كان كلامه يُفصح عن نيته في أن ينهار أمام ضعفه، وألا يُقاوم ما يُثخنه به العالم من جراح، لكنه كان، في الوقت نفسه، يستبدل هذه القوة المعدومة بقوة أخرى، وتأكيد آخر : أتحمل إزاء الأشياء كلها وضدها عقوق الشجاعة، وبالتالي
عقوق الأخلاق. هذا ما كان يقوله صوتُ فلان ....

سارتر

يقول جون لوك:
«كلٌّ منّا ما زال يملك تلك الحُريّة التي كانت لآدم في إسناد أي اسمٍ لأيّ فكرة»

نحن، أبناء آدم، لا نستطيع إسناد اسم لفكرة ما، ما لم نكن مهيمنين عليها، وللهيمنة علينا أن نكون عارفين، وللمعرفة سلطة، فإن كنت أريد أن أسمّي شيئا، أو حتى أن أدّعي معرفةَ اسمه؛ فذا يعني استعدادي التام للإجابة عن أي شيءٍ يتعلّق به، أو حتى يدور حوله، ويعني كذلك استعدادي لشرح معناه، وتبريره.
لذا "علّم" الله سبحانه وتعالى آدم الأسماء، لم "يحفّظه" إياها حفظًا يمكنه من الإحالة إليها فحسب، فالتعليم يضمن معرفةً راسِخة، عن فَهم وقناعة، وإطلاق مدلول أعي معناه تماما، على دال أعرف كنهه، وكان هذا الفِعل (التسمية)، بداية إدراك الملائكة -بعد استنكارهم- أنّ الله قد جعل الهيمنة والسلطة في الأرض لآدم وحده، وأنّه الخليفة فيها؛ فقد عجزوا عن التسمية وقتَ استطاعها هوَ، وعجزوا عن إنبائه باسمِه، في حين أنبأهم بأسمائهم.

" الساعة، فلاديمير هولان "

ها هي ذي الساعة :
الموسيقى لا تستطيع ،
والكلمة لا تريد .
خطّ العدم الداكن الذي رسمه النفَس يشير ...
كل الحقيقة نريدها كي تأتي الصورة .
بدأ المطر يسقط .
الأحمر يتلاشى من الداليا .
القاتل يغسل يديه في البئر .

املك اليوم وبعد ان قطعت كل الصلات، ماعدا واحدة بين الحياة وبيني، وضوح الروح كي اشعر، ووضوح الذكاء كي افهم، هذا مايعطيني قوة الكلمات اللازمة، لا من اجل تحقيق العمل الذي لم استطع انجازه ابدا، بل من اجل أن اقول، وببساطة شديدة، الاسباب التي دفعتني لعدم القيام بذلك.

بيسوا

"التحفظ على قدر الخوف , والطمع على قدر النيل"

الإمام الجواد

ليس كل من صَوَّتَ نَطَقَ، وليس كلّ من نطَقَ أبانَ، وليس كلّ من أبانَ صَرَّح... وإن فَعَلَ "فكما طَنَّ في لوحِ الهجيرِ ذُبابُ".

‏أيّها الصمت السعيد من حولي
أيّتها الروائح النقيّة من حولي
كيف يتنفّس هذا الصمت من الأعماق هواءً نقياً ؟
آهٍ , كيف يصغي بإنتباه هذا الصمت السعيد !
أمّا هناك في الأسفل
فالكلّ يتكلّم
ولاشيء يُسمَع !

- فريدريك نيتشه

By Wartan mohakian (1869- 1937)

Apolo and Daphne By Arno Berker

Possession

وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى
أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ
حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى
هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ
غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أو ربّما
أثّرَتْ فيها عُيونُ النّرْجِسِ

لستُ معنيةً سوى بالأصول،
أما الظلال،
فأعلمُ أنها صنيعةٌ،
تتقلبُ في المشيئات،
ليسَ لها منهم شئ.

مريم الزرعوني

يقول راهب بوذي : يبقي المعلم رأس تلميذه تحت الماء فترة طويلة، طويلة؛ فتبدأ فقاعات الهواء بالتناقص شيئاً فشيئاً، وعندئذ، وفي اللحظة الأخيرة، يُخرج المعلم رأس تلميذه من الماء، ويُنعشه قائلاً له : حين ترغب في معرفة الحقيقة كما رغبت في الهواء، فحينئذ سوف تدرك جوهرها».
غياب الآخرِ يُبقي رأسي تحت الماء، فأختنق رويداً رويداً، ويندر نَفَسِي: من هذا الاختناق، أُعيد تكوين «حقيقتي»، وأحضر الشَّمُوسَ من الحب.