Telegram Web Link
[ 📝 الأصل في الناس الجهالة لا العدالة]

كتبه الشيخ
د. خالد بن قاسم الردادي رحمه الله تعالى
‏أهم كتب المذاهب الفقهية*
1- المذهب الحنفي

*مأخوذة من رسالة:
(تشجير أهم الكتب الفقهية المطبوعة على المذاهب الأربعة)
أ/ باسل بن عبدالله الفوزان
من خصائص المنهج السلفي(التأصيل والتحذير)


كتبه: د. خالد بن قاسم الردادي


الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...وبعد:
مما تميز به السلفيون عن غيرهم أنهم يجمعون بين (التأصيل والتحذير)، فأهل السنة المحضة يعتنون بتأصيل العلم وبيان قواعده وضوابطه وفق فهم أسلافهم رضوان الله عليهم، فقلَّ بل قُلْ نَدُرَ أن تجد سلفياً نشأ وترعرع في هذه المدرسة الأثرية إلا ويذكر المسألة مقرونة بدليلها وبيان فهم السلف لها مع الاشتغال بالعلم والدعوة إلى الله على بصيرة.
وهم في الوقت نفسه يحذرون من المخالفين والمناوئين للدعوة السلفية؛ فيبينون عوارهم ويهتكون ستارهم حتى لا يغتر بهم مغتر ولا ينخدع بهم مخدوع!!
لكن نبتت نابتة من أهل السنة نكبت عن الصراط القويم فأخذ أربابها يزهدون في التحذير من أهل البدع والكلام في نقد مقالاتهم وفضحهم ، ويقولون: حسبنا التأصيل ...نبين ولا نجادل ...نصحح ولا نجرح و... وهكذا !!
ويعنون بهذا السكوت عن المخالفين وعدم الانشغال بالرد عليهم ويكتفون بالتأصيل-زعموا- وأما من رام الرد فيجب عليه عندهم عدم تعيين المردود عليه ويبتعد عن ذمه و غيرها كثير من أمور التمييع والتخذيل؛ حتى غدى كثير منهم يجالس المبتدعة ويساكنهم ويوادعهم ويحضر ملتقياتهم ويشارك في منتدياتهم وله حضور في وسائلهم الإعلامية !!
أو ما علم هؤلاء أنَّ (الرَّدَّ على المخالفِ) يُعدُّ واجباً مِنْ واجباتِ الإسلامِ الكِبارِ على أهلِ العلمِ المتأهلينَ فيه ، وَبه يُحفظُ الدِّينُ منْ عَادياتِ التبديلِ فيهِ ، وغَوائلِ التحريفِ عليهِ ، و لَهُ في ميزانِ الشريعةِ الغرَّاءِ شأنٌ عظيمٌ ، وقدْرٌ كبيرٌ ؛ وفي ذلكَ يقولُ الإمامُ ابنُ قيم الجوزية -رحمه اللهُ- في "التبيان لأقسام القرآن"(ص210) :
" القلمُ الثَّاني عشر : القلمُ الجامعُ ، وهو قلمُ الرَّدِّ على المبطلينَ ، ورفعِ سُنَّةِ المحِقَّينَ ، وكشفِ أباطيلِ المبطلينَ -على اختلافِ أنواعِها وأجناسِها- ، وبيانِ تناقضِهم ، وتهافتِهم ، وخُروجِهم عنِ الحقِّ ، ودُخولهم في الباطلِ .
وهَذَا القلمُ -في الأقلامِ- نظيرُ الملوكِ في الأنامِ .
وأصحابُهُ أهلُ الحُجَّةِ الناصرونُ لما جاءتْ بهِ الرُّسلُ ، المحاربونَ لأعدائِهم .
وهُم الدَّاعونَ إلى اللهِ بالحكمةِ والموعظةِ الحسنةِ ، المجادلونَ لمنْ خَرجَ عنْ سبيلِه بأنواعِ الجدالِ .
وَأَصحابُ هذا القلمِ حَرْبٌ لكُلِّ مُبطلٍ ، وعَدُوٌّ لكُلِّ مُخالفٍ للرُّسلِ ؛ فَهم في شأنٍ وغيرهم منْ أصحابِ الأقلامِ في شأنٍ ".
ومثل هذه الدعوة الخطيرة وهي ترك التحذير من المبتدعة والعزوف عن الخوض فيهم انتشرت اليوم بين فئام من أهل السنة فما أن تتكلم في المخالفين وتبين عوارهم وتحذر من مناهجهم الفاسدة إلا وترى وجوهاً تمعرت واكفهرت وصدوراً ضاقت بمثل هذا ، فما كان منهم إلا الإعراض والجفاء وتبعه التصنيف بالباطل والجور والرمي بالشدة و... وغيرها من التهم التي لا تبعد عن تهم أهل التحزب وأربابه للسلفيين وأهل السنة المحضة، فإلى الله الشكوى!
إن من مظاهر رحمة أهل السنة بالخلق أمر يحسبه من قصر نظره وقل علمه جناية وظلماً وغلظة، وهو عنده عن الرحمة بمعزل، لكنه عند أهل العلم والفقه والفهم والبصيرة من أبرز مظاهر الرحمة بعباد الله ذلك الأمر هو جهاد أهل العلم من أهل السنة ببيان خطأ المخطئين، وردهم على أقوال المخالفين المنحرفين،
وهذه العبادة -أعني الرد على المخالف- من أعظم ما يتقرب به المؤمن المخلص الصادق لربه تعالى.
قال الإمامُ ابنُ قيم الجوزية-رحمه اللهُ-في "إعلام الموقعين"(3/428-430):
" ومن له خبرة بما بعث الله به رسوله-صلى الله عليه وسلم-، وبما كان عليه هو وأصحابه، رأى أن أكثر من يشار إليهم بالدين هم أقل الناس ديناً والله المستعان، وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك، وحدوده تضاع، ودينه يترك، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب عنها، وهو بارد القلب ساكت اللسان؟ شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء، الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين؟ وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل, وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة، بحسب وسعه، وهؤلاء ـ مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم ـ قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون، وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل، وقد ذكر الإمام أحمد وغيره أثراً: أن الله سبحانه أوحى إلى ملك من الملائكة: أن اخسف بقرية كذا وكذا. فقال: يا رب كيف وفيهم فلان العابد؟ فقال: به فابدأ؛ فإنه لم يتمعر وجهه فيَّ يوماً قط .
وذكر أبو عمر في كتاب«التمهيد»: أن الله سبحانه أوحى إلى نبي من أنبيائه: أن قل لفلان الزاهد: أما زهدك في الدنيا فقد تعجلت به الراحة، وأما انقطاعك إليَّ فقد تكسبت به العز، ولكن م
2025/06/30 20:17:09
Back to Top
HTML Embed Code: