الإثنين الأسود في تاريخ لبنان.

٢٣ أيلول ٢٠٢٤م.

هذه الأصوات حقيقية...

"‏لم أعد أستطيع
‏أن أكون مُتفائلًا أو مُتأمّلًا
‏لحدوث الأشياء الجيّدة معي
‏الحياة هذّبت قلبي بشكل قاسٍ
‏لم تعطني شيئًا سِوى الألم."

أنا حزن زهرة عبَّاد الشّمس،
كلّ غروب.

- عبدالعزيز البرتاوي

الّذين يقولون: سوف تمرّ
‏لا يعرفون أن بعض الأمور لا تمرّ
‏هي - فقط - تتنكّر.

‏تعود إليك في شكل وجه جديد
‏أو في نبرة صوت
‏أو في أغنية لم تعد تحمل المعنى نفسه.

‏- ماي أيجون

قرر أبي ألّا نحمل شيئاً من البيت
ترك أشياءنا هانئة في محلها
خلافاً للذين أفرغوا بيوتهم
وأودعوها للوحشة
والهجران
قرر ألا نحمل الأسرة والأرائك
ونملأ حقائبنا بملابس للشتاء القادم
هو يعرف أن عودتنا صعبة
وبعيدة
إذ تسقط من حولنا البيوت
وتختفي
هو يعرف أن الطريق الذي قطعناه
يشبه الأيام التي لا تعود
وأعوامَ الهناء
لذا توجب أن نخلع الأبواب والأسرة
كالجميع
ونطهو عليها طعامنا
لكنه
بعينين لا تشبهان الليل
سوى في الحزنِ
ولا النهار سوى في الوضوح
أخبرنا:
إن كان لا بد أن أتعب
دعوني أحلمُ أن سريراً وثيراً
ينتظرني.

_حيدر الغزالي

"‏لا تَلم وجَعك...
أَنتَ من منحتهُ مأوًىٰ
وسَمّيتهُ "أَنَا بِخير"."

"للأسف، وجود الحبّ لا يعني دومًا تجذّر الأمان.. ولهذا يغادر المرء، حاملًا قلبه بكفّه، مع الكثير من الآمال الخائبة."

أعزّي قلبي دائمًا أنّك نلت وصال معشوقك الحقيقيّ، أنّك ركضت نحو الآل بكلّ جوارحك وعانقت العترة الطّاهرة..

أنّك التقيت أمّ هذا الكون، جدّتك الحنون..

أعزّي قلبي أنّك منذ عقود من الزّمن لم تسترح، لم تنم، تحمل همومنا وهموم العالم على كاهل كتفيك..

لطالما سألت نفسي، كيف يحمل كتفٌ واحد كرة أرضيّة بما فيها ومن فيها؟

يا كلّ أحزان الحيارى في صدرك، وكلّ آلام العالم، وصرخات المقهورين في حنجرتك، يا دموع كلّ الثّكالى في مقلتيك، يا حزن آباء العالم يتهادى في راحتيك، ويا وجع اليتامى يحنو على كفّيك، يا كلّ هذا القهر،
كيف وسع صدرك كلّ هذا وأكثر؟

ثمّ يا أنانيّتنا ونحن نقول لم رحلت؟ وأين رحلت؟ لم تركتنا الآن؟

كلّا يا حبيبنا، يا أبانا، يا مستقرّ أحزاننا، آن لكلّ هذا التّعب أن ينزل عن جواده ويسير مع الرّيح..
آن لهذا السّهر أن يغفو ذات ليلة هادئة، وآن يا سيّدي أن تحصد زرعك الّذي أينع فينا...

لكلّ "إبراهيم" يا حبيبنا "إسماعيل" لا بدّ أن يذبحه في سبيل الله ليصل، وأنت ارتضيت أن تكون "إسماعيل" هذه الأمّة،
علّها تنجو بمولاها المنتظر...
يا ثناء كلّ الكون أنّك جعلتنا ننصر إمامنا، ونزيل العثرات من درب قدومه،
يا عزّنا بك، ويا فجعنا عليك..

يا قربان الظّهور، هذا الحزن سرمد، يقتصّ منّا كصيّاد ماهر يتقن وخز رمحه في قلب فريسته..
هذا الحزن لن يبرد أبدًا، ولكن يعزّيه فقط أنّك استرحت، منذ زمن ما استرحت...

٢ أكتوبر / الفاجعة

مريم قوصان.

"علّمتنا كلّ شيء إلّا كيف نعيش بدونك."

أظنّ أنّ أكثر ما علّمنا إيّاه حبيب قلوبنا هو كيف نعيش بدونه!
كان أمامنا يعيش كلّ سكناته وكلماته وحياته لله، حتّى حركة يده حين يرفعها متوعّدًا كانت لله!
وكان هذا درسه لنا، كيف نرتبط بالله،
بالله فقط.

مريم.

أريد أن أكتب عنك اليوم أيضًا، لا لشيء بل لأشعر أنّني أنا لا زلت على قيد الحياة..

اكتبوا عنه كثيرًا، على التّاريخ أن لا يخلّده كبطل فقط ولا كالدّم الّذي عبّد تحرير فلسطين،
بل كحبيب أيضًا..

يجب أن يعرف كلّ من سيأتي بعدنا، أنّنا كانت تربطنا به رابطة الحبّ حدّ كلّ هذا الحزن...

-مريم قوصان

أماه
أين أضع وجهي؟
في جيوب الناعيات
أم تحتَ وسادة
نامت عليها أنهار من بلاد الدموع؟

منذ أن ضاعَ شالك
والخزانة مصابة بداء الونين
كما لو أنّ أم شاكر
تقيمُ بداخلها
كلّ نذر يرمقني
بعين طافية
وكل نخلة
تصرخ في صدري
فأصير في جرحها فسيلًا

أحمل زجاج
الطفولة المتشظّي
الذي نُسي فوق عتبة بيتنا القديم
مُهمشًا في وحدتي
كلّما حاولت
تلميعه
سال دمي من حوافه

أيها الجنوب
يا مستودع الآهات
يا مقبرة جسام ياضنوتي
وبحة انكسرت في حنجرة
داخل حسن
يا من زرعت في الهواء
أعلامًا من البكاء
حتى صارَ الدمع زنجارًا
كيف احتملت هذا الثقل؟
أما قال لكَ النهر
لا أحد ينجو من ملوحة الذكريات؟

في الأزقة
أرى جدّتي
توزّع خرزًا أسود على الأطفال
وتقول
هذا دواء الليل
اشربوه كي لا تروا
وجهي في منام العويل

أنا الغريب
الغريب حتى منّي
الذي يشبه أهله
الغريب الذي
كلّما رجع إلى الدار
وجد الباب بلا مقبض
والصوت بلا حنجرة
وأمّه بلا شال
سوى عصابة مجعّدة
والشيب يخرج عن النص من أطرافها

ها أنا أكتب
بالحطب المعجون من رئتِنا
فتنطفئ القصيدة
قبل أن تصير جمرًا
وأتذكّر
حتى الموتى في المقابر
يحتاجون إلى نافذة صغيرة
يُطلّ منها البكاءُ
على البكاء

أيتها الخيام السرمدية
من صمتكِ تعلّمت الوقوف
لكنني أرتجف
كقربة فارغة
معلّقة في بيت
اسم صاحبِه العبّاس

أنا آخر حارس
لوداعاتٍ محترقة
آخر شاهد
على غياب يتكاثر في غياب
آخرُ صوت
في فوج أخرس

لو كنت شجرًا
لتكأت على جذوري
لكنني ورقة
تسافر في ريح عليلة
وتعود لجمرة

أماه
هنا الجنوب لا يتقاعد عن الحزن
إنه موظّف أبديّ
في مؤسّسة البكاء
يوقّع بالحبر الأسود
على دفاتر الفقد
ثم يضحك
للسماء
لئلّا تنسى أن تمطر

يا ليتني متُّ قبل هذا
وكنتُ نسيًا منسيًا
كي لا أرى
شالكِ الضائع...

- مالك البطلي

الله يا مالك!
واحدة من أروع القصائد الّتي قرأتها طيلة عمري

يلي نطرتو سنين ع حفاف الدِّني،
الشّمس بلعها البحر، والغيم داب من البكي

انبحّ الهوا... وع شبابيكي نام الهوى
وتعا يا غياب اتدّفا بحضني واتكّي

يلي نطرتو... ت تبخّرت الفصول،
رعيان راحوا، وانسحب أيلول

يلي نطرتو، ت عربش العنب،
ع خدّ الشمس صار زبيب
وبالكاس تعتّق الكرم خمر ونبيد
ومرّت مواسم، تنهنهت السهول
رعيان اتبدلوا وانسحب أيلول

بنت الجيران تزوجت، لبست بطرحتها العمر،
طلعت شمس، راح القمر،
مطر مطر
ما كان يروح الشتي
ولا كنت تجي ولو مرة.. تطلّ مرة بهالعمر

يلي نطرتو...
ع اكتاف الشجر
يلي نطرتو
إجلي قلبي ع ضفاف القهر
ويشتي من عيني البحر

يلي نطرتو... لحد ما خلص الأمل
وما كان يخلص ع كفن نطرتي هالدهر

جوهت السما ع حجر قلبك...
جوهت ملايكة السما،

.
.
#خربشات_عاميّة
● اللوحة شغلي عبر Ai

-أمل ناصر