🍭 رواية غزل البنات 🍭
الحلقة ٢
...."دعاء" عندما أبحر في أعماق نفسي أشعر بحنين يدعوني لأستدعي تلك الذكريات، وأن أقص حكايتي على البنات، فقد حان وقت البوح...
كنت وبعد وفاة أبي، ما زلت في بيته الكبير، صالة واسعة تلقي
بأذرعها أمام أربعة أبواب عالية لأربع غرف كبيرة أسقفها عالية على جدران بيت أبي كانت اللوحات الزيتية الرائعة تشرف على المكان من علو، وعلى الطاولات المتوزعة في أركانه كانت تستقر مجموعة من الصناديق الخشبية الأنيقة عليها نقوش ومنحوتات رائعة، على كل صندوق منها قفل بديع وكأنه تحفة فنيّة وحده، أهداها أحد أصدقاء أبي إليه منذ سنوات بعد عودته من الهند، حيث كان في بعثة علمية هناك.
ً أما مطبخ بيتنا فيسبح دائما في روائح حلوة، ويلازمه ضوء الشمس طوال النهار فيغمره بضوء لطيف تأنس به أمي وهي تجلس على الطاولة لتعد لنا الطعام الشهي والأرز باللبن الذي كنت أعشقه وأحب أن أتناوله من صنع يديها...
بنايتنا كانت قديمة، يحتضنها شارع جانبي دافىء، تطلّ شرفاتها على مقهى مشهور في حيّنا، تفوح منه رائحة القهوة ولا ينطفيء مذياعه أبدا والذي يعلو صوته دوما بالقرآن إلا عندما يغلق أبوابه آخر الليل...
رائحة الريحان الحلوة تتراقص بدلال وتعانق نسمات الهواء على نوافذ جيراننا، وصوت شقشقة العصافير كل صباح يوقظني من نومي، فأقوم وأنا أكبح تثاؤبا؛ لأراقب أبناء جارتنا الثلاثة وهم يصرخون فرحا ّوهي تفتح القفص بحرص وتمد يدها بهدوء لتغيّر الماء للعصافير ثمتضع لهم المزيد من الحبوب...
ٌ كان لكل منهم عصفور ّ قد تبناه وأطلق عليه اسما مميزا قد اختاره له، كنت أقتبس من وجوههم السعادة لأبدأ بها يومي.
عشت أستظل بظلّ أمي وأتنفس رائحتها الزكية، وتنتظم حياتي بانتظام نبضات قلبها الحنون، أكاد ألامس طرف ثوبها بقدمي وأنا ألاحقها، تارة وهي تعد الطعام فأراقبها في صمت، وتارة وهي تراقبني وتنصت إلي وأنا أوجع رأسها بكلام البنات.
ّ
ّ أبتسم إن ابتسمت، ويرق ّ قلبي إن حزنت عندما يتحول الحوار ليكون عن شقيقتي "حنين" التي توفاها الله منذ سنوات وهي عروس في العشرين ؛ كانت تطيل الحديث عنها، وأنا أستمع وكلّي آذان صاغية، تصفّ لحظات حلوة مرت بها معها فتبتسم وتلمع ثناياها، ثم سريعا ما تبكي حتى يبتل رداؤها، شوقا إليها وأسفا عليها، فقد كانت فرحتها الأولى وحلمها الَّذي يمشي على الأرض، فكنت عندما ألحظ تلك الدمعة الرقراقة التي تتأرجح في مقلتيها كلما حاولتْ أن تسيل تمسكها وتستمر في الحديث أقوم لأشاكسها ولا تهدأ نفسي إلا وقد أضحتكها.
ّ وحتى في تلك المرات التي كنت أدخل عليها فيها في غرفتها لأجد في يدها صورة فأتبيّنها، فإذا هي صورة شقيقتي "حنين" رحمها الله...
كنت أخطف من يدها تلك الصورة وأقبّلها وأغيّر الحديث لألفت نظرها لشيء آخر فأنتشلها من بئر الحزن، وأنا على يقين أنها تركت قلبها المهترىء هناك..
ّ وكنت بعدها وفي كلّ مرة أهرب إلى نافذتي؛ لأخفي دموعي عنها ، فأنا أيضًا أتوجع وأشتاق إلى أختي، ثم أرفع نظري إلى السماء لأسأل الله أن يرحمها ويجعلني عوضًا عنها لأمي، وأن يصب الصبر على قلبها صبا....
تخلّيت عن بعض أحلامي، وتركت عملي كاختصاصية اجتماعية؛ لأسكن تحت جناحها وأشعر بالأمان وأشعرها به وهي تحاول أن تحتويني.
إكتفينا بمعاش أبي، والإيجار البسيط لشقق البناية القديمة التي نسكنها ونملكها، ظانين أنني سأتزوج في وقت قريب جدا، لكنه... لم يحن بعد!
كان القلق لا يفارق نظرات أمي، وهي تكرر من آن لآخر تلك
الدعوة التي لا تفارق شفتيها:
ً - اللهم ارزقها زوجا صالحا قبل أن أموت.
كانت كلماتها توجعني، فكنت أسرع قبل أن تسيل الدمعة التي ترقرقت في عينيها؛ لتحرق قلبي وأقول بعد أن أطبع قبلة على جبينها الندي:
ّ - ستلبسينني فستان زفافي بيديك يا أمي، وستقر عينك بأولاد أولادي إن شاء الله، وسأسمي ابنتي على اسم أختي "حنين".
وتبدأ كالعادة في لومي وهي تكفكف دموعها بمنديلها القماشي الأبيض، ثم تطيل النظر إلى يديها وهي تطويه لتدسه في كمها وتقول:
- وكيف سأفرح وأنت ترفضين كل من يطرق بابنا وتتفننين في البحث عن عيب جديد في كل عريس نستقبله يا ابنتي؟
لولا أنك حبيبتي "دعاء" وقد ربيتك بنفسي، وأعلم خبيئتك وكيف تفكرين وتتصرفين، لظننتك تعيشين قصة حب في الخفاء، وأنك على علاقة بشخص ما وتنتظرينه ليتزوجك، وتخفين عنا الأمر.
وكنت أجيبها برجاء:
ً - إذا فعليك بكثرة الدعاء لي ياغالية... وكانت تغمرني في الحال بالدعاء.
#رواية_غزل_البنات الحلقة٢
الحلقة ٢
...."دعاء" عندما أبحر في أعماق نفسي أشعر بحنين يدعوني لأستدعي تلك الذكريات، وأن أقص حكايتي على البنات، فقد حان وقت البوح...
كنت وبعد وفاة أبي، ما زلت في بيته الكبير، صالة واسعة تلقي
بأذرعها أمام أربعة أبواب عالية لأربع غرف كبيرة أسقفها عالية على جدران بيت أبي كانت اللوحات الزيتية الرائعة تشرف على المكان من علو، وعلى الطاولات المتوزعة في أركانه كانت تستقر مجموعة من الصناديق الخشبية الأنيقة عليها نقوش ومنحوتات رائعة، على كل صندوق منها قفل بديع وكأنه تحفة فنيّة وحده، أهداها أحد أصدقاء أبي إليه منذ سنوات بعد عودته من الهند، حيث كان في بعثة علمية هناك.
ً أما مطبخ بيتنا فيسبح دائما في روائح حلوة، ويلازمه ضوء الشمس طوال النهار فيغمره بضوء لطيف تأنس به أمي وهي تجلس على الطاولة لتعد لنا الطعام الشهي والأرز باللبن الذي كنت أعشقه وأحب أن أتناوله من صنع يديها...
بنايتنا كانت قديمة، يحتضنها شارع جانبي دافىء، تطلّ شرفاتها على مقهى مشهور في حيّنا، تفوح منه رائحة القهوة ولا ينطفيء مذياعه أبدا والذي يعلو صوته دوما بالقرآن إلا عندما يغلق أبوابه آخر الليل...
رائحة الريحان الحلوة تتراقص بدلال وتعانق نسمات الهواء على نوافذ جيراننا، وصوت شقشقة العصافير كل صباح يوقظني من نومي، فأقوم وأنا أكبح تثاؤبا؛ لأراقب أبناء جارتنا الثلاثة وهم يصرخون فرحا ّوهي تفتح القفص بحرص وتمد يدها بهدوء لتغيّر الماء للعصافير ثمتضع لهم المزيد من الحبوب...
ٌ كان لكل منهم عصفور ّ قد تبناه وأطلق عليه اسما مميزا قد اختاره له، كنت أقتبس من وجوههم السعادة لأبدأ بها يومي.
عشت أستظل بظلّ أمي وأتنفس رائحتها الزكية، وتنتظم حياتي بانتظام نبضات قلبها الحنون، أكاد ألامس طرف ثوبها بقدمي وأنا ألاحقها، تارة وهي تعد الطعام فأراقبها في صمت، وتارة وهي تراقبني وتنصت إلي وأنا أوجع رأسها بكلام البنات.
ّ
ّ أبتسم إن ابتسمت، ويرق ّ قلبي إن حزنت عندما يتحول الحوار ليكون عن شقيقتي "حنين" التي توفاها الله منذ سنوات وهي عروس في العشرين ؛ كانت تطيل الحديث عنها، وأنا أستمع وكلّي آذان صاغية، تصفّ لحظات حلوة مرت بها معها فتبتسم وتلمع ثناياها، ثم سريعا ما تبكي حتى يبتل رداؤها، شوقا إليها وأسفا عليها، فقد كانت فرحتها الأولى وحلمها الَّذي يمشي على الأرض، فكنت عندما ألحظ تلك الدمعة الرقراقة التي تتأرجح في مقلتيها كلما حاولتْ أن تسيل تمسكها وتستمر في الحديث أقوم لأشاكسها ولا تهدأ نفسي إلا وقد أضحتكها.
ّ وحتى في تلك المرات التي كنت أدخل عليها فيها في غرفتها لأجد في يدها صورة فأتبيّنها، فإذا هي صورة شقيقتي "حنين" رحمها الله...
كنت أخطف من يدها تلك الصورة وأقبّلها وأغيّر الحديث لألفت نظرها لشيء آخر فأنتشلها من بئر الحزن، وأنا على يقين أنها تركت قلبها المهترىء هناك..
ّ وكنت بعدها وفي كلّ مرة أهرب إلى نافذتي؛ لأخفي دموعي عنها ، فأنا أيضًا أتوجع وأشتاق إلى أختي، ثم أرفع نظري إلى السماء لأسأل الله أن يرحمها ويجعلني عوضًا عنها لأمي، وأن يصب الصبر على قلبها صبا....
تخلّيت عن بعض أحلامي، وتركت عملي كاختصاصية اجتماعية؛ لأسكن تحت جناحها وأشعر بالأمان وأشعرها به وهي تحاول أن تحتويني.
إكتفينا بمعاش أبي، والإيجار البسيط لشقق البناية القديمة التي نسكنها ونملكها، ظانين أنني سأتزوج في وقت قريب جدا، لكنه... لم يحن بعد!
كان القلق لا يفارق نظرات أمي، وهي تكرر من آن لآخر تلك
الدعوة التي لا تفارق شفتيها:
ً - اللهم ارزقها زوجا صالحا قبل أن أموت.
كانت كلماتها توجعني، فكنت أسرع قبل أن تسيل الدمعة التي ترقرقت في عينيها؛ لتحرق قلبي وأقول بعد أن أطبع قبلة على جبينها الندي:
ّ - ستلبسينني فستان زفافي بيديك يا أمي، وستقر عينك بأولاد أولادي إن شاء الله، وسأسمي ابنتي على اسم أختي "حنين".
وتبدأ كالعادة في لومي وهي تكفكف دموعها بمنديلها القماشي الأبيض، ثم تطيل النظر إلى يديها وهي تطويه لتدسه في كمها وتقول:
- وكيف سأفرح وأنت ترفضين كل من يطرق بابنا وتتفننين في البحث عن عيب جديد في كل عريس نستقبله يا ابنتي؟
لولا أنك حبيبتي "دعاء" وقد ربيتك بنفسي، وأعلم خبيئتك وكيف تفكرين وتتصرفين، لظننتك تعيشين قصة حب في الخفاء، وأنك على علاقة بشخص ما وتنتظرينه ليتزوجك، وتخفين عنا الأمر.
وكنت أجيبها برجاء:
ً - إذا فعليك بكثرة الدعاء لي ياغالية... وكانت تغمرني في الحال بالدعاء.
#رواية_غزل_البنات الحلقة٢
🍭 رواية غزل البنات 🍭
الحلقة ٣
في كلّ مرة كانت تعلن فيها أمي عن خاطب جديد سيزورنا، كنت أراجع في ذاكرتي تلك المقاييس التي وضعُتها لاختيار شريك حياتي، وفارس أحلامي المنتظر.
كل ما تمنيته من زخارف الدنيا، رفيق آنس بقربه، أسكن إليه، أجد لذة العيش في التحدث معه... وكنت أنتظره متديّن جدا، مثقف، صاحب فكر وله رأي ويؤمن بقضيّة، ناجح في عمله، والكلّ يحبه، وسيم، وطويل ومفتول العضلات!
أعلم أنني لست بكاملة، لكنني أحتاج لشخص رائع وكامل، لا أشعر بجواره بنقصي، أملت أن يأتيني كما تمنيته.
ّ يأخذ بيدي فيرفعني لأعلى، يحلّق معي فوق السحاب، ويرضينيّ ولهذا كنت أرد ٍ الكثير من الخطاب لأسباب كثيرة كانت نهاية زياراتهم دائما دموع أمي، وحوار يتكرر بتفاصيله كل مرة.
وكان آخر حواراتنا بعد زيارة من شاب خلوق جاء ليخطبني بعد أن رشحتني له جارتنا الغالية التي تحبني كثيرا، والتي تقطن في الدور الأرضي من بنايتنا وتعيش وحيدة بعد زواج أبنائها، تتسلى بالبحث عن زوج لي ولبنات الحي الذي نسكن فيه...حيث زارت أمي التي رحبت بزيارتهم لنا في حضور أخي "جمال".. وقد حدث بالفعل وتم اللقاء وبعد انصرافهم.
كنا نجلس على فراش أمي التي رفعت حاجبيها ثم مصمصت شفتيها بعد أن أبديت رأيي في العريس ورفضْته وقالت بنبرة حادة: لماذا ترفضينه يا "دعاء"؟
ّ أجبتها بتبرم وهي تتفحصني وتنتظر مزيدا من التوضيح:
ّ - لا أشعر بالراحة يا أمي..
قالت وهي تتعجب: وكيف هذا؟! إنه شاب رائع، وشكله مقبول، وعائلته معروفة، وأضيفي على هذا كله أن لديه شقة كبيرة في وسط البلد حاولت أن أحافظ على هدوئي حتى لا يشتعل الحوار وقلت بأدب: لا تهمني تلك الأشياء يا أمي، المهم الإنسان نفسه، فأنا جلست وتحدثت معه، وأفكارنا مختلفة تماما،كما أنه يرى المرأة كائنا من الدرجة الثانية، ويشعر أن الرجل أفضل منها!
تأملت أمي وجهي قليلا وكأنّها تفكّر للحظات، وأمسكَتْ بذقنها ثم قالت: فلندعوه ليزورنا مرة أخرى، وتجلسين معه ونسمع قرارك بعدها ألا توافقني الرأي يا "جمال"؟
التفتت أمي لأخي "جمال" الذي كان ينصت إلينا وهو يقلّب في هاتفه الجوال دون أن يرفع عينيه عن شاشته المضيئة، حيث قال بصوت رتيب: والله يا أمي هي من ستتزوج ولا أستطيع أن أفرض عليها أي شيء، يكفي أننا ضغطنا عليها عندما خطبت لـ "أحمد" وسريعا ما رفضته، فأنا حتى الآن أشعر بالحرج كلما التقيتُ به.
اعتدلت أمي في جلستها وقالت بحسرة: "أحمد"، يا للخسارة، لا أدري كيف رفضت الزواج منه يا "دعاء"؟!
فقد كان وقور السمت، ذا ملامح طيبة حنونة تهرب الأنظار إليها، وكان مهذبًا، قليل الكلام.
قاطعتها وأنا أحاول إيقاف تيار المدح الذي يتدفق من بين شفتيهاّ في كل مرة يتردد فيها إسم "أحمد" في بيتنا، وقلت:
ّ يا أمي أنا لن أتزوج إلا مرة واحدة فاتركيني أختار بنفسي.
ّ قالت بتبرم:
ً - تنتظرين زوجا لم يولد بعد...أين هذا الملاك!
ّ أخشى أن يمر وقتك الذهبي، فلكل فتاة وقت وموسم تخطب فيه ويكثر طلابها، وبعد هذا يخفت الضوء ولا يسمع عنها أحد ويزهدون فيها.
قلت بيقين: لا تخافي يا أمي ألم تخبريني أن الزواج رزق!؟
قالت بضيق: نعم قلت هذا ولكنك لابد من الأخذ بالأسباب!
ِ أنت ترفضين وترفضين، لأسباب عجيبة...وللناس ألسن يا ابنتي، سيشاع أنك لا تريدين الزواج، أو سيظنونك معقدة، وستظلين معيّ بالبيت، والعمر يمر كالبرق وتأكل السنون من أعمارنا ما تأكله، وأنا لن أدوم لك وأخشى عليك من ضربات الدهر القاسية، ووحشة الليالي الطويلة، وقسوة الأيام الباليةً وأنا ككل أم أرجو لك زوجا حنونًا وشهما يكون لك وتدا تتكئين عليه، وظلا تلجأين إليه، ولم أجد هذا إلا في "أحمد".
ّ قاطعتها بتبرم مرة أخرى وقلت:
- وكأن الدنيا ليس فيها إلا "أحمد" يا أمي!
أضافت وهي تطالعني بنظرة جادة: لا تقولي أنك لا تحبينه، فالحب سينمو ويزهر بينكما بعد الزواج.
ً ثم شردت بعينيها قليلا ّ وقالت بعد أن تنهدت بعمق: مازال حب أبيك يموج في قلبي، وأحن إليه رغم وفاته منذ سنوات، وما زالت الحنايا تشكو ألم الفراق، وقد تعلمت الحب على يديه.
تقبّلني بعيوبي وفرح بما في من مميزات فصرت أصلح من نفسي لأرضيه، وتقبلته بعيوبه... بل رضيت ببعضها؛ لأنني أحبه ولأنها أمور أستطيع أن أغمض عيني عنها طالما أنها لا تغضب الله، وإنما هو اختلاف في الطباع، ومضت الحياة بحلوها ومرها، وكنا معا.
ّ
قلت بثقة: نحن لا نشبهكم يا أمي، جيلنا مخيف وصارت قصص الطلاق َّ كثيرة حولي، كما أن معظم الفتيات يتزوجن ممن يظنن أنه على خلق ودين ويفاجأن بعد الزواج بالعكس. وأنا أريد أن أشعر بالحب...أريد حبا يناسب كبريائي، الحب الحلال يا أمي.
رفعت أمي يديها وحركتها في الهواء ثم قالت: أي كبرياء تتحدثين عنه يا "دعاء"، أتظنين أن الحب فعلا كما ترينه في الأفلام والمسلسلات! الحب بناء يا ابنتي، كالهرم وليس مجرد وردة حمراء أو قلب مرسوم يقطعه سهم، الحب شيء يحتاج وقتا لكي يولد، وعندما يولد يعيش طويلا.
الحلقة ٣
في كلّ مرة كانت تعلن فيها أمي عن خاطب جديد سيزورنا، كنت أراجع في ذاكرتي تلك المقاييس التي وضعُتها لاختيار شريك حياتي، وفارس أحلامي المنتظر.
كل ما تمنيته من زخارف الدنيا، رفيق آنس بقربه، أسكن إليه، أجد لذة العيش في التحدث معه... وكنت أنتظره متديّن جدا، مثقف، صاحب فكر وله رأي ويؤمن بقضيّة، ناجح في عمله، والكلّ يحبه، وسيم، وطويل ومفتول العضلات!
أعلم أنني لست بكاملة، لكنني أحتاج لشخص رائع وكامل، لا أشعر بجواره بنقصي، أملت أن يأتيني كما تمنيته.
ّ يأخذ بيدي فيرفعني لأعلى، يحلّق معي فوق السحاب، ويرضينيّ ولهذا كنت أرد ٍ الكثير من الخطاب لأسباب كثيرة كانت نهاية زياراتهم دائما دموع أمي، وحوار يتكرر بتفاصيله كل مرة.
وكان آخر حواراتنا بعد زيارة من شاب خلوق جاء ليخطبني بعد أن رشحتني له جارتنا الغالية التي تحبني كثيرا، والتي تقطن في الدور الأرضي من بنايتنا وتعيش وحيدة بعد زواج أبنائها، تتسلى بالبحث عن زوج لي ولبنات الحي الذي نسكن فيه...حيث زارت أمي التي رحبت بزيارتهم لنا في حضور أخي "جمال".. وقد حدث بالفعل وتم اللقاء وبعد انصرافهم.
كنا نجلس على فراش أمي التي رفعت حاجبيها ثم مصمصت شفتيها بعد أن أبديت رأيي في العريس ورفضْته وقالت بنبرة حادة: لماذا ترفضينه يا "دعاء"؟
ّ أجبتها بتبرم وهي تتفحصني وتنتظر مزيدا من التوضيح:
ّ - لا أشعر بالراحة يا أمي..
قالت وهي تتعجب: وكيف هذا؟! إنه شاب رائع، وشكله مقبول، وعائلته معروفة، وأضيفي على هذا كله أن لديه شقة كبيرة في وسط البلد حاولت أن أحافظ على هدوئي حتى لا يشتعل الحوار وقلت بأدب: لا تهمني تلك الأشياء يا أمي، المهم الإنسان نفسه، فأنا جلست وتحدثت معه، وأفكارنا مختلفة تماما،كما أنه يرى المرأة كائنا من الدرجة الثانية، ويشعر أن الرجل أفضل منها!
تأملت أمي وجهي قليلا وكأنّها تفكّر للحظات، وأمسكَتْ بذقنها ثم قالت: فلندعوه ليزورنا مرة أخرى، وتجلسين معه ونسمع قرارك بعدها ألا توافقني الرأي يا "جمال"؟
التفتت أمي لأخي "جمال" الذي كان ينصت إلينا وهو يقلّب في هاتفه الجوال دون أن يرفع عينيه عن شاشته المضيئة، حيث قال بصوت رتيب: والله يا أمي هي من ستتزوج ولا أستطيع أن أفرض عليها أي شيء، يكفي أننا ضغطنا عليها عندما خطبت لـ "أحمد" وسريعا ما رفضته، فأنا حتى الآن أشعر بالحرج كلما التقيتُ به.
اعتدلت أمي في جلستها وقالت بحسرة: "أحمد"، يا للخسارة، لا أدري كيف رفضت الزواج منه يا "دعاء"؟!
فقد كان وقور السمت، ذا ملامح طيبة حنونة تهرب الأنظار إليها، وكان مهذبًا، قليل الكلام.
قاطعتها وأنا أحاول إيقاف تيار المدح الذي يتدفق من بين شفتيهاّ في كل مرة يتردد فيها إسم "أحمد" في بيتنا، وقلت:
ّ يا أمي أنا لن أتزوج إلا مرة واحدة فاتركيني أختار بنفسي.
ّ قالت بتبرم:
ً - تنتظرين زوجا لم يولد بعد...أين هذا الملاك!
ّ أخشى أن يمر وقتك الذهبي، فلكل فتاة وقت وموسم تخطب فيه ويكثر طلابها، وبعد هذا يخفت الضوء ولا يسمع عنها أحد ويزهدون فيها.
قلت بيقين: لا تخافي يا أمي ألم تخبريني أن الزواج رزق!؟
قالت بضيق: نعم قلت هذا ولكنك لابد من الأخذ بالأسباب!
ِ أنت ترفضين وترفضين، لأسباب عجيبة...وللناس ألسن يا ابنتي، سيشاع أنك لا تريدين الزواج، أو سيظنونك معقدة، وستظلين معيّ بالبيت، والعمر يمر كالبرق وتأكل السنون من أعمارنا ما تأكله، وأنا لن أدوم لك وأخشى عليك من ضربات الدهر القاسية، ووحشة الليالي الطويلة، وقسوة الأيام الباليةً وأنا ككل أم أرجو لك زوجا حنونًا وشهما يكون لك وتدا تتكئين عليه، وظلا تلجأين إليه، ولم أجد هذا إلا في "أحمد".
ّ قاطعتها بتبرم مرة أخرى وقلت:
- وكأن الدنيا ليس فيها إلا "أحمد" يا أمي!
أضافت وهي تطالعني بنظرة جادة: لا تقولي أنك لا تحبينه، فالحب سينمو ويزهر بينكما بعد الزواج.
ً ثم شردت بعينيها قليلا ّ وقالت بعد أن تنهدت بعمق: مازال حب أبيك يموج في قلبي، وأحن إليه رغم وفاته منذ سنوات، وما زالت الحنايا تشكو ألم الفراق، وقد تعلمت الحب على يديه.
تقبّلني بعيوبي وفرح بما في من مميزات فصرت أصلح من نفسي لأرضيه، وتقبلته بعيوبه... بل رضيت ببعضها؛ لأنني أحبه ولأنها أمور أستطيع أن أغمض عيني عنها طالما أنها لا تغضب الله، وإنما هو اختلاف في الطباع، ومضت الحياة بحلوها ومرها، وكنا معا.
ّ
قلت بثقة: نحن لا نشبهكم يا أمي، جيلنا مخيف وصارت قصص الطلاق َّ كثيرة حولي، كما أن معظم الفتيات يتزوجن ممن يظنن أنه على خلق ودين ويفاجأن بعد الزواج بالعكس. وأنا أريد أن أشعر بالحب...أريد حبا يناسب كبريائي، الحب الحلال يا أمي.
رفعت أمي يديها وحركتها في الهواء ثم قالت: أي كبرياء تتحدثين عنه يا "دعاء"، أتظنين أن الحب فعلا كما ترينه في الأفلام والمسلسلات! الحب بناء يا ابنتي، كالهرم وليس مجرد وردة حمراء أو قلب مرسوم يقطعه سهم، الحب شيء يحتاج وقتا لكي يولد، وعندما يولد يعيش طويلا.
قلت بصوت هاديء، وقد سرقتني معاني كلمات أمي العميقة: لعلّ الله يرزقني قريبا ما يفرحك ويفرحني يا أماه..
قال أخي وما زالت عيناه على شاشة هاتفه:
وكيف ستعيشين قصة حب تناسب كبرياءك؟، وأنت تنتظرين شخصا على دين وخلق.. بل ويحفظ القرآن!..لا بد أن يطرق الباب أولا ويسعى للزواج منك ثم نفتح له الباب ونرحب به ليدخل خلفه الحب الحلال...أليس كذلك؟!
انعقد لساني ولم أتمكن من الرد على كلامه، وظلّت أمي مطرقة
للحظات ثم تمتمت بخفوت: كنت أحبه وكأنّه ولدي، وكان دخوله علينا فرحة لقلبي...
طالعنا أخي بنظرة خاطفة وعاد لتفحص هاتفه وهو يقول: كان واضحا منذ البداية أنه يحبك... سكونه عندما تمرين من
أمامه، وتصرفاته اللاإرادية التي تشي بالكثير....
سارعت محاولة أن أغلق باب الحديث عن "أحمد" وقلت وأنا
أتجنب نظراتهما:
- "أحمد" إنسان ممتاز، لكن ليس هو الشخص الذي أتمناه..إنه... ينقصه شيء ما.
إنتبه أخي لكلماتي الأخيرة ونظر إلي وبدا الإنفعال عليه، وقال بلهجة بدت لي ساخرة قليلا: ليس متدينا جدا، بل هو إنسان عادي، ولم يتم حفظ القرآن ً كاملا، ولم يدرس العلم الشرعي أليس كذلك؟!
انتظرت حتى ينهي كلامه ثم هززت رأسي وقلت بإصرار: نعم، وليس عيبا أن أتمنى زوجا بتلك المواصفات بل هذا هو الصواب ، وبالتأكيد هناك الكثيرون هكذا وأفضل، فأنا لا أفكر في نفسي فقط، بل أفكر في مستقبل أبنائي، وكما اشترط هو أن تكون زوجته محجبة، أنا أيضا لي شروطي.
نظر إلي أخي بِلوم وأردف قائلا:
ّ
-لا يوجد إنسان كامل يا "دعاء"، كما أنه يصلي، وخلوق، ومهذب، ولا يقبل الحرام، ولا يدخن، ولم أشهد عليه يوما أنه يتتبع النساء بنظراته فهو شاب عفيف، ومشغول بعمله كمهندس عن دراسة العلم الشرعي، وإتقانه لعمله مهم أيضا وسيحاسب عليه، وكلّنا نتمنى حفظ القرآن كاملا ً ونحاول، وقد كان صريحا وأخبرك أنه يحاول، أنت تعجلت ولم تصبري عليه، تريدين ملكًا من السماء، وشيخا فقيها، رغم أنك أنت نفسك لست بشيخة، ولا حتى أتممت حفظ القرآن.!
شعرت بضيق عندما واجهني أخي بالحقيقة، فأنا فعلا لست مثالية ، فملابسي فضفاضة قليلا، ولكن حجابي عادي، وربما هو أفضل بالمقارنة مع غيري فقط.
وبعض من حسن الخلق أحرص عليه إرضاءً لربي فقد عشت
ّ متسمة بالتحفظ والإعتدال في نمط حياتي لكنني بالتأكيد مقصرة، ولا أحفظ إلا القليل من القرآن، وكنت أمني نفسي بزوج يعينني ويغيرني وكنت أنتظره، بل وازداد إصراري الآن، كدت أرد على أخي لولا صوت أمي الذي أسكتني وهي تهز يدها وتقول:ً ستندمين يوما ما، فأنت لا تدركينه وستندمين.
ِ
- أنتي لا تقدرين ما خسرت وستندمين يوما ما، فأنت لا تدركين معنى النظرة التي كان يطالعك بها يوم خطبتكما، كان فرحا بك وكنت "قرة عين" له، ولا أظنك تفهمين معنى هذه الكلمة.
ّ لاحظ أخي - الذي هم بالإنصراف توتري وحيرتي فقال بصوت هادئ: أرجوك يا أمي، فلنغلق هذا الموضوع، هي اختارت بنفسها ً وأبدت رأيها بكلّ صراحة، وليس هناك داع لنعيد جدالا لا فائدة منه ولعله خير.
مالت أمي برأسها على أخي وسألته باهتمام:
ّ - ألم يطلبها منك مرة أخرى يا "جمال"؟
-زم أخي شفتيه وأجابها وهو يهز رأسه نافيا:
ّ - لا يا أمي، لم يفاتحني مرة أخرى ولم يلمح حتى بكلمة، لا هو ولا زوجتي "نور" منذ جلستنا الأخيرة هنا أنا وهو وخالي "محمد"، عندما أبلغناه برغبة "دعاء" في الإنفصال عنه، حتى أنني لم ألتق به غير مرة أو مرتين، فقد شغل بعمله في الشركة الجديدة التي انتقل إليها، وقلت زياراته ،وكما تعلمين هو جاد ومهتم بعمله كثيرا.
ّ تنهدت أمي بحسرة وأطرقت في هدوء، ثم استندت على عصاتها لتقف وقالت: سبحان الله، الزواج رزق ومكتوب، فاللهم رزقا حسنا لابنتي...
جلست أمي إلى جواري تحيطني بذراعيها وقبلتني على وجنتي في حنان، وعلى وجهها ابتسامة لا أدري كيف استطاعت أن تضعها على فمها رغم حوارنا الذي انتهى للتو، وأخذت ترقيني ولسانها يلهج بالدعاء.
#رواية_غزل_البنات _الحلقة٣
قال أخي وما زالت عيناه على شاشة هاتفه:
وكيف ستعيشين قصة حب تناسب كبرياءك؟، وأنت تنتظرين شخصا على دين وخلق.. بل ويحفظ القرآن!..لا بد أن يطرق الباب أولا ويسعى للزواج منك ثم نفتح له الباب ونرحب به ليدخل خلفه الحب الحلال...أليس كذلك؟!
انعقد لساني ولم أتمكن من الرد على كلامه، وظلّت أمي مطرقة
للحظات ثم تمتمت بخفوت: كنت أحبه وكأنّه ولدي، وكان دخوله علينا فرحة لقلبي...
طالعنا أخي بنظرة خاطفة وعاد لتفحص هاتفه وهو يقول: كان واضحا منذ البداية أنه يحبك... سكونه عندما تمرين من
أمامه، وتصرفاته اللاإرادية التي تشي بالكثير....
سارعت محاولة أن أغلق باب الحديث عن "أحمد" وقلت وأنا
أتجنب نظراتهما:
- "أحمد" إنسان ممتاز، لكن ليس هو الشخص الذي أتمناه..إنه... ينقصه شيء ما.
إنتبه أخي لكلماتي الأخيرة ونظر إلي وبدا الإنفعال عليه، وقال بلهجة بدت لي ساخرة قليلا: ليس متدينا جدا، بل هو إنسان عادي، ولم يتم حفظ القرآن ً كاملا، ولم يدرس العلم الشرعي أليس كذلك؟!
انتظرت حتى ينهي كلامه ثم هززت رأسي وقلت بإصرار: نعم، وليس عيبا أن أتمنى زوجا بتلك المواصفات بل هذا هو الصواب ، وبالتأكيد هناك الكثيرون هكذا وأفضل، فأنا لا أفكر في نفسي فقط، بل أفكر في مستقبل أبنائي، وكما اشترط هو أن تكون زوجته محجبة، أنا أيضا لي شروطي.
نظر إلي أخي بِلوم وأردف قائلا:
ّ
-لا يوجد إنسان كامل يا "دعاء"، كما أنه يصلي، وخلوق، ومهذب، ولا يقبل الحرام، ولا يدخن، ولم أشهد عليه يوما أنه يتتبع النساء بنظراته فهو شاب عفيف، ومشغول بعمله كمهندس عن دراسة العلم الشرعي، وإتقانه لعمله مهم أيضا وسيحاسب عليه، وكلّنا نتمنى حفظ القرآن كاملا ً ونحاول، وقد كان صريحا وأخبرك أنه يحاول، أنت تعجلت ولم تصبري عليه، تريدين ملكًا من السماء، وشيخا فقيها، رغم أنك أنت نفسك لست بشيخة، ولا حتى أتممت حفظ القرآن.!
شعرت بضيق عندما واجهني أخي بالحقيقة، فأنا فعلا لست مثالية ، فملابسي فضفاضة قليلا، ولكن حجابي عادي، وربما هو أفضل بالمقارنة مع غيري فقط.
وبعض من حسن الخلق أحرص عليه إرضاءً لربي فقد عشت
ّ متسمة بالتحفظ والإعتدال في نمط حياتي لكنني بالتأكيد مقصرة، ولا أحفظ إلا القليل من القرآن، وكنت أمني نفسي بزوج يعينني ويغيرني وكنت أنتظره، بل وازداد إصراري الآن، كدت أرد على أخي لولا صوت أمي الذي أسكتني وهي تهز يدها وتقول:ً ستندمين يوما ما، فأنت لا تدركينه وستندمين.
ِ
- أنتي لا تقدرين ما خسرت وستندمين يوما ما، فأنت لا تدركين معنى النظرة التي كان يطالعك بها يوم خطبتكما، كان فرحا بك وكنت "قرة عين" له، ولا أظنك تفهمين معنى هذه الكلمة.
ّ لاحظ أخي - الذي هم بالإنصراف توتري وحيرتي فقال بصوت هادئ: أرجوك يا أمي، فلنغلق هذا الموضوع، هي اختارت بنفسها ً وأبدت رأيها بكلّ صراحة، وليس هناك داع لنعيد جدالا لا فائدة منه ولعله خير.
مالت أمي برأسها على أخي وسألته باهتمام:
ّ - ألم يطلبها منك مرة أخرى يا "جمال"؟
-زم أخي شفتيه وأجابها وهو يهز رأسه نافيا:
ّ - لا يا أمي، لم يفاتحني مرة أخرى ولم يلمح حتى بكلمة، لا هو ولا زوجتي "نور" منذ جلستنا الأخيرة هنا أنا وهو وخالي "محمد"، عندما أبلغناه برغبة "دعاء" في الإنفصال عنه، حتى أنني لم ألتق به غير مرة أو مرتين، فقد شغل بعمله في الشركة الجديدة التي انتقل إليها، وقلت زياراته ،وكما تعلمين هو جاد ومهتم بعمله كثيرا.
ّ تنهدت أمي بحسرة وأطرقت في هدوء، ثم استندت على عصاتها لتقف وقالت: سبحان الله، الزواج رزق ومكتوب، فاللهم رزقا حسنا لابنتي...
جلست أمي إلى جواري تحيطني بذراعيها وقبلتني على وجنتي في حنان، وعلى وجهها ابتسامة لا أدري كيف استطاعت أن تضعها على فمها رغم حوارنا الذي انتهى للتو، وأخذت ترقيني ولسانها يلهج بالدعاء.
#رواية_غزل_البنات _الحلقة٣
الجمعة..ساعة إجابة الدعاء، اللهم إنا نستغفرك من كلِّ ذنب يعقّب الحسرة ويُورث الندامة؛ ويرد الدعاء، ويحبس الرزق، ربي إنْ كان هناك ذنب يحول بيننا وبين تيسير أمورنا وقبول دعواتنا وأعمالنا فاغفره لنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.. اللهم بلغنا رمضان.💕
#الصداقة بين الزوجين تشمل
*البحث عن إيجابيات الطرف الآخر.
*تقبل ايجابياته وسلبياته.
*تقديره وإعطاؤه الاهتمام بوجوده.
#فنون_زوجية
#الحياة_الزوجية
#السعادة_الزوجية
*البحث عن إيجابيات الطرف الآخر.
*تقبل ايجابياته وسلبياته.
*تقديره وإعطاؤه الاهتمام بوجوده.
#فنون_زوجية
#الحياة_الزوجية
#السعادة_الزوجية
من الواقع:
ومن الجهل ماقتل...
ـ قامت بتعصير ثدي طفلها المولود (ذكر) ...ظنا منها بأنه لا يجب أن يكون لديه ثدي وان هذا البروز قد يؤلمه ....والنتيجة التهاب وخراج مما استدعاء دخوله قسم الحضانه للمراقبه والعلاج....
️ ـ خرافة منتشرة بين بعض الناس ،، هو أن عصر الثدي عند حديثي الولادة شيء مفيد و يقوي جلد الرضيع و يحسّن نموه و يمنع من ظهور رائحة تعرقه لما يكبر ،، ...
ـ وأخرى تقول:
لا يجب أن يكون لدى المولود الذكر ثدي ...
ـ و لكن هذا خاااااااااطئ تماااااماً ❌.
#عصر الثدي عند حديثي الولادة بسبب زيادة حجمه قد يؤدي إلى حدوث التهاب أو خرّاج خطير في الثدي عند الرضيع 🚫
#التثدي (بروز الثدي) عند حديثي الولادة أمر طبيعي يحدث عند 60-90% منهم و ليس له علاقة بجنس المولود حيث يكون عند الذكور و الإناث 👫
#سبب حدوث التثدي:
هو انتقال هرمون الاستروجين من الأم إلى الجنين أثناء الحمل .
ـ قد يترافق كبر حجم الثدي مع إدرار للقليل من الحليب عند 5% من الرضع ،
ـ و يختفي الثدي لوحده خلال 4-8 أسابيع و قد يستمر حتى عمر السنة 👶🏻
🔴 أطفالكم أمانة .. ما تخلّوهم ضحايا لجهل و خرافات بيحكوها الناس و للأسف الشي الغلط هو بس اللي بينتشر ، أما المعلومة الصحيحة ما حدا بيسمع فيها أبداً 😞
و دمتم بخير🌷
د.عبدالله الحبيشي
طبيب اطفال
#اطفال
#توعيه
#نصائح
.
.
.
🌸🌸 نسمح بنقل المواضيع ولا نحلل حذف توقيعنا 🌸🌸
@kingwoma
ومن الجهل ماقتل...
ـ قامت بتعصير ثدي طفلها المولود (ذكر) ...ظنا منها بأنه لا يجب أن يكون لديه ثدي وان هذا البروز قد يؤلمه ....والنتيجة التهاب وخراج مما استدعاء دخوله قسم الحضانه للمراقبه والعلاج....
️ ـ خرافة منتشرة بين بعض الناس ،، هو أن عصر الثدي عند حديثي الولادة شيء مفيد و يقوي جلد الرضيع و يحسّن نموه و يمنع من ظهور رائحة تعرقه لما يكبر ،، ...
ـ وأخرى تقول:
لا يجب أن يكون لدى المولود الذكر ثدي ...
ـ و لكن هذا خاااااااااطئ تماااااماً ❌.
#عصر الثدي عند حديثي الولادة بسبب زيادة حجمه قد يؤدي إلى حدوث التهاب أو خرّاج خطير في الثدي عند الرضيع 🚫
#التثدي (بروز الثدي) عند حديثي الولادة أمر طبيعي يحدث عند 60-90% منهم و ليس له علاقة بجنس المولود حيث يكون عند الذكور و الإناث 👫
#سبب حدوث التثدي:
هو انتقال هرمون الاستروجين من الأم إلى الجنين أثناء الحمل .
ـ قد يترافق كبر حجم الثدي مع إدرار للقليل من الحليب عند 5% من الرضع ،
ـ و يختفي الثدي لوحده خلال 4-8 أسابيع و قد يستمر حتى عمر السنة 👶🏻
🔴 أطفالكم أمانة .. ما تخلّوهم ضحايا لجهل و خرافات بيحكوها الناس و للأسف الشي الغلط هو بس اللي بينتشر ، أما المعلومة الصحيحة ما حدا بيسمع فيها أبداً 😞
و دمتم بخير🌷
د.عبدالله الحبيشي
طبيب اطفال
#اطفال
#توعيه
#نصائح
.
.
.
🌸🌸 نسمح بنقل المواضيع ولا نحلل حذف توقيعنا 🌸🌸
@kingwoma
علمتنى الحياة
انى مهم أفهم الشخصية الى أدامى و اتعامل معاها على هذا الاساس
التعامل مع الشخصية المنطقية مثلا محتاج تتكلم معاها بالمنطق و المعلومات و الحقائق
و التعامل مع الشخصية العاطفية محتاج تتكلم معاها بالمشاعر و الاحاسيس
و التعامل مع شخصية واقعية محتاج تشاركها الواقع بتاعها و تتكلم معاها فيما يهمها
و التعامل مع شخصية رومانسية محتاج تشاركها رومانسيتها و بعدين تنزلها للواقع بهدووووء علشان ما تقعش تتكسر
التعامل مع الشخصية العصبية بكون محتاجة دايما مراعاة مشاعره و اميل الى تهدئة المشاعر بقدر ما استطيع
و التعامل مع شخصية هادئة كتومة محتاجة اشجعها على الكلام و التعبير عن نفسها و اسمح لها بذلك
دا مش اسمه تلاعب
دا اسمه ذكاء التعامل مع الشخصيات المختلفة
المتلاعب بيستغل الى ادامه اسوأ استغلال لتحقيق رغباته هو نفسه
بدون اهتمام باحتياجات الآخر و اللغة الى بيفهم بيها
#علمتنى_الحياة
#دعاء_راجح
انى مهم أفهم الشخصية الى أدامى و اتعامل معاها على هذا الاساس
التعامل مع الشخصية المنطقية مثلا محتاج تتكلم معاها بالمنطق و المعلومات و الحقائق
و التعامل مع الشخصية العاطفية محتاج تتكلم معاها بالمشاعر و الاحاسيس
و التعامل مع شخصية واقعية محتاج تشاركها الواقع بتاعها و تتكلم معاها فيما يهمها
و التعامل مع شخصية رومانسية محتاج تشاركها رومانسيتها و بعدين تنزلها للواقع بهدووووء علشان ما تقعش تتكسر
التعامل مع الشخصية العصبية بكون محتاجة دايما مراعاة مشاعره و اميل الى تهدئة المشاعر بقدر ما استطيع
و التعامل مع شخصية هادئة كتومة محتاجة اشجعها على الكلام و التعبير عن نفسها و اسمح لها بذلك
دا مش اسمه تلاعب
دا اسمه ذكاء التعامل مع الشخصيات المختلفة
المتلاعب بيستغل الى ادامه اسوأ استغلال لتحقيق رغباته هو نفسه
بدون اهتمام باحتياجات الآخر و اللغة الى بيفهم بيها
#علمتنى_الحياة
#دعاء_راجح