عيناكِ سحرٌ للأنام حلالُ
‏من دونِ قوسٍ كلهنّ نِبالُ

‏والحالُ دونكِ مثلُ أرضٍ ما جرت
‏فيها المياهُ، ولا السَحابُ بماطر.

وَفيكَ شَرِبتُ كَأسَ الحُبِّ صِرفًا
‏ فَإِن تَرَني سَكَرتُ فَلا تَلُمني

شكرًا لِثغرٍ قد تبسّمَ ضاحِكًا
‏ فأضأَ نورهُ دُنيتي .. وحيَاتِي

‏يا لائِمي فى هواه و الهوى قدر
‏لَو شفّك الوجد لَم تَعذل وَلَم تَلُمِ

إذا ملأ البدرُ العيونَ فعندهُ
‏لعينِك بدرٌ يملأ العينَ والقلبَ

‏غريقٌ في عيونكِ كيف ينجو
‏وقد خَارت قواهُ على الجُفونِ

مُذ أبْحرَتْ سُفني ببحرِ عيونكِ
‏عصفَ الهوى،كيفَ النّجاةُ بِذاتي؟

‏لها وجـهٌ تحاسده المـلاح
‏تجنُّ به القلـوب وتُستباحُ

‏أنَا لا أمزِّقُ صفحةً ممَّا مَضَى
‏أرمِي الكِتَابَ جَميعَهُ وأغَادِرُ.

فَدَاسَ قَلبِي وَكَانَ القَلبُ مَنزِلهُ
‏فَمَا وَفَائِي لخِلٍّ مَالَهُ قَيمُ.

‏ليتَ الذينَ تحبُّ العينُ رؤيتَهم
‏أدنى إليَّ مِن الأجفانِ والحَدَقِ

تذوب⁩⁦ في⁩⁦ دفءِ⁩⁦ اللقاءِ⁩ ⁦ مشاعرٌ
‏و تقرُّ بعد سهادها العينانِ

‏فَكنْ كالصّقْرِ فَي دُنيَاكَ حرًّا
‏ولا تَخشَ السِّهامَ مِنَ اللئَامِ.

ومِنَ الدَّليلِ على اشتِياقي عَبرَتي
‏ومشِيبُ رأسي قبلَ حينِ مشِيبِي

ولِي شَوقٌ بهَجرِكِ ما تَأَسَّى
‏وشِعرٌ عَنكِ صَبَّحَنِي ومَسَّى

‏ويظلُّ وجهك للقصائدِ مطلعًا
‏فذّاً يفوقُ الشرحَ والتأويلا.

‏بلى، أنا مشتاقٌ وعندي لوعةٌ
‏و لكنّ مثلي لا يُذاعُ لهُ سرُّ

فَلَو كُنتُ أدرِي أنّ مَا كانَ كائنٌ‏
حَذِرتُكِ أيّامَ الفُؤادُ سَلِيمُ

فَإِذا العَذولُ رَأى جَمالَك قالَ لي
‏عَجَبًا لِقَلبِكَ كَيفَ لا يَتمَزَّقُ