دونك مقالة كتبتها قديمًا في مجلة أنصار النبي صلى الله عليه وسلم بعنوان:
(خاطرة في أحسن الكتب في التفسير):
(خاطرة في أحسن الكتب في التفسير):
كنت قد انتهيت من المعتكف العلمي السادس من برنامج (كفاية الفقيه) قبل اندلاع المعركة بمدةٍ قصيرة، ولم تُنشر مواد المعتكف، ومما نشرته قبل أيام:
- (4) حلقات من مدارسة كتاب (أنيس المتعبد)، وحصل فيها خلل في التصوير لم يُكتشف إلا لاحقًا، وبهذا يكون مجموع الحلقات المنشورة (14) حلقة.
- (11) حلقة من كتاب (معارج العلوم) ستنشر تباعًا في كل أسبوع حلقة وذلك يوم الأربعاء، ليكون مجموع المنشور (36) حلقة.
- حلقتان أتممت بهما مدارسة كتاب الزكاة من (الحاشية الغزية على شرح ابن قاسم الغزي) ليكون مجموع المنشور من أول الحاشية (53) حلقة.
وهذا رابط قناة اليوتيوب:
https://www.youtube.com/@malastal
ولعلي أتناول بعض ذلك بالذكر على القناة العلمية بإذنه تعالى، وهذا رابطها:
https://www.tg-me.com/feqeh1441
- (4) حلقات من مدارسة كتاب (أنيس المتعبد)، وحصل فيها خلل في التصوير لم يُكتشف إلا لاحقًا، وبهذا يكون مجموع الحلقات المنشورة (14) حلقة.
- (11) حلقة من كتاب (معارج العلوم) ستنشر تباعًا في كل أسبوع حلقة وذلك يوم الأربعاء، ليكون مجموع المنشور (36) حلقة.
- حلقتان أتممت بهما مدارسة كتاب الزكاة من (الحاشية الغزية على شرح ابن قاسم الغزي) ليكون مجموع المنشور من أول الحاشية (53) حلقة.
وهذا رابط قناة اليوتيوب:
https://www.youtube.com/@malastal
ولعلي أتناول بعض ذلك بالذكر على القناة العلمية بإذنه تعالى، وهذا رابطها:
https://www.tg-me.com/feqeh1441
بينما كنت أقلب في بعض متعلقات برنامج (كفاية الفقيه) وجدت هذين المقطعين كل مقطع يوثق ختام أحد المعتكفات العلمية، ولم يخطر بالبال أن يكونا وثيقة وداع لعدد كبير من شهداء معركة الطوفان.
وعسى الله أن ييسر الحديث عن المعركة وأخبارها وترجمة ما تيسر من مناقب أبطالها، ومنهم بعض من في هذين المقطعين.
وعسى الله أن ييسر الحديث عن المعركة وأخبارها وترجمة ما تيسر من مناقب أبطالها، ومنهم بعض من في هذين المقطعين.
جالست بعض الأسرى الذين أفرِج عنهم فجر اليوم فسمعت ما هو ثقيلٌ على أيِّ رجلٍ أن يسمعه.
إنَّ أيام سجنهم -والله الذي لا إله إلا هو- لأيامٌ ثقالٌ ثقال ثقال، وإنها لفوق الوصف والله، وإن الكاتب أنى بلغت فصاحته من الصعب عليه أن يرصد المشاعر كما هي في الواقع عبر ما يُدوِّنه من الأفكار والخواطر.
قال لي أحدهم: لقد كانوا يضربونني بالمِرزَبَّة التي في مقدمتها كتلةٌ من حديد، وإن الضربة كانت تجعلني أصرخ على أعلى ما يكون، ويبقى الجندي يفعل ذلك المرة تلو المرة، ولقد كُسِرت 6 مرات، وفي كل مرة كنت أبقى قعيدًا نحوًا من 25 يومًا، وكنت أفقد الوعي أحيانًا.
قال: ومن العذاب الذي تعرضنا له: أننا كنا نُلزم بالجلوس نفس الجلسة لمدة يمكن أن تصل إلى مائة يوم، يموت فيها المعتقل كل ساعة مرات ومرات، وتبقى الكَلابشات في اليدين وتُضيَّق إلى آخر حد حتى لكأنها أعظم العذاب الذي نعانيه، وكان الواحد منا يدخل بيت الخلاء لقضاء الحاجة وهو مقيد اليدين!
وبعد أن حدثني بهذا وغيره مما لا أنشط الآن لتتبعه قال:
وكان الأشد علينا من هذا كله هو الجوع!
قال: لقد جعنا سنةً كاملةً جوعًا شديدًا شديدًا شديدًا، لقد كان بعض الأسرى يدعون الله أن يُفرَج عنهم لا للخلاص من العذاب؛ ولكن للخلاص من الجوع.
قال: لقد رأيت رجالًا يبكون من الجوع.
وكانت الكلمة الأشد وطأةً على نفسي رغم أني أعرفها ولكن بهجة اللقاء بالمُفرج عنهم أنستني إياها، قال: وقد تركت خلفي أقوامًا جائعين، الجوع، الجوع، الجوع.
وهنا في هذا المنشور العاجل أكتفي بتقرير أمرين:
الأول:
ما تسمعه من الأسرى مما كانوا يتعرضون له على أيدي الكفار المجرمين يُفسِّر لك جانبًا من عناية النبي صلى الله عليه وسلم بفكاك الأسير عناية فائقة؛ فإنه الذي أوصى بهذا وأمر بقوله كما في الصحيح: (فكوا العاني) أي الأسير.
وبلغ الأمر به أن يسمي أصحابه الأسرى عند قريش في صلاته في دعاء القنوت؛ فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول: (اللهم أَنْجِ عياشَ بن أبي ربيعة، اللهم أَنْجِ سلمة بن هشام، اللهم أَنْجِ الوليد بن الوليد، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف..".
وهذا الاهتمام النبوي العظيم عقله الصحابة والفقهاء من بعد ذلك:
فقد جاء عن عمر بن الخطاب أنه قال: (لأن أستنقذ رجلًا من المسلمين من أيدي المشركين أحب إليّ من جزيرة العرب) يعني الخراج وفيئهم.
وأما أقوال الفقهاء فهي كثيرةٌ كثيرةٌ أكتفي منها بنقلين:
الأول: يقول الإمام القرطبي رحمه الله: "في قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} حضٌّ على الجهاد، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب، ويفتنونهم عن الدين، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده، وإن كان في ذلك تلفُ النفوس.
وتخليص الأسارى واجبٌ على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال..، قال مالك: واجبٌ على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم، وهذا لا خلاف فيه؛ لقوله عليه السلام: (فكوا العاني)".
والثاني: يقول ابن العربي رحمه الله في كتابه: "أحكام القرآن" حين ذكر الأسرى المستضعفين:
"إن الولاية معهم قائمة، والنصرة لهم واجبةٌ بالبدن بألا يبقى منَّا عينٌ تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحدٍ درهم كذلك.
قال مالك وجميع العلماء: فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حلَّ بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر العدو وبأيديهم خزائن الأموال وفضول الأحوال والعُدَّة والعدد والقوة والجَلَد".
الأمر الثاني: بعيدًا عن إبداء الرأي في معركة طوفان الأقصى وبيان ما لها وما عليها إلا أن إقدام يحيى السنـ.ـوار رحمه الله على قرار الطوفان أحد أهم أسبابه أنه آتٍ من بيئة السجن، يعلم أحوال من فيها، بل عاشها بنفسه وعانى العذاب والعزل قرابة ربع قرنٍ من الزمان.
ولقد كانت معركة الطوفان ثقيلةً علينا ثقلًا عظيمًا، لكنها في النهاية خمسة عشر شهرًا، فكيف بمن عانى 15 سنة! بل إن بعض من أفرج عنهم اليوم زاد عمره في السجن عن 40 سنة، وأحد أبناء المنطقة التي أسكن خرج اليوم وله في السجن 33 سنة!
والأشد من ذلك أن بعض الأسرى زاد عمره في السجن الانفرادي عن 10 سنين، يبقى وحيدًا لا يعلم بأحد ويُجرب عليه من أصناف العذاب ما لا يحيط به أحد.
وهؤلاء الذين يُعذَّبون لم يؤخذوا في سرقةٍ أو قطع طريق لنقول: إنهم يستحقون بما فعلوا؛ بل إنهم فقدوا حريتهم لأجل حريتنا، وفقدوا كرامتهم لأجل كرامتنا.
اللهم يا سميع يا مجيب يا قريب فرِّج عن إخواننا المعتقلين عن قريبٍ قريب قريب.
اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل، أنت مولانا فنعم المولى ونعم النصير.
إنَّ أيام سجنهم -والله الذي لا إله إلا هو- لأيامٌ ثقالٌ ثقال ثقال، وإنها لفوق الوصف والله، وإن الكاتب أنى بلغت فصاحته من الصعب عليه أن يرصد المشاعر كما هي في الواقع عبر ما يُدوِّنه من الأفكار والخواطر.
قال لي أحدهم: لقد كانوا يضربونني بالمِرزَبَّة التي في مقدمتها كتلةٌ من حديد، وإن الضربة كانت تجعلني أصرخ على أعلى ما يكون، ويبقى الجندي يفعل ذلك المرة تلو المرة، ولقد كُسِرت 6 مرات، وفي كل مرة كنت أبقى قعيدًا نحوًا من 25 يومًا، وكنت أفقد الوعي أحيانًا.
قال: ومن العذاب الذي تعرضنا له: أننا كنا نُلزم بالجلوس نفس الجلسة لمدة يمكن أن تصل إلى مائة يوم، يموت فيها المعتقل كل ساعة مرات ومرات، وتبقى الكَلابشات في اليدين وتُضيَّق إلى آخر حد حتى لكأنها أعظم العذاب الذي نعانيه، وكان الواحد منا يدخل بيت الخلاء لقضاء الحاجة وهو مقيد اليدين!
وبعد أن حدثني بهذا وغيره مما لا أنشط الآن لتتبعه قال:
وكان الأشد علينا من هذا كله هو الجوع!
قال: لقد جعنا سنةً كاملةً جوعًا شديدًا شديدًا شديدًا، لقد كان بعض الأسرى يدعون الله أن يُفرَج عنهم لا للخلاص من العذاب؛ ولكن للخلاص من الجوع.
قال: لقد رأيت رجالًا يبكون من الجوع.
وكانت الكلمة الأشد وطأةً على نفسي رغم أني أعرفها ولكن بهجة اللقاء بالمُفرج عنهم أنستني إياها، قال: وقد تركت خلفي أقوامًا جائعين، الجوع، الجوع، الجوع.
وهنا في هذا المنشور العاجل أكتفي بتقرير أمرين:
الأول:
ما تسمعه من الأسرى مما كانوا يتعرضون له على أيدي الكفار المجرمين يُفسِّر لك جانبًا من عناية النبي صلى الله عليه وسلم بفكاك الأسير عناية فائقة؛ فإنه الذي أوصى بهذا وأمر بقوله كما في الصحيح: (فكوا العاني) أي الأسير.
وبلغ الأمر به أن يسمي أصحابه الأسرى عند قريش في صلاته في دعاء القنوت؛ فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة يقول: (اللهم أَنْجِ عياشَ بن أبي ربيعة، اللهم أَنْجِ سلمة بن هشام، اللهم أَنْجِ الوليد بن الوليد، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف..".
وهذا الاهتمام النبوي العظيم عقله الصحابة والفقهاء من بعد ذلك:
فقد جاء عن عمر بن الخطاب أنه قال: (لأن أستنقذ رجلًا من المسلمين من أيدي المشركين أحب إليّ من جزيرة العرب) يعني الخراج وفيئهم.
وأما أقوال الفقهاء فهي كثيرةٌ كثيرةٌ أكتفي منها بنقلين:
الأول: يقول الإمام القرطبي رحمه الله: "في قوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} حضٌّ على الجهاد، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب، ويفتنونهم عن الدين، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده، وإن كان في ذلك تلفُ النفوس.
وتخليص الأسارى واجبٌ على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال..، قال مالك: واجبٌ على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم، وهذا لا خلاف فيه؛ لقوله عليه السلام: (فكوا العاني)".
والثاني: يقول ابن العربي رحمه الله في كتابه: "أحكام القرآن" حين ذكر الأسرى المستضعفين:
"إن الولاية معهم قائمة، والنصرة لهم واجبةٌ بالبدن بألا يبقى منَّا عينٌ تطرف حتى نخرج إلى استنقاذهم إن كان عددنا يحتمل ذلك، أو نبذل جميع أموالنا في استخراجهم حتى لا يبقى لأحدٍ درهم كذلك.
قال مالك وجميع العلماء: فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حلَّ بالخلق في تركهم إخوانهم في أسر العدو وبأيديهم خزائن الأموال وفضول الأحوال والعُدَّة والعدد والقوة والجَلَد".
الأمر الثاني: بعيدًا عن إبداء الرأي في معركة طوفان الأقصى وبيان ما لها وما عليها إلا أن إقدام يحيى السنـ.ـوار رحمه الله على قرار الطوفان أحد أهم أسبابه أنه آتٍ من بيئة السجن، يعلم أحوال من فيها، بل عاشها بنفسه وعانى العذاب والعزل قرابة ربع قرنٍ من الزمان.
ولقد كانت معركة الطوفان ثقيلةً علينا ثقلًا عظيمًا، لكنها في النهاية خمسة عشر شهرًا، فكيف بمن عانى 15 سنة! بل إن بعض من أفرج عنهم اليوم زاد عمره في السجن عن 40 سنة، وأحد أبناء المنطقة التي أسكن خرج اليوم وله في السجن 33 سنة!
والأشد من ذلك أن بعض الأسرى زاد عمره في السجن الانفرادي عن 10 سنين، يبقى وحيدًا لا يعلم بأحد ويُجرب عليه من أصناف العذاب ما لا يحيط به أحد.
وهؤلاء الذين يُعذَّبون لم يؤخذوا في سرقةٍ أو قطع طريق لنقول: إنهم يستحقون بما فعلوا؛ بل إنهم فقدوا حريتهم لأجل حريتنا، وفقدوا كرامتهم لأجل كرامتنا.
اللهم يا سميع يا مجيب يا قريب فرِّج عن إخواننا المعتقلين عن قريبٍ قريب قريب.
اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل، أنت مولانا فنعم المولى ونعم النصير.
أظلنا ضيف كريم، جاء على حال عطشٍ وظمأ للعيش في ظلال كتاب الله، وطول المكث في بيوت الله، فاستعن بالله على حسن الصيام والقيام وتلاوة القرآن وغير ذلك مما يفتحه عليك، أسأل الله أن يفتح لك من خزائن فضله فتحًا لا إغلاق بعده.
حتى لا يضيع عليك رمضان هذا العام
هذه ثلاث عشرة وصية بين يديك:
1. اتل جزأين كل يوم، تبدأ بالأول بين أذان الفجر والإقامة وتتمه بعد الفجر، وتبدأ بالثاني بعد العصر وتتمه بعد الإفطار، وبهذا يتحصل لك في الشهر ختمتان من غير عناء.
2. اجعل رمضان فرصةً للانطلاق في إدراك تكبيرة الإحرام أربعين يومًا؛ لتحظى ببراءةٍ من النار وبراءة من النفاق بإذن الله ورحمته وفضله.
3. حافظ على خماسية الذِّكر: بأن تكرر كل ذكر منها مائة مرة وهي: أستغفر الله، سبحان الله، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم صل على محمدٍ النبيِّ الأميِّ وعلى آل محمد.
4. امكث في المسجد بعد صلاة الفجر وحتى الشروق، وصل ركعتين؛ لتخرج بعد ساعةٍ واحدةٍ بأجر حجةٍ وعمرة تامة تامَّة تامة بإذن الله وفضله.
5. اقتن تفسيرًا متوسطًا، وابدأ مشوار التفسير من رمضان هذا العام، واقرأ ما شاء الله أن تقرأ، وواصل بعد رمضان حتى تنهيه ولو طال الزمان.
وأنتخب لك واحدًا من هذه التفاسير الثلاثة: تفسير الوسيط لسيد طنطاوي وأحمد الكومي، أو تهذيب تفسير الطبري لصلاح الخالدي، أو عمدة التفسير لأحمد شاكر، فإن أردت تفسيرًا من مجلدٍ واحد فأختار لك "المختصر في التفسير" الصادر عن مركز تفسير، أو "المعين في تدبر الكتاب المبين" للشيخ مجد مكي وفقه الله.
6. حافظ على صلاة ركعتين طويلتين إما قبل النوم أو قبل السحور أو بعده، واجتهد أن تُطَوِّلَ فيهما ما استطعت قيامًا وركوعًا وسجودًا ودعاءً؛ فإنَّ الإيمانَ لا يُبني بالركعات الخفيفة، وما تغني التمرة والتمرتان من إنسانٍ جائع، واحرص فيهما على السر؛ ففي الحديث: "صلاة الرجل تطوعًا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسًا وعشرين درجة". صححه الألباني.
ومما يعينك على التطويل وحسن الصلاة: أن تحفظ أذكار الصلاة؛ فإنَّ لها دورًا فعَّالًا في جلب الخشوع والانتفاع بالصلاة، وقد جمعتها في ورقةٍ واحدة وتم نشرها على قناة التليغرام الشخصية، وأوردت أكثرها مع الشرح في كتاب "دليل المعتكف" وهو منشورٌ على الشبكة.
7. الصائم لا ترد دعوته، وكم من بابٍ بقي مقفلًا طيلة العام، ثم جاء رمضان يحمل المِفتاح، فاستثمر فرصة رمضان؛ فالدعاء فيه مسموع مرفوع، فحدِّد أدعيتك، وألح على ربِّك، ولا تيأس ولا تعجل، وركز على ما تشتد إليه حاجتك من أمر الدين والدنيا، واستثمر مواطن الإجابة؛ كالسجود وبين الأذان والإقامة وفي السَّحر وعند الفِطر، فإذا اقترب المغرب فأقبل على الدعاء، فإذا أذن المؤذن وأخذت تفطر.. فلا تضيع هذه اللحظة الغالية بالحديث مع غيرك، فهنا تتمة العمل، وهنا الجائزة.
8. لا توجع قلبَ أحدٍ في رمضان، فتلطف مع الجميع ما استطعت، واجتهد أن تدخل السرور على قلب من تُعامل، وأن تزيح كربته، ولو استطعت التصدق على ذوي الحاجة أو أن تفطر بعض الصائمين.. فافعل، وطوبى ثم طوبى لمن آتى المالَ على حُبِّه.
9. التزم صلاة التراويح مع الإمام وصل الوتر معه، واتل الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة قبل نومك، وآخر إحدى عشرة آية من سورة آل عمران فور يقظتك، وقم الليل بمائة آية، وصل الفجر في جماعة؛ فإنَّ أجرَ كل عملٍ من هذه الأعمال الخمسة قيامُ ليلةٍ كما جاء في الأخبار.
10. خفِّف من الإفطار والانشغال بوسائل التواصل ما استطعت، وكلما شعرت بضعفك أمام ذلك تذكر قول الله: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}، وقول الله: {رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته}.
هذه ثلاث عشرة وصية بين يديك:
1. اتل جزأين كل يوم، تبدأ بالأول بين أذان الفجر والإقامة وتتمه بعد الفجر، وتبدأ بالثاني بعد العصر وتتمه بعد الإفطار، وبهذا يتحصل لك في الشهر ختمتان من غير عناء.
2. اجعل رمضان فرصةً للانطلاق في إدراك تكبيرة الإحرام أربعين يومًا؛ لتحظى ببراءةٍ من النار وبراءة من النفاق بإذن الله ورحمته وفضله.
3. حافظ على خماسية الذِّكر: بأن تكرر كل ذكر منها مائة مرة وهي: أستغفر الله، سبحان الله، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم صل على محمدٍ النبيِّ الأميِّ وعلى آل محمد.
4. امكث في المسجد بعد صلاة الفجر وحتى الشروق، وصل ركعتين؛ لتخرج بعد ساعةٍ واحدةٍ بأجر حجةٍ وعمرة تامة تامَّة تامة بإذن الله وفضله.
5. اقتن تفسيرًا متوسطًا، وابدأ مشوار التفسير من رمضان هذا العام، واقرأ ما شاء الله أن تقرأ، وواصل بعد رمضان حتى تنهيه ولو طال الزمان.
وأنتخب لك واحدًا من هذه التفاسير الثلاثة: تفسير الوسيط لسيد طنطاوي وأحمد الكومي، أو تهذيب تفسير الطبري لصلاح الخالدي، أو عمدة التفسير لأحمد شاكر، فإن أردت تفسيرًا من مجلدٍ واحد فأختار لك "المختصر في التفسير" الصادر عن مركز تفسير، أو "المعين في تدبر الكتاب المبين" للشيخ مجد مكي وفقه الله.
6. حافظ على صلاة ركعتين طويلتين إما قبل النوم أو قبل السحور أو بعده، واجتهد أن تُطَوِّلَ فيهما ما استطعت قيامًا وركوعًا وسجودًا ودعاءً؛ فإنَّ الإيمانَ لا يُبني بالركعات الخفيفة، وما تغني التمرة والتمرتان من إنسانٍ جائع، واحرص فيهما على السر؛ ففي الحديث: "صلاة الرجل تطوعًا حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمسًا وعشرين درجة". صححه الألباني.
ومما يعينك على التطويل وحسن الصلاة: أن تحفظ أذكار الصلاة؛ فإنَّ لها دورًا فعَّالًا في جلب الخشوع والانتفاع بالصلاة، وقد جمعتها في ورقةٍ واحدة وتم نشرها على قناة التليغرام الشخصية، وأوردت أكثرها مع الشرح في كتاب "دليل المعتكف" وهو منشورٌ على الشبكة.
7. الصائم لا ترد دعوته، وكم من بابٍ بقي مقفلًا طيلة العام، ثم جاء رمضان يحمل المِفتاح، فاستثمر فرصة رمضان؛ فالدعاء فيه مسموع مرفوع، فحدِّد أدعيتك، وألح على ربِّك، ولا تيأس ولا تعجل، وركز على ما تشتد إليه حاجتك من أمر الدين والدنيا، واستثمر مواطن الإجابة؛ كالسجود وبين الأذان والإقامة وفي السَّحر وعند الفِطر، فإذا اقترب المغرب فأقبل على الدعاء، فإذا أذن المؤذن وأخذت تفطر.. فلا تضيع هذه اللحظة الغالية بالحديث مع غيرك، فهنا تتمة العمل، وهنا الجائزة.
8. لا توجع قلبَ أحدٍ في رمضان، فتلطف مع الجميع ما استطعت، واجتهد أن تدخل السرور على قلب من تُعامل، وأن تزيح كربته، ولو استطعت التصدق على ذوي الحاجة أو أن تفطر بعض الصائمين.. فافعل، وطوبى ثم طوبى لمن آتى المالَ على حُبِّه.
9. التزم صلاة التراويح مع الإمام وصل الوتر معه، واتل الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة قبل نومك، وآخر إحدى عشرة آية من سورة آل عمران فور يقظتك، وقم الليل بمائة آية، وصل الفجر في جماعة؛ فإنَّ أجرَ كل عملٍ من هذه الأعمال الخمسة قيامُ ليلةٍ كما جاء في الأخبار.
10. خفِّف من الإفطار والانشغال بوسائل التواصل ما استطعت، وكلما شعرت بضعفك أمام ذلك تذكر قول الله: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}، وقول الله: {رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته}.
11. تعمق في التعرف على الله تعالى في رمضان من خلال حسن التدبر في التلاوة، والقراءة في معاني أسماء الله الحسنى وصفاته العلى.
وأقترح لك كتاب "شرح الأسماء الحسنى" للشيخ عبد الرزاق البدر، أو "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" للشيخ الجُليِّل، أو "هنيئًا لمن عرف ربه" للشيخ خالد أبو شادي فرَّج الله كربه، وكذلك كتاب "موسوعة أسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى" للدكتور محمد راتب النابلسي، وهي متوفرة على الشبكة مسموعةً ومرئيةً كذلك، وهذا الكتاب أهمها من ناحية البناء التربوي.
وأنبه على أن أكثر عناية الدعاة والمشتغلين بالعلم إنما هي بتوحيد الألوهية، أما توحيد الربوبية وكذا توحيد الأسماء والصفات فما أخذا حقَّهما من العناية والاهتمام رغم محوريتهما في سكب الإيمان في أعماق القلب، وعلاج الأدواء النفسية التي بتنا نسمعها كثيرًا من مثل الاكتئاب والإحباط واليأس والتوتر وأضراب ذلك.
12. انو أن تعتكف العشر الأواخر، فإن تعسَّر ذلك فاعتكف جزئيًّا بأن تَجعلَ مقرَّك المسجد وتخرج لما يتأكد الخروج إليه ثم تعود، واشترط في نيتك الخروج لما تخرج إليه؛ فعسى الله أن يكرمك بأجر اعتكافٍ كاملٍ بإذنه وفضله سبحانه، وإن لم يتيسر بسبب قصف أكثر من ثلثي مساجد القطاع فانو الخير، وإنما لكلِّ امرئ ما نوى، وعسى الله أن ييسر بناء المساجد من جديدٍ ونقضي ما فاتنا من الاعتكاف، والله هو الولي الحميد.
وأخيرًا:
13. رتب خُطَّتك واكتبها واستحضرها جيدًا، وحدد عدد الختمات والمقدار الذي تحفظه أو تراجعه والمسجد الذي تصلي فيه التراويح وغير ذلك؛ فإنَّ المُرتَبِكَ قلَّما يحسن، ولو تعجَّل فربما كان على شيءٍ من التوتر، وخير التربية والعمل ما كان في هدوءٍ بعيدًا عن التوتر أو الضجيج.
والله هو الموفق وحده.
وأقترح لك كتاب "شرح الأسماء الحسنى" للشيخ عبد الرزاق البدر، أو "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" للشيخ الجُليِّل، أو "هنيئًا لمن عرف ربه" للشيخ خالد أبو شادي فرَّج الله كربه، وكذلك كتاب "موسوعة أسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى" للدكتور محمد راتب النابلسي، وهي متوفرة على الشبكة مسموعةً ومرئيةً كذلك، وهذا الكتاب أهمها من ناحية البناء التربوي.
وأنبه على أن أكثر عناية الدعاة والمشتغلين بالعلم إنما هي بتوحيد الألوهية، أما توحيد الربوبية وكذا توحيد الأسماء والصفات فما أخذا حقَّهما من العناية والاهتمام رغم محوريتهما في سكب الإيمان في أعماق القلب، وعلاج الأدواء النفسية التي بتنا نسمعها كثيرًا من مثل الاكتئاب والإحباط واليأس والتوتر وأضراب ذلك.
12. انو أن تعتكف العشر الأواخر، فإن تعسَّر ذلك فاعتكف جزئيًّا بأن تَجعلَ مقرَّك المسجد وتخرج لما يتأكد الخروج إليه ثم تعود، واشترط في نيتك الخروج لما تخرج إليه؛ فعسى الله أن يكرمك بأجر اعتكافٍ كاملٍ بإذنه وفضله سبحانه، وإن لم يتيسر بسبب قصف أكثر من ثلثي مساجد القطاع فانو الخير، وإنما لكلِّ امرئ ما نوى، وعسى الله أن ييسر بناء المساجد من جديدٍ ونقضي ما فاتنا من الاعتكاف، والله هو الولي الحميد.
وأخيرًا:
13. رتب خُطَّتك واكتبها واستحضرها جيدًا، وحدد عدد الختمات والمقدار الذي تحفظه أو تراجعه والمسجد الذي تصلي فيه التراويح وغير ذلك؛ فإنَّ المُرتَبِكَ قلَّما يحسن، ولو تعجَّل فربما كان على شيءٍ من التوتر، وخير التربية والعمل ما كان في هدوءٍ بعيدًا عن التوتر أو الضجيج.
والله هو الموفق وحده.
اكتب خطة عملك في رمضان، وأكثر فيها من نية العمل الصالح، ولو لم تفعل كل شيء تخطُّه، فيكفي أن تكون صادقًا في نية فعله؛ فالمرء يبلغ بنِيِّتِه ما لا يبلغ بعمله، ومن هم بحسنةٍ ولم يعملها كُتِبت له، وإنما لكل امرئ ما نوى.
ولهذا فانو التهجد والصدقة وكثرة الذكر وصلة الرحم وتفطير الصائم، والمكث حتى الشروق بالمسجد، وتلاوة عدد من الختمات تقوم بتحديده، وغير ذلك مما يفتحه الله لك، وفضل الله واسع.
ولهذا فانو التهجد والصدقة وكثرة الذكر وصلة الرحم وتفطير الصائم، والمكث حتى الشروق بالمسجد، وتلاوة عدد من الختمات تقوم بتحديده، وغير ذلك مما يفتحه الله لك، وفضل الله واسع.
أشتهي أن تعم ثقافة حفظ سُوَرِ المُفصَّل بين الناس؛ وذلك من سورة الحجرات أو ق إلى الناس، وكان السلف يتواصون بها؛ فهي وفيرةُ العظات، كثيرة الآيات، غزيرة المعاني، حتى كان بعض مشايخي يسميها مناجم القرآن.
ورمضان فرصة كريمة لتبدأ في حفظها، لتدخل فيمن امتدحهم الله بقوله: {بل هو آياتٌ بينات في صدور الذين أوتوا العلم}.
ورمضان فرصة كريمة لتبدأ في حفظها، لتدخل فيمن امتدحهم الله بقوله: {بل هو آياتٌ بينات في صدور الذين أوتوا العلم}.
سبعة أعمال يسيرة، كل عملٍ منها بأجر قيام ليلةٍ:
وذلك من جهة الجزاء لا الإجزاء، وهي فرصةٌ لا ينبغي أن تفوت، ودونك هذه الأعمال:
1. صلاة العشاء والفجر في جماعة: فقد أخرج مسلم من حديث عثمانَ بنِ عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى العشاء في جماعةٍ فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعةٍ فكأنما صلى الليل كله".
2. قراءة خواتيم البقرة: فقد أخرج الشيخانِ عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلةٍ كفتاه".
قال النووي والحافظ ابن حجر: أي أجزأتاه عن قيام الليل، وقيل غير ذلك.
وهذا القول ورد عن راوي الحديث أبي مسعود رضي الله عنه؛ فإنه قال: "من قرأ خاتمة البقرة أجزأت عنه قيام ليلة".
وأخرج الدارمي في سننه أن عليًّا رضي الله عنه قال: "ما كنت أرى أن أحدًا يعقل ينام حتى يقرأ هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة، وإنهن لمن كنزٍ تحت العرش".
3. قراءة خواتيم آل عمران: فقد أخرج الدارميُّ في سننه أيضًا عَنْ عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: "من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة".
وهذا الخبر ضعفه بعض أهل العلم، لكنه ثابتٌ من عمل النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكان إذا استيقظ من النوم يقرأ هذه الآيات وهو ينظر إلى السماء كما ورد في الصحيحين، فتحصَّل أنَّ الخلاف في الفضل لا في ثبوت العمل.
4. القيام بمائة آية: فقد أخرج أحمد في مسنده عن تميم الدَّارِىِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من قرأ بمائة آية في ليلةٍ كتب له قنوتُ ليلة". صححه الألباني، وحسنه شعيب الأرنؤوط بشواهده.
5. إتمام صلاة التراويح مع الإمام بما في ذلك صلاةُ الوتر: فقد أخرج أصحاب السنن عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيامُ ليلة". صححه الألباني.
6. نية القيام: فقد أخرج النسائي في سننه عنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح كتب له ما نوى، وكان نومه صدقةً عليه من ربه عز وجل" صححه الألباني.
7. الغسل يوم الجمعة والتبكير للخطبة: فقد أخرج أصحاب السنن من حديث أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من غسَّل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يَلْغُ.. كان له بكل خطوةٍ عملُ سنةٍ صيامها وقيامها". صححه الألباني.
وفق الله الجميع لمراضيه.
وذلك من جهة الجزاء لا الإجزاء، وهي فرصةٌ لا ينبغي أن تفوت، ودونك هذه الأعمال:
1. صلاة العشاء والفجر في جماعة: فقد أخرج مسلم من حديث عثمانَ بنِ عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى العشاء في جماعةٍ فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعةٍ فكأنما صلى الليل كله".
2. قراءة خواتيم البقرة: فقد أخرج الشيخانِ عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلةٍ كفتاه".
قال النووي والحافظ ابن حجر: أي أجزأتاه عن قيام الليل، وقيل غير ذلك.
وهذا القول ورد عن راوي الحديث أبي مسعود رضي الله عنه؛ فإنه قال: "من قرأ خاتمة البقرة أجزأت عنه قيام ليلة".
وأخرج الدارمي في سننه أن عليًّا رضي الله عنه قال: "ما كنت أرى أن أحدًا يعقل ينام حتى يقرأ هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة، وإنهن لمن كنزٍ تحت العرش".
3. قراءة خواتيم آل عمران: فقد أخرج الدارميُّ في سننه أيضًا عَنْ عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: "من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة".
وهذا الخبر ضعفه بعض أهل العلم، لكنه ثابتٌ من عمل النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكان إذا استيقظ من النوم يقرأ هذه الآيات وهو ينظر إلى السماء كما ورد في الصحيحين، فتحصَّل أنَّ الخلاف في الفضل لا في ثبوت العمل.
4. القيام بمائة آية: فقد أخرج أحمد في مسنده عن تميم الدَّارِىِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من قرأ بمائة آية في ليلةٍ كتب له قنوتُ ليلة". صححه الألباني، وحسنه شعيب الأرنؤوط بشواهده.
5. إتمام صلاة التراويح مع الإمام بما في ذلك صلاةُ الوتر: فقد أخرج أصحاب السنن عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيامُ ليلة". صححه الألباني.
6. نية القيام: فقد أخرج النسائي في سننه عنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح كتب له ما نوى، وكان نومه صدقةً عليه من ربه عز وجل" صححه الألباني.
7. الغسل يوم الجمعة والتبكير للخطبة: فقد أخرج أصحاب السنن من حديث أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من غسَّل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يَلْغُ.. كان له بكل خطوةٍ عملُ سنةٍ صيامها وقيامها". صححه الألباني.
وفق الله الجميع لمراضيه.
رمضان شهر القرآن، وهذه الخاصيَّة تُنظِّم لك أورادك فيه؛ فبعد الفجر حفظٌ ومراجعة، وفي النهار تلاوة، وفي الضحى أو بعد العصر تركيزٌ على التدبر بالقراءة في كتب التفسير، وفي صلاة الليل تفاعلٌ مع الآيات وتأثرٌ بها، أو ترسم أورادك بما هو أوفق لك.
من رام الاستفادةَ من التلاوة فليستحضر قضيةً علميةً في كل ختمةٍ قرآنية، تبقى كالهاجس في ذهنه، فعندئذٍ يتيسر له أن يرى منهج القرآن في تقريرها، ويلتفت إلى فقهها، ويدرك أسرارها، ويقف على شواهدها.
وذلك كأن ترى منهج القرآن في عرض المنهج التربوي، أو الفقه الاجتماعي، أو الفكر السياسي، أو الدعاء أو الأخلاق أو فقه السنن أو غير ذلك، والله يفتح على من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
وذلك كأن ترى منهج القرآن في عرض المنهج التربوي، أو الفقه الاجتماعي، أو الفكر السياسي، أو الدعاء أو الأخلاق أو فقه السنن أو غير ذلك، والله يفتح على من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
تفضَّلَ ربنا سبحانه على عباده في رمضان بفَتْحِ أبواب الجنة وبذلك تُفتحُ أبوابُ الحسنات فتسهل لك، وغَلقِ أبواب النار وبذلك تُغلق أبواب السيئات فتُصرف عنك، وتصفيد الشياطين ومردةِ الجن فلا تقع الوساوس لك، وبذلك يسهل الاستكثار من الحسنات وترك السيئات ومدافعة الإغراءات من غير كبيرِ مجاهدةٍ وعناء، وجَعْلِ الآخرة تفتح أبوابها بعد أن كانت تُطلب ولا تَطلب.
وهذه التغيرات الأربعة تستفزك وتستنفرك لأن تبالغ في الاستكثار من الحسنات إلى آخر حد، وتخفف من موجبات الغفلة إلى آخر حد، فصم وقم واتلُ ورابط وأنفق وجاهد وتهجد وأطل الوقوف بين يديه، والله يرزق من يشاء بغير حساب.
وهذه التغيرات الأربعة تستفزك وتستنفرك لأن تبالغ في الاستكثار من الحسنات إلى آخر حد، وتخفف من موجبات الغفلة إلى آخر حد، فصم وقم واتلُ ورابط وأنفق وجاهد وتهجد وأطل الوقوف بين يديه، والله يرزق من يشاء بغير حساب.
لا ينبغي للمرأة في رمضان أن تقضي أكثر وقتها في أعمال البيت؛ بل تجعل لها أورادًا تلتزم بها، وتحتسب المثوبة من الله على ما تقدمه لبيتها، وينبغي للأولاد أن يبالغوا في إعانتها؛ فإن حاجة المرأة إلى مقاصد رمضان كحاجة الرجل أو أشد.
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
لما أعلن قبل سنتيْن عن النية في إذاعة مسلسل "معاوية" (رضي الله عنه)، كان ذلك أمرًا مُفْزِعًا حقا؛ وهو مفزع لأكثر من سبب، أهمها:
1. أن الموقف العلمي والشرعي، بل الموقف المنطقي المنهجي، هو الكف عما شجر بين الصحابة، فمجرد فتح هذا الموضوع لعموم الناس فيه خطر عليهم.. خطر على دينهم، وبدينهم هذا يدخلون الجنة أو النار..
فالمسألة هنا كأن يأتي غير متخصص يقف على المسرح، فيعبث بالسلاح وبالقنابل، وهو يحسب أنه يعلم الناس علما ينفعهم في دنياهم!
هذا عملٌ يمنعه أي قانون، بل ويقف دونه أي عاقل.. لأنه ببساطة يمثل خطرا على أرواح الناس!
إذا كان أي عاقل يقبل ويرضى أن يحدث هذا المشهد، فليقبل الناس بالنقاش العلني الدرامي في الفتنة، وهو الموضوع المعقد الكبير علميا، كما أنه الموضوع الخطير على دين الناس لا على أبدانهم فقط.. فقد يخرج الواحد منهم من هذا المسلسل ويحمل في ضميره موقفا يكون سببا في دخوله النار.
2. أن الكاتب والمنتج كلاهما ليسوا من المؤتمنين على دين الناس.. فلا خالد صلاح يعرف بالعلم الذي يؤهله للكلام في الموضوع.. ولو فرضنا أنه قد عُرِف بالعلم وأنه مؤرخ متخصص وذو كفاءة، فإن كونه من كبار المنافقين ومشاهيرهم يجعله مجروح الأمانة.. يجب ألا يسمح له بالكلام في هذا الموضوع، ويجب أن يُحذَّر الناس من الاستماع له، مثلما يُحَذَّرون من الاستماع لأمثال علي جمعة وبرهامي وأحمد الطيب وسعيد البوطي ورسلان وغيرهم من رؤوس المنافقين الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم.
فكيف وقد جمع خالد صلاح السوأتيْن: جاهل ومنافق معًا؟!!
ثم كيف والمنتج لهذا العمل هو شبكة إم بي سي المعروفة بدورها الكبير في هدم الدين وتشويهه والتنفير عنه؟!!
3. دعنا نفرض أن الكاتب مؤهل وأمين، وأن الشبكة المنتجة نزيهة الأغراض والأهداف.. فوالله لا نأمن في هذه الحالة أن تصل الرسالة الأمينة النزيهة إلى عموم الناس، لسبب بسيط.. أن الأمر مشكلة معقدة اختلف فيها أفضل أجيال الامة عقولا ودينا.. ولذلك الغرض تحديدا كان الموقف الشرعي العلمي "الكف عما شجر بين الصحابة"..
فلو أن العاملين اجتهدوا في إعطاء الأمر حقه.. فكيف نضمن للعمل الدرامي أن يستطيع إيصال الأمر كما هو لعموم الناس، لا سيما وأدوات الدراما أدوات عاطفية تلعب على مشاعر الناس وليست أدوات علمية تخاطب عقولهم وحدها.
إن المرء ليجتهد أن يكتب الكلام واضحا صريحا بسيطا ثم يجد من فئة كبيرة من الجماهير أنها لم تفهمه، أو فهمت منه بعضا ولم تفهم بعضا، أو فهمت شيئا فالتزمت بعده لوازم ليست من لازم الكلام، أو لم تنتبه العقول إلى استدراكات منصوص عليها في النص نفسه..
فياليت شعري كيف يكون الجمهور أمام عمل درامي، عاطفي بالطبع، يشرح موضوعا معقدا، يتعلق بأديان الناس؟!!
فلو قد افترضنا أن العاملين على المسلسل اجتهدوا وسع طاقتهم، لكان حتما لازما أن سيخرج من بعد المسلسل قومٌ تشيعوا وقوم اتخذوا منهج النصب.. فكيف إن كان هؤلاء الذين أنتجوا هذا المسلسل على النحو الذي ذكرنا؟
ظلمات بعضها فوق بعض!!
على كل حال.. وحيث أن الكارثة قد وقعت بالفعل، والمسلسل سيبث بالفعل.. فإن غاية ما أملك أني -لما سمعت بهذا قبل عامين- أخرجت سلسلة "قصة الفتنة الكبرى" في (31) حلقة.. حاولت فيها جهدي شرح الأمر تجنبا لكثرة الأسئلة، ومناهضة -بما استطعتُ- للمذاهب الضالة من شيعة ونواصب وخوارج.
فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر.. فليتجنب الفتن والشبهات، وليتجنب المسلسل!
ومن أصابته الفتنة فأراد أن يسأل، فلينظر هذه السلسلة، فإنها بيَّنت الرأي العلمي الشرعي.. ومادتها قد راجعها عدد من العلماء قبل أن أنشرها، والحمد لله تعالى، فكلهم أثنى عليها.. وهذا من فضل الله وحده!
رابط السلسلة (وأوصي بعدم نشرها إلا لمن أصابته شبهة) | https://www.youtube.com/watch?v=38Qx2PHhFGw&list=PLnpknmCXt_N6RjzQ5jvwO424All21iCjX
1. أن الموقف العلمي والشرعي، بل الموقف المنطقي المنهجي، هو الكف عما شجر بين الصحابة، فمجرد فتح هذا الموضوع لعموم الناس فيه خطر عليهم.. خطر على دينهم، وبدينهم هذا يدخلون الجنة أو النار..
فالمسألة هنا كأن يأتي غير متخصص يقف على المسرح، فيعبث بالسلاح وبالقنابل، وهو يحسب أنه يعلم الناس علما ينفعهم في دنياهم!
هذا عملٌ يمنعه أي قانون، بل ويقف دونه أي عاقل.. لأنه ببساطة يمثل خطرا على أرواح الناس!
إذا كان أي عاقل يقبل ويرضى أن يحدث هذا المشهد، فليقبل الناس بالنقاش العلني الدرامي في الفتنة، وهو الموضوع المعقد الكبير علميا، كما أنه الموضوع الخطير على دين الناس لا على أبدانهم فقط.. فقد يخرج الواحد منهم من هذا المسلسل ويحمل في ضميره موقفا يكون سببا في دخوله النار.
2. أن الكاتب والمنتج كلاهما ليسوا من المؤتمنين على دين الناس.. فلا خالد صلاح يعرف بالعلم الذي يؤهله للكلام في الموضوع.. ولو فرضنا أنه قد عُرِف بالعلم وأنه مؤرخ متخصص وذو كفاءة، فإن كونه من كبار المنافقين ومشاهيرهم يجعله مجروح الأمانة.. يجب ألا يسمح له بالكلام في هذا الموضوع، ويجب أن يُحذَّر الناس من الاستماع له، مثلما يُحَذَّرون من الاستماع لأمثال علي جمعة وبرهامي وأحمد الطيب وسعيد البوطي ورسلان وغيرهم من رؤوس المنافقين الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم.
فكيف وقد جمع خالد صلاح السوأتيْن: جاهل ومنافق معًا؟!!
ثم كيف والمنتج لهذا العمل هو شبكة إم بي سي المعروفة بدورها الكبير في هدم الدين وتشويهه والتنفير عنه؟!!
3. دعنا نفرض أن الكاتب مؤهل وأمين، وأن الشبكة المنتجة نزيهة الأغراض والأهداف.. فوالله لا نأمن في هذه الحالة أن تصل الرسالة الأمينة النزيهة إلى عموم الناس، لسبب بسيط.. أن الأمر مشكلة معقدة اختلف فيها أفضل أجيال الامة عقولا ودينا.. ولذلك الغرض تحديدا كان الموقف الشرعي العلمي "الكف عما شجر بين الصحابة"..
فلو أن العاملين اجتهدوا في إعطاء الأمر حقه.. فكيف نضمن للعمل الدرامي أن يستطيع إيصال الأمر كما هو لعموم الناس، لا سيما وأدوات الدراما أدوات عاطفية تلعب على مشاعر الناس وليست أدوات علمية تخاطب عقولهم وحدها.
إن المرء ليجتهد أن يكتب الكلام واضحا صريحا بسيطا ثم يجد من فئة كبيرة من الجماهير أنها لم تفهمه، أو فهمت منه بعضا ولم تفهم بعضا، أو فهمت شيئا فالتزمت بعده لوازم ليست من لازم الكلام، أو لم تنتبه العقول إلى استدراكات منصوص عليها في النص نفسه..
فياليت شعري كيف يكون الجمهور أمام عمل درامي، عاطفي بالطبع، يشرح موضوعا معقدا، يتعلق بأديان الناس؟!!
فلو قد افترضنا أن العاملين على المسلسل اجتهدوا وسع طاقتهم، لكان حتما لازما أن سيخرج من بعد المسلسل قومٌ تشيعوا وقوم اتخذوا منهج النصب.. فكيف إن كان هؤلاء الذين أنتجوا هذا المسلسل على النحو الذي ذكرنا؟
ظلمات بعضها فوق بعض!!
على كل حال.. وحيث أن الكارثة قد وقعت بالفعل، والمسلسل سيبث بالفعل.. فإن غاية ما أملك أني -لما سمعت بهذا قبل عامين- أخرجت سلسلة "قصة الفتنة الكبرى" في (31) حلقة.. حاولت فيها جهدي شرح الأمر تجنبا لكثرة الأسئلة، ومناهضة -بما استطعتُ- للمذاهب الضالة من شيعة ونواصب وخوارج.
فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر.. فليتجنب الفتن والشبهات، وليتجنب المسلسل!
ومن أصابته الفتنة فأراد أن يسأل، فلينظر هذه السلسلة، فإنها بيَّنت الرأي العلمي الشرعي.. ومادتها قد راجعها عدد من العلماء قبل أن أنشرها، والحمد لله تعالى، فكلهم أثنى عليها.. وهذا من فضل الله وحده!
رابط السلسلة (وأوصي بعدم نشرها إلا لمن أصابته شبهة) | https://www.youtube.com/watch?v=38Qx2PHhFGw&list=PLnpknmCXt_N6RjzQ5jvwO424All21iCjX
دونك محاضرة قديمة ألقيتها بين يدي رمضان لمصلحة تدبر القرآن وحسن التعامل مع مادة الوحي، وفيها ما لا ينبغي أن يفوت من التنظير للأفكار التي ينبغي أن تكون مسكونة بالذهن عند تلاوة القرآن.
https://youtu.be/F642m5sXlRw?feature=shared
https://youtu.be/F642m5sXlRw?feature=shared
أقل الوتر ركعة، وأدنى الكمال ثلاث، وأكمل الكمال إحدى عشرة، ولو أطلق نية الوتر انصرفت إلى ثلاث؛ لأنها أقل الكمال، ويجوز الوتر بواحدة، لكنه خلاف الأولى، ولا ينبغي أن يواظب عليه خاصة في رمضان.
وكيفية صلاة الوتر لمن صلى ثلاثًا: إما الوصل؛ بأن يصلي الثلاث بتشهدٍ واحدٍ، وإما الفصل؛ بأن يصلي ركعتين ويتشهد ويسلم، ثم يأتي بركعةٍ منفصلة، والفصل أفضل من الوصل، وجاء النهي عن جعل الوتر كالمغرب بأن يصلي ثلاثًا متصلة بتشهدين، والله أعلم.
وكيفية صلاة الوتر لمن صلى ثلاثًا: إما الوصل؛ بأن يصلي الثلاث بتشهدٍ واحدٍ، وإما الفصل؛ بأن يصلي ركعتين ويتشهد ويسلم، ثم يأتي بركعةٍ منفصلة، والفصل أفضل من الوصل، وجاء النهي عن جعل الوتر كالمغرب بأن يصلي ثلاثًا متصلة بتشهدين، والله أعلم.
