Telegram Web Link
إنّ بكاء أنبياء الله (عليهم السلام) على الحسين (عليه السلام) لم يكن لمجرّد المأساة التي حصلت في كربلاء، بل لأنّ قتل الحسين (عليه السلام) وسبي نسائه كان فيهما إحياء لدين الله الخالد، وللشريعة الخاتمة التي تمثّل طريق تحقيق سرّ الخلق وغايته. فالحسين بدمائه حافظ على الإسلام بعد ثورته في ذلك المجتمع المهزوم الذي كان الإسلام فيه يُمحى دون أن يتحرّك أحد، والذي لم يوقظه إلاَّ دماء الحسين (عليه السلام) في كربلاء.

سماحة الشيخ د. أكرم بركات

1- المجلسي، بحار الأنوار، ج‏44، ص 245.
2- المجلسي، بحار الأنوار، ج‏44، ص 242.
3- المصدر السابق، ص 243.
4- المصدر السابق، ص 226.
5- الشِّرك: سَيْرُ النعل، قَدَّة من الجلد على ظهر القَدَم.
6- المصدر السابق، ص 244.
7- المصدر السابق، ص 244.
8- المصدر السابق، ص 247.




تمت المشاركة من تطبيق: خطباء المنبر الحسيني
#البكاء_على_الحسين
▪️شبكة المعارف الإسلامية
▪️شعائر عاشوراء


﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾[1].

إنَّ عمل الإنسان له شكلٌ ظاهر، وباطن مضمر، فأيّ منهما هو مصبُّ الكمال الإنساني في توجيه الإسلام؟

ممّا لا شكّ فيه أنَّ الإسلام شدَّد على الباطن والنيَّة، فقد اشتهر عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكلِّ امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى أمر دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"[2]. وعن الإمام الصادق (عليه السلام): "اجعلوا أمركم هذا لله، ولا تجعلوه للناس، فإنَّه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله"[3].

من هنا كانت الدعوى القرآنية المكرّرة إلى التقوى التي مرجعها القلب والباطن "تقوى القلوب".

إلا أنّ الإسلام لم يهمل الشكل والظاهر، بل اعتبر في بعض الحالات أنّ هناك ترابطاً بين الظاهر والباطن بين عمل الجوارح وتقوى القلوب. قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾.

فالشعائر هي الأعلام الظاهرة المنصوبة للطاعة كالصفا والمروة اللتين قال الله تعالى فيهما: ﴿إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ الله﴾[4]، وكالكعبة الشريفة التي ورد استحباب أن نذكر الله تعالى عندها قائلين: "الحمد لله الذي عظمّك وشرّفك"[5].

لذا نتبارك بالظاهر منها، نتبارك بأركانها، بالحجر الأسود، وبالركن اليماني... لذا نكرّمها ونكسوها بكساء الجمال والبهاء. إن ذلك هو تعظيم لشعائر الله تعالى.

وقد عبَّر الإمام الحسين (عليه السلام) عن حرمة الكعبة الشريفة حينما أرسل يزيد –لعنه الله- مجموعة اغتيال من 30 شخصاً ليغتالوا الإمام الحسين (عليه السلام) ولو كان متمسكاً بستار الكعبة، فخرج الحسين (عليه السلام) من المسجد قائلاً: "إنّي لا أحبّ أن تهتك بسببي حرمة البيت".

خرج الحسين (عليه السلام) من الحجّ مغيِّراً وجهته من مذبح "منى" حيث لم تتم التضحية بتمامها؛ إذ بدّلها الله بكبش عظيم، إلى مذبح "كربلاء" حيث كان الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه هم الفداء العظيم.

بدَّل الحسين (عليه السلام) اتجاهه من مذبح فداء الإنسان بكبش إلى مذبح فداء الدين بأقدس إنسان في ذلك العصر.

بدَّل الحسين (عليه السلام) اتجاهه من مذبح سلوك الفرد لأجل كمال الفرد، إلى مذبح سلوك الجماعة لأجل كمال الجماعة.

لذا كما كانت الدعوة إلى تعظيم شعائر الحج الابراهيمي كانت الدعوة إلى تعظيم شعائر عاشوراء الحسين (عليه السلام) التي تتحقّق من خلال العناوين الآتية:

البكاء:
عن الإمام الرضا (عليه السلام): "على مثل الحسين فليبكِ الباكون، فإنَّ البكاء عليه يحطُّ الذنوب العظام"[6].

إنشاد الشعر:
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال لجعفر بن عفّان الطائي: "بلغني أنَّك تقول الشعر في الحسين عليه السلام وتجيد؟ قال: نعم، فأنشده، فبكى ومن حوله حتى سالت الدموع على وجهه ولحيته"[7].

وورد عنه أيضاً: "ما من أحد قال في الحسين عليه السلام شعراً فبكى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة وغفر له"[8].

زيارة الحسين (عليه السلام):
عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): "... ومن زاره يوم عاشورا [أي الحسين] فكأنما زار الله"[9].

عن الإمام الرضا (عليه السلام): "يا ابن شبيب إن سرّك أن تلقى الله ولا ذنب عليك فزر الحسين (عليه السلام)"[10].

وورد: "من اغتسل في الفرات ثم مشى إلى قبر الحسين عليه السلام كان له بكل قدم يرفعها ويضعها حجة متقبلة بمناسكها"[11].

عن الإمام الصادق (عليه السلام): "لو أنَّ أحدكم حج دهره، ثم لم يزر الحسين بن علي عليهما السلام لكان تاركاً حقا من حقوق رسول الله صلى الله عليه وآله"[12]. بل ورد: أن من ترك زيارة الحسين (عليه السلام) وهو يقدر عليها قد عقّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعقّ أهل بيته...[13]

لعن قاتليه:
عن الإمام الرضا:"يا ابن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنّة مع النبيّ فالعن قتلة الحسين"[14].

ذكر عطش الحسين (عليه السلام) عند شرب الماء:
ينقل داوود الرقي: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذا استسقى الماء فلما شربه رأيته استعبر، واغرورقت عيناه بدموعه، ثم قال لي: "يا داوود لعن الله قاتل الحسين... إني ما شربت ماء بارداً إلا وذكرت الحسين (عليه السلام)"[15].

تعزية المؤمنين بالمصاب الحسيني:
عن الإمام الباقر (عليه السلام): "ليعزِّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين (عليه السلام) وتقول: "عظّم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بالحسين (عليه السلام)، وجعلنا إياكم من الطالبين بثأره مع وليّه والإمام المهدي من آل محمد"[16].
الحضور في المجالس العزاء:
عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال لفضيل: "تجلسون وتحدثون؟ قال: نعم جعلت فداك، قال: إن تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيا أمرنا"[17].

إظهار الحزن:
عن الإمام الرضا (عليه السلام): " كان أبي إذا دخل شهر المحرَّم لا يُرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام..."[18].

وإظهار الحزن يكون من خلال لبس السواد رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، ويكون من خلال رفع الرايات السوداء في الشوارع والأبنية والساحات، ويكون من خلال اللطم على الإمام الحسين (عليه السلام).

إنّها أمور تدور حول الشكل والظاهر، إلا أنّها تحصّن القلوب أفراداً، وتحصّن المجتمع من الانحراف، وتُصحِّح مسار الأمُّة نحو الاتجاه الصحيح، متوليّةً حسين العصر، متبرئة من يزيد العصر.

سماحة الشيخ د. أكرم بركات

[1] الحج: 32
[2] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 67 ص 211
[3] روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه - محمد تقي المجلسي ( الأول ) - ج 12 ص 140
[4] البقرة: 158
[5] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 96 ص 190
[6] الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 190
[7] وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 593
[8] وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 594
[9] وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 469
[10] وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 417
[11] وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 485
[12] وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 428
[13] راجع: وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 429
[14] وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 417
[15] الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 205
[16] وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 14 ص 509
[17] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 44 ص 282
[18] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 44 ص 284

تمت المشاركة من تطبيق: خطباء المنبر الحسيني
#البكاء_على_الحسين

▪️شبكة المعارف الإسلامية
▪️آثار إقامة مجالس أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)



يقول الإمام الخميني(ره): "لو عُلِمت الأبعاد السياسية لإقامة العزاء، لأقام مجالسَ العزاء حتى المتغرّبون".

الآن، إذا أردنا أن ندرس آثار إقامة العزاء وأبعادها وأسبابها غير الدينية وننظر إلى هذه المجالس بنظرة تجريبية بغضّ النظر عن التشيّع والقرآن والروايات وننظر إلى هذه الظاهرة من خارج الدين ماذا نجد من نتائج؟ وإذا نظرنا إلى مجالس العزاء من وجهة نظر العلوم الإنسانية كالعلوم السياسية وعلوم النفس والعلوم التربوية، بماذا سوف نخرج من نتائج؟

يقول الإمام الخميني(ره): «لیعرف شعبنا قدر هذه المجالس؛ هذه المجالس التي تحافظ على حياة الشعوب. ولا سيما في أيام عاشوراء فليزيدوا من اهتمامهم... فلو عرفوا أبعاد هذه المجالس السياسية، لأقام مجالس العزاء حتى المتغرّبون، وذلك فيما إذا أرادوا مصلحة شعبهم وبلدهم» [صحيفة الإمام/ج16/ص347]، وقد عنى الإمام بكلمته هذه بعض ما يسمَّون بالمثقفين المتغربين الذين كانوا يخالفون إقامة العزاء، أو بعض المتغربين الذين لم يكونوا يدركون حكمة هذه الشعائر.

كان الإمام الخميني(ره) يعتبر إقامة العزاء عملا سياسيّا نافعا للمجتمع وله آثار سياسية عالية جداً. وأساسا يفترض للإنسان العارف بالسياسة أن يروّج إقامة العزاء. ينبغي للأساتذة المتخصصين وأصحاب شهادات الدكتوراه في العلوم السياسية وكذلك الطلاب الجامعيين أن يقدّموا مقالات علميّة في هذا المجال. وكذلك ينبغي للناشطين في مجالات العلوم النفسيّة والتربويّة أن يدرسوا الطاقة الإيجابية التي تنتشر في مجالس إقامة العزاء. وأنتم لا تجدون مثل هذه الطاقة في بيوتكم وبكائكم الفردي. حتى بغض النظر عن التعاليم الدينية ومعارفنا العقائدية نستطيع أن ندرك كم لهذه المجالس الحسينية من آثار قيّمة على الفرد والمجتع.

في احتفال تأبين جان بیاجیه (عالم النفس الشهیر) في ذكرى مرور مئة عام من ميلاده، تمت دعوة بعض علماء النفس الأجانب إلى إيران للحضور في هذا الاحتفال. فبعد انتهاء الاحتفال، ذهبوا بهؤلاء العلماء إلى حرم الإمام الرضا (عليه السلام) ليشاهدوا هذا المكان كأحد الأماكن السياحيّة في إيران. ولكنهم انجذبوا إلى هذا الحرم إلى درجة أنهم ما كانوا راغبين بالخروج منه. فعبّروا عن هذا المكان بهذا المضمون: يا له من مكان مفعم بالطاقة الإيجابية! هنا تتلطف نفسيات الناس! نحن نتلقى أمواج هؤلاء الناس وكم نشعر بالسعادة في هذا المكان!

ليست هذه الحقائق مما نحتاج أن نستشهد له بالروايات فقط إلى يوم القيامة، فإن عقلنا النظري والتجريبي أيضا يدركها جيدا. لقد أشار الإمام الخميني (ره) في أحد خطاباته إلى هذه الحقيقة وقال: «لماذا نرى الله سبحانه وتعالى قد أعدّ ثوابا عظيما لصبّ الدموع وحتى للدمعة الواحدة بل حتى للتباكي؟ لقد أصبحت تتضح القضية من بعدها السياسي، وإن شاء الله تتضح أكثر في المستقبل... بل المهمّ هو هذا البعد السياسي الذي خطط له أئمتنا في صدر الإسلام ليكون مستمرّا دائما وهو أن يكون اجتماع تحت راية واحدة وفكر واحد، ولا يستطيع عامل أن يؤثر في هذا الأمر مثل تأثير عزاء سيد الشهداء فيه»[صحيفة الإمام/ 16/ 343ـ345]

كان الإمام الخميني(ره) يؤكد على ضرورة مواكب العزاء وكان يعتبرها تظاهرات سياسية: «لا يزعمون أن هذه المواكب والمسيرات التي تسير في أيام عاشوراء، [ينبغي] أن نبدّلها إلى تظاهرات، إنها تظاهرات بحد ذاتها، ولكنها تظاهرات بمضمون سياسي. فليستمروا بها كما في السابق بل أفضل. ليستمروا بهذه اللطميات والقصائد نفسها فهي رمز انتصارنا. يجب أن تكون مجالس العزاء في جميع أنحاء البلد. فليقرأ الجميع وليبكِ الجميع» [صحيفة الإمام/11/99]

كان الإمام الخميني(ره) يرى أن إقامة العزاء نافعة لمصلحتنا، حتى مصلحتنا الدنيوية. وإلا فما هي حاجة الإمام الحسين (عليه السلام) لمجالس عزائنا؟ «لو بكينا إلى الأبد على سيد الشهداء، فلا ينفعه أبدا، ولكنه ينفعنا. لاحظوا نفعه الدنيوي فضلا عن نفعه الأخروي، وانظروا إليه من الناحية النفسيّة وأنه كيف يربط بين القلوب» [صحيفة الإمام/11/100]

إن إدراك عظمة إقامة العزاء وآثارها، لا يحتاج إلى إيمان وتدين:
إن هذه الأبحاث مما يمكن فهمها بالعلوم الإنسانيّة أيضا. إن هذه الأركان التاريخية والثقافية وهذه المواقف الزمانية والرجال الذين يجب أن نلوذ بهم، هي من الاحتياجات النفسانية للإنسان وللمجتمع الإنساني. ألا تدلّ الغفلة عن الأبعاد الدنيوية والآثار الروحية والنفسانية التي تتحفنا بها مجالس العزاء في هذه الدنيا وتناسي بركات هذه المجالس في هذه الدنيا على الرذالة والخباثة؟! وهل يستطيع الإنسان أن يتجاهل مثل هذه الحقائق العظيمة في حياة الإنسان؟
هل من المعقول أن تكتب مقالات كثيرة حول مواضيع تافهة أو غير مهمة، ولكن لا يتحقق شيء تجاه هذا الأمر العظيم؟! إن العالم النفساني المنصف لا يمرّ من هذا الموضوع مرور الكرام، بل يدرسه بدقّة، فإن إدراك عظمة مجالس العزاء وآثارها وبركاتها حتى لا يحتاج إلى إيمان وتديّن ومعنويّة ومحبة.

قد يكون أحيانا مفعول شهر محرم في تكاملنا المعنويّ أكثر من مفعول شهر رمضان:
وإن اجتزنا من هذا البعد، نصل إلى البعد المعنوي والأخلاقي لمجالس عزاء الحسين (عليه السلام). قد يكون أحيانا مفعول شهر محرم في تكاملنا المعنوي أكثر من مفعول شهر رمضان. لقد قال آية الله البهجة: «إن البكاء على مصائب أهل البيت (عليه السلام) ولا سيما سيد الشهداء (عليه السلام) هي من المستحبات التي قد لا يكون مستحب أفضل منها» [نکته های ناب/ص63]. حتى أن صلاة الليل التي اتفق جميع العرفاء على أن لا يمكن الوصول إلى درجة القرب الإلهي بدونها، مع ذلك يقول الشيخ بهجت (رض): «أظنّ أن فضل البكاء على سيد الشهداء (عليه السلام) أعظم من صلاة الليل» [در محضر بهجت/ج1/ص217]

وکذلك السيد القاضي له كلمات عجيبة وعالية جدا في هذا المجال. فقد نقل عنه أنه قال: «من المستحیل أن يصل الإنسان إلى مقام التوحيد عن غير طريق سيد الشهداء» [ز مهر افروخته/ص22] إن سريان هذا الفيض وهذه الخيرات يمرّ عن طريق سيد الشهداء وأمين الحسين (عليه السلام) وخادمه هو قمر بني هاشم أبو الفضل العباس (عليه السلام). وقد نقل عن السيد القاضي(ره) أنه قد وصل إلى ما وصل من المقامات والدرجات عن هذا الطريق. فقد قال: «کلّ ما لديّ فهو من زيارة سيد الشهداء والقرآن» [دریای عرفان/ص98]

فمن هذا المنطلق يبدو أن كلّ ثغراتنا الأخلاقيّة بسبب أننا لم نحي هذه العشرة الأولى من محرم كما ينبغي. دع أيّ ضعف وثغر تشكو منه في طوال سنتك وفي حياتك، وحاول أن تعوّض في هذه العشرة ولا تقصّر. فهل تزعمون أن شرّابي الخمور والشقاوات فقط يتحولون إلى إنسان آخر في مثل هذه الليالي؟! ألا ينبغي أن نتحول نحن أيضا وتزول مشاكلنا في دوافع بناء الذات وتطهير النفس؟!

فإن قام أحد من مائدة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) جائعا خائبا صفر اليدين، فمن له بعد في هذا العالم ليأخذ بيده؟! من شأن محرم أن يغيّر حالنا ويأخذ بأيدينا إلى الكمال. فلا ينبغي لنا أن نتخلف عن هذه المسيرة، فالحقوا بهذا القطار من هذه الليلة الأولى، فلعلّكم لا تستطيعون ركوبه في وسط الطريق.

سماحة الشيخ علي رضا بناهيان


تمت المشاركة من تطبيق: خطباء المنبر الحسيني
#البكاء_على_الحسين

▪️شبكة المعارف الإسلامية
▪️فضائل البكاء على الحسين وتأثيره وثوابه


أي الامور التي فضّل بها على غيره من الاعمال وزاد عليها.

وهي خمسة:
الاول: انه يصح ان يقال للمتصف بها: صلى لله عليك وصلوات الله عليك.
ففي الرواية النبوية، قال صلى الله عليه واله وسلم: " ألا وصلى الله على الباكين على الحسين رحمة وشفقة "، وهذا يحتمل الاخبار والدعاء واي كان فالمطلوب ثابت.

الثاني: انه قد يبلغ فضله الى فضل أصعب الأعمال وأحمزها.
وهو ذبح الولد قربانا لله تعالى، ويظهر ذلك من رواية عن الرضا عليه السلام وفيها ان ابراهيم النبي عليه السلام لما ذبح الكبش فداء، تمنى ان يذبح ولده لينال ارفع الدرجات.

فأوحى الله تعالى اليه بواقعة الحسين عليه السلام في كربلاء، فجزع وجعل يبكي، فأوحى الله تعالى اليه: قد فديت جزعك على ابنك اسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله، واوجبت لك ارفع درجات اهل الثواب على المصائب.

ومعنى قولنا: قد يبلغ، ان كل واحد لا يبلغ بذلك هذه المرتبة العظيمة الا من كان اعزاز الحسين عليه السلام عنده كإعزازه عند ابراهيم عليه السلام.
والوجه في هذا القيد ان في تلك الرواية: يا ابراهيم من احب خلقي اليك؟
قال: يا رب ما خلقت خلقا هو احب اليّ من حبيبك محمد صلواتك عليه وآله.
فاوحى الله تعالى اليه: يا ابراهيم هو احب اليك ام نفسك؟
قال: بل هو احب الي من نفسي.
قال تعالى: فولده احب اليك ام ولدك؟ قال: بل ولده.
قال الله سبحانه: فذبح ولده ظلما على ايدي اعدائه اوجع لقلبك او ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟
قال: ذبح ولده ظلما على ايدي اعدائه اوجع لقلبي.

فأوحى الله تعالى اليه عند ذلك بواقعة الطف فجزع لها، فأوحى الله تعالى اليه: قد فديت بمقدار اعزازك اياه.
فافهموا يا أيها الذين يجدون في انفسهم ان الحسين عليه السلام اعزّ من ولدهم، وان ذبحه على ما حكاه الله لخليله من انه يذبح كما يذبح الكبش ظلما اوجع لقلوبهم من ذبح اعز اولادهم قربانا لله تعالى.
فابشروا لانكم اذا جزعتم على الحسين عليه السلام فلكل جزع ثواب ذبح ولد قربانا لله تعالى.

الثالث: انه لا حد له من حيث القلة، ولكل عمل اقل مسمى لا يتحقق بدونه، ولا حد لثوابه من حيث الكثرة.

الرابع: وهو من العجائب انه اذا لم يتحقق في الخارج، ولكن تشبّه به حصل ثوابه يعني اذا لم يتحقق البكاء عنده فليتباك: أي يشبّه نفسه بمن يبكي.
فلينكّس رأسه مثلا، ويظهر صوت البكاء، وعلامات الرقة والتأثر، فيحصل له الثواب، وذلك حين يتحقق التباكي لله تعالى، لا ان يفعل ذلك ليرائي به الناس، فالتباكي هو عمل يشترط فيه الخلوص ايضا.

الخامس: انه فائق على جميع اقسام الايمان والاعمال الصالحات من جهات عديدة، قد ذكرنا بعضها، وسنبين بعضها في العناوين الاتية ان شاء الله تعالى.

* الخصائص الحسينية / اية الله التستري _ فصل البكاء وقضله.

تمت المشاركة من تطبيق: خطباء المنبر الحسيني
#البكاء_على_الحسين


▪️شبكة المعارف الإسلامية
▪️خواص مجالس البكاء على الحسين عليه السلام



الاولى: انه عليه السلام قال: من جلس مجلسا يحيي فيه امرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

الثانية: ان المجلس مصعد التسبيح فان نفس المهموم لهم عليهم السلام تسبيح.

الثالثة: انه محبوب للصادق عليه السلام، فهو محبوب لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وبالتالي محبوب لله تعالى.

الرابعة: ان المجلس منظر الحسين عليه السلام، فانه عن يمين العرش ينظر الى موضع معسكره ومن حل به من الشهداء وزواره ومن بكى عليه سلام الله تعالى عليه.

الخامسة: انه مشهد ملائكة الله تعالى المقربين، وذلك لما روي من ان جعفر بن عفان لما دخل على الامام الصادق عليه السلام قرّبه وادناه، ثم قال: يا جعفر قال: لبيك جعلني الله فداك.

قال: بلغني انك تقول في الحسين عليه السلام وتجيد، قال له: نعم جعلني الله فداك، قال عليه السلام: قل، فأنشده حتى بكى صلوات الله عليه، ومن حوله، وحتى سالت الدموع على وجهه ولحيته.

ثم قال: يا جعفر، والله لقد شهدت ملائكة الله المقربون هاهنا ليسمعوا قولك في الحسين عليه السلام، ولقد بكوا كما بكينا او اكثر، ولقد اوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعتك هذه الجنة بأسرها، وغفر الله لك.

ثم قال: يا جعفر، ألا ازيدك؟ قال: نعم يا سيدي.

قال: ما من احد قال في الحسين عليه السلام فبكى او ابكى الا واوجب الله تعالى له الجنة وغفر له.

السادسة: ان مجلس العزاء قبة الحسين عليه السلام، وذلك لان قبته ليست مختصة بالبنيان الخاص.

بل قبة الحسين عليه السلام الخضوع والخشوع ايضا، فكل مجلس خضوع، خصوصا لذكر الحسين عليه السلام، هو قبة الحسين عليه السلام.

فللمجالس تاثير قبة الحسين عليه السلام في اجابة الدعاء.

السابعة: انه معراج للباكي، فانه محل نزول صلوات الله تعالى، والرحمة الخاصة من الله تعالى بمغفرة الذنوب، ورفع الدرجات.

فاذا تحقق ذلك لباك واحد او لمتباك واحد من اهل مجلس عام لرجونا السراية للجميع من حيث ان المجلس كصفقة واحدة..

* الخصائص الحسينية / اية الله التستري_ فصل فضل المجالس.

تمت المشاركة من تطبيق: خطباء المنبر الحسيني
#البكاء_على_الحسين


▪️شبكة المعارف الإسلامية
▪️خصائص البكاء على الحسين عليه السلام


وهي على انواع :

النوع الاول:
ما يتعلق بالنجاة من العقاب والاهوال، وتفصيله في امور:

الامر الاول: خروج الروح عقبة عظيمة وهول شديد وعذاب أليم قال الامام علي عليه السلام: " وان للموت لغمرات هي افظع من ان تُستغرق بصفة، او تعتدل على عقول اهل الدنيا "، والبكاء على الحسين عليه السلام ينجي منه. قال الصادق عليه السلام قال لمسمع بن عبد الملك: يا مسمع انت من اهل العراق، اما تأتي قبر الحسين عليه السلام؟ قلت: لا، لان اعدائي النواصب كثيرون، فأخاف ان يرفعوا حالي عند الوالي فيمثلون بي. قال عليه السلام: أفما تذكر ما صُنع بالحسين عليه السلام؟ قلت: نعم، قال عليه السلام " أفتجزع؟ " قلت: اي والله وأستعبر، ويرى اهلي اثر ذلك عليّ، وامتنع من الطعام، قال عليه السلام: اما انك سترى عند موتك حضور آبائي لك، ووصيتهم ملك الموت بك ما تقرّ به عينك. " آه يا الله فارزقنا ذلك وهنئنا يا الله ربنا.

الامر الثاني: مشاهدة ملك الموت هول شديد وعقبة عظيمة مخوفة موحشة خصوصا لاهل المعصية. والبكاء على الحسين عليه السلام ينجي من هذا، فإن الصادق عليه السلام قال بعد ذلك القول لمسمع، فملك الموت ارق عليك من الام الشفيقة على ولدها، فهل تكون رؤية الام الشفيقة موحشة؟

الامر الثالث: النزول في القبر عذاب اليم، ومصيبة عظيمة، وعقبة مهولة، ولذا يستحب ان ينقل الميت بثلاث دفعات ليأخذ اُهبته. والبكاء على الحسين عليه السلام ينجي من ذلك لانه قد ورد في الروايات الكثيرة: ان السرور الذي تدخله في قلب المؤمن يخلق الله تعالى منه مثالا حسنا ليتقدم على الشخص في القبر ويتلقاه فيقول له: ابشر يا ولي الله بكرامة من الله تعالى ورضوان، ويؤمنه ويؤنسه حتى ينقضي الحساب. فإذا ادخلنا السرور على قلب نبي المؤمنين صلوات الله تعالى عليه واله، وعلى قلب امير المؤمنين عليه السلام، وعلى قلب الزهراء فاطمـة عليها السلام، وعلى قلب المجتبى الحسن عليه السلام، وعلى قلب سيد الشهداء الحسين عليه السلام ببكائنا، وسررناهم بذلك فانهم قد قالوا: ان ذلك صلة منكم لنا واحسان واسعاد، فكيف يكون حسن صورة المعاد الذي يُخلق من سرورهم؟! وكيف يكون جمال صورة خلقت من صفاتهم تلقانا عند دخول قبرنا وتؤنسنا؟!

الامر الرابع: البقاء في القبر والبرزخ عذاب أليم، ومصيبة عظيمة، وعقبة مهولة، أوما سمعت ما نقله امير المؤمنين عليه السلام عن لسان حال اهل القبور؟ كل آن: " تكاءدنا ضيق المضجع وتوارثنا الوحشة، وتهكمت علينا الربوع فانمحت محاسن اجسادنا، وتنكّرت معارف صورنا، وطالت في مساكن الوحشة اقامتنا، ولم نجد من كرب فرجا، ولا من ضيق متسعاً!....... ". الخ
والبكاء على الامام الحسيـن عليه السلام يُفرح الباكي عند الموت فرحة تبقى في قلبه الى يوم القيامة.

الامر الخامس: الخروج من القبر مصيبة عظيمة، وهول عظيم، وعقبة مهولة، قد بكى سيد الساجدين عليه السلام. فكان يبكي عليه السلام ويقول " ابكي لخروجي من قبري عريانا ذليلا حاملا ثقلي على ظهري، أنظر مرة عن يميني وأخرى عن شمالي، اذ الخلائق في شأن غير شأني، وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة، ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة وذلة ". والبكاء على الامام الحسين الشهيد صلوات الله تعالى عليه، يوجب الستر والعفة، وخفة الظهر من الثقل، فإذا كان الخوف من كون الوجه عليه غبرة ترهقه قترة وذلة. فقد ورد في الباكي على الحسين عليه السلام انه يخرج من قبره والسرور على وجهه والملائكة تتلقاه بالبشارة لما أعد الله تعالى له.

الامر السادس: إن زلزلة الساعة شيء عظيـم (، وهي الداهيـة العظمى، ولها مواطن ومواقف وحالات وشدائد، ولها اسماء عدة، على حسب الحالات التي فيها. فهي القيامة في حالة، والغاشية في اخرى، والساعة في حالة، والزلزلة في اخرى، والحاقة في صفة، والقارعة في اخرى، وهي يوم الفصـل في حالة، ويوم الدين في اخرى، ويوم العرض الاكبر، يوم الحساب، هي الطامة الكبرى، وهي الصاخة، هي الواقعة، هي يوم الفرار، هي يوم البكاء، يوم التناد، يوم التغابن، هي يوم الآزفة، هي يوم يكون الناس كالفراش المبثوث، ولا يسأل حميم حميما. والخلاص من كل هذه العقبات والمواقف يحتاج الى اعمال وصفات واحوال واخلاق ومجاهدات صعبة، وبذل للنفوس والاموال، وتهجدات وعبادات، وترك للراحة، وزهد في الدنيـا. والبكاء على الحسين عليه السلام يجيء بكل هذا، فإن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة الزهراء عليها السلام لما سألته عمن يبكي على ولدها الامام الحسين عليه السلام ومن يقيم عزاء له فأخبرها صلى الله عليه واله فقال لها " انه اذا كان يوم القيامة فكل من بكى على مصائب الحسين عليه السلام أخذنا بيده وأدخلناه الجنة. فمن أخذ بيد رسول الله المصطفى صلى الله عليه واله لا تقرعه القارعة، ولا تطّمه الطامة، ولا تجري عليه تلك الصفات، فهو ضاحك ولا تكون القيامة يوم بكائه.
وهو مستبشر بنعيم الجنة ليست القيامة يوم حزنه او خوفه، وهو آمن في يوم الفزع الاكبر وهو مرتاح في يوم التغابن - وهو في مجمع الحسين عليه السلام فلا يكون كالفراش المبثوث. والحسين عليه السلام يتفقد حاله فهو ذلك الحامي الحميم يسأل عن الباكي عليه والموالي والمتبع له والمحب والصادق معه، والمتعب نفسه لأجله قربة لله تعالى والخادم له عليه السلام.........الخ. فهو عليه السلام يسأل عليه وعن احواله، رحمة من رب العالمين.

الامر السابع: قراءة الكتب عند الحساب هول عظيم، فإن امام المتقين وسيد الصدّيقين عليا عليه السلام كان يخرج الى البراري في نصف الليل فينوح ويبكي عند تصور هذه الحالة.
ويقول: آه إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنت محصيها وأنا ناسيها، فتقول: خذوه، فياله من مأخوذ لا تنجيه عشيرته، فيبكي ويتململ تململ السليم، اي: الملدوغ *، حتى يقع مغشيا عليه صلوات الله تعالى عليه، كالخشبة اليابسة. والبكاء على الحسين عليه السلام ينفع عند قراءة الصحف، ونداء إقرأ كتابك، فإن الباكين عليه عليه السلام يكونون في ظل العرش مشغولين بحديث امامهم الحسين عليه السلام، والناس في الحساب.

الامر الثامن: العبور على الصراط هول عظيم، ولا بد من المرور عليه، فإنه (كان عل ربك حتماً مقضياً) والناس يمرون عليه مختلفين. فمنهم كالبرق، ومنهم حبواً سالماً، ومنهم الواقع في النار عند العبور عليه، والناس يتهافتون فيه كتهافت الفراش * (الفراش بالفتح جمع فراشة، وهو صغار البق يتهافت على النار) مع ان النبي المصطفى صلوات الله تعالى عليه وآله واقف يستغيـث بالله عز وجل: يا رب سلّم سلّم، لكن الباكي على الحسين عليه السلام يأخذ النبي صلى الله عليه واله بيده فيعبره وينجيه من عقباته كما في الروايات المعتبره.

الامر التاسع: الاخذ الى جهنم اعظم الاهوال، واشد افراد العقبات، وهوالفزع الاكبر. والبكاء على الحسين عليه السلام يدفعه، كما في الروايات المعتبرة.

الامر العاشر: الوقوع في النار اعظم البليات، وافظع العقوبات، وهو مما لا تقوم له السماوات والارض. لكن البكاء على الامام الحسين الشهيد عليه السلام ينجي منه، والقطرة منه مطفئة لحرها، كما في الرواية. وهو كناية عن خروج الباكي المستحق للنار منها.

النوع الثاني:
ما يتعلق بتكفير الخطيئات وفي الروايات الكثيرة ان القطرة تكفر ما كان بقدر زبد البحر وعدد النجوم.

النوع الثالث:
ما يتعلق بحسن الحالات، ولا حالة احسن من ان يُنال دعاء النبي محمداً صلى الله عليه وآله وسلّم، والوصي المرتضى علي، والزهراء البتول، والحسن والحسين عليهم السلام اجمعين، وهذه حالة تحصل بالبكاء على الحسين الغريب الشهيد عليه السلام.

النوع الرابع:
ما يتعلق بحصول اجر الجنات، وقد ورد في الروايات ان اجر كل قطرة ان يبوءه الله تعالى بها الجنة حقبا، كناية عن الدوام والخلـود.

النوع الخامس:
ما يتعلق برفع الدرجات، ولا درجة اعلى من درجة افضل المخلوقات، واهل بيته الائمة الهداة صلوات الله تعالى عليهم اجمعين.

وقد ورد في الباكي على الامام الحسين عليه السلام انه يكون معهم في درجتهم، والى مثل ذلك فليرغب الراغبون، وليتنافس المتنافسون، ولنستبق الى الخيرات هذه الواضحة الطريق .

* الخصائص الحسينية /اية الله التستري _ فصل البكاء وخواصه.

تمت المشاركة من تطبيق: خطباء المنبر الحسيني
قسم المحاضرات/خطباء المنبر الحسيني pinned «خطباء المنبر الحسيني -تلغرام قسم المحاضرات فهرس📚 (اضغط على الهاشتاغ وحرك بالاسهم صعوداً ونزولاً) #الرسول_الاكرم #الامير #السيدة_الزهراء #الامام_المجتبى #الامام_الحسين #الامام_السجاد #الامام_الباقر #الامام_الصادق #الامام_الرضا #الامام_الجواد #السيدة_زينب…»
#أخلاق
#الامر_بالمعروف_والنهي_عن_المنكر



🍃شبكة المعارف الإسلامية
🍃الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


يقول الله تعالى في محكم كتابه:

1- ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾(آل عمران:104)

2- ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾(آل عمران:110)

3- ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾(التوبة:71)

تمهيد

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهمّ الفرائض الإسلاميّة، حيث يهدف إلى إصلاح المجتمع الإنسانيّ والحفاظ على الشريعة الإسلاميّة من التمزيق والتبديل، فالنهي عن المنكر يُحصّن الفرد والمجتمع والأمّة من الانحرافات السلوكيّة والروحيّة، والأمر بالمعروف يُكسب الفرد والمجتمع والأمّة الفضائل السلوكيّة والروحيّة.

وهو ضمانة بقاء تعاليم الدِّين وقيمه حيّة، فبه انتشر الدِّين الإسلامي في أصقاع الأرض، وبه أُقيمت أركان الدِّين وفروعه.

وهذا ما يؤكِّده كثير من الآيات والروايات، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "قوام الشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود"1.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب الفلاح

وقد اهتمَّ القرآن الكريم بهذه الفريضة؛ قال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾2.

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أخلاق الله سبحانه، فعن أمير المؤمنين عليه السلام: "إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لخلقان من خلق الله سبحانه"3.

وماذا يعني أنّهما خلقان من أخلاق الله سبحانه؟

الجواب: إنّ في صفات الله سبحانه أنّه يأمر بالمعروف كما قال في كتابه الكريم: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾4.

وقال أيضاً: ﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ﴾5.

وفي المقابل خلق الشيطان هو عكس خلق الله سبحانه حيث إنّ الشيطان يأمر بالفحشاء وفعل السيّئات، يقول سبحانه: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاء﴾6.

ويقول تعالى: ﴿وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾7.

وسمة المنافقين الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، يقول تعالى: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ﴾8.

فإذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلق الله، وعكسه خلق الشيطان والمنافقين فحريٌّ بنا أن نكون متخلِّقين بأخلاق خالقنا وتاركين لأخلاق أعداء الله وأعدائنا الشياطين والمنافقين.

دور الأنبياء والأئمّة عليهم السلام والصالحين:

وقد تخلّق الأنبياء العظام والأئمّة عليهم السلام والصالحون بأخلاق الله، فكانوا المصلحين والآمرين بالمعروف والعدل والناهين عن المنكر والظلم.

فعن أمير المؤمنين عليه السلام "واصطفى سبحانه من ولده (آدم) أنبياء أخذ على الوحي ميثاقهم وعلى تبليغ الرسالة أمانتهم"9.

و عنه عليه السلام: في خصوص الرسول " "بلّغ عن ربّه معذراً ونصح لأمّته منذراً"10.

وعنه في خصوص نفسه عليه السلام: "وما أردت إلّا الإصلاح ما استطعت.."11.

وكذلك أبناء أمير المؤمنين المعصومين عليهم السلام كانوا حاملين لواء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمثال الأوضح الإمام الحسين الشهيد عليه السلام ملهم الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ومقولته الشهيرة ما تزال تصدح إلى يومنا الحاضر: " وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي " أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.. "12.

أمّا الصالحون فيحدّثنا التاريخ عن بطولاتهم في هذا الميدان، والمثال الأبرز في عصرنا الإمام الخمينيّ رحمه الله حيث حمل لواء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فبدّل دولةً من المنكر إلى المعروف، بإسقاط الشاه رمز المنكر والفساد وإقامة الجمهوريّة الإسلاميّة.

وهل هذه الوظيفة ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ خاصّة الأنبياء والأئمّة عليهم السلام والعلماء؟
طبعاً لا فكلُّ إنسان مؤمن هو مأمور بهذه الفريضة، كلٌّ حسب استطاعته، ولا ينبغي ترك هذه الفريضة وإلّا انتشر الفساد والمنكر.

يقول تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾13.

انتشار المنكر والفساد

لقد حذّر نبيُّنا صلى الله عليه وآله وسلم وأئمّتنا عليهم السلام من انتشار المنكر والفساد، لما يحمل ذلك من تبعات خطيرة على الأمّة في الدنيا والآخرة.

فعن أمير المؤمنين عليه السلام من قلب متوجِّع: "فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، ظهر الفساد، فلا منكر مغيّر، ولا زاجر مزدجر، أفبهذا تريدون أن تُجاوروا الله في دار قدسه، وتكونوا أعزّ أوليائه عنده؟ هيهات! لايُخدع الله عن جنّته"14.

وهذا الحديث ينطبق على عصرنا أيضاً، فقد انتشر المنكر والفساد وليس هناك من يُنكر إلا قليل من المؤمنين، وقد قلَّ المعروف وليس هناك من يأمر إلّا قليلٌ من الصالحين!

فليتحمّل كلُّ واحدٍ منّا مسؤوليّته حسب استطاعته، حتّى لا يعمّنا غضب الله.

يقول تعالى: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾15.

وعن أمير الكلام عليّ عليه السلام في النهج الشريف "وإنّما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمّهم الله بالعذاب لما عمّوه بالرضى"16.

ولكنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس أمراً عشوائيّاً فوضويّاً بلا قاعدة ونظام، بل هناك أسس ينبغي مراعاتها:

مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

إنّ توجيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى الآخرين ثقيل جدّاً عليهم، لأنّ ذلك يجعل المأمور والمنهي في موقع التخطئة والتقريع، الأمر الّذي يخدش عزّته وكبرياءه ويؤذي نفسه. يقول لقمان "إنّ الموعظة تشقّ على السفيه كما يشقّ الصعود على الشيخ الكبير"17.

من هنا علينا معرفة مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقاعدة الأوّلية هي الرفق والكلمة الطيّبة، يقول تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾18.

1ـ فلنختر الكلمة الطيّبة الرفيقة ما وسعنا ذلك، كما يقول الأمير عليه السلام: "وارفق ما كان الرفق أرفق"19.

2ـ وعلينا بالتودُّد: "فالتودُّد نصف العقل"، وذلك بالبشاشة: "والبشاشة حبالة المودّة"20.

إذا لم تنفع هذه الخطوة والمرتبة نأتي إلى مراتب أخرى ذُكرت في الكتب الفقهيّة، وهي النهي باللسان فإن لم ينفع فالنهي باليد.

ولكن إذا لم تنفع كلّ المراتب ينبغي الإنكار القلبيّ الّذي يعني عدم الرضى وبغض المعصية والمنكر، وهذا الإنكار هو أضعف إنكار.

وحذارِ أن لا نُنكر ولو قلباً وإلّا أصبحنا راضين عن المنكر فيعمّنا غضب الله.

فعن الإمام علي عليه السلام: "من استحسن قبيحاً كان شريكاً فيه"21.

وعنه عليه السلام: "الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم، وعلى كلِّ داخل في باطل إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضى به"22.

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لقد أوحى الله فيما مضى قبلكم إلى جبرئيل فأمره أن يخسف ببلد يشتمل على الكفَّار والفجَّار، فقال جبرئيل: يا ربّ اخسف بهم إلّا بفلان الزاهد؟... فقال الله تعالى: بل اخسف بهم وبفلان قبلهم، فسأل ربّه، فقال ربّ عرّفني لم ذلك وهو زاهد عابد؟ قال: مكّنت له وأقدرته فهو لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، وكان يتوفّر على حبِّهم... فقالوا: يا رسول الله فكيف بنا ونحن لا نقدر على إنكار ما نُشاهده من منكر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر أو ليعمّكم الله بعذاب. ثمّ قال: من رأى منكراً فلينكره بيده إن استطاع، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، فحسبه أن يعلم الله من قلبه أنّه لذلك كاره"23.

وعن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ الله بعث ملكين إلى أهل مدينة ليقلباها على أهلها فلمّا انتهيا إلى المدينة وجدوا فيها رجلاً يدعو ويتضرَّع... فعاد أحدهما إلى الله، فقال: يا ربّ إنّي انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلاناً يدعوك ويتضرَّع إليك، فقال الله عزّ وجلّ: إمض لما أمرتك به، فإنَّ ذا رجل لم يتمعّر24 وجهه غيظاً لي قطّ"25.

صفات الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر

1ـ العلم بما يأمر وينهى

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلّا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر به، رفيق فيما ينهى عنه، عدل فيما يأمر به، عدل فيما ينهى عنه، عالم بما يأمر به، عالم بما ينهى عنه"26.
نستنتج من قول رسول الله " أنّ على الآمر والناهي أن يكون عالماً بالمعروف والمنكر ليأمن من الخطأ.

فكيف للجاهل أن يُعلِّم، ففاقد الشيء لا يُعطيه، والجاهل يُفسد أكثر ممّا يُصلح.

2ـ مؤتمراً بما يأمر منتهياً عمّا ينهى:

من صفات الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، أن يكون مؤتمراً بما يأمر منتهياً عمّا ينهى حتّى يؤثِّر كلامه في الآخرين.

يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ﴾27.

وقال سبحانه: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾28.

ويقول أمير المؤمنين عليه السلام: "وانهوا عن المنكر وتناهوا عنه، فإنّما أُمرتم بالنهي بعد التناهي"29.

ويقول لقمان لابنه: "يا بنيّ... وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، وابدأ بنفسك"30.

يقول الشاعر:

يا أيُّها الرَّجل المعلِّم غيره هلّا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدّواء لذي السقام وذي الضنى كيما يصحُّ به وأنت سقيم
وأراك تُصلح بالرشاد عقولن أبداً وأنت من الرشاد عقيم
لا تنهَ عن خُلق وتأتيَ مثله عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيِّه فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك يُقبل ما وعظت ويُقتدى بالعلم منك وينفع التعليم


ومَثَلُ الآمر والناهي غير المأتمر والمنتهي كما قال لقمان وهو يعظ ابنه: "يا بنيَّ، لا تأمر الناس بالبّر وتنسى نفسك، فيكون مثلك مثل السراج يُضيء للناس ويُحرق نفسه"31.

ولقد "لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له والناهين عن المنكر العاملين به"32 كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام. وقد كان أنبياء الله والأئمّة عليهم السلام قدوة بالعمل قبل أن يقولوا فعن الأمير عليه السلام: "أيّها الناس إنّي والله، ما أحثّكم على طاعة إلّا وأسبقكم إليها، ولا أنهاكم عن معصية إلّا وأتناهى قبلكم عنها"33 .

3ـ الرفق:

ينبغي أن يكون الآمر والناهي رفيقاً، هدفه هداية الناس ونصحهم، لا تقريعهم وإحراجهم، وتنفيس غيظه وغضبه، فعليه أن يكون ناصحاً لا موبِّخاً.

ختام الحديث: بعد هذا العرض الوجيز لأهميّة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولما يترتّب من أثر سيّء على تركها، في الدنيا والآخرة، ينبغي علينا أن نُقيم هذه الفريضة العظيمة، الّتي بها حياة أمّتنا وتطوّرها وارتقاؤها وتكاملها، وأن نتحلّى بصفات الآمرين الحقيقيّين، حتّى يكون لكلامنا أثره، ولفعلنا قبل كلامنا تأثيره.
1- ميزان الحكمة، ج 6، ص 255.
2- سورة آل عمران، الآية: 104.
3-نهج البلاغة، خطبة 156.
4-سورة النحل، الآية: 90.
5-سورة الأعراف، الآية: 29.
6-سورة البقرة، الآية: 268.
7-سورة البقرة، الآيتان: 168و 169.
8-سورة التوبة، الآية: 67.
9-نهج البلاغة، الخطبة: 1.
10-نهج البلاغة، الخطبة: 109.
11-م. ن، كتاب: 28.
12- بحار الأنوار، ج 44، ص 330.
13- سورةالتوبة،الآية: 71.
14- نهج البلاغة، الخطبة: 129.
15-سورة المائدة، الآيتان: 78 و 79.
16- نهج البلاغة، ج2، ص181.
17- نصائح لقمان لابنه، العلّامة المجلسي، المحجّة البيضاء، ص 44.
18-سورة النحل،الآية: 125.
19-نهج البلاغة، كتاب 46.
20-م.ن، قصار الكلمات 142.
21- م. ن، قصار الكلمات: 6.
22- بحار الأنوار، ج 75، ص 82، ح 79.
23- بحار الأنوار، ج 14، ص 509، ح 37.
24-في نسخة: لم يتغيّر.
25- بحار الأنوار، ج 60، ص 213، ح 48.
26-م.ن، ج 97، ص 87، ح 65.
27- سورة الصف، الآية: 2.
28-سورة البقرة، الآية: 44.
29-نهج البلاغة، الخطبة: 105.
30- حكم لقمان، محمد الري شهري، ص 36.
31-حكم لقمان، محمد الري شهري، 126.
32-نهج البلاغة، الخطبة: 129
33- م. ن، الخطبة، 175.
#أخلاق
#جهاد_التبيين

🍃شبكة المعارف الإسلامية
🍃جهادُ التبيين


رويَ عنْ رسولِ اللهِ (ص): «أقرَبُ النّاسِ مِن دَرَجَةِ النُّبُوَّةِ أهلُ الجِهادِ، وأهلُ العِلمِ»[1].

لقدْ كانتْ وظيفةُ الأنبياءِ والرسلِ (عليهمُ السلام) بيانَ الحقِّ للناسِ، وهدايتَهم إلى الرشاد، قالَ تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾[2]. ولذلك، كانَ الأنبياءُ مِنْ أقربِ الناسِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ. ولكونِ العلماءِ ورثةَ الأنبياءِ، كانَ أهلُ العلمِ أقربَ مِنْ درجةِ النبوّةِ؛ لأنَّهم يؤدُّونَ دورَ التبيينِ للناس.

والتبيينُ يصبحُ جهاداً عندما يكونُ في مواجهةِ عدوٍّ يريدُ تزييفَ الحقائقِ وإضلالَ الناس، يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دامَ ظلُّه): «الجهادُ يعني بذلَ الجُهدِ في مواجهةِ العدوّ. ليسَ كلُّ جهدٍ جهاداً. ثمّةَ كثيرونَ يبذلونَ الجهود، يبذلونَ جهوداً علميّةً كبيرة، يبذلونَ جهوداً اقتصاديّة... هذا أمرٌ جيِّدٌ، وفي مكانِه، لكنَّه ليسَ جهاداً؛ الجهادُ يعني جهداً فيه استهدافٌ للعدوّ. هذا هو الجهاد».

ولذلكَ يؤكِّدُ الإمامُ الخامنئيُّ (دامَ ظلُّه) أنّ على الجميعِ القيامَ بهذا الدور: «أَولُوا أهمّيّةً لقضيّةِ التبيين. ثمّةَ حقائقُ كثيرةٌ ينبغي تبيينُها. في مواجهةِ هذه الحركةِ المظلَّلةِ التي تتدفَّقُ مِنْ مئةِ اتجاهٍ للتأثيرِ على الرأيِ العامّ، فإنَّ حركةَ التبيينِ تُحبِطُ مؤامرةَ العدوِّ وحركتَه. إنَّهُ بمنزلةِ الواجبِ على كلِّ واحدٍ منكُم أن تنيروا ما حولَكم كالمصباح».

وفي معرِضِ حديثِه عنْ جهادِ التبيين، يذكُرُ الإمامُ الخامنئيُّ (دامَ ظلُّه) أنَّ نضالَ الأئمّةِ (عليهمُ السلام) الأساسُ فيهِ كانَ مسألةَ التبيين:

«ما نوعُ جهادِ الأئمَّةِ (عليهمُ السلام)؟ لم يكنْ جهادُ الأئمّةِ (عليهمُ السلام) عسكريّاً باستثناءِ بعضِهم -أميرِ المؤمنينَ، والإمامِ الحسنِ المجتبى، والإمامِ الحسينِ (عليهمُ السلام) - قاتَلوا بالسيفِ فقط، وبقيّةُ الأئمّةِ (عليهمُ السلام) الذينَ لم يقاتلوا بالسيف، ماذا كانَ جهادُهم؟ «جهادَ التبيين». إنّني أكرِّرُ دائماً: التبيينُ أو جهادُ التبيين؛ بيِّنوا ونوِّروا».

ولذلك، الوظيفةُ اليومَ هي التبيينُ وكشفُ الحقائق، وهو سلاحُنا الفعَّالُ والمؤثِّرُ في مواجهةِ إمبراطوريّةِ «قَلْبِ الحقائق» التي تريدُها الولاياتُ المتّحدةُ الأمريكيّةُ للسيطرةِ على الدُوَل، ونهْبِ ثرواتِها، وتضليلِ الرأيِ العامّ.

وجهادُ السيِّدةِ زينبَ (عليها السلام) منذَ مسيرِها مَعَ الإمامِ الحسينِ (عليه السلام)، وبعدَ شهادتِه، كانَ مِنْ أبرزِ مصاديقِ جهادِ التبيين. ويشهدُ لذلكَ كلامُها في مختلفِ المواطنِ، ولا سيَّما في الكوفةِ والشام، يقولُ الإمامُ الخامنئيُّ (دامَ ظلُّه): «زينبُ الكبرى (عليها السلام) سيّدةٌ بارزةٌ في تاريخِ البشريّة، لا في تاريخِ الإسلامِ فحسب. حقّاً هي فريدة. تلك الإنسانةُ العظيمة [مصداقُ قولِ الشاعر]: «لا تقلْ هي امرأةٌ، فَيَدُ اللهِ مَعَها». ونحنُ قلَّما نجدُ إنساناً -رجلاً كانَ أو امرأة- يستطيعُ أنْ يخوضَ غمارَ الميادينِ الصعبةِ بهذِه القوّةِ والصلابة، كما خاضتْهُ تلكَ الإنسانة».

[1] المتّقي الهنديّ، كنز العمال، ج4، ص310.
[2] سورة إبراهيم، الآية 4.
#أخلاق
#جهاد_التبيين

🍃جهاد التبيين: مسؤوليّتنا جميعاً(*)

سماحة السيّد حسن نصر ال..(حفظه الله)


أثار الإمام الخامnئيّ دام ظله، في السنوات الماضية، أهميّة جهاد التبيين، وبات سماحته يطرح هذا الموضوع كثيراً في الآونة الأخيرة، فلا يعدّه أمراً مستحبّاً، وإنّما ينظر إليه كأمر واجب وضروريّ وفوريّ، غير قابل للتأجيل.

وليس جهاد التبيين مسألة جديدة وطارئة، وإنّما تمتدّ جذوره إلى أكثر من ألف عام، حيث مارسه الأنبياء والأئمّة عليهم السلام، وهو ما سنتعرّف إليه في هذا المقال.

أوّلاً: الأنبياء عليهم السلام ومهام جهاد التبيين
1. التبيين المهمّة الأساسيّة: إنّ العمل الأوّل والأساسيّ للأنبياء والرسل عليهم السلام هو تبيين الحقائق والوقائع للناس، وهذا ما يبيّنه الله سبحانه وتعالى في قوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (إبراهيم: 3)؛ فالأنبياء عليهم السلام كانوا يأتون إلى الناس بدعوة الحقّ، فيبيّنون لهم الحقائق والوقائع، ويدعونهم إلى عبادة الله الواحد، لا الكواكب والأصنام والأخشاب والحيوانات، لما فيه نجاتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة.

2. مهمّة عسيرة: لم تكن مهمّة الأنبياء عليهم السلام سهلة وبسيطة، بطبيعة الحال، وإنّما كان ثمّة من يعترض طريقهم في نشر دعوة الحقّ، ويواجههم، ويتصدّى لهم بشتّى الأشكال، وصولاً إلى استخدام العنف والقتل. ولهذا السبب، يعدّ هذا العمل نوعاً من أنواع الجهاد؛ لأنّه ليس عملاً تبليغيّاً ودعويّاً وثقافيّاً عاديّاً وبسيطاً، إنّما هو عمليّة جهاد، بسبب ما يتطلّبه من تضحيات ومشقّة وتعب؛ فلم يكن من السهل على كلّ نبيّ من الأنبياء عليهم السلام أن يأتي إلى قوم أو مجتمع ألِف عبادة الأصنام لمئات السنين، ويقول له أنّ هذه الأصنام التي يعبدها لا قيمة لها، وهي لا تنفع ولا تضرّ، ولا تحيي ولا تميت، لا بل كان يدعوهم إلى عبادة الإله الواحد، وهذا الأمر كان يستغرق وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً.

وكان الأنبياء عليهم السلام يقفون أيضاً في وجه ثقافة المجتمع السائدة آنذاك، التي كان يستغلّها الحكّام والطبقات الغنيّة في تلك المجتمعات، والتي كانت تقوم على التمييز العرقيّ والعنصريّ، والتمييز بين الجنسين، وكذلك التمييز على أساس اللون، واللغة، والغنى والفقر، والقوّة والضعف.

3. ثباتٌ وقوّةٌ: كان من الطبيعيّ أن يقف هؤلاء الطغاة في وجه تلك الدعوات، وهذا ما أدركه جيّداً الأنبياء عليهم السلام جميعهم، الذين كانوا يدخلون في تحدٍّ كبير قاسٍ وعنيف لتحقيق الغايات التي جاؤوا من أجلها. الأمر الذي كان يتطلّب جرأة وشجاعة، وهو ما تحلّى به أنبياؤنا جميعاً، حتّى يتمكّنوا من الوقوف في وجه هذه الموجة العاتية، وفي وجه هؤلاء الفراعنة والنماردة والطواغيت والطبقة الحاكمة المستبدّة الظالمة؛ فلم يخافوا، أو يتزلزلوا، أو يتراجعوا أمام أيّ ترغيب أو ترهيب أو تعذيب أو تهديد بالقتل. وقد واجه أنبياؤنا عليهم السلام شتّى أنواع الترهيب والتعذيب، مع العلم أنّهم لم يحملوا سيفاً في وجه أحد، وإنّما كان سلاحهم جهاد التبيين؛ فتعرّضوا للشتائم والإهانات، والاتّهام بالسحر والجنون، كما حصل مع النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، وتعرّضوا كذلك للأذى الجسديّ، وصولاً إلى طردهم من قراهم وعزلهم، فضلاً عن محاولات قتلهم، كما حصل مع النبيّ إبراهيم عليه السلام، عندما رُمي في النار.

والأمر نفسه حصل أيضاً مع أتباع الأنبياء عليهم السلام وأصحابهم، فقُطّعت أيديهم وأرجلهم ليتراجعوا عن مواقفهم، وقُرّضوا بالمقاريض، والأمثلة على ذلك كثيرة في كتب التاريخ. ومع ذلك كلّه، لم يستسلم أنبياؤنا وأتباعهم، ولم يتراجعوا عن إيمانهم، لا بل ثبتوا على مواقفهم العقائديّة والإيمانيّة والفكريّة.

ثانياً: الحركة الحسينيّة وجهاد التبيين
1. التبيين عنوان الحركة الحسينيّة: الحركة الحسينيّة، أيضاً، حركة إيمانيّة وجهاديّة منذ اللحظة الأولى التي وقف فيها الإمام الحسين عليه السلام في قصر الأمير الأمويّ في المدينة رافضاً البيعة ليزيد، وقائلاً كلمته المعروفة. لقد كان جهاد التبيين عنواناً كبيراً لهذه الحركة من بدايتها إلى نهايتها؛ أي منذ اتّخاذ القرار في المدينة وحتّى الشهادة وما بعدها. فالإمام الحسين عليه السلام كان يعلم منذ اللحظة الأولى لخروجه من المدينة إلى أين هو ذاهب والمصير الذي ينتظره. كان على علم واضح جدّاً بالمكان والزمان والعدوّ والأحداث، وكان يعلم أنّه ماضٍ وصحبه إلى الشهادة.

لقد قام الإمام الحسين عليه السلام من أجل أن يحقّق مجموعةً من الأهداف.
ولو انتهى الأمر عند دفن أجساد الشهداء الطاهرة بعد معركة كربلاء في العاشر من محرّم، ولم تقم السيّدة زنيب عليها السلام والإمام زين العابدين عليه السلام بنقل كلّ ما حصل في تلك المعركة، فضلاً عن شرح أهدافها، ونقل الوقائع وتبيينها، إلى كلّ البشريّة في ذاك الزمان، وإلى كلّ الأجيال الآتية إلى قيام الساعة، فلو حصل ذلك كلّه، لما حقّقت ثورة الحسين عليه السلام أهدافها، ولما وصلنا شيء منها أبداً؛ لأنّ هذه الثورة لم تنته بعد مصرعه عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، وإنّما بدأت بعد هذه الشهادة المباركة بمهمّة جهاد التبيين.

2. قائدٌ حكيمٌ: كان الإمام الحسين عليه السلام يدرك جيّداً أنّه بحاجة إلى قائد حكيم ومخلص يؤدّي مهمّة عظيمة وخطيرة وجوهريّة، يتوقّف عليها كلّ الإنجاز، ومن دونها تضيع الدماء والأجساد، وهي مهمّة التبيين. ما كان يقتضي أن يتحلّى ذاك القائد بالفهم والمعرفة والبيان والبلاغة والفصاحة والبصيرة، والشجاعة والصلابة حتّى يكون قادراً على الثبات في المواقف الصعبة والمهولة التي سيشهدها أمام عينيه، وأن يكون مدركاً لأهداف الثورة الحسينيّة، فضلاً عن قدرته على مخاطبة العقول والقلوب والتأثير عاطفيّاً في الناس. وكان يجب أيضاً أن يحظى بمكانة اجتماعيّة مرموقة بين الناس حتّى يصغوا إليه باحترام، ويؤثّر فيهم. فضلاً عن ذلك، كان الإمام عليه السلام يدرك أيضاً أنّه بحاجة إلى ضمانة كي لا يُقتل ذلك الشخص، وحتّى يقوم بالمهمّة المطلوبة منه، وهذه الضمانة تقتضي أن يختار امرأة لتأدية هذا الدور؛ لأنّ المنطق في ذلك الوقت كان يقضي أن لا يُقدم هؤلاء على قتل امرأة.

3. خطّةٌ مدروسةٌ: إنّ مرافقة السيّدة زينب عليها السلام لأخيها الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء في تلك الرحلة الخطيرة، وتركها لزوجها وعائلتها، لم يكن لأسباب أخويّة وعاطفيّة وعائليّة، وإنّما كان قراراً ينطلق من خطّة مدروسة وتدبير إلهيّ له علاقة بالمهام الموكلة لهذين العظيمين في حادثة كربلاء، الحسين وزينب عليهما السلام. لا بل نستطيع أن نقول أكثر من ذلك، إنّ السيّدة زينب عليها السلام أُعدّت، منذ طفولتها، وهُيئت وعُلّمت وثُقّفت ورُبيّت وجُهّزت لهذه المهمّة الإلهيّة العظيمة التي كان يتوقّف عليها حفظ الإسلام إلى قيام الساعة، وعندما أنجزت المهمّة غادرت هذه الحياة.

وإنّ مجرّد انتقال موكب السبايا من مكان إلى آخر، كان كافياً ليُحدث هزّة كبيرة لدى الناس، الذين اكتشفوا أنّ هؤلاء السبايا هنّ بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ بن أبي طالب عليه السلام وفاطمة الزهراء عليها السلام، وزوجات الحسن والحسين عليهما السلام.

أمّا التأثير الأقوى، فكان في الكوفة، عندما وقفت السيّدة زينب عليها السلام صلبةً شامخةً أمام عبيد الله بن زياد الذي سألها: "كيف رأيت صنع الله بأخيك؟"، فأجابته بتلك الإجابة المدوّية، التي لا تزال أصداؤها إلى يومنا هذا: "ما رأيتُ إلّا جميلاً"(1). وكذلك الأمر في مجلس يزيد في دمشق، حيث وقفت أيضاً قويّة راسخة أمام الطاغية يزيد وهي تخطب ببلاغة أبيها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، والجميع يصغون إليها ويبكون من شدّة تأثّرهم.

ثالثاً: مسؤوليّتنا في جهاد التبيين
1. مسؤوليّةٌ جماعيّةٌ: عندما نأتي إلى زماننا المعاصر، نجد أنّ المقاومة مارست جهاد التبيين أيضاً، على مدى أربعين عاماً، من خلال علمائنا ومشايخنا وإخواننا وأخواتنا، الذين لعبوا دوراً مهمّاً في تلك المرحلة في الدعوة إلى المقاومة والتأييد لها ومساندتها، ويأتي في مقدّمتهم الإمام الخmينيّ قدس سره والسيّد عبّاس الموسويّ والشيخ راغب حرب (رضوان الله عليهما) وغيرهم الكثير. فالمqاومة ليست عملاً مسلّحاً فقط، وهي ما كانت لتستمرّ وتتعاظم وتكبر لولا جهاد التبيين.

أمّا نحن، فكيف نستفيد من جهاد التبيين؟ وما هي مسؤوليّاتنا تجاهه؟

يقول الإمام الخامnئيّ دام ظله: إنّ جهاد التبيين هو واجب حتميّ وفوريّ، بمعنى أنّه يجب عدم تأجيله، بل القيام به في وقته حتّى يقوم بالتأثير المطلوب.

وهو أيضاً مسؤوليّتنا كلّنا، فعلى الجميع: من علماء، وخطباء، وأساتذة، ومثقّفين، وشعراء، وأدباء، وفنّانين، وكتّاب، ورجال، ونساء، وشباب، وشابّات، وغيرهم أن يبيّنوا ويشرحوا ويوضّحوا للآخرين، كلّ ضمن دائرة علاقاته ومحيطه، وحسب قدرته في التأثير على الآخرين. إنّها مسؤوليّة كبيرة على عاتقنا، خصوصاً في هذا الزمن الخطير الذي نعيشه، في ظلّ ما تقوم به قوى الكفر والاستكبار والطغيان والاستبداد والنهب العالميّ، التي لا توفّر مالاً ولا سلاحاً ولا تهديداً لتحقيق أهدافها الشيطانيّة، سواء بالحصار أو بالعقوبات أو بالتجويع، وعبر استخدام وسائل الإعلام والإنترنت والمال.
2. مواجهة مخطّطات الإفساد: إنّنا جميعاً، شعوب هذه المنطقة، مستهدفون في تلك المخطّطات، التي لا تسعى وراء تحقيق أهداف سياسيّة وعسكريّة وعقوبات اقتصاديّة فقط، وإنّما تعمل أيضاً، وخصوصاً الولايات المتّحدة الأميركيّة وبعض القوى الغربيّة، على إفساد البشريّة أخلاقيّاً وروحيّاً، عبر الترويج لقضايا لا تمتّ إلى الأديان السماويّة والأخلاق بصلة، يأتي في مقدّمتها قضيّة المثليّة الجنسيّة، التي باتت في قائمة الأولويّات التي تسعى تلك الدول إلى تكريسها، لا بل إلى فرضها أحياناً، في حين أنّها تشكّل خطراً كبيراً يتهدّد كلّ المجتمعات، الأمر الذي يتطلّب منّا جميعاً الاستنفار بهدف مواجهتها والتصدّي لها دون أيّ تأجيل أو تأخير، وقبل فوات الأوان، حيث يصبح من الصعب السيطرة عليها أو دفع خطرها.


(*) من كلمة لسماحته (حفظه الله) في الليلة السابعة من عاشوراء 1443هـ، تاريخ 4/8/2022م.
(1) العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص116.
#الفراغ_القاتل
#اخلاق

🍃شبكة المعارف الإسلامية
🍃الفراغ القاتل


يقول الله تعالى في محكم كتابه: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُون﴾1.

تمهيد
روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "خصلتان كثير من الناس مفتون فيهما، الصحّة والفراغ"2.
الوقت والعمر والأيّام، الليل والنهار والدقائق واللحظات رأس مال العبد، وهو نعمة من أعظم نعم الله عزّ وجلّ عليه.

وقد أقسم الله عزّ وجلّ بالزمان لأهميّته في العديد من آيات القرآن, فقد أقسم بالعصر، وبالليل والنهار، وبالفجر وبالضحى، فقال عزّ وجلّ: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر﴾3.

وقال تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾4.

وقال تعالى: ﴿وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾5.

وقال تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾6.
وقيمة الزمن تكمن في أنّ الله عزّ وجلّ جعله فرصة للإيمان، والعمل الصالح، وهما سبب السعادة في الدنيا والآخرة.

نعمة العمر
عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وشبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه؟ وعن حبّنا أهل البيت"7.

فيسأل العبد يوم القيامة سؤالين عن الزمن، عن عمره فيما أفناه عامّة، وعن شبابه فيما أبلاه خاصّة.

والمغبون هو الّذي باع شيئاً بأقلّ من ثمنه، أو اشترى شيئاً بأكثر من ثمنه، فالصحّة والوقت نعمتان عظيمتان، أكثر الناس لا يستفيد منهما ويضيّعهما ثم يندم عليهما، وخطر الأوقات والأنفاس كذلك مع كونهما رأس مال العبد وفرصة الأعمال الصالحة، أنّ عدد الأنفاس الّتي قدّرها الله عزّ وجلّ لنا غيب، فلا ندري متى تذهب أنفاس حياتنا.

قال أمير المؤمنين عليه السلام : "نفس المرء خطاه إلى أجله"8.

فالله عزّ وجلّ قدّر لنا عدداً محدداً من الأنفاس فكلما تنفّس العبد نفسا سجّل عليه، حتّى يصل العبد إلى آخر العدد المقدّر له، عند ذلك يكون خروج النفس وينتقل العبد من دار العمل ولا حساب إلى دار الحساب ولا عمل.

وإنّما يدرك العبد خطر الوقت والعمر إذا فقد هذه النعمة فعند ذلك يتمنّى أن يرجع إلى الدنيا لا من أجل أن يجمع حطامها وشهواتها، بل من أجل أن يجتهد في طاعة الله عزّ وجلّ.

قال تعالى: ﴿وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾9.

وقال تعالى: ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِير﴾10.

فالعمر والوقت نعمة من الله عزّ وجلّ، فمن شكرها بطاعة الله عزّ وجلّ وأنفقها في سبيل الله تقول له الملائكة يوم القيامة: ﴿ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾11 ، وتقول له في الجنّة: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾12.

فينبغي على العبد أن يعرف خطر الأوقات واللحظات، وكان بعض الحكماء ممّن يقدر قيمة الوقت إذا جلس الناس عنده فأطالوا الجلوس يقول: "أما تريدون أن تقوموا، قد كان قبلكم أقوام أحرص على أوقاتهم من حرصكم على دنانيركم ودراهمكم".

الفراغ قد يكون جالباً للشرور والمفاسد
لا ينبغي للمؤمن أن يكون عنده فراغ، بل هو جادّ متهيّئ للقاء الله عزّ وجلّ فالأمم المتحضّرة في عالم المادّة تحسب الثواني لأنّها تسابق الزمن، والمؤمن أولى وأحرى وأجدر وأقدر.

لام الله المفرطين في أوقاتهم فقال جلّ اسمه: ﴿قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ * قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُون﴾13.

عند كثير من الشباب فراغ لا يدرون كيف يصرفونه، عندهم كتب العلم والمعرفة ولكن بينهم وبين المطالعة عقبة بل عقبات..
ومن الأزمات الّتي نعاني منها عدم الإحساس بقيمة الوقت، ولا ندري كيف نستفيد منه وكأنّه عبء على ظهورنا نريد التخلّص منه, بل يقيم الكثيرون أعيادا لميلادهم، مع أنّ اللازم أن يحزنوا على فراق هذه الأيّام وتفويتها لأنّهم لم يستغلّوها كما ينبغي.
فالوقت يمضي سدى, لا مطالعة، لا ذكر، لا قراءة, لا عمل بل بطالة وتضييع بانتظار ما هو أشدّ وأدهى ﴿يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا﴾14.

إنّ أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق، تجنح ذات اليمين وذات الشمال.
والسبب هو أنّ هذا الفارغ لا همّ له إلّا أن يقتل وقته كيفما كان، فهو لا يملك قيادة نفسه بل هو منقاد لكلّ ما يحقّق له تجاوز هذا الزمن ولو بما حرّم الله.

لذلك كان الفراغ من جملة الأسباب الداعية إلى ارتكاب المفاسد، ومن هنا كان الإمام زين العابدين عليه السلام يرشدنا في دعائه إلى خطورة الفراغ فيقول عليه السلام : "فإن قدّرتَ لنا فراغاً من شغل فاجعله فراغ سلامة, لا تدركنا فيه تبِعة, ولا تلحقنا فيه سآمة, حتّى ينصرف عنّا كتّاب السيّئات بصحيفة خالية من ذكر سيّئاتنا, ويتولّى كتّاب الحسنات عنّا مسرورين بما كتبوا من حسناتنا"15.

ويقول في دعاء مكارم الأخلاق : "اللّهمّ صلّ على محمّد وآله, واكفني ما يشغلني الاهتمام به, واستعملني بما تسألني غداً عنه واستفرغ أيّامي في ما خلقتني له"16.

الفراغ سبب للهمّ والغمّ
وذلك لأنّ هذا الفراغ يسحب لك ملفّات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة.
إنّ الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الّذي يمارَس في سجون مدّعي الحضارة,حيث يوضع السجين تحت أنبوب يقطر كلّ بضع ثوان قطرة، وفي فترات انتظار هذه القطرات يُصاب السجين بالجنون..

الفراغ محرّك لكلّ النوازع المكبوتة والرغبات الشهوانيّة
الفراغ ينعكس على صورة الفرد عند ذاته حيث يرى نفسه وقد أصبح بلا جدوى ولا منفعة، أصبح أنسانا بلا هدف وحياة بلا روح, لا معنى لوجوده ممّا يجعله يبحث عن الهروب والميل إلى الحيل النفسيّة بعيداً عن المواجهة وتحمل المسؤوليّة فتجده قد يستخدم المسكرات والمخدّرات والبحث عن الرذيلة علّه يجد متعة أو لذّة، ولقد بيّنت الأبحاث والدراسات الّتي أجريت على مرتكبي الجرائم والمخالفات أنّ الفراغ هو المحرك لكلّ النوازع المكبوتة والرغبات الشهوانيّة.

يقول الشاعر:

إنّ الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أيّ مفسدة

إنّ استغلال الوقت واستثماره له فوائد عظيمة على الشابّ نفسه والأسرة والمجتمع، كما إنّ ضياع الوقت أو العبث قد يكون سبباً في تدهور شخصيّة الشاب.
إذاً: املأ وقتك ولا تستسلم للفراغ, صلِّ، اقرأ، طالع، اكتب، اعمل، تحرّك، انفع غيرك, حتّى تقضي على الفراغ فإنّ النفس إذا لم تُشغل بالطاعة شُغلت بالمعصية.

كيف نواجه الفراغ؟
لابدّ للمؤمن وهو يعيش في هذا المجتمع المحاط بالأجواء الموبوءة أن يحصّن نفسه ضدّ عوارض ومخاطر الفراغ، ولا بدّ له أن يخلق الأجواء الدينيّة المناسبة لهذا التحصين، عملاً بقوله تعالى ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ والتزاما بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته"17، وأوّل ما سنسأل عنه هو هذه النفس, أين وضعناها وفي أيّ طريق سلكنا بها؟

ويتمّ ذلك التحصين من خلال أمور منها:
1- الالتزام بالمواظبة على تلاوة بعض من آيات القرآن الكريم كلّ يوم بقدر الإمكان، أو أقلّه بالإنصات إلى مقرئيها بخشوع وتدبّر وتفكر، ففيها ﴿بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾18 ذلك أنّه "ما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان: زيادة في هدى، أو نقصان من عمى، واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد بعد القرآن من غنى، فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوا به على لأوائكم فإن فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغيّ والضلال فاسألوا الله به وتوجهوا إليه بحبّه ولا تسألوا به خلقه إنّه ما توجه العباد إلى الله بمثله، واعلموا أنه شافع مشفّع وقائل مصدّق وأنّه من شَفَعَ له القرآن يوم القيامة شفِّع فيه"19 وأنّه "من قرأ القرآن وهو شابّ مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه، وجعله الله عزّ وجلّ مع السفرة الكرام البررة، وكان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة"20. كما أنّ من المفيد استغلال أوقات الفراغ في مطالعة التفاسير القرآنيّة المعروفة.

2- قراءة ما تيسّر من الأدعية والمناجاة والأذكار، فهي مذكّرة بالذنوب حاثّة على التوبة، داعية إلى اجتناب السيّئات والتزوّد بالحسنات، وهي معراج المؤمن إلى بارئه، أمثال أدعية الصحيفة السجّاديّة للإمام زين العابدين عليه السلام.

3- كثرة التردّد إلى المسجد خاصّة عندما نشعر بالضيق والفراغ الشديد فما أجمل من أن نقضي وقتنا في بيت الله نشكره على نعمه ونحمده على بلاءه ونسأله الرحمة والهداية، فعن أبي ذرّ عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في وصيّته له، قال: "يا أبا ذر إنّ الله يعطيك ما دمت جالساً في المسجد بكلّ نفَس تتنفّس فيه درجة في الجنّة، وتصلّي عليك الملائكة، ويكتب لك بكلّ نفس تنفّست فيه عشر حسنات، ويمحى عنك عشر سيّئات"21..
4- قراءة الكتب والمجلّات والصحف الإسلاميّة والعلميّة للاستفادة منها، وكذا مشاهدة البرامج التلفزيونيّة المفيدة والهادفة.

5- اتخاذ أصدقاء صالحين في الله، يرشدهم ويرشدونه، ويقوّمهم ويقوّمونه، ويقضي معهم أوقات الفراغ بالمفيد، ويتخلّص بهم من قرناء السوء، ومن العزلة وسلبيّاتها، فقد روى الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث، ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد الإسلام مثل أخ يستفيده في الله"22 ، وعن ميسَر قال: قال لي الإمام أبو جعفر الصادق عليه السلام: "أتخلون وتتحدّثون وتقولون ما شئتم؟ فقلت : أي والله إنّا لنخلوا ونتحدّث، ونقول ما شئنا فقال: أما والله لوددت أنّي معكم في بعض تلك المواطن، أما والله إنّي لأحبّ ريحكم وأرواحكم وإنّكم على دين الله ودين ملائكته فأعينوا بورع واجتهاد"23.

6- محاسبة الإنسان نفسه كلّ يوم، أو كلّ أسبوع، عمّا فعله وعن وقته وساعات حياته أين أمضاها، فإن كان خيراً شكر الله على ذلك واستزاد منه، وإن كان شرَّا استغفر وتاب عنه، وعزم أن لا يعود إليه كرّة أخرى، فقد أوصى النبيّ الكريم محمّد صلى الله عليه وآله وسلم أبا ذرّ بذلك قائلاً له: "يا أبا ذرّ حاسب نفسك قبل أن تحاسب، فإنّه أهون لحسابك غداً، وزن نفسك قبل أن توزن، وتجهّز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفى على الله خافية... يا أبا ذرّ لا يكون الرجل من المتّقين حتّى يحاسب نفسه أشدّ من محاسبة الشريك شريكه.."24.

* قد جاءتكم موعظة , سلسلة الدروس الثقافية , نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية

1- سورة المؤمنون، الآية: 115.
2- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج81 ، ص170.
3- سورة العصر، الآيات: 1- 3.
4- سورة الليل، الآيتان: 1- 2.
5- سورة الضحى، الآيتان: 1- 2.
6 - سورة الفجر، الآيتان: 1- 2.
7- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج7، ص258.
8- م. ن، ج70، ص128.
9- سورة المنافقون: الآيتان: 10- 11.
10- سورة فاطر، الآية: 37.
11- سورة النحل، الآية: 32.
12- سورة الحاقّة: الآية: 24.
13- سورة المؤمنون، الآيات: 112- 115.
14- سورة النبأ، الآية: 40.
15- الصحيفة السجّاديّة، الدعاء 11.
16- م. ن، الدعاء 20.
17- بحار الأنوار، العلّامة المجلسي، ج72، ص38.
18- سورة الأعراف، الآية:203.
19- نهج البلاغة للإمام علي عليه السلام، ج 3، ص 91.
20- الكافي، الشيخ الكلينيّ ، ج 2 ، ص603.
21- وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ، ج 12، ص 233.
22- م. ن، ج4، ص117.
23- الكافي، الشيخ الكلينيّ، ج2،ص187.
24- وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ،ج16، ص98.
2024/05/10 20:42:27
Back to Top
HTML Embed Code: