لا تنسوه من دعواتكم في هذه الليالي المباركة .. اللهم لا توقظه من الخدر
الشيخ الفلسطيني محمود الحسنات في أقصر خطبة جمعةقال:
"لو ٣٠ ألف شهيد و٧٠ ألف جريح و٢ مليون مشرد فلسطيني لم يوقظوا الأمة، فما فائدة كلامي وماذا عساي أن أقول ولمن؟ سووا صفوفكم وأقم الصلاة"
فوائِدُ النُّصْرةِ

1- تقديسُ اللهِ للأمَّةِ، وتطهيرُها.

2- في النُّصْرةِ إقامةُ الشَّرعِ بإظهارِ العَدْلِ.
قال ابنُ الجَوزيِّ: (وأمَّا نَصرُ المظلومِ فلمعنَيَينِ؛ أحَدُهما: إقامةُ الشَّرعِ بإظهارِ العَدْلِ، والثَّاني: نصرُ الأخِ المُسلِم، أو الدَّفعُ عن الكِتابيِّ وفاءً بالذِّمَّةِ) .

3- أنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ يقيمُ وينصُرُ ويُمَكِّنُ الدَّولةَ التي يُنصَرُ فيها المظلومُ، ويأخُذُ فيها حَقَّه؛ قال ابنُ تَيميَّةَ: (إنَّ اللهَ يقيمُ الدَّولةَ العادلةَ وإن كانت كافِرةً، ولا يقيمُ الدَّولةَ الظَّالمةَ وإن كانت مُسلِمةً) .

4- نجاةُ الأُمَّةِ من العقابِ، فإنْ لم تَنصُرِ الأمَّةُ المظلومَ، وتأخُذْ على يَدِ الظَّالمِ، وتمنَعْه من الظُّلمِ، فسيَعُمُّ العقابُ الجميعَ؛ قال تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال: 25] .

5- أنَّ الذي ينصُرُ المظلومَ ينصُرُه اللَّهُ، والجزاءُ من جِنسِ العَمَلِ، فاللهُ سُبحانَه وتعالى يُسَخِّرُ له من يَقِفُ إلى جانِبِه ويَنصُرُه.

6- نجاةُ الأمَّةِ من الفِتنةِ والفِسادِ؛ قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ [الأنفال: 72-73] .
قال الطَّبَريُّ: (إلَّا تفعَلوا ما أمَرْتُكم به من التَّعاوُنِ والنُّصْرةِ على الدِّينِ، تكُنْ فِتنةٌ في الأرضِ...) .

(الدرر السنية)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#تكوين_وعي_المسلم
#نصرة_المظلوم
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اللهم أنت المجيب وهم المضطرون
قال لي:
لم طال زمن المعركة هذه المرة؟

فقلت له:
لأنها آلت إلى ممثلي أصحاب العقيدة من الطرفين!!
وكلاهما يعرف ما ستنتهي إليه الأمور حال هزيمته…
أما المعتدي فسيبدأ كيانه في الأفول.. وأما أهل الأكناف فلن يعودوا بعدها أبدا حتى يصلوا في المسجد فاتحين!!
لذلك يجتهد كل فريق ألا يصرخ مهما بلغ ألم أصبعه المعضوض!!

قال:
ومن تراه يصرخ أولا؟!!

قلت: ظني بأصحاب الأكناف خيرا… فهم يمثلون الحق، والحق لا يزهق وإن حاصرته الدنيا… على عكس الباطل وأهله..
"إن الباطل كان زهوقا"

قال: كيف والخذلان سيد الموقف؟!!

قلت: ليس خذلانا… إنما هو نتاج عشرات السنين من العبث بالفطر، وإلهاء العقول، وصرف الهمم إلى الرِّمم..
لكن بريق الحق، ورحم الإسلام، وثبات الصحب، وافتضاح العدو وأذنابه سيفعلان في الأمة أفاعيلهم إن شاء الله..
فكم مرضت الأمة ولم تمت، وكم غابت ثم عادت..
يا صاحبي، ما يحدث موجع في ظواهره… موقظ في بواطنه..
والصحو يبدأ بالتثاؤب ثم يعقبه النشاط!!
ولن يصنع الله بأمة نبيه إلا الخير.

منقـــول
Forwarded from د. سامي عامري
في الوريد!
رمضان شهر الفنّ والمسلسلات -حتى لكثير ممّن يصلّون القيام في المساجد-.. ساعات طوال يتلقّى فيها المشاهد رسائل عالمانية خفية بل وصريحة، وهو مستسلم لتدفق الأحداث وتشويق النهايات..أبطال" المسلسلات و"نجومها" لا يردّون أمرهم إلى الشرع وحده في هذه المسلسلات، وإنّما الأمر إلى العرف وقيم العصر وأهواء النفس.. الأمر أكبر من لقطات العري أو الإيجاءات الجنسية، الأمر متعلّق برسالة هذه المسلسلات في الفصل بين الحياة والوحي في كل التفاصيل.
هذه المعاني التي تفصل الواقع عن الوحي، والقيم عن الشرع، لا تتبخّر مع نهاية كل حلقة، وإنّما تكمن خفيّة في أعماق النفس، وتعبّر عن نفسها لاحقًا في قضايا الأمّة والنوازل العظيمة، حيث الإسلام "وجهة نظر"، وإقامة كيان لا يعرف غير الشريعة مرجعيّة، مجرّد اختيار سياسي مصلحي لا حرج في مخالفته أو حتى محاربته..
الشيطان يكمن في التفاصيل.. والعلمنة تسري في الوريد الذي لا يبدي ممانعة عند حقنه بقيم العالمانية .. وكيف تستقيم النفس التي أنيط بها أمر إقامة الشرع على الحق إذا كان وريدها مستباحًا، بلا وعي؟!
#حتى_لا_تكون_فتنة
كل عام وشعبنا الفلسطيني وأقصانا ومقدساتنا بألف خير
كل عام وغزة الروح والضمير والعزة والكرامة بألف خير
كل عام ونساء غزة وشيوخ غزة وشباب غزة
وأطفال غزة بألف خير
كل عام وأحرار الأمة وأحرار العالم وأحرار الإنسانية الذين يقفون إلى جانب شعبنا المظلوم بألف خير
كل عام وأنتم الى الله أقرب
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات
•• في كَبَدِ الحياة وابتلاءاتها، قد تصل إلى قمة العجز والضعف؛ حينها تكون أمام خيارين:
» إما الانتفاض والبدء من جديد. 🌱
» أو الإستسلام لعجزك وانتظار الموت البطيء.🍂

برنامج "أين الطريق؟" ينتفض أمام الواقع المر للمسلم فردا وأمــة.. يصدح بالحق في زمن عزت فيه كلمة الحق!
يجهر به عاليا لينير طريق التائهين المحبين لدينهم والباحثين عن الخلل في حياتهم؛ أولئك الذين يعلمون أن الإسلام هو النجاة وبر الأمان وهو بين أيديهم إلا أنهم ما زالوا تائهين لايرون سبيل ذلك .. فيرجعهم البرنامج إلى منهج رسول الله ﷺ ليعلمهم طريقته في إخراج جيل الصحابة والناس من الظلمات إلى النور بواسطة خطوات عملية ميسَّرة للفهم قريبة للقلب مقنعة للعقل بأدلة الكتاب والسنة ..

برنامج "أين الطريق؟" هو حصيلة جهد علمي تأصيلي لمدة تزيد عن خمسة وعشرين سنة، قضاها شيخٌ عالم (حازم أبو إسماعيل) في استنباط المنهج النبوي الذي أخرج به الرسول ﷺ الناس من الظلمات إلى النور، فوضع الأسس التي يقوم بها الدين في حياة المسلم والمجتمع والأمة، ومَثَّلها في خطوات مرتبة متكاملة  سعيا منه إلى تبسيط الدين الصحيح للأفهام، ومساعدة الناس لتطبيقه بإحكام.

فأقبل يا من تتلمس آثار نور في الظلام!
🍃فثَمّ هنا طريق يستنير به كل مسلم؛ المبتدئ وطالب العلم والإمام.


🔻انضم الآن للفوج السادس🔻


📌تسجيل الرجال:
https://forms.gle/edWGGHt5yhMP5bdn9

📌تسجيل النساء:
https://forms.gle/9bHBAThM72aznmtN7

🔸القناة الرسمية:
https://www.tg-me.com/WhereIsTheRoad

🔸 للتواصل والاستفسار:
@CallKeramn_bot

#أين_الطريق6 #خطوات_النور
Forwarded from أدهم شرقاوي
لو قيل لكَ قبل عامٍ أن بضعة رجالٍ محاصرين
سيصنعون طائرة وينقضُّوا على أقوى جيشٍ في المنطقة
هل كنتَ تُصدِّق؟
لو قيل لكَ قبل عامٍ أن الطائرة التي صنعوها في ورش الحدادة ستُحلّق فعلاً
لن ترصدها الأقمار الصّناعية
وستُفلتُ من الرادارات،
أكنتَ تُصدّق؟
ولكنك الآن تعلم أنهم صنعوا معجزة!
صُوَرُ النُّصْرةِ

١- النُّصْرةُ قَبْلَ وُقوعِ الظُّلمِ:
نُصرةُ المظلومِ قد تكونُ أثناءَ وُقوعِ الظُّلمِ عليه، أو قَبْلَ ذلك أو بَعْدَه؛ قال الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ: (ويقَعُ النَّصرُ مع وُقوعِ الظُّلمِ، وهو حينَئذٍ حقيقةٌ، وقد يقَعُ قَبلَ وُقوعِه، كمَن أنقَذ إنسانًا من يدِ إنسانٍ طالَبَه بمالٍ ظُلمًا، وهدَّده إن لم يَبذُلْه، وقد يقَعُ بَعْدُ، وهو كثيرٌ) .

٢- النُّصْرةُ بالنُّصحِ للظَّالمِ:
إذا رأى المُسلِمُ حَقًّا مهضومًا وظُلمًا بَيِّنًا، فعليه أن يقومَ بنُصحِ الظَّالمِ وتذكيرِه باللَّهِ، يقولُ ابنُ عُثَيمين: (إذا رأيتَ شَخصًا يَظلِمُ جارَه بالإساءةِ إليه وعَدَمِ المبالاةِ به، فإنَّه يجِبُ عليك أن تنصُرَ هذا وهذا -الظَّالمَ والمظلومَ-، فتذهَبَ إلى الظَّالمِ الجارِ الذي أخَلَّ بحقوقِ جارِه، وتنصَحَه، وتُبَيِّنَ له ما في إساءةِ الجِوارِ من الإثمِ والعُقوبةِ، وما في حُسنِ الجِوارِ من الأجرِ والمثوبةِ، وتُكَرِّرَ عليه حتَّى يهديَه اللهُ فيرتَدِعَ، وتنصُرَ المظلومَ الجارَ، وتقولَ له: أنا سوف أنصَحُ جارَك، وسوف أكَلِّمُه، فإنْ هداه اللَّهُ فهذا هو المطلوبُ، وإن لم يَهتَدِ فأخبِرْني حتَّى نكونَ أنا وأنت عِندَ القاضي أو الحاكِمِ سواءً، نتعاوَنُ على دَفعِ ظُلمِ هذا الظَّالمِ.
وكذلك إذا وجَدْتَ شَخصًا جَحَد لأخيه حقًّا تدري أنَّه جَحَده، وأنَّ لأخيه عليه هذا الحَقَّ، فتذهَبُ إلى هذا الظَّالمِ الذي جحَدَ حَقَّ أخيه، وتنصَحُه وتُبيِّنُ له ما في أكلِ المالِ بالباطِلِ من العقوبةِ، وأنَّه لا خيرَ في أكلِ المالِ بالباطِلِ، لا في الدُّنيا ولا في الآخرةِ، بل هو شَرٌّ، حتى يؤدِّي ما عليه) .

٣- النُّصْرةُ بالشَّفاعةِ للمَظلومِ:
ومِن صُوَرِه: الشَّفاعةُ للمظلومِ حتى يأخُذَ حَقَّه، كما قال اللهُ عزَّ وجَلَّ: مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا [النساء: 85] .

٤- النُّصْرةُ بدَفعِ أذى السُّلطانِ عن المظلومِ:
فالمُسلِمُ يَنصُرُ أخاه المظلومَ بدَفعِ أذى السُّلطانِ عنه، سواءٌ كان بمناصحتِه، أو بقولِ كَلِمةِ الحَقِّ عِندَه، وقد تبرَّأَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ممَّن يُعينُ الظَّالمَ على ظُلمِه، فقال: ((سيكونُ بعدي أُمَراءُ، فمَن دخل عليهم فصَدَّقَهم بكَذِبِهم وأعانهم على ظُلمِهم فليس منِّي ولستُ منه وليس بوارِدٍ علَيَّ الحوضَ، ومَن لم يدخُلْ عليهم ولم يُعِنْهم على ظُلمِهم ولم يُصَدِّقْهم بكَذِبِهم فهو منِّي وأنا منه وهو واردٌ عليَّ الحوضَ)) .رواه الترمذي (2259) واللفظ له، والنسائي (4208)، وأحمد (18126). صحَّحه الترمذي، وابن حبان في ((صحيحه)) (279)، وابن حجر في ((الأمالي المطلقة)) (215).

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#نصرة_المظلوم
#تكوين_وعي_المسلم
كيف نتخلص من الوهن؟

مصاحبة الأخيار وأهل الهمم العالية:
هذا الأمر من أعظم ما يبعث الهمم ويربي الأخلاق الرفيعة في النفس, فالإنسان مولع بمحاكاة من حوله شديد التأثر بمن يحبه.
والصداقة الشريفة تشبه سائر الفضائل من رسوخها في النفس وإيتائها ثمراً طيباً في كل حين، فهي توجد من الجبان شجاعاً، والبخيل سخاء، فالجبان قد تدفعه قوة الصداقة إلى أن يخوض في خطر ليحمي صديقه من نكبة عندما تشتد المحن وتتفاقم الفتن، وتقبل الشدائد كأمواج البحر وتأخذ بخناق المؤمنين وتزيغ الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر ويظن الناس بالله الظنون، ويبتلى المؤمنون ويزلزلوا زلزالاً شديداً، فإذا كان الأمر كذلك فما أجدر الداعية أن يبحث عن إخوان ثقات وأبطال حتى يعينوه في هذه اللحظات الحاسمة في حياته.
قال ابن حزم رحمه الله: من طلب الفضائل لم يساير إلا أهلها، ولم يرافق في تلك الطريق إلا أكرم صديق من أهل المواساة والبر والصدق وكرم العشيرة والصبر والوفاء والأمانة والحلم وصفاء الضمائر وصحة المودة.

الجرأة في قول الحق:
الجرأة في الحق قوة نفسية رائعة يستمدها المؤمن الداعية من الإيمان بالله الواحد الأحد الذي يعتقده، ومن الحق الذي يعتنقه، ومن الخلود السرمدي الذي يوقن به، ومن القدر الذي يستسلم إليه، ومن المسؤولية التي يستشعر بها، ومن التربية الإسلامية التي نشأ عليها.
وعلى قدر النصيب المؤمن من الإيمان بالله الذي لا يغلب، وبالحق الذي لا يُخذل، وبالقدر الذي لا يتحول، وبالمسؤولية التي لا تكل، وبالتربية التكوينية التي لا تمل بقدر هذا كله يكون نصيبه من الجرأة والشجاعة وإعلان كلمة الحق التي لا تخشى في الله لومة لائم.
وهذا هو وصف الصفوة المختارة لحمل الرسالة والدعوة في كل عصر يفلت فيه الناس من المسؤولية ويتخلون عن التبعية، يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (المائدة:54)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#تكوين_وعي_المسلم
#ولا_تهنوا
Forwarded from أدهم شرقاوي
‏خُذِ الأمورَ بالعقيدةِ تَهُون!

خُذِ الأمورَ بالعقيدةِ تهون، تخيَّلْ شُهداء غزوة أُحد، حمزة قد بُقِرَ بطنه، ومُثِّلَ به، وها هو مطروحٌ على الأرضِ وقد غطَّى التُّرابُ وجهه، يا له من مشهدٍ أليمٍ لو رأيته هكذا معزولاً عن الحكاية كلّها!
ولكنَّكَ الآن تعرفُ أنّه سيّد الشهداء، وأنه لو قيلَ له في ذلك اليوم: أَتُحِبُّ أن ترجعَ إلى الدُّنيا؟!
لقال: وما يفعلُ المرءُ في الدُّنيا وقد حطَّ رحاله في الجنَّةِ أخيراً؟!

تخيَّلْ فتى قُريشٍ الوسيم المدلَّل مصعب بن عمير، ذاكَ الذي كانت ثيابه تُغسلُ بماءِ الورد، ويُجلَبُ له الطِّيبُ من شتّى أصقاع الأرض، فإنَّ مُرَّ في الطريقِ بعدَ مروره منها يُقال: مرَّ من هنا مصعب!
ها قد انتهى به المطافُ صريعاً على الأرض، قُطعَ ذراعاه اللذان كان يحملُ بهما اللواء، والنَّبيُّ ﷺ ينظرُ إليه فيذرفُ دمعاً عليه ويقولُ: كنتُ أعرفه، كان ألينَ فتى في قريش!
ولم يجدوا له كفناً يستره في ذاك اليوم!
وإنَّكَ لو قرأتَ هذه الصّفحة من كتاب حياة مصعب فقط لربما قُلتَ: يا للنهاية البائسة!
ولكنَّكَ اليومَ تعرِفُ مضمون الكتاب كلّه، وتعرفُ أنَّ ذاك اليوم كان أسعد أيام مصعب بن عُميرٍ!

وإنَّكَ لو رأيتَ اللحظةَ التي أُضرمتْ فيها نار الأخدود، وبدأ الملكُ الظالم وجنوده يُلقون المؤمنين، لرُبَّما قُلتَ، جهلاً بما غابَ عنك من الحكاية، : يا له من مَلِكٍ منتصرٍ قضى على خصومه في يومٍ واحد! ويا لهؤلاء البائسين كيف كانت نهايتهم!
ولكنَّكَ الآن تعرفُ الحكاية كلّها من أَلِفِهَا إلى يائها، تعرفُ وتُؤمنُ أن المرءَ يمكنُ أن يخرجَ من الدُّنيا منتصراً ولو خرجَ مقتولاً، وأنَّ المرء، كذلكَ، يمكنه أن يخرجَ من الدُّنيا مهزوماً ولو استطاع أن يذبحَ خصمه! أنتَ تعرفُ هذا جيِّداً، تعرفُ أنَّ أصحاب الأخدود في الجنَّة خالدين فيها أبداً، وتعرفُ أن الملكَ الظالم قد هُزم!
فقِسْ على ما مضى!

وإنَّكَ لو ولجتَ غُرفةَ تعذيب فرعون في اللحظة التي اطمأنَّ فيها أنَّ الزيتَ قد غَلَى بما يكفي ليذيبَ اللحمَ عن العظمِ، وبدأ يُلقي أولاد الماشطة واحداً إِثْرَ واحدٍ، فما تلبثُ أن تطفو عظامهم، والماشطةُ ترقبُهم دون أن تنبسَ ببنتِ شَفةٍ، غير جملتها الخالدة: ربي وربُّكَ الله! لقلتَ، جهلاً بما قد سلفَ: يا لقساوة هذه الأم!
ولكنَّكَ سُرعان ما سترى أنَّ دورها قد حان، وأنها لن تطلبَ من فرعون إلا طلباً أخيراً، اِجمعْ عِظامي وعظامَ أولادي وادفنّا في قبرٍ واحدٍ!
ستقولُ، وقد غابتْ عنك مطالع الحكاية، وما وقفتَ على القصيد مُذ أوَّل الطَّللِ: أما كان بإمكانها أن تُبقي على نفسها وأولادها!
ولكنّكَ الآنَ، الآنَ تحديداً، تعرفُ الحكايةَ كلّها، تعرفُ أنّ ماشطةً قد أذلَّتْ كبرياءَ مَلِكٍ كان يقولُ أنا ربكم الأعلى!
الآن أنتَ تعرفُ أنَّ النَّبي ﷺ قد شمَّ رائحتها ورائحة أولادها في السَّماء كالمسكِ ليلة عُرِجَ به إليها!

الآن، والآن فقط، أنتَ تعلمُ أن بعض القتلة مهزومون على أيدي ضحاياهم، فإنَّ النَّصرَ ليس في البقاء على قيد الحياة، وإنما في الثبات على العقيدة والمبدأ!
ولكَ أن تتخيَّلَ فقط أن نبيَّ اللهِ زكريا قد نُشرَ بالمنشار، وأنَّ رأس السَّيِّدِ الحَصُورِ يحيى قد قُدِّمَ مهراً لبغيٍّ!

أمَّا الآن وقد أُسدِلتِ السِّتارة، وانفضَّ الجمعُ فاسمعها منِّي: حتى وإنْ تمزّقتِ الأجسادُ، فالأرواحُ في أجواف طيرٍ خُضرٍ، تسرحُ في الجنّةِ حيث شاءتْ، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش! فلا تبكِ عليهم، ابكِ على نفسكَ، ما يريدُ الشَّهيدُ السَّاجدُ من دُنيايَ ودُنياكَ؟
ولأيِّ شيءٍ ترجعُ امرأةٌ كان آخر عهدها بالدُّنيا أنَّها نامت بثوب صلاتها كي لا تظهر عورتها إذا ما انتشلوها من تحت الأنقاض؟!
وما الجميلُ في دُنيايَ ودُنياكَ حتى يتركَ أطفال غزَّة إبراهيم عليه السّلام وسارة ويرجعون إليها؟!
لا تبكِ عليهم يا صاحبي، ابكِ على نفسكَ، فإنَّه لو قيل الآن لشهداء قوّات النُّخبة يوم العبور المجيد تمنُّوا، لقالوا: اللهُمَّ عُبوراً كلَّ يومٍ، وشهادةً كلَّ يوم، فإنما يوم سَعْدِ الحُرِّ حين يغتسلُ بدمه!

أدهم شرقاوي / مدونة العرب
2024/04/28 01:48:40
Back to Top
HTML Embed Code: