ومن فَضْلِ الله على الخلق أن جَعَلَ البكاء راحةً لهم في الدنيا، وأَجْرًا لهم في الأخرى، وقد بكى السفهاءُ على الأطلال وآثارها، والهفوات وأطوارها، والشَّهوات وأَوْطَارِها، فابْكِ أنت على ما مضى من أيَّامك الأُوَلِ في غَيْرِ عَمَلٍ، وفي ذلك ما قُلْتُ:

يا نَفْسِي وَيْحَكِ كَمْ ذا أَنْتِ في وَسَنِ … لا تَبْكِيَنَّ على الآثار في الدِّمَنِ

وابكي على عَمَلٍ قد كُنْتِ تاركةً … أوقاتَه هَمَلًا في سَالِفِ الزَّمَنِ

[سراج المُريدين (104/2) لابن العَربي]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

"ماء زمزم لما شُرِبَ له"

وَلَقَدْ كُنْت بِمَكَّةَ مُقِيمًا فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَكُنْت أَشْرَبُ مَاءَ زَمْزَمَ كَثِيرًا، وَكُلَّمَا شَرِبْته نَوَيْت بِهِ الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ لِي بَرَكَتَهُ فِي الْمِقْدَارِ الَّذِي يَسَّرَهُ لِي مِنْ الْعِلْمِ، وَنَسِيت أَنْ أَشْرَبَهُ لِلْعَمَلِ؛ وَيَا لَيْتَنِي شَرِبْته لَهُمَا، حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيَّ فِيهِمَا، وَلَمْ يُقَدَّرْ؛ فَكَانَ صَغْوِي إلَى الْعِلْمِ أَكْثَرَ مِنْهُ إلَى الْعَمَلِ،
وَنَسْأَلُ اللَّهَ الْحِفْظَ وَالتَّوْفِيقَ بِرَحْمَتِهِ.

[أحكام القرآن (2/486) لابن العَربي]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

الْبَصَرُ هُوَ الْبَابُ الْأَكْبَرُ إِلَى الْقَلْبِ، وَأَعْمَرُ طُرُقِ الْحَوَاسِّ إِلَيْهِ، وَبِحَسَبِ ذَلِكَ كَثُرَ السُّقُوطُ مِنْ جِهَتِهِ، وَوَجَبَ التَّحْذِيرُ مِنْهُ، وَغَضُّهُ وَاجِبٌ عَنْ جَمِيعِ الْمُحَرَّمَاتِ، وَكُلِّ مَا يُخْشَى الْفِتْنَةُ مِنْ أَجْلِهِ.

[الجامع لأحكام القُرآن (223/12) للقُرطبي]

لذا كان من آداب المُريد التي تتعلّق به في نفسه أنْ:
(يكابد نفسه عن النّظر إلى الصُّور الجميلة من النِّساء والأحداث؛ فإنَّ تلك قواطع عن الله تعالى، تسدُّ باب الفتح، أجارنا الله من ارتكابه).

[حاشية الصاوي على شرح الخريدة ص/408=شنار]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

(وَالْمَدِينَةُ) الْمُنَوَّرَةُ بِأَنْوَارِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (أَفْضَلُ) مِنْ مَكَّةَ الْمُشَرَّفَةِ هَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ،… وَمَحَلُّ الْخِلَافِ فِي غَيْرِ الْمَوْضِعِ الَّذِي ضَمَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَإِنَّهُ أَفْضَلُ مِنْ الْكَعْبَةِ وَالسَّمَاءِ وَالْعَرْشِ وَالْكُرْسِيِّ وَاللَّوْحِ وَالْقَلَمِ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ.

[شرح مختصر خليل (133/3) لعُلَّيش]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

قال ابن القاسم: سمعت مالكاً يقول إني لأفكر في مسألة منذ بضع عشرة سنة فما اتفق لي فيها رأي إلى الآن.

[ترتيب المدارك (178/1) للقاضي عيَاض]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

﴿لِلَّهِ الأمْرُ مِن قَبْلُ ومِن بَعْدُ﴾
أخْبَرَ تَبارَكَ وتَعالى بِانْفِرادِهِ بِالقُدْرَةِ،
وأنَّ ما في العالَمِ مِن غَلَبَةٍ وغَيْرِها
إنَّما هي مِنهُ وبِإرادَتِهِ وقُدْرَتِهِ،
فَقالَ: "لِلَّهِ الأمْرُ"، أيْ: إنْفاذُ الأحْكامِ،
﴿مِن قَبْلُ ومِن بَعْدُ﴾.

[المحرر الوجيز (328/4) لابن عَطيَّة]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

[ الانتباه لجارحَة اللِّسان ]

قال مالك: من لم يعد كلامه من عمله كثر كلامه.

وقال: ولم يكونوا يهذرون الكلام هكذا، ومن الناس من يتكلم بكلام شهر في ساعة، أو كما قال.

‏[الجامع (ص/170) لابن أبي زيد القيرواني]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلًا عَمَّا یَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ﴾

قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: هَذَا وَعِيدٌ لِلظَّالِمِ، وَتَعْزِيَةٌ لِلْمَظْلُومِ.

[الجامع لأحكام القُرآن (376/9) للقُرطبي]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

البلاء على قسمين:

منها: ما يكون من الله ابتداءً، كالأوصاب، والآفات البدنية والمالية.
ومنها: ما يكون على يَدَيِ الأعداء يُسَلِّطُهم.
ولو شاء ربك لعَصَمَهُمْ، ولكنه فعَّال لما يريد، حكيم فيما يُدَبِّرُ، عَدْلٌ فيما يُنفِذ، مُتَفَضِّلٌ بما يَعْصِمُ.

وكم من نَبِيِّ قُتِل، وكثير منهم نُصِر وظَفِر، فإذا عُصِم وظَفِر ففَضْلٌ آتَاهُ الله، كعيسى وإبراهيم ونُظرائهما.
وإذا سلَّط الأعداءَ ومكَّن فحُكْمٌ أمضاه؛ كيحيى وأمثاله، وعليهم وعلينا التسليم والرضى بما ينفُذ في ذلك كله من القضاء.

[سراج المُريدين (280/4) لابن العَرَبي]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

﴿تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ﴾

فالعبد الطَّيَّبُ هو الذي تَجَرَّدَ قلبُه عن الخبائث، وقولُه عن الآفات، وجوارحُه عن المعاصي..

والطَّيِّبُ على الحقيقة والإطلاق والأوَّليَّة واحد؛ وهو مُحَمَّدٌ ﷺ.. ولقد كان طَيِّبًا في الأصل، طَيِّبًا في النشأة، طَيِّبًا في المطعم، طَيِّبًا في المسكن، طَيِّبًا في المعيشة، طَيِّبًا في الوفاة، طَيِّبًا في المدفن، طَيِّبًا في الدنيا، طَيِّبًا في الآخرة..

[سراج المُريدين (292/4) لابن العَرَبي]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

{وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ:

لَيْسَ الْجِهَادُ فِي الْآيَةِ قِتَالَ الْكُفَّارِ فَقَطْ،
بَلْ هُوَ نَصْرُ الدِّينِ،
وَالرَّدُّ عَلَى الْمُبْطِلِينَ،
وَقَمْعُ الظَّالِمِينَ،
وَعِظَمُهُ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ،

وَمِنْهُ: مُجَاهَدَةُ النُّفُوسِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَهُوَ= الْجِهَادُ الْأَكْبَرُ.

[ تفسير القرطبي (365/13) ]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

إيّاكَ والمنّ ..!

سمع ابن سيرين رجلا يقول لرجل: وفعلت إِلَيْكَ وَفَعَلْتُ! فَقَالَ لَهُ: اسْكُتْ فَلَا خَيْرَ فِي الْمَعْرُوفِ إِذَا أُحْصِيَ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ فَأَحْسَنَ:
أَحْسَنُ مِنْ كُلِّ حَسَنْ ... فِي كُلِّ وَقْتٍ وَزَمَنْ
صَنِيعَةٌ مَرْبُوبَةٌ ... خَالِيَةٌ مِنَ الْمِنَنِ

[الجامع لأحكام القُرآن (312/3) للقرطبي]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

قال ابن القاسم: كنّا إذا ودعنا مالكاً يقول لنا:

اتقوا الله،

وانشروا هذا العلم،

وعلموه ولا تكتموه.

[جامع بيان العلم وفضله (405/1) لابن عبدالبر]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

[ من أسمائه ﷺ الماحي ]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

"ان الكائدين للإسلام كثيرٌ، والمُقصِّرون فيه كثيرٌ، وأولياؤه المُشتَغِلون به قليلٌ"

‏[العواصم من القواصم (ص/208) لابن العربي]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

قَالَ ابْن المُبَارَكِ:

(مَا رَأَيْتُ أَحَداً ارْتَفَعَ مِثْلَ مَالِكٍ، لَيْسَ لَهُ كَثِيْرُ صَلاَةٍ وَلاَ صِيَامٍ، إِلاَّ أَنْ تَكُوْنَ لَهُ سَرِيْرَةٌ).

وعلَّق علَيه الذهبي:

(مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ العِلْمِ وَنَشْرِهِ أَفضَلُ مِنْ نَوَافلِ الصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ لِمَنْ أَرَادَ بِهِ اللهَ).

[سير أعلام النُّبلاء (97/8)]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

«وحَذَارِ مِنْ أنْ يطمعَ عبدٌ في استقلاله بنفسِهِ في العلومِ، حتى يَحْتَكَّ بين يدي المُعَلِّمِ، فما ضَلَّ مَنْ ضلَّ إلَاّ من الصحف»

[‏قانون التأويل (ص/639) لابن العربي المالكي]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

لمَحبّةِ اللهِ علامَات؛ منها:
تقديمُ أمره على هوى النَّفس،
والشوق إلى لقائه،
والرِّضا بقضائه.

[شرح دلائل الخيرات (ص/30) للشَّرْنُوبي المَالكي]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

الْعَالِم يَكْمُلُ بِقَدْرِ اتِّبَاعِهِ لِلنَّبِيِّ ﷺ.. وَلَمَّا كَانَ الْقَمَرُ يَسْتَفِيدُ ضَوْءَهُ مِنَ الشَّمْسِ وكُلَّما كثر توجهه إِلَيْهَا كثر ضوؤه حَتَّى يَصِير بَدْرًا، فَكَذَلِكَ الْعَالِم كُلَّمَا كَثُرَ توجهه للنَّبِي ﷺ وإقباله عَلَيْهِ توفَّر كَمَاله.

‏[الذخيرة (1/43) للقرافي]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas

﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم..﴾ [التوبة: ٣٦]

(مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) هي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم..

(فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) الضمير في قوله: فيهن للأشهر الحرم، تعظيما لأمرها وتغليظ للذنوب فيها، وإن كان الظلم ممنوعا في غيرها، وقيل:
الضمير للاثني عشر شهرا، أو الزمان كله، والأوّل أظهر.

[التسهيل (337/1) لابن جُزي]

https://www.tg-me.com/malik_ibn_anas