-


على الإنسان أن يُدرك..

أنّ أوقات الانشغال نعمة، وأنّ التعب المُثمر نعمة، وكلّ دقيقةٍ تقضيها في الاشتغال على نفسك وعقلك وقلبك، هي استثمارٌ مؤجّل لو لَم تَرَ النتائج الآن! النفس تميل لراحتها، ولاتعلم أنها ترتاح بالتعب.

كل لحظة قراءة استصعَبتَها لكنك أكمَلتَ الكتاب، كلّ مشروعٍ لم تتركه في المنتصف، كلّ فكرةٍ عزمت على إتمامها، كلّ لحظةٍ استثمرت ما فيها، كلّ برنامجٍ ودورةٍ ومحاضرةٍ ولقاءٍ أخذت منه حدّ الارتواء!

كلّ دفترٍ ملأته، و قلمٍ أنهَيتَه، وكتابٍ قرأته، وحقيبةٍ حملتها، وخطىً سِرتَها، وساعة خَلَوتَ بها، كلّ هذا يشهد لك، كلّه ذاتَ يومٍ يَرفَعُك.

•

الحق لا يحتاج لتبرير، لكن الباطل يتجمّل بالكذب ليعيش.

-



إنها لحماقة كُبرى أن تخسر داخلك لتربح الخارج! أي أنك تتنازل جزئيًا أو كليًا عن راحة بالك وأوقات فراغك وتفرُّغك واستقلاليتك من أجل عظمة زائفة وحَظوة كاذبة وأُبَّهة مصطنعة وألقاب شَرفية.

-


إن شر ما في النفس البشرية هي أنها تعتاد الفضل من صاحب الفضل، فلا تعود تراه فضلاً.

وتأنَسُ النّفسُ في نفْسٍ تُوافِقُها
‏بالفكرِ والطّبعِ والغاياتِ .. والقيمِ

والرُّوحُ لِلرُّوحِ تَدري مَن يُناغمُهَا
كَالطَّيرِ للطير … فِي الإنشَادِ مَيَّالُ

لا تَألفُ الرُّوحُ إلَّا مَن يُلَاطِفُهَا
ويَهْجُرُ القَلبُ مَنْ يَقسُو وَيجْفَاهُ

عاشِر من الناسِ من تهوى طبيعتَهُ
وما عليكَ ملامٌ ... حين تندفعُ

الحر للحرِ ميالٌ برغبتِهِ
والنذل بالنذلِ ... مفتونٌ و مقتنعُ

والناسُ للناسِ والآفاقُ شاسعةٌ
والطير قالوا على أشكالِها ... تقعُ

صرح العلاقاتِ يُبنىٰ في ضمائِرِنا
على أساسٍ به الأخلاقُ ... تنطبِـعُ

من يعطي بلا وعي ، يستنزف بلا رحمة.

تَطلُبُ الراحَـــةَ في دَارِ العَنا ؟
خابَ مِن يَطلُبُ شَيئًا لا يَكونُ .

يُقال:
"A watched pot never boils"

الإناء المُراقَب لا يغلي أبدًا

ومعناه: أنّ الشيءَ الذي تنتظرُ حدوثَه، يبدو -في ذهنِك- وكأنّه يستغرقُ وقتًا أطولَ ممّا هو عليه في الواقع؛ بل وربّما لا يتحقّقُ أبدًا ما دمتَ تراقبُه وتترقّبُه دون انشغالٍ عنه.

لذلك، من الأفضلِ أن تُشغلَ نفسكَ بشيءٍ آخر، وتدعَه يأخذُ وقتَه الطبيعي.

ولهذا، يُقال أيضًا:
"الصبرُ هو فنُّ العثورِ على شيءٍ آخر تقومُ به؛ لا مجرّدُ التحمُّلِ والانتظارِ ومراقبةِ الوقت."

"وإذا المنيّةُ أنشَبَت أظفارَها
ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ!"

الموتُ حقٌّ لا مردَّ له، فإذا جاء الأجل، لم تُجْدِ التمائمُ ولا الحِيَل. فالسعيد من أعدّ زاده، واستعدّ ليوم لا مفرّ منه. فلنُحسن العمل، فالموت بابٌ، وكلُّ الناس داخله.

لكُلّ أجلٍ كتاب

امتلاء البطن من الطعام مضرٌّ للقلب والبدن.

زاد المعاد ٤/ ٢٢

يُقصد بالقلب هنا: الروح.

وابن القيم رحمه الله قيد هذا الضرر بما إذا كان الامتلاء دائما أو أكثريا.

كثير الحزن مذموم!

وقد عاد أبو فراس وقرّ بالصواب :

يا مُفْرَداً بَاتَ يَبكي لا مُعِينَ لَهُ
أعانَكَ اللَّهُ بِالتّسْلِيمِ والجَلَدِ

‏من خوارم المروءة عند العرب قديماً


١- أن ينام الرجل بوجود ناس مستيقظين

٢- أن تشغل الضيف ولو بعمل بسيط

٣- مد الرجلين في مجمع الناس
4- إخفاء الطعام عن صاحبك في السفر

٥- كثرة الالتفات يميناً و يساراً في الطريق

٦- التدخل في حديث اثنين بدون أن ينادوك

٧- أن تسأل الرجل عن رزقه .

إن بركة بقعة ما لا تعني بركة ،أهلها، إلا إن كان أهلها ممن توافرت فيهم صفاتُ مَن ينتفع بـ البركة من الإيمان والعمل الصالح، فالأرض المباركة لا تبارك أحداً إلا إن كان مستحقاً لهذه البركة

ومن شواهد ذلك ما كتبه أَبو الدَّرْدَاءِ إِلَى سلْمَانَ الفَارِسِيِّ يَقُولُ لَهُ:
أَنْ هَلُمَّ إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ
سلمان:

إنَّ الأَرْضَ لَا تُقَدِّسُ أَحَداً وَإِنَّمَا يُقَدِّسُ الرَّجُلَ عَمَلُهُ

رواه مالك في الموطأ