روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة: “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ”.
إنه (الغَرْقَد) هذا هو المستثنى الوحيد من تلك المعجزة والكرامة الإلهية، ومن إعلان الولاء لعباد الله المؤمنين والبراءة من اليهود الملاعين المفسدين، أبىَ هذا الغرقد إلا أن يكون في صف الظالمين، وردءاً وظهيراً لهم؛ ولا غرابة إذ هو مِن غرسهم ونتاجهم “فإنه من شجر اليهود”، وفي رواية: “فإنها من شجرهم لا تنطق”. فانظر لحالك يا أيها المسلم الموحد وابحث لنفسك عن جواب لهذا السؤال تلقى به الله: أتحب أن تكون كالغرقد في صمته عن الظلم وظهيراً للظالمين؟!
احذر أن تكون غرقداً بصمتك، بضعف سعيك، بتأخرك في إعداد نفسك، ببعدك عن ربك، بتفكيرك فقط في حدود غرفتك، بإعراضك عن نصرة قضايا أمتك ما استطعت لذلك سبيلاً، أو بخذلانك لأهل الثغور من المرابطين والمجاهدين! والله إني أخشى على نفسي وعليك أن نكون من هؤلاء الذين شاركوا الظالمين ظلمهم بصمتهم وقعودهم فضلّوا الطريق! فكم من “غرقدٍ” يعيش بيننا اليوم ويحسب أنه من الذين يحسنون صنعاً؟! قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا﴾ [الكهف: 104].
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الخذلان
#أمة_واحدة
إنه (الغَرْقَد) هذا هو المستثنى الوحيد من تلك المعجزة والكرامة الإلهية، ومن إعلان الولاء لعباد الله المؤمنين والبراءة من اليهود الملاعين المفسدين، أبىَ هذا الغرقد إلا أن يكون في صف الظالمين، وردءاً وظهيراً لهم؛ ولا غرابة إذ هو مِن غرسهم ونتاجهم “فإنه من شجر اليهود”، وفي رواية: “فإنها من شجرهم لا تنطق”. فانظر لحالك يا أيها المسلم الموحد وابحث لنفسك عن جواب لهذا السؤال تلقى به الله: أتحب أن تكون كالغرقد في صمته عن الظلم وظهيراً للظالمين؟!
احذر أن تكون غرقداً بصمتك، بضعف سعيك، بتأخرك في إعداد نفسك، ببعدك عن ربك، بتفكيرك فقط في حدود غرفتك، بإعراضك عن نصرة قضايا أمتك ما استطعت لذلك سبيلاً، أو بخذلانك لأهل الثغور من المرابطين والمجاهدين! والله إني أخشى على نفسي وعليك أن نكون من هؤلاء الذين شاركوا الظالمين ظلمهم بصمتهم وقعودهم فضلّوا الطريق! فكم من “غرقدٍ” يعيش بيننا اليوم ويحسب أنه من الذين يحسنون صنعاً؟! قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا﴾ [الكهف: 104].
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الخذلان
#أمة_واحدة
❤1
في لحظةٍ واحدة، مدت إسرائيلُ يدها إلى دروز السويداء، فاستقبلتهم، واحتضنتهم، وقدّمت لهم ما استطاعت من مأوى وحماية… لا حبًّا، بل لأن في ذلك نُصرةً لصفّها، وتعزيزًا لوجودها.
بينما غزة، التي تنزفُ منذ شهور، يصرخُ فيها الجوعى، وتبكي أمهاتُها أطفالًا صاروا طيفًا من تراب، تُركت وحدها، يتواطأ عليها القريب قبل البعيد، ويصمّ الملوكُ آذانهم عن نداءاتها، كأنّها ليست من أرضهم، ولا من جلدهم، ولا من وجعهم.
عجبًا لأمةٍ باعها حكامُها في سوق المصالح، يُباد أهلها ويُحاصرون، فتكون العيون شاخصة، والقلوب جامدة، وكأنّ الدم المسفوح لا يعنيهم، وكأنّ الحق في غزة ليس من حقوقهم.
نامت عيونُ بني الزمانِ وغلّقت
أبوابها، وبكاءُ غزةَ لم ينمْ
ذُلٌ وهانَ على الأعادي أمرُنا
حتى تجرّؤوا علينا واقتَحمْ
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الخذلان
#أمة_واحدة
بينما غزة، التي تنزفُ منذ شهور، يصرخُ فيها الجوعى، وتبكي أمهاتُها أطفالًا صاروا طيفًا من تراب، تُركت وحدها، يتواطأ عليها القريب قبل البعيد، ويصمّ الملوكُ آذانهم عن نداءاتها، كأنّها ليست من أرضهم، ولا من جلدهم، ولا من وجعهم.
عجبًا لأمةٍ باعها حكامُها في سوق المصالح، يُباد أهلها ويُحاصرون، فتكون العيون شاخصة، والقلوب جامدة، وكأنّ الدم المسفوح لا يعنيهم، وكأنّ الحق في غزة ليس من حقوقهم.
نامت عيونُ بني الزمانِ وغلّقت
أبوابها، وبكاءُ غزةَ لم ينمْ
ذُلٌ وهانَ على الأعادي أمرُنا
حتى تجرّؤوا علينا واقتَحمْ
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الخذلان
#أمة_واحدة
❤2
أصعب كلمة يمكن أن تسمعها في حياتك:
"وإننا نقول للتاريخ وبكل مرارة وألم وأمام أبناء أمتنا:
يا قادة هذه الأمة الاسلامية والعربية، ويا نخبها وأحزابها الكبيرة، ويا علماءها
أنتم خصومنا أمام الله عز وجل
أنتم خصوم كل طفل يتيم وكل ثكلى وكل نازح ومشرد ومكلوم وجريح ومجوّع،
إن رقابكم مثقلة بعشرات الآلاف من الأبرياء الذين خذلوا بصمتكم"
😢😢😔😔
اللهم اغفر لنا ضعفنا وتقصيرنا وإسرافنا في أمرنا وارفع عن أمتنا الذل والهوان🤲 🤲
"وإننا نقول للتاريخ وبكل مرارة وألم وأمام أبناء أمتنا:
يا قادة هذه الأمة الاسلامية والعربية، ويا نخبها وأحزابها الكبيرة، ويا علماءها
أنتم خصومنا أمام الله عز وجل
أنتم خصوم كل طفل يتيم وكل ثكلى وكل نازح ومشرد ومكلوم وجريح ومجوّع،
إن رقابكم مثقلة بعشرات الآلاف من الأبرياء الذين خذلوا بصمتكم"
😢😢😔😔
اللهم اغفر لنا ضعفنا وتقصيرنا وإسرافنا في أمرنا وارفع عن أمتنا الذل والهوان🤲 🤲
😢3
Forwarded from أدهم شرقاوي
بصراحة ودون مساحيق تجميل:
خطيئة غزَّة أنها أحسنت الظنَّ بنا!
اعتقدتْ أنَّ في ظهرها وطناً وأمة،
وظنَّتْ أننا نملك من الشهامة ما تملك!
غزَّة التي حين سمعت القدس تصرخ : يا غزَّة يلا منشان الله!
هبَّتْ تُلبي النداء بدماء أبنائها!
ثم حين بدأت تنزف لم تجد هناك من يهتف لها حتى!
وعلى الضفة الأخرى من الوطن راهنت على حصان فتبين لها أنه أعرج لا يصلح لسباق ولا حتى لنقل الماء!
حتى المقاومة الفلسطينية في لبنان التي أُتيح لها ما لم يُتح لأحد لتُعدَّ وتستعدَّ، كانت جعجعتها أكثر من طحينها!
غزَّة راهنت على محورٍ مدجج، فتبين لها ولنا أنها الوحيدة التي تصلح للرهان، ولا أحد غيرها جاد بما يكفي ليذهب أبعد مما يعتقد هذا العالم!
غزَّة حين كانت تنزف لم تنسَ جرح سوريا،
ولأجل ميانمار خرجت في شوارعها غاضبة،
غزَّة بكتْ كابل حين كانت محتلة، وأقامت مأتماً للفلوجة حين ذُبحت
وحين صارت صاحبة المأتم لم يبكها أحد!
الطوفان لم يكن خاطئاً، كان خطوة كبيرة،
نحن الذين كنا صِغاراً، لا نستحقه ولا نستحقها!
خطيئة غزَّة أنها أحسنت الظنَّ بنا!
اعتقدتْ أنَّ في ظهرها وطناً وأمة،
وظنَّتْ أننا نملك من الشهامة ما تملك!
غزَّة التي حين سمعت القدس تصرخ : يا غزَّة يلا منشان الله!
هبَّتْ تُلبي النداء بدماء أبنائها!
ثم حين بدأت تنزف لم تجد هناك من يهتف لها حتى!
وعلى الضفة الأخرى من الوطن راهنت على حصان فتبين لها أنه أعرج لا يصلح لسباق ولا حتى لنقل الماء!
حتى المقاومة الفلسطينية في لبنان التي أُتيح لها ما لم يُتح لأحد لتُعدَّ وتستعدَّ، كانت جعجعتها أكثر من طحينها!
غزَّة راهنت على محورٍ مدجج، فتبين لها ولنا أنها الوحيدة التي تصلح للرهان، ولا أحد غيرها جاد بما يكفي ليذهب أبعد مما يعتقد هذا العالم!
غزَّة حين كانت تنزف لم تنسَ جرح سوريا،
ولأجل ميانمار خرجت في شوارعها غاضبة،
غزَّة بكتْ كابل حين كانت محتلة، وأقامت مأتماً للفلوجة حين ذُبحت
وحين صارت صاحبة المأتم لم يبكها أحد!
الطوفان لم يكن خاطئاً، كان خطوة كبيرة،
نحن الذين كنا صِغاراً، لا نستحقه ولا نستحقها!
😢2❤1
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
يريدون تركيع أهل غزة بالجوع،
ويريدون القضاء على روح الجهاد في الأمة بجَعْل أهل غزة عبرة لمن يعتبر، ويظنون أنهم بطغيانهم وسلاحهم وإجرامهم سينجحون في ذلك.
لقد حاولت أقوى دولة في العالم تركيع الأمة وكسر إرادتها بغزو أفغانستان قبل عشرين سنة واستعملت كل أنواع الأسلحة والقنابل والصواريخ والقاذفات، وفتحت المعتقلات والسجون الرهيبة وملأتها بالأسرى وعذبتهم بأحدث أدوات التعذيب النفسي، وجيشت العملاء ودربتهم وصرفت على تجهيزهم المليارات، وحشدت كل ما يمكن لقوة بشرية أن تحشده من آلات وتقنيات وقدرات وأعداد وأموال وأفكار ومؤسسات، وقتلت عشرات أو مئات الآلاف من المسلمين في أفغانستان.. ثم ماذا؟
طردهم الأفغان الأبطال من بلادهم بعد جهاد طويل بأبسط الأدوات وأضعف الوسائل، بعد صبر وتضحية ودماء وقيود وأشلاء، ولكنهم انتصروا وكسروهم وطردوهم أمام شاشات العالم، ورفعوا راية الإسلام خفاقة بكل عزة وكرامة، وفي نفوسهم ألف دليل على معية الله لمن ينصر دينه ويضحي في سبيله، ولم تزدهم تلك الابتلاءات إلا صلابة وقوة وعزة وكرامة.
مجنون من يظن أنه بطغيانه سيكسر هذه الأمة،
ومغفل من يختار موقف الخيانة أو الخذلان،
وسفيه من يعيش اليوم حياته غافلا لاهيا تافها بينما الدنيا تشتعل من حوله.
إن هؤلاء الأعداء المحتلين الذين تجاوزوا الحد في طغيانهم على أهلنا في غزة لم يزيدوا على أن أذكوا نار الحمية والجهاد والعزة في نفوس الملايين من المسلمين الذين يعانون من القيود التي تكبّل حركتهم وتقمع إرادتهم وتقص أجنحتهم وتتبع أنفاسهم وتحاسبهم على الكلمة قبل الفعل.
إن هذه المشاهد أشعلت البراكين في ملايين الصدور، وصار دخان هذه البراكين يصعد متسللا من بين الصخور منذراً بانفجار هائل لا يبصره المجرمون كعادتهم الدائمة في التاريخ.
إن كل مسلم صادق لايمكنه أن يقف اليوم متفرجاً أمام ما يحدث لإخوانه بل لابد أن يكون له سهم ونصيب في نصرتهم، وسد حاجتهم، وإطعام جائعهم بكل ما يمكنه بعد السعي الصادق الدؤوب والتحري والتتبع لكل الوسائل.
اللهم فرج عن أهل غزة، وانصر من نصرهم، وانتقم ممن ضيق عليهم، وارض عمن نصرهم أو سعى في نصرهم بما يمكنه.
ويريدون القضاء على روح الجهاد في الأمة بجَعْل أهل غزة عبرة لمن يعتبر، ويظنون أنهم بطغيانهم وسلاحهم وإجرامهم سينجحون في ذلك.
لقد حاولت أقوى دولة في العالم تركيع الأمة وكسر إرادتها بغزو أفغانستان قبل عشرين سنة واستعملت كل أنواع الأسلحة والقنابل والصواريخ والقاذفات، وفتحت المعتقلات والسجون الرهيبة وملأتها بالأسرى وعذبتهم بأحدث أدوات التعذيب النفسي، وجيشت العملاء ودربتهم وصرفت على تجهيزهم المليارات، وحشدت كل ما يمكن لقوة بشرية أن تحشده من آلات وتقنيات وقدرات وأعداد وأموال وأفكار ومؤسسات، وقتلت عشرات أو مئات الآلاف من المسلمين في أفغانستان.. ثم ماذا؟
طردهم الأفغان الأبطال من بلادهم بعد جهاد طويل بأبسط الأدوات وأضعف الوسائل، بعد صبر وتضحية ودماء وقيود وأشلاء، ولكنهم انتصروا وكسروهم وطردوهم أمام شاشات العالم، ورفعوا راية الإسلام خفاقة بكل عزة وكرامة، وفي نفوسهم ألف دليل على معية الله لمن ينصر دينه ويضحي في سبيله، ولم تزدهم تلك الابتلاءات إلا صلابة وقوة وعزة وكرامة.
مجنون من يظن أنه بطغيانه سيكسر هذه الأمة،
ومغفل من يختار موقف الخيانة أو الخذلان،
وسفيه من يعيش اليوم حياته غافلا لاهيا تافها بينما الدنيا تشتعل من حوله.
إن هؤلاء الأعداء المحتلين الذين تجاوزوا الحد في طغيانهم على أهلنا في غزة لم يزيدوا على أن أذكوا نار الحمية والجهاد والعزة في نفوس الملايين من المسلمين الذين يعانون من القيود التي تكبّل حركتهم وتقمع إرادتهم وتقص أجنحتهم وتتبع أنفاسهم وتحاسبهم على الكلمة قبل الفعل.
إن هذه المشاهد أشعلت البراكين في ملايين الصدور، وصار دخان هذه البراكين يصعد متسللا من بين الصخور منذراً بانفجار هائل لا يبصره المجرمون كعادتهم الدائمة في التاريخ.
إن كل مسلم صادق لايمكنه أن يقف اليوم متفرجاً أمام ما يحدث لإخوانه بل لابد أن يكون له سهم ونصيب في نصرتهم، وسد حاجتهم، وإطعام جائعهم بكل ما يمكنه بعد السعي الصادق الدؤوب والتحري والتتبع لكل الوسائل.
اللهم فرج عن أهل غزة، وانصر من نصرهم، وانتقم ممن ضيق عليهم، وارض عمن نصرهم أو سعى في نصرهم بما يمكنه.
Forwarded from د. سامي عامري
لعنهم الله، ثم لعنهم الله، ثم لعنهم الله.. والله لو أنّ هذا الموقف كان مشهدًا في فيلم، لاهتز وجدان كل واحد منّا، مع علمه أنّه تمثيلي.. فكيف وهو موقف حقيقي شهدت عليه الأرض والسماء.. اللهم عليكم بالصهاينة وكلاب حرس الحدود جميعًا.. يا ضيعة الأمّة، لقد صرنا أهون الناس على الناس!
بين الأمس واليوم...
في زمن التتار، كانت سيوف العدو تمزق الجسد، لكن الروح كانت حية في الصدور، تصرخ بالحق، وتشتاق للنهوض. سقطت بغداد، وغرقت في الدماء، لكن من قلب المحنة بزغت إرادة، فهبّت الأمة بقيادة قطز، ودوّى صوته يوم عين جالوت:
"واإسلاماه!"
صرخة واحدة وحدت القلوب، فأعادت للأمة هيبتها، وللكرامة اسمها.
أما اليوم، فالمسلمون كُثُر، وأصواتهم عالية، لكنهم كالغثاء، بلا وزن ولا أثر. لا تتار يحيطون بهم، بل تتارٌ خرجوا من بينهم، يخونون، ويصمتون، ويبررون. القدس تنادي، وغزة تستغيث، لكن اليد المرتجفة لا تنصر، واللسان المكسور لا يصدح.
كان العدو في زمن التتار على الأبواب، واليوم العدو في القلوب والعقول، يتسلل عبر الشاشات والعقود، يسرق الهوية، ويطمس الوعي.
فشتّان بين أمة سقطت عسكريًا ونهضت بالإيمان، وأمة اليوم التي سقطت أخلاقيًا وإنسانيًا، ولم تجد بعد طريق القيام.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الانهزامية
#الأقصى_عقيدة
في زمن التتار، كانت سيوف العدو تمزق الجسد، لكن الروح كانت حية في الصدور، تصرخ بالحق، وتشتاق للنهوض. سقطت بغداد، وغرقت في الدماء، لكن من قلب المحنة بزغت إرادة، فهبّت الأمة بقيادة قطز، ودوّى صوته يوم عين جالوت:
"واإسلاماه!"
صرخة واحدة وحدت القلوب، فأعادت للأمة هيبتها، وللكرامة اسمها.
أما اليوم، فالمسلمون كُثُر، وأصواتهم عالية، لكنهم كالغثاء، بلا وزن ولا أثر. لا تتار يحيطون بهم، بل تتارٌ خرجوا من بينهم، يخونون، ويصمتون، ويبررون. القدس تنادي، وغزة تستغيث، لكن اليد المرتجفة لا تنصر، واللسان المكسور لا يصدح.
كان العدو في زمن التتار على الأبواب، واليوم العدو في القلوب والعقول، يتسلل عبر الشاشات والعقود، يسرق الهوية، ويطمس الوعي.
فشتّان بين أمة سقطت عسكريًا ونهضت بالإيمان، وأمة اليوم التي سقطت أخلاقيًا وإنسانيًا، ولم تجد بعد طريق القيام.
يا أمّةً نامت على مجدٍ تولّى
هل تستفيقُ وقد تهاوى ما بنتهُ؟
لا السيفُ يُجدي، لا البكاءُ ولا المنى
إن لم تُعِدْ للإيمانِ روحهُ وصمتهُ.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الانهزامية
#الأقصى_عقيدة
❤1
Forwarded from د. أبو البراء وائل بن أحمد الهمص (Dr. Wael)
ثوابت لا متغيرات في جهاد غزة
1- جهاد غزة وأهلها أفضل الجهاد وأقدسه وأطهره ذلك أنهم يحاربون أنجس الخلق إخوان القردة والخنازير الذين لم تعرف البشرية أكثر فسادا وإفسادا منهم في العصر الحديث والذين لا يألون جهدا في إثارة الفتن ونشر الشبهات والشهوات.
2- جهاد أهل غزة جهاد مظلوم ضد ظالمه، جهاد صاحب حق ضد مغتصبه، جهاد دفع، جهاد حماية للمقدسات، جهاد حراسة للأمة من مشاريع الفساد والإفساد، جهاد حفاظ على مقدرات الأمة ومكتسباتها، جهاد عز ضد ذل، جهاد إيمان ضد كفر ونفاق، جهاد ابتغاء رضا الرحمن ومراغمة الشيطان.
3- حق على كل مسلم أن ينصر إخوانه في غزة بما يستطيع من مال وكلمة وفعل، وهذا ليس فيه لأحد منة بل هو أمر مفروض وواجب شرعي.
4- ما يجب على أهل الضفة و الأردن ومصر أوجب من غيرهم من الشعوب لأنهم أقرب الشعوب إلى أهل غزة ونصرة أهل غزة عليهم آكد من غيرهم.
5- كلاب الحراسة من الأنظمة الخائنة يجب تعريتهم وفضحهم لأنهم شركاء مع الصهاينة المجرمين في حرب أهل غزة.
6- غزة كاشفة فاضحة، وغربال يميز الصادق من الكاذب في الأمة، وهذا إن دل فإنما يدل على أن أحداثا عظيمة كبرى قادمة على المنطقة برمتها، ولا عاصم لأحد إلا من رحمه الله بالإيمان الصادق الذي لا نفاق فيه.
7- التجويع الحاصل في غزة هو ديدن الظالمين في السابق واللاحق، وهو رغم قسوته ظاهره الألم والمعاناة وقلة ذات اليد وباطنه رحمة من الله لعباده وتربية لهم لما هو قادم وتمحيص وتمييز وأجر عظيم لمن صبر وابتغى الرزق من الله...
8- ما حدث ويحدث في غزة من ألم ومعاناة ليس سببه جهاد الصادقين، بل سببه عتو الصهاينة المجرمين وتواطؤ المنافقين والمرجفين..
9- ليس كل من حمل علما هو أهل للكلام عن جهاد الصفوة المتقين، فمن أهل العلم من هو بوق للظالمين، ومنهم من يضعف عن تحمل تبعات نصرة الحق المبين، ومنهم من يتأول تأويلات فاسدة لا يرتضيها عقل سوي ولا دين قويم...
10- الله لطيف رحيم بعباده، وعلى قدر المشقة يكون العطاء... وما ينتظر فلسطين وأهلها بل العالم أجمع من عطاء وعاقبة في الدنيا هو خلافة راشدة على منهاج النبوة، فأنعم به من عطاء وعاقبة دنيوية فيها نصرة لدين رب البرية تستحق البذل والتضحية والصبر والمصابرة والجهاد والمرابطة، وفي الآخرة بإذن الله رضا رب البرية ومن الملائكة الكرام سلام وتحية والفوز بدار الخلد والنعم الدائمة السرمدية...
فهذه يا إخواني وأخواتي في الله عشر ثوابت في جهاد أهل غزة عليكم أن تعوها جيدا، اسمعوها واقرؤوها وانشروها....
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من أهل مرضاته، وأن يستعملنا في طاعته ونصرة دينه، وأن يقر أعيننا وأعينكم بما فيه عز الاسلام والمسلمين ورفعتهم وذل أعداء الدين وهلاكهم...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين...
د. أبو البراء وائل بن أحمد الهمص.
1- جهاد غزة وأهلها أفضل الجهاد وأقدسه وأطهره ذلك أنهم يحاربون أنجس الخلق إخوان القردة والخنازير الذين لم تعرف البشرية أكثر فسادا وإفسادا منهم في العصر الحديث والذين لا يألون جهدا في إثارة الفتن ونشر الشبهات والشهوات.
2- جهاد أهل غزة جهاد مظلوم ضد ظالمه، جهاد صاحب حق ضد مغتصبه، جهاد دفع، جهاد حماية للمقدسات، جهاد حراسة للأمة من مشاريع الفساد والإفساد، جهاد حفاظ على مقدرات الأمة ومكتسباتها، جهاد عز ضد ذل، جهاد إيمان ضد كفر ونفاق، جهاد ابتغاء رضا الرحمن ومراغمة الشيطان.
3- حق على كل مسلم أن ينصر إخوانه في غزة بما يستطيع من مال وكلمة وفعل، وهذا ليس فيه لأحد منة بل هو أمر مفروض وواجب شرعي.
4- ما يجب على أهل الضفة و الأردن ومصر أوجب من غيرهم من الشعوب لأنهم أقرب الشعوب إلى أهل غزة ونصرة أهل غزة عليهم آكد من غيرهم.
5- كلاب الحراسة من الأنظمة الخائنة يجب تعريتهم وفضحهم لأنهم شركاء مع الصهاينة المجرمين في حرب أهل غزة.
6- غزة كاشفة فاضحة، وغربال يميز الصادق من الكاذب في الأمة، وهذا إن دل فإنما يدل على أن أحداثا عظيمة كبرى قادمة على المنطقة برمتها، ولا عاصم لأحد إلا من رحمه الله بالإيمان الصادق الذي لا نفاق فيه.
7- التجويع الحاصل في غزة هو ديدن الظالمين في السابق واللاحق، وهو رغم قسوته ظاهره الألم والمعاناة وقلة ذات اليد وباطنه رحمة من الله لعباده وتربية لهم لما هو قادم وتمحيص وتمييز وأجر عظيم لمن صبر وابتغى الرزق من الله...
8- ما حدث ويحدث في غزة من ألم ومعاناة ليس سببه جهاد الصادقين، بل سببه عتو الصهاينة المجرمين وتواطؤ المنافقين والمرجفين..
9- ليس كل من حمل علما هو أهل للكلام عن جهاد الصفوة المتقين، فمن أهل العلم من هو بوق للظالمين، ومنهم من يضعف عن تحمل تبعات نصرة الحق المبين، ومنهم من يتأول تأويلات فاسدة لا يرتضيها عقل سوي ولا دين قويم...
10- الله لطيف رحيم بعباده، وعلى قدر المشقة يكون العطاء... وما ينتظر فلسطين وأهلها بل العالم أجمع من عطاء وعاقبة في الدنيا هو خلافة راشدة على منهاج النبوة، فأنعم به من عطاء وعاقبة دنيوية فيها نصرة لدين رب البرية تستحق البذل والتضحية والصبر والمصابرة والجهاد والمرابطة، وفي الآخرة بإذن الله رضا رب البرية ومن الملائكة الكرام سلام وتحية والفوز بدار الخلد والنعم الدائمة السرمدية...
فهذه يا إخواني وأخواتي في الله عشر ثوابت في جهاد أهل غزة عليكم أن تعوها جيدا، اسمعوها واقرؤوها وانشروها....
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من أهل مرضاته، وأن يستعملنا في طاعته ونصرة دينه، وأن يقر أعيننا وأعينكم بما فيه عز الاسلام والمسلمين ورفعتهم وذل أعداء الدين وهلاكهم...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين...
د. أبو البراء وائل بن أحمد الهمص.
❤1
Forwarded from مجلة أنصار النبي ﷺ
وقد يسأل سائل: هل تعطلت فاعلية الآيات والسنن الإلهية في هذه المعركة؟ وأين سنة الله في نصرة المظلوم؟ وأين سنته في الانتقام من الظالم؟
فالجواب بالقطع: كلا؛ لم تتخلف سنة الله ولا فاعلية الآيات، بل إن الآيات فاعلةٌ على بابها، والسنن الإلهية ماضيةٌ على بابها دون أن تختلف، بل إنها لتكاد تُحَسُّ وتُرَى وتتشخص ماثلةً كأن لها أقدامًا تمشي بها على الأرض.
ولكن من الإشكاليات في التعامل مع هذا الأمر عدم التيقظ لأمرين من جملة أمورٍ لا بد من استحضارها في التعامل مع فقه السنن:
الأول: إغفال العامل الزمني
فالذي يقرأ منا أخبار الأقوام وأصحاب التجارب سواء كانوا من الأمم السابقة أو من المتقدمين أو من المعاصرين لا ينتبه للزمن؛ لأنه ليس جزءًا منه، فالمشاعر باردة، ويمكن أن تقرأ في بعض السور خبر نشأة قوم وهلاكهم في أسطر معدودة، وإن كانوا حضارةً ممتدةً، فالنظر دائمًا مسلطٌ على الخواتيم.
فمثلًا: روى ابن عساكر بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : "كلمتان قالهما فرعون: ﴿مَا عَلِمتُ لَكُم مِن إِلَه غَيْري﴾، إلى قوله: ﴿أَنَا رَبّكُمُ الْأَعْلَى﴾ كان بينهما أربعون عامًا، فأخذه الله بنكال الآخرة والأولى".
وهذا الحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، وبغض النظر عن عدد السنوات بالتحديد إلا أن هناك مدةً طويلة بينهما، أو على الأقل فإن المدة التي قضاها موسى في دعوة فرعون وما تخلل ذلك من أحداث كانت طويلة، لكن الآيات تطوي ذلك.
والموقف الذي ذكرته في مطلع الجواب نقلًا عن الملا عبد السلام ضعيف -وفقه الله- من حضور الأسئلة العقدية لدى الناس لما حصلت هزيمة طالبان سنة 2001 لم يكن من شأننا التفاعل معه يومئذٍ ولو كنا متابعين للحدث ومهتمين به؛ لأنه ببساطةٍ لسنا جزءًا من المشهد، فالغلبة في قراءة المشهد للخارج عنه إنما هي للعقول لا للمشاعر.
ولو قيل لأحدنا يومها: لماذا لم تنتصر طالبان خلال أشهر؟ ربما قال: وهل الحروب مع الدول الكبرى نزهة! لا بد من الصبر، وإن الله عدلٌ وقد وعد بالنصر ولن يخلف الله وعده، وربما قال في الجواب: وهذا هو النبي قد عانى التكذيب والتعذيب هو وأصحابه ثلاث عشرة سنة بمكة، وكان الله قادرًا أن ينصره من أول يوم لكنها سنة الله.
وحين انتصرت طالبان سنة 2021، واستطاعت أن تُخرِجَ الولايات المتحدة الأمريكية حاكمة هذا العصر وهي ذليلة تفر بعد أن زادت تكلفة بقائها عن المصالح التي تُحَصِّلُها فرح المسلمون بنصر الله المبين، وقالوا: لقد صدق الله وعده، وبدأوا يتداولون كلمة للملا محمد عمر يقول فيها: "إن أمريكا وعدتنا بالهزيمة والله وعدنا بالنصر فسننظر أي الوعدين ينجز أولًا"!
فحين يكتمل المشهد تصبح الآيات أكثر اتضاحًا، ولكن من يعيش داخل فرن البلاء يكون يومه كأنه سنة، فلا يحسن أن يقرأ الآيات إلا أن تنتهي فينظر إليها وشفتاه تسبحان بحمد الله.
وإني لا أذكر هذا لأسقِط ما حصل في الساحة الأفغانية على ما يجري الآن في الساحة الفلسطينية من أن المعركة ستمكث عشرين سنة!
كلا؛ فلكل معركةٍ ظروفُهَا وحساباتُها، ولكن المعركة التي نحن فيها حصل فيها مواجهة للنظام العالمي بأدواته فإن العاقبة فيها وإن كانت ستكون للمتقين قطعًا بإذن الله ولكن كيف يمكن أن تكون المعركة نزهةً؟!
ومن العجيب فيما يتعلق بفقه السنن في خصوص معركتنا مع العدو أنه لم يقف عند حدود السنن الإلهية العامة؛ بل جاءت كثيرٌ من النصوص تنزل إلى مستوى التفاصيل فيما يتعلق بالمدافعة بين المسلمين وبين كفرة بني إسرائيل في نطاق هذه الأمة خاصة، من مثل:
- أن علو بني إسرائيل سيكون كبيرًا كما في قوله سبحانه: ﴿وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 4].
- وأنهم سيجتمعون في فلسطين بعد أن كانوا مشتتين طيلة التاريخ الإسلامي كما قال سبحانه: ﴿وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا﴾ [الإسراء: 104].
- وأن إمدادهم سيكون من خارج على مستوى الأموال والجنود والإعلام كما قال سبحانه: ﴿وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾ [الإسراء: 6]، ولعل الإعلام داخلٌ في النفير كما ذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله، ووجهه -كما يقول-: أن النفير هو الصوت العالي الذي يجذب الانتباه، ونحن نرى الآن أن إسرائيل تسيطر على وسائل الإعلام والدعاية في العالم، وأن صوتها عالٍ ومسموع.
- وأنهم سيُكثِرُون من الجُدُر والتحصينات كما قال سبحانه: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ﴾ [الحشر: 14].
واعتمادهم على الدبابات لا يخرج عن هذه العقلية؛ فإنها كالقرية الصغيرة المحصنة، ومثل ذلك ما نراه من كمية الجدر الفاصلة في الضفة والسواتر الإسمنتية والرملية حول المواقع والمناطق السكنية.
فالجواب بالقطع: كلا؛ لم تتخلف سنة الله ولا فاعلية الآيات، بل إن الآيات فاعلةٌ على بابها، والسنن الإلهية ماضيةٌ على بابها دون أن تختلف، بل إنها لتكاد تُحَسُّ وتُرَى وتتشخص ماثلةً كأن لها أقدامًا تمشي بها على الأرض.
ولكن من الإشكاليات في التعامل مع هذا الأمر عدم التيقظ لأمرين من جملة أمورٍ لا بد من استحضارها في التعامل مع فقه السنن:
الأول: إغفال العامل الزمني
فالذي يقرأ منا أخبار الأقوام وأصحاب التجارب سواء كانوا من الأمم السابقة أو من المتقدمين أو من المعاصرين لا ينتبه للزمن؛ لأنه ليس جزءًا منه، فالمشاعر باردة، ويمكن أن تقرأ في بعض السور خبر نشأة قوم وهلاكهم في أسطر معدودة، وإن كانوا حضارةً ممتدةً، فالنظر دائمًا مسلطٌ على الخواتيم.
فمثلًا: روى ابن عساكر بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : "كلمتان قالهما فرعون: ﴿مَا عَلِمتُ لَكُم مِن إِلَه غَيْري﴾، إلى قوله: ﴿أَنَا رَبّكُمُ الْأَعْلَى﴾ كان بينهما أربعون عامًا، فأخذه الله بنكال الآخرة والأولى".
وهذا الحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، وبغض النظر عن عدد السنوات بالتحديد إلا أن هناك مدةً طويلة بينهما، أو على الأقل فإن المدة التي قضاها موسى في دعوة فرعون وما تخلل ذلك من أحداث كانت طويلة، لكن الآيات تطوي ذلك.
والموقف الذي ذكرته في مطلع الجواب نقلًا عن الملا عبد السلام ضعيف -وفقه الله- من حضور الأسئلة العقدية لدى الناس لما حصلت هزيمة طالبان سنة 2001 لم يكن من شأننا التفاعل معه يومئذٍ ولو كنا متابعين للحدث ومهتمين به؛ لأنه ببساطةٍ لسنا جزءًا من المشهد، فالغلبة في قراءة المشهد للخارج عنه إنما هي للعقول لا للمشاعر.
ولو قيل لأحدنا يومها: لماذا لم تنتصر طالبان خلال أشهر؟ ربما قال: وهل الحروب مع الدول الكبرى نزهة! لا بد من الصبر، وإن الله عدلٌ وقد وعد بالنصر ولن يخلف الله وعده، وربما قال في الجواب: وهذا هو النبي قد عانى التكذيب والتعذيب هو وأصحابه ثلاث عشرة سنة بمكة، وكان الله قادرًا أن ينصره من أول يوم لكنها سنة الله.
وحين انتصرت طالبان سنة 2021، واستطاعت أن تُخرِجَ الولايات المتحدة الأمريكية حاكمة هذا العصر وهي ذليلة تفر بعد أن زادت تكلفة بقائها عن المصالح التي تُحَصِّلُها فرح المسلمون بنصر الله المبين، وقالوا: لقد صدق الله وعده، وبدأوا يتداولون كلمة للملا محمد عمر يقول فيها: "إن أمريكا وعدتنا بالهزيمة والله وعدنا بالنصر فسننظر أي الوعدين ينجز أولًا"!
فحين يكتمل المشهد تصبح الآيات أكثر اتضاحًا، ولكن من يعيش داخل فرن البلاء يكون يومه كأنه سنة، فلا يحسن أن يقرأ الآيات إلا أن تنتهي فينظر إليها وشفتاه تسبحان بحمد الله.
وإني لا أذكر هذا لأسقِط ما حصل في الساحة الأفغانية على ما يجري الآن في الساحة الفلسطينية من أن المعركة ستمكث عشرين سنة!
كلا؛ فلكل معركةٍ ظروفُهَا وحساباتُها، ولكن المعركة التي نحن فيها حصل فيها مواجهة للنظام العالمي بأدواته فإن العاقبة فيها وإن كانت ستكون للمتقين قطعًا بإذن الله ولكن كيف يمكن أن تكون المعركة نزهةً؟!
ومن العجيب فيما يتعلق بفقه السنن في خصوص معركتنا مع العدو أنه لم يقف عند حدود السنن الإلهية العامة؛ بل جاءت كثيرٌ من النصوص تنزل إلى مستوى التفاصيل فيما يتعلق بالمدافعة بين المسلمين وبين كفرة بني إسرائيل في نطاق هذه الأمة خاصة، من مثل:
- أن علو بني إسرائيل سيكون كبيرًا كما في قوله سبحانه: ﴿وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 4].
- وأنهم سيجتمعون في فلسطين بعد أن كانوا مشتتين طيلة التاريخ الإسلامي كما قال سبحانه: ﴿وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا﴾ [الإسراء: 104].
- وأن إمدادهم سيكون من خارج على مستوى الأموال والجنود والإعلام كما قال سبحانه: ﴿وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾ [الإسراء: 6]، ولعل الإعلام داخلٌ في النفير كما ذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله، ووجهه -كما يقول-: أن النفير هو الصوت العالي الذي يجذب الانتباه، ونحن نرى الآن أن إسرائيل تسيطر على وسائل الإعلام والدعاية في العالم، وأن صوتها عالٍ ومسموع.
- وأنهم سيُكثِرُون من الجُدُر والتحصينات كما قال سبحانه: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ﴾ [الحشر: 14].
واعتمادهم على الدبابات لا يخرج عن هذه العقلية؛ فإنها كالقرية الصغيرة المحصنة، ومثل ذلك ما نراه من كمية الجدر الفاصلة في الضفة والسواتر الإسمنتية والرملية حول المواقع والمناطق السكنية.
Forwarded from مجلة أنصار النبي ﷺ
ثم إن الله أخبرنا أنه سيبعث عليهم من يسومهم سوء العذاب، فأخاطب ابن هذا البلد أقول له:
هل خطر ببالك يومًا أنك من القوم الذين يُسلَّطون على اليهود وسمع بهم الصحابة وما زالوا يتقلبون في أصلاب الرجال حتى شهدتهم أو كنت واحدًا منهم؟ صدق الله إذ يقول: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَیَبۡعَثَنَّ عَلَیۡهِمۡ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ مَن یَسُومُهُمۡ سُوۤءَ ٱلۡعَذَابِۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِیعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [الأعراف: ١٦٧].
العامل الثاني: تداخل السنن
وهذه قضيةٌ ممتدةٌ لا تكفيها هذه الإشارة، ولكني أكتفي بالقول: إنَّ جملةَ السنن تسير معًا من غير تنافر، فثمة تكامل بينها.
ففي يوم أحدٍ مثلًا انتصر المسلمون أول الأمر جريًا على سنة الله في نصرة المؤمنين متى كانوا على أهلية وأخذوا بالأسباب، ثم حصلت الوعكة العسكرية لما حصلت المخالفة، فالمعركة واحدة لكن كل سنةٍ صارت في مسارها.
وفي اتجاهٍ ثالثٍ كان بعض الصحابة قد ألحوا على الله في الشهادة، وكان من تقدير الله في حصول المخالفة والخطأ أن يُصطفى هؤلاء شهداء، فجاءت المخالفة بما أنتجته من واقعٍ عسكريٍّ جديدٍ تضع الأسباب التي يُصطفى في سياقها هذا المقدار الكبير من العدد.
وفي اتجاه رابعٍ كانت الجولة يوم بدر للمسلمين ويوم أحد للكافرين، فحصلت سنة التداول كما قال سبحانه: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 140].
إلى غير ذلك من جوانب التداخل.
وفي هذه المعركة -أعني طوفان الأقصى- كثيرة هي السنن التي حصلت ليخرج مشهدٌ متكاملٌ تنتظم فيه عامة السنن الإلهية من غير أن تتنافر.
ومن أعجب ذلك أنَّ الحفلَ الموسيقي الذي داهمه المجاهدون في عملية السابع من أكتوبر كان متعلقًا بالمثليين، فسلط الله المجاهدين عليهم من غير تخطيطٍ مسبق من المجاهدين، وتعلم ما الذي حصل لقوم لوطٍ لما بدلوا فطرة الله.
ومن رسالة هذه المعاني: أنَّ دراسةَ الحقائق القرآنية لا تتجلى على وجه التمام إلا في الميدان، وهو ما حظي به الصحابة الذين عاينوا التنزيل ورأوا الآيات ماثلةً أمامهم فكانوا فقهاء الدنيا.
إنَّ حقائقَ هذا الدين لا يكفي فيها أن تؤخذ من الكتب، بل ولا حتى من أفواه العلماء؛ لأن هذا الدين نزل ليكون فاعلًا في الحياة، فإذا اشتبك النص بالواقع استطاع أن يفهمه الناظر بما لم يكن يفهمه من قبل، مع أن النص واضحٌ أمامه وربما كان يحفظه ويرتله.
وقد ذكرت عند الحديث عن ثمار المعركة أني لم أكن أعي جيدًا معنى قوله تعالى: ﴿وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ﴾ [الأحزاب: 10] مع أني كنت قد قرأت تفسيرها من قبل، فلما جاءت المعركة في أيام شدتها الأولى صار الذهن معتقلًا لها لا يكاد يفكر في غيرها قط، وكثيرًا ما كان يحصل السهو في الصلاة في معرفة عدد الركعات أو السجدات، وليس هذا عن غفلةٍ وسرحان؛ إنما كان يأتي مع شدة التفكر فيما أنت فيه من آيات.
ولما قرأت تفسير الآية من جديد وأنا في المعركة وأن تفسيرها هو أن الأبصار زاغت عن كل شيء إلا عن المعركة.. فهمتها فهمًا عميقًا؛ لأنها كانت تُوصِّفُ الحالَ الذي كنت عليه!
وفي نفس الآية جاء الختام بقوله سبحانه: ﴿وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾ [الأحزاب: 10]، ويعلم الله أني كنت مع قراءتي لتفسيرها يحوك في صدري شيءٌ إزاء الآية، وأقول: كيف يمكن أن يظن المؤمن بالله الظنون؟!
وجاءت المعركة وكانت تأتي لحظات من التوجس والخوف حتى إنك لتأخذ في الصلاة والسجود لتخرج مما أنت فيه، ثم تأتي لحظات تكون فيها في غاية السكينة مع ضخامة الأحداث التي تأتي لحظتها، فقرأت في تفسير الآية: مرة تظنون النصر ومرة تظنون اليأس، فشعرت من جديدٍ أن الآية ليست إلا عملية توصيف لما نحن فيه.
وصدق الإمام الجصاص حين قال: "القرآن لا تتفتق معانيه إلا لمن يعانيه".
وبقي قوله بين الجملتين: ﴿وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ﴾ [الأحزاب: 10] لا يتجلى لي معناه على وجهه، وإن كان ظاهرًا أنَّ المعنى: أن القلوب من شدة الخوف لكأنها انتقلت مكان الحناجر.
وقبل مدة ليست بالبعيدة كان أحد المجاهدين يحدثني عما جرى لهم عند مواجهة جنود العدو، ويذكر مواطن الخوف ومواطن السكينة، وإذ به يقول أثناء حديثه في إحدى محطات الخوف: في هذا الموقف خرج قلبي من مكانه وصار في حنجرتي ووضع أصبعه على مكان الحنجرة!
هل خطر ببالك يومًا أنك من القوم الذين يُسلَّطون على اليهود وسمع بهم الصحابة وما زالوا يتقلبون في أصلاب الرجال حتى شهدتهم أو كنت واحدًا منهم؟ صدق الله إذ يقول: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَیَبۡعَثَنَّ عَلَیۡهِمۡ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ مَن یَسُومُهُمۡ سُوۤءَ ٱلۡعَذَابِۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِیعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [الأعراف: ١٦٧].
العامل الثاني: تداخل السنن
وهذه قضيةٌ ممتدةٌ لا تكفيها هذه الإشارة، ولكني أكتفي بالقول: إنَّ جملةَ السنن تسير معًا من غير تنافر، فثمة تكامل بينها.
ففي يوم أحدٍ مثلًا انتصر المسلمون أول الأمر جريًا على سنة الله في نصرة المؤمنين متى كانوا على أهلية وأخذوا بالأسباب، ثم حصلت الوعكة العسكرية لما حصلت المخالفة، فالمعركة واحدة لكن كل سنةٍ صارت في مسارها.
وفي اتجاهٍ ثالثٍ كان بعض الصحابة قد ألحوا على الله في الشهادة، وكان من تقدير الله في حصول المخالفة والخطأ أن يُصطفى هؤلاء شهداء، فجاءت المخالفة بما أنتجته من واقعٍ عسكريٍّ جديدٍ تضع الأسباب التي يُصطفى في سياقها هذا المقدار الكبير من العدد.
وفي اتجاه رابعٍ كانت الجولة يوم بدر للمسلمين ويوم أحد للكافرين، فحصلت سنة التداول كما قال سبحانه: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 140].
إلى غير ذلك من جوانب التداخل.
وفي هذه المعركة -أعني طوفان الأقصى- كثيرة هي السنن التي حصلت ليخرج مشهدٌ متكاملٌ تنتظم فيه عامة السنن الإلهية من غير أن تتنافر.
ومن أعجب ذلك أنَّ الحفلَ الموسيقي الذي داهمه المجاهدون في عملية السابع من أكتوبر كان متعلقًا بالمثليين، فسلط الله المجاهدين عليهم من غير تخطيطٍ مسبق من المجاهدين، وتعلم ما الذي حصل لقوم لوطٍ لما بدلوا فطرة الله.
ومن رسالة هذه المعاني: أنَّ دراسةَ الحقائق القرآنية لا تتجلى على وجه التمام إلا في الميدان، وهو ما حظي به الصحابة الذين عاينوا التنزيل ورأوا الآيات ماثلةً أمامهم فكانوا فقهاء الدنيا.
إنَّ حقائقَ هذا الدين لا يكفي فيها أن تؤخذ من الكتب، بل ولا حتى من أفواه العلماء؛ لأن هذا الدين نزل ليكون فاعلًا في الحياة، فإذا اشتبك النص بالواقع استطاع أن يفهمه الناظر بما لم يكن يفهمه من قبل، مع أن النص واضحٌ أمامه وربما كان يحفظه ويرتله.
وقد ذكرت عند الحديث عن ثمار المعركة أني لم أكن أعي جيدًا معنى قوله تعالى: ﴿وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ﴾ [الأحزاب: 10] مع أني كنت قد قرأت تفسيرها من قبل، فلما جاءت المعركة في أيام شدتها الأولى صار الذهن معتقلًا لها لا يكاد يفكر في غيرها قط، وكثيرًا ما كان يحصل السهو في الصلاة في معرفة عدد الركعات أو السجدات، وليس هذا عن غفلةٍ وسرحان؛ إنما كان يأتي مع شدة التفكر فيما أنت فيه من آيات.
ولما قرأت تفسير الآية من جديد وأنا في المعركة وأن تفسيرها هو أن الأبصار زاغت عن كل شيء إلا عن المعركة.. فهمتها فهمًا عميقًا؛ لأنها كانت تُوصِّفُ الحالَ الذي كنت عليه!
وفي نفس الآية جاء الختام بقوله سبحانه: ﴿وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾ [الأحزاب: 10]، ويعلم الله أني كنت مع قراءتي لتفسيرها يحوك في صدري شيءٌ إزاء الآية، وأقول: كيف يمكن أن يظن المؤمن بالله الظنون؟!
وجاءت المعركة وكانت تأتي لحظات من التوجس والخوف حتى إنك لتأخذ في الصلاة والسجود لتخرج مما أنت فيه، ثم تأتي لحظات تكون فيها في غاية السكينة مع ضخامة الأحداث التي تأتي لحظتها، فقرأت في تفسير الآية: مرة تظنون النصر ومرة تظنون اليأس، فشعرت من جديدٍ أن الآية ليست إلا عملية توصيف لما نحن فيه.
وصدق الإمام الجصاص حين قال: "القرآن لا تتفتق معانيه إلا لمن يعانيه".
وبقي قوله بين الجملتين: ﴿وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ﴾ [الأحزاب: 10] لا يتجلى لي معناه على وجهه، وإن كان ظاهرًا أنَّ المعنى: أن القلوب من شدة الخوف لكأنها انتقلت مكان الحناجر.
وقبل مدة ليست بالبعيدة كان أحد المجاهدين يحدثني عما جرى لهم عند مواجهة جنود العدو، ويذكر مواطن الخوف ومواطن السكينة، وإذ به يقول أثناء حديثه في إحدى محطات الخوف: في هذا الموقف خرج قلبي من مكانه وصار في حنجرتي ووضع أصبعه على مكان الحنجرة!
❤2
Forwarded from أدهم شرقاوي
أكفرتَ بهذا العالم أم ليس بعد؟!
1. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بكلامهم عن حقوق الطّفل وقد رأيتَ أطفالَ غزَّة يُنتشلون قِطَعاً من تحت الأنقاض!
وأعيذكَ باللهِ أن تكون قد انطلتْ عليك دموعهم الباردة، ما هي إلا دموع التّماسيح بعد الفراغ من التهامِ فرائسها!
هؤلاء لا يعنيهم أطفالنا إلا حين يضعون لهم مناهجَ لتدجينهم، وحين يبثون فيهم سموم المثليّة وحريّة اختيار الجنس، ما عدا ذلك فإنَّ ابنكَ وابني ليسوا إلا أرقاماً، موت الواحد منهم والألف عندهم سواء!
2. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بكلامهم عن حقوق المرأة وقد رأيتَ نساء غزَّة تطايرتْ أشلاءهُنَّ فأداروا وجوهم عن المشهد!
هؤلاء لا تعنيهم المرأة إلا إذا كانت قضيَّتُها خلع الحجاب، واتخاذ الأخدان، ومزاحمة الرّجال!
ما عدا ذلك فهُنَّ مصانع للإرهاب!
إنَّ امرأة واحدة تهربُ إليهم خالعة حجابها يحتفون بها كأنّها اخترعت دواءً للسرطان، أو قضتْ على المجاعة وأوقفت الحروب في هذا العالم!
أما نساؤنا فليُقصفنَ وليمُتنَ، لن تتحدث عنهنَّ النّسويات، ولن تُذرفَ عليهنَّ الدُّموع، يا صاحبي هم لا يريدون حريّة المرأة وإنما حرّية الوصول إليها!
3. أُعيذكَ بالله أن تكون ما زلتَ مؤمناً بمجلس الأمن الذي يُرفع فيه الفيتو ضدّ وقف الحرب، هذا العالم الذي يُدين فيه روسيا في أوكرانيا في ثانيّة، ويصلي استخارةً منذ عامين ليُقرر إن كان سيدين جرائم الاحتلال، ثمّ يتبيّن له بعد خشوعٍ طويل، أنه دفاع مشروع عن النّفس!
4. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بالأمم المتّحدة ومواثيقها، فهي ليستْ إلا حبراً على ورقٍ، وليست أكثر من أصنام العرب المصنوعة من تمرٍ في الجاهليّة، يعبدونها حيناً ويأكلونها حيناً!
إنهم يعبدون قوانينهم إذا تعلّق الأمر بهم، أما إذا تعلّقَ الأمر بنا، خرجوا علينا ليخبرونا أنَّ النّاس في هذا العالم ليسوا سواسية، وإنما مقامات، فيهم الشُّقر نُخبة البشرية وخلاصتها وفيهم أولاد الكلب نحن!
5. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بمحكمة العدل الدُّوليّة، مطارقهم القضائية لا تُطرقُ إلا في وجوهنا نحن، وبسالة القانون لا تطالُ جرائمهم، بل ويتمُّ تكريم قادتهم بجوائز نوبل للسّلام، يعتلون المنصات وأيديهم تقطرُ من دمائنا، وبين أسنانهم بقايا لحومنا، ولكنّه السّلام، أما أنتَ فمُتْ بسلامٍ!
6. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بحرِّيةِ التّعبير وقد رأيتهم ينهشون بعضهم كالكلاب المسعورة! أما رأيتَ فضّ الاعتصامات في جامعات أمريكا أمّ الديمقراطيات؟!
أما طُردَ الذين عبروا عن الآراء التي لا تُعجبهم من وظائفهم؟
أما جرحروهم إلى المحاكم بتهمة معاداة السّاميّة؟
وأنتَ أما قيّدوا حساباتك وحذفوا منشوراتك، يا صديقي الحرّية عندهم ليستْ إلا تمثالاً!
7. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً أن هناك أشياء عبثيّة في هذا العالم!
هل سمعتَ شيئاً عن كورونا ومتحوراته ومتحولاته منذ بدء الحرب على غزّة؟!
هل سمعتَ شيئاً عن سُعار الشذوذ وترويج المثلية والمخنثة؟!
هل سمعتَ شيئاً عن القلق من انخفاض سقف الحريات في مكان ما في هذا العالم؟!
هل سمعتَ شيئاً عن تعديل المناهج؟!
هل سمعتَ شيئاً عن حوار الأديان، والتعايش المائع، وتلك الحكمة الباردة؟!
المُعلّمُ الذي يقفُ وراء كلّ هذا واحد، قد شغلته غزّة عما كان فيه!
في اليوم التالي لنهاية الحرب، سيظهر المتحور الفتاك، وحملات الشذوذ، وكل تلك السمفونية المشروخة!
وإني أعيذك بالله أن تكون ما زلتَ مؤمناً بهذا العالم!
أدهم شرقاوي
1. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بكلامهم عن حقوق الطّفل وقد رأيتَ أطفالَ غزَّة يُنتشلون قِطَعاً من تحت الأنقاض!
وأعيذكَ باللهِ أن تكون قد انطلتْ عليك دموعهم الباردة، ما هي إلا دموع التّماسيح بعد الفراغ من التهامِ فرائسها!
هؤلاء لا يعنيهم أطفالنا إلا حين يضعون لهم مناهجَ لتدجينهم، وحين يبثون فيهم سموم المثليّة وحريّة اختيار الجنس، ما عدا ذلك فإنَّ ابنكَ وابني ليسوا إلا أرقاماً، موت الواحد منهم والألف عندهم سواء!
2. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بكلامهم عن حقوق المرأة وقد رأيتَ نساء غزَّة تطايرتْ أشلاءهُنَّ فأداروا وجوهم عن المشهد!
هؤلاء لا تعنيهم المرأة إلا إذا كانت قضيَّتُها خلع الحجاب، واتخاذ الأخدان، ومزاحمة الرّجال!
ما عدا ذلك فهُنَّ مصانع للإرهاب!
إنَّ امرأة واحدة تهربُ إليهم خالعة حجابها يحتفون بها كأنّها اخترعت دواءً للسرطان، أو قضتْ على المجاعة وأوقفت الحروب في هذا العالم!
أما نساؤنا فليُقصفنَ وليمُتنَ، لن تتحدث عنهنَّ النّسويات، ولن تُذرفَ عليهنَّ الدُّموع، يا صاحبي هم لا يريدون حريّة المرأة وإنما حرّية الوصول إليها!
3. أُعيذكَ بالله أن تكون ما زلتَ مؤمناً بمجلس الأمن الذي يُرفع فيه الفيتو ضدّ وقف الحرب، هذا العالم الذي يُدين فيه روسيا في أوكرانيا في ثانيّة، ويصلي استخارةً منذ عامين ليُقرر إن كان سيدين جرائم الاحتلال، ثمّ يتبيّن له بعد خشوعٍ طويل، أنه دفاع مشروع عن النّفس!
4. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بالأمم المتّحدة ومواثيقها، فهي ليستْ إلا حبراً على ورقٍ، وليست أكثر من أصنام العرب المصنوعة من تمرٍ في الجاهليّة، يعبدونها حيناً ويأكلونها حيناً!
إنهم يعبدون قوانينهم إذا تعلّق الأمر بهم، أما إذا تعلّقَ الأمر بنا، خرجوا علينا ليخبرونا أنَّ النّاس في هذا العالم ليسوا سواسية، وإنما مقامات، فيهم الشُّقر نُخبة البشرية وخلاصتها وفيهم أولاد الكلب نحن!
5. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بمحكمة العدل الدُّوليّة، مطارقهم القضائية لا تُطرقُ إلا في وجوهنا نحن، وبسالة القانون لا تطالُ جرائمهم، بل ويتمُّ تكريم قادتهم بجوائز نوبل للسّلام، يعتلون المنصات وأيديهم تقطرُ من دمائنا، وبين أسنانهم بقايا لحومنا، ولكنّه السّلام، أما أنتَ فمُتْ بسلامٍ!
6. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بحرِّيةِ التّعبير وقد رأيتهم ينهشون بعضهم كالكلاب المسعورة! أما رأيتَ فضّ الاعتصامات في جامعات أمريكا أمّ الديمقراطيات؟!
أما طُردَ الذين عبروا عن الآراء التي لا تُعجبهم من وظائفهم؟
أما جرحروهم إلى المحاكم بتهمة معاداة السّاميّة؟
وأنتَ أما قيّدوا حساباتك وحذفوا منشوراتك، يا صديقي الحرّية عندهم ليستْ إلا تمثالاً!
7. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً أن هناك أشياء عبثيّة في هذا العالم!
هل سمعتَ شيئاً عن كورونا ومتحوراته ومتحولاته منذ بدء الحرب على غزّة؟!
هل سمعتَ شيئاً عن سُعار الشذوذ وترويج المثلية والمخنثة؟!
هل سمعتَ شيئاً عن القلق من انخفاض سقف الحريات في مكان ما في هذا العالم؟!
هل سمعتَ شيئاً عن تعديل المناهج؟!
هل سمعتَ شيئاً عن حوار الأديان، والتعايش المائع، وتلك الحكمة الباردة؟!
المُعلّمُ الذي يقفُ وراء كلّ هذا واحد، قد شغلته غزّة عما كان فيه!
في اليوم التالي لنهاية الحرب، سيظهر المتحور الفتاك، وحملات الشذوذ، وكل تلك السمفونية المشروخة!
وإني أعيذك بالله أن تكون ما زلتَ مؤمناً بهذا العالم!
أدهم شرقاوي
❤1
إن العلماء هم في كل أمةٍ ميزان ومرآة، فإن نهضوا نهضت، وإن سكتوا أو خانوا، هوت في وادي التيه والخذلان.
🔹 في زمن التتار:
حين اشتد البلاء، لم يكن العلماء في الظل، بل كانوا في مقدمة الصفوف، يُضيئون الطريق، ويشحنون القلوب بالإيمان والثبات.
1. العز بن عبد السلام – سلطان العلماء، وقف في وجه السلاطين، لا يخشى في الله لومة لائم.
حين تاجر الحكام بالدم، وفرضوا الضرائب ظلماً باسم الجهاد، قال كلمته الشهيرة:
"ينبغي أن يُباع سلاح الأمراء وأملاكهم أولاً، فإن لم يكفِ جاز فرض الضرائب."
فانتصر للحق، وأحرج السلطان، وأحيا فقه العدل في زمن الظلمة.
2. ابن تيمية – حين غزا التتار الشام، لم يكتفِ بالتدريس والفتيا، بل خرج بنفسه إلى ساحات الجهاد، يحرض الناس، ويثبت الجنود، ويواجه الطغيان الفكري والسياسي.
وفي سجنه كتب ما أضاء للأمة قرونًا من الوعي.
3. الإمام النووي – في ظل فساد الدولة، رفض تولي القضاء رغم الإلحاح، كي لا يكون شاهد زور في منظومة ظالمة، وقال:
"من ظن بي خيرًا فليدعني في ديني."
🔹 أما اليوم:
العلماء كُثُر، لكن الكلمة غائبة، أو مسجونة، أو مُباعة.
منهم من جلس على موائد السلطان، يبارك الظلم، ويفتي بسحق الأبرياء.
ومنهم من اختار السلامة بالصمت، وقد باع بذلك أعظم أمانة: "تبليغ الحق".
نرى مجازر ومجاعات ومآسي في بلاد المسلمين، وقلما نسمع صوتًا يصدح بالحقيقة.
أصبحت بعض المنابر تبرر الاحتلال، وتدين المقاومة، وتنكر الجهاد، وتقدّس الحدود التي رسمها الاستعمار.
في الماضي، كان العالم يقف أمام السلطان،
أما اليوم، فالعالم يقف مع السلطان، أو خلفه، أو تحت قدميه.
وقل للذي يفتـي بـهواه ساكنًا
أما خفتَ ربًّا فوق كل سلطةِ؟
إذا سكتَ العلماء في زمن الدجى
فمن للحقّ؟ من يُجلي ظلمَ غمامةِ؟
الفرق ليس في العدو، بل في المواقف:
علماء الأمس واجهوا الملوك، وعلماء اليوم يخافون من تغريدة، أو فتوى، أو قَطع راتب.
العِلمُ سيفٌ إن سمت نيةُ الحامل
وإن هبطَت، صار طعنة في خاصرة الأمة.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الانهزامية
#أمة_واحدة
🔹 في زمن التتار:
حين اشتد البلاء، لم يكن العلماء في الظل، بل كانوا في مقدمة الصفوف، يُضيئون الطريق، ويشحنون القلوب بالإيمان والثبات.
1. العز بن عبد السلام – سلطان العلماء، وقف في وجه السلاطين، لا يخشى في الله لومة لائم.
حين تاجر الحكام بالدم، وفرضوا الضرائب ظلماً باسم الجهاد، قال كلمته الشهيرة:
"ينبغي أن يُباع سلاح الأمراء وأملاكهم أولاً، فإن لم يكفِ جاز فرض الضرائب."
فانتصر للحق، وأحرج السلطان، وأحيا فقه العدل في زمن الظلمة.
2. ابن تيمية – حين غزا التتار الشام، لم يكتفِ بالتدريس والفتيا، بل خرج بنفسه إلى ساحات الجهاد، يحرض الناس، ويثبت الجنود، ويواجه الطغيان الفكري والسياسي.
وفي سجنه كتب ما أضاء للأمة قرونًا من الوعي.
3. الإمام النووي – في ظل فساد الدولة، رفض تولي القضاء رغم الإلحاح، كي لا يكون شاهد زور في منظومة ظالمة، وقال:
"من ظن بي خيرًا فليدعني في ديني."
🔹 أما اليوم:
العلماء كُثُر، لكن الكلمة غائبة، أو مسجونة، أو مُباعة.
منهم من جلس على موائد السلطان، يبارك الظلم، ويفتي بسحق الأبرياء.
ومنهم من اختار السلامة بالصمت، وقد باع بذلك أعظم أمانة: "تبليغ الحق".
نرى مجازر ومجاعات ومآسي في بلاد المسلمين، وقلما نسمع صوتًا يصدح بالحقيقة.
أصبحت بعض المنابر تبرر الاحتلال، وتدين المقاومة، وتنكر الجهاد، وتقدّس الحدود التي رسمها الاستعمار.
في الماضي، كان العالم يقف أمام السلطان،
أما اليوم، فالعالم يقف مع السلطان، أو خلفه، أو تحت قدميه.
وقل للذي يفتـي بـهواه ساكنًا
أما خفتَ ربًّا فوق كل سلطةِ؟
إذا سكتَ العلماء في زمن الدجى
فمن للحقّ؟ من يُجلي ظلمَ غمامةِ؟
الفرق ليس في العدو، بل في المواقف:
علماء الأمس واجهوا الملوك، وعلماء اليوم يخافون من تغريدة، أو فتوى، أو قَطع راتب.
العِلمُ سيفٌ إن سمت نيةُ الحامل
وإن هبطَت، صار طعنة في خاصرة الأمة.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الانهزامية
#أمة_واحدة
خبران في نفس اليوم!!
وبعض الناس يحسبون أنه لا يغلق المعبر، وأنه حريص فعلا على إنهاء الحرب، وأنه رافض فعلا للتهجير!!
وصدق الله تعالى، وصف بعض الناس بأنهم {استحبوا العمى على الهدى}
وبعض الناس يحسبون أنه لا يغلق المعبر، وأنه حريص فعلا على إنهاء الحرب، وأنه رافض فعلا للتهجير!!
وصدق الله تعالى، وصف بعض الناس بأنهم {استحبوا العمى على الهدى}
لقد نظرنا في تاريخ الحركات الدينية ، وتاريخ الرسالات الاصلاحية ، ونظرنا في تاريخ الدول الناشئة وتاريخ الدعوات الجديدة .. ، فما رأينا كرسالة الإسلام، لافي تمكنها واستقرارها حيث بلغت من أقطارها، ولا في عمق نفوذها وبعد آثارها . .
لقد قام الإسكندر بفتوحاته الخاطفة قبل ميلاد المسيح فهل كانت تلك الفتوحات إلا نار الهشيم سرعان ما اشتعلت وسرعان ما انطفأت؟ وهل اقتبست البلاد المفتوحة عقائد الفاتحين وموائدهم ونظمهم وآدابهم؟ ألم يكن الأمر على العكس أن اعتنق الفاتحون أنفسهم ديانة البلاد التي فتحوها؟
ولقد جرب الاستعمار الأوروبي الحديث حيله الواسعـة وأساليبه الجبارة في بلاد الشرق لكي يغزو عقول أهليها وقلوبهم كما غزا أرضهم وديارهم، فهل ظفر منهم إلا بالقشرة السطحية من صور الحياة؟ ثم هو ذا يجلو عن ديارهم واحدة بعد واحدة
في آماد مديدة أو غير مديدة، فيخرج منها كما دخلها أول مرة لم يغير شيئا من جوهرهـا، لا في عقائدهـا ولا في لغتها ولا في أسلوب تفكيرها.
أما رسالة الإسلام فإنهـا حين بسطت جناحيها في أقل من قرن على نصف المعمور، كانت كأنها أنشأته خلقا آخر ... لقد بدلته من أوطانه المتفرقة وطنا واحدا، ومن قوانينه المختلفة قانونا واحدا ، ومن آلهته المتعددة إلها واحدا. . . لقد نفذت إلى نفسه فحولته تحويلا وبدلت أسلوب تفكيره تبديلا، بل عمدت إلى لغته فأضافت لغة القرآن لسانا إلى جانب لسانـه وكثيراً ما أنسته لسانه الأصيل وجعلت لسان الاسلام هو لسانه الوحيد ، ثم هي لا تزال في كل عصر، تتلقى معاول الهدم من أعدائهـا فتكسر هذه الصدمات على صخرتها ، وهي قائمة تتحدى الدهر وتنتقل من نصر إلى نصر...
فليحاول الباحثون ما شاءوا أن يعرفوا مصدر هذه القوة الغلابة وهذا الانتصار الباهر...
إن هذا النجاح ليس مرده في نظرنا إلى سبب واحد من الأسباب ، ولا إلى فضيلة واحدة من الفضائل . . لقد تضافرت عليه شخصية الداعي ومنهاج دعوته، وشخصية الأمة التي تلقت تلك الدعوة وطبيعة الدعوة نفسها ومن وراء ذلك كله كلاءة الله ورعايته لهذه الرسالة حتى بلغت كمالها.
نظرات في الإسلام، محمد دراز
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#محاسن_الإسلام
#اعتز_بدينك
لقد قام الإسكندر بفتوحاته الخاطفة قبل ميلاد المسيح فهل كانت تلك الفتوحات إلا نار الهشيم سرعان ما اشتعلت وسرعان ما انطفأت؟ وهل اقتبست البلاد المفتوحة عقائد الفاتحين وموائدهم ونظمهم وآدابهم؟ ألم يكن الأمر على العكس أن اعتنق الفاتحون أنفسهم ديانة البلاد التي فتحوها؟
ولقد جرب الاستعمار الأوروبي الحديث حيله الواسعـة وأساليبه الجبارة في بلاد الشرق لكي يغزو عقول أهليها وقلوبهم كما غزا أرضهم وديارهم، فهل ظفر منهم إلا بالقشرة السطحية من صور الحياة؟ ثم هو ذا يجلو عن ديارهم واحدة بعد واحدة
في آماد مديدة أو غير مديدة، فيخرج منها كما دخلها أول مرة لم يغير شيئا من جوهرهـا، لا في عقائدهـا ولا في لغتها ولا في أسلوب تفكيرها.
أما رسالة الإسلام فإنهـا حين بسطت جناحيها في أقل من قرن على نصف المعمور، كانت كأنها أنشأته خلقا آخر ... لقد بدلته من أوطانه المتفرقة وطنا واحدا، ومن قوانينه المختلفة قانونا واحدا ، ومن آلهته المتعددة إلها واحدا. . . لقد نفذت إلى نفسه فحولته تحويلا وبدلت أسلوب تفكيره تبديلا، بل عمدت إلى لغته فأضافت لغة القرآن لسانا إلى جانب لسانـه وكثيراً ما أنسته لسانه الأصيل وجعلت لسان الاسلام هو لسانه الوحيد ، ثم هي لا تزال في كل عصر، تتلقى معاول الهدم من أعدائهـا فتكسر هذه الصدمات على صخرتها ، وهي قائمة تتحدى الدهر وتنتقل من نصر إلى نصر...
فليحاول الباحثون ما شاءوا أن يعرفوا مصدر هذه القوة الغلابة وهذا الانتصار الباهر...
إن هذا النجاح ليس مرده في نظرنا إلى سبب واحد من الأسباب ، ولا إلى فضيلة واحدة من الفضائل . . لقد تضافرت عليه شخصية الداعي ومنهاج دعوته، وشخصية الأمة التي تلقت تلك الدعوة وطبيعة الدعوة نفسها ومن وراء ذلك كله كلاءة الله ورعايته لهذه الرسالة حتى بلغت كمالها.
نظرات في الإسلام، محمد دراز
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#محاسن_الإسلام
#اعتز_بدينك