Telegram Web Link
شغلني مؤتمر كان في الأيام الماضية عن كتابة شيء يعتمل في صدري وعقلي..

ثم جاءنا العلج البرتقالي اليوم فزادني انشغالا بسيل خطاباته التي اهتممت بمتابعتها مباشرة..

(على الهامش: نصيحة مني لمن يحب المتابعة، خطابات ترمب يجب أن تتابعها مباشرة، لأن أي قناة إخبارية لا تستطيع أن توصل لك حقيقتها الشعبية العشوائية وصبغتها وإيحاءاتها النفسية، لأن القنوات تضطر لسبك الكلام في قالب وقور.. تخيل مثلا: ماذا ينبغي أن تقول الجزيرة وبي بي سي وهي تنقل تصريحات الأستاذ شعبان عبد الرحيم)

لقد عشنا اليوم مهزلة عظيمة وسخيفة.. لئن طال بنا عُمْرٌ -وتذكروا هذه الكلمات- فسنضحك عليها، وسيضحك علينا أبناؤنا، وسيضحك التاريخ كثيرا كثيرا كثيرا..

ولكن دعنا من مهزلة اليوم.. وتعال أحدثك ببعض ما كان في نفسي..

تلك الموجة المادحة لمصر ومكانتها ودورها ورئيسها ونفوذه وذكائه ورجال مخابراته... إلخ!

لا أنكر أنها فاجأتني.. ولكنها لم تزدني إلا يقينا..

كم كان سيدنا علي حكيما وهو يقول: الناس ثلاثة، عالم، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع أتباع كل غالب، يميلون مع كل ريح..

وتلك طبيعة الشعوب، وهذا وصف، لا هو إدانة ولا هو إشادة.. عموم الناس يغلب عليهم الخفة، وتثيرهم العاطفة، وتلعب بهم الموسيقى التصويرية، وتفرمهم -بنعومة- حملةٌ إعلامية.. وقد قال علماء النفس قديما: الجمهور أنثى!.. يقصدون بذلك أن الجموع في حالتها العامة كالأنثى في التأثر العاطفي وفي تجنيب العقل!

وللشعوب المقهورة خصوصية أخرى فوق كونها شعوبا..

ما من إنسان إلا وهو يحب أن ينتمي إلى شيء، ويحبه، ويفخر به، ويناضل لأجله.. ذلك جزء من الفطرة والغريزة.. ليس الإنسان كائنا ماديا تكفيه غريزة الجسد ليعيش، بل هو باحثٌ دائما عن المعنى، فيه شوق إلى ما يجاوز المادة ويحلق في آفاق الروح..

ولهذا بينما تستسلم قطيع الإناث للأسد الذكر الغالب، بعد أن يهزم الأسد الذي كان رئيس القطيع.. ترى كثيرا من النساء تفضل أن تقضي حياتها وفية لذكرى زوجها الراحل مهما كانت شابة والحياة أمامها!

وبينما يمضي الأسد المغلوب خارج القطيع مستسلما للواقع الجديد.. ترى كثيرا من الناس يُقاومون ولو بأظافرهم، وحتى الرمق الأخير، ويخوضون المعارك المحتومة المحسومة، ويقبلون على الاستشهاد، لا لأنه يريد استرجاع حقه وملكه، بل لأنه لا يتحمل أن يبقى في الحياة بلا كرامة!!.. الموت عنده أهون!

ومن هاهنا، لا تستغرب أن تجد المقهور المظلوم التعس، المتشوق للمعنى، والباحث عن لحظة الفخر كما يبحث الظمآن عن الماء.. لا تستغرب أن تراه وقد أفرغ غريزته هذه في مباراة كرة القدم، أو في الصراع بين اثنين من المتنافسين على الغناء، أو في غير ذلك من الأمور التافهة الساقطة..

لا تستغرب أن يتعارك الجوعى المقهورون حول الكرة التي تتقاذها أقدام المليادريرات.. مع أنهم لا يكسبون منها شيئا، بل يحرقون أعصابهم.. إن حرقة أعصابهم هذه هي التي تشبع فيهم غريزة الانتماء والنضال والفخر!!

والآن..

هذا الشعب المصري الكبير، المحبوس المقهور، الذي بلغ لحظة ولا أشنع في رؤيته لمشهد غزة.. ولا يملك أن يفعل شيئا..

إنه كالرجل الذي يرى زوجته تُغْتصَب أمامه، وهو داخل القيد..

من الناس من أراد الانصراف مبكرا عن هذه المعركة وعن لسع الضمير هذا، فقال: واحنا مالنا؟.. مالناش دعوة.. محدش استشارنا.. مش هنحاسب على مشاريب حد.. جيشنا بتاع بلدنا.. مش حنحارب... إلخ!!

هذا هو الرجل العاجز الذي خبّأ وجهه عن زوجته، وأصمّ أذنه عن صرخاتها، وصار يصيح ويهذي: أنا قلت لك ما تروحيش هناك.. أنت اللي غلطانة.. أنت اللي سمحتي له يقرب منك... إلخ!!

ومع أن هذا السلوك الدفاعي يخبئ في داخله مرارة العجز والألم.. إلا أنه الشيء الوحيد الممكن الذي يخلصه من عذاب الضمير، ويخلصه من معاداة القوي الذي يقهره ويغلبه ويسيطر عليه!!

حتى إذا انقلب الحال فجأة، وجاءت لحظة يراد له فيها أن يشعر بأن بلده هو صار لها من النفوذ والقوة والقدرة ما يمكنها من إيقاف الحرب.. وأن ظالمه وقاهره وغالبه هذا قد تحرك خطوة يُقال ويُرَوَّج أنها ساهمت في وقف الحرب..

أو على مقياس مثالنا الآن: هذا الذي يسجن الزوج في الحديد، ويحجزه عن إنقاذ زوجته التي تُغْتَصَب.. قام فجأة فبدرت منه مساعدةٌ لهذه الزوجة المغتصبة، فكأن اغتصابها قد توقف أو كاد..

ماذا تتوقع أن يفعل المحبوس المقهور، إلا أن يهلل، ويمدح، ويثني، وينسى في غمرات هذا التحول أنه لم يزل محبوسا مقهورا مغلوبا عاجزا؟!!

تلك هي الشعوب عموما.. وتلك هي الشعوب المقهورة خصوصا..

وأحب لنفسي ولإخواني أن نفهم الناس كما هم، لا أن نكلفهم ما لا يطيقون، ولا أن نستغرب منهم ما هو جزء أصيل من طبيعتهم.. سواءٌ طبيعتهم الأصلية، أو طبيعتهم المكتسبة تحت الذل والقهر والغلبة!

ولا أحب، خصوصا للداعية صاحب الرسالة، أو للسياسي المصلح، أن يكفر بالشعوب ويستسخفها وييأس منها.. ذلك أول طريق الفشل والخسران..
الناس كالجواد.. وكالسيف.. إنهم على شرط الفارس والمقاتل، إن استطاع أن يمتطيهم في الحق ساقهم إليه فقاتلوا معه، وإن استطاع أن يمتطيهم في الباطل تبعوه وقاتلوا معه أيضا..

الناس على دين ملوكهم..

وغدا حين يتغير الحال، سيضحكون على أنفسهم يوم أن قالوا هذا السخف الذي قالوه يوم كانوا عاجزين مقهورين..

ولقد مررنا قبل أيام بذكرى وفاة عبد الناصر -زاده الله من عذابه في قبره- ومما يطوف بالذهن في هذه الذكرى أن الأديب "الكبير" توفيق الحكيم لم يستطع في لقاء المثقفين أن ينعي عبد الناصر، بل سقط مغشيا عليه من الحزن والصدمة..

توفيق هذا هو نفسه الذي كتب بعد قليل كتابه "عودة الوعي"، يشرح فيه كيف كان هو وأمثاله مُخَدَّرين.. وكيف كانوا يبررون كل شيء للزعيم، كأن الوعي كان في غيبوبة!!

من كان -من جيلنا- فلا شك أنه يتذكر كيف ملأ المنافقون لمبارك آفاق الحياة في مصر.. حتى إذا سقط انقشع هذا كله، كأن لم يكن..

وغدا ترى مثل هذا في #السيسي_عدو_الله.. وستتفاجأ عزيزي القارئ من انقشاع النفاق وأهله كسحابة صيف.. وستختفي اللجان الإلكترونية فجأة كأن لم تكن..

{ويقولون متى هو؟ قل: عسى أن يكون قريبا}
في يومٍ قادمٍ.. حين تزول السكرة وتأتي الفكرة، سنستمع إلى خطاب ترمب في الكنيست باعتباره دليلا على مقاومة عظيمة.. وستكون كل كلمات النصر التي رددها هذا العلج البرتقالي هراء مضحكا!

لم يكن ترمب يدري أنه يهدي التاريخ دليلا هائلا على قوة هذه المقاومة وبسالتها، حين كان يعدد أفضاله على أصدقائه الصهاينة، ويكشف الكم الهائل من الأسلحة التي أمدَّهم بها، بما في ذلك أسلحة لم يسمع هو نفسه عنها، وإنما عرفها حين طلبها منه نتنياهو، الذي ظل يتصل مرارا وتكرارا يلحّ بإرسالها..

نتنياهو، الذي هو على رأس أقول دولة عسكريا في المنطقة، يتصل كثيرا ليطلب أسحلة لا توجد إلا عند أقوى دولة في العالم.. لكي يواجه بها مجموعات صغيرة محاصرة ما معها إلا السلاح الخفيف، وقد اجتمعت عليها قوى العالم، بمن في ذلك محيطها الإقليمي الذي يُفترض أنه أهلها وحاضنتها وظهيرها!!

ومع ذلك لم يستطيعوا أن ينالوا منها إلا بالقتل الذريع الشنيع في المدنيين العُزَّل.. لا يلتزمون أخلاقا ولا يخافون من عقاب!

فلولا ذلك، ولولا تواطؤ الخائنين من العرب والمسلمين.. لكانت نتيجة أخرى، وكان تاريخا آخر!

ولكن حسبنا أن الله يعلم، ويقدر، وسيحاسب..

وحسبنا أن التجربة فاضحة كاشفة، لن تبخل بدروسها على من يريد الفهم والتعلم!

وفي الناس من لا يريد أن يتعلم، فهؤلاء هم الذين {قالوا سمعنا وهم لا يسمعون * إن شر الدواب عند الله الصمّ البكم الذين لا يعقلون * ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم، ولو أسمعهم لتولَّوا وهم معرضون}
أخبرني الإخوة الكرام في مركز آستانة (كردستان العراق)، بنفاد الطبعة كلها من الترجمة الكردية لكتاب "خلاصة قصة فلسطين"، في معرض السليمانية للكتاب الذي استمر عشرة أيام.

وكانوا قد تفضلوا سابقا، وتطوعوا بترجمة الكتاب إلى الكردية وطباعته، فأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء.

ثم أذنوا بنشر النسخة الإلكترونية لعموم القراء من إخواننا الأكراد، وها هي الآن بين أيديكم.

وبها يصير الكتاب متوفرا ومتاحا للتحميل في اللغات الثمانية: العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والأوردية والإندونيسية والكردية.

رابط تحميل النسخة الكردية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/117

رابط تحميل بقية النسخ على قناة المؤلفات | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy
لو صحَّ أن هذه الحرب قد انتهت عند هذه النتيجة، فالخلاصة العامة إذن، أن: دولة الصهاينة إلى غروب وأفول..

وذلك أن عجزهم عن تهجير أهل غزة أو إفناء المقاومة، مع كل ما أتيح لهم من مدد عالمي وتواطؤ عربي وخيانة فلسطينية داخلية، ووجود قائد شرس عنيد مثل نتنياهو.. إنما يعني العجز عن تمديد إسرائيل خارج حدودها الحالية!

حتى ما قد يستجد من مظاهر التطبيع والتصهين وتمددها، فليس بالمكسب الكبير في ظل أن أكثر الحكومات القائمة هشة، تنتظر أن يأتيها أمر الله بكرة أو عشيا!

والدول التي تعجز عن التمدد، تبدأ رحلة الانكماش.. تلك سنة التاريخ، وهي معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- "الآن نغزوهم ولا يغزونا"!!

إنه مشهد يشبه فشل المسلمين في دخول باريس، وفشل العثمانيين في دخول فيينا.. على الأقل، هذا ما أفهمه من التاريخ، والله أعلم!
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: تقديرات تكلفة إعمار غزة تصل إلى 70 مليار دولار

أقول: الحمد لله، مبلغ ليس شيئا عند "زعمائنا" الذين نفحوا ترمب من الهدايا والصفقات ما قد بلغ آلاف المليارات!!

ولعلهم يلقمون الكارهين حجرا، فيغسلون بالسبعين مليارا سُمْعَةً لوثتها التريليونات!
من بنود معاهدة في زمان السلطان سليمان القانوني
إلى أهلنا وأحبابنا في ليبيا

وأخبرتني دار نجيبويه أن خدمة توصيل الكتاب متوفرة لمن لن يستطيع زيارة المعرض
‏نصيحة للمسؤلين عن قناتي العربية وسكاي نيوز عربية:

‏تغطية بهذا الشكل ستقنع الناس بثلاثة:

‏1. أنكم صهاينة أكثر من الصهاينة
‏2. أن الحركة انتصرت على إسرائيل وانتصرت أكثر على عملائها
‏3. أنكم أشد تشددا من نتنياهو وترمب معا

‏تصهينوا بعقلانية قبل أن تكونوا خطرا على مشروع التصهين نفسه!!
أن ترفض زيارة الشرع إلى روسيا ومعها علاقة الحركة الخضراء بإيران، فهذا دليل اتساق مع النفس.. لكنه -يا أخي الحبيب، وأنا لك ناصح أمين شفوق- دليلٌ أيضا على أن تصورك للعالم وأوضاعنا غير صحيح ومشوش.

أمتنا في حال أضعف وأهون وأقل من أن تمارس رفاهية اختيار الانعزال، أو التخلي عن مدّ الصلات مع من يقتلنا ويستبيحنا!

وفق الله الرئيس أحمد الشرع لما فيه خير البلاد والعباد، وألهمه رشده، وآتاه الحكمة، وهيأ له البطانة الصالحة الناصحة الواعية الذكية!!

وأما الذين كانوا يدينون علاقة الحركة الخضراء بإيران أو روسيا أو السيسي أو غيرهم، فعساهم الآن يرون بأنفسهم كيف كانوا مخطئين.. وخير الخطائين التوابون!.. ومن الخير أن يعيد وصل الجسور مع ما انقطع من إخوانه الذين رماهم قبل ذلك بالتأيرن والتشيع والتميع.. إلخ!

أما من لا يزال يمارس التبرير للشرع والتشبيح على الخُضْر.. فصنف من الناس لا نحبه ولا نتكلف أن نقنعه بشيء، وما أحسبه إلا قد اجتمع له بلادة العقل مع خباثة النفس.. فلئن كان مستعدا أن يسمع شيئا، فأقول له: قف مع نفسك وراجع علاقتك بربك، فإنك في ضلالة وعماية، وعسى الله أن يرفع عنك الغمة إذا تُبْت وأخلصتَ له وحده.. لا لوجه أحد غيره.
فجأني هذا الصباح بخبر اغتيال الشيخ مسعود نظري..

لم تكن بيننا أي معرفة سابقة، غير أنه فاجأني يوما برسالة يخبرني فيها أنه ترجم كتابي "سبيل الرشاد" إلى اللغة الفارسية.. فشكرته ما وسعني الشكر!

ولما صدرت ترجمة كتابي "خلاصة قصة فلسطين" إلى اللغة الفارسية، وكان هذا من عمل "مركز مطالعات اسلامي بينش"، أرسل لي رسالة يخبرني فيها أنه قد شرع في ترجمة الكتاب حتى بلغ منتصفه بالفعل، ولكن شاء الله أن يسبقه إلى ذلك غيره.

فشكرته وبشرته بأجر النية إن شاء الله..

وجهلي به وبأنه داعية سني ذو قدر، جعلني جاهلا بأنه في تركيا وأنه مستهدف من قبل النظام الإيراني.. حتى فوجئت اليوم بخبر اغتياله!!

فإنا لله وإنا إليه راجعون.. لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار.. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وأعيد نشر ترجمته الفارسية للكتاب، عسى أن يكون انتشارها في ميزان حسناته | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/83
وجود الذباب واللجان والأغبياء وغلاظ القلوب هو جزء من بلاء الدنيا، قال تعالى {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة. أتصبرون؟}

ولذلك كان من نعيم أهل الجنة أنهم لا يعانون فيها هذا الصنف من البشر، ولا يسمعون الأكاذيب والفٌحْش والسباب {لا يسمعون فيها لغوا ولا كِذّابا}، {لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما}.

ولأن الإنسان الغربي يحاول أن يصنع على الأرض فردوسه الفردي الخاص، فإنه حين اخترع "شبكات التواصل الاجتماعي"، وضع فيها خيار "الحَظْر".. حيث لا ترى ولا تسمع من تكره رؤيته وسماعه!

ولو كانت الدنيا فيها هذا "الحَظْر" بين الناس في واقعهم.. لكانت جزءا من الجنة!.. إذ لا يرى المرء ولا يسمع ولا يعاني أحدا ممن يكرههم!

على أن "الحَظْر" أيضا من وسائل النهي عن المنكر، وهو أقرب ما يكون إلى سنة "الهَجْر"، وهي وسيلة شرعية، وبها يَقِلّ الشرّ! ويعتزل الإنسان من يكرهه.
السيرة النبوية | 72. الرجل الوحيد الذي لم يحب النبي أن يرى وجهه.. لماذا؟ | محمد إلهامي

- رجل قاتل ببسالة في جيش النبي ثم دخل النار.. لماذا؟
- كيف تأثر النبي بمقتل عمه حمزة والتمثيل بجثته؟
- قاعدة مهمة في حياة المسلمين: هل المسلم موعود بنصر الله في الدنيا؟
- لماذا أصر النبي على الخروج للقتال مرة أخرى في اليوم التالي لغزوة أحد؟

https://youtu.be/NIzEJc7G4rk
قصيدة تميم البرغوثي في رثاء أبي إبراهيم ذروة في ذرى الشعر.. مبني ومعنى وتصويرا وتوصيفا!!

وهي نصٌّ لا يكف عن بث أشعة معانيه..

لا ريب أن البطولة أصل، والوصف ثوب.. ولكن البطولة يكتمل تألقها حين يُحسن وصفها وشرحها!!

ألا كم كريم عدَّه الدهر مجرما .. فلما قضى، صلى عليه وسلما
أبو القاسم المنفي عن دار أهله .. وموسى بن عمران وعيسى بن مريما
أتعرف دينا لم يُسَمَّ جريمةً .. إذا ضبط القاضي بها المرءَ أًعْدِما

أكملوها بأنفسكم | https://youtu.be/St0HxlX5RG4
أصدقاؤنا المتعلقون بالرؤى والمنامات مستبشرون غاية الاستبشار بقمة شرم الشيخ للسلام وحضور الرئيس الأمريكي إلى مصر..

وذلك أنهم يؤَلِّون رؤيا السيسي التي رآها، وكان فيها يخاطب السادات ويقول له: وأنا كمان هحكم مصر..

يقولون: ما يزال السيسي يستكمل مشابهة السادات، في أشياء كثيرة، منها:

- عضو خامل لا يؤبه له في مجلس قيادة الثورة، مثل خمول السيسي في دولة مبارك والمجلس العسكري

- السادات الذي عُرف لكثرة تزلفه ونفاقه وضعفه بالبكباشي (صح) لأنه يقول عن كل شيء (صح).. والسيسي الذي كان يبدو كالفتاة الوديعة الرقيقة إلى جوار مرسي، وكان يتفنن في إظهار الخضوع له!

- شغف كل منهما باللقطة والمشهد والإعلام واصطناع القرب من الناس.. (وأنا حقيقة أفتش في ذاكرتي فلا أتذكر أن عبد الناصر أو مبارك ظهرا مرة بالجلباب أو بثياب "كاجوال".. بينما ظهر السادات بالجلباب والعباءة مرارا، كعمدة قرية أصيل.. وكذلك ظهر السيسي بالجلباب وبالتيشيرت وعلى الدراجة مرارا)

- التأله والتعاظم الذي وصل إليه السادات، حتى كان يسمي نفسه بآخر الفراعنة! ومثلها ما وصل إليه السيسي {ففهمناها سليمان}، و"طبيب الفلاسفة".

وأمور أخرى لا أذكرها الآن.. كان أحد أصدقائي هؤلاء شغوفا بتتبعها!!

والآن.. هذا التشابه الكبير بين مؤتمر السلام وزيارة الرئيس الأمريكي لمصر!!

كل هذا يُبشرهم أن النهاية ستكون واحدة، وستكون قريبة أيضا..

حتى هذه النهاية نفسها، نرى كيف أن السيسي يخشى منها، فيجلس خلف الزجاج المضاد للرصاص إذا زار الكليات الحربية!!.. كأنه يعرف في داخله أن مصيره كمصير السادات، وهو يتحسب لذلك!

والواقع أن أخطر ما في الرؤى والنبوءات الصادقة، أنها تكشف ومضات من الغيب، فهي تخبر عن القدر.. والمرء يسير إلى قَدَره بقدمه، لا فكاك له منه، يصنعه بنفسه لنفسه، ينسجه ليقع فيه.. يمكر الله به! على يده!

ويقولون متى هو؟ قل: عسى أن يكون قريبا!
"هناك حقيقة يقينية يُظهرها أبسط تحليل تاريخي، وهي أن المسيحية مَثَّلت أقصى درجات اللا تسامح الديني.

ويظهر في الأفق هنا أمرٌ يصعب تفنيده، وهو أن الدين الذي يتميز عن سائر الأديان بأنه دين المحبة أظهر أقصى درجات التشبث والتمسك بتأكيد مبادئه، وكذلك تأكيد انتصار قضيته.

فعلى مدار تاريخها كله كانت المسيحية أكثر الديانات عدوانية، فقد بذلت الكثير من الجهد وأزهقت دماء الكثيرين من معتنقي الديانات الأخرى ليس فقط لمحاربة الأعداء الخارجيين، ولكن أيضا الداخليين".

مايكل انجلو ياكوبوتشي، أعداء الحوار، ص158.
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
في #ذكرى_بيجوفيتش نستذكر بعضا من أقواله:

1. "أصبح التليفزيون تهديدا للحرية الإنسانية، أكثر خطرا من البوليس والسجون ومعسكرات الاعتقال السياسي... إذا كانت الدساتير في الماضي توضع للحد على سطوة الحكام، فإن دستورا جديدا سنحتاج إله لكبح جماح هذا الخطر الجديد الذي يهدد بإقامة عبودية روحية من أسوأ الأنواع"

2. "إن المساواة والإخاء بين الناس ممكن فقط إذا كان الإنسان مخلوقاً لله، فالمساواة الإنسانية خصوصية أخلاقية وليست حقيقة (مادية)، إن وجودها قائم باعتبارها صفة أخلاقية للإنسان، كسمو إنساني أو كقيمة مساوية للشخصية الإنسانية، وفي مقابل ذلك إذا نظرنا إلى الناس من الناحية المادية فالناس غير متساوين... فطالما حذفنا المدخل الديني من حسابنا سرعان ما يمتلئ المكان بأشكال من اللا مساواة: عرقيّاً وقوميّاً واجتماعيّاً وسياسيّاً. إن السمو الإنساني لم يكن من المستطاع اكتشافه بواسطة علم الأحياء أو علم النفس أو بأي علم آخر".

3. "إن المجتمع العاجز عن التدين هو أيضا عاجز عن الثورة. والبلاد التي تمارس الحماس الثوري تمارس نوعا من المشاعر الدينية الحية. إن مشاعر الأخوة والتضامن والعدالة هي مشاعر دينية في صميم جوهرها، وإنما موجهة في ثورة لتحقيق العدالة والجنة على هذه الأرض.

إن كلا من الدين والثورة يولدان في مخاض من الألم والمعاناة ويحتضران في الرخاء والرفاهية والترف. حياة الدين والثورة تدوم بدوام النضال والجهاد، حتى إذا تحققا، يبدأ الموت يتسرب إليهما. ففي مرحلة التحقق في الواقع العملي يُنتجان مؤسسات وأبنية، وهذه المؤسسات نفسها هي التي تقضي عليهما في نهاية الأمر. فالمؤسسات الرسمية لا هي ثورية ولا هي دينية.

فإذا وجدنا خصوما للثورة في نطاق الدين، فهم خصوم ينتمون إلى الدين الرسمي فقط، أي إلى الكنيسة ونظامها الإداري الهرمي، أو الدين المؤسسي الزائف. وعلى العكس، فإن الثورة الزائفة أي الثورة التي تحولت إلى مؤسسة وإلى بيروقراطية، تجد دائما حليفها في الدين الذي تحول هو أيضا إلى مؤسسة وإلى بيروقراطية. فما أن تبدأ الثورة تكذب وتخدع نفسها حتى تمضي مع الدين المزيف يدا بيد"

4. "التعليم وحده لا يرقى بالناس ولا يجعلهم أفضل مما هم عليه أو أكثر حرية أو أكثر إنسانية. إن العلم يجعل الناس أكثر قدرة، أكثر كفاءة، أكثر نفعا للمجتمع. لقد برهن التاريخ على أن الرجال المتعلمين والشعوب المتعلمة يمكن التلاعب بهم بل يمكن أن يكونوا أيضا خُدَّامًا للشر، ربما أكثر كفاءة من الشعوب المتخلفة.

إن تاريخ الإمبريالية سلسلة من القصص الحقيقية لشعوب متحضرة شنّت حروبا ظالمة استئصالية استعبادية ضد شعوب متخلفة أقل تعليما، كان أكبر ذنبهم أنهم يدافعون عن أنفسهم وحرياتهم. إن المستوى التعليمي الراقي للغزاة لم يؤثر على الأهداف أو الأساليب، لقد ساعد فقط على كفاءة الغزاة وفرض الهزيمة على ضحاياهم"

5. "لم يحدث في التاريخ وجود حركة إسلامية حقيقية صادقة مع نفسها لم تكن في الوقت نفسه حركة سياسية"

وهذا مبحث كتبته عن الرئيس المجاهد بيجوفيتش كنموذج لمسلم أصيل حلل الغرب وسبر غوره دون أن يُفتَن، وقرن علمه بالعمل..

https://melhamy.blogspot.com/2015/12/blog-post_13.html

ونشر في كتابي "نحو تأصيل إسلامي لعلم الاستغراب"، رابط الكتاب: https://www.iicss.iq/files/books/1q1d1fjox.pdf
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
في التسعينات، استضاف عبد الوهاب المسيري الرئيس المجاهد علي عزت بيجوفيتش، وأقام له ندوة بنقابة الصحافيين في القاهرة، وفيها تكلم بيجوفيتش، وقال هذه الكلمة العبقرية:

كان الغرب ينتظر إبادة البوسنة، وكان مستعدا لإقامة سرادق يكثر فيه من الندب والنواح!

هذه العبارة هي حقا كنز معرفي وخلاصة خبرة عميقة وطويلة بالغرب وطريقته وفلسفته السياسية والإعلامية، وهي بالفعل تختصر اختصارا بديعا منهج الغرب في التعامل مع الأحداث.

الغربي يحقق هدفه بكل توحش ممكن، وبخسة أخلاق فظيعة، ودون أي شعور بالذنب.. فإذا تحقق الهدف، يمكن فيما بعد للمؤرخين أن يتحدثوا عن المذابح البشعة التي قام بها أسلافهم، يمكن للصحافة الغربية أن تخرج لك بتقارير رائعة ومهنية وصادقة عن أعداد الضحايا التي أهلكتها سياستهم، يمكن للقنوات أن تنهمر عليك بسيل من الأفلام الوثائقية الرصينة وأن تستضيف الناجين من المذبحة، وتبكي معهم، وتظللهم بأرقى مقطوعات الموسيقى التصويرية.

هذه إسرائيل مثلا.. جريمة غربية وبريطانية متكاملة.. انظر الآن إلى كتب المذكرات والمؤرخين وإلى أرشيف البي بي سي والجارديان... إلخ!.. ستجمع منها معلومات عن النكبة وعن الدور البريطاني في تشريد فلسطين قد لا تجدها في مصادر عربية!

لقد نفذت النكبة بنجاح.. تعالوا نقيم السرادق لننوح ونندب معًا.

بينما نفس هذه البي بي سي ونفس هذه الجارديان الآن.. الآن.. الآن في لحظة إبادة غزة ستظهر لك وجها آخر.. بالأمس فصلت مراسلة للبي بي سي وضعت إعجابا على تغريدتين فيهما رائحة التعاطف مع غزة!!

وهكذا..

أخبار لا نهاية لها عن اغتصاب لإسرائيليات في يوم 7 أكتوبر، عن قطع رؤوس الأطفال، عن إحراق أمهات مع أطفالهن.. نعم، كل هذا قد نشر في وسائل الإعلام التي علمت الدنيا معنى المهنية والموضوعية والرصانة ومعايير التحقق والتدقيق.. كل هذا تبخر!

القنوات العالمية تجاهلت نقل جلسة الادعاء في محكمة العدل الدولية حيث يتكلم ممثلو جنوب إفريقيا عن الجرائم الإسرائيلية.. في اليوم التالي كلهم انتبهوا فجأة ليذيعوا جلسة الدفاع التي يتولى فيها الوفد الإسرائيلي الدفاع عن إسرائيل!!

ولو أني أقسم على الغيب لأقسمت بالله، أن لو مرت حرب غزة هذه وانتهت كما يريدون لرأيت نفس هذه الصحف والقنوات قد خرجت علينا بتقارير مكتوبة ومصورة وأفلام وثائقية رائعة عن جرائم إسرائيل في غزة.

وهذه السياسة، سياسة النوح والندب في سرادق العزاء، بعد ذبح الميت وقتله.. هي التي تغر المغفلين السذج الجهلة الذين يعجبون بالغرب ويحسبونه محطّ قيم حضارية وحرية رأي، ويظنون أنه يحاسب نفسه ويراجع تاريخه ويصحح مساره!!

لله در بيجوفيتش.. والله إنها كلمة في قلب الحقيقة!
2025/10/26 08:26:50
Back to Top
HTML Embed Code: