“فيكِ الأنوثةُ
‏تكفي ألفَ مملكةٍ
‏من النساء
‏وتثري ألفَ ديوانِ”

"وأتى لنا عامٌ جديدٌ مبهجٌ
‏لا سوءَ فيه بإذن ربي أو كدر
‏بُثُّوا التفاؤلَ في القلوب فإنه
‏ما دامَ بؤسٌ في الخلائقِ واستمر"

قال بعض من وصف العباس بن الأحنف: كان أحسن خلق الله إذا حَدّث حديثًا، وأحسنهم إذا حُدث استماعاً، وأمسكهم عن مُلاحاةٍ إذا خُولِف، وكان ملوكيّ المذهب، ظاهر النّعمة، حسن الهيئة، وكانت فيه آلات الظّرف، كان جميل الوجه، فّارِه المركب، نظيف الثّوب، حسن الألفاظ، كثير النوادر، ِرطيب الحديث، كثير المساعدة، شديد الاحتمال، ولم يكن هجّاء، ولا مدّاحا، كان يتنزّه عن ذلك، ويُشبّه من المتقدمين بعمر بن أبى ربيعة.

فتحت صفحة عشوائية من ديوان ابن زيدون؛ فوقعت عيني على هذه الأبيات العذبة..

قال خَيثَمةُ بنُ عبد الرّحمن: (شيءٌ هو أحلى من العسل ولا ينقطع: الأُلفةُ جعلها اللهُ بينَ المؤمنين)

الحين أقدر أصبح عليكم 🫶🏻:

هِيَ الشَّمسُ مَغرِبُها في الكِلَل
‏ومَطلَعُها مِن جُيوبِ الحُلَل

وغُصْن تـرَشَّفَ ماءَ الشَّبَابِ
ثَراهُ الهَوى وَجَناهُ الأَمَل

‏تَهادى لَطيفَةَ طَيِّ الوِشاحِ
‏وتَرنو ضَعيفَةَ كَرِّ المُقَل

‏وَتَبرُزُ خَلفَ حِجابِ العَفافِ
‏وتَسفِرُ تَحتَ نِقابِ الخَجَل

‏بَدَت في لِداتٍ كَزُهرِ النُّجومِ
‏حِسانِ التَحَلّي مِلاحِ العَطَل

‏- ابن زيدون

"بالفعلِ لا بالقولِ تَعرِفُ وُدَّهمْ
‏ والفعلُ يكشفُ مُضمَرَ الأعماقِ"

وقال آخر: إنّ لابتداء الكلام فتنةً تروق، وجدّةً تعجِب، فإذا سكنت القريحة، وعدل التّأمّل، وصَفَت النّفس، فليعد النّظرَ، وليكن فَرَحُه بإحسانه مساويًا لغمّه بإساءته.

"الحياءُ لِبَاسٌ سابغ، وحِجَاب وَاق، وسِتْر من المساوئ، وأَخُو العفاف، وحَلِيف الدّين، ومُصَاحبٌ بالصّنع، ورَقيب من العِصمَة، وعين كَالِئَةٌ تذودُ عن الفساد، وتنهى عن الفحشاء والأدناس".

يَوَدُّ بأن يُمسي سقيمًا لعلَّها
‏إذا سمعت عنهُ بشكوَى تُراسلُه

‏وَيرْتاحُ للمعروفِ في طلبِ العُلى
‏لتُذكرَ يومًا عند ليلى شمائلُه

- كُثير

"لعَمري رأيتُ المرءَ بعد زواله
‏ حديثًا بما قد كان يأتي ويصنعُ

‏وحيث الفتى لابدّ يُذكر بعدَه
‏ فذكراه بالحسنى أجلُّ وأرفع"

"اللهُمَّ اجعل عَقِب هذا السَّيرِ ظِلال سِدرتك، ومُنتهى هذا الهجير واحات جنَّتك، واكتب لنا بكُلِّ كَلالٍ مسَّنا أجرًا، وبكُلِّ لُغُوبٍ مغفرة"