موت العالم مصيبة لا تجبر

نعزي أهل السنة والجماعة كافه في وفاة حامل لواء الجرح والتعديل
الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي
رحمه الله واسكنه فسيح جناته وغفر له
انا لله وانا اليه راجعون

“يظن الخوارج أن برحيل شيخنا ووالدنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي رحمه الله انتهى الجرح والتعديل، لڪن السنن لا تموت بموت الرجال، والمنهج باقٍ ما بقي الڪتاب والسنة. سيرحل الرجال، ويبقى الحق حيًّا يتوارثه العدول جيلًا بعد جيل..

جنازة الشيخ ربيع المدخلي رحمه الله شيعت
جنازته بعد صلاة الفجر 💦

ستفهم في نهاية امرك....بعد أن ينتهي ضجيج الحياة
أنه لا احد من سبقك
لا الذي اشترى عقار ولا الذي سافر سياحة
ولا الذي دخل البنك من باب العملاء
لا احد من الناس سبقك...الا من سبقك لرضا الله عزوجل
فاللهم اجعلنا ممن سبق لرضاك يا ذا الجلال والاكرام

ماتَ ابنُ بازٍ؛ والعُثَيمِينِ؛ والألبانِيُّ؛ وماتَ مِن قَبلِهِم ابنُ تيمِيَّةَ؛ وابنُ القَيِّمِ؛ وأئمَّةُ الهُدَى والدَّعوَةِ والسُّنَّةِ؛ ومضى مُقبِلٌ الوادِعِيُّ؛ والجامِيُّ؛ والجابِرِيُّ؛ واليومَ يَترجَّلُ فارسٌ آخَرُ من فرسانِ السُّنَّةِ: الشَّيخُ رَبِيعُ بنُ هادِي المَدْخَلِيُّ رحمَهُ اللهُ رَحْمَةً وَاسِعَة.

فَرِحَ الخَوارِجُ؛ وابتهَجَ أهلُ الأهواءِ؛ وظَنُّوا أنَّ النُّورَ قدِ انطَفَأَ؛ وأنَّ الحِصنَ قد تهاوَى؛ وأنَّ الطريقَ قد خَلَا لهُم... هَيْهَاتَ! لقد خَابَ الظَّنُّ وخَسِئَ الأمَلُ! فالسُّنَّةُ لا تَموتُ بِمَوتِ الرِّجَالِ؛ والدَّعوَةُ لا تُدفَنُ بِرَحِيلِ عُلَمائِهَا؛ والعِلمُ لا يَنقَطِعُ ما دامَ في الأمَّةِ مَن يَحمِلُ اللِّوَاءَ؛ ويَذودُ عنِ الحِمَى؛ ويَقومُ مَقامَ السَّابِقِين.

كُلَّما ماتَ عالِمٌ؛ أقَامَ اللهُ مِن بَعدِهِ مَن يَرِثُهُ في العِلمِ؛ ويُجدِّدُ بِهِ الدِّينَ؛ ويَذُبُّ عنِ العَقِيدَةِ؛ ويُطفِئُ بِدعَةَ المُبتَدِعِين؛ تَموتُ الأجسادُ؛ وتَبقَى آثَارُهُم؛ وتَذهَبُ الأرواحُ؛ وتُخَلَّدُ أقوالُهُم؛ وما زالَ الحَقُّ مَنصورًا؛ وأهلُهُ مَرفُوعِي الرَّأسِ؛ ولو كَرِهَ الحاقِدُون.

ما ضَعُفَتْ دَعوَةُ أهلِ السُّنَّةِ يَومًا بِرَحِيلِ الألبانِيِّ؛ ولا خَمَدَ نُورُ العِلمِ بِفَقدِ ابنِ بازٍ والعُثَيمِينِ؛ ولا تَفَرَّقَتِ الصُّفُوفُ بِغِيَابِ مُقبِلٍ والجامِيِّ وغيرِهِم؛ وَلَنْ تَضعُفَ اليومَ بِرَحِيلِ الشَّيخِ رَبِيعٍ؛ فَهِيَ دَعوةٌ مَحفوظَةٌ؛ يَتكَفَّلُ اللهُ بِهَا؛ يَرفَعُ لَهَا في كُلِّ زَمَانٍ مَن يَحمِلُهَا؛ ويَصُونُهَا مِن تَحرِيفِ الغَالِين؛ وانتحَالِ المُبطِلِين؛ وتأوِيلِ الجَاهِلِين.

فَيا مَن ظَنَنتُم أنَّ الدَّعوَةَ تَضعُفُ بِفَقدِ الرِّجَالِ؛ اعلَمُوا أنَّ الرَّايَةَ لا تَسقُطُ؛ وأنَّ اللهَ يَختَارُ لِكِتابِهِ مَن يَحمِلُهُ؛ ولِمَنهَجِهِ مَن يُجَدِّدُ أمرَه؛ ويَبقَى الحَقُّ ظَاهِرًا؛ والسُّنَّةُ مَاضِيَةٌ على سَواعِدِ أهلِهَا؛ حتَّى يَرِثَ اللهُ الأرْضَ ومَن علَيْهَا.

🇩🇿🤝🇸🇦
قال الشّيخ زيد المدخلي -رحمه الله-:

«ولا يحمل العلم إلا الشرفاء من
الناس الذين صلحت نياتهم وصلحت
قلوبهم في كل زمان وفي كل مكان».

📚 نزهة القاري صـ ٩٨.