شيءٌ عن عليٍّ تنزيلاً وتأويلاً…

اعتقادي أنّ بانتهاء عصر التنزيل ظهيرة يوم 18 من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة، كان مقدّراً لعصر آخر أن يبدأ ناسخاً حقبة التنزيل وماضياً بالدين إلى حقبة أرحب، لكنّ المتمسكين بالمكوث في زمن التنزيل، والمصرّين على الإخلاد فيه والذين حوّلوا الأمر لأحقاد شخصية ليس إلا، والذين قال عنهم القرآن "أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله" أجهضوا هذه الانتقالة وأفرغوا اللحظة من أهميتها وأوقفوا الزمن كلّه عند زمن التنزيل الذي استنفد كلّ إمكاناته ولم يعد قادراً على إعطاء شيء جديد سوى تكراره ونسخه مرة تلو مرة إلى انقضاء الدهور.

حين رفع الرسول الأكرم يدَ عليّ وقال: "إني قد بيّنتُ لكمْ وفهّمتكمْ، وهذا عليٌّ يفهّمكمْ بعديْ، وهو يقاتل على التأويل كما قاتلتكم على التنزيل. ألا وإني عند انقطاع خطبتي أدعوكم إلى مصافحتي على بيعته"، كان واضحاً أنّ هذا الكلام إعلان عن نهاية عصر وبدء عصر آخر يكون لعليّ سلطة التفهيم فيه كما كانت للرسول زمن التنزيل. ولا أحسب أنّ كلّ قارئ للعربية ـ مؤمناً كان أو غير مؤمن ـ يفهم شيئاً آخر من هذه العبارات. لكن الغالبين على الأمر آنذاك بالسلاح والعدد كان لهم رأي آخر.

وعبر التاريخ كان النزاع بين المسلمين يُصوَّر بوصفه نزاعاً على سلطة الحكم والخلافة، وكانت السلطات تشيع هذا الفهم حتى استقرّ في الأذهان أن علياً حاكم أطيح به من قبل رجال "أدهى" منه! مع أن الإمام عبّر مراراً وتكراراً عن الرؤية الأعمق التي يستبطنها كونه قائداً لعصر التأويل كلّه، عبّر عن ذلك بفعله "اعتزاله الناس" وبقوله "أن الحكم مساوٍ لنعله البالي".

الدين الذي بين أيدينا، عند السنّة وعند أغلب الشيعة، لم يزل دين زمن التنزيل لأنهم لم يوفقوا للانتقالة العظيمة التي أرادها الرسول في ظهيرة العاشر من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة.
مرحلة التنزيل نُسختْ وكان مقدراً لمرحلة أخرى هي مرحلة التأويل يكون سيّدها وقائدها هذا الإمام الذي وقف في طريقه الحسد والبغض وقلّة المعرفة وتوهم أن مقامه هو مقام الحكم فقط، كما يقف في طريقه الآن أناس يدّعون اسمه وعقولهم مملوءة بزمن التنزيل و"دهاء معاوية" وبهرجة وفساد العباسيين ومقررات الأحزاب الشيعية التي هي نتاج واحد اسمه سيد قطب!

سمّى القرآن علياً نفسَ محمد "وأنفسنا وأنفسكم.." لأنّ عليّاً هو إكمال محمد، كما أن التأويل إكمال التنزيل. لا فرق.

هذا الفهم إن استقرّ في الأذهان فسيجعل عركة الشيعة والسنة على الحكم مجرد لعبة صبيان مخابيل.

الأمر أكبر لأن علياً أكبر.
أحياناً يتطلب الأمر أن نسلك مساراً خاطئاً في الحياة حتى نعرف المسار الصحيح،
أحياناً يتطلب الأمر أن ينكسر القلب حتى ندرك أن ما نستحقه أعظم بكثير مما ارتضيناه لأنفسنا.

- ماندي هيل
‏" ماقيل بالأعيُن ، لا يُنسى "
Sorry for all the millions, but I've never been lonely. I like myself. I'm the best form of entertainment I have.

_ Loneliness by Charles Bukowski


  انا اعتذر لملايين الناس ولكن ! لم اكن وحيدا، انا احب نفسي، انا افضل شكل من أشكال الترفيه لدي .


- مقتبس من قصيدة الوحدة للشاعر الأمريكي
تشارلز بوكوفسكي
‏" الأيام تُربي الإنسان على الهدُوء "
‏مع مَن ترتاح له رُوحك تجد الأُنِس بالكلام وبالسكُوت
لا تبالِ بالمسافات.. مُد لي قلبك !
لقد فعلت ما بوسعي،
ولكن أحيانًا يكون كل ما بوسع المرء غير كافٍ.
"وجود شخص بانتظارك في آخر اليوم، رغم بساطة الفعل، يُشفي القلب."
التعصب الذوقي -إن صحت التسمية- أحد أشكال الحرمان التي يفرضها الإنسان على نفسه، حكمك المسبق والمدفوع بتعصبك لذوق معين يعتبر خسارة لك، تذوق دون انحياز فالحياة قصيرة والجمال ليس له وجه واحد.
‏الغريب أنك تشعر بالخفة عندما يستند على كتفك شخصٌ تحبه.
‏المسألة ليست مسألة حُب، المسألة كلها في الأُلفة كيف تضحك، وكيف تطمئن وكيف تثق، وكيف تكون في نظركَ كلمة، بينما أنت في نظر الطرف الآخر كتابٌ مفتوح يفهمك قبل قراءته، ويُطبطبُ على يديك دونَ أن تستجدي به، الشعور بِكل هذا كافي عن أيّ كلمة حُبٍّ عابِرة !
الأُنْسُ ليسَ في مُخالَطةِ البَشَر، بل في انتقاءِ مَنْ تُخالِط.
2024/05/03 05:32:16
Back to Top
HTML Embed Code: