”ما مرّ يومٌ في فراقك هيّنٌ
أيّام فقدك كلّهنّ عِظامُ“.

‏﴿لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا﴾

"هَرمَت بَعدَهُم الدُنيَا".
وَصف بَليغ لإعرَابي، بَعد أن فَارق قَومًا أحبَّهُم.

لاتنسوا من انقطع عمله وانتم أمله ،
أذكرو امواتكم بدعوة وصدقه ،
‏اللهم ارحم امواتنا واموات المسلمين .‏

الفقد يكشفُ الحقيقة أمام أعيُننا
يُعلّمنا أن اللحظات ليست إلا
كنوزًا نحتفظُ بها للأبد
وأنَّ العِناق الذي نُهمله
قد يُصبحُ إرثًا نتشبثُ بِذكراه

‏في الفِراق يقول الجاحِظ:

«ما ضاءَ لي نهارٌ، ولا دجا لي ليلٌ مذ فارقتُك، إلا وجدتُ الشّوقَ إليك قد حزَّ في كبِدي، والأسَفَ عليكَ قد أُسقِطَ في يدي، والنِّزاعُ نحوكَ قد خان جلَدي، فأنا بين حَشًا خافقةٍ ودمعةٍ مُهراقة، ونَفسٍ قد ذبُلت بما تُجاهِد، وجوانِحَ قد أُبلِيَت بما تُكابِد.»

وَكُنتُ إذا ما اشْتدَّ بي الشَّوقُ والجَوَىٰ
وكادَتْ عُرَىٰ الصَّبر الجَمِيلِ تَفَصَّمُ

أعَلّلُ نَفْسِي بالتَّلاقي وَقُرْبِهِ
وأُوهِمُها لَكِنَّهَا تَتوَهَّمُ

وأُتْبعُ طرْفِي وِجْهَةً أنتُمُ بها
فلِي بحِمَاها مَرْبَعٌ ومُخَيَّمُ

أُسَائِلُ عَنكُمْ كلَّ غادٍ ورائحٍ
وأومِي إلىٰ أوطانِكُم وأسَلمُ

وكمْ يَصْبِرُ المُشتاقُ عمَّن يُحِبُّهُ
وفِي قلبِهِ نارُ الأسَىٰ تتضَرَّمُ!

كُنت ترسم بوجودِك بسمةَ قلبي، كأنَّ الفرحَ كان يزهرُ حين تَحضر. والآن، بغيابِك، صارَت الذكرياتُ ألوانًا باهِتة، تبحثُ عن ضوئِك لتعودَ للحياة.

فُؤَادِي لِفَقْدِ الظَّاعِنِينَ فَقِيدُ
وَأجْفَانُ عَيْنِي بِالدُّمُوعِ تَجُودُ..

كلّ التفاتاتي من بعدك
خوفٌ ليس إلّا ..
من يملأُ كلّ هذه البلادِ
الفارغةِ منك ؟

رَحَلتَ فَأَوحَشتَ الدِّيارَ وَأَهلَهَا..

وبعضُ الذِّكرياتِ إذا استثيرت
أجابَ الدَّمعُ وانقطـعَ الكـلامُ

أحبك يا أبي وإن لم تقل
وداعاً وإلى اللقاء
أحبك ما دمت حيا
وعندما أموت وألقى فنائي ...

لاتنسوا من انقطع عمله وانتم أمله ،
أذكرو امواتكم بدعوة وصدقه ،
‏اللهم ارحم امواتنا واموات المسلمين .‏

اللهُمَّ اغفِر لي وَلِوالِدَيَّ وَارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيراً.

ومَا بينَ الضُّلوعِ إليك شَوقٌ
تَزُولُ الرَّاسِياتُ ولا يَزُولُ

رَحَمَ اللَّه مَن قَرأَ سُورَة الفاتِحَة إِلى رُوحْ وَالِدي وَسائِر أمواتِ المُؤمِنينَّ وَالمُؤمِنّات.

‏ربِّ ارحم أبي و ارفق به و أمُنن عليه بواسع مغفرتك و إجعله في نورٍ وضياء إلى يوم يبعثون.

لا تَنسونا وَوالِدَينا مِنَ الدُّعاء فِي هذهِ اللَّيلة العَظيمة

اللهُم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفٌ عن أبي..