قيمة الحرف الواحد:

يحمد الله تعالى على كلّ حرف وفّق لكتابته.

#اخلاق_الباحث

فن الكتابة
https://www.tg-me.com/ktaabbaa

كتابة الدروس لها كيفيتان:

- الكيفية الأولى: الإفراغ

وهذه هي الكيفية المتعارفة في زماننا عند كثير من طلبة العلم، فإنه بعد أن يحضر درس الأستاذ، يستعين بوسائل حفظ الصوت في إفراغ درس الأستاذ منها بالنحو الذي تلقاه منه، حذو القذة بالقذة.

وهذه الكيفية تحقق بعض فوائد الكتابة التي ذكرناها، ومنها فائدة حفظ المطالب، وفائدة تركيزها وترسيخها أيضاً.

فهذه الكيفية في حد نفسها حسنة، ولا بأس بها، وتترتب عليها جملة من الفوائد.

- الكيفية الثانية: التقرير.

ويمكننا أن نختصر الفرق بين الكيفيتين بأن نقول: إن الطالب في كتابة الإفراغ يكتب لأجل إفهام نفسه ليس إلا، بينما في كتابة التقرير يكتب لأجل إفهام غيره أيضاً، وبالتالي فهو فيها يفترض كأن قارئاً يقرأ ما يكتبه، وأنه يريد إفهامه وإيصال المعلومة إليه عن طريق الكتابة، ولذلك فإنه على ضوء هذه الكيفية يحتاج إلى تنظيم الدرس، وربما يقدم ويؤخر ويزيد وينقص ويفصل ويجمل بحسب ما يقتضيه المقام.

والكتابة بهذا النحو تترتب عليها من الفوائد ما لا تترتب على الطريقة الأولى، ومن جملتها فائدة تنمية ملكة الكتابة وفائدة الاختبار الذاتي، فإنهما تترتبان على كيفية التقرير دون كيفية الإفراغ.

وينبغي أن يكون الطالب حريصاً جداً على هذه الكيفية، فإنها هي الكيفية التي تحقق فوائد الكتابة كلها، بخلاف كيفية الإفراغ فإنها لا تترتب عليها إلا بعض الفوائد.

وتحت مظلة هاتين الكيفيتين قد تقع كيفيات أخرى، نظير كيفية التلخيص، أو التحشية على المتن، أو الشرح المزجي، ولكننا لا ننصح بالكيفية الأولى - الإفراغ - بشتى أنحائها، إلا أن تكون مقدمة للكيفية الثانية، ولكن هذا يتطلب وقتاً وجهداً مضاعفين.

كما أننا لا ننصح بكيفية التلخيص إلا في طول التقرير التام لدرس الأستاذ سواء كان التقرير التام لإفادات الأستاذ مستقلاً عن المتن، أو شرحاً مزجياً له، أو تحشية عليه ليؤدي التلخيص دوره حينئذ في تأكيد وتثبيت المعلومات الرئيسية.

- اضاءات حوزوية (سماحة السيِّد ضياء الخباز القطيفي) : ١٠٢ و ١٠٣.

منقول

جواهر التراث الإمامي:

إنّ من أعظم ما يُمكن للمرء أن ينهض به، أن يحمل قلمه ليُسجّل شهادة وفاء لتراثٍ حيٍّ نابض بالمعنى، تراثٍ لم يكن مجرد حكايات تُروى، بل دماءً سالت، وعقولاً أشرقت، وقلوباً نذرت حياتها لله. إنّ التراث الشيعي الإمامي ليس ذخيرة كلمات، بل مدرسة حضارية، تتألق فيها معاني الصبر والعدل، وتسمو عبرها مبادئ الحق، كما سُمّي بها أئمة الهدى الذين جعلوا من فكرهم ونورهم جسراً بين الأرض والسماء.
الكتابة عن هذا التراث ليست خيارًا عابرًا، بل مسؤولية مقدّسة.

فهو يحمل خصائص تفرّده بين المدارس الفكرية: كعمق في التفسير، وانفتاح على العقل، التزام صارم بالعدل، ووفاء لرسالة النبي وأهل بيته.
إنه تراث لم ينغلق على ذاته، بل كان على مرّ العصور نبعاً يتدفق بالمعرفة، يحاور الفلسفة ويخاطب الروح، ويستجيب للتحديات بوعي وحكمة.

من خصائصه أنّه يجمع بين النص والعقل، فلا يكتفي بالمرويّات دون تمحيص، ولا يطلق العنان للعقل دون هداية النص. هو ميزانٌ عادل يرفع الإنسان إلى أفق اليقين. وفيه أيضاً خصيصة الثبات على المبدأ، حيث يُعلّمك أنّ قيمة الحق لا تُقاس بالكثرة، بل بالثبات عليه ولو قلّ أنصاره.

كما أنّه يرسّخ مفهوم الإمامة، لا باعتبارها سلطة دنيوية، بل امتداداً للنبوة، ومقاماً روحياً وفكرياً يضمن صيانة الدين من التحريف.
إنك حين تكتب عن التراث الإمامي، إنما تكتب عن منارات مضيئة في ظلام التاريخ، عن مدرسة أعطت دم الحسين وفكر الصادق وحكمة عليّ لتبقى شاهدة على أنّ الإسلام الحق باقٍ ما بقي الدهر.

فاكتب _رعاك الله تعالى_ ؛ فإن القلم هنا شهادة، والشهادة موقف، والموقف حياة. ومن لا يكتب لهذا التراث، فقد بخل على نفسه بنعمة الانتماء إلى الحق.

#خواطر_باحث

فن الكتابة
https://www.tg-me.com/ktaabbaa

.


وينبغي على طالب العلم ألّا يستهين بما لا يستشعر أهميته أثناء كتابة الدرس، لأن وضوح الدرس وحضوره في ذهنه حينها قد يوجب التلبيس عليه، فيستشعر في وقت الكتابة - مثلاً - أن المثال الذي ذكره الأستاذ في الموضع الكذائي لا حاجة لذكره لوضوح المطلب، إلا أن هذا ليس بصحيح وذلك لأن ما يكون واضحاً عند كتابة الدرس قد لا يكون كذلك بعد مرور مدة زمنية، بحيث أن الطالب إذا رجع إلى ما كتبه مستقبلاً قد لا يفهم ما كتبه، نظراً لطول المدة، والحال أنه لو سجل ذلك المثال - الذي لم يكن يستشعر أهميته حينها لأعانه ذلك على فهم النكتة الأساسية للدرس، ولذا ينبغي على طالب العلم أن يعتني بتدوين حتى ما لا يستشعر أهميته أثناء الدرس.

وبعبارة أخرى فليفترض الطالب نفسه حين الكتابة أنه سيقرأ هذا الدرس المكتوب بعد سنوات، ليقيم بإنصاف هل أن الكتابة بالنحو الذي يريد كتابته كافية للوصول مستقبلاً إلى مقصود الأستاذ ومطالبه التي أفادها في الدرس، أم لا؟ فإن قيم الكتابة بأنها وافية فهو، وإلا فعليه أن يحرص على الضبط والاستيعاب.

اضاءات حوزوية (سماحة السيِّد ضياء الخباز القطيفي) : ١٠٤

منقول

#خواطر_باحث

فن الكتابة
https://www.tg-me.com/ktaabbaa

كان جيراننا الحاج عبد الحسين الشيباني – رحمه الله – يُقيم مجلساً حسينيَّاً مساء كلِّ يوم أحدٍ في بيته، وذلك أيَّام النظام البائد، وكان يدعو له الخواص من جيرانه وأصدقائه، وكان أصغر أولاده زميلاً لي في الدراسة المتوسّطة، فدعاني هو الآخر للمجلس الخاص، وكان يقرأ فيه شيخٌ ذو صوتٍ شجيٍّ ورفيعٍ يستمطر لآلئ الدموع من سماء عينيك، ويُثير نيران الحزن في بركان صدرك، ويجعلك تلدم قلبك بيد الوجع حزناً على مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام).
وبعد انتهاء المجلس دار حديثٌ شرَّق حتى ما تكاد تجد له مغربا، وأشأم حتى ما تكاد ترى له عراقا، ثم جاء على ذكر العلماء، فحدَّث رجلٌ كهلٌ الحاضرينَ بهذه القصة، وكنتُ من جملتهم فأحببتُ نقلها كما سمعتُها لا بلفظها، بل بمعناها.
قال الرجل: كنتُ أصلي خلف سماحة السيد موسى بحر العلوم – قُدّس سره – وكان وكيلاً للسيد المحسن الحكيم – قُدس سره – وجاءه بعد الصلاة رجلٌ يستفتيه في مسألةٍ، وهو قبل ذلك قد سلَّم عليَّ سلاماً خاصَّاً إذ بيننا معرفة قديمة، وآصرةٌ وشيجة، ثمَّ سأل السيدَ سؤاله واستمع إلى الجواب ومضى.
إلى هنا انتهت اللقطة الأولى من المشهد، فتعال واستمع للثانية منها
يقول الرجل: في اليوم التالي، وفي وقتٍ متأخرٍ من الليل طُرق الباب، فتحت الباب فإذا به السيد موسى بحر العلوم، وكانت الليلةُ شاتيةً ممطرةً، وقد وضع عباءته على عمامته فوق رأسه يتقي بها المطر، فسألتُهُ مستغرباً: سيدنا! خيراً، ما الذي جاء بك؟
تساءل بلهفة من يرجو سماع جوابٍ يُريحه: هل تعرف بيت الرجل؟
- أيُّ رجلٍ؟
- ذاك الذي سلَّم عليك وألقى عليَّ سؤاله بمحضرٍ منك أمسِ
- ها عرفته وأعرف أين يسكن
- إذن، خذني إليه
كان رجاءً أكثر منه أمراً، وأمام إلحاح السيد دخلت البيت وأخذت مصباحاً يدوياً أستهدي بنوره معالم الطريق، وأتقي بضوئه ظلمات الليل، وأخذت مظلَّتي معي، ولمَّا وصلنَّا بيت الرجلِ طرقتُ الباب فخرج إلينا وسط ذهولٍ واستغرابٍ شديدين، السيد بحر العلوم وصاحبي؟ ما الذي حصل يا ترى؟
وقرأ السيد حيرة الرجل في عينيه، وتأمل صورة الغرابة في وجهه فبادر إليه معتذراً بالقول: هل تذكر السؤال الذي ألقيتَه عليَّ أمس؟
- نعم
- أعده عليَّ
وأعاد الرجلُ سؤاله، واستفسر السيد عن بعض النقاط للتأكيد، ثمَّ قال له: معذرةً، لقد أخطأتُ في الجواب، وجوابك الحق هو كذا وكذا
اللقطة الثالثة:
يقول الرجل: قلتُ للسيد شفقةً عليه: سيدنا! ماذا لو أوضحت الجواب الحقَّ غداً؟ فالدنيا لن تطير!
أجاب: إذا جاءني ملك الموت، وقبض روحي الليلة فمن يعرّفه الجواب الصحيح؟ ولربما عمل بالفتوى الخاطئة وظلَّ عمله في رقبتي.
استدرك الرجل قائلاً: كان السيد بحر العلوم يحمل معه دفتراً يكتب فيه ما يعرض له من مسائل مشكلةٍ وما أجاب فيها، ثم يعرض في اليوم التالي ما أشكل عليه على السيد المحسن الحكيم فلربَّما وافقه ولربَّما صوَّب قوله بعد تبيّن خطؤه
هذا موعظةٌ لفقهاء الفيس وما أكثرهم

🔸 الكسل وعدم الرغبة بالعمل..
#الشيخ_زمان_الحسناوي
#مكتبة_الصوتيات

قنـــــــــ مكتبة الصوتيات ــــــاة

#كتابات_قصيرة #كتابات
#السيد_رياض_الفاضلي

https://www.tg-me.com/k_atabat/299

الكتابة في مجال المقالات العلمية خطوة مهمة جدًا لطالب العلم، لأنها:

ترسّخ المعلومات: عندما تكتب، تُجبر نفسك على البحث، الترتيب، والتحليل، وهذا يعمّق فهمك ويثبت المعرفة في ذهنك.
تنمّي مهارة التعبير: عرض الأفكار العلمية بلغة واضحة يفيدك في الدراسة والبحث ويُكسبك قوة في الإقناع والشرح.
تفتح لك أبوابًا جديدة: مقالاتك قد تجذب قراءً، باحثين أو أساتذة، فتكون لك شبكة علاقات علمية ممّا يزيد رصيدك المعرفي من خلال ملاحظاتهم ونقدهم.

أنصحك أن تبدأ بخطوات بسيطة:

اختر موضوعا واحدا صغيرا في تخصّصك.
اجمع عنه مصادر موثوقة.
اكتب ملخصا بلغة سهلة مفهومة.
انشره في مدونة أو منصة علمية.



#خواطر_باحث

فن الكتابة
https://www.tg-me.com/ktaabbaa

الكتابة من علامات التفقّه:

الكتابة من أعظم علامات طلب الفهم، فإنّ الطالب إذا خطّ بقلمه ما يعيه سمعه، صار ذلك دليلاً على جدّه في التثبّت، وبرهاناً على رغبته في تحصيل العلم، فهي علامة للمجتهدين، ودأب للمحصّلين، ومنهج للنافعين من أهل الدرس والبحث. إذ لا يُتصوَّر تحصيل راسخ بلا تدوين، ولا رسوخ علمي بلا تسجيل، فالقلم قرين العقل، والدفتر حافظ الذاكرة، والكتابة أثرٌ باقٍ بعد غياب اللحظة.

وهذا ما نشهده جليّاً في صورة مرجع عصره، الفقيه السيد محسن الطباطبائي الحكيم قدّس سره الشريف، فقد خلّف آثاراً مكتوبة أصبحت مدارس متحركة بين أيدي الطلّاب، ودلائل ناطقة على سعة فهمه ودقة استنباطه. فصفحات كتبه ليست مجرد أوراق، بل هي معالم لطريقٍ سار فيه عقوداً من الزمن، وأودع فيه عصارة فكره وفقهه، فكانت شاهد صدق على أنّ الكتابة ميراث العقول

#خواطر_باحث

فن الكتابة
https://www.tg-me.com/ktaabbaa

"علينا ان نميت الكسل بالهمّة، ونكسر الهموم بالهمّة، ونتغلب على الظروف بالهمّة.."