Telegram Web Link
آمن يا صديقي أنك تملك كل مقومات النجاح، والتوفيق والإبداع، ولديك من القدرات والطاقات والإمكانات ما تستطيع أن تبهج به العالمين، ويمكنك أن تكون ذكرى صالحة ما بقيت الحياة (تفاءل، واختر مشروعاً يناسبك، وركّز، وكن على علاقة متينة بالكتاب) وحدثنا بعد زمان كيف استطعت أن تصعد الجبل ؟ وكيف بنيت مجداً تتشوّف له الأجيال ؟ دعنا ياصديقي من أعذار الكسالى واسلك بنا طريق المعالي في ساحات الحياة!
لأول مرة في حياتي آكل البطيخ ببذوره السوداء لأن الدكتور أحمد العمار قال : ويفضّل أكله مع حبوبه السوداء فهي عالية بالحديد، حيث تحتوي شريحة الحبحب الواحدة (٧٠ ملقم) حديد، وسألت الدكتور فهد الخضيري عن صحة ذلك فقال صحيح مع حبوبه وبذوره ، أما قلت لكم يارفاق أن الأفكار والمفاهيم والتصورات أخطر ما يؤثّر في حياتنا، عشت عمري كله وأنا أطارد تلك البذور وأراها ضارة وهذا المساء أتتبعها وآكلها رغبة في آثارها الصحية !!
لو رأيتني وأنا في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك (١٤٤٥) أكابد قاعدة مؤلفاتي القادمة حول كتاب الله تعالى وأفسر القرآن سورة سورة وآية آية وكلمة كلمة وخرجت العشر الأواخر من رمضان وأنا في رحاب سورة الأنعام، وأتأمل هذا المساء الثالث عشر من شهر ذي القعدة من ذات العام (١٤٤٥) وأنا في رحاب سورة الروم، وأتوق إلى ليلة التمام والكمال في خواتيم سورة الناس، وما زلت أقول لكم يارفاق كل الطرق التي تبدأ فيها خطواتكم الأولى وتصبرون على طولها تبلغون فيها النهايات يوماً ما، فيارب تلك الليلة التي نقف فيها على بعض مشاهد النعيم.
كم مرة قرأت هذا الحديث ؟ وكم مرة تفاعلت معه في حياتك ؟ في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم (من تصدّق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربّيها لصاحبها كم يربّي أحدكم فَلُوَّهُ حتى تكون مثل الجبل)
بالله عليك أيهما أثمن لك هذا الذي ينميه البنك في حسابك الإدخاري؟ أو ذاك الذي ينميه رب العالمين؟ ثم تأمل في قدر صدقتك حين تكون (عدل تمرة) وتخيّل النهايات الكبرى لها يوم القيامة (مثل الجبل) !!
قلت لك ألف مرة ما زال الوحي بحاجة إلى قراءة مشاعرية !!
إذا أردت دواء يمسح همومك، ومساحة مشاعر تداوي جراح تعبك، ولمسة عزاء تعوضك أثر كدحك وعناء مشروعك، فارتع في مساحة هذا الوعد الكبير من ربك: ﴿وَما تُقَدِّموا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيرًا وَأَعظَمَ أَجرًا. [المزمل: ٢٠]

‏[ رحلة تدبر، ص٨٦، ⁦ @Malfala7i
من أسوأ الأشياء في حياة كثيرين أنهم يؤجرون عقولهم لآخرين، يفكرون بتفكيرهم، ويتحدثون بنمطهم، ويحللون الواقع من خلال رؤاهم، ويقفون طوابير منتظرين لما يقولون وما يفعلون، ويصبح الواحد منهم أجيراً دون وعي ، ألا ترى أن تلك الأجيال التي اختلفت وتتنازعت في الوحي كانت مؤجرة عقولها لغيرها ولم تمنح نفسها فرصة للتفكير في صدقه حتى تاهت في أسوأ الخواتيم (عم يتساءلون. عن النبأ العظيم. الذي هم فيه مختلفون)
[ رحلة تدبر، سورة النبأ @Malfala7i ]
كن حريصاً ألا تفقد سر سعادتك، حاذر أن ينطفئ ضوء مصباحك، تأكد في كل مرة أن الماء يملأ حوض ربيعك، (سر سعادتك يا صديقي في مرة يكون عبادة خاشعة، وخبيئة صالحة، وعطاء يملأ قلوب الآخرين فرحاً وبهجة، وفي مرة يكون قلباً سليماً يتحمل تجهمات الأصدقاء، وكدمات الزمان، وفي ثالثة فكرة تصنع لك ربيعاً مورقاً رغم كل ما حولك من صحاري الحياة، وفي رابعة وخامسة وعاشرة صديقاً يشاكل روحك ويناغي مشاعرك يواسيك أو يسليك أو يتوجع)
ماذا تصنع في الواحدة ليلاً وكوب الشاي بجانبك ؟ وبين يديك ورد يحتاج إلى زمان، ومشروع يحتاج إلى جِلاد، ويحتدم في مشاعرك نزاع كبير بين أن تخلد للراحة أو تواصل الطريق!
تارة تقول أنا ما تركت العمل إلا لهذه المعاني! وهذا أوان التمرد على العادات، وتارة تقول ولجسدك حقاً والأطباء يقولون: نوم الليل لا يعوض، وثالثة تقول هذا المشروع حتى تتمه ثم عد للتوازن، وما زلت في صراع !!
يا هذا إن كان لك أبوان حيّان، فما زالت الفرص تتهادى بين يديك!
‏ (رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه، من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة).
‏وماذا بقي له وقد صار أنفه إلى الرغام؟!.

‏[ بوح المشاعر، ص٨٨، ⁦ @Malfala7i⁩ ]
قال لي : همومك تصنع حياتك ... كأنما أنتظر الحياة !!
قال لي : همومك تصنع حياتك ... كأنما أنتظر الحياة !!
كم ساعة تقرأ في يومك ؟ كم من دقيقة تذهب في أعظم عادة تكوّن فكرك وتصنع مشاعرك ؟ ما علاقتك ( ياقرأ ) أول كلمة في الوحي نزلت على رسولك صلى الله عليه وسلم ؟ إني أعيذك يا صديقي أن تخوض تجارب الحياة كوالد وزوج وصديق وصاحب فكرة ومشروع ولا علاقة لك بالكتاب إلا إذا قررت أنك تكرر تجارب المخفقين، وتجري حياتك في منأى عن الأفكار الكبرى والمفاهيم الضخمة وأدهش تصورات الحياة.
اقرأ بعمق شديد لتعرف الحقيقة الغائبة عن كثيرين!!
أول كتاب دخل مكتبتي هو تفسير بن كثير رحمه الله تعالى في حدود عام (١٤١١) وقد قرأته أو قرأت أجزاء منه متفرقة، وأعود إليه في مرات لفهم معنى في سورة أو آية وما أكثر ما سمعت ثناءات العلماء عليه وعن منهج مؤلفه رحمه الله حتى عدت إليه هذا العام (١٤٤٥) وقرأته آية آية وكلمة كلمة وتعرفت على منهجه ورأيت مدى ذلك الجهد الذي بذله رحمه الله تعالى، فتراه تارة يعطيك المعنى مباشرة، وتارة يسبر لك أقوال السلف دون تعليق، وتارة يعلق عليها، وثالثة ينقل لك قول بن جرير ويوافق ويخالف، وتراه ينقل أقوالاً مشهورة وينتقدها فتجد نفسك أنك في رحاب عالم فذ وأمام مشروع كبير بُذلت فيه أوقات كبيرة، وأدركت أن التفسير لا يؤخذ قراءة جردية بقدر ما يحتاج إلى تفرغ وتأمل كبير حتى تستقر في فكرك معاني كلام الله تعالى وترد من خلاله إلى أمانيك.
المشاريع الضخمة تحتاج هذا العناء الكبير، لقد فسّر القرآن بالقرآن، والقرآن بالسنة، والقرآن بكلام السلف ولا يكاد يلوح لك شاهد من الوحي إلا وجدته حاضراً عند تلك الآية، وأدركت بعد زمان من الغفلة أن ثناءات العلماء المعتبرين لا تأتي إلا على أماكنها الصادقة ومحلاتها اللائقة، وهو تفسير حقيق جداً بالاختصارات التي كانت عليه، وكل جهد في رحاب هذا الكتاب فهو لائق به ما بقيت الحياة.
فرق كبير بين من يريد يبني مشروعاً في التفسير فهذا لا ينبغي له أن يغفل هذا السفر الضخم من أن يكون واحداً من مراجعه الأولى، وبين من يريد أن يتعرف على معاني كتاب الله تعالى فهذا تغنيه المختصرات التي تمت على هذا الكتاب، وإنما قلت ذلك تنبيهاً للقراء الأفاضل، وفرق بين طالب علم جاد في الطريق، وراغب في معرفة معاني القرآن فالأول ييمم وجهه إليه، والثاني تكفيه المختصرات.
ترفّق بقلبك، لاتزحم مشاعرك بالمشكلات والأزمات، خفّف توقعاتك من الآخرين إلى أقصى مدى، درّب نفسك على الصدمات حتى لا تبقى روحك رهينة لتلك المواقف والأحداث، تذكّر في كل مرة أن الدنيا بكل ما فيها لا تساوي لحظة واحدة من صحتك وعافيتك، وتأمل تلك الوصية التي قال فيها صاحبها وهو يعظ قلبك ومشاعرك:
أحبب حبيبك هوناً ما فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما فعسى أن يكون حبيبك يوماً ما.
يقرأ للمرة الخامسة في ربوع الكويت
من أدهش الوصايا في كتاب الله تعالى (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) يوصيك إذا أردت أن تتحدّث مع إنسان أن تفتّش طويلاً في قواميسك اللغوية، ثم تتخيّر بعناية فائقة أحسن كلمة تعثر عليها في تلك القواميس، تدري لماذا كل هذا ؟ لأنك لو أخطأت يوماً فستصنع جراحاً قد يبقى ما بقي الزمان، ولو أنك بعد ذلك بذلت ما تملك فقد لا تستطيع أن تدمل ذلك الجراح.
2024/05/29 06:46:38
Back to Top
HTML Embed Code: