ملخص(ملزمة معرفة الله الثقة بالله الدرس الأول)
قناة حسن الهادي
💠برنامج #رجال_الله💠
❇️🔰(ملخص ملزمة الاسبوع)🔰❇️
❇️🔰(صوت)🔰❇️
🔰((ملزمة معرفة الله الثقة بالله الدرس الأول))🔰
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
ألقاها_السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ:18/1/2002م اليمن-صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
☆تقديم/ الأستاذ حسن الهادي
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
#إذاعة_صنعاء - البرنامج العام
https://www.tg-me.com/RadioSanaa
#قناة_حسن_الهادي في التلجرام
تهتم بنشر برنامج رجال الله على مدار السنة تابعونا رابط القناة 🔽
https://www.tg-me.com/Hassen_Al_hadi
❇️🔰(ملخص ملزمة الاسبوع)🔰❇️
❇️🔰(صوت)🔰❇️
🔰((ملزمة معرفة الله الثقة بالله الدرس الأول))🔰
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
ألقاها_السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ:18/1/2002م اليمن-صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
☆تقديم/ الأستاذ حسن الهادي
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
#إذاعة_صنعاء - البرنامج العام
https://www.tg-me.com/RadioSanaa
#قناة_حسن_الهادي في التلجرام
تهتم بنشر برنامج رجال الله على مدار السنة تابعونا رابط القناة 🔽
https://www.tg-me.com/Hassen_Al_hadi
كامل ملزمة معرفة الله الثقة بالله الدرس الأول
قناة حسن الهادي
💠برنامج #رجال_الله💠
❇️🔰((كامل الملزمة الصوت))🔰❇️
تم دمج دروس الاسبوع كامل في هذا المقطع الصوتي
🔰((ملزمة معرفة الله الثقة بالله الدرس الأول))🔰
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
ألقاها_السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ:18/1/2002م اليمن-صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
☆تقديم/ الأستاذ حسن الهادي
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
#قناة_حسن_الهادي في التلجرام
تهتم بنشر برنامج رجال الله على مدار السنة تابعونا رابط القناة 🔽
https://www.tg-me.com/Hassen_Al_hadi
❇️🔰((كامل الملزمة الصوت))🔰❇️
تم دمج دروس الاسبوع كامل في هذا المقطع الصوتي
🔰((ملزمة معرفة الله الثقة بالله الدرس الأول))🔰
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
ألقاها_السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ:18/1/2002م اليمن-صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
☆تقديم/ الأستاذ حسن الهادي
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
#قناة_حسن_الهادي في التلجرام
تهتم بنشر برنامج رجال الله على مدار السنة تابعونا رابط القناة 🔽
https://www.tg-me.com/Hassen_Al_hadi
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
طفلة فقدت أبوها وإخوتها الأطفال في قصف خيمتهم غرب خانيونس، لكنها ما انكسرِت
https://www.tg-me.com/alforgan_net
https://www.tg-me.com/alforgan_net
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
🔵 مليونية متجددة يؤكد اليمنيون فيها -بأعلى صوت وأبلغ تعبير- عنفوان الصدق وعزة الإيمان وعهود الرجال إلى #غزة الإباء والمظلومية الكبرى وإلى كيان العدو المؤقت والزائل قريبا
#مع_فلسطين_بكل_عزم
#نصرة_لغزة_عملياتنا_متصاعدة
مليونية "نصرة لغزة.. مسيراتنا مستمرة وعملياتنا متصاعدة" #صنعاء #ميدان_السبعين
#مع_فلسطين_بكل_عزم
#نصرة_لغزة_عملياتنا_متصاعدة
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🔵 من #صنعاء الوعد والعهد، خرجت الجموع المليونية تهتف: غزة لستِ وحدكِ، فكان الصوت يزلزل صمت المتخاذلين ويُسمِع العدو وأعوانه أن #اليمن حاضر في ساحة الفعل قبل القول..
#مع_فلسطين_بكل_عزم
#نصرة_لغزة_عملياتنا_متصاعدة
مليونية "نصرة لغزة.. مسيراتنا مستمرة وعملياتنا متصاعدة" #صنعاء #ميدان_السبعين
#مع_فلسطين_بكل_عزم
#نصرة_لغزة_عملياتنا_متصاعدة
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🔵 رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء عبد الرحيم موسوي في مراسم تكريم الشهيد الحاج رمضان (اللواء فؤاد إيزدي) بطهران:
الشهيد إيزدي قضى عمره على نهج الجهاد في سبيل الله، وسيظل اسمه خالداً إلى جانب القدس وفلسطين وشهداء النضال ضد الكيان الصهيوني المشؤوم... ودماؤه الزكية ستعزّز المسيرة نحو الأهداف المقدسة.
#إيران
الشهيد إيزدي قضى عمره على نهج الجهاد في سبيل الله، وسيظل اسمه خالداً إلى جانب القدس وفلسطين وشهداء النضال ضد الكيان الصهيوني المشؤوم... ودماؤه الزكية ستعزّز المسيرة نحو الأهداف المقدسة.
#إيران
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹معرفة الله – الثقة بالله - الدرس الأول🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الثاني
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 18/1/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (البقرة: من الآية 163) إله واحد، نبي واحـد، وكتاب واحد، ومنهج واحد، وطريق واحد لغاية واحدة، هي رضا الله والجنة.
آية الكرسي التي نقرؤها - وهي من أعظم آيات القرآن الكريم - يقول الله سبحانه وتعالى فيها: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُـذُهُ سِنَـةٌ وَلا نَـوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِـي الْأَرْضِ} (البقرة: من الآية 255) ثقـوا به؛ لأنه الله الذي لا إله غيره، أي هو من يملك شؤونكم، من بيده شؤونكم وأموركم، هو من يدبر أموركـم، هـو وحـده الـذي يمكـن أن تألهـوا إليـه وتلتجئوا إليه.. هو الحي، لا يمكن أن تقول: [ربما قد مـات، الله يرحمـه، أيـش عبَّا يسوي لنا]؟ لا، هو الحي.. هو الشاهد على كل شيء.
قيوم، هو القيوم على كل شيء، فهو قائم على كل نفس بما كسبت. هو القيوم، هو الشاهد على هذا العالم، من يقوم بتدبير شؤونك، هو من يقوم بتحقيق ما وعدك به، بإنجاز ما وعدك به.
هو أيضاً {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ} أول النوم، أو نوع من الغفلة، {وَلا نَوْمٌ} فيمكن أن يهاجموك وهو راقد.. لا، يقول واحد [والله إما إذا هو بيرقد فيمكن يباغتونا وهو راقد ويرجع ينتبه وقد نجحت] لا، لا.. الله سبحانه وتعالى لا يغفل، لا ينام، لا يسهو، لا ينسى عندما تثق به فأنت تثق بمن لا يغفل عنك لحظة واحدة، بمن هو عليم بذات الصدور، صدرك أنت، وصدر عدوك، فثق بمن يستطيع أن يملأ قلبك إيماناً وقوة، ويملأ قلب عدوك رعباً وخوفاً {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} (الأنفال: من الآية12).
مـن هـو الـذي يمكـن أن تتـولاه ولـه هيمنـة على القلوب؟ من هو الذي يمكن؟ لا زعيم، لا رئيس، لا ملـك، لا أي أحـد في هـذا العالـم لـه هيمنـة علـى القلوب.. ألم يقل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله): ((نصرت بالرعب من مسيرة شهر))؟ من أين جاء هذا الرعب؟ من قِبل الله، هو الذي هو مطلع على القلوب، وبيده القلوب يستطيع أن يملأها رعباً، ويملأ تلك القلوب قوة وإيماناً وثقـة، وعزمـاً وإرادة صلبة؛ لأنه قيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم.
ممكن يكون معك وأنت في الدنيا هذه صديق مسؤول أو تاجر، يحصل موقف، تسير إلى عند باب بيته.. قالوا: [لحظة عاده راقد].. [يا جماعة احنا عجّالين بلغوه].. قالوا [مـا يمكـن].. لأنـه عادة كل من هو كبير في هذه الدنيا كلما بيكون أكثر ابتعاداً عن الناس.. [راقد؟ شٌوفوه لنا.. ذا معنا ورقة نريد يعمل لنا توجيه إلى عند فلان، معنا مشكلة كذا وكذا، ونريد..] قالوا: [لحظة.. راقد]، ويمكن أن تخلي الورقة عند الحارس وتجي لها إن شاء الله بكرة؛ لأن وليك هذا هو يسهر على الفيديو إلى ما قبل الفجر، ويتابع الفضائيات إلى ما قبل الفجر، ثم ينام ويواصل نومه إلى الظهر، وهناك من يذهب يشتري له قات، ويذهب يشتري مصاريف البيت، وهو يصحو فقط في الظهر، وأنـت منتظـر لـه عنـد الباب، لأن وليك هذا راقد، تأخذه ساعات من النوم، والورقة حقك عندما توصلها عنده يقلبها قليلاً، وهو متأثر بعد النوم، عاده مِبَخِر بعد الغداء، وإن شاء الله عندما يصحو بالقات قبل المغـرب يرجـع يشوف ورقتـك، ثـم يحولهـا: [الأخ الفلاني اطلعوا على قضية الأخ فلان وانظروا فيها على حسب مـا بـدا لكـم]. مثـل هذا ليس جديراً بأن تتولاه، وأن تثق به بعيداً عن الله سبحانه وتعالى.
أما الله عندما تتولاه هو الشاهد على كل شيء، هو الحاضر على كل شيء {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} (المجادلة: من الآية7)، {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (الحديد: من الآية6)، {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (البقرة: من الآية255). هو إلهك، هو ليس إلهاً من تلك الآلهة التي شراها جدك من الهند ووضعها في الساحـة قـرب بيتـك، يحتـاج تنظفه وتبخر له - مثلما كان يفعل العرب سابقاً - وهو لا يملك حتى المكان الذي هو منصوب عليه.
أما هذا الإله العظيم، هـو مـن لـه ملـك السمـاوات والأرض، وكونه مالـك مـن في السماوات والأرض - ملك نافذ لا أحد يستطيع أن يتمرد على إرادته، لا أحد يستطيع أن يغالبه - فإذا ما كان معك فسيجعل الكون بكلـه معـك، وهـو مـن يستطيـع أن يهيئ ويدبر، يستطيع أن يسخر.
🔹معرفة الله – الثقة بالله - الدرس الأول🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الثاني
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 18/1/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} (البقرة: من الآية 163) إله واحد، نبي واحـد، وكتاب واحد، ومنهج واحد، وطريق واحد لغاية واحدة، هي رضا الله والجنة.
آية الكرسي التي نقرؤها - وهي من أعظم آيات القرآن الكريم - يقول الله سبحانه وتعالى فيها: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُـذُهُ سِنَـةٌ وَلا نَـوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِـي الْأَرْضِ} (البقرة: من الآية 255) ثقـوا به؛ لأنه الله الذي لا إله غيره، أي هو من يملك شؤونكم، من بيده شؤونكم وأموركم، هو من يدبر أموركـم، هـو وحـده الـذي يمكـن أن تألهـوا إليـه وتلتجئوا إليه.. هو الحي، لا يمكن أن تقول: [ربما قد مـات، الله يرحمـه، أيـش عبَّا يسوي لنا]؟ لا، هو الحي.. هو الشاهد على كل شيء.
قيوم، هو القيوم على كل شيء، فهو قائم على كل نفس بما كسبت. هو القيوم، هو الشاهد على هذا العالم، من يقوم بتدبير شؤونك، هو من يقوم بتحقيق ما وعدك به، بإنجاز ما وعدك به.
هو أيضاً {لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ} أول النوم، أو نوع من الغفلة، {وَلا نَوْمٌ} فيمكن أن يهاجموك وهو راقد.. لا، يقول واحد [والله إما إذا هو بيرقد فيمكن يباغتونا وهو راقد ويرجع ينتبه وقد نجحت] لا، لا.. الله سبحانه وتعالى لا يغفل، لا ينام، لا يسهو، لا ينسى عندما تثق به فأنت تثق بمن لا يغفل عنك لحظة واحدة، بمن هو عليم بذات الصدور، صدرك أنت، وصدر عدوك، فثق بمن يستطيع أن يملأ قلبك إيماناً وقوة، ويملأ قلب عدوك رعباً وخوفاً {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} (الأنفال: من الآية12).
مـن هـو الـذي يمكـن أن تتـولاه ولـه هيمنـة على القلوب؟ من هو الذي يمكن؟ لا زعيم، لا رئيس، لا ملـك، لا أي أحـد في هـذا العالـم لـه هيمنـة علـى القلوب.. ألم يقل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله): ((نصرت بالرعب من مسيرة شهر))؟ من أين جاء هذا الرعب؟ من قِبل الله، هو الذي هو مطلع على القلوب، وبيده القلوب يستطيع أن يملأها رعباً، ويملأ تلك القلوب قوة وإيماناً وثقـة، وعزمـاً وإرادة صلبة؛ لأنه قيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم.
ممكن يكون معك وأنت في الدنيا هذه صديق مسؤول أو تاجر، يحصل موقف، تسير إلى عند باب بيته.. قالوا: [لحظة عاده راقد].. [يا جماعة احنا عجّالين بلغوه].. قالوا [مـا يمكـن].. لأنـه عادة كل من هو كبير في هذه الدنيا كلما بيكون أكثر ابتعاداً عن الناس.. [راقد؟ شٌوفوه لنا.. ذا معنا ورقة نريد يعمل لنا توجيه إلى عند فلان، معنا مشكلة كذا وكذا، ونريد..] قالوا: [لحظة.. راقد]، ويمكن أن تخلي الورقة عند الحارس وتجي لها إن شاء الله بكرة؛ لأن وليك هذا هو يسهر على الفيديو إلى ما قبل الفجر، ويتابع الفضائيات إلى ما قبل الفجر، ثم ينام ويواصل نومه إلى الظهر، وهناك من يذهب يشتري له قات، ويذهب يشتري مصاريف البيت، وهو يصحو فقط في الظهر، وأنـت منتظـر لـه عنـد الباب، لأن وليك هذا راقد، تأخذه ساعات من النوم، والورقة حقك عندما توصلها عنده يقلبها قليلاً، وهو متأثر بعد النوم، عاده مِبَخِر بعد الغداء، وإن شاء الله عندما يصحو بالقات قبل المغـرب يرجـع يشوف ورقتـك، ثـم يحولهـا: [الأخ الفلاني اطلعوا على قضية الأخ فلان وانظروا فيها على حسب مـا بـدا لكـم]. مثـل هذا ليس جديراً بأن تتولاه، وأن تثق به بعيداً عن الله سبحانه وتعالى.
أما الله عندما تتولاه هو الشاهد على كل شيء، هو الحاضر على كل شيء {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} (المجادلة: من الآية7)، {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (الحديد: من الآية6)، {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} (البقرة: من الآية255). هو إلهك، هو ليس إلهاً من تلك الآلهة التي شراها جدك من الهند ووضعها في الساحـة قـرب بيتـك، يحتـاج تنظفه وتبخر له - مثلما كان يفعل العرب سابقاً - وهو لا يملك حتى المكان الذي هو منصوب عليه.
أما هذا الإله العظيم، هـو مـن لـه ملـك السمـاوات والأرض، وكونه مالـك مـن في السماوات والأرض - ملك نافذ لا أحد يستطيع أن يتمرد على إرادته، لا أحد يستطيع أن يغالبه - فإذا ما كان معك فسيجعل الكون بكلـه معـك، وهـو مـن يستطيـع أن يهيئ ويدبر، يستطيع أن يسخر.
{مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} (البقرة: من الآية255)، حتى لو ظننت من منطلق آخر بأن ذلك الشخص الكبير في الدنيا يمكن أن يكون كبيراً في الآخرة، فيشفع لك؛ لأنه كان وجيهاً في هذه الدنيا ولديه ممتلكات كثيـرة، وكـان لـه سلطـة عظيمة يمكن أن ينفع يوم القيامة.. كانـت هـذه نظـرة عنـد العـرب السابقين، عند الجاهليين السابقين، كانوا يعتقدون أن الشخص الوجيه في الدنيا يمكن أن يكون أيضاً وجيهاً في الآخرة، كان يقولون: لو فرضنا أن هناك آخرة سنكون نحن من المقربين، ونكون نحن؛ لأننا هنا في الدنيا عظماء {وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً} (الكهف: من الآية36).
في يوم القيامة لا تكون شفاعة إلا لمن ارتضى، ولا شفاعة إلا لمن يأذن، فمن يشفعون هم أولياؤه، هم أنبياؤه، هم من هم في طريقه الذي رسمه وليسوا ممن يفرضون أنفسهم عليه، {وَلا يَشْفَعُونَ} أيضاً {إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (الأنبياء: من الآية 28).
{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} أي: عندما يقول لك: ليس هناك من يشفع إلا بإذنه، أنه يعلم فعلاً أنه لا أحد يشفع إلا بإذنه هو {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} هو يعلم حاضرهم وماضيهم ومستقبلهم، {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ} (البقرة: من الآية 255)، هو الذي أحاط علمه بكل شيء، فهو يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم.
أي لا تقل: ربما الله قال أنه لن يشفِّع أحد إلا بإذنه، لكن هذا ربما يكون الباري هو قد بدا له شيء لأنه عاد باقي مسافة إلى القيامة، وعاد باقي زمان طويل، وباقي كذا.. احتمال..، هو يقول حتى لو كررت هذه الآية حتى مع الملائكة في مجال الشفاعة، {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}، {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} في أكثر من آية في القرآن يقول أنه يعلـم مـا سيقـع، ويعلـم الحـدود التـي لا يمكـن أن يتجاوزوها، والصلاحية في مجال الشفاعة التي تعطى لهم فقط، ولمن تعطى فقط، فلا يتخلف الواقع عما علمه يوم القيامة.
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} (البقرة: من الآية255) يقال: علمه، ويقال: ملكه، معنى كلمة: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}، وأظهر ما تكون أنها بمعنى علمه بعد أن قال: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ} (البقرة: من الآية255) لأنه هو من أحـاط علمـه بالسمـاوات والأرض {وَلا يَؤُودُهُ} (البقرة: من الآية255): لا يثقله، لا يتعبه، لا يشق عليه {حِفْظُهُمَا} حفظ السماوات والأرض {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا} (فاطر: من الآية41).
{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة: من الآية255) أنـت إذا مـا كنـت متوليـاً له فهو العلي، هو القاهر فوق عباده، هو العزيز، وهو العظيم، العظيم في شؤونه، العظيم في أفعاله، العظيم في كماله، فهو من هو جدير بأن يُتولى، من هو جدير بأن يُعبد.
وأنت ترى هذه الآية كثير في القرآن الكريم التي تتحدث من مثل قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} (آل عمران: من الآية6) يتحدث عن: هو الذي يصورنا، هو الذي ينزل المطر لنا، هو الذي ينبت الزرع لنا، هو الذي.. كثيرة في القرآن هذه، لاحظ كم تتكرر {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} أليس يكرر هذه في القرآن الكريم؟ {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران:6) تعبير عن ملكه لنا، ونفاذ أمره فينا؛ لأنه هو الذي يصورنا ونحن مـا نـزال فـي أرحـام أمهاتنـا، كيف يشاء؛ لأنه إلهنا هو إلهنا، من يملك التصرف فينا، بتدبيره وتشريعه وهدايته.
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران:18). لاحظ كم تتكرر عبارة: [لا إله إلا هو] ليتقرر في نفوسنا في أعماق قلوبنا ألوهيته، تتقرر ألوهيته في أعماق قلوبنا، في نفوسنا، وتترسخ بشكل صحيح أنه وحده إلهنا، فنرفض ما سواه، نرفض كل من يقدم نفسه كإلـه لنـا، نرفضـه.. الله هـو وحـده إلهنا، فهو الشاهد على وحدانيته، والملائكة تشهد، وأولوا العلم بأنه القائم بالقسط في عباده، في خلقه، والقسط: هو العدل.
{لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} هو العزيز الذي لا يمكن لأحـد أن يغالبـه فيـرد ما شاء نفاذه من أموره، وهو حكيم في أفعاله، في تدبيره، في تشريعه.
في يوم القيامة لا تكون شفاعة إلا لمن ارتضى، ولا شفاعة إلا لمن يأذن، فمن يشفعون هم أولياؤه، هم أنبياؤه، هم من هم في طريقه الذي رسمه وليسوا ممن يفرضون أنفسهم عليه، {وَلا يَشْفَعُونَ} أيضاً {إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} (الأنبياء: من الآية 28).
{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} أي: عندما يقول لك: ليس هناك من يشفع إلا بإذنه، أنه يعلم فعلاً أنه لا أحد يشفع إلا بإذنه هو {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} هو يعلم حاضرهم وماضيهم ومستقبلهم، {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ} (البقرة: من الآية 255)، هو الذي أحاط علمه بكل شيء، فهو يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم.
أي لا تقل: ربما الله قال أنه لن يشفِّع أحد إلا بإذنه، لكن هذا ربما يكون الباري هو قد بدا له شيء لأنه عاد باقي مسافة إلى القيامة، وعاد باقي زمان طويل، وباقي كذا.. احتمال..، هو يقول حتى لو كررت هذه الآية حتى مع الملائكة في مجال الشفاعة، {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ}، {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} في أكثر من آية في القرآن يقول أنه يعلـم مـا سيقـع، ويعلـم الحـدود التـي لا يمكـن أن يتجاوزوها، والصلاحية في مجال الشفاعة التي تعطى لهم فقط، ولمن تعطى فقط، فلا يتخلف الواقع عما علمه يوم القيامة.
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ} (البقرة: من الآية255) يقال: علمه، ويقال: ملكه، معنى كلمة: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}، وأظهر ما تكون أنها بمعنى علمه بعد أن قال: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ} (البقرة: من الآية255) لأنه هو من أحـاط علمـه بالسمـاوات والأرض {وَلا يَؤُودُهُ} (البقرة: من الآية255): لا يثقله، لا يتعبه، لا يشق عليه {حِفْظُهُمَا} حفظ السماوات والأرض {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا} (فاطر: من الآية41).
{وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة: من الآية255) أنـت إذا مـا كنـت متوليـاً له فهو العلي، هو القاهر فوق عباده، هو العزيز، وهو العظيم، العظيم في شؤونه، العظيم في أفعاله، العظيم في كماله، فهو من هو جدير بأن يُتولى، من هو جدير بأن يُعبد.
وأنت ترى هذه الآية كثير في القرآن الكريم التي تتحدث من مثل قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ} (آل عمران: من الآية6) يتحدث عن: هو الذي يصورنا، هو الذي ينزل المطر لنا، هو الذي ينبت الزرع لنا، هو الذي.. كثيرة في القرآن هذه، لاحظ كم تتكرر {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} أليس يكرر هذه في القرآن الكريم؟ {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران:6) تعبير عن ملكه لنا، ونفاذ أمره فينا؛ لأنه هو الذي يصورنا ونحن مـا نـزال فـي أرحـام أمهاتنـا، كيف يشاء؛ لأنه إلهنا هو إلهنا، من يملك التصرف فينا، بتدبيره وتشريعه وهدايته.
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران:18). لاحظ كم تتكرر عبارة: [لا إله إلا هو] ليتقرر في نفوسنا في أعماق قلوبنا ألوهيته، تتقرر ألوهيته في أعماق قلوبنا، في نفوسنا، وتترسخ بشكل صحيح أنه وحده إلهنا، فنرفض ما سواه، نرفض كل من يقدم نفسه كإلـه لنـا، نرفضـه.. الله هـو وحـده إلهنا، فهو الشاهد على وحدانيته، والملائكة تشهد، وأولوا العلم بأنه القائم بالقسط في عباده، في خلقه، والقسط: هو العدل.
{لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} هو العزيز الذي لا يمكن لأحـد أن يغالبـه فيـرد ما شاء نفاذه من أموره، وهو حكيم في أفعاله، في تدبيره، في تشريعه.
{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَـا مِـنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (آل عمران:62) ألم تتكرر هذه المفردات التي تدل على كمال الله سبحانه وتعالـى؟ مـن مثـل قولـه: {وَهُـوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة: من الآية255). {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} فأنت عندما تتولاه هو العزيز، أنت توليت من لا يقهر، وهو الحكيم أنت توليت من يكون تدبيره فيك، مـن يكـون عملـك لـه كله قائماً على الحكمة، كله لا حماقة فيه، لا عبث فيه، لا جهالة فيه، لا خطأ فيه، فهو حكيم، فـإذا مـا دبرك إنما يدبرك إلى مـا هـو حكمـة، إذا مـا أرشدك إنما يرشدك إلى ما هو حكمة، فهو عزيز حكيم.
وعادة ما يحصل بالنسبة للإنسان عندما يلمس لنفسه في هذه الدنيا عزة وهيمنة أن تنطلق منه الأعمال العشوائية، والتوجيهات العشوائية التي تعكس جبروته، أما الله سبحانه وتعالى فهو حكيم ليس هناك حماقة، ليس هناك توجيهات هكذا، أوامر بحماقة وعبث لا يهمه إلا أن تنفذها قُبَلْ، نَفِذْ! هو حكيم، كلما دبرك إليه، كلما وجهك إليه كلما أمرك به هي أوامر حكمة، توجيهات حكمة، إرشادات حكمة.. أي لنثق به.
لاحظ.. نحن تقريباً لا نثق عندما قال الله للمسلمين وهو يتحدث معهم عن الجهاد، ويرشدهم إلى الجهاد، وأنه تجارة تنجيهم من عذاب أليم، وأنه كذا وكذا، عندما قال: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (التوبة: من الآية41) ما هو هذا الخير الذي تذهب ليرموك بالرصاص! كيف عبارات الناس هنا يقولوا كيف أن هذه حكمة؟ لا، هذه حكمة، حكمة، أوامر حكيمة، فيها رحمة لك، وفيها خير لك، وفيها شرف لك.
حتى وإن كانت الجنة بيده، هو لم يأت ليرسم توجيهات معينة يقول: امشوا عليها، من مشى عليها... مثل المسابقات التي يعملونها في التلفزيون، أو المسابقات في المدارس.. من يمشي على هذه نحن سنعطيه الجنة، والذي لا يمشي عليها سندخله النار.. هكذا أوامر معينة، وتوجيهات معينة وبس.. بدها سبرت والا ما سبرت، يعني فيها خطأ والا ما فيها خطأ.. لا. الله هو الحكيم، هو الحكيم في كل شيء، فكل توجيه من توجيهاته، كل إرشاد من إرشاداته، كل أمر من أوامره، كل نهي من نواهيه هو ينطلق بحكمة، ينطلق من الحكيم سبحانه وتعالى. والحكمة ما هي؟ وضع الشيء في موضعه، أن هذا هو وحده الذي فيه الصلاح لك، لا غيره، هو وحده الذي فيه الفلاح لـك، لا غيره، هو وحده الذي فيه نجاح وفوز لك لا غيره.. وضع الشيء في موضعه، لا يصلح إلا هو.
لم نثق بكثير من أوامره لأنها تبدو وكأنها شاقة، فنقول: ما لها يبدو وكأنها مـا بلـى أمرنـا كـذا قُبَـلْ؟ لكن حتى عندمـا يأمرنـا لاحظوا؛ لأنه يأمرنا وهو في نفس الوقت الحكيم الرحيم أيضاً، متى ما أمر بشيء وبدا لنا شاقاً فهو يضع في تشريعاته، وفي المنهج التربوي لكتابه الكريم يضع الأشياء الكثيرة التي هي سهلة في متناولنا فتجعلنا بالشكل الذي يمكن أن نصل إلى هذا الشيء الذي يعتبر مستبعداً أمامنا، يجعل تشريعه بالشكل الذي يهيئ بعضه لبعض ويخدم بعضه بعضاً، ويسهل بعضه تطبيق بعض.
ومع أن تشريعه حتى لو لم يكن وراءه جنـة، كـل مـا هدانا إليه في كتابه الكريم حتى لو لم يكن وراءه جنة لكان هو وحده المنهج الصحيح الذي لا تستقيم حياة البشر إلا به، ولا تستقيم الدنيا إلا بالسير عليه، حتى ولو فرضنا بأنـه ليـس هنـاك جنـة. أمـا عندما تكون المسألة بأن ما هدانا إليه هو وحده الذي لا منهج أقوم منه، ولا شيء أفضل للحياة، وفي الحياة منه ثم يثيبنا عليه، ثم يعطينا الجزاء العظيم عليه، هذا هو من أبلغ مظاهر رحمته، من أبلغ دلائل سعة رحمته لعباده.. أنك لا تكاد تجد شيئاً مما أرشد إليه في كتابه الكريم إلا وهو يؤكد أن فيه صلاح الحياة، هنا في الدنيا؛ لأنه هو الذي خلق الدنيا، وخلق الإنسان، وهو الذي يعلم السر في السماوات والأرض.. إذاً فلماذا - أيضاً - يضيف إلى هذا أجراً كبيراً وفوزاً كبيراً، ويمنحك الجنة في الآخرة، النعيم الأبـدي، النعيـم العظيـم، والدرجـات العاليـة فـي الجنة.. أليس هذا من سعة رحمته؟
ولهذا قال الله: {وَأَمَّـا الَّذِيـنَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (آل عمران:107)، أنهم في مواقفهم هذه في الدنيا التي تبيض وجوههم هي مواقف لا بد منها في أن لا يظلموا، ولا يقهروا، ولا يذلوا، وأن يعيشوا أحراراً في الدنيا، وأن يعيشوا كرمـاء وأعـزاء وأقويـاء، وتسعـد حياتهـم، فتصبح الجنة زيادة خير بالنسبة لهم، فسماها رحمة {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
www.tg-me.com/KonoAnsarAllah
وعادة ما يحصل بالنسبة للإنسان عندما يلمس لنفسه في هذه الدنيا عزة وهيمنة أن تنطلق منه الأعمال العشوائية، والتوجيهات العشوائية التي تعكس جبروته، أما الله سبحانه وتعالى فهو حكيم ليس هناك حماقة، ليس هناك توجيهات هكذا، أوامر بحماقة وعبث لا يهمه إلا أن تنفذها قُبَلْ، نَفِذْ! هو حكيم، كلما دبرك إليه، كلما وجهك إليه كلما أمرك به هي أوامر حكمة، توجيهات حكمة، إرشادات حكمة.. أي لنثق به.
لاحظ.. نحن تقريباً لا نثق عندما قال الله للمسلمين وهو يتحدث معهم عن الجهاد، ويرشدهم إلى الجهاد، وأنه تجارة تنجيهم من عذاب أليم، وأنه كذا وكذا، عندما قال: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (التوبة: من الآية41) ما هو هذا الخير الذي تذهب ليرموك بالرصاص! كيف عبارات الناس هنا يقولوا كيف أن هذه حكمة؟ لا، هذه حكمة، حكمة، أوامر حكيمة، فيها رحمة لك، وفيها خير لك، وفيها شرف لك.
حتى وإن كانت الجنة بيده، هو لم يأت ليرسم توجيهات معينة يقول: امشوا عليها، من مشى عليها... مثل المسابقات التي يعملونها في التلفزيون، أو المسابقات في المدارس.. من يمشي على هذه نحن سنعطيه الجنة، والذي لا يمشي عليها سندخله النار.. هكذا أوامر معينة، وتوجيهات معينة وبس.. بدها سبرت والا ما سبرت، يعني فيها خطأ والا ما فيها خطأ.. لا. الله هو الحكيم، هو الحكيم في كل شيء، فكل توجيه من توجيهاته، كل إرشاد من إرشاداته، كل أمر من أوامره، كل نهي من نواهيه هو ينطلق بحكمة، ينطلق من الحكيم سبحانه وتعالى. والحكمة ما هي؟ وضع الشيء في موضعه، أن هذا هو وحده الذي فيه الصلاح لك، لا غيره، هو وحده الذي فيه الفلاح لـك، لا غيره، هو وحده الذي فيه نجاح وفوز لك لا غيره.. وضع الشيء في موضعه، لا يصلح إلا هو.
لم نثق بكثير من أوامره لأنها تبدو وكأنها شاقة، فنقول: ما لها يبدو وكأنها مـا بلـى أمرنـا كـذا قُبَـلْ؟ لكن حتى عندمـا يأمرنـا لاحظوا؛ لأنه يأمرنا وهو في نفس الوقت الحكيم الرحيم أيضاً، متى ما أمر بشيء وبدا لنا شاقاً فهو يضع في تشريعاته، وفي المنهج التربوي لكتابه الكريم يضع الأشياء الكثيرة التي هي سهلة في متناولنا فتجعلنا بالشكل الذي يمكن أن نصل إلى هذا الشيء الذي يعتبر مستبعداً أمامنا، يجعل تشريعه بالشكل الذي يهيئ بعضه لبعض ويخدم بعضه بعضاً، ويسهل بعضه تطبيق بعض.
ومع أن تشريعه حتى لو لم يكن وراءه جنـة، كـل مـا هدانا إليه في كتابه الكريم حتى لو لم يكن وراءه جنة لكان هو وحده المنهج الصحيح الذي لا تستقيم حياة البشر إلا به، ولا تستقيم الدنيا إلا بالسير عليه، حتى ولو فرضنا بأنـه ليـس هنـاك جنـة. أمـا عندما تكون المسألة بأن ما هدانا إليه هو وحده الذي لا منهج أقوم منه، ولا شيء أفضل للحياة، وفي الحياة منه ثم يثيبنا عليه، ثم يعطينا الجزاء العظيم عليه، هذا هو من أبلغ مظاهر رحمته، من أبلغ دلائل سعة رحمته لعباده.. أنك لا تكاد تجد شيئاً مما أرشد إليه في كتابه الكريم إلا وهو يؤكد أن فيه صلاح الحياة، هنا في الدنيا؛ لأنه هو الذي خلق الدنيا، وخلق الإنسان، وهو الذي يعلم السر في السماوات والأرض.. إذاً فلماذا - أيضاً - يضيف إلى هذا أجراً كبيراً وفوزاً كبيراً، ويمنحك الجنة في الآخرة، النعيم الأبـدي، النعيـم العظيـم، والدرجـات العاليـة فـي الجنة.. أليس هذا من سعة رحمته؟
ولهذا قال الله: {وَأَمَّـا الَّذِيـنَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (آل عمران:107)، أنهم في مواقفهم هذه في الدنيا التي تبيض وجوههم هي مواقف لا بد منها في أن لا يظلموا، ولا يقهروا، ولا يذلوا، وأن يعيشوا أحراراً في الدنيا، وأن يعيشوا كرمـاء وأعـزاء وأقويـاء، وتسعـد حياتهـم، فتصبح الجنة زيادة خير بالنسبة لهم، فسماها رحمة {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
www.tg-me.com/KonoAnsarAllah
معرفة_الله_–_الثقة_بالله_الدرس_الأول_2_6.pdf
473 KB
📚 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله – الثقة بالله - الدرس الأول)) 2-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tg-me.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله – الثقة بالله - الدرس الأول)) 2-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tg-me.com/KonoAnsarAllah
معرفة الله – الثقة بالله - الدرس الأول 2-6
السيد حسين بدرالدين الحوثي
🎧 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله – الثقة بالله - الدرس الأول)) 2-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tg-me.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله – الثقة بالله - الدرس الأول)) 2-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tg-me.com/KonoAnsarAllah
اليوم الثاني(معرفة الله الثقة بالله الدرس الأول)
قناة حسن الهادي
━━━━━━●───────
🎙💠🔴صوت جودة عالية🔴💠
💠برنامج #رجال_الله💠
#البرنامج_اليومي💠
#درس_اليوم 💠
#اليوم الثاني💠
من ملزمة معرفة الله الثقة بالله الدرس الأول
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
#من_الصفحة ( 5 )💠
#الى_الصفحة ( 8 )💠
#من_قوله:({وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}(البقرة: من الآية163))💠
#الى_قوله:( فسماها رحمة {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.)💠
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
📆يوم الأحد
بتاريخ 18 / محرم / 1447ه
الموافق 13 / 07 /2025م
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
ألقاها_السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ:18/1/2002م اليمن-صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
☆تقديم/ الأستاذ حسن الهادي
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
#قناة_حسن_الهادي في التلجرام
تهتم بنشر برنامج رجال الله على مدار السنة تابعونا رابط القناة 🔽
https://www.tg-me.com/Hassen_Al_hadi
🎙💠🔴صوت جودة عالية🔴💠
💠برنامج #رجال_الله💠
#البرنامج_اليومي💠
#درس_اليوم 💠
#اليوم الثاني💠
من ملزمة معرفة الله الثقة بالله الدرس الأول
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
#من_الصفحة ( 5 )💠
#الى_الصفحة ( 8 )💠
#من_قوله:({وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}(البقرة: من الآية163))💠
#الى_قوله:( فسماها رحمة {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.)💠
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
📆يوم الأحد
بتاريخ 18 / محرم / 1447ه
الموافق 13 / 07 /2025م
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
ألقاها_السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ:18/1/2002م اليمن-صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
☆تقديم/ الأستاذ حسن الهادي
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
#قناة_حسن_الهادي في التلجرام
تهتم بنشر برنامج رجال الله على مدار السنة تابعونا رابط القناة 🔽
https://www.tg-me.com/Hassen_Al_hadi
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹معرفة الله – الثقة بالله - الدرس الأول🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 18/1/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَـنْ أَصْـدَقُ مِـنَ اللَّهِ حَدِيثـاً} (النساء:87) كثير تتكرر كلمة:[لا إلـه إلا هو] من أجلك تقنع أنه لا يوجد لا كـذا ولا كـذا، لا مفر ولا ملجأ، لا من يُلْجَأ غيره، ولا من تلتجئ إليه غيره، وهو هو، {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَـةِ}، ومـن الـذي يستطيع أن يتهرب عن الحضور يوم القيامة؟ {يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لا وَزَرَ} (القيامة:10-11) لا يوجـد مفـر. تقوم من قبرك {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَـذَا مَـا وَعَـدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} (يّـس:52).
{لا رَيْبَ فِيهِ} لا شك فيه. وهذه حقيقة مهمة الإنسان إذا ذكر نفسها بها ليقرر نفسه بها أنني لا بد أن أموت لا بد أن أبعث لا بد أن أحشر أنا فلان بن فلان، الذي بيتي في محل كذا، بالتأكيد لا بد أن أحشر يوم القيامة. نسيان يوم القيامة حالة خطيرة على الإنسان؛ ولهذا كررت في القرآن الكريم بشكل كبير، نسيان يوم القيامة غفلة شديدة، تنسيك عن الإعداد لهذا اليوم، تؤمِّن نفسك في الدنيا فلا تعيش الخوف من القيامة؛ فتحشر يوم القيامة خائفاً.
{لا رَيْبَ فِيهِ} لا شك فيه، لا بد منه لكل شخص، لكل شخص لا بد أن يحشر {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِـي الرَّحْمَـنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً} (مريم:93-94) واحد، اثنان، ثلاثة، كل إنسان، يعرف كل واحد، وسيحشر كل واحد، لا ينسى {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} (مريم:95) فرداً فرداً كلهـم، لا ينسـى أحـد، ولا يبقى قبور هناك لا أحد منها يطلع، نسيهم، أبداً {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} (الزمر:68) كل من في السماوات ومن في الأرض، {لا رَيْبَ فِيهِ} لا شك فيه.
هذا اليوم يوم القيامـة هل هو عبارة عن اجتماع عام، وحفل عام؟ أو يوم ماذا؟ يوم الفصل {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً} (النبأ:17-18). جماعات، تساقون إلى الحشر، سماه يوم الفصل، يفصل فيما بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون، يفصل فيبين كل القضايا التي كان الناس فيها يفرطون؛ فيتجلى هناك عظم تقصيرهم، يتجلى هناك سوء آثار أعمالهم، آثارها السيئة البالغة السوء، يتجلى لك تفريطك فترى كيف كنت غافلاً، ترى ما جره تقصيرك، ترى ما جرته جهالتك، حتى تساق إلى جهنم، وأنت ترى بأنك أصبحت مستحقاً لجهنم.. عندما يقول الملائكة عندما تساق إلى جهنم فيقال: {أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ} (الأنعام: 30).
حتى الملائكة يبدو أنها تستغرب جداً والناس مزدحمـون علـى أبـواب جهنـم {أَوَلَـمْ تَـكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى} (غافر: 50) بلى كانوا يأتوننا بالبينات! {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} (الزمر:71) هذه ليست من كلمات الكافرين هي من قبل الله سبحانه وتعالى، بلى والله كان يأتينا كل شيء، ويعطونا كل شيء، وأرشدونا إلى كل شيء، لكن كنا ننسى، وكنا نتناسى، وكنا نهمل، وكنا لا نبالي، وكنا نقول: يمكن ما هو صحيح.
{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} (النساء: 87) هل هناك أصدق حديث من الله؟ أليست هذه واحدة من العبارات التي تخاطب أعماق نفسك؟ لتؤمن فيكون إيمانك صادقاً أنه ليس هناك أصدق من الله حديثاً.. لتأخذ هذه العبارة، لتأخذ هذه الآية فتكتبها في جدار قلبك، فتجد في الآيات الأخرى عندما تجد وعود الله، ووعده ووعيده، تجد فعلاً أنه ليس هناك أصدق من الله حديثاً، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}؟
🔹معرفة الله – الثقة بالله - الدرس الأول🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الثالث
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 18/1/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَـنْ أَصْـدَقُ مِـنَ اللَّهِ حَدِيثـاً} (النساء:87) كثير تتكرر كلمة:[لا إلـه إلا هو] من أجلك تقنع أنه لا يوجد لا كـذا ولا كـذا، لا مفر ولا ملجأ، لا من يُلْجَأ غيره، ولا من تلتجئ إليه غيره، وهو هو، {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَـةِ}، ومـن الـذي يستطيع أن يتهرب عن الحضور يوم القيامة؟ {يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لا وَزَرَ} (القيامة:10-11) لا يوجـد مفـر. تقوم من قبرك {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَـذَا مَـا وَعَـدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} (يّـس:52).
{لا رَيْبَ فِيهِ} لا شك فيه. وهذه حقيقة مهمة الإنسان إذا ذكر نفسها بها ليقرر نفسه بها أنني لا بد أن أموت لا بد أن أبعث لا بد أن أحشر أنا فلان بن فلان، الذي بيتي في محل كذا، بالتأكيد لا بد أن أحشر يوم القيامة. نسيان يوم القيامة حالة خطيرة على الإنسان؛ ولهذا كررت في القرآن الكريم بشكل كبير، نسيان يوم القيامة غفلة شديدة، تنسيك عن الإعداد لهذا اليوم، تؤمِّن نفسك في الدنيا فلا تعيش الخوف من القيامة؛ فتحشر يوم القيامة خائفاً.
{لا رَيْبَ فِيهِ} لا شك فيه، لا بد منه لكل شخص، لكل شخص لا بد أن يحشر {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِـي الرَّحْمَـنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً} (مريم:93-94) واحد، اثنان، ثلاثة، كل إنسان، يعرف كل واحد، وسيحشر كل واحد، لا ينسى {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} (مريم:95) فرداً فرداً كلهـم، لا ينسـى أحـد، ولا يبقى قبور هناك لا أحد منها يطلع، نسيهم، أبداً {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} (الزمر:68) كل من في السماوات ومن في الأرض، {لا رَيْبَ فِيهِ} لا شك فيه.
هذا اليوم يوم القيامـة هل هو عبارة عن اجتماع عام، وحفل عام؟ أو يوم ماذا؟ يوم الفصل {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً} (النبأ:17-18). جماعات، تساقون إلى الحشر، سماه يوم الفصل، يفصل فيما بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون، يفصل فيبين كل القضايا التي كان الناس فيها يفرطون؛ فيتجلى هناك عظم تقصيرهم، يتجلى هناك سوء آثار أعمالهم، آثارها السيئة البالغة السوء، يتجلى لك تفريطك فترى كيف كنت غافلاً، ترى ما جره تقصيرك، ترى ما جرته جهالتك، حتى تساق إلى جهنم، وأنت ترى بأنك أصبحت مستحقاً لجهنم.. عندما يقول الملائكة عندما تساق إلى جهنم فيقال: {أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ} (الأنعام: 30).
حتى الملائكة يبدو أنها تستغرب جداً والناس مزدحمـون علـى أبـواب جهنـم {أَوَلَـمْ تَـكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى} (غافر: 50) بلى كانوا يأتوننا بالبينات! {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ} (الزمر:71) هذه ليست من كلمات الكافرين هي من قبل الله سبحانه وتعالى، بلى والله كان يأتينا كل شيء، ويعطونا كل شيء، وأرشدونا إلى كل شيء، لكن كنا ننسى، وكنا نتناسى، وكنا نهمل، وكنا لا نبالي، وكنا نقول: يمكن ما هو صحيح.
{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً} (النساء: 87) هل هناك أصدق حديث من الله؟ أليست هذه واحدة من العبارات التي تخاطب أعماق نفسك؟ لتؤمن فيكون إيمانك صادقاً أنه ليس هناك أصدق من الله حديثاً.. لتأخذ هذه العبارة، لتأخذ هذه الآية فتكتبها في جدار قلبك، فتجد في الآيات الأخرى عندما تجد وعود الله، ووعده ووعيده، تجد فعلاً أنه ليس هناك أصدق من الله حديثاً، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}؟
عندما يقول: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} (الأنفال:60) فكن أنت في نفسك مرسخاً: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثا}. {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج: 40) أليس هذا وعداً إلهياً مؤكداً؟ {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثا}. {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُـمْ يُوَلُّوكُـمُ الْأَدْبَـارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} (آل عمران: 111) أليس هذا وعداً؟ فقط يطلب منك إيمان يجعلك أنت تخاطب نفسك بأنه {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}. {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد:7) مـاذا أقول أمام هذه؟ فعلاً أثق؛ لأنني أعلم أنه ليس هناك أصدق من الله حديثاً.
وهكذا تأتي إلى آيات الوعد والوعيد بالنسبة للآخرة، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طـه: 124) أليس هذا قولاً من قول الله؟ أليس حديثاً من حديث الله سبحانه وتعالى؟ أليس وعيداً؟ {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثا}.
نحـن نريـد أن نصـل إلى هذه الدرجة، إلى درجة أن ننظر إلى كل وعد من وعود الله، إلى كل وعيد من وعيده، بأنه يأتي ممن؟ ممن ليس هناك من هو أصدق منه حديثاً.. والأصدق حديثاً أنه من لا يأتي الواقع أبداً متخلفاً عما أخبر به عنه، الذي لا يتخلف إطلاقاً، والمصداقية هي بالنسبة للواقع أن يكون متحققاً {لا رَيْبَ فِيهِ}، لا شك في تحققه، فعندما قـال: {اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلَّا هُـوَ لَيَجْمَعَنَّكُـمْ إِلَـى يَـوْمِ الْقِيَامَةِ} (النساء: 87) أليس هو يخبر عن واقع سيحصل؟ يوم اسمه يوم القيامة، ويجتمع الناس فيه، أليس هذا إخباراً عن واقع سيحصل؟
طيب.. الخبر قد يكون صدقاً، وقد يكون كذباً باعتبار الواقع عندما يأتي الواقع متخلفاً عنه فيكون غير صادق، الصدق هو: أن يكون الواقع وفقاً لما أخبر به عنه.. فمن أصدق من الله حديثاً؟ لأن هذا كلام لا يتخلف وواقع لا يتخلف، لأن من يقول هذا هو من يعلم الغيب والشهادة، ومن يقول هذا هو من يفعل هذه الأشياء هو، وهو العزيز، وهو الحكيم، وهو الملك، وهو القاهر فوق عباده، ليس إخباراً بأن هناك إله آخر سيعمل يوماً يسمى يوم القيامة ثم يمكن أن هذا الإله الآخر يتكاسل فلا يعمل شيئاً.
الله يخبر عن أفعاله هو ما سيفعل، وما أخبر عنه من أفعاله فلن يتخلف، {لا رَيْبَ فِيهِ} (البقرة: 2) {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}.
يـوم القيامـة لـو ترسـخ في نفوسنا الخوف منه، يوم شديد الأهوال يوم وراءه جهنم، إذا لم يكن الإنسان هنا في الدنيا متنبهاً متيقظاً متذكراً يحذر، يخاف وهو لا يزال هنا في الدنيا يوم القيامة لا يجد مخرجاً، لا يجد شيئاً يمكن أن يفدي نفسه به، ولا تقبل منه حتى لو ملك ما يمكن أن يفدي نفسه به، لا يقبل منه. في الدنيا هنا متى ما تأزمت على الإنسان حتى وهو في السجن يمكن يدفع خمسة آلاف أو عشرة آلاف وأخرجوه، أما هناك لا تقبل فدية ولا تقبل رهينة بدلك، هنا في الدنيا يمكن إذا سجن واحد أن يعطي رهينة بدله ويخرج، أو يداول بينه وبين رهينة أخرى، أو يعطي فلوس ويخرج، أو يحصل على وسيـط ويخرجـه، أمـا هناك لا يمكن {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (المدثر:38) {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} (طـه: 15) تجزى كل نفس بما تسعى.
ما الذي ينسينا عن يوم القيامة؟
هي أشياء تتوالى: قلة معرفتنا بالله يؤدي إلى نقص في خوفنا منه، إلى ضُعف في خشيتنا منه، فيؤدي هذا إلى غفلة ونسيان، تؤدي الغفلة والنسيان إلى غياب حالة الخوف مـن يـوم القيامـة، ومتى ما ذكِّر الإنسان أحيانـاً تذكـر، أو رأى ميتاً تذكر، أو سمع مرشداً، أو استعرض سورة من سور القرآن الكريم تذكر، لكن ويحاول أن يعيد إلى ذهنيته الحالـة السابقـة، حالـة اللاشعور بشيء من هذه الأشياء، غفلة.
فمن يعرف الله سبحانه وتعالى معرفة كافية لا بد أن يخشاه، لا بد أن تعظم خشيته منه، وتعظم أيضاً رغبته فيـه، فيكون دائماً متذكراً، متذكراً يحرص على أن يعمل فـي هـذه الدنيـا مـا يقربـه إلـى الله، ويحصـل يـوم القيامة - من خـلال عمله هذا وبرحمة الله - على الفوز بالجنة، وعلى أن يحاسب في يوم القيامة حساباً يسيراً، فيكون من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؛ لأنه متذكر للقيامة، تذكر القيامة له أثره العظيم جداً، جداً في المجالين: في مجال أن تنظر من الأعمال إلى مـا فيه نجاتك يوم القيامة فتنطلق فيه، وتبتعد عن الأعمال أو عن التقصير الذي فيه هلاكك يوم القيامة فتبتعد عنه.
وهكذا تأتي إلى آيات الوعد والوعيد بالنسبة للآخرة، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طـه: 124) أليس هذا قولاً من قول الله؟ أليس حديثاً من حديث الله سبحانه وتعالى؟ أليس وعيداً؟ {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثا}.
نحـن نريـد أن نصـل إلى هذه الدرجة، إلى درجة أن ننظر إلى كل وعد من وعود الله، إلى كل وعيد من وعيده، بأنه يأتي ممن؟ ممن ليس هناك من هو أصدق منه حديثاً.. والأصدق حديثاً أنه من لا يأتي الواقع أبداً متخلفاً عما أخبر به عنه، الذي لا يتخلف إطلاقاً، والمصداقية هي بالنسبة للواقع أن يكون متحققاً {لا رَيْبَ فِيهِ}، لا شك في تحققه، فعندما قـال: {اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلَّا هُـوَ لَيَجْمَعَنَّكُـمْ إِلَـى يَـوْمِ الْقِيَامَةِ} (النساء: 87) أليس هو يخبر عن واقع سيحصل؟ يوم اسمه يوم القيامة، ويجتمع الناس فيه، أليس هذا إخباراً عن واقع سيحصل؟
طيب.. الخبر قد يكون صدقاً، وقد يكون كذباً باعتبار الواقع عندما يأتي الواقع متخلفاً عنه فيكون غير صادق، الصدق هو: أن يكون الواقع وفقاً لما أخبر به عنه.. فمن أصدق من الله حديثاً؟ لأن هذا كلام لا يتخلف وواقع لا يتخلف، لأن من يقول هذا هو من يعلم الغيب والشهادة، ومن يقول هذا هو من يفعل هذه الأشياء هو، وهو العزيز، وهو الحكيم، وهو الملك، وهو القاهر فوق عباده، ليس إخباراً بأن هناك إله آخر سيعمل يوماً يسمى يوم القيامة ثم يمكن أن هذا الإله الآخر يتكاسل فلا يعمل شيئاً.
الله يخبر عن أفعاله هو ما سيفعل، وما أخبر عنه من أفعاله فلن يتخلف، {لا رَيْبَ فِيهِ} (البقرة: 2) {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}.
يـوم القيامـة لـو ترسـخ في نفوسنا الخوف منه، يوم شديد الأهوال يوم وراءه جهنم، إذا لم يكن الإنسان هنا في الدنيا متنبهاً متيقظاً متذكراً يحذر، يخاف وهو لا يزال هنا في الدنيا يوم القيامة لا يجد مخرجاً، لا يجد شيئاً يمكن أن يفدي نفسه به، ولا تقبل منه حتى لو ملك ما يمكن أن يفدي نفسه به، لا يقبل منه. في الدنيا هنا متى ما تأزمت على الإنسان حتى وهو في السجن يمكن يدفع خمسة آلاف أو عشرة آلاف وأخرجوه، أما هناك لا تقبل فدية ولا تقبل رهينة بدلك، هنا في الدنيا يمكن إذا سجن واحد أن يعطي رهينة بدله ويخرج، أو يداول بينه وبين رهينة أخرى، أو يعطي فلوس ويخرج، أو يحصل على وسيـط ويخرجـه، أمـا هناك لا يمكن {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} (المدثر:38) {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} (طـه: 15) تجزى كل نفس بما تسعى.
ما الذي ينسينا عن يوم القيامة؟
هي أشياء تتوالى: قلة معرفتنا بالله يؤدي إلى نقص في خوفنا منه، إلى ضُعف في خشيتنا منه، فيؤدي هذا إلى غفلة ونسيان، تؤدي الغفلة والنسيان إلى غياب حالة الخوف مـن يـوم القيامـة، ومتى ما ذكِّر الإنسان أحيانـاً تذكـر، أو رأى ميتاً تذكر، أو سمع مرشداً، أو استعرض سورة من سور القرآن الكريم تذكر، لكن ويحاول أن يعيد إلى ذهنيته الحالـة السابقـة، حالـة اللاشعور بشيء من هذه الأشياء، غفلة.
فمن يعرف الله سبحانه وتعالى معرفة كافية لا بد أن يخشاه، لا بد أن تعظم خشيته منه، وتعظم أيضاً رغبته فيـه، فيكون دائماً متذكراً، متذكراً يحرص على أن يعمل فـي هـذه الدنيـا مـا يقربـه إلـى الله، ويحصـل يـوم القيامة - من خـلال عمله هذا وبرحمة الله - على الفوز بالجنة، وعلى أن يحاسب في يوم القيامة حساباً يسيراً، فيكون من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؛ لأنه متذكر للقيامة، تذكر القيامة له أثره العظيم جداً، جداً في المجالين: في مجال أن تنظر من الأعمال إلى مـا فيه نجاتك يوم القيامة فتنطلق فيه، وتبتعد عن الأعمال أو عن التقصير الذي فيه هلاكك يوم القيامة فتبتعد عنه.
يوم القيامة خوَّف الله به عباده في القرآن الكريم تخويفاً شديداً؛ لأنه يوم شديد الأهوال في حد ذاته، وفيه حساب عسير جداً للظالمين، حساب عسير جداً للمعرضين عن ذكر الله، حساب عسير جداً لمن لم يكونوا يهتدون بهدي الله.
في [سورة الحاقة] يتحدث عمن أوتي كتابه بيمينه، وعمن أوتي كتابه بشمالـه، {فَأَمَّـا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} (الحاقة:19-22) بالنسبة لمن يؤتى كتابه بشماله ماذا يقول؟ {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَـا حِسَابِيَـهْ * يَـا لَيْتَهَـا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ} (الحاقة:25-27) ليت أن تلك الموتة الأولى هي القاضية فلا أبعث ولا أحشر {هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} (الحاقة:29) السلطان الذي كنت فيه، أو السلطان الذي كنت ألتجئ إليه في الدنيا هلك عني. {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} (الحاقة:28-29). مالي لم يغن عني، لم يدفع عني شيئاً، الذي كنت أجمعه في الدنيا، وأحرص على جمعه من حلال ومن حرام، وكنت أبخل أن أصرف منه وأنفق منه في سبيل الله لم يغن عني شيئاً، لم يدفع عني شيئاً.
{هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} (الحاقة: 29-30) يقال للملائكة: خـذوه فغلـوه، وكانت هذه الآية من الآيات التي يصرخ منها الإمام علي (عليه السلام) وهو يتأوه، يتصور خطورة الموقف عندما يقال للملائكة: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ}. قال: (فيا له من مأخـوذ...) يا له من مأخوذ! حالـة شديـدة جـداً، وحالـة رهيبة جداً، عندما يقال للملائكة: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَـانَ لا يُؤْمِـنُ بِـاللَّهِ الْعَظِيـمِ * وَلا يَحُـضُّ عَلَـى طَعَـامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ} (الحاقة: 30-37). كان في الدنيا لا يؤمن بالله العظيم.
نحـن نؤمـن بـالله، أليـس كذلـك؟ لكـن كيـف هـذا الإيمان؟ إيمان لا يساوي شيئاً، الإيمان بالله الذي يجعلك تخاف غير الله أكثر مما تخاف من الله ليس إيمانـاً بـالله، الإنسان المؤمن بالله هو من يكون خوفه من الله أعظم من خوفـه من غيره، هو من يكون رجاؤه في الله أعظم من رجائـه في غيره.. المؤمن بالله هو من يعيش دائماً حالة التذكر لله، الحرص على رضا الله، الخوف من بطش الله، الرغبة فيما عند الله. الإيمان بالله هو إيمان عملي يبعث - متى ما كان إيمانا صادقاً - هو يبعثك على العمل، يبعث في نفسك الخوف، يبعث في نفسك الرجاء، يبعث في نفسك الرغبة.
أمـا إيمـان مـن هذا النوع مجرد تصديق، نحن نقول: كان الكافرون مؤمنين بالله على هذا النحو، ألم يكونوا مؤمنين بالله؟ {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (الزخرف: 87) كان الجاهليون يؤمنون بالله بمعنى أنهم عارفون بـأن هناك إله اسمه:[الله]، هو الذي خلق السماوات والأرض، وهو الذي يدبر شؤون السماوات والأرض، وهو الذي ينزل المطر، وهو الذي... يؤمنون بكل هذه الأشياء.. هم كانوا مؤمنين بهذه، فقـط كانـوا يقولون: لا، ليس وحده، بل هناك آلهة أخرى.
إذا ما أصبح إيماننا في واقعه كإيمان الكافرين، أي: إيمان بمجرد وجود الله، وليس وراء هذا الإيمان أي شيء في نفوسنا، في واقع حياتنا، فعلاً يكون الناس ممن لا يؤمنون بالله العظيم، {وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} (الحاقة:34) كان في الدنيا بخيلاً، ولا حتى يحث الآخرين على إطعام المسكين؛ لأنه لضعف إيمانه بالله، أو لانعدام إيمانه بالله لا يتذكر مسألة ثواب فيرجو من عمله هذا ما يقربه إلى الله، ويحصل على الأجـر عنـد الله. {فَلَيْـسَ لَـهُ الْيَـوْمَ هَـاهُنَـا حَمِيمٌ} (الحاقة:35) أي مقرَّب في القيامة يمكن أن ينفعه، {وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ} (الحاقة: 36 -37) ويقال: أن الغسلين هذا هو: عصارة أهل النار من القيح والصديد.. نعوذ بالله.
www.tg-me.com/KonoAnsarAllah
في [سورة الحاقة] يتحدث عمن أوتي كتابه بيمينه، وعمن أوتي كتابه بشمالـه، {فَأَمَّـا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ} (الحاقة:19-22) بالنسبة لمن يؤتى كتابه بشماله ماذا يقول؟ {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَـا حِسَابِيَـهْ * يَـا لَيْتَهَـا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ} (الحاقة:25-27) ليت أن تلك الموتة الأولى هي القاضية فلا أبعث ولا أحشر {هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} (الحاقة:29) السلطان الذي كنت فيه، أو السلطان الذي كنت ألتجئ إليه في الدنيا هلك عني. {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} (الحاقة:28-29). مالي لم يغن عني، لم يدفع عني شيئاً، الذي كنت أجمعه في الدنيا، وأحرص على جمعه من حلال ومن حرام، وكنت أبخل أن أصرف منه وأنفق منه في سبيل الله لم يغن عني شيئاً، لم يدفع عني شيئاً.
{هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} (الحاقة: 29-30) يقال للملائكة: خـذوه فغلـوه، وكانت هذه الآية من الآيات التي يصرخ منها الإمام علي (عليه السلام) وهو يتأوه، يتصور خطورة الموقف عندما يقال للملائكة: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ}. قال: (فيا له من مأخـوذ...) يا له من مأخوذ! حالـة شديـدة جـداً، وحالـة رهيبة جداً، عندما يقال للملائكة: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَـانَ لا يُؤْمِـنُ بِـاللَّهِ الْعَظِيـمِ * وَلا يَحُـضُّ عَلَـى طَعَـامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ} (الحاقة: 30-37). كان في الدنيا لا يؤمن بالله العظيم.
نحـن نؤمـن بـالله، أليـس كذلـك؟ لكـن كيـف هـذا الإيمان؟ إيمان لا يساوي شيئاً، الإيمان بالله الذي يجعلك تخاف غير الله أكثر مما تخاف من الله ليس إيمانـاً بـالله، الإنسان المؤمن بالله هو من يكون خوفه من الله أعظم من خوفـه من غيره، هو من يكون رجاؤه في الله أعظم من رجائـه في غيره.. المؤمن بالله هو من يعيش دائماً حالة التذكر لله، الحرص على رضا الله، الخوف من بطش الله، الرغبة فيما عند الله. الإيمان بالله هو إيمان عملي يبعث - متى ما كان إيمانا صادقاً - هو يبعثك على العمل، يبعث في نفسك الخوف، يبعث في نفسك الرجاء، يبعث في نفسك الرغبة.
أمـا إيمـان مـن هذا النوع مجرد تصديق، نحن نقول: كان الكافرون مؤمنين بالله على هذا النحو، ألم يكونوا مؤمنين بالله؟ {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (الزخرف: 87) كان الجاهليون يؤمنون بالله بمعنى أنهم عارفون بـأن هناك إله اسمه:[الله]، هو الذي خلق السماوات والأرض، وهو الذي يدبر شؤون السماوات والأرض، وهو الذي ينزل المطر، وهو الذي... يؤمنون بكل هذه الأشياء.. هم كانوا مؤمنين بهذه، فقـط كانـوا يقولون: لا، ليس وحده، بل هناك آلهة أخرى.
إذا ما أصبح إيماننا في واقعه كإيمان الكافرين، أي: إيمان بمجرد وجود الله، وليس وراء هذا الإيمان أي شيء في نفوسنا، في واقع حياتنا، فعلاً يكون الناس ممن لا يؤمنون بالله العظيم، {وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} (الحاقة:34) كان في الدنيا بخيلاً، ولا حتى يحث الآخرين على إطعام المسكين؛ لأنه لضعف إيمانه بالله، أو لانعدام إيمانه بالله لا يتذكر مسألة ثواب فيرجو من عمله هذا ما يقربه إلى الله، ويحصل على الأجـر عنـد الله. {فَلَيْـسَ لَـهُ الْيَـوْمَ هَـاهُنَـا حَمِيمٌ} (الحاقة:35) أي مقرَّب في القيامة يمكن أن ينفعه، {وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ} (الحاقة: 36 -37) ويقال: أن الغسلين هذا هو: عصارة أهل النار من القيح والصديد.. نعوذ بالله.
www.tg-me.com/KonoAnsarAllah
معرفة_الله_–_الثقة_بالله_الدرس_الأول_3_6.pdf
479.9 KB
📚 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله – الثقة بالله - الدرس الأول)) 3-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tg-me.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله – الثقة بالله - الدرس الأول)) 3-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tg-me.com/KonoAnsarAllah
معرفة الله – الثقة بالله - الدرس الأول 3-6
السيد حسين بدرالدين الحوثي
🎧 دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله – الثقة بالله - الدرس الأول)) 3-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tg-me.com/KonoAnsarAllah
ملزمة الأسبوع
((معرفة الله – الثقة بالله - الدرس الأول)) 3-6
الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي
www.tg-me.com/KonoAnsarAllah