Telegram Web Link
*مجلس الليلة السابعة العباس ع (ساقي العطاشى)*
*المقدمة*
السلام عليك يا حامل اللواء ، ويا بطل العلقمي ، وكبش الكتيبة السلام عليك يا حامي الظعينة ، ويا ساقي عطاشى كربلاء ، ويا قائد الجيش ، ويا ظهر الولاية والإمامة .
السلام عليك يا باب الحوائج ، ويا باب الإمام الحسين (عليه السّلام) ، و يا أيها العبد الصالح .
السلام عليك أيها الشهيد الصدّيق ، المؤثر المواسي ، الفادي الواقي ، المستجار الساعي .
لعن الله من ظلمك ولعن الله من قتلك يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما
القصيدة
أَيَا مَاءُ لَمْ تَسمَعْ سُكَينَةَ عِندَما
كَوَاها الظَّمَا فاسْتَنْجَدَتْ بِأَبي الفَضْلِ

عَجِيبٌ أَمَا قَد سِرتَ خَلفَ ابْنِ حَيْدَرٍ
لِتَروي يَتَامى إِذْ قُلُوبُهُمُ تَغْلِي!

ورَاوَدَهُ ماءُ الفُراتِ فَرَدَّهُ
سأشربُ إمَّا السِّبطُ يشرَبُهُ قبلي

وَيَرْجِعُ عَبَّاسٌ بِقِربَةِ عِشْقِهِ
وَيَحمِلُها حَتَّى يُرَوِّي ظَمَا الأَهْلِ

فَيَكْمُنُ شَيْطَانٌ ويَقطَعُ كَفَّهُ
وَيُمنَاهُ كَانَتْ مَنْبِعَ الجُودِ والفَضْلِ

وَتَلْحَقُها اليُسْرَى إِلى نَهر كَوْثَرٍ
فَتَنْتَحِبُ الزَّهْرَاءُ مِنْ فِعلَةِ الذُّلِّ

وَيَحضِنُ عَبَّاسُ الإِبا قِربَةَ النَّدى
وَقَدْ نَزَفَتْ مِنْ غَدرِ حَاقِدةِ النَّبْلِ

وَيَهْوِي ، وَسَهْمُ الظُّلْمَ أَلَّمَ عَيْنَهُ
وَمَا هَمَّهُ، إِذْ يَعتَلِي قِمَّةَ النُّبْلِ
*
كَأَنِّي بِعَبَّاسٍ على أَرضِ كَربَلا
جَريحًا بِلا كَفَّينِ، يَشكو لَظَى الرَّمْلِ

يُنَادي : أَخي .. (لَبَّيكَ) ردَّ حَبِيبُهُ
أَتَتْرُكُني والنَّاسُ قد قرَّروا قتلي !

وَيَبْكي حُسَيْنٌ : أَنْتَ حَامِلُ رَايَتي
أَتَتْرُكُني وَحدي، وَأَهْلُ الشَّقَا حَوْلِي

فَمَنْ سَيَقودُ الجَيْشَ بعدكَ يا أخي
ومَنْ رايةَ الكرَّارِ في كربلا يُعلي؟

لَقَدْ كَسَرَتْ ظَهري مُصِيبَتُكَ الَّتي
رَمَانَا بِهَا قَوْمُ الضَّلالَةِ والجَهْلِ
الشاعر محمد باقر أحمد جابر (العاملي)
[قمر هوى بجانب نهر الفرات
ذاك عباس قمر العشيرة أبا الفضلِ
يبكيه صاحب العصر دما
ودموعه تجري دما من المقلِ]
مولانا صاحب الزمان في ليالي محرم يطوف بارض كربلاء فيمر بنهر العلقمي فيقع نظره على الماء الجاري فيسلم على عمه العباس ع
قال الامام الحجة عج مسلماً ((السلام على أبي الفضل العباس ابن أمير المؤمنين ، المواسي أخاه بنفسه ، الآخذ لغده من أمسه ، الفادي له ، الواقي ، الساعي إليه بمائه ، المقطوعة يداه ، لعن الله قاتليه يزيد بن الرقاد ، وحكيم بن الطفيل الطائي ...
وكأني بالحجة عج يخاطب نهر الفرات ولسان حاله…
المهدي يم نهر الفرات گلبه يشتعل جمره
بكفه من غرف مايه جرت من عينه كم عبره
يعاتب والعتاب يطول
ها مهر أمه الزهره
ليش حسين ما يشرب
وچبده تفتت من الحر
〰️〰️〰️〰️
يا ماي النهر جاري
وحسين انذبح عطشان
واطفاله تون وتنوح
ذاقت بالعطش الوان
وعباس البطل يمك
ياويلي تگطّع الذرعان
هوني يا نفس هوني
بعد عيون ابو لاكبر
〰️〰️〰️〰️
عبدالله انذبح ظامي وبسهم العدا مفطوم
يتروّه بدمه نحره وما ذاق العذب محروم
يابس بالعطش چده واويلاه على المظلوم
ويتامى حسين عطشانه
وكبدهم بالظمه تفطّر
خادمة آل محمد✍🏻
المحاضرة
*الماء والسقاية*
~✾•{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}•✾ ~
﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ سورة الأنبياء الآية: 30
المحاضرة
•• اَعْظَمَ اللهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَجَعَلَنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِْمامِ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَيْهِمُ السَّلام •• لعن الله من ظلمكم ومنع عنكم الماء…
عن أمير المؤمنين قال: «الماء سيِّد الشراب في الدُّنيا والآخرة» وسائل الشيعة: ج17، ص187، ح5
*ماذا نقول عند شرب الماء*
وعن الصادق : «إذا شرب أحدُكم الماءَ، فقال: بسم الله، ثم قطعه، فقال: الحمدلله، ثم شرب فقال: بسم الله، ثم قطعه فقال: الحمدلله، ثم شرب فقال: بسم الله، ثم قطعه، فقال: الحمدلله، سبَّح ذلك الماء له، ما دام في بطنه إلى أن يخرج» وسائل الشيعة ص199، ح4.
*ذكر الحسين ع عند شرب الماء*
روي عن ابي عبدالله (عليه السلام) إذا استسقى الماء، فلمّا شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه، ثم قال لي: يا داود لعن الله قاتل الحسين (عليه السلام) [فما أنغص ذكر الحسين (عليه السلام) للعيش، إني ما شربت ماء باردا إلا ذكرت الحسين (عليه السلام)] وما من عبد شرب الماء، فذكر الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، ولعن قاتله إلا كتب الله عزّ وجلّ له مائة ألف حسنة، وحطّ عنه مائة ألف سيئة، ورفع له مائة ألف درجة، وكأنما أعتق مائة ألف نسمة، وحشرة الله يوم القيامة (ثلج الفؤاد) كامل الزيارات ٢١٢
روي ان جابر ابن عبدالله الأنصاري وقف على باب مسجد رسول الله (ص)
وكان الإمام السجاد (ع)
ساجداً .. فطلب جابرُ ماءً ليشرب فجيء له بقدح من الماء
وشرب جابر فقال : الحمد لله … الشكر لله .. السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين ..
فقطع الإمام السجاد سجوده وقال ياجابر ماذا قلت …؟؟ قال سيدي
شربت الماء وذكرت الله واثـنيت عليه وسلمت على ابي عبد الله الحسين …
فقال : الإمام السجاد عليه السلام اعلم ياجابر لقد ازدحم المسجد بملائكة السماء
حتى تكأكؤا (( لربما اجتمعوا ))عند موضع سجودي كلٌٌ يقول انا اكتب ثوابها يابن رسول الله …
*ماء الفرات مهر فاطمة ع*
قيل للنبيّ صلى اللَّه عليه و آله: قد علمنا مهر فاطمة عليهاالسلام في الأرض، فما مهرها في السماء؟
قال: سل عمّا يعنيك و دع مالا يعنيك.
قيل: هذا ممّا يعنينا يا رسول‏اللَّه!
قال: كان مهرها في السماء خمس الأرض، فمن مشى عليها مغضباً (6) لها و لولدها مشى عليها حراماً إلى أن تقوم السّاعة. ١١٣ج٤٣.
الخصّيصة الثانية عشرة
*السّقاية في القرآن والحديث*
لا يخفى أنّ عمل السّقاية من الأعمال الحسنة الجميلة التي امتدحها الله ورسوله ، وندب إليها الإسلام والعقل ، وحبّذها القرآن والسنّة قال:{ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتاً }{ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُوراً} .
وقال (صلّى الله عليه وآله) أيضاً : أفضل الصدقة إبراد كبد حارّة ، وأفضل الصدقة صدقة الماء .
وقال (صلّى الله عليه وآله) أيضاً : مَنْ سقى عطشانَ أعطاه الله بكل قطرة يبذلها قنطاراً في الجنّة ، وسقاه من الرحيق المختوم ، وإن كان في فلاة من الأرض ورد حياض القدس مع النبيِّين .
وقال (صلّى الله عليه وآله) أيضاً : (( ثمان خصال مَنْ عمل بها من اُمّتي حشره الله مع النبيِّين والصدّيقين والشهداء والصالحين . . . وأروى عطشانَ . . . )) .
وقال (صلّى الله عليه وآله) أيضاً : سبعة أسباب يكتب للعبد ثوابها بعد وفاته . . . وحفر بئراً وأجرى نهراً . 
*استسقاء الرسول (صلّى الله عليه وآله)*
نعم ، لقد سقى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الماء من أنامله عمّه أبا طالب (عليه السّلام) ومَنْ كان معه في قافلته التجارية إلى الشام حين كانوا في الطريق ورأوا أنّ البئر التي كانوا يستسقون منها قد أُعميت وطمست .
واستسقى هو (صلّى الله عليه وآله) لأهل المدينة فما استتمّ دعاءه حتّى التفّت السماء بأروقتها ، فجاء أهل البطانة يضجّون : يا رسول الله الغرق !
فقال (صلّى الله عليه وآله) : (( حوالينا لا علينا )) . فانجاب السحاب عن المدينة كالإكليل ، فتبسّم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ضاحكاً حتّى بدت نواجذه ، وقال : (( لله درّ أبي طالب ! لو كان حيّاً لقرّت عيناه )) .
*الإمام أمير المؤمنين (ع) يسقي أهل بدر*
فقد استسقى ليلة بدر بعد أن أحجم الجميع عنه وأتى بالماء إلى مخيّم المسلمين ، مع ما كانت عليه الليلة من ظلام قاتم وبرد شديد ، وكان معسكر المشركين قريباً من البئر بحيث يخاف الوقوع في أيديهم ، كما إنّ ماء البئر كان ممّا لا تناله اليد ، ولم يكن دلو يستقى به ، فنزل الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) في البئر وملأ القربة ماءً ، ثمّ خرج منها وتوجّه إلى معسكر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .
وفي الطريق مرّت به عواصف ثلاث أقعدته عن المشي ، ولمّا سكنت أقبل إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقصّ عليه خبر العواصف ، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( أمّا العاصفة الأولى فجبرائيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك ؛ وأمّا الثانية فميكائيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك ؛ وأمّا الثالثة فإسرافيل في ألف من الملائكة سلّموا عليك ، وكلّهم أُنزلوا مدداً لنا )) .
ومنه اشتهر قول القائل : بأن لعلي (عليه السّلام) في ليلة واحدة ثلاثة آلاف منقبة وثلاثة مناقب ، وقال في معناه السّيد الحميري قصيدة عصماء جاء فيها :
ذاكَ  الـذي سـلّمَ في ليلةٍ       عـلـيهِ ميكالُ وجبريلُ
جبريلُ في ألفٍ وميكالُ في       ألـفٍ ويـتلوهمُ سَرافيلُ
لـيـلةُ  بـدرٍ مدداً اُنزلوا       كـأنّـهـم طـيراً أبابيلُ

*السقاء يوم الحديبية*
وقد استسقى الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) أيضاً يوم الحديبية حين نزل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بأصحابه الجُحفة فلم يجد بها ماءً ، وذلك بعد أن بعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالروايا سعد بن أبي وقاص ، فرجع مع السّقاة خالياً وهو يقول : يا رسول الله ، لم استطع أن أمضي وقد وقفت قدماي رعباً من القوم .
فبعث (صلّى الله عليه وآله) بالروايا رجلاً آخر ، فرجع هو الآخر مع السّقاة خالياً أيضاً ، وقال كما قال الأول : يا رسول الله ، ما استطعت أن أمضي رعباً .
فدعا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حينئذ الإمام أمير المؤمنين (صلّى الله عليه وآله) وأرسله بالروايا ، فخرج (عليه السّلام) بالسّقاة ـ ومعهم الروايا ـ وهم لا يشكّون في رجوعه خالياً كما رجع الذين من قَبله ، حتّى إذا ورد الحرار استقى ثمّ أقبل مع السّقاة إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فلمّا دخل على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالماء ، ورآه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) والماء معه كبّر الله ودعا له بخير .
إرسال الماء إلى عثمان
كما إنّ التاريخ أثبت في صفحاته استقاء علي (عليه السّلام) الماء وإرساله مع أولاده إلى عثمان وهو في الحصار الذي أوجده بنفسه على نفسه ، وذلك بعد أن صُدّت السيّدة اُمّ حبيبة بنت أبي سفيان ومنعت ، وأُريق الماء الذي كانت تحمله إلى عثمان .
كما وسقى جيش معاوية من الفرات لمّا استولى (عليه السّلام) على الماء ، وذلك بعد أن منعهم معاوية عنه قائلاً : اقتلوهم عطشاً .
*استسقاء سبطي الرسول (صلّى الله عليه وآله)*
وهكذا كان الإمام الحسن المجتبى والإمام الحسين (عليهما السّلام) ؛ فقد استسقى بهما لإبانة فضلهما أبوهما الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) حين أضرّ الجدب بأهل الكوفة ، فما أن أتمّ الإمام الحسن والإمام والحسين (عليهما السّلام) حتّى هطلت السماء على أهل الكوفة بالماء ، وأبدلت جدبهم بالخصب ، وقحطهم بالغيث والبركة .
السقاية لأهل الكوفة
هذا ولم ينسَ التاريخ سقاية الإمام الحسين (عليه السّلام) أهل العراق ، وذلك بعد مغادرة مكة والمدينة متّجهاً نحو الكوفة وفي منزل شراف ؛ حيث لمّا كان وقت السحر أمر فتيانه بأن يستقوا من الماء ويكثروا ، ففعلوا ذلك وهم لا يعلمون أنّه لماذا أمرهم (عليه السّلام) بالإكثار من الماء .
ثمّ ارتحلوا , وفي الطريق إذا بهم قد التقوا بالحُر وجيشه ، وكان قد أضرّ بهم العطش ، وأسعر قلوبهم حرّ الشمس وثقل الحديد ، وهنا عرف الفتية الهدف من إكثار الماء عندما قال لهم الإمام الحسين (عليه السّلام) : اسقوا القوم وارووهم من الماء ، ورشّفوا الخيل ترشيفاً .
فقام الفتية بسقي القوم حتّى أرووهم من الماء ، ثمّ اقبلوا يملؤون القصاع والأواني بالماء ويدنونها من الخيل ، فإذا عبّت فيها ثلاثاً وأكثر وارتوت منه صبّوا بقية الماء عليها .
وكان آخر مَنْ جاء من جيش الحُر رجل يقال له : علي بن الطحان المحاربي ، فلمّا رأى الإمام الحسين ما به وبفرسه من العطش قال له : ( أنخ الراوية ) . أي الجمل المحمل بالماء ، لكنه لم يعرف ما يفعل ، فقال له : يابن أخي ، أنخ الجمل  .
فأناخه ، فقال له : اشرب . فجعل كلّما يشرب سال الماء من السقاء ، فقال له : أخنث السّقاء  . أي اعطفه ، لكنه
أيضاً لم يدرِ كيف يفعل ، فقام الإمام الحسين (ع) بنفسه وخنث له السّقاء ، وقال له :اشرب واسق فرسك  . فشرب وسقى فرسه أيضاً ورشّفه ترشيفاً .
*السقّاء في كربلاء*
والأخبار ؛ مثل تاريخ الخميس ، وسرائر ابن إدريس : إنّ أبا الفضل العبّاس (ع) لمّا تعهّد سقي موكب كربلاء وإغداق الماء عليهم في أيّام محرّم وعشرة عاشوراء ، وخاصةً أيام تحريم الماء عليهم ومنعه عنهم ، لُقّب باللقب الكبير ، ووسم بالوسام النبيل وسام ( السّقاء ) .
السّقاء منذ الأيام الأولى
وروي على ما في ثمرات الأعواد : أنّ الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) كان ذات يوم جالساً وحوله ابنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وريحانتاه الإمامان الهمامان الحسن والحسين (عليهما السّلام) ، وإلى جنبهم أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) ، فعطش الإمام الحسين (عليه السّلام) ، فعرف ذلك أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) ، فقام وهو إذ [ ذاك ] صبي صغير وأقبل إلى الدار وقال لأُمّه اُمّ البنين : يا اُمّاه ، إنّ سيّدي ومولاي الإمام الحسين (عليه السّلام) عطشان , فهل لي إلى إيصال شربة من الماء العذب إليه من سبيل ؟
فقالت له اُمّه اُمّ البنين بشغف وشفقة : نعم يا ولدي . ثمّ قامت مسرعة وأخذت معها قدحاً وملأته بالماء العذب ووضعته على رأس ولدها العبّاس ، وقالت له وبكلّ رأفة وحنان : اذهب به إلى سيّدك ومولاك الإمام الحسين (عليه السّلام) .
فأقبل العبّاس (عليه السّلام) بالماء نحو الإمام الحسين (عليه السّلام) والماء يتصبّب من القدح على كتفيه ، فوقع عليه نظر أبيه الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) ورآه قد حمل قدح الماء على رأسه والماء يتصبّب من القدح على كتفيه ، تذكّر وقعة كربلاء فرقّ له ، وقال وهو يخاطبه ودموعه تتقاطر على وجنتيه :  ولدي عبّاس ، أنت ساقي عطاشى كربلاء ؛ فسمّي من ذلك ( السّقاء ) .
*عباس ساقي عطاشى كربلاء*
إذا كانَ ساقي الناسِ في الحشرِ حيدرٌ      فـساقي عُطاشى كربلاءِ أبو الفضلِ
على أنّ ساقي الناسِ في الحشرِ قلبُهُ      مـريعٌ وهـذا بـالظما قـلبُهُ يغلي
وقال السّيد جعفر الحلّي في سقاية العبّاس (عليه السّلام) لعطاشى كربلاء :
وتشتكي العطشَ الفواطمُ عندهُ       وبصدرِ صعدتهِ الفراتُ المفعمُ
لو  سدّ ذو القرنين دونَ ورودهِ       نـسـفتهُ همّتهُ بما هو أعظمُ
ولو استقى نهرَ المجرّةِ لارتقى       وطـويـلُ  ذابـلهِ إليها سلّمُ
يصوّر الشاعر الموالي لأهل البيت (عليهم السّلام) السّيد جعفر الحلي في هذه الأبيات الأخيرة جدارة أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) لحمل وسام (ساقي عطاشى كربلاء) ، وتأهّله للقيام بهذه المهمّة الشريفة ، ويصفه بأنّه من عظيم همّته وكبير عزمه وشدّة غيرته لا يسمح لنفسه أن يرى واحدة من الفواطم تتلوّى عطشاً ، ويسمع منها تشتكي ظمأً ؛ فإنّه يوفّر لها الماء حتّى ولو كان بينه وبين الماء سداً منيعاً كسد ذي القرنين المعروف بالقوة والإحكام .
 فإنّ أبا الفضل العبّاس (عليه السّلام) لو استقى من نهر المجرّة ـ ناهيك عن نهر الفرات ـ لجعل رمحه الطويل سلّماً يصعد عليه ، ومدرجاً يرتقي عبره إلى السماء ليحمل منه الماء ويأتي به إليهم ، وكذلك كان أبو الفضل العبّاس (عليه السّلام) , وأنعم به شهماً غيوراً ، وبطلاً مقداماً .
*السقّاء*
عند الله تبارك وتعالى في بريّته كما نصّ الرسول (ص) بذلك عليه ، وأبو الفضل (ع) هو مَنْ يعرف حقّ الحجة ؛ ولذلك كان العبّاس (ع) حتّى في يوم عاشوراء لا يتصرّف من عند نفسه ولا يجتهد برأيه ، بل كان يتعبّد بكل الأوامر الصادرة إليه من مولاه وإمامه ، ويطبّقها تطبيقاً حرفيّاً بلا زيادة ولا نقصان من عنده .
وقد تجلّى ذلك في موقفه عندما جاء إلى الإمام الحسين (عليه السّلام) يستأذنه في البراز ومقاتلة القوم الظالمين الذين لم يحفظوا حرمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في ذرّيته ، ولم يرعوا شخصه الكريم بعد غيابه في أبنائه وأهل بيته ، لكن الإمام الحسين (ع) أبى أن يأذن له وقال : إن كان ولا بدّ فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلاً من الماء .
العبّاس (عليه السّلام) عند طلب أخيه
امتثل أبو الفضل (عليه السّلام) كلام أخيه الإمام الحسين (عليه السّلام) وانصرف عن مقاتلته الأعداء ، وأقبل نحو الخيام وأخذ منها قربةً خاوية واتّجه بها نحو العلقمي ليأتي بالماء إلى الأطفال .
أقبل العبّاس (عليه السّلام) حتّى اقتحم الفرات… وهو عطشان… اه لعطش قلبك ابا الفضل..
وقد روي انّ أبا الفضل عليه السلام عَهِدَ إلى أبيه أميرِ المؤمنين عليه السلام بأن لا يشربَ الماء: "فلمّا ضُرِبَ الإمامُ علي عليه السلام وتجمّعَ أهلُ بيتِه من حولِه، قال لأبي الفضل العباس إنّه سيأتي يومٌ عليكَ وعلى الحسين تكونان فيه عطاشى فهل ستشربُ الماءَ دونَه؟ فقال أبو الفضل: عهدًا يا أميرَ المؤمنين لن أشرب".
ولمّا أحسّ ببرد الماء اغترف منه غرفة بيده وقرّبه إلى فمه ، فقد كان عطشانَ شديد العطش ، ظمآن عظيم الظمأ ، تذكّر عطش أخيه الإمام الحسين (ع) فأبى أن يشرب ؛ مواساةً لأخيه .
*… يصوّر لنا الشاعر أنه تخيّل العباس ع وجه ام البنين في الماء ولسان حالها…*
لا تشرب لذيذ الماي وعهدي ينبيِ اتذكر
وعدك من تواسي حسين لا تنس ٱبو لاكبر
لا تبلّلها يبني شفاك
عطشان الگلب فطّر
ادري گلبك الظامي
يواسي حسين واطفاله
*جواب العباس ع*
شلون اشرب عذب يُمه
وچبد حسين ظمآنه
عهد ولسيّدي مگطوع
اواسي حسين ورضعانه
ما انسى سكينة هناك
لشربة ماي عطشانه
كنها تگلي لا تنس
چبد حسين وعياله
خادمة آل محمد ✍🏻
فصبّ الماء على الماء وملأ القربة ،
وخرج من الفرات متّجهاً نحو مخيّم النساء والأطفال فرشقوه بالسهام
واصيبت القربة ولكن واسفاه لم يصل الماء للمخيم لانه قد قطعوا شمال ويمين العباس فوقف العباس حائرا لا يمين ولا يسار
الله كيف كانت حيرة العباس حين اصابت السهام القربة وسال ماؤها وهو على ظهر جواده بلا كفين..يدير طرفه نحو المخيم /لحن يا خويه يا خويه للمعاتيق لحن الشجي
يا حيرة الحيرة ..عباس ابو الغيرة
لا يمنه لا يسره.. من صابو القربه

حاير على مهره.. يوگع على الغبره
لا يمنه ولا يسره.. ومصيبته صعبه

عطشانه ايتامه.. صابو بعمد هامه
طايح على الغبره .. ومحيّر بحيره

نادى ابو فاضل .. والمدمع السايل
أدركني يا خويه .. سايل دم الضربه

تلگى الترب صدره ..وسهام الصدر كثره
وزنوده مگطوعه ..طايح على التربه
خادمة آل محمد✍🏻
فيا لها من حيرة ويا له من موقف رآه الحسين وقد كسر ظهره فأسرع اليه رآه مقطع الچفين والسهم عينه والدماء تغسّل وجهه فانحنى عليه وانكسر ظهره لعظم مصابه يگله
آيخويه… يا سند ظهري كسرته
آيخويه… يا أخو طاحت يسرته
آيخويه… يا گمر عالنهر عفته
انتحى عليه ليحتمله ففتح العباس عينيه فرأى أخاه الحسين يريد أن يحمله ، فقال له : إلى أين تريد بي يا أخي ؟ ! فقال عليه السلام : إلى الخيمة ! فقال : أخي ، بحق جدك رسول الله عليه السلام عليك أن لا تحملني ، دعني في مكاني هذا ! فقال ع لماذا ؟ لامران الامر الثاني : أنا كبش كتيبتك ومجمع عددك ، فإذا رآني أصحابك وأنا مقتول فلربما يقل عزمهم ، ويذل صبرهم
فقال عليه السلام : جزيت عن أخيك خيرا حيث نصرتني حيا وميتا
واما الأمر الأول
قال : إني مستح من ابنتك سكينة ، وقد وعدتها بالماء ولم آتها به ! لحن الجفيري~
سكينة يخويه بالخيم تنتظر اجيب الماي
اسمعها وتنادي بألم يا عمي ذاب حشاي
صعبة كفيل العايله
تشفه بلا يمناي
ولا يسره مطبور بعمد
وسهم لطفى هالعين
آيخويه آيخويه آيخويه آه~
[عباس قم واروِ العطاشى بكربلاء
وامسح بكفك دمعة المقلِ ]
[ هاي هي في الخيام سكينة تترقب لك عودة بالعجل ]
وكأني بسكينة تقف بباب الخيمة والاطفال من حولها عطاشى ينتظرون العباس. ليأتيهم بالماء
وهي تعاين الراية ترفرف بيمين عمها ولسان حالها/ لحن الجفيري او زينب اجت لحسينها ~ للشيخ زمان
عمّي الگمر شد عالحرب
يم النهر يملي الچرب
وبيمينه نريد الشرب
ومن العطش يروي الچبد
-----------------
بكفوفه زمزم والرّواء
ساقي عطاشى كربلاء
بيمينه من رفّ اللواء
نصرخ يبو فاضل مدد
-----------------
يا عمي ليش تأخرّت
ساعه وتجي وانت گلت
وبوعدك انت اخلفت
انت الكفيل وانت السند
ماذا بعد يا سكينة ؟ تأخر العباس والاطفال تنتظر وعيونها على درب المشرعه… كأني بسكينة احسّت بخطب ما بتأخير عمها العباس فراحت تخاطبه ولسان حالها…
آيعمي… .ارجع النا بالگمر
آيعمي… هاي اطفالك تنتظر
آيعمي… نخافن يصيبك خطر
آه آه والاطفال تنتظر تلك الراية تعود ولكن واسفاه لما رأووا الحسين عاد وحده كأني بسكينة صاحت فصاحت ابتاه أين عمي العباس
لحن علي راح~~~
راح الگمر… والظهر مني يسكنه آه انكسر… راح الگمر مطروم عمچ في جنب النهر …
الكافل عالشريعه وچفينه گطيعه ²
دگومي يالوديعه واندبينه~
---------------------
صاحت سكينه وعماه~~~ وعباساه
تگله
عمي بوفاضل… انه ما ريد الماي
عمي بوفاضل… ارجع النه يا وفّاي
عمي بو فاضل… عزي يا سور لحماي
ارجع يا عمي… بدرك يضوّي علينه
ارجع النا… كافل وحامي الظعينه
ارجع النا… عمي يا كف الحنينه
ابو فاضل ~~~ابو فاضل
----------------------
*كأني بسكينة أرادت ان تخرج من الخيمة الى اين الى نهر العلقمي… فصاح بها الحسين ارجعي يا بنيتي…*
لحن بلا عمامة الملا محمد بو جبارة~
گلها يا سُكينه
نوحي يا حزينه
رايح ابو فاضل
وضاعت هالظعينه
------------------
صاحت سكينه يا عمي والمدامع ساجمه
يلي نايم عالشريعه گوم يا حامي الحمه
بس نريدك إلنا ترجع وتحمي عترة فاطمه
گوم واسقينه بكفوفك
يابو فاضل يالگمر
يا قمر العشيره
من بعدك اسيره
واحمينا بكفوفك
هجمت اعادينه
خادمة آل محمد✍🏻
*مجلس الليلة الثامنة القاسم (ع)*
المقدمة
صلے الله عليكے يا أبا عبدالله ²
سيدي يـا حسـین
"يا عبرة كلّ مؤمنٍ ومؤمنة" "السلام عليك وعلى الأرواح التي حلّت بفِنائك وأناخت برحلك"
السلام عليكم وعلى اخيك الحسن المجتبى
السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها السَّيِّدُ الزَّكيُّ يا كريم آل محمد ايها المسموم ~ السلام على شبلك القاسم المظلوم
السَّلَامُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِي الْمَضْرُوبِ هَامَتُهُ الْمَسْلُوبِ لَأْمَتُهُ لعن الله من قتلك ولعن الله من ظلمكم يا ليتنا كنا معكم. فنفوز فوزا عظيما
القصيدة
حسنٌ ..ولولا صُلْحُهُ طُمِسَ الْهُدَى
حتْماً وضاعتْ بعثةُ الهادي سُدى

حفِظَ الرسالةَ مِنْ سُمومِ سقيفةٍ
رقطاءَ قدْ نفثَتْ لِتَقْتُــلَ أحْمَدا

قالوا مذلَّ الْمُؤْمِنِينَ وإنَّهُ
لوْ سلَّ بارِقَهُ الصقيلَ لأرْعدا

إِنْ كانَ قدْ حكَمَ القضا بقعودِهِ
فبِكربلاءَ قضى بأَنْ لا يقْعُدا

أسَدٌ وورَّثَ عَزْمتَيهِ لِشبلِهِ
فرأيتهُ في وجهِ "قاسمِهِ" بدا

لمْ أنسَ ذاك الشِّبلَ ساعَةَ أقبلُوا
بحصيرِ "أكبرِهِمْ" تشجَّعَ لِلْفِدا

فدنا إلى المظلومِ يطلبُ إذْنَهُ
أفديهِ مِنْ فادٍ لأعظِمِ مُفتدى

بعِمامةِ المسمومِ عمَّمهُ الحسينُ_
وضمَّهُ كالشمسِ تحضنُ فرقدا

سقَطَا مِنَ الدَّمعِ الغزيرِ على الثَّرى
ثمَّ انثنى نجْلُ الزَّكيِّ إلى الرَّدى

يشْتمُّ أنفاسَ الشَّهَادةِ عنْبراً
فيغازلُ الصَّمصامَ كَيْ يسْتشِهدا

لوْ كانتِ الدُّنيا تُساوي نعْلَهُ
ما مالَ يُصْلِحُ شِسْعَهُ وَسْطَ العِدى

شَلَّتْ يدُ "الأزديِّ" حينَ أصابَهُ
بالسَّيفِ أبكى في السَّماءِ مُحمَّدا

وأتى الحسينُ السِّبطُ يصرخُ يا أخِي
أرْجعْتُ قاسِمَكَ العَريسَ مُمدَّدا

أرجَعْتُهُ في التُّربِ يفحَصُ داميَاً
أحكيهِ لكنْ لَمْ يُحَرِّكْ لي يدا

وعلَى الرِّماحِ غداً سيُرْفَعُ رأسُهُ
لا عجَّلَ الباري بِمَا يَأْتي غدا

آهٍ يرى مِثْلَ العقيلةِ أُمَّهُ
تُسبى وزَيْنَ العابدينَ مُقيَّدا

ما كانَ أسْرعَهُ لِيبْلُغَ حُلْمَهُ
بالموتِ لا مِثْلَ الشبابِ..فخُلِّدا !
الشاعر علي عسيلي
طور الأنين العاملي~
روحي فدا عمي الحسين
افديها يمه والعمر
فدوا حسين كل السنين
يا يمه وافدي هالنحر
جاسم انا اسمي عريس
يا يمه ملّيت الصبر
ساعة وشفت عمي وحيد
لا عنده ناصر لا معين

يا يمّه كفّيِ هالدمع
وذكري الشفاعة لكل شهد
تكافيك مكسورة ضلع
تشوفيني نايم عالصعيد
تواسي بمصابي فاطمه
ساعة يِگِطعون الوريد
واكبر وقاسم الشباب
يفدوا النحر لاجل الحسين

من تشوفي ابنچ عالترب
ذكريني عطشان الگلب
يا يمه محروم الهوا
محروم من شم العذب
صبري يا يمه عالمحن
جاسم صريع على الترب
سقوني من كوثر شراب
وتاج الجنان على الجبين

ودعني يبني من تروح
خليني اشبع شوفتك
يالتارس الگلب بجروح
بيديه انصب حوفتك
والحنه من دم النحر
يبني عجنتها بتربتك
والزفه مو ورد بنبال
صياح وهلاهل والأنين
خادمة آل محمد✍🏻
القصيدة 2
وَلَدي تَقَدَّمْ للفِدَاءْ لا تَتْرُكِ المولى الغَيُورْ
هذي وَصَايا المجتبى في الغَاضِرِيَّةِ كُنْ نَصِيرْ
*
يا قَاسِمُ العَطْشَانُ عِنْدِي أُمْنِيَه
أَنِّي أَرَاكَ اليَوْمَ يَا رُوحِي عَرِيسْ

يا لَيْتَها كَانَتْ مَرَاسِيمَ الزَّفافْ
لَكِنَّهُ يَوْمٌ عَلَى الدُّنْيا عَبُوسْ

أَنِّي أَرَى رَأْسًا علا تِلْكَ الرِّمَاحْ
وَأَرَى خُيُولَ العَارِ أَجْسَادًا تَدوسْ
*
أُمَّاهُ إِنَّ العِشْقَ يَسْرِي فِي دَمِي
لا عَيْشَ لي بَيْنَ الجُيُوشِ البَاغِيَه

الموتُ أَحلى في رِحَابِ ابْنِ النَّبي
عُرسي هُنَالِكَ في الجِنَانِ العَالِيَه

صَوتُ الحُسَيْنَ علا مِنَ القَلْبِ الجَرِيحْ
أُمَّاهُ قَدْ حَرَقَتْ فُؤَادِي الوَاعِيَه
*
وَلَدِي إِلَيْكَ السَّيْفُ ، سَيْفُ المجتبى
إِضْرِبْ بِهِ الأَعداءَ حَتَّى تُقْتَلا

لا تَتْرُكِ العَطْشَانَ مولانا الحُسَيْنْ
حَتَّى يَرَاكَ مُخَضَّبًا في كَرْبَلا

مَا المَجْدُ إِلَّا أَنْ أُوَاسِي فَاطِمَةْ
مَا ودَّعَ اللهُ الحُسينَ ومَا قَلَى
*
أُمَّاهُ مَاضٍ فاحْضِنِيني وانْدُبِي
المَوتُ آتٍ فاصْبِرِي وتَأَهَّبي

أُمَّاهُ ضُمِّيني فَقَدْ حَانَ الوَدَاعْ
أَشْتَاقُ أَنْ أَلْقَى عَلَى عَجَلٍ أَبِي

أَشْكُو لَهُ غَدْرَ الحَيَاةِ وَمُرَّها
أَشْكو لَهُ عَطَشَ الحُسَيْنِ ابْنِ النَّبي
الشاعر محمد باقر أحمد جابر (العاملي)
وصية القاسم لأمه رملة/ لحن الجفيري♪
ذكريني لو شفتي الشباب
معفّر بدمي عالتراب
دم الطبر صاير خضاب
والزفة من نبل وسهم

ذكريني محروم الروّا
وجروحي ما ليها دوا
محروم انا شم الهوا
وحتى شبابي منحرم

لو عينك اشتاگت إلي
وطفّيتي شمعة مزلي
يمه اصبري ولا تهملي
دمعة عيونچ بالألم

خادمة آل محمدودعيني ~ ودعيني
يمه گومي يا حنونه وانظريني
ودعيني ~ ودعيني رايح انه للحرب انصر حسيني
لا تنوحين ~ لا تنوحين تفخري ابنك شهيد بيوم عاشر~
لا تونين ~ لا تونين وشوفي لحسين وحدة بهالحرب ما عنده ناصر
خادمة آل محمد✍🏻
ابو ذية
يجاسم ما گلت مترد
وبالمصرع ذبيح اشلون مترد
تعيش امك عگب مترد
تريد الموت يوحيّد اليه
*المحاضرة اقسام القلوب و قسوة القلب*
~✾•{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}•✾ ~
•• اَعْظَمَ اللهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَجَعَلَنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِْمامِ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَيْهِمُ السَّلام ••
 {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ﴾ آل عمران٨
روي عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر عليه السلام: "إن القلوب أربعة: قلب فيه نفاق وإيمان، وقلب منكوس1، وقلب مطبوع2، وقلب أزهر3أجرد4. فقلت: ما الأزهر؟ قال: فيه كهيئة السراج، فأما المطبوع فقلب المنافق، وأما الأزهر فقلب المؤمن، إن أعطاه شكر وإن ابتلاه صبر، وأما المنكوس فقلب المشرك، ثم قرأ هذه الآية "أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"، فأما القلب الذي فيه إيمان ونفاق فهم قوم كانوا بالطائف فإن أدرك أحدهم أجله على نفاقه هلك وإن أدركه على إيمانه نجا".
1- المنكوس: المقلوب، يقال نكست الشي‏ء أي قلبته على رأسه.
2- المطبوع: المختوم، والطبع بالسكون: الختم، وبالتحريك: الدنس والوسخ.
3- الأزهر: الأبيض المستنير، ورجل أزهر أي أبيض مشرق الوجه، والمرأة: الزهراء.
4- الأجرد: الذي ليس في بدنه شعر، كناية عن عدم تعلق قلبه بالدنيا أو عن خلوه من الغل والغش
سنتناول في حديثنا هذا أمراض القلب المطبوع والمنكوس
الذي قد يصيب بـ ختم القلب وصدأ القلب ورين القلب أو ختمه أو عمى القلب ..او قسوة القلب… وان لهذه الامراض اسبابا نسلط الضوء على بعض منها;
*أسباب قسوة القلب وطرق علاجه*
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾.
آمنا بالله صدق الله العلي العظيم
كما أن الجسد يصيبه المرض ويحتاج إلى العلاج فإن القلب أيضًا يصيبه المرض ويحتاج إلى العلاج، مرض القلب أشد من مرض الجسد وهو مرض القسوة، فإذا أصيب القلب بهذا المرض يبدأ بعدم يتذوق الدعاء ولا يلتذ بقراءة القرآن ولا يهتم بالنافلة وإذا سمع الموعظة ينفر منها كأنها لا تعنيه ولا ترتبط به، فهذا القلب أصبح قاسيًا، فلو كان منشرحًا لأقبل على النافلة، الدعاء، الموعظة، لكنه مبتلى بالمرض وإذا ابتلي به لا يحنه على الفقراء والمحتاجين.
*المحور الأول: أسباب مرض القلب.*
السبب الأول: احتقار المعصية.
كثير منا إذا فعل الذنب يعتبر نفسه لم يفعل شيء ويعتبر هذا الفعل أمر عابر وغير ظاهر مثلًا إذا استمع أغنية أو أكل لحم حرام أو نظر إلى امرأة أجنبية بشهوة، استصغار الذنب يؤدي إلى قسوة القلب ورد عن النبي : ”أشد الذنوب ما استهان به صاحبه“ وورد عنه : ”من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن“ الذي يستاء ويتأذى من الذنب هو المؤمن والذي لايتأذى من الذنب ويعتبره لم يحدث هذا إيمانه ناقص وورد عنه : ”إن المنافق إذا أذنب كان ذنبه كذبابة مرت على أنفه فأطال وإن المؤمن إذا أذنب كان ذنبه كجبل أبي قبيس على صدره“ وعن الإمام زين العابدين : ”يا بنية إجتنبوا الكذب الصغير منه والكبير فإن الرجل إذا كذب في الصغير إجترأ على الكبير“.
*السبب الثاني: ترادف الذنوب.*
ربما في اليوم عدة ذنوب، فإلى متى الترادف والتتابع بين الذنوب فالعمر قصير وسينتهي والفرصة ليست متاحة دائمًا والدقائق تمر، فترادف الذنب على الذنب من دون توبة وإنابة واستغفار فإلى متى هذا؟
مثلًا كل يوم يتم إجراء المعاملات الربوية والاستماع للأغنية والإصرار على العلاقة غير المشروعة مع الفتاة أو المرأة من خلال الانترنت والهاتف، ورد عن النبي : ”إن العبد إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب انمحت وإن عاد عادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدًا“ القلب يصبح فحمة سوداء وقطعة من النار. ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾، القلب قد صبغ بالذنب.
شخص يقول: أنا شيعي موالي لا بأس لو أصريت على الذنوب وتتابعت الذنوب عليّ أهل البيت لن يهملوني يوم القيامة سيأخذون بيدي ويشفعون لي لأني شيعي موالي وإن أصررت على الذنب والمعصية، السيد محسن الحكيم يقول: ”من أصر على المعاصي يخشى عليه أن يموت على غير الولاية“. ترادف المعاصي والذنوب وعدم المبالاة تتراكم إلى أن تصبح حاجز في وقت نزاع الروح - وقت الإحتضار -، هذه الذنوب تشكل حاجز مانع، أهل البيت يشفعون للموالين ولكن وقت الموت قد يخرج من قلب الانسان ولاية علي وأهل بيته نتيجة كثرة الذنوب وترادفها.
*السبب الثالث: مجالسة الموتى.*
قد ورد عن النبي : قيل له: ”من هم الموتى؟“ قال: ”كل مترف ميت“ المترف هو الذي يتحدث عن الدنيا وقضاياها فقط فلا تسمع منه كلمة واحدة عن الآخرة والتوبة وذكر الله، النصوص تعبر عنه بالبطال وهو الذي عنده أعمال وتجارة كما ورد في دعاء أبي حمزة الثمالي: ”أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني“ أي الإصرار على مجالس الدنيا.
*السبب الرابع: الاعتداء على الحرمات.*
المؤمن له حرمة كما ورد في القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ﴾، الظن السيء بالمؤمن لا يجوز فكيف بالغيبة؟ أيرضى الانسان أن يأكل لحم نتن؟ المؤمن هو من والى عليًا فما دام هو متستر على عيوبه لا يجوز غيبته وهتك حرمته.
إذا كان المؤمن فقيه يمثل آل النبي وتستبيح حرمته ومقامه ويكون فاكهة في المجالس ”المرجع الفلاني فيه كذا“ يتم طعنه وشهره، ورد عن الإمام الصادق : ”العلماء ورثة الأنبياء“ وعن الإمام العسكري : ”فأما من كان من الفقهاء صائنًا لنفسه حافظًا لدينه مخالفًا على هواه مطيعًا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه“ هتك واستحلال حرمات المؤمنين وخصوصًا المراجع والفقهاء تعتبر جريمة فأعداء المذهب يريدوا أن يعتبروا المراجع صفر على الشمال، أقوى قوة لدى المذهب الإمامي هم المراجع لأن كلمتهم نافذة ومؤثرة فإذا جاء اليوم الذي يصبح فيه المراجع لا حرمة لهم ولا ذكر حسن ولا قيمة ولا رعاية سيكون الناس في فك وفوضى.
*السبب الخامس: أكل اللحم الحرام.*
هذا المقدار الذي يُأكل من غير إحتياط كأننا لا يوجد عندنا إلا البطون لإشباعها، الفقهاء يقولون: ”لابد من الإلتفات إذا البلاد يوجد بها ثروة حيوانية تعتمد البلاد عليها مثل إيران، سوريا فهي لا تحتاج أن تستورد وإن إحتاجت إلى الاستيراد فسيكون قليل“ سوق المسلمين كله إمارة على التذكية أما إذا بلاد تعتمد على الاستيراد ولا يوجد تدقيق ورقابة على اللحم المستورد الفقهاء يقولون: ”إذا غلب اللحم الموجود في السوق أنه لحم مشكوك التذكية الأحوط وجوبًا السؤال“، يجب أن تسأل وتأخذ بخبر المسلم الثقة بأن اللحم مذكى أو لا. الإمام الحسين  يخاطب القوم المواجهين له: ”ملئت بطونكم من الحرام فقست قلوبكم فهي كالحجارة أو أشد قسوة“، إذن قسوة القلب لها أسباب.
المحور الثاني: طرق العلاج.
*الطريق الأول: محاسبة النفس.*
مثل ما تحاسب نفسك في الشركة أو المؤسسة حاسب نفسك على الذنوب فورد عن النبي : ”حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا“، وورد عن الإمام الكاظم : ”ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم فإن عمل حسنة استزاد الله وإن عمل سيئة استغفر الله“، قبل النوم ب 5 دقائق استعرض عملك من الصباح إلى الليل «ماذا عملت؟» كذبت، اغتبت، ارتكبت معصية... إلخ.
*الطريق الثاني: الأجواء الروحية.*
نحن بعيدين عن الأجواء الروحية فقبل 20 سنة المساجد عامرة بصلاة الجماعة والدعاء أما الآن شبابنا ابتعدوا عن المساجد ولا يوجد فيها إلا الكبار فهذا البعد يوجب الإنغماس في الأجواء الشيطانية، يوجد قسمين من الأجواء:
*الأجواء الشيطانية: كلها إثارة وإغراء.
*الأجواء الروحية: كالمسجد، والدعاء.
لا يقاوم الأجواء إلا الأجواء فيحتاج الإنسان كل يوم أن يأخذ جو روحي بصلاة جماعة ودعاء فلا يكلف هذا ساعة واحدة فمثل ما يتم الحرص على الجلوس إلى الصديق والزميل للاستماع إلى المحاضرة أو الأخبار مثلما يتم الحرص على هذه الأمور وكلها دنيوية احرص على الآخرة بساعة واحدة تدخل المسجد تسمع الدعاء وتقرأ القرآن وتصلي النافلة ”إن صلاة الجماعة تعدل صلاة الفرد بسبعة وعشرين درجة وإذا زاد عدد الجماعة على عشرة فلا يحصي ثوابها إلا الله“.
*الطريق الثالث: الخلوة*
لماذا لا تخلو بنفسك؟ فدائمًا تكون مع الغير «الأصدقاء، الزوجة، الأهل» 15 دقيقة مع النفس هي طريق لتغيير وتصحيح النفس، سيأتي يوم ستكون فيه وحدك كما تذكر الآية المباركة: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ﴾ أتيت إلى الدنيا مفرد وسأرحل عنها مفرد فأمر نفسي على الوحدة.
في الأسبوع لو مرة واحدة أخلو بنفسي أجلس في الظلام وعلى المصلى وأجلس مع ربي «15 - 30 دقيقة» هذه الخلوة تذكرني بالذنوب والخطايا والمعاصي فتجعلني أبادر للتوبة والإنابة، التوبة ضرورية لإصلاح النفس الإمام علي القائد العظيم يترك الجيش والقتال ويذهب للخلوة مع نفسه وقد رأيته ذات ليلة من لياليه وهو قابض على شيبته ويبكي بكاء الثكلى ويقول: ”إليك عني يا دنيا فإنّي قد طلقتك ثلاثًا لا رجعة لي فيك فعمرك قصير وخطرك كبير وعيشك حقير“.
الطريق موحش إذا لم يكن هنالك عمل صالح فتمشي فيه لوحدك من الموت إلى القبر إلى منكر ونكير إلى البرزخ إلى القيامة، الإمام أمير المؤمنين يقف في السوق فلما رأى أهل السوق بكى قال: يا عمال الدنيا وعبيد أهلها إذا كنتم بالنهار تحلفون وبالليل تنامون وما بين ذلك أنتم غافلون فمتى تهيئون الزاد وتعدون المعاد" قال عز وجل: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾.
*الطريق الرابع: الإقرار بالذنب.*
تقر الذنب بالبكاء والتحسر فالبكاء ليس عيب فهو يغسل النفس اجلس على المصلى وأقر بذنوبك تفصيلًا ببكاء وحسرة وندم فالإمام زين العابدين يعلمنا من خلال أدعيته ومناجاته، الأهوال عظيمة والأخطار كبيرة فكل نفس تأتي وتجادل بنفسها وترى الناس بسكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد فكل عين تأتي وتبكي ولكن عندنا حديث عن الصادق: ”كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث: عين بكت من خشية الله وعين غضت عن المحارم وعن بكت على أبي عبدالله“.
اللهم ارزقنا تلك الدمعة على الحسين ع فهي رحمة الله ولا تحرمنا من رحمة الله الواسعة وباب كل خير وسفينة النجاة الأوسع الامام الحسين ع الذي لم يرواعوا له حرمة في عاشوراء فانتهكوا حرمة رسول الله ص واسحوذ عليهم الشيطان وطُبع على قلوبهم فهم لا يعقلون وهذا عمر بن سعد الذي إستحوذ عليه الشيطان ونادى حامل الرّاية : « يا دُرَيْدُ ! أدْنِ رَايَتَك ، فَأَدناها ، ثمّ وَضَعَ سَهْمَهُ في كَبِدِ قَوْسِهِ ، ثُمّ رَمى ، فقال : اشهدوا أنِّي أوّلُ مَنْ رَمَى ، ثمّ ارتمى النَّاسُ وتبارَزُوا » . وهكذا أضرمَ ابن سعد نار الحرب ، وَوَجَّه سهامه نحو مخيّم آل الرّسول (ص) ، فتبعهُ جنده ورماته يمطرون الحسين (ع) وأصحابه بوابل من السهام ، حتّى لم يبق أحد من أصحاب الحسين (ع) إلاّ وأصابه سهم . عظم الموقف على الحسين (ع) ، ثمّ خاطبَ أصحابه : «قُومُوا رَحِمَكُمُ الله إلى الموتِ الّذي لا بُدَّ منه ، فإنَّ هذه السِّهامَ رُسُلُ القَوْمِ إليكُم» .
وهكذا بدأ النزال والتحمت السيوف وانجلت الغبرة واستشهد اصحاب الحسين ع ولم يبق في المخيم سوى الحسين ع والنساء والاطفال وسمع واعية الحسين ع… أما من ناصر ينصرنا؟! أما من ذابٍّ يذبّ عنّا؟! خرج القاسم إلى عمّه الحسين قائلاً: لبّيك سيّدي يا عمّ يا أبا عبد الله، يا عمّ ، الإجازة لأمضي إلى هؤلاء الكفار ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : يابن أخي ، أنت من أخي علامة ، وأريد أن تبقى لي لأتسلَّى بك ، ولم يعطه إجازة للبراز ، فجلس مهموماً مغموماً ، باكي العين ، حزين القلب ، وأجاز الحسين ( عليه السلام ) إخوته للبراز ولم يجزه ، فجلس القاسم متألماً ، ووضع رأسه على رجليه ، وذكر أن أباه قد ربط له عوذة في كتفه الأيمن ، وقال له : إذا أصابك ألم وهمّ فعليك بحلّ العوذة وقراءتها ، فافهم معناها واعمل بكلِّ ما تراه
مكتوباً فيها ، فقال القاسم لنفسه : مضى سنون عليَّ ولم يصبني مثل هذا الألم ، فحلَّ العوذة وفضَّها ونظر إلى كتابتها ، وإذا فيها : يا ولدي يا قاسم ، أوصيك أنك إذا رأيت عمَّك الحسين ( عليه السلام ) في كربلاء وقد أحاطت به الأعداء فلا تترك البراز والجهاد لأعداء الله وأعداء رسوله ، ولا تبخل عليه بروحك ، وكلَّما نهاك عن البراز عاوده ليأذن لك في البراز ، لتحظى في السعادة الأبدية.
فقام القاسم من ساعته وأتى إلى الحسين ( عليه السلام ) ، وعرض ما كتب أبوه الحسن ( عليه السلام ) على عمّه الحسين ( عليه السلام ) ، فلمَّا قرأ الحسين ( عليه السلام ) العوذة بكى بكاء شديداً وتنفَّس الصعداء ، وقال : يا ابن الأخ ، هذه الوصيّة لك من أبيك ، وعندي وصيّة أخرى منه لك ، ولابد من إنفاذها.
فمسك الحسين ( عليه السلام ) على يد القاسم وأدخله الخيمة ، وقال لأم القاسم ( عليه السلام ) : أليس للقاسم ثياب جدد ؟ قالت : لا ، فقال لأخته زينب ، ائتيني بالصندوق ، فأتت به إليه ، ووضع بين يديه ، ففتحه وأخرج منه قباء الحسن ( عليه السلام ) وألبسه القاسم ، ولفَّ على رأسه عمامة الحسن ( عليه السلام ).
إلى أن قال : فلمّا رأى الحسين ( عليه السلام ) أن القاسم يريد البراز قال له : يا ولدي ، أتمشي برجلك إلى الموت ؟ قال : وكيف يا عمّ وأنت بين الأعداء وحيد فريد لم تجد محامياً ولا صديقاً ؟ روحي لروحك الفداء ، ونفسي لنفسك الوقاء.
ثم إن الحسين ( عليه السلام ) شقَّ أزياق القاسم ، وقطع عمامته نصفين ، ثمَّ أدلاها على وجهه ، ثمَّ ألبسه ثيابه بصورة الكفن ، وشدَّ سيفه بوسط القاسم ، و
وجهه كفلقة القمر ، فقاتل قتالا شديداً حتى قتل على صغره خمسة وثلاثين رجلا.
قال حميد : كنت في عسكر ابن سعد ، فكنت أنظر إلى هذا الغلام عليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما ، ما أنسى أنها كانت اليسرى ، فقال عمرو بن سعد الأزدي : والله لأشدّن عليه ، فقلت : سبحان الله! وما تريد بذلك ؟ والله لو ضربني ما بسطت إليه يدي ، يكفيه هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه ، قال : والله لأفعلنَّ ، فشدَّ عليه فما ولَّى حتى ضرب رأسه بالسيف ، ووقع الغلام لوجهه ، ونادى : يا عماه.
رحم الله من نادى واقاسماه ~~
قال : فجاء الحسين ( عليه السلام ) كالصقر المنقضّ ، فتخلَّل الصفوف ، وشدَّ شدّة الليث الحرب ، فضرب عمراً قاتله بالسيف ،
وصل الى مصرعه باي حال رآه
حال الامام. الحسين ع عند مصرع القاسم
اتعنه حسين للحومه
ومن حوله تدور الخيل
مغسّل من دم الطبره
مرمي عالترب يا ويل
نادى يا بني يا جاسم
ومنه منهدم هالحيل
-------------
باول ضربه عالهامه
صاح ادركني يا عمي
اتعناله الشهيد حسين
وشافه عالترب مرمي
صبراً گله يا جسام
تنتظرك جنان وحور
------------
خادمة آل محمد
فقال الإمام: يعزُّ على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك, أو يجيبك فلا يعينك, أو يعينك فلا يغني عنك, بعداً لقوم قتلوك ومن خصمهم في يوم القيامة جدّك وأبوك, هذا يوم كثر واتره وقلّ ناصره,
وقد وضع الحسين صدره على صدره, فقلت في نفسي: ما يصنع به؟! فجاء به حتّى ألقاه بين الشهداء من أهل بيته
*نعي جديد / ماتم القاسم ع لحن الجفيري* ♪
طفو الشمع جابو النعش
ما تمم ٱبني اثمنطعش
يشيله الحسين بْلا فرش
ومن عنده محنّي الظهر

جاسم وليدي زفته
الحنّه الدمه من حنته
طفوا الشمع لمصيبته
جهْزوا الكفن وي الگبر

طفوها شمعة هالولد
بدمع الحزن رشّوا الورد
جاسم ما يرجع لي بعد
راح الولد راح العمر
خادمة آل محمد✍🏻
وجعل يقول: اللهمّ إنّك تعلم أنّهم دعونا لينصرونا فخذلونا وأعانوا علينا أعداءنا, اللهمّ أحصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً ولا تغفر لهم أبداً, صبراً يا بني عمومتي, صبراً يا أهل بيتي لا رأيتم هواناً بعد هذا اليوم أبداً, اللهمّ إن كنت حبست عنّا النصر في دار الدنيا فاجعل ذلك ذخراً لنا في الآخرة وانتقم لنا من القوم الظالمين..
لحن أمانة هالوصيه~
عريس الغاضريه
يا نايم عالوطيه
تعوفنّي يا غالي
وحيد بهالمسيه
آه جاسم جاسم جاسم²
كسرت ظهري بمصابك
وجرح گلب بعذابك
أمانة انت من اخويه
ودم راسك خضابك
بخيل داسوك داسوك داسوك
ما رحموك رحموك رحموك
خادمة آل محمد✍🏻
بحر الطويل~لفى عاشور والتغريد الحزين
جابه لخيمة الشبان
گعد يحسب طعن وجروح
نوبه يبکي عالجاسم
وعالاكبر يزيد النوح
يمهم صار يتحسر
شباب يعاينه مطروح
بامان الله يالوليان
زفتكم دمع منثور
----------------
يعين الله گلب امك
خابت يالولد لظنون
تشوفن حنتك دمك
وتهلن دمع لعيون
وصوت من الخيام يصيح
جاسم باللحد مدفون
ما اتهنه بشبابه ابني
والزفه لجنان وحور
خادمة آل محمد✍🏻
ولكن ما كان حال تلك الأمّ التي فُجعت به؟
وما حال تلك الحرائر من بنات الرسالة؟
وقد جئن إليه, كأنّي بهنّ وقد درن حوله يبكين وينحن عليه... ولمّا وصلت أمّه رملة إليه ألقت بنفسها عليه وتحادرت الدموع وارتفع الصراخ وجعلت تردّد: واولداه,واقاسماه..
لسان حال رملة لحن الخضيب~♪آيجاسم ~ ³آه
ما ٱگدر يجاسم انظرك بدم نحرك محنّه
معفّر وليدي عالترب ومن دمهِ الحنّه
هامه وجبينه منطبر ولاجله ٱجذب الونّه
فتّح عيونك يالولد جاسم يا نور العين
آيجاسم ~ ³آه
------------------
مفجوعه أمك يالولد يالفارگت عيني
ومنين اجيب انه الصبر
ياوليدي حاچيني
شمعة شبابك تنطفي يا ضنوة سنيني
بوداعة الله يا بدر نوره خذاه البين
آيجاسم ~ ³آه
خادمة آل محمد✍🏻
ساعد الله قلب الأم كيف يتحمل قلبها أن ترى ولدها بهذه الحالة
لحن الجفيري♪
رمله تون يم الولد
تشمه وتضمنّه بعد
تشبع وداعه للأبد
تمسح عن جروحه تراب
--------------------
بلغ سلامي للحسن
جرعني مرّه هالزمن
بفقدك يا غالي ما اظن
عمري اتهنّه بس عذاب
-------------------
تحبّه وتضمه للصدر
وتنادي يا ربي الصبر
لله اشكي كل محنة وامر
يصبرني عا فقد الشباب
خادمة آل محمد✍🏻
لحن الفراق♪ او الحسناوي
تگله يبني… يا نسيم الي أشمّه
تگله يبني… بيا كتر يبني أضمّه
تگله يبني… محنّه والحنّه من دمه
ودّعتني… والوداع شگد صعب
ودعتني… النومه تحلا عالترب
ودعتني… ومني مفجوع الگلب
--------------
الله وياك… زفتك نبل ورماح
الله وياك… مغسّل بدم الجراح
الله وياك… بدري مكسوف بصباح
خادمة آلمحمد
*مجلس الليلة التاسعة المولى علي الأكبر (ع)*
المقدمة
صلے الله عليكے يا أبا عبدالله ²
سيدي يـا حسـین
"يا عبرة كلّ مؤمنٍ ومؤمنة" يا سفينة النجاة وباب نجاة الأمة
السلام عليك ايها المظلوم الشهيد وعلى
 وعلى شبلك علي الأكبر السلام عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهيدُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضَيِتْ بِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ ، لَقَدْ عَظُمَتِ الْمُصيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ الْمُسْلِمينَ ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَاَبْرَأُ إِلَى اللهِ وَإلَيْكَ مِنْهُمْ.
▪️قصيدة المولى الأكبر (ع)
يا عينُ صُبِّي بانسكابِ
دمعَ الشبابِ على الشبابِ

وتذكَّري حُلْوَ السَّجايا
مِنْ غطاريفٍ غِلابِ

ملكوا الخلودَ فلَمْ تزَلْ
تسمُو بِهِمْ شُمُّ القبابِ

كالأكبرِ اللَّيثِ المقدَّمِ
للمُثقَّفِ والحِرابِ

لَمْ أنسَهُ في كربلا
قَلَبَ الرِّقابَ على الرِّقابِ

مِئتينِ جدَّلَ ماضياً
فيهمْ كحَيْدرةِ الضِّرابِ

حتَّى أتاهُ "بكْرُهُم"
فبدا حُسينٌ باضْطرابِ

سُرعانَ ما في رأْسِهِ
ركَزَ المُهَنَّدَ كالقِرابِ

وأعادَهُ الباري لهُ
بدعاءِ أمٍّ مُسْتجابِ

هِي فَرْحةٌ لَمْ تكْتَمِلْ
والكَونُ زُلزِلَ بالمصَابِ

مِنْ ضرْبةِ "العبديِّ" مالَ
المهرُ عن دربِ الصَّوابِ

فتكاثروا مِنْ حَولِهِ
وهوى عليٌّ في التُّرابِ

بالسَّيفِ قُطِّعَ جسمُهُ
إِرباً وغُسِّلَ بالخضابِ

وقعَ الإمامُ ثلاثَ مرّاتٍ
وأسرعَ كالعُقابِ

فرآهُ مبتسماً سقاهُ
جدُّهُ عذْبَ الشرابِ

ورآهُ يبكي فالبتولُ
لديهِ تلطمُ بانتحابِ

نادى على الدنيا العفا
ولداهُ يا قمَرَ الشبابِ

ورمى دماهُ إلى السَّمَاءِ
لتستقرَّ بلا إيابِ

كادَ الحسينُ يموتُ لوْ
لمْ تأْتِهِ أمُّ الحجابِ..
الشاعر علي عسيلي
ساعد الله قلبك ابا عبدالله هذا القلب الذي تفطّر عند مصرع ثمرة فؤادك كيف فارقك وفارقته كيف ودعك وودعته اه اه واعلياه
لحن الجفيري♪ او اجت زينب لحسينها للشيخ زمان
يبني وداعك شو صعب
من عند مكسور الگلب
شفتك عفير على الترب
لاكبر آيا حلو الشباب
------------------
فجعتني يبني مصيبتك
انظر بعيني لجثتك
فاضت يغالي رويحتك
وانت عفير على التراب
-----------------
يبني يا گطعه من الچبد
ما اشبع وداعك بعد
انظر لطولك يالولد
ودمك من المنحر خضاب
--------------------
بوداعة الله يا علي
منهو الي بعدك ظل إلي
فتح عيونك صد لي
ودعني يا حلو الشباب
خادمة آل محمد✍🏻

*المحاضرة التوكل على الله*
~✾•{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}•✾ ~
•• اَعْظَمَ اللهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَجَعَلَنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِْمامِ الْمَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَيْهِمُ السَّلام ••
*التَّوكُّل على الله وأثره التربويّ*
مقدِّمة
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو أنّكم تتوكّلون على الله حقّ توكّله لرزقكم كما يرزق الطَّير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً"بحار الأنوار ج٦٨ص١٥١
التَّوكُّل على الله يعني: انقطاع العبد في جميع ما يأمله من المخلوقين، والاعتماد على الله تعالى في جميع الأمور، وتفويضها إليه، والإعراض عمّا سواه، وباعثه قوّة القلب واليقين، وعدمه من ضعفهما أو ضعف القلب، وتأثّره بالمخاوف والأوهام.
والتَّوكُّل هو من دلائل الإيمان، وسمات المؤمنين ومزاياهم الرَّفيعة، الباعثة على عزّة نفوسهم، وترفّعهم عن استعطاف المخلوقين.
*التَّوكُّل في الكتاب والسُّنَّة*
تواترت الآيات والرّوايات في مدح التَّوكُّل والحثّ عليه، قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾الطلاق ٣
وصرّح القرآن الكريم بأنَّ الله تعالى يحبُّ المتوكّلين: ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾آل عمران ١٥٦ وأنّه من سمات وصفات المؤمنين قال تعالى: ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾سورة التوبة الآية٥١
وعن الإمام الصَّادق عليه السلام: "إنّ الغنى والعزَّ يجولان، فإذا ظفرا بموضع التَّوكُّل أوطنا"اصول الكافي ج ٢ص٥٦.
وفي رواية أخرى عنه عليه السلام قال: "أوحى الله إلى داود عليه السلام: ما اعتصم بي عبدٌ من عبادي دون أحد من خلقي، عرفت ذلك من نيّته، ثمّ تكيدُه السَّماوات والأرض، ومن فيهنّ، إلَّا جعلت له المخرج من بينهن، وما اعتصم عبد من عبادي بأحدٍ من خلقي، عرفت ذلك من نيّته، إلّا قطعت أسباب السَّماوات من يديه، وأسخت الأرض من تحته، ولم أبالِ بأيّ وادٍ هلك"بحار الأنوار ج ٢ص٦٥.
وقال عليه السلام: "من أعطي ثلاثاً، لم يمنع ثلاثاً: من أُعطي الدُّعاء أُعطي الإجابة، ومن أُعطي الشكر أُعطي الزيادة، ومن أُعطي التَّوكُّل أُعطي الكفاية"بحار الانوار ج٦٨ ص١٢ح
وعنه عليه السلام قال: "قال أمير المؤمنين عليه السلام كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له: يا بنيّ، ليعتبر من قصر يقينه وضعفت نيّته في طلب الرّزق، أنَّ الله تبارك وتعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره، وأتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها كسب ولا حيلة، إنّ الله تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرّابعة، أمّا أوّل ذلك فإنّه كان في رحم أمّه يرزقه هناك في قرار مكين، حيث لا يؤذيه حرّ ولا برد ثمّ أخرجه من ذلك، وأَجرى له رزقا من لبن أمّه يكفيه به، ويربّيه، وينعشه من غير حول به ولا قوّة، ثمّ فطم من ذلك فأجرى له رزقاً من كسب أبويه، برأفة ورحمة له من قلوبهما، لا يملكان غير ذلك، حتّى إنّهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كثيرة، حتّى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره، وظنّ الظّنون بربّه، وجحد الحقوق في ماله، وقتّر على نفسه وعياله، مخافة إقتار رزق، وسوء يقين بالخلف من الله، تبارك وتعالى ـ، في العاجل والآجل، فبئس العبد هذا يا بنيّ"الخصال ١٢٢.
*كيفيّة التَّوكُّل*
ليس معنى التَّوكُّل إغفال الأسباب والوسائل الباعثة على تحقيق المنافع، ودرء المضارّ، وأن يقف المرء إزاء الأحداث والأزمات مكتوف اليدين.
إنّما التَّوكُّل هو: الثِّقة بالله عزَّ وجلَّ، والركون إليه، والتَّوكُّل عليه دون غيره من سائر الخلق والأسباب، باعتبار أنّه تعالى هو مصدر الخير، ومسبّب الأسباب، وأنّه وحده المُصرّف لأمور العباد، والقادر على إنجاح غاياتهم ومآربهم.
فالاعتماد التَّامّ على الأسباب والوسائل وحدها، يعد نوع من الشِّرك الناتج عن ضعف الإيمان، والثِّقة بالله تعالى، ولا ينافي ذلك سعي الإنسان، والاستفادة من الأسباب الطَّبيعيَّة، والوسائل الظَّاهريَّة لتحقيق أهدافه ومصالحه كالتَّزوُّد للسَّفر، والعمل للكسب والربح والعيش والتَّوسعة على العيال، فهذه كلّها أسباب ضروريَّة لحماية الإنسان، وإنجاز مقاصده. وقد أبى الله عزَّ وجلَّ أن تجري الأمور إلّا بأسبابها، فلا بدّ من الأخذ بأسباب الحياة والالتزام بقوانينها، ثمّ نتوكّل على الله تعالى، ونطلب منه أن يمدّنا بالتَّوفيق والعناية والعطاء الغيبيّ.
بيْد أنّه يجب أن تكون الثِّقة والتَّوكُّل عليه تعالى، في إنجاح الغايات والمآرب مترافقة أيضاً مع التَّعقُّل والأخّذ بالأسباب الطَّبيعيَّة، وآية ذلك أنّ أعرابيَّاً أهمل عقل بعيره، متوكّلاً على الله في حفظه، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم له: "أعقل وتوكّل".
*صور وأركان التَّوكُّل*
سئل أبو الحسن الأوّل عليه السلام عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾سور الطلاق ٣. فقال عليه السلام: "التَّوكُّل على الله درجات، منها أن تتوكّل على الله في أمورك كلِّها، فما فعل بك كنت عنه راضياً تعلم أنّه لا يألوك خيراً وفضلاً، وتعلم أنّ الحكم في ذلك له، فتوكَّل على الله بتفويض ذلك إليه، وثق به فيها وفي غيرها"بحار الأنوار ج٦٨ ص١٢٩.
النَّاس يتفاوتون في مدارج التَّوكُّل تفاوتاً كبيراً، كتفاوتهم في درجات إيمانهم، فمنهم السبّاقون والمجلّون في مجالات التَّوكُّل، المنقطعون إلى الله تعالى، والمعرضون عمّن سواه، وهم الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، ومن دار في فَلكهم من الأولياء.
ومن أروع صور التَّوكُّل وأسماها ما رويّ عن نبيِّ الله إبراهيم عليه السلام حيث إنّه: "أمر نمرود بجمع الحطب في سواد الكوفة عند نهر كُوثَى من قرية قطنَانَا، وأوقد النَّار فعجزوا عن رمي إبراهيم، فعمل لهم إبليس المنجنيق فرمي به فتلقّاه جبرئيل في الهواء فقال: هل لك من حاجة، فقال: أمّا إليك فلا حسبي الله ونعم الوكيل، فاستقبله ميكائيل فقال: إن أردت أخمدت النَّار فإنَّ خزائن الأمطار والمياه بيدي، فقال: لا أريد، وأتاه ملك الرِّيح فقال: لو شئت طيّرت النَّار، قال: لا أريد، فقال: جبرئيل فاسأل الله، فقال: حسبي من سؤالي علمه بحالي"البحار ص١٥٦.
ويذكر الإمام الخمينيّ قدس سره في كتابه "الأربعون حديثاً" عند الحديث عن التَّوكُّل، أربعة أركان للتَّوكُّل وهي:
1- أنّ الحقّ تعالى عالمٌ بحاجات العباد.
2- أنّه تعالى قادرٌ على تلبية تلك الحاجات.
3- أنّه ليس في ذاته المقدّسة بخل.
4- أنّ الله رحيم بالعباد رؤوفٌ بهم.الاربعون حديثا ١٣
*آثار التَّوكُّل*
للتوكُّل على الله تعالى آثار إيجابيّة عديدة منها:
1- الإقدام والقوّة:
بما أنّ المتوكِّل على الله يُعلِّق أمله بالقدرة المطلقة اللَّامتناهية، فإنّ أوّل أثر إيجابي يصيغه التَّوكُّل هو أن يثير في نفسه الشُّعور بالقوَّة، والنَّصر، والتَّغلُّب على المحن، والحوادث الكبيرة في حركة الحياة.
فعن الإمام الرضا عليه السلام: "من أراد أن يكون أقوى النَّاس فليتوكَّل على الله"بحار الانوار ج٦٨ص١٤٣.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "كيف أخاف وأنت أملي وكيف أضام وأنت متّكلي".
وعن الإمام الباقر عليه السلام: "من توكَّل على الله لا يُغلب، ومن اعتصم بالله لا يُهزم"عيون الحكم ٤٠٩.
2- الشُّعور بالعزّة والكرامة والغنى:
عن الإمام الصَّادق عليه السلام: "إنَّ الغنى والعزّ يجولان فإذا ظفرا بموضع التَّوكُّل أوطنا"بحار الانوار ج ٨٦ص١٤٣.
فمن يتوكَّل على الله يكون قد هيّأ الأرضيّة واستعدّ لفيض الله سبحانه، فهو الغنيُّ الّذي يُعطي الغنى، وهو العزيز الّذي يُعطي العزّة، فيُعطيهما لمن توكّل عليه ولم يتوكّل على غيره.
3- يُساعد العقل على التَّفكير:
التَّوكُّل على الله يزيد من ذكاء الإنسان وقدرة الذهن على التَّفكير، ويفتح آفاقه المعرفيّة، فيرى الأشياء بوضوح، لأنَّ التَّوكُّل يُشعر الإنسان بالاطمئنان ويُبعد عنه القلق والاضطراب. ومع الطُّمأنينة النَّفسيّة يكون الحكم العقليّ الهادئ. عن الإمام علي عليه السلام أنَّه قال: "من توكَّل على الله أضاءت له الشُّبهات وكُفي المؤونات وأمن التَّبعات"عيون الحكم ٤٦٣.
4- الراحة والسُّرور:
من الآثار الإيجابيَّة والمهمّة للتَّوكُّل أنَّه يورث الإنسان الرَوْح والرَّاحة في الدُّنيا والآخرة. فعن الإمام عليّ عليه السلام قال: "الاتّكال على الله أروح"عيون الحكم والمواعظ ٤٠٩.
5- الكفاية والرِّزق:
من بركات التَّوكُّل وآثاره الطيّبة أنَّه سبب أيضاً لكفاية الرِّزق، قال الله تعالى:﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرً﴾الطلاق ٢٠.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من توكَّل على الله كفاه مؤنته ورزقه من حيث لا يحتسب" كنز العمّال، ج 3، ص 103
*كيف تكسب التَّوكُّل؟*
من الأمور والعوامل المساعدة للتَّحلِّي بصفة التَّوكُّل:
1- الاستفادة من المفاهيم والمعاني العالية للتَّوكُّل الواردة في الآيات، والأخبار النَّاطقة بفضله وجميل أثره في كسب الطُّمأنينة والسُّكون.
2- تقوية الإيمان بالله عزَّ وجلَّ، والثِّقة بحُسن صنعه، وحكمة تدبيره، وجزيل حنانه ولطفه، وأنَّه هو مصدر الخير، ومسبّب الأسباب، وهو على كلّ شيء قدير وبكلِّ شيء عليم.
3- التَّنبُّه إلى جميل صنع الله تعالى، وسموِّ عنايته بالإنسان في جميع أطواره وشؤونه، من لدن كان جنيناً حتَّى آخر الحياة، وأنّ من توكَّل عليه كفاه، ومن استنجده أنجده وأغاثه.
4- الاعتبار بتطوّر ظروف الحياة، وتداول الأيّام بين النَّاس، فكم من فقير صار غنيّاً، وغنيٍّ صار فقيراً، وأمير غدا صعلوكاً، وصعلوك غدا أميراً متسلِّطاً.
5- وهكذا يجدر التَّنبُّه إلى عظمة القدرة الإلهيَّة في بسط أرزاق عبيده، ودفع الأسواء عنهم، ونحو ذلك من العبر والعظات الدَّالَّة على قدرة الله عزَّ وجلَّ، وأنَّه وحده هو الجدير بالثِّقة، والتَّوكُّل والاعتماد دون سواه.[كتاب منار الهدى، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.]
بلوغ مقام التوكل على الله من خلال التسليم والرضا… الذي ظهر في شخصية علي الاكبر ع
وقد تجسدت فيه تلك الصفات من خلال التربية الإيمانية الراقية لعلي الأكبر، في الطريق إلى كربلاء، حيث كان الركب الخالد يسير إلى حيث الواقعة التي لم تلد الدنيا نظيراً لها ولا شبيهاً، حيث غفت عينا الحسين، فعنّ له فارس في رؤياه وهو يقول: إن القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم، فانتبه الحسين مسترجعاً حامداً، إن لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين، وكان ولده الأكبر إلى جانبه، فأثار انتباهه مقالة أبيه العظيم عليه السلام فقال: يا أبت لم استرجعت؟ فقص الإمام الحسين عليه السلام عليه رؤياه.
يا ترى ماذا تتوقع أن تكون ردة فعل هذا الشاب الذي لم يكمل العشرين من عمره، وعلى رواية تجاوز العشرين ببضع سنوات، هل يقول له لنرجع أو نسالم أو نتفاوض أو أو؟؟
وإذا بشبيه رسول الله، وسليل علي والحسين يبادر أباه سائلاً: أو لسنا على الحق؟ نعم هذا هو الأساس الحق وموقف الحق والدفاع من أجل الحق والتضحية في سبيل الحق، وما قيمة الحياة بلا مواقف يؤيدها الحق ويخلدها
فأجابه الحسين: أي والذي إليه مصير العباد، وإذا بالأكبر يعقب بقوله: إذن لا نبالي أن نموت محقين.
فعلت ابتسامة رضا وانشراح محيا الحسين عليه السلام وقال: جزاك الله خير ما يجزي ولداً عن والده.
هنيئاً لك أبا عبد الله بهذا الابن الذي جسد مفاهيم القرآن وقيم الإسلام وسلوك جدك المصطفى خلقاً وخلقاً ومنطقاً. لكن أبا عبد الله، ولكن نقول أيضاً: ساعد الله قلبك وأعظم الله أجرك وأجر جدك المصطفى وأبيك المرتضى وأمك الزهراء وأخيك المجتبى حينما جاءك ولدك الحبيب هذا يستأذنك في الخروج للمعركة ليكون أول هاشمي يبادر للقتال يوم عاشوراء.
لم يتمالك الحسين عليه السلام حينما رأى ولده أمامه يودعه دون أن تنهمر دموع عينيه ثم يجمع كلتا يديه خلف عنق ولده علي الأكبر ثم يجذبه ليضمه إليه ويشبعه لثماً وتقبيلاً حتى اختلطت دموعهما.
الله الله في الوداع الحسين ع لم يأذن لعلي بالقتال ، قالوا : ورفع الحسين(عليه السلام) سبَّابته نحو السماء وقال : اللهم اشهد على هؤلاء القوم ، فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً برسولك ، وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيِّك نظرنا إلى وجهه ، اللهم امنعهم بركات الأرض ، وفرِّقهم تفريقاً ، ومزِّقهم تمزيقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترض الولاة عنهم أبداً ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثمَّ عدوا علينا يقاتلوننا .
ثم صاح الحسين (عليه السلام) بعمر بن سعد : ما لك؟ قطع الله رحمك! ولا بارك الله لك في أمرك ، وسلَّط عليك من يذبحك بعدي على فراشك ، كما قطعت رحمي ، ولم تحفظ قرابتي من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ثمَّ رفع الحسين(عليه السلام) صوته وتلا : {إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْض وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} . ثمَّ حمل علي بن الحسين على القوم ، وهو يقول :
أنا عليُّ بنُ الحسينِ بنِ علي            من عُصْبَة جَدُّ أبيهِمُ النبي
واللهِ لا يحكُمُ فينا ابنُ الدَّعِي             أَطْعَنُكُمْ بالرُّمْحِ حتَّى ينثني
أَضْرِبُكُم بالسيفِ أَحْمِي عن أبي        ضَرْبَ غُلاَم هاشميٍّ علوي
فلم يزل يقاتل حتى ضجَّ الناس من كثرة من قتل منهم ، وروي أنه قتل على عطشه مائة وعشرين رجلا ، ثمَّ رجع إلى أبيه وقد أصابته جراحات كثيرة فقال : يا أبه! العطش قد قتلني ، وثقل الحديد أجهدني ، فهل إلى شربة من ماء سبيل
أتقوَّى بها على الأعداء؟ فبكى الحسين(عليه السلام) وقال : يا بنيَّ ، يعزُّ على محمد وعلى علي بن أبي طالب وعليَّ أن تدعوهم فلا يجيبوك ، وتستغيث بهم فلا يغيثوك … ودفع إليه خاتمه وقال : أمسكه في فيك ، وارجع إلى قتال عدوك ، فإني أرجو أنك لا تمسي حتى يسقيك جدّك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبداً .
واراد الرجوع الى الحرب واذا بالنساء خرجن ينادين يا علي ~
ارحم غربتنا ارحم وحدتنا فصاح الحسين ع ولدي علي ارجع وودع العيال والاطفال واخاف ان تتبعك الى المعركة… رجع علي ودخل الخيمة اجتمعت بنات الرسالة عليه هذه تقبل كتفه هذه تقبّل يده هذه تنتحب بوجهه فصاح الحسين دعنه فقد اشتاق الحبيب الى حبيبه~
ساعد الله قلب امه ليلى
وداع علي الأكبر لأمه ليلى /لحن أمانة هالوصية♪
لاكبر يا ضيا عيوني
بمصابك يِفجعوني
من شمعة شبابك
ياوليدي يِحِرْموني
تغيب عني عني عني
تروح يبني يبني يبني
-------------
يگلها يمه ٱصبري
كفي هالعبره لِّتجري
للغريب بْلا يا ناصر
دمي فدوه وعمري
وعدي الجنة الجنة الجنة
بدمي محنّه محنّه محنّه
--------------
تگله يبني… .في امان الله يا غالي
تگله يبني… بدري يا نور الليالي
تگله يبني… انت يا عزي ودلالي
------------------
يگلها ودعيني ~ ودعيني رايح انه للمنيه ودعيني
احضنيني ~ واشبعي وداعي يا يمه واحضنيني
ساعه يمه تعايني لي محزوز الوريد
للشهادة الزهره تمضي لكل شهيد
اسمع الزهره تناديني تعال
عندي شربة لك من العذب الزُلال
تشرب وتروي الچبد من كوثر علي
بكاسه جدك يروي كل مولى إلي~
خادمة آل محمد✍🏻
فرجع إلى القتال وهو يقول :
الحَرْبُ قد بانت لها الحَقَائِقُ         وَظَهَرَتْ من بَعْدِها مَصَادِقُ
واللهِ ربِّ العَرْشِ لاَ نُفَارِقُ             جُمُوعَكُمْ أو تُغْمَدَ البَوَارِقُ
فلم يزل يقاتل حتى قتل مقتلة عظيمة ، ثمَّ ضربه منقذ بن مرّة العبدي على مفرق رأسه ضربة صرعته ، واحتوشوه من كل جانب ضربا بالسيوف وطعنا بالرماح ثمَّ اعتنق فرسه فسال الدم على وجه الجواد فاحتمله الفرس إلى عسكر الأعداء ، فقطَّعوه بسيوفهم إرباً إرباً 
لحن الخضيب~♪
واعلياه واعلياه واعلياه آه~~~
لاكبر وگع من عالمهر ويمه الاعادي تحوم
واحد غرز ظهره برمح وتنزف جروحه دموم
والضربه عالضربه وجرح ويمّه اجه المظلوم
شافه موزّع عالترب ويعالج بروحه ~ واعلياه~ آه
------------------
شافه بدموم مغسّله والطعنه عالطعنه
اوصاله كلها مگطّعه وظل يجذب الونّه
سالت دموعه عالولد
بدم ابنه يتحنّه
ساعه يضمه ويحضنه ويشمّه من جرحه
واعلياه ~ ³ آه
خادمة آل محمد✍🏻
ساعد الله قلبك ابا عبدالله~
فلما بلغت الروح التراقي قال رافعاً صوته : يا أبتاه ، هذا جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله)قد سقاني بكأسه الأوفى شربة لا أظمأ بعدها أبداً ، وهو يقول : العجل العجل! فإن لك كأساً مذخورة حتى تشربها الساعة ،
فصاح الحسين(عليه السلام) وقال : قتل الله قوماً قتلوك ، ما أجرأهم على الرحمان وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله) ، وعلى انتهاك حرمة الرسول ، وعلى الدنيا بعدك العفا .
الامام الحسين (ع)عند مصرع ولده علي الاكبر /لحن الفراق~
آيالاكبر… عالدنيا العفا بعدك
آيالاكبر… يبني تنامن بلحدك
آيالاكبر… المنية ذبّلت وردك
آيالاكبر...نعشك عالكتف تابوت
آيالاكبر… اقبال عيوني صعبه تموت
آيالاكبر… لاجلك هالگلب مفتوت
بين ايديّه… اشوفك غمضّت عيناك
بين ايديه… يروحي وسبّلت يمناك
بين اديّه… بحسره هالگلب ينعاك
راح لاكبر… واصفق بيدي ويلي الراح
راح لاكبر… وخلشف في الگلب الجراح
راح لاكبر… راح الكان ضِوا ومصباح
خادمة آل محمد✍🏻
قال حميد بن مسلم : فكأني أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة ، تنادي بالويل والثبور ، وتقول : يا حبيباه ، يا ثمرة فؤاداه ، يا نور عيناه! فسألت عنها فقيل : هي زينب بنت علي(عليه السلام) ، وجاءت وانكبَّت عليه ، فجاء الحسين فأخذ بيدها فردَّها إلى الفسطاط ،
زينب ع عند مصرع علي الاكبر ع ولسان حال الحسين ع
لحن الجفيري♪
گومي يا زينب للخيم
لا تزيدي همي والألم
روحي لامه والحرم
رحمي يا حورا هالگلب
---------------
(سلامة قلبك ابو علي~)
كفي الدمع كفي النحيب
وخلّي دموعك عالغريب
ساعة وتشوفيني خضيب
دمي من المنحر يصب
-------------
آه زينب تتحملين؟؟؟
شافت اخوها بشهقته بحصيره جامع الأكبر
شبكت اصابعها لْمحنته
بثوب المحن تعثر
ودارت حول جنازته
محزونه بت حيدر
شافت اوصاله مقطعه وصاحت ينور العين
------------------
شافت اخوها يحتضر وجفن المدامع سيل
يعين الله قلبك بو علي ويلي انهدم هالحيل
يگلها راح يا زينب علي ودمومه منه تسيل
گومي وللخيم ردي ولا تنادي آه بالويل
--------------------
تحضن اخوها وتمسح بيدها دمع عينه~
تبكي وتنادي يا زهره وينك تِحِضرينه ~
شبيه النبي مقتول وبحصيره جامعينه~
يعين الله قلب حسين عالمصيبه يعينه ~
خادمه الحجه عج
سنّديني… يختي زينب گومي ليّه وسنّديني
ساعديني… گومي يختي خل نشيله بينچ وبيني
بدم نحره تعفّر ~راح وليدي لاكبر
راح لاكبر~ راح لاكبر
واوداعا… واوداعا… واوداعا
خادمة آل محمد✍🏻
يا كوكباً ما كان أَقْصَرَ عُمْرَهُ           وكذاك عُمْرُ كَوَاكِبِ الأسحارِ
*مجلس المولى علي الاكبر (ع) (2)*
المقدمة
صلے الله عليكے يا أبا عبدالله ²
سيدي يـا حسـین
"يا عبرة كلّ مؤمنٍ ومؤمنة" يا رحمة الله الواسعة وباب نجاة الأمة~ السلام عليك وعلى ولدك علي الاكبر
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهيدُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ ،
السلام عليك يا أول قتيل ، من نسل خير سليل ، من سلالة إبراهيم الخليل ، صلى الله عليك وعلى أبيك ،
لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ ،
فزتم وفاز من تمسّك بكم وأمن من لجأ إليكم يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما ".
القصيدة
تُناديه ليلى : يا حبيبي وموئلي
بُنَيَّ أَجبني مَنْ يُجَهِّزُ مَحمَلِي؟

ومَنْ لي إذا ما القَومُ ساروا وسَيَّروا
بناتِ الهدى .. مَنْ لي يُزَيِّنُ مَنْزِلي ؟

شَبِيهَ رَسُولِ الله كيفَ تَرَكْتَني ؟
وكيفَ حياتي دُونَ بدرٍ مدلَّلِ ؟
*
أَتَيْتَ بِرَأسِ الرِّجسِ (بَكرِ بْنِ غانمٍ)
وَقَدْ قَبِلَ الرَّحمنُ مِنِّي تَوَسُّلي

وَعُدتَ .. فأَحييتَ الفؤادَ وقدْ قضى
صريعَ الهوى يا سلوتي ومُؤمَّلي

وقُلتَ: أَبي .. نَارٌ تثورُ بأضلُعي
وبي عطشٌ في مُهْجَةِ القَلبِ يصطلي

فناداك : يا روحي سَيَسْقِيكَ أحمدٌ
مِنَ الكَوْثَرِ العُلْوِيِّ .. مِنْ عَذْبِ سَلْسَلِ

وأَوغَلْتَ في الميدانَ تهتفُ : أقبلوا
فإنِّي عليُّ بن الحُسينِ فتى علي

تُجَنْدِلُهُمْ والسَّيفُ سَيْفٌ مُسَدَّدٌ
يَفِرُّونَ مِنْ صَولاتِ لَيْثٍ مُهَرْوِلِ

وما ظَفِروا إِلا بِغَدرٍ وَحِيلةٍ
وما شَرِبوا إِلا مَرارةَ حَنْظَلِ
*
أتاكَ رسولُ الله ؟! إيهٍ حبيبتي
سُقِيتُ لذيذَ الماءِ مِنْ كأسِ مُرسَلِ

وهَلْ رَضِيَتْ بِنْتُ النَّبِيِّ ؟ بلى .. بلى ..
وقدْ فُجِعَتْ أُمِّي البتولُ لمقتلي

أقامتْ عزاءً في السَّماءِ .. ومأتَمًا
بها الهَمُّ -يا أمَّاهُ- والكَربُ يَنْجَلي
*
وداعًا حبيبي .. إنَّ قلبي بكربلا
نوى الحُزْنَ طولَ العمرِ غَيْرَ مُبَدِّلِ

فبعدكَ لم أَعرفْ سوى الفقدِ والشَّجى
وبعدَ الحُسينِ السِّبْطِ لم أتظلَّلِ

إلى أن يجيءَ الموتُ .. والموتُ مُنْيَتي
فَقَدْ أرهقتني مِحنةُ الطفِّ (يا علي)
الشاعر محمد باقر أحمد جابر (العاملي)
الله الله ما اصعب فراق الولد وما اعظم دموع الأم ساعد الله قلب ام كل شهيد كيف ودعت ليلى علي الأكبر ع لحظة الوداع /طور عكراوي♪
يگلها يمه دگومي وودعيني اه اه اه
بدرب الولاء رايح فدوه لحسيني اه اه اه
ساعه ومحزوز النحر تشوفيني اه اه اه
ارفعي راسك يا يمه وللزهره اهديني
------------------
ٱمسحي دمع عينك ولا تزيّدي جروحي اه اه اه
عايف هالدنيا ومسلّم لله روحي اه اه اه
لا تزيدي الونين يمه ولا تنوحي اه اه اه
شهيد وترخص هالروح لحسيني
(يالله نسمع جواب الام التي تقدم ولدها لامام زمانها فداء لنصره الدين)
الله وياك يا بعد عمري
دمعاتي لاجلك عالوجنه تجري
سلّمت لله ياوليدي امري
ناذرتك شهيد ودمك خضاب
-------------
يا شمعة سنيني انا وين اضمك
يغالي مين يصبرها عالفرقه أمك
خليني يالولد اشبع واشمك
شلون احمل غيابك يا حلو الشباب
خادمه الحجه عج✍🏻
ابو ذية
عـلـي يـا بـني صدى امصابك وحالي
و  عـلـيـك انـهد ركن عزمي وحالي
حـالـك طـحـت عـل الغبرى وحالي
اونـن  ونـت الـثـكَـلـى الـشجية

زمـانـي يـهـدم بـحـيـلي و انا ابني
و فـجـعـنـي بـفرقة اوليدي وانا ابني
اصـيـحـن  و  انـشد الوادم و انا ابني
الـجـواب  يـقـول عـل الغبرى رمية
*التسليم*
"إنّ التّسليم من الخصال الحميدة للمؤمنين، يتوسّلون به لطيّ المنازل المعنويّة والحصول على المعارف الإلهيّة.
الاسلام هو التسليم وهذا ما نطق به امير الموحدين عليًّا عليه السلام يقول: "لأنسبنّ الإسلام نسبةً لم ينسبها أحد قبلي الإسلام هو التّسليم"نهج البلاغة ص٤٩١
فالتّسليم عنوان سيرنا إلى الله فالتّسليم كما يشرحه الإمام قدس سره: "التسليم عبارة عن الانقياد الباطنيّ والاعتقاد القلبيّ في مقابل الحقّ، وهو ثمرة سلامة النّفس من العيوب، وخلوّها من الملكات الخبيثة"جنود العقل والجهل ٣٥٧، وحقيقته انعدام إرادة العبد أمام إرادة الخالق: "إذا كان المقصود انعدام إرادة العبد في مقابل إرادة الحقّ تعالى، فهذا هو مقام التسليم".
*أهميّة التّسليم وآثاره*
تُعرف أهميّة التّسليم وموقعيّته في نظام الكمال الإنسانيّ من خلال آثاره العظيمة التي تفوق أي تصوّر. وسنذكر ها هنا بعضًا من هذه الآثار التي ذكرها الإمام الخميني قدس سره.
1- تذوّق حلاوة الإيمان
يقول الإمام الخميني قدس سره في شرحه لحديث جنود العقل والجهل: "في الآية من سورة النساء: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾النساء٦٥.
أجل، إنّ روح الإنسان لا تذوق طعم الإيمان إلّا بالتّسليم لأحكام الله تعالى بدرجةٍ لا يجد معها أيّ حرج في نفسه أو أذى في قلبه من القضاء الإلهيّ بل يستقبله برحابة صدر واستبشار. وقد رُوي في الكافي الشّريف عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: "الإيمان له أربعةُ أركان: التّوكّل على الله، وتفويض الأمر إلى الله، والرّضا بقضاء الله، والتّسليم لأمر الله عزّ وجل"الكافي ج٢ص٤٧. فلا إيمان لمن لم تتوفّر فيه هذه الأركان الأربعة، بل هو محرومٌ من حقيقة الإيمان بالله عزّ وجلّ"جنود العقل والجهل ٣٥٩
2- يعالج أمراض الرّوح
"إنّ هذا التسليم للحضرة الإلهيّة القدسيّة هو بحدّ ذاته أحد العلاجات لأمراض الرّوح، وهو الذي يضفي على النّفس الصّفاء ويزيد نورانية الباطن"المصدر نفسه
3- بلوغ مقام الولاية
"إنّ جميع أشكال الشّرك والشكّ هي نتيجةٌ لعدم تسليم الإنسان روحهُ للوليّ المطلق وهو الحقّ تبارك وتعالى، فإذا أسلم روحهُ له أسلمت معها ممالكه الوجوديّة الأخرى. فأسلمت أعضاؤلاه الظاهريّة وقواه المُلكيّة، ومعنى تسليمها أن تكون أيٌّ من حركاتها وسكناتها بدافع من النّفس والأنانيّة، بل إنّ قبضها وبسطها بيد الإرادة الإلهيّة، أي يحصل فيه نموذجٌ التقرّب بالنوافل: "كنتُ سمعه الذي يسمع به وبصرهُ الذي يُبصرُ به...إلى نهاية الحديث"المصدر نفسه.
يقول الإمام الخمينيّ قدس سره:
"لا تكن محبًّا لنفسك، سلّم إرادتك للحقّ تعالى، فإنّ الذات المقدّس يتفضّل عليك بجعلك مظهرًا لإرادته، ويجعلك متصرّفًا في كافّة الأمور. ويخضع لقدرتك مملكة الإيجاد. وهذا هو غير التفويض الباطل، كما هو معلوم في محله"الاربعون حديثا ٨٦
4- نورانيّة القلب
يقول الإمام قدس سره: "والمرتبة الثالثة هي الطهور القلبيّ الذي هو عبارة عن تسليم القلب للحقّ. وبعد هذا التّسليم يصبح القلب نورانيًّا، بل يكون بذاته من عالم النّور ودرجات النّور الإلهيّ. وتسري نورانيّة القلب إلى سائر الأعضاء والجوارح والقوى الباطنة وتصبح كلّ المملكة نور، ونور على نور حتّى يصل الأمر إلى حيث يصبح القلب إلهيًّا لاهوتيًّا وتتجلّى حضرة اللاهوت في جميع مراتب الباطن والظاهر"معراج السالكين ٧١
5- استئصال جذور الشّرك والكفر والنّفاق
يقول الإمام الخمينيّ قدس سره: "واعلم أنّ إرادة الله تعالى قاهرة لجميع الإرادات، وإذا اطمأنّ قلبك بهذه الكلمة المباركة وسلّم لهذه العقيدة، فالأمل أن يُنجز عملك، وتستأصل جذور الشرك والرياء والكفر والنفاق من قلبك "الاربعون حديثا ٦٧
6- الوصول إلى الكمال الإنساني
كانت هذه بعض آثار التّسليم التي تشير إلى عظمته. وتكتمل مشهديّة العظمة عندما نتعرّف على دور التّسليم في هداية الإنسان إلى المقصد النّهائيّ. لهذا، قال الإمام قدس سره: "ولا شك في أنّ الذي يتحلّى بالتّسليم للهداية الإلهيّة يصل إلى مقصده عبر الصّراط المستقيم ـ الذي هو أقرب الطرق ـ فلا يُعرّض نفسه للخطر، أمّا الذي يسير بقدمه هو، فربمّا يقع في المهالك ويضيّع عليه الطريق"جنود العقل ٣٥٨
ويقول قدس سره أيضًا: "يجب على الإنسان أن يكون مستسلمًا لأقوال الأنبياء والأولياء عليهم السلام ولا يوجد شيء في سبيل تكامل الإنسان، أفضل من التسليم والطّاعة أمام أولياء الحقّ.
وخاصّة في الأمور التي لا مجال للعقل في التّطرق إليها ولا يوجد سبيل لإدراكها واستيعابها إلا بواسطة الوحي والرسالة" الاربعون حديثا ٥١٧
وباختصار إنّ التّسليم هو سبيل سعادة الإنسان وتوفيقه كما ذكر الإمام في كتاب الأربعون حديثًا. "اعلم أنّ الوهم والغضب والشهوة يمكن أن تكون من الجنود الرحمانية، وتؤدي إلى سعادة الإنسان وتوفيقه إذا سلّمتها للعقل السليم وللأنبياء العظام. ومن الممكن أن تكون من الجنود الشيطانية إذا تركتها وشأنها، وأطلقت العنان للوهم ليتحكم في القوتين الأخريين: الغضب والشهوة"الاربعون حديثا ٥١٧
*ما هي منابع التّسليم ومناشؤه*
يذكر الإمام بعض العوامل التي تؤدّي إلى تحقّق حالة التّسليم في القلب وتسري إلى كلّ مملكة وجود الإنسان. منها:
1- *سلامة القلب*
يقول الإمام قدس سره: "إنّ قلبَ الإنسان إذا سلم من الآفات والعيوب وجد الحق تعالى بفطرته السليمة، فإذا وجده أسلم له، وإذا أسلم له قلبيًّا إنقاد له في أعماله الظّاهريّة القالبية. إذن فالتسليم ثمرةٌ سلامة القلب، والتسليم بدوره يُثمر الانقياد الظاهريّ أيضًا.وهذا هو "الاستسلام"جنود العقل ٣٥٤
2- *طهارة النّفس*
يقول الإمام قدس سره: "فالإنسان ما دام على فطرته الأصلية ـ وهي الفطرة السليمة التي هي من المواهب الإلهيّة في أصل طينة الخلقة ـ وما دام لم يتلوّث بآفات النفس وعيوبها واحتجابها وكدورتها الرّوحيّة، فإنّه يجد الحقّ تعالى ويحبّهُ بهذه الفطرة السّليمة نفسها، فيخضع وينقاد ويسلّم له فطريًّا، فإذا حصل فيه هذا التسليم تحقّق فيه الاستسلام لله لا محالة"جنود العقل ٣٥٦
2025/07/03 03:28:04
Back to Top
HTML Embed Code: