‏الشعور بقرب انتهاء ضحكتكِ
وعودة ملامحكِ لوضعها الطبيعي
ذلك هو شعور طفل أُغلق
باب الحديقة في وجهه
مؤسفٌ أن أحبكِ بقلبي
أنتي تستحقين قلب العالم
أنا يمنيٌّ يا رب
لا أملك شيئاً
حذائي يئن من وعورة البكاء
والطريق تمشي فوق أقدامي
يقول العراقي ميثم راضي

"أتساءلُ كَيفَ تَقبضُ الملائكة أرواحَ الذينً يَموتونَ جُوعًا
أتلوحُ لَهُم برَغيف خُبز؟"


في رمضان لا تنسوا الدعاء لإخوتنا في غزة
في رمضان بالذات تزداد مرارة الغربة
كلما ذكرتَ مائدة أمك ..

حتى تمر أمي له مذاقه الخاص
عصير الليمون
الشفوت
السنبوسة
وكل شيء..

دعاء أبي على السفرة
"اللهم لك صمت
وبك آمنت
وعلى رزقك أفطرت"

صراخ أخي الصغير على السفرة
"أشتي ملعقةةةةة!"
مع أنه لا يٌحسن الأكل بها

كل الأشياء في رمضان وأنت في الغربة مؤلمة

أنا هنا يا أمي لا أفطر بالتمر
أنا هنا أفطر بأحزاني
وألفُّ سنبوسة أوجاعي كل يوم
تَيْه.
أمي امرأة في العشرين من عمرها تعجن كل يومٍ غيابنا وتصنع منه خبزاً كلما حاولتْ إطعامه لأبي يصير فمه من قِلتنا يابساً
وأذكر عندما كنتُ طفلاً
كيف كانت
قبل أن تضع لي "سندويشة" في حقيبتي المدرسية
تقضم منها أول لقمةٍ
لأنني لا أحب أطراف الرغيف الفارغة
بينما أنا
أنظرُ في ملامحها وأبتسم

وكنتُ دائماً
في الاستراحة بين الحصص
أُخرج السندويشة
وأظل أنظر مكان " القضمة "
كيف أسنان الأم تترك لابنها ابتسامةً في الخبز
و البلاد التي تحترق هي أُمنا

كل سنة وانتِ طيبة يمه
يا الله أنا الآن قفزت لسن العشرين ولا أعرف كيف حصل كل هذا..

لا أعرف من الذي ركلني إلى هنا
أحدهم  ركلني بكامل قوته في مؤخرة عمري
ووجدتُ نفسي تائهاً أبكي
أبكي الطريق وضياعي
أبكي العمر وصراعاتي..

أبكي كما لو أني
خرجت للتو من بطن أمي
وانقطع عني حبلها السري

وبسرعة البرق
استبدله الوطن بحبل مشنقة

نعم هكذا وبهذه السرعة
من بطن أمي المغلقة
علقوا لي المقصلة..

يكفي أريد أن أستريح
بالله عليكم
اسحبوا من تحت أقدامي الكرسي
وخلصوني

-أحمد العويتي
أنا يمني الهوية
في الثاني والعشرين خريفاً..
إذن
لا يحق لي أن أكتب عن أي شيء
عدا عن  الحزن
ولأني يمني لا أملك
أي شعورٍ سواه
بينما الجميع مشغولون
بشراء ملابس العيد
وحدي أنا أغسل حزني لأرتديه
أُشبه كثيراً
الأطفال اليتامى
الذين يبكون في المقابر
صبيحة العيد
غير أنه لا وجود لميت
ولا لمقبرة
و لكنني دون وطن
و هذا كافٍ بأن أشعر باليتم
صورتي وانا لابس نكس تحتاج برواز والله

كشخة
‏رسى عليكِ العمر
‏أُحبك
‏وهذا كل ماتبقى من حياتي
لأن حزني هينٌ على هذه البلاد
أحبكِ بتلك الطريقة التي أهرب
بها من الكآبة
أجدكِ عند أول مفترق
توزعين الورود على المارة
وتقولين يحبني جميلاً مثل هذه الورود
يحبني ويصنع من حزنه وردةً لأجلي
سوف أعض اليوم على شفتيّ الحب
حتى يتفجر منهم مئة نص
وها أنا
أوزع ملامحك
في الأزقة والطرقات
عبثا أدسها في كل الوجوه
لا أريد لمدينتي
أن تنطفئ
لأنني جُرحت في إنسانيتي
قررت أن أصير وحشاً
أهملت أظافري
لتبدو كمخالب
وشحذت أسناني
لتبدو كأنياب
جففت مدامعي
ومسحت
عن عينيّ الرحمة
عتمت نوافذ القلب
فلا أحد يرى ما بالداخل
لأنني حبست الإنسان خلفهم
وخرجت للشارع
أبحث عن فريسة لم تكن أكثر
من حياة لم أستطع
الحصول عليها كإنسان
اسمعني ياقلبي
حياتي ليست من شأنك
وجدتك ذئباً تائهاً
يبكي في العراء
أدخلتك جسدي
خبأت مخالبك في لغتي
ودسستُ ظلك بين لحمي
ثم منحتُ لك ذكريات..
هذه المرة حين تجوع لأحدٍ
كن شجاعاً
وكلني
2024/05/18 02:35:28
Back to Top
HTML Embed Code: