Forwarded from مجدي المغربي - فلسطين - قطاع غزة
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أحيانا أقول: هل كنا نحتاج لمذبحة بهذه القسوة والشناعة لكي ندرك حقائق الواقع الذي نحن فيه؟.. حقيقة الصهاينة وحقيقة الغرب وحقيقة الأنظمة العربية والإسلامية؟!!
ألم يكن فيما سبق من التجارب دليلا وعبرة..
ثم أرجع فأقول: ألا ترى أنه وبعد كل هذه المذابح الشنيعة ما زال كثير من الناس يصب جام غضبه على أهل الحق والبسالة والبطولة، ولا يزال يأمل في الغرب ولا يزال يبرر ويعتذر لأنظمة الإجرام والخيانة العربية والإسلامية؟!!
بل أشد من ذلك وأفدح: ألا ترى المنتكسين الناكصين على أعقابهم الذين حولتهم هذه المذابح من مواقعهم العالية في المفاصلة، تلك التي كانوا فيها ينتقدون ميوعة الحركة الخضراء ويطعنون في عقيدتها وإيمانها.. ثم هم اليوم يشيدون بمواقف الأنظمة العربية بسبب تصريح هنا وتقرير هناك وتحليل هنالك؟!!
ألا ترى الساكتين عن الحق في الباطل الواضح الصريح، بل بعضهم بدأ هذا الطوفان وهو يدعمه ويثني عليه، فلما طال الزمن وكثرت التكاليف انقلب يسب أهل الطوفان ويستنكر عليهم.. مع أن الزمن ما طال ولا كثرت التكاليف إلا بسبب الدعم الذي يجده الصهيوني من أنظمة الإجرام والخيانة، تلك الأنظمة التي فعلت كل شيء لحصار أهل غزة والتمكين للصهاينة في قتلهم!!
آآآآآآه.. مطحنة كبرى، وغربلة عملاقة.. حتى لا يبقى إلا فسطاطان: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه..
لكم شهدت هذه الأرض من المذابح والحروب والشنائع.. ثم مضى القاتل والمقتول، وكلهم الآن جميعا تحت التراب، وكلهم قد قضى الله في مصيرهم.. فهم بين معذب ومنعم في قبره الآن.. وكلهم ينتظر مصيره النهائي غدا..
وهذه الحروب التي نحياها كتلك التي عاشها من قبلنا.. أيام ستنتهي مهما اشتدت قسوتها ومرارتها وآلامها.. ثم يلحق القاتل بالمقتول، والغالب بالمغلوب، ويلحق بهما: من وقف مع الحق ومن نافق الباطل..
{وكلهم آتيه يوم القيامة فردا}
{ونضع الموازين القسط ليوم القيامة، فلا تظلم نفس شيئا، وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها، وكفى بنا حاسبين}
{وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون: هل إلى مردٍّ من سبيل؟!!
وتراهم يُعرضون عليها خاشعين من الذل، ينظرون من طرف خفي، وقال الذين آمنوا: إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا إن الظالمين في عذاب مقيم}
{ووضع الكتاب، فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون: يا ويلتنا، مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا إحصاها؟!!.. ووجدوا ما عملوا حاضرا، ولا يظلم ربك أحدا}
إن قساوة الأيام ومرارتها ليست إلا الحجج الشاهدة والبراهين القاطعة التي يقيمها الله على عباده.. فلا يبقى معها من يقول: لم أكن أعلم، لم أكن أفهم، لم أكن أتصور، لم أكن أظن...
كل هذه الحجج والمعاذير تسقط وتنهار.. وتبقى نصاعة الاختبار، ووضوح الاختيار..
ألم يكن فيما سبق من التجارب دليلا وعبرة..
ثم أرجع فأقول: ألا ترى أنه وبعد كل هذه المذابح الشنيعة ما زال كثير من الناس يصب جام غضبه على أهل الحق والبسالة والبطولة، ولا يزال يأمل في الغرب ولا يزال يبرر ويعتذر لأنظمة الإجرام والخيانة العربية والإسلامية؟!!
بل أشد من ذلك وأفدح: ألا ترى المنتكسين الناكصين على أعقابهم الذين حولتهم هذه المذابح من مواقعهم العالية في المفاصلة، تلك التي كانوا فيها ينتقدون ميوعة الحركة الخضراء ويطعنون في عقيدتها وإيمانها.. ثم هم اليوم يشيدون بمواقف الأنظمة العربية بسبب تصريح هنا وتقرير هناك وتحليل هنالك؟!!
ألا ترى الساكتين عن الحق في الباطل الواضح الصريح، بل بعضهم بدأ هذا الطوفان وهو يدعمه ويثني عليه، فلما طال الزمن وكثرت التكاليف انقلب يسب أهل الطوفان ويستنكر عليهم.. مع أن الزمن ما طال ولا كثرت التكاليف إلا بسبب الدعم الذي يجده الصهيوني من أنظمة الإجرام والخيانة، تلك الأنظمة التي فعلت كل شيء لحصار أهل غزة والتمكين للصهاينة في قتلهم!!
آآآآآآه.. مطحنة كبرى، وغربلة عملاقة.. حتى لا يبقى إلا فسطاطان: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه..
لكم شهدت هذه الأرض من المذابح والحروب والشنائع.. ثم مضى القاتل والمقتول، وكلهم الآن جميعا تحت التراب، وكلهم قد قضى الله في مصيرهم.. فهم بين معذب ومنعم في قبره الآن.. وكلهم ينتظر مصيره النهائي غدا..
وهذه الحروب التي نحياها كتلك التي عاشها من قبلنا.. أيام ستنتهي مهما اشتدت قسوتها ومرارتها وآلامها.. ثم يلحق القاتل بالمقتول، والغالب بالمغلوب، ويلحق بهما: من وقف مع الحق ومن نافق الباطل..
{وكلهم آتيه يوم القيامة فردا}
{ونضع الموازين القسط ليوم القيامة، فلا تظلم نفس شيئا، وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها، وكفى بنا حاسبين}
{وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون: هل إلى مردٍّ من سبيل؟!!
وتراهم يُعرضون عليها خاشعين من الذل، ينظرون من طرف خفي، وقال الذين آمنوا: إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ألا إن الظالمين في عذاب مقيم}
{ووضع الكتاب، فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون: يا ويلتنا، مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا إحصاها؟!!.. ووجدوا ما عملوا حاضرا، ولا يظلم ربك أحدا}
إن قساوة الأيام ومرارتها ليست إلا الحجج الشاهدة والبراهين القاطعة التي يقيمها الله على عباده.. فلا يبقى معها من يقول: لم أكن أعلم، لم أكن أفهم، لم أكن أتصور، لم أكن أظن...
كل هذه الحجج والمعاذير تسقط وتنهار.. وتبقى نصاعة الاختبار، ووضوح الاختيار..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
هذه ثمرة من ثمرات صمود مقاومينا الأعزاء الأجلاء العمالقة في سائر ديارنا الإسلامية المباركة!
هذا الرجل يعترف، وهو في ذروة القوة الأمريكية الكاسحة، أن العرب والمسلمين لا يعرفون معنى "الخضوع"، ولن يقبلوا بهذا الوضع.. ولذلك ستسمر المعارك!
لو مدَّ الخط على استقامته لقالها صريحة: ستسمر حتى ينتصروا.. فالذي لا يعرف الخضوع، سيكون هو المنتصر نهاية المطاف!!
إن الذي يفعله المقاومون الآن هو عظمة تاريخية هم لا يعرفونها ولا يشعرون بها، ولا يعرف ولا يشعر بها غالبا أهل عصرهم.. إنما يفهمها ويشعر بها من يفكرون في المسارات الكبرى، يفهمها ويشعر بها المؤرخون الذين راقبوا هذه اللحظات كثيرا في صفحات التاريخ..
نعم، إن صمود الضعيف وعدم خضوعه مهما كان ميزان القوة، يساوي لحظة فارقة وحاسمة في مسار التاريخ.. بهذا انتصر المنتصرون في النهاية، ومن ها هنا بدأت كل قصة مجد.. ولهذا يعرف أعداؤنا جيدا أن أمتنا تبدأ صفحة مجدها، وأن الصفحة الأولى الدامية ليست ختام أمة مهزومة، بل بدايتها المتجددة!!
وحين يخرج الكلام من مثل هذا المتغطرس على وجه التحديد، فإنه له معنى آخر، وطعما آخر.. ولعل الله يحييه حتى يشهد وبال أمره!
هذا الرجل يعترف، وهو في ذروة القوة الأمريكية الكاسحة، أن العرب والمسلمين لا يعرفون معنى "الخضوع"، ولن يقبلوا بهذا الوضع.. ولذلك ستسمر المعارك!
لو مدَّ الخط على استقامته لقالها صريحة: ستسمر حتى ينتصروا.. فالذي لا يعرف الخضوع، سيكون هو المنتصر نهاية المطاف!!
إن الذي يفعله المقاومون الآن هو عظمة تاريخية هم لا يعرفونها ولا يشعرون بها، ولا يعرف ولا يشعر بها غالبا أهل عصرهم.. إنما يفهمها ويشعر بها من يفكرون في المسارات الكبرى، يفهمها ويشعر بها المؤرخون الذين راقبوا هذه اللحظات كثيرا في صفحات التاريخ..
نعم، إن صمود الضعيف وعدم خضوعه مهما كان ميزان القوة، يساوي لحظة فارقة وحاسمة في مسار التاريخ.. بهذا انتصر المنتصرون في النهاية، ومن ها هنا بدأت كل قصة مجد.. ولهذا يعرف أعداؤنا جيدا أن أمتنا تبدأ صفحة مجدها، وأن الصفحة الأولى الدامية ليست ختام أمة مهزومة، بل بدايتها المتجددة!!
وحين يخرج الكلام من مثل هذا المتغطرس على وجه التحديد، فإنه له معنى آخر، وطعما آخر.. ولعل الله يحييه حتى يشهد وبال أمره!
عبَّر مؤرخ الحضارة ول ديورانت عن الحملات الصليبية والاكتساح المغولي التي خربت الديار الإسلامية بقوله:
"لم تعرف حضارة أخرى في التاريخ مثل هذه الكوارث عددا وانتشارا وشمولا" (قصة الحضارة 26/ 29)
ثم ما لبث الإسلام أن تجدد في الدنيا كلها، وصار القوة العظمى العالمية من جديد!
"لم تعرف حضارة أخرى في التاريخ مثل هذه الكوارث عددا وانتشارا وشمولا" (قصة الحضارة 26/ 29)
ثم ما لبث الإسلام أن تجدد في الدنيا كلها، وصار القوة العظمى العالمية من جديد!
قطعة نفيسة للشيخ العبقري عبد العزيز الطريفي فرج الله عنه:
"النفوس جُبِلَتْ على حب الثبات وعدم التردد؛ حتى لا توصف بالضعف والتبعية..
والنفوس المتكبرة لا تفرق بين التحول من الحق إلى الباطل، وبين التحول من الباطل إلى الحق؛ فتثبت على الباطل كبرا..
بل ربما تثبت بعض النفوس المتكبرة على الحق لا لأنه الحق؛ بل لذات الثبات؛ فلا تحب أن توصف بالتحول والانتكاسة، فتصبر وتتجلد وتنصر الدين في الدنيا، وتكب في النار في الآخرة..
فالطبائع لها أثر في الثبات كأثر الإيمان فيه..
فالنفوس المتكبرة يهمها الثبات ولو على باطل..
والنفوس المؤمنة يهمها الحق ولو تحولت..
ومتى كان الإيمان أقوى من الطبائع، تحكم فيها، ومتى كانت الطبائع أقوى من الإيمان، تحكمت فيه"
التفسير والبيان لأحكام القرآن، 2/ 362
"النفوس جُبِلَتْ على حب الثبات وعدم التردد؛ حتى لا توصف بالضعف والتبعية..
والنفوس المتكبرة لا تفرق بين التحول من الحق إلى الباطل، وبين التحول من الباطل إلى الحق؛ فتثبت على الباطل كبرا..
بل ربما تثبت بعض النفوس المتكبرة على الحق لا لأنه الحق؛ بل لذات الثبات؛ فلا تحب أن توصف بالتحول والانتكاسة، فتصبر وتتجلد وتنصر الدين في الدنيا، وتكب في النار في الآخرة..
فالطبائع لها أثر في الثبات كأثر الإيمان فيه..
فالنفوس المتكبرة يهمها الثبات ولو على باطل..
والنفوس المؤمنة يهمها الحق ولو تحولت..
ومتى كان الإيمان أقوى من الطبائع، تحكم فيها، ومتى كانت الطبائع أقوى من الإيمان، تحكمت فيه"
التفسير والبيان لأحكام القرآن، 2/ 362
100 سؤال في التاريخ | 42. الدولة العثمانية.. ما حسناتها وما سيئاتها؟ | محمد إلهامي
الأسئلة التي أُجيبَ عنها في هذه الحلقة:
72. ما هي حسنات الدولة العثمانية وميزاتها؟ وما هي سيئاتها وإخفاقاتها؟
https://youtu.be/_AS2jqr0258
الأسئلة التي أُجيبَ عنها في هذه الحلقة:
72. ما هي حسنات الدولة العثمانية وميزاتها؟ وما هي سيئاتها وإخفاقاتها؟
https://youtu.be/_AS2jqr0258
YouTube
لماذا اعتُبرت الدولة العثمانية حامية الديار العربية؟| 100 سؤال في التاريخ | الحلقة 42
نتابع معكم في هذه الحلقة أسئلة المحور الثامن "الدولة العثمانية":
72. ماذا حملت لنا الدولة العثمانية خلال 624 سنة حكم من حسنات وإنجازات ومساوئ وإخفاقات؟
أسئلة ملحّة مرتبطة بتاريخنا الإسلامي، تنتشر بين المجتمع، وتطرق عقولنا وقد لا نجد إجابة لها، يجيب عنها…
72. ماذا حملت لنا الدولة العثمانية خلال 624 سنة حكم من حسنات وإنجازات ومساوئ وإخفاقات؟
أسئلة ملحّة مرتبطة بتاريخنا الإسلامي، تنتشر بين المجتمع، وتطرق عقولنا وقد لا نجد إجابة لها، يجيب عنها…
السيرة النبوية | 69. أول انشقاق خطير في المجتمع الإسلامي | محمد إلهامي
- لماذا اختلف النبي والصحابة على موقع لقاء المشركين في غزوة أحد؟
- بالرغم من رؤيا النبي أن المدينة درع حصينة، لكن خرج منها للقاء العدو.. لماذا؟
- متى وكيف ولماذا وقع انشقاق في جيش المسلمين قبيل غزوة أحد؟
- كيف كانت قناة العربية ستصف ما حدث من انشقاق الجيش المسلم؟
- ماذا يستفاد من أول ظهور حركة النفاق في المجتمع المسلم؟
https://youtu.be/ILoZUDppjbQ
- لماذا اختلف النبي والصحابة على موقع لقاء المشركين في غزوة أحد؟
- بالرغم من رؤيا النبي أن المدينة درع حصينة، لكن خرج منها للقاء العدو.. لماذا؟
- متى وكيف ولماذا وقع انشقاق في جيش المسلمين قبيل غزوة أحد؟
- كيف كانت قناة العربية ستصف ما حدث من انشقاق الجيش المسلم؟
- ماذا يستفاد من أول ظهور حركة النفاق في المجتمع المسلم؟
https://youtu.be/ILoZUDppjbQ
YouTube
السيرة النبوية | 69. أول انشقاق خطير في المجتمع الإسلامي | محمد إلهامي
- لماذا اختلف النبي والصحابة على موقع لقاء المشركين في غزوة أحد؟
- بالرغم من رؤيا النبي أن المدينة درع حصينة، لكن خرج منها للقاء العدو.. لماذا؟
- متى وكيف ولماذا وقع انشقاق في جيش المسلمين قبيل غزوة أحد؟
- كيف كانت قناة العربية ستصف ما حدث من انشقاق الجيش…
- بالرغم من رؤيا النبي أن المدينة درع حصينة، لكن خرج منها للقاء العدو.. لماذا؟
- متى وكيف ولماذا وقع انشقاق في جيش المسلمين قبيل غزوة أحد؟
- كيف كانت قناة العربية ستصف ما حدث من انشقاق الجيش…
تابعت صدمة الناس في واحد من "المؤثرين"، ذلك الذي ظُلِم في مصر، فانتقل إلى دبي، فاسْتُعْمِل هناك!!
أريد أن ألفت النظر، نظر الجميع إلى أن الإنسان دائما في ابتلاء واختبار وتعب، قال تعالى {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، {خلق السموات والأرض ليبلوكم أيكم أحسن عملا}..
والابتلاء يكون بالشر ويكون بالخير..
{جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا}
{ونبلوكم بالشر والخير فتنة، وإلينا ترجعون}
وفي عصر مواقع التواصل هذا، وما بلغه الحال من هوس التأثير والشهرة والانتشار، يجب أن تعرف عزيزي القارئ أن من أشد البلاء أن تكون مشهورا، أو ما يُقال له "مؤثر"!!
لقد كانت هذه الفتنة قديما قاصرة على المشاهير في التمثيل والغناء والكرة، والمشاهير في الكتابة والخطابة والعلم والفقه.. ولكنها في عصر التواصل الاجتماعي هذا تمددت بوحشية وبسرعة لتشمل الجميع..
ها نحن نرى جميعا كيف سقط كثيرون في اختبار "المال" و"الشهرة".. فجعلوا حياتهم عرضة للجماهير، حتى استعمل الرجال زوجاتهن في الاستعراض لكسب المتابعات والإعجابات والأموال، واستعملت النساء أنفسهن في ذلك.. وانحدر الجميع -كلٌّ بحسب ما استطاع من الانحدار- ليجمع المال في سوق المنافسة الرهيب..
المال والشهرة فتنة.. ومن الخير أن تكون إنسانا عاديا غير مشهور ولا معروف.. فإن هذا يرفع عنك كثيرا من أنواع الابتلاءات والمحن والفتن..
أما المشهور المعروف الذي وجد عند الناس رواجا، فسرعان ما يأتيه ذووا المال والسلطان ليستعملوه في أغراضهم.. وذلك والله امتحان رهيب، لا يصبر له إلا من عصمه الله وحفظه!
فمن ذوي الأموال والسلاطين من ينهبك ويحبسك ويظلمك إن لم تكن له ومعه.. ومنهم من يغريك ويغدق عليك حتى تذوق حلاوة القرب واللذة.. وهذا الثاني أخطر من الأول وأشدهم في الفتنة.. وإن كانت الفتنة في كليهما خطرة!
ويستوي في هذه الفتن: الراقصة والممثلة والمغني مع الفقيه والمفكر والخبير.. إن السيطرة على الناس وحيازتهم من ضرورات السلطة، فمن كان فيهم مسموعا كان لا بد من استعماله.. سواء في هذا أكان تأثيره بالحق أم بالباطل، بالخير أم بالشر، وسواء أكان يخاطب عقولهم أو يداعب غرائزهم!!
فإذا مضيتَ في طريق تكرهه الملوك والسلاطين، وصرت بذلك مسموع الصوت أيضا، فلست أيضا في منجاة من الفتنة..
فأنت بين أمن مفقود وتهديد قائم دائم.. وبين جمهور يتهيأ لك منه أحيانا أنه يحميك ويحفظك ويفديك، وهذا وهم وسراب.. وما أسرع انقشاع الناس إذا بطشت بك يد السلطة!!
لعل تسعة أعشار العافية ألا تكون ناجحا ولا مشهورا.. وصدق تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}
وتلك قاعدة عامة، ولكنها في بلادنا المنكوبة أشد.. فحتى إن نجحت في المال، فإنك ترى السلطة تسرع إليك تريد أن تقاسمك فيه: رغبا أو رهبا، فإما أذعنت ورضيت وصرت تطلب الغنى بالباطل وتشارك السلطة في الإثم والجريمة. وإما تعرضت للنكبة والفقر وبطش السلطة من جديد!!
وذا اختبار لا يقوم له إلا الرجال أهل العزيمة..
ليت المهووسين بالشهرة والساعين إليها يعرفون أنهم يُقدمون على اختبارات عظيمة، مُهْلِكة، شديدة.. فيقنعون أن يكونوا من أوساط الناس!!
وصدق رسول الله: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت؟!!..
فما أسعد أهل الكفاية بما هم فيه، وما أعظم نعمة أهل القناعة بالرضا الذي هم عليه!
أريد أن ألفت النظر، نظر الجميع إلى أن الإنسان دائما في ابتلاء واختبار وتعب، قال تعالى {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، {خلق السموات والأرض ليبلوكم أيكم أحسن عملا}..
والابتلاء يكون بالشر ويكون بالخير..
{جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا}
{ونبلوكم بالشر والخير فتنة، وإلينا ترجعون}
وفي عصر مواقع التواصل هذا، وما بلغه الحال من هوس التأثير والشهرة والانتشار، يجب أن تعرف عزيزي القارئ أن من أشد البلاء أن تكون مشهورا، أو ما يُقال له "مؤثر"!!
لقد كانت هذه الفتنة قديما قاصرة على المشاهير في التمثيل والغناء والكرة، والمشاهير في الكتابة والخطابة والعلم والفقه.. ولكنها في عصر التواصل الاجتماعي هذا تمددت بوحشية وبسرعة لتشمل الجميع..
ها نحن نرى جميعا كيف سقط كثيرون في اختبار "المال" و"الشهرة".. فجعلوا حياتهم عرضة للجماهير، حتى استعمل الرجال زوجاتهن في الاستعراض لكسب المتابعات والإعجابات والأموال، واستعملت النساء أنفسهن في ذلك.. وانحدر الجميع -كلٌّ بحسب ما استطاع من الانحدار- ليجمع المال في سوق المنافسة الرهيب..
المال والشهرة فتنة.. ومن الخير أن تكون إنسانا عاديا غير مشهور ولا معروف.. فإن هذا يرفع عنك كثيرا من أنواع الابتلاءات والمحن والفتن..
أما المشهور المعروف الذي وجد عند الناس رواجا، فسرعان ما يأتيه ذووا المال والسلطان ليستعملوه في أغراضهم.. وذلك والله امتحان رهيب، لا يصبر له إلا من عصمه الله وحفظه!
فمن ذوي الأموال والسلاطين من ينهبك ويحبسك ويظلمك إن لم تكن له ومعه.. ومنهم من يغريك ويغدق عليك حتى تذوق حلاوة القرب واللذة.. وهذا الثاني أخطر من الأول وأشدهم في الفتنة.. وإن كانت الفتنة في كليهما خطرة!
ويستوي في هذه الفتن: الراقصة والممثلة والمغني مع الفقيه والمفكر والخبير.. إن السيطرة على الناس وحيازتهم من ضرورات السلطة، فمن كان فيهم مسموعا كان لا بد من استعماله.. سواء في هذا أكان تأثيره بالحق أم بالباطل، بالخير أم بالشر، وسواء أكان يخاطب عقولهم أو يداعب غرائزهم!!
فإذا مضيتَ في طريق تكرهه الملوك والسلاطين، وصرت بذلك مسموع الصوت أيضا، فلست أيضا في منجاة من الفتنة..
فأنت بين أمن مفقود وتهديد قائم دائم.. وبين جمهور يتهيأ لك منه أحيانا أنه يحميك ويحفظك ويفديك، وهذا وهم وسراب.. وما أسرع انقشاع الناس إذا بطشت بك يد السلطة!!
لعل تسعة أعشار العافية ألا تكون ناجحا ولا مشهورا.. وصدق تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}
وتلك قاعدة عامة، ولكنها في بلادنا المنكوبة أشد.. فحتى إن نجحت في المال، فإنك ترى السلطة تسرع إليك تريد أن تقاسمك فيه: رغبا أو رهبا، فإما أذعنت ورضيت وصرت تطلب الغنى بالباطل وتشارك السلطة في الإثم والجريمة. وإما تعرضت للنكبة والفقر وبطش السلطة من جديد!!
وذا اختبار لا يقوم له إلا الرجال أهل العزيمة..
ليت المهووسين بالشهرة والساعين إليها يعرفون أنهم يُقدمون على اختبارات عظيمة، مُهْلِكة، شديدة.. فيقنعون أن يكونوا من أوساط الناس!!
وصدق رسول الله: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت؟!!..
فما أسعد أهل الكفاية بما هم فيه، وما أعظم نعمة أهل القناعة بالرضا الذي هم عليه!
لوددت أن لو كان كل رؤساء أمريكا -بل كل رؤساء أعدائنا- مثل ترمب، وكل سفرائهم مثل توم باراك، وكل وزراء حربهم مثل بيت هيجسيث!!
إننا نقطع أميالا وأشواطا على طريق الوعي والنقاش في بيئاتنا المنكوبة بمثقفيها ونخبتها.. إنهم يدمرون بكل سرعة وبساطة وتلقائية الثوابت الراسخة التي جعلت كثيرا من "مفكرينا ومثقفينا" يقضون أعمارهم في مشاريع كبرى مثل: "تجديد الإسلام" و"إصلاح العقل العربي" و"تطوير الخطاب الديني"... إلخ!!
لقد استهلك الخداع الغربي الزائف في قضايا الديمقراطية والدولة والدين والسياسة والتقدم نحو مائة عام من مجهودنا الفكري والثقافي.. وانخدع بهم الكثيرون، فمنهم من ألحد ومنهم من تعلمن ومنهم من وقف على رؤوسنا يطالبنا بتنقية التراث وإعادة النظر في الفقه وأصوله وفي أحكام الشريعة.. إلخ!
الحمد لله أن بعث فيهم قوما ينزعون عن وجوههم زيف الغرب وقوانينه ومؤسساته وقيمه..
والصنم إذا تكسَّر لن يمكن نصبه من جديد!!
إننا نقطع أميالا وأشواطا على طريق الوعي والنقاش في بيئاتنا المنكوبة بمثقفيها ونخبتها.. إنهم يدمرون بكل سرعة وبساطة وتلقائية الثوابت الراسخة التي جعلت كثيرا من "مفكرينا ومثقفينا" يقضون أعمارهم في مشاريع كبرى مثل: "تجديد الإسلام" و"إصلاح العقل العربي" و"تطوير الخطاب الديني"... إلخ!!
لقد استهلك الخداع الغربي الزائف في قضايا الديمقراطية والدولة والدين والسياسة والتقدم نحو مائة عام من مجهودنا الفكري والثقافي.. وانخدع بهم الكثيرون، فمنهم من ألحد ومنهم من تعلمن ومنهم من وقف على رؤوسنا يطالبنا بتنقية التراث وإعادة النظر في الفقه وأصوله وفي أحكام الشريعة.. إلخ!
الحمد لله أن بعث فيهم قوما ينزعون عن وجوههم زيف الغرب وقوانينه ومؤسساته وقيمه..
والصنم إذا تكسَّر لن يمكن نصبه من جديد!!
لا ريب أن الدخول في معركة مع "الأحمق المدجج بالسلاح" يكون أمرا صعبا، لكن الانتصار فيها أكبر بكثير من دخول نفس المعركة مع "الذكي المدجج بنفس السلاح"!!
والواقع أن لدينا في أمريكا رئيسا غبيا جدا، وهذا من فضل الله على الجميع، ومهووسا بالتاريخ وبأن يضع اسمه في سجل الأذكياء، والجميع يغازلونه بالباطل لمعرفتهم بهذا الطبع فيه!!
ما كان يتصور أحدٌ أن يبلغ الغرور والسفه بأحدهم أن يقف ليقول: الآن أستطيع تحقيق السلام الأبدي في المنطقة التي تعاني من المشكلة منذ آلاف السنين!!
وكيف سولت له نفسه ذلك.. شكَّل مجلسا سماه مجلس السلام، ووضع من رأسه خطة استسلام، ويعتمد على قوته المسلحة، وعلى صنائعه الخائفين منهم والخونة!!
ما هذا المستوى من السفه والحماقة؟!!
ألا يوجد من يهمس في أذن هذا البليد أن الحركة لو استسلمت فعلا ونزعت سلاحها، لما انتهت المشكلة ولما جاء السلام، بل سيخرج غيرها ليواصل المهمة؟!.. إن المشكلة ذات الجذور البعيدة المتعلقة بمقدسات وأديان وظروف سياسية واجتماعية متشابكة، هي بطبيعتها أكبر من استسلام فصيل أو استمساكه!!
ألم يفكر هذا الغبي البليد أن لو كان الحل في مجلس سلام وخطة استسلام لكان قد فعلها من كانوا قبله، وكانوا أشد منه قوة وأكثر جمعا، وكنا نحن أقل قوة بكثير من هذه اللحظة؟!!
الإمبراطورية الأمريكية تدمّر نفسها.. وهذا من فضل الله على الجميع.. غير أننا سنعاني، ونتألم!!
لكن يجب أن يكون واضحا.. إنها معاناة من يعارك أحمقا غبيا مسلحا.. وهي في كل الأحوال أهون من معاركة الذكي البارع المسلح أيضا!!
ويبقى أصل معاناتنا وجوهرها وقطب رحاها في أولئك الخونة الذين يملكون رقابنا قهرا وقسرا، ويفرطون في بلادنا ومصالحنا ويوافقون الغبي والذكي على ما يفعل بنا وفينا!!.. لعنهم الله ولعن من يدعم أنظمتهم!
والواقع أن لدينا في أمريكا رئيسا غبيا جدا، وهذا من فضل الله على الجميع، ومهووسا بالتاريخ وبأن يضع اسمه في سجل الأذكياء، والجميع يغازلونه بالباطل لمعرفتهم بهذا الطبع فيه!!
ما كان يتصور أحدٌ أن يبلغ الغرور والسفه بأحدهم أن يقف ليقول: الآن أستطيع تحقيق السلام الأبدي في المنطقة التي تعاني من المشكلة منذ آلاف السنين!!
وكيف سولت له نفسه ذلك.. شكَّل مجلسا سماه مجلس السلام، ووضع من رأسه خطة استسلام، ويعتمد على قوته المسلحة، وعلى صنائعه الخائفين منهم والخونة!!
ما هذا المستوى من السفه والحماقة؟!!
ألا يوجد من يهمس في أذن هذا البليد أن الحركة لو استسلمت فعلا ونزعت سلاحها، لما انتهت المشكلة ولما جاء السلام، بل سيخرج غيرها ليواصل المهمة؟!.. إن المشكلة ذات الجذور البعيدة المتعلقة بمقدسات وأديان وظروف سياسية واجتماعية متشابكة، هي بطبيعتها أكبر من استسلام فصيل أو استمساكه!!
ألم يفكر هذا الغبي البليد أن لو كان الحل في مجلس سلام وخطة استسلام لكان قد فعلها من كانوا قبله، وكانوا أشد منه قوة وأكثر جمعا، وكنا نحن أقل قوة بكثير من هذه اللحظة؟!!
الإمبراطورية الأمريكية تدمّر نفسها.. وهذا من فضل الله على الجميع.. غير أننا سنعاني، ونتألم!!
لكن يجب أن يكون واضحا.. إنها معاناة من يعارك أحمقا غبيا مسلحا.. وهي في كل الأحوال أهون من معاركة الذكي البارع المسلح أيضا!!
ويبقى أصل معاناتنا وجوهرها وقطب رحاها في أولئك الخونة الذين يملكون رقابنا قهرا وقسرا، ويفرطون في بلادنا ومصالحنا ويوافقون الغبي والذكي على ما يفعل بنا وفينا!!.. لعنهم الله ولعن من يدعم أنظمتهم!
Forwarded from مؤلفات محمد إلهامي
تفضل علي الإخوة الكرام في "مركز مطالعات اسلامي بينش" ( www.tg-me.com/bineshcc/1068 ) بترجمة كتابي "خلاصة قصة فلسطين" إلى اللغة الفارسية.. فجزاهم الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتهم.
وبهذا يكون الكتاب متاحا في سبع لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والإندونيسية والأوردية والألمانية والفارسية..
وهذا من فضل الله تعالى على عبده الفقير.. أسأل الله أن يجعل ذلك عملا خالصا لوجهه الكريم، وأن يجزي عني إخواني المترجمين خير الجزاء، فإنهم بادروا من تلقاء أنفسهم ثم تطوعوا لترجمة الكتاب، وبدون معرفة سابقة.. فلا يكافئهم على عملهم هذا إلا الله.
ثم يبقى على أحبابنا المتابعين واجب بث هذا الخير ونشره، فإن الدال على الخير كفاعله.
لتحميل النسخة الفارسية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/106
النسخة العربية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/48
النسخة الإنجليزية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/58
النسخة الفرنسية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/71
النسخة الإندونيسية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/68
النسخة الأوردية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/85
النسخة الألمانية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/96
ولمن يفضل النسخة الورقية:
النسخة العربية | مكتبة وسم | اسطنبول | 00905511638225
النسخة الإنجليزية | https://www.historyrevival.com/product-page/palestine-a-short-history
وبهذا يكون الكتاب متاحا في سبع لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والإندونيسية والأوردية والألمانية والفارسية..
وهذا من فضل الله تعالى على عبده الفقير.. أسأل الله أن يجعل ذلك عملا خالصا لوجهه الكريم، وأن يجزي عني إخواني المترجمين خير الجزاء، فإنهم بادروا من تلقاء أنفسهم ثم تطوعوا لترجمة الكتاب، وبدون معرفة سابقة.. فلا يكافئهم على عملهم هذا إلا الله.
ثم يبقى على أحبابنا المتابعين واجب بث هذا الخير ونشره، فإن الدال على الخير كفاعله.
لتحميل النسخة الفارسية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/106
النسخة العربية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/48
النسخة الإنجليزية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/58
النسخة الفرنسية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/71
النسخة الإندونيسية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/68
النسخة الأوردية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/85
النسخة الألمانية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/96
ولمن يفضل النسخة الورقية:
النسخة العربية | مكتبة وسم | اسطنبول | 00905511638225
النسخة الإنجليزية | https://www.historyrevival.com/product-page/palestine-a-short-history
لا يختلف عاقلان على أن ما طرحه ترمب هو خطة استسلام مهينة ومذلة، وفوق الإذلال والإهانة فهي بلا ضمانات أيضا..
والذين يقبلون بها نوعان:
1. نوعٌ صارت نفسه لا تتحمل التكلفة الهائلة، فهو يريد أي شيء لإنهاء الحرب.. وهذا سيكتشف بعد قليل أنه كالمستجير من الرمضاء بالنار. وأنه لم يفعل سوى الهروب من لسعة الحر ليلقي بنفسه في أتون اللهب!
وهؤلاء نسأل الله لنا ولهم الهداية والبصيرة، وأن يلهمنا وإياهم الثبات والحزم وأن يغلب العقل العاطفة!
ولا أدري كيف يكون حالي لو أني في غزة الآن، فلعلي كنتُ منهم.. والمرء في المحنة وتحت سطوة الألم يتغير عقله، وصدق القائل:
يُقضى على المرء في أيام محنته .. حتى يرى حَسَنًا ما ليس بالحسن
2. ونوعٌ هو بوقٌ لمن يدفع له، فهو ينطق عنه، وسواءٌ أكان المنطوق عنه من أولئك الخونة الذين هم سبب أصلي في النكبة التي وصلنا إليها، أو كان من أولئك الخائفين العاجزين المرتعشين.. فالمنتهى واحد!!
وذلك أن الكتاب والمحللين وسائر من سواهم لا قيمة لهم في الواقع، ولا يملكون تحريك مقاتل ولا سحبه!!
إنما غاية ما عندهم أن يُشَكِّلوا دعما أو ضغطا معنويا على الفاعلين.. وغاية ما يُفهم من مواقفهم أن تُعرف حقيقة مواقف أسيادهم من ورائهم!
ومن كان منهم يؤمن بالله واليوم الآخر، فإنه يقول خيرا أو يصمت.. والخير هنا هو ما يقوله رجال الشأن والميدان!!
على أن المخيف حقا هو ما قد يكون جرى ويجري من الضغط والتقسيم على وفد التفاوض، ليطاح بأهل الصلابة ويؤتى بمن يرُتِّب له أن يقبل هذه الخطة، ويستسلم لها! فمن المستحيل -وأقول هذا من موقعي كمتابع، وليست عندي معلومات- أن تجري هذه الطبخة كلها، عبر كل هذه الأطراف، ثم لا يُرَتَّب كيف يُضْغَط على وفد الحركة وكيف يشق صفها ليتحقق الاستسلام لهذه الخطة كما يراد لها.
إن الانسحاب والتنازل قد يقع من القائد القوي الصادق المخلص، كما قد يقع من الضعيف المتراخي المحبط.. وربما يشتبه الفعل الواحد من كليهما، وما بين غرضيهما كما بين المشرق والمغرب.
فالمعركة في حقيقتها حرب إرادة وصبر، فالنصر صبر ساعة، وقد حفل القرآن بالأمر بالصبر والمصابرة والمثابرة، حتى مع وقوع الزلزلة والشدة والمحنة..
وكم في التاريخ من ساعات صبر كانت ثمرتها حاسمة لمائة سنة أو لمئات السنين..
فالخلاصة: من لم يكن يملك أن يدعم أهل الميدان بشيء، فليصمت عن كلام يضغط على معنوياتهم ويأكل من رصيد صبرهم وصلابتهم وطاقتهم.. وليكثر من الدعاء لهم {عسى الله أن يكفّ بأس الذين كفروا، والله أشدّ بأسا وأشدّ تنكيلا}
والذين يقبلون بها نوعان:
1. نوعٌ صارت نفسه لا تتحمل التكلفة الهائلة، فهو يريد أي شيء لإنهاء الحرب.. وهذا سيكتشف بعد قليل أنه كالمستجير من الرمضاء بالنار. وأنه لم يفعل سوى الهروب من لسعة الحر ليلقي بنفسه في أتون اللهب!
وهؤلاء نسأل الله لنا ولهم الهداية والبصيرة، وأن يلهمنا وإياهم الثبات والحزم وأن يغلب العقل العاطفة!
ولا أدري كيف يكون حالي لو أني في غزة الآن، فلعلي كنتُ منهم.. والمرء في المحنة وتحت سطوة الألم يتغير عقله، وصدق القائل:
يُقضى على المرء في أيام محنته .. حتى يرى حَسَنًا ما ليس بالحسن
2. ونوعٌ هو بوقٌ لمن يدفع له، فهو ينطق عنه، وسواءٌ أكان المنطوق عنه من أولئك الخونة الذين هم سبب أصلي في النكبة التي وصلنا إليها، أو كان من أولئك الخائفين العاجزين المرتعشين.. فالمنتهى واحد!!
وذلك أن الكتاب والمحللين وسائر من سواهم لا قيمة لهم في الواقع، ولا يملكون تحريك مقاتل ولا سحبه!!
إنما غاية ما عندهم أن يُشَكِّلوا دعما أو ضغطا معنويا على الفاعلين.. وغاية ما يُفهم من مواقفهم أن تُعرف حقيقة مواقف أسيادهم من ورائهم!
ومن كان منهم يؤمن بالله واليوم الآخر، فإنه يقول خيرا أو يصمت.. والخير هنا هو ما يقوله رجال الشأن والميدان!!
على أن المخيف حقا هو ما قد يكون جرى ويجري من الضغط والتقسيم على وفد التفاوض، ليطاح بأهل الصلابة ويؤتى بمن يرُتِّب له أن يقبل هذه الخطة، ويستسلم لها! فمن المستحيل -وأقول هذا من موقعي كمتابع، وليست عندي معلومات- أن تجري هذه الطبخة كلها، عبر كل هذه الأطراف، ثم لا يُرَتَّب كيف يُضْغَط على وفد الحركة وكيف يشق صفها ليتحقق الاستسلام لهذه الخطة كما يراد لها.
إن الانسحاب والتنازل قد يقع من القائد القوي الصادق المخلص، كما قد يقع من الضعيف المتراخي المحبط.. وربما يشتبه الفعل الواحد من كليهما، وما بين غرضيهما كما بين المشرق والمغرب.
فالمعركة في حقيقتها حرب إرادة وصبر، فالنصر صبر ساعة، وقد حفل القرآن بالأمر بالصبر والمصابرة والمثابرة، حتى مع وقوع الزلزلة والشدة والمحنة..
وكم في التاريخ من ساعات صبر كانت ثمرتها حاسمة لمائة سنة أو لمئات السنين..
فالخلاصة: من لم يكن يملك أن يدعم أهل الميدان بشيء، فليصمت عن كلام يضغط على معنوياتهم ويأكل من رصيد صبرهم وصلابتهم وطاقتهم.. وليكثر من الدعاء لهم {عسى الله أن يكفّ بأس الذين كفروا، والله أشدّ بأسا وأشدّ تنكيلا}
Forwarded from مؤلفات محمد إلهامي
تفضل علي الإخوة الكرام في مركز "آستانة" في كردستان العراق، بترجمة كتاب "خلاصة قصة فلسطين" إلى اللغة الكردية.
فجزاهم الله عني خير الجزاء
والكتاب متوفر في نسخته الورقية، وهو موجود في معرض السليمانية للكتاب القائم حاليا.
وحين تتوفر نسخته الإلكترونية سأرفعها هنا إن شاء الله.
وبذلك يتم فضل الله على عبده الفقير، ويكون كتاب "خلاصة قصة فلسطين" متاحا في ثمان لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والأوردية والإندونيسية والكردية.
فجزاهم الله عني خير الجزاء
والكتاب متوفر في نسخته الورقية، وهو موجود في معرض السليمانية للكتاب القائم حاليا.
وحين تتوفر نسخته الإلكترونية سأرفعها هنا إن شاء الله.
وبذلك يتم فضل الله على عبده الفقير، ويكون كتاب "خلاصة قصة فلسطين" متاحا في ثمان لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والأوردية والإندونيسية والكردية.
"خطة ترامب فُصِّلت لتُرفض؛ لأن هدفها ليس إنهاء الحرب؛ بل إنقاذ الكيان من العزلة الدولية التي بلغت مبلغ الإجماع الدولي، ومن فقه الفريق المفاوض رفضها فورًا قبل تزايد فرص تسويقها، فكل دقيقة تمضي في دراستها تعد تماهيًا مع أهداف الخطة، {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط}"
عبارة رأيتها على حساب صديق غزي كريم
عبارة رأيتها على حساب صديق غزي كريم
"الآن العالم كله، بما فيه العالم العربي والإسلامي يضغط على حماس لقبول الشروط التي وضعناها"
بنيامين نتنياهو
29 سبتمبر 2025
بعد أن قتل 66 ألفا، وأصاب 166 ألفا، وحاصر 2.5 مليون غزي
هذه العبارة ستكون تلخيصا ممتازا لتاريخ الحقبة الحالية، وعارا لاصقا يلطخ جباه الحكام الذين وافقوا على خطة ترمب.
عبارة مكثفة، تختصر الحال والحل معا!!
بنيامين نتنياهو
29 سبتمبر 2025
بعد أن قتل 66 ألفا، وأصاب 166 ألفا، وحاصر 2.5 مليون غزي
هذه العبارة ستكون تلخيصا ممتازا لتاريخ الحقبة الحالية، وعارا لاصقا يلطخ جباه الحكام الذين وافقوا على خطة ترمب.
عبارة مكثفة، تختصر الحال والحل معا!!
إن الجيل الحالي (يسمونه: جيل Z) أحسن حظا من جيلنا في بعض الأمور..
جيلنا الذي نشأ في الاستضعاف المُذِلّ (يسمّونه: الاستقرار) تشرب الخوف واليأس والإحباط، وتشرب معه -بكل أسف- نسخة مُدَجَّنةً من الدين.. حتى صار المتدين في حالات عديدة نموذجا للمستسلم المستكين!!
فلما جاء الربيع العربي، ثم جاءت موجة السفاحين الجبابرة التي ضربت الشعوب، وحرصت الأنظمة على إنشاء أجيال بلا دين، الدين عنها ممنوع، بينما أسباب الإلحاد والإباحية والتفاهة مسموحة ومنتشرة.. كانت النتيجة جيلا فيه جهل كثير بالدين.. وقد كان لهذا وجهٌ حسن.. فالجيل الذي لم يتشرب الدين المدجَّن، صار يتعامل في الأمور بفطرته.. فطرته السليمة.. فطرته الخشنة!!
لقد تخوَّف الطغاة من أن نسخة الدين المدجَّن التي كانت متوفرة، كانت تقود بعض الناس إلى الدين الصحيح الثائر المكافح.. فكان من حسن حظ هذه الأجيال أنها مُنِعت عن رافد الدين المدجَّن الاستسلامي، الذي لا يفلسف لها الذلة والخنوع ويسبغ عليها كلمات الصبر والحكمة والانتظار والتربية المديدة والمشاريع الإصلاحية الطويلة المتدرجة البطيئة... إلخ!!
لو كان الاختيار والسؤال، أيهما أفضل: قوم متدينون في حال ذلة واستضعاف، أم قوم لا يعرفون الدين في حال فطرة سليمة.. لكان الجواب بلا ريب هو الثاني!
الدين قادر على تهذيب خشونات الفطرة السليمة، وقادر على بث الطاقة فيها وإلهابها وتوجيهها الوجهة الصحيحة.. ولكنه غير قادر على رفع ناس انطبعوا على الذل والمهانة والاستضعاف!
ولدينا في هذا مثالان واضحان ساطعان:
المثال الأول:
بنو إسرائيل المنطبعين على الذل والاستضعاف لم يستطع موسى نفسه -أحد أعظم قادة البشر عبر كل التاريخ، فهو من أولي العزم من الرسل- أن يستثير فيهم حمية الجهاد، مع أنهم رأوا المعجزة العظمى بهلاك فرعون.. لكنهم خافوا مقاتلة القوم الجبارين حتى مع أن الله وعدهم بالنصر!!
فتأمل في حال قوم درجوا في الذلة والاستضعاف، عندهم كل أسباب الثورة ولم يثوروا، كانت تقتل أبناؤهم بقرارات رسمية فيستسلمون لذلك، جاءهم قائد مخلص عظيم من أفضل 5 قادة في تاريخ البشر، شاهدوا المعجزة العظمى في نجاتهم وهلاك فرعون، معهم وعد من الله بالنصر..
بعد ذلك قالوا {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}
وأما المثال الثاني:
فالعرب الذين بعث الله فيهم نبيه محمد، صلى الله عليه وسلم.. كان من أبرز مزايا العرب أنهم كانو أعزة لم ينطبعوا على الذل ولم يخضعوا للملوك.. بل كانوا يأنفون من مجرد التسلط عليهم.. فكانوا يفخرون بقتل الملوك وأنهم لا تتسلط عليهم الملوك
وأيام لنا غر طوال .. عصينا الملك فيها أن ندينا
من عهد عاد كان معروفا لنا .. أسر الملوك وقتلها وقتالها
فجاءهم الدين، فهذب أخلاقهم وطباعهم، وشذَّب نوافر نفوسهم، واستخرج طاقتهم التي كانت تذهب في الباطل لتكون في سبيل الحق.. فكانوا أعجب عجائب التاريخ، وكانت فتوحاتهم معجزة تاريخية..
ولهذا، فالمرء يستبشر بهذا الجيل الذي نشأ حديثا تحت حكم السفاحين.. والذي لم تكبته مناهج استسلامية مصبوغة بالدين..
ومن يدري، لعل هذا من معاني قوله تعالى {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم}
جيلنا الذي نشأ في الاستضعاف المُذِلّ (يسمّونه: الاستقرار) تشرب الخوف واليأس والإحباط، وتشرب معه -بكل أسف- نسخة مُدَجَّنةً من الدين.. حتى صار المتدين في حالات عديدة نموذجا للمستسلم المستكين!!
فلما جاء الربيع العربي، ثم جاءت موجة السفاحين الجبابرة التي ضربت الشعوب، وحرصت الأنظمة على إنشاء أجيال بلا دين، الدين عنها ممنوع، بينما أسباب الإلحاد والإباحية والتفاهة مسموحة ومنتشرة.. كانت النتيجة جيلا فيه جهل كثير بالدين.. وقد كان لهذا وجهٌ حسن.. فالجيل الذي لم يتشرب الدين المدجَّن، صار يتعامل في الأمور بفطرته.. فطرته السليمة.. فطرته الخشنة!!
لقد تخوَّف الطغاة من أن نسخة الدين المدجَّن التي كانت متوفرة، كانت تقود بعض الناس إلى الدين الصحيح الثائر المكافح.. فكان من حسن حظ هذه الأجيال أنها مُنِعت عن رافد الدين المدجَّن الاستسلامي، الذي لا يفلسف لها الذلة والخنوع ويسبغ عليها كلمات الصبر والحكمة والانتظار والتربية المديدة والمشاريع الإصلاحية الطويلة المتدرجة البطيئة... إلخ!!
لو كان الاختيار والسؤال، أيهما أفضل: قوم متدينون في حال ذلة واستضعاف، أم قوم لا يعرفون الدين في حال فطرة سليمة.. لكان الجواب بلا ريب هو الثاني!
الدين قادر على تهذيب خشونات الفطرة السليمة، وقادر على بث الطاقة فيها وإلهابها وتوجيهها الوجهة الصحيحة.. ولكنه غير قادر على رفع ناس انطبعوا على الذل والمهانة والاستضعاف!
ولدينا في هذا مثالان واضحان ساطعان:
المثال الأول:
بنو إسرائيل المنطبعين على الذل والاستضعاف لم يستطع موسى نفسه -أحد أعظم قادة البشر عبر كل التاريخ، فهو من أولي العزم من الرسل- أن يستثير فيهم حمية الجهاد، مع أنهم رأوا المعجزة العظمى بهلاك فرعون.. لكنهم خافوا مقاتلة القوم الجبارين حتى مع أن الله وعدهم بالنصر!!
فتأمل في حال قوم درجوا في الذلة والاستضعاف، عندهم كل أسباب الثورة ولم يثوروا، كانت تقتل أبناؤهم بقرارات رسمية فيستسلمون لذلك، جاءهم قائد مخلص عظيم من أفضل 5 قادة في تاريخ البشر، شاهدوا المعجزة العظمى في نجاتهم وهلاك فرعون، معهم وعد من الله بالنصر..
بعد ذلك قالوا {اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون}
وأما المثال الثاني:
فالعرب الذين بعث الله فيهم نبيه محمد، صلى الله عليه وسلم.. كان من أبرز مزايا العرب أنهم كانو أعزة لم ينطبعوا على الذل ولم يخضعوا للملوك.. بل كانوا يأنفون من مجرد التسلط عليهم.. فكانوا يفخرون بقتل الملوك وأنهم لا تتسلط عليهم الملوك
وأيام لنا غر طوال .. عصينا الملك فيها أن ندينا
من عهد عاد كان معروفا لنا .. أسر الملوك وقتلها وقتالها
فجاءهم الدين، فهذب أخلاقهم وطباعهم، وشذَّب نوافر نفوسهم، واستخرج طاقتهم التي كانت تذهب في الباطل لتكون في سبيل الحق.. فكانوا أعجب عجائب التاريخ، وكانت فتوحاتهم معجزة تاريخية..
ولهذا، فالمرء يستبشر بهذا الجيل الذي نشأ حديثا تحت حكم السفاحين.. والذي لم تكبته مناهج استسلامية مصبوغة بالدين..
ومن يدري، لعل هذا من معاني قوله تعالى {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم}