِمعناهُ ابنُ حِبَّانَ في صحيحِهِ -رحمهما الله-
2024/05/06 15:28:43
Back to Top
HTML Embed Code: