السَّلامُ عليكَ يا صاحبي
هوِّنْ عليكَ فإنَّ الأمور تجري بتقدير الله
وكل أقدار اللهِ خيرٌ وإن أوجعتكَ!
تسألُ الله شيئاً بإلحاحٍ فلا يعطيكَ إياه فتحزن
ولا تدري أنكَ كالطفل الصغير الذي يبكي إذا رأى حبوب الدواء الملونة يُريدها فتمنعه أمه
لأنها تعلمُ أنه يريدُ ما فيه هلكته
وللهِ المثلُ الأعلى، وفي منعِ اللهِ عطاء!
وتفقدُ شيئاً عزيزاً فتحزن، ولا تدري أن اللهَ لا يأخذُ إلا ليعطيَ!
عندما قتلَ الخضرُ الغلام، بدا الأمر أول وهلةٍ جريمة نكراء، وكذلك حسبها موسى عليه السلام
ولا شكَّ أن قلبي أبويه انفطرا لفقده
ثم كُشفَ الغيبُ، وتبينَّ أن قمة الرحمة كانت في قتله
يأخذُ اللهُ سبحانه من دنياكَ ليحفظَ لكَ دينكَ!
يا صاحبي،
إنَّ الله يُدبِّرُ الأمور بحكمةٍ ورحمةٍ لا تخطرُ على بالنا
لأننا قاصرو النظر، ومحددو التفكير، ولا نرى من المشهد إلا بقعةً يسيرة
فأما الله فيرى كل شيء!
ولو كنتَ مع المساكين حين ثُقبتْ سفينتهم
لربما قلتَ: ألا يكفي الفقر حتى نُصاب في مصدر رزقنا
ولكنكَ لن تلبثَ طويلاً حتى ترى أسطول الملكِ الظالم يسلبُ الناس سفنهم
فتدرك عندها رحمة الله، وأن ثقباً في السفية أرحم من فقدها
سبحان من يبتلي بالصغيرة ليُنجي من الكبيرة!
يا صاحبي،
إذا ما تعلَّقَ الأمرُ باللهِ فتأدَّبْ!
أنسيتَ من كان يسوقُ إليكَ رزقكَ وأنتَ جنينٌ في بطنِ أمكَ
أنسيتَ من رققَ قلبها عليكَ رضيعاً، فكانتْ تقوم لأجلكَ في الليل دون تأففِ كأنها جارية تخدمُ ملكها
أنسيتَ أباكَ كيف كان يقتطعُ لكَ رغيفاً من صخر الحياة لتكبر وتنمو ويشتدَّ عودك
أما سألتَ من الذي جعلكَ قطعةً من قلبه، فكان على استعداد أن يقطع من لحمه ليطعمكَ
إنه الله!
الغنيُّ عنكَ ولكنه لا يزهدُ فيكَ!
والقويُّ الذي لا يحتاجك ولكنه يُناديكَ!
أنسيتَ كل هذا!؟
ثم إذا أصابكَ من قدره ما لا تُحب بدأتَ تتذمرُ وتتأففُ!
اِنتظِرْ دورة الأيام، ستنكشفُ لكَ حُجب الغيب، وستعرف أنه ما أخذ منك إلا ليعطيكَ، وما أصابكَ إلا ليرممكَ، وما صرفكَ عن أمرٍ إلا لآخر هو خير لكَ منه!
والسلام لقلبك ❤️
هوِّنْ عليكَ فإنَّ الأمور تجري بتقدير الله
وكل أقدار اللهِ خيرٌ وإن أوجعتكَ!
تسألُ الله شيئاً بإلحاحٍ فلا يعطيكَ إياه فتحزن
ولا تدري أنكَ كالطفل الصغير الذي يبكي إذا رأى حبوب الدواء الملونة يُريدها فتمنعه أمه
لأنها تعلمُ أنه يريدُ ما فيه هلكته
وللهِ المثلُ الأعلى، وفي منعِ اللهِ عطاء!
وتفقدُ شيئاً عزيزاً فتحزن، ولا تدري أن اللهَ لا يأخذُ إلا ليعطيَ!
عندما قتلَ الخضرُ الغلام، بدا الأمر أول وهلةٍ جريمة نكراء، وكذلك حسبها موسى عليه السلام
ولا شكَّ أن قلبي أبويه انفطرا لفقده
ثم كُشفَ الغيبُ، وتبينَّ أن قمة الرحمة كانت في قتله
يأخذُ اللهُ سبحانه من دنياكَ ليحفظَ لكَ دينكَ!
يا صاحبي،
إنَّ الله يُدبِّرُ الأمور بحكمةٍ ورحمةٍ لا تخطرُ على بالنا
لأننا قاصرو النظر، ومحددو التفكير، ولا نرى من المشهد إلا بقعةً يسيرة
فأما الله فيرى كل شيء!
ولو كنتَ مع المساكين حين ثُقبتْ سفينتهم
لربما قلتَ: ألا يكفي الفقر حتى نُصاب في مصدر رزقنا
ولكنكَ لن تلبثَ طويلاً حتى ترى أسطول الملكِ الظالم يسلبُ الناس سفنهم
فتدرك عندها رحمة الله، وأن ثقباً في السفية أرحم من فقدها
سبحان من يبتلي بالصغيرة ليُنجي من الكبيرة!
يا صاحبي،
إذا ما تعلَّقَ الأمرُ باللهِ فتأدَّبْ!
أنسيتَ من كان يسوقُ إليكَ رزقكَ وأنتَ جنينٌ في بطنِ أمكَ
أنسيتَ من رققَ قلبها عليكَ رضيعاً، فكانتْ تقوم لأجلكَ في الليل دون تأففِ كأنها جارية تخدمُ ملكها
أنسيتَ أباكَ كيف كان يقتطعُ لكَ رغيفاً من صخر الحياة لتكبر وتنمو ويشتدَّ عودك
أما سألتَ من الذي جعلكَ قطعةً من قلبه، فكان على استعداد أن يقطع من لحمه ليطعمكَ
إنه الله!
الغنيُّ عنكَ ولكنه لا يزهدُ فيكَ!
والقويُّ الذي لا يحتاجك ولكنه يُناديكَ!
أنسيتَ كل هذا!؟
ثم إذا أصابكَ من قدره ما لا تُحب بدأتَ تتذمرُ وتتأففُ!
اِنتظِرْ دورة الأيام، ستنكشفُ لكَ حُجب الغيب، وستعرف أنه ما أخذ منك إلا ليعطيكَ، وما أصابكَ إلا ليرممكَ، وما صرفكَ عن أمرٍ إلا لآخر هو خير لكَ منه!
والسلام لقلبك ❤️
السَّلامُ عليكَ يا صاحبي،
سُئِلَ الإمامُ أحمد بن حنبل
كيف السبيلُ الى السَّلامةِ من النَّاسِ؟
فأجاب: تعطيهم ولا تأخذ منهم
ويؤذونك ولا تُؤذِهم
وتقضِي مصالحهم ولا تكلفهم بقضاءِ مصالحك
فقيل له : إنها صعبة يا إمام؟
قال: وليتك تسلم!
أسوأ ما في الأمرِ يا صاحبي أننا لم نعد نبحثُ عند الناس عن الغنيمة
وإنما عن السلامة!
أن يُسدوا إليكَ أبسط حقوقك، وهي أن يدعوك وشأنكَ!
ولكنك تكتشفُ أن هذا الأمر مستحيل
إنهم يعيشون في حياتكَ أكثر مما يعيشون في حياتهم
وينسون أنَّ أنسبَ مكانٍ لأنوفهم هي في وجوههم كما خلقها الله
وليس في حياتنا كما يريدون هُم!
وإنكَ واللهِ أحياناً تريدُ أن تعرف ما الذي يُسعدهم لتفعله وتنجو بنفسك،
ولكنك يا صاحبي تفشل!
إذا ذهبتَ إلى المساجد قالوا متشدد، وإذا ذهبتَ إلى المقاهي قالوا مُنحل!
إذا استشرتَ زوجتك بأمرٍ قالوا محكوم وأرنب، وإذا لم تستشرها قالوا مستبد!
إذا سمعتِ كلام زوجكِ قالوا ضعيفة الشخصية، وإذا لم تسمعيها قالوا مسترجلة!
إذا جلستَ بين كُتبكَ قالوا مُعقَّد، وإذا شاهدتَ كرة القدم قالوا تافه!
إذا عملتِ قالوا أضاعتْ بيتها، وإذا لم تعملي قالوا يا خسارة الشهادات!
لا السِّكير يعجب الناس ولا التَّقي
ومن لم يجدوا فيه عيباً، اخترعوا له واحداً وعيروه به
ألم تسمعما قاله قوم لوط: "أخرِجوا آل لوطٍ من قريتكم إنهم أُناس يتطهَّرون"
عندما لم يجدوا لهم خطيئة عيَّروهم بطهارتهم!
وما زلتَ أنتَ تسألُ كيف السبيل إلى إرضاء الناس
لا سبيل يا صاحبي، لا سبيل!
والسلام لقلبك ❤️
سُئِلَ الإمامُ أحمد بن حنبل
كيف السبيلُ الى السَّلامةِ من النَّاسِ؟
فأجاب: تعطيهم ولا تأخذ منهم
ويؤذونك ولا تُؤذِهم
وتقضِي مصالحهم ولا تكلفهم بقضاءِ مصالحك
فقيل له : إنها صعبة يا إمام؟
قال: وليتك تسلم!
أسوأ ما في الأمرِ يا صاحبي أننا لم نعد نبحثُ عند الناس عن الغنيمة
وإنما عن السلامة!
أن يُسدوا إليكَ أبسط حقوقك، وهي أن يدعوك وشأنكَ!
ولكنك تكتشفُ أن هذا الأمر مستحيل
إنهم يعيشون في حياتكَ أكثر مما يعيشون في حياتهم
وينسون أنَّ أنسبَ مكانٍ لأنوفهم هي في وجوههم كما خلقها الله
وليس في حياتنا كما يريدون هُم!
وإنكَ واللهِ أحياناً تريدُ أن تعرف ما الذي يُسعدهم لتفعله وتنجو بنفسك،
ولكنك يا صاحبي تفشل!
إذا ذهبتَ إلى المساجد قالوا متشدد، وإذا ذهبتَ إلى المقاهي قالوا مُنحل!
إذا استشرتَ زوجتك بأمرٍ قالوا محكوم وأرنب، وإذا لم تستشرها قالوا مستبد!
إذا سمعتِ كلام زوجكِ قالوا ضعيفة الشخصية، وإذا لم تسمعيها قالوا مسترجلة!
إذا جلستَ بين كُتبكَ قالوا مُعقَّد، وإذا شاهدتَ كرة القدم قالوا تافه!
إذا عملتِ قالوا أضاعتْ بيتها، وإذا لم تعملي قالوا يا خسارة الشهادات!
لا السِّكير يعجب الناس ولا التَّقي
ومن لم يجدوا فيه عيباً، اخترعوا له واحداً وعيروه به
ألم تسمعما قاله قوم لوط: "أخرِجوا آل لوطٍ من قريتكم إنهم أُناس يتطهَّرون"
عندما لم يجدوا لهم خطيئة عيَّروهم بطهارتهم!
وما زلتَ أنتَ تسألُ كيف السبيل إلى إرضاء الناس
لا سبيل يا صاحبي، لا سبيل!
والسلام لقلبك ❤️
السَّلامُ عليكَ يا صاحبي،
لا تبتئسْ لأنهم تركوكَ وأنتَ في أشدِّ لحظاتِكَ حاجةً إليهم
صدِّقني كلما جاءت الخيباتُ باكراً كلما صار ترميمها أسهل!
الطَّعنة في منتصف الطريق موجعة، ولكنها في آخره موت وإن بقيَ فيكَ رمقٌ!
يا صاحبي،
لا تلُمْ نفسكَ، ولا تبحثْ فيكَ عن سببٍ، الغادرُ لا يحتاجُ سبباً، لقد كان غادراً منذ البداية، وكان يتحيّن الفرصة، وها قد أتتْ!
وإياك أن تسأل: لِمَ تغيَّروا؟!
كانوا هكذا منذ البداية، فالأيام لا تُغيّر الناس، ولكنها تكشفهم على حقيقتهم!
قالوا قبلنا : أفضل جهازٍ للكذب هو الأيام!
وها قد سقطت الأقنعة، وظهرت وجوه المفترسين على حقيقتها!
يا صاحبي،
اُنظُرْ للأمر من زاوية أخرى
فهم حين تركوكَ علموكَ كيف تُحارب لتنجو
وكيف تسبحُ معتمداً على اللهِ ثم ذراعيكَ
صدقني لم تخسرْ لقد كنتَ تحسبُهم طود نجاةٍ بينما لم يكونوا إلا قشَّة!
يا صاحبي،
كل خذلانٍ من الناس يُقربكَ لله أكثر
فتزداد يقيناً أنه أمانكَ الوحيد
فتحامل على نفسكَ وامضِ
واقرأْ في المصحف ورمم ثقوب قلبكَ
وتعزَّ بالذين سبقوكَ
فإن أُلقيتَ في جُبِّ الحُزن، فقد أُلقيَ يوسف عليه السلام قبلكَ وبيد إخوته!
وابكِ، لا حرج يا صاحبي أن تبكي، نحن بشر، وفي البكاء راحة ومستراح
ومن قبلكَ بكى يعقوب عليه السلام، ولكنه لم يتعلق بحبال الناس، وإنما شكا بثه وحزنه إلى الله!
الصعاب ستمضي يا صاحبي،
تذكَّرْ مريم يوم قالت : ليتني متُّ قبل هذا!
ولم تكُنْ تدري أنها وضعتْ نبياً من أولي العزم من الرسل
لعلَّ ما أحزنكَ الآن هو أجمل ما حدثَ لكَ!
الشجرة يا صاحبي لا تئنُّ تحت ضربات الحطَّاب، وإنما ترمقه بشموخٍ من أعلى!
فإياكَ أن تَئِنَّ، فإنَّ حطَّابكَ الذي جاء لاجتثاثكَ يسعده صوتُ أنينكَ، فإياكَ أن تسمعه ما يُسعده!
يا صاحبي،
إنَّ الشجرة لا تبكي على غصنها الذي خلعته الريح
إنها تعضُّ على جرحها، وتنتظرُ الربيع لتنبت غصاً آخر، وتُزهر!
وهكذا هي الحياة، إن ما تخسره ليس بالضرورة أن تسترده، ولكنك ستعثر على ما هو خير منه!
فعُضَّ على جرحك، وانتظِرْ ربيعكَ، وأنبِتْ غصناً آخر، وأزهِرْ كما يليقُ بكَ!
والسلام، الكثير من السلام لقلبك ♥️
لا تبتئسْ لأنهم تركوكَ وأنتَ في أشدِّ لحظاتِكَ حاجةً إليهم
صدِّقني كلما جاءت الخيباتُ باكراً كلما صار ترميمها أسهل!
الطَّعنة في منتصف الطريق موجعة، ولكنها في آخره موت وإن بقيَ فيكَ رمقٌ!
يا صاحبي،
لا تلُمْ نفسكَ، ولا تبحثْ فيكَ عن سببٍ، الغادرُ لا يحتاجُ سبباً، لقد كان غادراً منذ البداية، وكان يتحيّن الفرصة، وها قد أتتْ!
وإياك أن تسأل: لِمَ تغيَّروا؟!
كانوا هكذا منذ البداية، فالأيام لا تُغيّر الناس، ولكنها تكشفهم على حقيقتهم!
قالوا قبلنا : أفضل جهازٍ للكذب هو الأيام!
وها قد سقطت الأقنعة، وظهرت وجوه المفترسين على حقيقتها!
يا صاحبي،
اُنظُرْ للأمر من زاوية أخرى
فهم حين تركوكَ علموكَ كيف تُحارب لتنجو
وكيف تسبحُ معتمداً على اللهِ ثم ذراعيكَ
صدقني لم تخسرْ لقد كنتَ تحسبُهم طود نجاةٍ بينما لم يكونوا إلا قشَّة!
يا صاحبي،
كل خذلانٍ من الناس يُقربكَ لله أكثر
فتزداد يقيناً أنه أمانكَ الوحيد
فتحامل على نفسكَ وامضِ
واقرأْ في المصحف ورمم ثقوب قلبكَ
وتعزَّ بالذين سبقوكَ
فإن أُلقيتَ في جُبِّ الحُزن، فقد أُلقيَ يوسف عليه السلام قبلكَ وبيد إخوته!
وابكِ، لا حرج يا صاحبي أن تبكي، نحن بشر، وفي البكاء راحة ومستراح
ومن قبلكَ بكى يعقوب عليه السلام، ولكنه لم يتعلق بحبال الناس، وإنما شكا بثه وحزنه إلى الله!
الصعاب ستمضي يا صاحبي،
تذكَّرْ مريم يوم قالت : ليتني متُّ قبل هذا!
ولم تكُنْ تدري أنها وضعتْ نبياً من أولي العزم من الرسل
لعلَّ ما أحزنكَ الآن هو أجمل ما حدثَ لكَ!
الشجرة يا صاحبي لا تئنُّ تحت ضربات الحطَّاب، وإنما ترمقه بشموخٍ من أعلى!
فإياكَ أن تَئِنَّ، فإنَّ حطَّابكَ الذي جاء لاجتثاثكَ يسعده صوتُ أنينكَ، فإياكَ أن تسمعه ما يُسعده!
يا صاحبي،
إنَّ الشجرة لا تبكي على غصنها الذي خلعته الريح
إنها تعضُّ على جرحها، وتنتظرُ الربيع لتنبت غصاً آخر، وتُزهر!
وهكذا هي الحياة، إن ما تخسره ليس بالضرورة أن تسترده، ولكنك ستعثر على ما هو خير منه!
فعُضَّ على جرحك، وانتظِرْ ربيعكَ، وأنبِتْ غصناً آخر، وأزهِرْ كما يليقُ بكَ!
والسلام، الكثير من السلام لقلبك ♥️
فَفَرقٌ بين من يَقولُ لكَ بِلِسانهِ :
إني أحبُّكَ
ولا شاهِدَ علَيهِ من حاله
وبين منْ هُو ساكِتٌ لا يتكَلَّمُ
وأنت ترى شَواهِدَ أحوالِهِ
كلُّها ناطقَةً بحبهِ لك ! ❤️
.
ابن القيم
إني أحبُّكَ
ولا شاهِدَ علَيهِ من حاله
وبين منْ هُو ساكِتٌ لا يتكَلَّمُ
وأنت ترى شَواهِدَ أحوالِهِ
كلُّها ناطقَةً بحبهِ لك ! ❤️
.
ابن القيم
خفـــاياــالروحــ❤️ـ
على خُطى الرَّسول ﷺ ٦٨ سيِّدُ القوم خادمهم يقول يحيى بن أكثم: بتُّ ليلةً عند المأمون أميرُ المؤمنين، فاستيقظتُ في جوف الليل وأنا عطشان، فتقلبتُ، فقال لي: يا يحيى ما بك؟ فقلتُ: عطشان يا أمير المؤمنين فوثبَ على مرقده فجاءني بكوزٍ من ماء! فقلتُ: يا أمير المؤمنين،…
على خُطى الرَّسول ﷺ ٦٩
كُنْ أبا خيثمة!
سار النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في ظروف أصعب ما يكون فيها المسير، الحر شديد، والصحراء لظى، والسفر بعيد، والدواب قليل، حتى أن الأربعة كانوا يتناوبون على البعير الواحد!
وتخلَّف في المدينة المنافقون، وبعض مؤمنين مشهود لهم بالإيمان كان منهم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، وأبو خيثمة!
وبعد مسير النبيِّ صلى الله عليه وسلم بأيام، رجعَ أبو خيثمة إلى بستانه، فوجد فيه زوجتيه، كل واحدةٍ منهنَّ قد هيّأتْ له عريشاً ليجلس فيه، وطيبته، ووضعتْ له الفاكهة والماء البارد ولذيذ الطعام. فنظرَ في هذا المشهد المليء بالراحة والبهجة ثم قال: النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الريح والحر والشمس، وأنا في ظل بارد، وطعام مهيأ، وزوجاتٍ حِسان، ما هذا بالعدل، واللهِ لا أدخل عريش أي منكما، هيئا لي زاداً فإني أريد أن ألحق برسول الله صلى الله عليه وسلم!
ورحل أبو خيثمة يريدُ أن يواسي حبيبه بنفسه، فما أدركه إلا وقد وصل إلى تبوك وعسكر بالجيش، وهو قادم إليهم من بعيد رآه المسلمون ولكنهم لم يعرفوا هويته، فأخبروا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بهذا القادم عليهم، فجعل يقول: كُنْ أبا خيثمة، كُنْ أبا خيثمة!
فلما وصل، قالوا: يا رسول الله هو واللهِ أبو خيثمة
فأخبره أبو خيثمة بسبب لحاقه به، وكيف لم تطب نفسه أن يجلس في بستانه بين زوجتيه والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يُقاسي الحر والشمس
فدعا له النبيُّ صلى الله عليه وسلم بخير!
إلى هذا الحد كانوا يحبونه، لا تطيب نفس أحدهم أن يأكل ثمراً ناضجاً، ويشرب ماءً بارداً، ويجالس زوجة وضيئة، وهو في وعثاء السفر، لهذا إن قيل لكم إنَّ الصُّحبة اصطفاء كالنبوة فصدَّقوا!
العاقل يعرفُ نفسيات الناس الذين يعاشرهم، من تعامله معهم يعرف ماذا يمكن أن يفعلوا، وماذا يمكن ألا يفعلوا، وما قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم لهذا القادم من بعيد: كُنْ أبا خيثمة، فكان أبو خيثمة، إلا من ذكائه ومعرفته بطبائع الرجال، فاحفظوا الإشارات جيداً، وتأملوا في التصرفات تقل خيباتكم في الناس!
هناك دوماً فرصة لتصحيح الخطأ، وأن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً، وأن تكون ذنباً في الحق خير لكَ من أن تكون رأساً في الباطل! فلا تخجل من الالتحاق بصفوف الحق إن سبقكَ الناس إليه، فالحقُّ ليس له آخر، المهم أن تكون فيه، لحظة صدق مع النفس، لحظة إيمان حارٍ وصادقٍ، نقلتْ أبو خيثمة من صفوف الخوالف عن غزوة تبوك، إلى صف شريف، ووسام نبوي شريف: كُنْ أبا خيثمة!
أدهم شرقاوي
كُنْ أبا خيثمة!
سار النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في ظروف أصعب ما يكون فيها المسير، الحر شديد، والصحراء لظى، والسفر بعيد، والدواب قليل، حتى أن الأربعة كانوا يتناوبون على البعير الواحد!
وتخلَّف في المدينة المنافقون، وبعض مؤمنين مشهود لهم بالإيمان كان منهم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، وأبو خيثمة!
وبعد مسير النبيِّ صلى الله عليه وسلم بأيام، رجعَ أبو خيثمة إلى بستانه، فوجد فيه زوجتيه، كل واحدةٍ منهنَّ قد هيّأتْ له عريشاً ليجلس فيه، وطيبته، ووضعتْ له الفاكهة والماء البارد ولذيذ الطعام. فنظرَ في هذا المشهد المليء بالراحة والبهجة ثم قال: النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الريح والحر والشمس، وأنا في ظل بارد، وطعام مهيأ، وزوجاتٍ حِسان، ما هذا بالعدل، واللهِ لا أدخل عريش أي منكما، هيئا لي زاداً فإني أريد أن ألحق برسول الله صلى الله عليه وسلم!
ورحل أبو خيثمة يريدُ أن يواسي حبيبه بنفسه، فما أدركه إلا وقد وصل إلى تبوك وعسكر بالجيش، وهو قادم إليهم من بعيد رآه المسلمون ولكنهم لم يعرفوا هويته، فأخبروا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بهذا القادم عليهم، فجعل يقول: كُنْ أبا خيثمة، كُنْ أبا خيثمة!
فلما وصل، قالوا: يا رسول الله هو واللهِ أبو خيثمة
فأخبره أبو خيثمة بسبب لحاقه به، وكيف لم تطب نفسه أن يجلس في بستانه بين زوجتيه والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يُقاسي الحر والشمس
فدعا له النبيُّ صلى الله عليه وسلم بخير!
إلى هذا الحد كانوا يحبونه، لا تطيب نفس أحدهم أن يأكل ثمراً ناضجاً، ويشرب ماءً بارداً، ويجالس زوجة وضيئة، وهو في وعثاء السفر، لهذا إن قيل لكم إنَّ الصُّحبة اصطفاء كالنبوة فصدَّقوا!
العاقل يعرفُ نفسيات الناس الذين يعاشرهم، من تعامله معهم يعرف ماذا يمكن أن يفعلوا، وماذا يمكن ألا يفعلوا، وما قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم لهذا القادم من بعيد: كُنْ أبا خيثمة، فكان أبو خيثمة، إلا من ذكائه ومعرفته بطبائع الرجال، فاحفظوا الإشارات جيداً، وتأملوا في التصرفات تقل خيباتكم في الناس!
هناك دوماً فرصة لتصحيح الخطأ، وأن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً، وأن تكون ذنباً في الحق خير لكَ من أن تكون رأساً في الباطل! فلا تخجل من الالتحاق بصفوف الحق إن سبقكَ الناس إليه، فالحقُّ ليس له آخر، المهم أن تكون فيه، لحظة صدق مع النفس، لحظة إيمان حارٍ وصادقٍ، نقلتْ أبو خيثمة من صفوف الخوالف عن غزوة تبوك، إلى صف شريف، ووسام نبوي شريف: كُنْ أبا خيثمة!
أدهم شرقاوي
"يُقال أنهم
من كثرة الصلاة على النّبي ﷺ
تتحقُ أمانيهم كأنها فلقُ الصُّبح
اللهم حالهم !" ❤️
من كثرة الصلاة على النّبي ﷺ
تتحقُ أمانيهم كأنها فلقُ الصُّبح
اللهم حالهم !" ❤️
جروح الجسد تشفى
أما جروح الكرامة فتبقى تَنِزُّ
وكسر العظم يلتئم
أما كسر الخاطر فيبقى إلى الأبد
أما جروح الكرامة فتبقى تَنِزُّ
وكسر العظم يلتئم
أما كسر الخاطر فيبقى إلى الأبد
خلال سنوات البعثة
شُتم النبيَّ ﷺ وهُجي من أعدائه
كل هذا الهجاء ليس موجودا الآن في الكتب
لأن المسلمين الأوائل أماتوا الباطل بعدم ذكره
ولأنهم عزَّ أن يُشتم حبيبهم مرتين
مرةً شفاهاً ومرة تدويناً
توقفوا عن نشر الفيديوهات التي فيها شتم لمقام النبوة
الأنذال الذين شتموه نعرفهم دون دليل
شُتم النبيَّ ﷺ وهُجي من أعدائه
كل هذا الهجاء ليس موجودا الآن في الكتب
لأن المسلمين الأوائل أماتوا الباطل بعدم ذكره
ولأنهم عزَّ أن يُشتم حبيبهم مرتين
مرةً شفاهاً ومرة تدويناً
توقفوا عن نشر الفيديوهات التي فيها شتم لمقام النبوة
الأنذال الذين شتموه نعرفهم دون دليل
السَّلامُ عليكَ يا صاحبي،
تقول لي : لقد خذلني الأصدقاء!
فأقولُ لكَ : الأصدقاء لا يَخذِلون، كُلُّ ما في الأمر أنك تطلقُ لفظ الصَّديق على كُلِّ عابرٍ !
النَّاسُ هم الناس يا صاحبي في كُلِّ عصر، أما قرأتَ صحيح البخاري وعرفتَ كيف أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : النَّاسُ كإبل المئة لا تكادُ تجدُ فيها راحلة!
لقد نصحنا الأعرابُ فقالوا : أَكْثِرْ معارفكَ وقللْ أصدقاءكَ
ولكننا ما انتصحنا
فتعلمْ أن تتخفف يا صاحبي، الكثير من الناس مجرد حمولة زائدة!
كُنْ انتقائياً، احتفظْ بالنُّخبة، فالمواقف غربال الناس!
الذي مسحَ دمعتكَ بيده،
لا يُشبه ذاك الذي قال لكَ لا تبكِ!
والذي جاءك في لحظة انكسارك فشدَّ على يدك وقال لك أنا بجانبك،
لا يُشبه الذي قال لك إن احتجتَ شيئاً فكلمني!
والذي عندما سُئلتَ عن حالك، فقلتَ أنا بخير، فعرفَ من انكسار صوتك، ومن حزن نظراتك، أنك لستَ بخير، يختلفُ كثيراً عن الذي صدَّق أنك فعلاً بخير!
والسلام لقلبك ❤️
تقول لي : لقد خذلني الأصدقاء!
فأقولُ لكَ : الأصدقاء لا يَخذِلون، كُلُّ ما في الأمر أنك تطلقُ لفظ الصَّديق على كُلِّ عابرٍ !
النَّاسُ هم الناس يا صاحبي في كُلِّ عصر، أما قرأتَ صحيح البخاري وعرفتَ كيف أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال : النَّاسُ كإبل المئة لا تكادُ تجدُ فيها راحلة!
لقد نصحنا الأعرابُ فقالوا : أَكْثِرْ معارفكَ وقللْ أصدقاءكَ
ولكننا ما انتصحنا
فتعلمْ أن تتخفف يا صاحبي، الكثير من الناس مجرد حمولة زائدة!
كُنْ انتقائياً، احتفظْ بالنُّخبة، فالمواقف غربال الناس!
الذي مسحَ دمعتكَ بيده،
لا يُشبه ذاك الذي قال لكَ لا تبكِ!
والذي جاءك في لحظة انكسارك فشدَّ على يدك وقال لك أنا بجانبك،
لا يُشبه الذي قال لك إن احتجتَ شيئاً فكلمني!
والذي عندما سُئلتَ عن حالك، فقلتَ أنا بخير، فعرفَ من انكسار صوتك، ومن حزن نظراتك، أنك لستَ بخير، يختلفُ كثيراً عن الذي صدَّق أنك فعلاً بخير!
والسلام لقلبك ❤️
السَّلامُ عليكَ يا صاحبي،
تسألني: ما أروعُ إحساسٍ في الحُبِّ؟
فأقولُ لكَ: الأمان!
أن تشعرَ أن أحدهم ممسك بقلبكَ لا بيدكَ!
الأمان هو أن تمنحَ أحدهم القدرة على تدميرك، وكلكَ يقين بأنه لن يرميكَ ولو بوردة!
وأنه مهما حدث بينكما فسيبقى يخشى عليكَ من أن تجرحكَ نسمة!
وأنه رغم كل المعارك الضارية التي قد تنشأ بينكما فإنكَ لن تهون عنده!
الأمان هو أن تأخذ أحدهم إلى أعمق نقطةٍ فيك، فتصبحَ مكشوفاً أمامه كصفحةٍ في كتاب، وأنتَ واثقٌ تماماً أنه سيحفظ سرَّكَ كما يحفظُ عينيه!
الأمان هو أن تُطلع أحدهم على نقاط ضعفكَ، وتخلعُ عنكَ هذا الدرع السميك الذي تحيطُ به نفسكَ كي لا تصيبكَ الحياة في مقتلٍ، وكلكَ إيمانٌ به أنه لن يضغطَ على نقطة ضعفكَ، ولن يضع إصبعه على موضع جرحكَ، وأن هشاشتكَ كلها ستبقى قوية بستره لكَ!
الأمانُ هو تبوحُ لأحدهم وأنتَ لا تخشى يوماً أن يستخدم هذا البوح ضدَّكَ!
وأن تعطيه يدكَ وكلكَ يقين بأنه لن يُفلتها!
وأن تتحدَّثَ معه وكأنَّكَ تتحدثُ مع نفسكَ فلا تُرهق نفسكَ بجهد التبرير، ولا تتكلف عناء الشَّرح، لأنكَ تعرفُ أنه سيفهمُكَ بطريقة صحيحة، وأنه لو خانكَ تعبيركَ فلن يخونكَ فهمه لكَ، وأنكَ لو أفسدتَ مفرداتكَ سيصلحُ هو نِيَّته!
وأن تبكي على كتفه دون أن تتحرجَ من ضعفكَ!
وأن تأوي إلى صدره منكسراً وكل شيءٍ فيكَ يعلمُ أنه سيرممكَ!
وأن تعيشَ مشاعركَ كما هي، تضجرُ، وتغضبُ، وتغار ، وتنطوي، وأنتَ تعرفُ أنه سيحبكَ بكل أحوالكَ!
والسلام لقلبك ❤️
تسألني: ما أروعُ إحساسٍ في الحُبِّ؟
فأقولُ لكَ: الأمان!
أن تشعرَ أن أحدهم ممسك بقلبكَ لا بيدكَ!
الأمان هو أن تمنحَ أحدهم القدرة على تدميرك، وكلكَ يقين بأنه لن يرميكَ ولو بوردة!
وأنه مهما حدث بينكما فسيبقى يخشى عليكَ من أن تجرحكَ نسمة!
وأنه رغم كل المعارك الضارية التي قد تنشأ بينكما فإنكَ لن تهون عنده!
الأمان هو أن تأخذ أحدهم إلى أعمق نقطةٍ فيك، فتصبحَ مكشوفاً أمامه كصفحةٍ في كتاب، وأنتَ واثقٌ تماماً أنه سيحفظ سرَّكَ كما يحفظُ عينيه!
الأمان هو أن تُطلع أحدهم على نقاط ضعفكَ، وتخلعُ عنكَ هذا الدرع السميك الذي تحيطُ به نفسكَ كي لا تصيبكَ الحياة في مقتلٍ، وكلكَ إيمانٌ به أنه لن يضغطَ على نقطة ضعفكَ، ولن يضع إصبعه على موضع جرحكَ، وأن هشاشتكَ كلها ستبقى قوية بستره لكَ!
الأمانُ هو تبوحُ لأحدهم وأنتَ لا تخشى يوماً أن يستخدم هذا البوح ضدَّكَ!
وأن تعطيه يدكَ وكلكَ يقين بأنه لن يُفلتها!
وأن تتحدَّثَ معه وكأنَّكَ تتحدثُ مع نفسكَ فلا تُرهق نفسكَ بجهد التبرير، ولا تتكلف عناء الشَّرح، لأنكَ تعرفُ أنه سيفهمُكَ بطريقة صحيحة، وأنه لو خانكَ تعبيركَ فلن يخونكَ فهمه لكَ، وأنكَ لو أفسدتَ مفرداتكَ سيصلحُ هو نِيَّته!
وأن تبكي على كتفه دون أن تتحرجَ من ضعفكَ!
وأن تأوي إلى صدره منكسراً وكل شيءٍ فيكَ يعلمُ أنه سيرممكَ!
وأن تعيشَ مشاعركَ كما هي، تضجرُ، وتغضبُ، وتغار ، وتنطوي، وأنتَ تعرفُ أنه سيحبكَ بكل أحوالكَ!
والسلام لقلبك ❤️
خفـــاياــالروحــ❤️ـ
على خُطى الرَّسول ﷺ ٦٩ كُنْ أبا خيثمة! سار النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في ظروف أصعب ما يكون فيها المسير، الحر شديد، والصحراء لظى، والسفر بعيد، والدواب قليل، حتى أن الأربعة كانوا يتناوبون على البعير الواحد! وتخلَّف في المدينة المنافقون، وبعض مؤمنين…
على خُطى الرَّسول ﷺ ٧٠
أفلا أُبشِّرُه؟!
كان حصار الأحزاب للمسلمين في المدينة قاسياً وشديداً، وما زاد الطين بلةً غدر اليهود، وصار المسلمون بين عدو الخارج في وجوهم، وعدو الداخل في ظهورهم، وبلغت القلوب الحناجر!
ومع الثبات يأتي النصر، وما النصر إلا صبر ساعة، فمنَّ الله على الثابتين صبر أيام وليالٍ وردَّ كيد الأحزاب!
وألقى المسلمون سلاحهم، فإذا بجبريل ينزلُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ويقول له: قد وضعتَ السلاح، واللهِ ما وضعناه، فاخرُجْ إليهم
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: فإلى أين؟
فقال جبريل: ها هنا وأشار إلى بني قريظة!
فخرجَ إليهم، وحاصرهم خمساً وعشرين ليلةً، فلما يئس اليهود من فك الحصار أرسلوا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن ابعثْ إلينا صاحبكَ أبا لبابة نستشيره في أمرنا وكان حليفاً لهم في الجاهلية!
فأرسله النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليهم، فلما رأوه قام إليه الرجال، وبكى بين يديه النساء والصبيان، فرقَّ لحالهم.
فقالوا: يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد؟
فقال: نعم، وأشار إلى حلقه يعني أن حكمه الذَّبح!
فقال أبو لبابة محدثاً عن القصة: فعلمتُ
أني خنتُ الله ورسوله، وخجلتُ أن آتي إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وإنما ذهبتُ إلى المسجد وربطتُ نفسي بسارية من سواريه، وقلتُ: لا أبرحُ مكاني حتى يتوب الله عليَّ!
فلما بلغَ هذا النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: لو جاءني كنتُ استغفرتُ له، أما إنه قد فعلَ ما فعلَ فما أنا بالذي أُطلقه حتى يتوب الله عليه!
ومرَّتْ ليالٍ وأبو لبابة مربوط، تأتيه امرأته تفكه للصلاة، ثم تربطه! ثم كانتْ ليلةً كان فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة، فرأته يضحك
فقالتْ له: ما يُضحكك يا رسول الله أضحك الله سِنَّكِ؟
فقال لها: تابَ اللهُ على أبي لبابة
فقالتْ: أفلا أبشره يا رسول الله
فقال لها: بلى إن شئتِ
فقامتْ إليه وقالت: أبا لبابة قد تاب الله عليكَ
فقام الناس ليفكوه، فقال واللهِ لا يفكني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وفكَّه!
الشاهد من كل هذا قول أم سلمة: أفلا أبشره يا رسول الله
الإنسان النبيل يفرحُ بالخير للآخرين تماماً كما يفرحُ بالخير لنفسه، فتراه يسعد بنجاح إنسانٍ فيسارع ليبشره، ويعرف خبر حمل امرأةٍ بعد عناء حرمان فيسارع في حمل البشرى، فلا تكُنْ إلا رسول خير، الأنباء السيئة لا تحتاج خادماً ولا رسولاً إنها تجري في الناس جري النار في الهشيم، أما الأخبار السعيدة والبشرى فقلما تجد من يحملها ويزفها إلى صاحبها، فكُنْ أنتَ الحامل لها، فعندما تفرح لفرح غيرك، ولا يزعجك غنى غيرك، ولا تكدرك سعادة غيرك فاعلم إنك إنسان طيب القلب!
أدهم شرقاوي
أفلا أُبشِّرُه؟!
كان حصار الأحزاب للمسلمين في المدينة قاسياً وشديداً، وما زاد الطين بلةً غدر اليهود، وصار المسلمون بين عدو الخارج في وجوهم، وعدو الداخل في ظهورهم، وبلغت القلوب الحناجر!
ومع الثبات يأتي النصر، وما النصر إلا صبر ساعة، فمنَّ الله على الثابتين صبر أيام وليالٍ وردَّ كيد الأحزاب!
وألقى المسلمون سلاحهم، فإذا بجبريل ينزلُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ويقول له: قد وضعتَ السلاح، واللهِ ما وضعناه، فاخرُجْ إليهم
فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: فإلى أين؟
فقال جبريل: ها هنا وأشار إلى بني قريظة!
فخرجَ إليهم، وحاصرهم خمساً وعشرين ليلةً، فلما يئس اليهود من فك الحصار أرسلوا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن ابعثْ إلينا صاحبكَ أبا لبابة نستشيره في أمرنا وكان حليفاً لهم في الجاهلية!
فأرسله النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليهم، فلما رأوه قام إليه الرجال، وبكى بين يديه النساء والصبيان، فرقَّ لحالهم.
فقالوا: يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد؟
فقال: نعم، وأشار إلى حلقه يعني أن حكمه الذَّبح!
فقال أبو لبابة محدثاً عن القصة: فعلمتُ
أني خنتُ الله ورسوله، وخجلتُ أن آتي إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وإنما ذهبتُ إلى المسجد وربطتُ نفسي بسارية من سواريه، وقلتُ: لا أبرحُ مكاني حتى يتوب الله عليَّ!
فلما بلغَ هذا النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: لو جاءني كنتُ استغفرتُ له، أما إنه قد فعلَ ما فعلَ فما أنا بالذي أُطلقه حتى يتوب الله عليه!
ومرَّتْ ليالٍ وأبو لبابة مربوط، تأتيه امرأته تفكه للصلاة، ثم تربطه! ثم كانتْ ليلةً كان فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة، فرأته يضحك
فقالتْ له: ما يُضحكك يا رسول الله أضحك الله سِنَّكِ؟
فقال لها: تابَ اللهُ على أبي لبابة
فقالتْ: أفلا أبشره يا رسول الله
فقال لها: بلى إن شئتِ
فقامتْ إليه وقالت: أبا لبابة قد تاب الله عليكَ
فقام الناس ليفكوه، فقال واللهِ لا يفكني إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمرَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وفكَّه!
الشاهد من كل هذا قول أم سلمة: أفلا أبشره يا رسول الله
الإنسان النبيل يفرحُ بالخير للآخرين تماماً كما يفرحُ بالخير لنفسه، فتراه يسعد بنجاح إنسانٍ فيسارع ليبشره، ويعرف خبر حمل امرأةٍ بعد عناء حرمان فيسارع في حمل البشرى، فلا تكُنْ إلا رسول خير، الأنباء السيئة لا تحتاج خادماً ولا رسولاً إنها تجري في الناس جري النار في الهشيم، أما الأخبار السعيدة والبشرى فقلما تجد من يحملها ويزفها إلى صاحبها، فكُنْ أنتَ الحامل لها، فعندما تفرح لفرح غيرك، ولا يزعجك غنى غيرك، ولا تكدرك سعادة غيرك فاعلم إنك إنسان طيب القلب!
أدهم شرقاوي
"ماذا لو جبَركَ اللهُ في هذه العشرِ
وكانَ العيدُ عيدين؟" ❤️
وكانَ العيدُ عيدين؟" ❤️
"الله أكبرُ والأماني بين يديك
الله أكبرُ والصعب هينٌ عليك" ❤️
الله أكبرُ والصعب هينٌ عليك" ❤️
فَـ وَاللهِ إنهُ استجَاب مِنذُ أنّ دعوُت وَ لكِنه يُدبِر الأمرّ
♥️..
♥️..
خلق الله الدعاء ليُخبرك ألا تتنازل أبداً عمّا ذهبت إليه روحُك حتى يأتِيكَ به
♥️..
♥️..
يارب ما تنتهي العشر من ذي الحجة الا وفيه خبر يخلينا نسجد من الفرحه ودعواتنا مجابة،وقلوبنا مجبورة، و امورنا ميسرة💙💙💙
يااااااااااارب💗
يااااااااااارب💗