اليوم مات الذي أنشد ينافق #السيسي_عدو_الله، فقال له:
لمصر في عهدكم عزم وإصرار .. ألا يبيت بها عنف ولا عار
نحيت عنا ظلاما طالما عثرت .. فيه خطانا، وعانى الأهل والجار
واليوم جاءت بكم حين اصطفتك لها .. وللقيادة عند الله أقدار
بالأمس قُدْتَ بها جيشٌ له همم .. للحق والنصر والعلياء جرار
واليوم جاءت بكم تمشي على قدر .. وأنت في ركبها شهم ومغوار
تُقصي الخيانة، تقصي الغدر عن وطني .. فليس يصلح خوان وغدّار
أقمتَ مشروع خير طالما رغبت .. في مثله، قادة فينا وثوار
هذي قناة السويس اليوم قد سعدت .. بأختها، وعطاء الله مدرار
يا رب وفق خطى السيسي قائدنا .. فأنت يا رب للأبرار تختار
وقد كان حين قالها شيخا هرما لا يقوى على الوقوف، وترتعش يده إذا تكلم..
ولكنه جرى على طبع نفاقه الذي عاش عليه حتى مات، فلكم رأيته وسمعته ينافق حسني مبارك، ويحتج للإبقاء على قانون الطوارئ ثلاثين سنة بحديث "أهلها في رباط إلى يوم الدين" (مع أن حسني مبارك لم يحارب قط!!).
ولقد كان من أعمدة النفاق في هذا البلد لنحو نصف قرن، تولى فيها جامعة الأزهر دهرا، فكان من أسباب خرابها وضعفها وتراجع شأنها..
ولك أن تعلم أن هذا الذي تخصص في الحديث، لم يكن في الأزهر على أيامه مادة في علم الحديث ولا دراسة أسانيده!!
والكلام يطول، والكلام كثير.. ولكن خير الكلام ما قل ودلّ
يا أحمد عمر هاشم.. ها أنت قد قدمتَ على ربك.. فلئن لقيت حسني مبارك فسَلْه أن ينفعك بشيء لقاء نفاقك له ثلاثين عاما!!.. فلئن لم ينفعك، فقريبا يأتيك عبد الفتاح السيسي، فسَلْه أن ينفعك بشيء لقاء نفاقك له!!
مضى عهد الحقائب التي كانت تأتيك كل سنة من الخليج.. وجاء عهد الحقائب التي ترى فيها عملك.. لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها..
ولا يزال المرء يرتجف خوفا حين يتصور مصير المنافق وقد تجرد من كل قوة، وذهب عنه كل مال، ورحل عنه المنصب والجاه.. ولقي الله تعالى وحده!!
اللهم أجرنا من النفاق، واعصمنا أن نتكلم بالكلمة نريد بها ما عند الناس!!
لمصر في عهدكم عزم وإصرار .. ألا يبيت بها عنف ولا عار
نحيت عنا ظلاما طالما عثرت .. فيه خطانا، وعانى الأهل والجار
واليوم جاءت بكم حين اصطفتك لها .. وللقيادة عند الله أقدار
بالأمس قُدْتَ بها جيشٌ له همم .. للحق والنصر والعلياء جرار
واليوم جاءت بكم تمشي على قدر .. وأنت في ركبها شهم ومغوار
تُقصي الخيانة، تقصي الغدر عن وطني .. فليس يصلح خوان وغدّار
أقمتَ مشروع خير طالما رغبت .. في مثله، قادة فينا وثوار
هذي قناة السويس اليوم قد سعدت .. بأختها، وعطاء الله مدرار
يا رب وفق خطى السيسي قائدنا .. فأنت يا رب للأبرار تختار
وقد كان حين قالها شيخا هرما لا يقوى على الوقوف، وترتعش يده إذا تكلم..
ولكنه جرى على طبع نفاقه الذي عاش عليه حتى مات، فلكم رأيته وسمعته ينافق حسني مبارك، ويحتج للإبقاء على قانون الطوارئ ثلاثين سنة بحديث "أهلها في رباط إلى يوم الدين" (مع أن حسني مبارك لم يحارب قط!!).
ولقد كان من أعمدة النفاق في هذا البلد لنحو نصف قرن، تولى فيها جامعة الأزهر دهرا، فكان من أسباب خرابها وضعفها وتراجع شأنها..
ولك أن تعلم أن هذا الذي تخصص في الحديث، لم يكن في الأزهر على أيامه مادة في علم الحديث ولا دراسة أسانيده!!
والكلام يطول، والكلام كثير.. ولكن خير الكلام ما قل ودلّ
يا أحمد عمر هاشم.. ها أنت قد قدمتَ على ربك.. فلئن لقيت حسني مبارك فسَلْه أن ينفعك بشيء لقاء نفاقك له ثلاثين عاما!!.. فلئن لم ينفعك، فقريبا يأتيك عبد الفتاح السيسي، فسَلْه أن ينفعك بشيء لقاء نفاقك له!!
مضى عهد الحقائب التي كانت تأتيك كل سنة من الخليج.. وجاء عهد الحقائب التي ترى فيها عملك.. لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها..
ولا يزال المرء يرتجف خوفا حين يتصور مصير المنافق وقد تجرد من كل قوة، وذهب عنه كل مال، ورحل عنه المنصب والجاه.. ولقي الله تعالى وحده!!
اللهم أجرنا من النفاق، واعصمنا أن نتكلم بالكلمة نريد بها ما عند الناس!!
وفي ذكرى الطوفان، حذف اليوتيوب الحلقة الأربعين من مجالس السيرة النبوية، لأني في أول المجلس رثيت أبا إبراهيم..
ولهذا أذكر بقناتي على التليجرام الخاصة بالمرئيات (وإن كانت لا تزال قليلة وليس عليها أغلب المواد) | https://www.tg-me.com/melhamyvid
سائلا ربنا عز وجل أن يقيض لنا بديلا عن المواقع المتصهينة التي حبستنا في قيودها.
ولهذا أذكر بقناتي على التليجرام الخاصة بالمرئيات (وإن كانت لا تزال قليلة وليس عليها أغلب المواد) | https://www.tg-me.com/melhamyvid
سائلا ربنا عز وجل أن يقيض لنا بديلا عن المواقع المتصهينة التي حبستنا في قيودها.
في الذكرى الثانية للطوفان، صدر كتاب الشهيد محمد زكي حمد، قائد فصيل النخبة في كتيبة بيت حانون، وهو الذي كنتُ حدثتكم عنه قبل فترة..
فقد يسر الله تعالى وخرج الكتاب اليوم إلى النور، وقد نشره إخوته مجانا وصار متاحا للتحميل..
أسأل الله أن يتقبل الشهيد الطيب، وأن يجعل هذا الكتاب من حسناته الجارية، ومن العلم الذي ينتفع به.
وقد تفضل علي الشهيد ثم إخوته، حين طلبوا مني كتابة مقدمة لهذا الكتاب، فنِلْتُ هذا الشرف، وأسأل الله تعالى أن أنال شرف الشفاعة منه إن شاء الله.
وها هو الكتاب بين أيديكم
فقد يسر الله تعالى وخرج الكتاب اليوم إلى النور، وقد نشره إخوته مجانا وصار متاحا للتحميل..
أسأل الله أن يتقبل الشهيد الطيب، وأن يجعل هذا الكتاب من حسناته الجارية، ومن العلم الذي ينتفع به.
وقد تفضل علي الشهيد ثم إخوته، حين طلبوا مني كتابة مقدمة لهذا الكتاب، فنِلْتُ هذا الشرف، وأسأل الله تعالى أن أنال شرف الشفاعة منه إن شاء الله.
وها هو الكتاب بين أيديكم
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
فجعني أول أمس خبر استشهاد القائد أبي زكي محمد حمد في شمال قطاع غزة، وهو الذي قد كُشِف -بعد استشهاده- أنه كان قائد فصيل نخبة في الكتيبة.. رحمه الله، وتقبله في الصالحين، ورفع درجته في عليين.
وكان القائد الشهيد رحمه الله، قد تفضَّل علي وأكرمني، بأن راسلني من خلال أخيه أبي عبد الله، برسالة رقيقة في عيد الفطر قبل الماضي (1445هـ = 2024م).. وما كان أشد عجبي أن رجلا في بيت حانون -بين المعارك والأشلاء والكر والفر- يتذكر رجلا مثلي منعما ممتعا في اسطنبول!!
فشكرته ما أسعفتني لغتي في الشكر، ثم صرت أرسل بالاطمئنان عليه بين الفينة والأخرى!
ثم ما لبث بعدها بشهور، وحين الهدنة التي بدأت في يناير الماضي، أن أتحفني بأمرٍ هو أعز وأغلى وألذ وأحلى.. فقد أرسل كتابا، كتبه بين الأنفاق والعُقَد القتالية، سمَّاه "تحت راية الطوفان".. دَوَّن فيه بعض ما رآه في هذا الطوفان من عجائب وكرامات ومن شدائد ومحن!!
فطلبتُ إليه أن أقرأ الكتاب قبل نشره، لشدة حرصي على تتبع أخبار الرجال الذين لا يظهرون على الإعلام، ولا يبثون مشاعرهم حتى على مواقع التواصل.. فوافق مشكورا مأجورا.. وأخبرني أخوه أبو عبد الله أنه كان يتابعني بل لقد كان يُدَرِّس بعض كتبي للشباب معه.. وقد علم الله، لشأني في نفسي أحقر من هذا وأدنى وأهون.. ولَأَن يجري اسمي على لسان مجاهد لهو شَرَف عزيز، فكيف بهذا المقام؟!
وبينما كنت أقرأ الكتاب -ولعله ينشر قريبا إن شاء الله- وألتهمه، وأتشرب ما فيه من رائحة الأنفاس وصهيلها، وغبار المعارك في الأنوف وفي الصدور.. إذ فوجئت بصاحبنا يذكرني في كتابه بالثناء الحسن.. فصرت في بحر من الحيرة، لا أدري من أي شيء أعجب، ولا على أي شيء أتحسر.. وأسأل الله أن يسترنا بستره الجميل.. غير أن ثناء المجاهد لا يعدله عندي ثناء مهما عَظُم صاحبه في شأن الدنيا!!
ولك أن تتخيل حال رجل مثلي، عاجز في مكانه، آمن في سربه، معافى في بدنه، عنده أقوات يومه وغده وبعد غده.. كيف يكون حاله إن جاءه ثناءٌ من رجل ترفرف روحه فوق رأسه، يخوض أشرف معارك الأمة؟!!
وقد حينها أمرُّ بكربٍ شديدٍ، فأطمعني هذا الكرم الحاتمي السيال، فأرسلت إليه أطلب دعاءه ودعاء من في الثغور لينفك هذا الكرب، فما أقرب أن يستجيب الله لهؤلاء.. فكان كما هو أهله: أجابني بدعائه الشجي الندي، وقد شاء الله بفضله وكرمه وانحل الكربُ بأمر يشبه المعجزة.. فما أحسب إلا أن هذا كان من كراماته!!
ومضت الأيام، وإذا به قبل أسبوع واحد يرسل إليّ يطلب مني أن أكتب مقدمة لكتابه "تحت راية الطوفان"، بعد أن أضاف إليه شيئا من أخبار تجدد القتال بعد انهيار الهدنة في مارس الماضي.. ومن ذا يتخلى عن مثل هذا الشرف!
ثم ما هي إلا أربعة أيام بعدها حتى جاءني نبأ استشهاده.. فلما عرفت اسمه ورأيت صورته وسمعت مقاطع نشرت له عرفتُ بعين اليقين ما كنت شعرت به حين قرأت الكتاب بعلم اليقين.. ذلك سمت شهيد! طال الوقت أم قصر!!
إن في الكتاب روحا من صاحبه، وفي الكتاب ترى رجلا ناهلا من القرآن متعلقا به يحسن الاستشهاد منه على المعنى الذي يريده، حركيا عمليا متعاملا مع نفوس الناس وما يصدر عنها حين الشدة من أوجه ضعف أو خوف أو تردد، فقيها يتكلم في عبادات المجاهد: كيف يصلي وكيف يتطهر، بل كيف يعيد بناء المسجد الذي تهدم في المنطقة التي أبيدت لكي يثبت قلوب الناس ويعيد بث الحق والخير فيهم.
فإذا سمعتَ صوته ورأيت صورته -كما في المقاطع التي نشرت له- رأيت شابا وادعا قد أقام القرآن فصاحة لسانه، وللقرآن أثر في لسان قارئه المدمن له يُعرف من مواضع ترقيقه وتفخيمه ومدِّه وقصره ونحو هذا.. وإذا رأيت ثم رأيت وجها منيرا وسمتا مريحا وإلفا محبوبا!!
ما كان مثل هذا ليكون إلا شهيدا..
ولقد شاء الله ألا يكون استشهاده آخر فضائله علي.. فلقد أرسلت زوجه الكريمة -أفرغ الله على قلبها السكينة والرضا- تقول: كان يحب الشيخ محمد إلهامي فأخبروه أن يدعو له!!
فيا لله، كيف أدعو أنا لمن كان غاية أملي أن أرزق شفاعته من بين سبعين؟!!
ثم وصلني بعد ذلك فرحته وثناؤه حين علم بأني سأكتب المقدمة لكتابه.. ومضى قبل أن يعلم أن فرحتي بذلك أعظم وأشد.. وذلك هو الأليق والأكرم، فإنما يسعد مثلي ويشرف بأن يخدم مجاهدا في أشرف معركة!!
رحم الله حبيبنا القائد الشهيد أبا زكي محمدا بن زكي حمد.. وتقبله في الصالحين، ورفع درجته في عليين..
اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها!
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون..
وكان القائد الشهيد رحمه الله، قد تفضَّل علي وأكرمني، بأن راسلني من خلال أخيه أبي عبد الله، برسالة رقيقة في عيد الفطر قبل الماضي (1445هـ = 2024م).. وما كان أشد عجبي أن رجلا في بيت حانون -بين المعارك والأشلاء والكر والفر- يتذكر رجلا مثلي منعما ممتعا في اسطنبول!!
فشكرته ما أسعفتني لغتي في الشكر، ثم صرت أرسل بالاطمئنان عليه بين الفينة والأخرى!
ثم ما لبث بعدها بشهور، وحين الهدنة التي بدأت في يناير الماضي، أن أتحفني بأمرٍ هو أعز وأغلى وألذ وأحلى.. فقد أرسل كتابا، كتبه بين الأنفاق والعُقَد القتالية، سمَّاه "تحت راية الطوفان".. دَوَّن فيه بعض ما رآه في هذا الطوفان من عجائب وكرامات ومن شدائد ومحن!!
فطلبتُ إليه أن أقرأ الكتاب قبل نشره، لشدة حرصي على تتبع أخبار الرجال الذين لا يظهرون على الإعلام، ولا يبثون مشاعرهم حتى على مواقع التواصل.. فوافق مشكورا مأجورا.. وأخبرني أخوه أبو عبد الله أنه كان يتابعني بل لقد كان يُدَرِّس بعض كتبي للشباب معه.. وقد علم الله، لشأني في نفسي أحقر من هذا وأدنى وأهون.. ولَأَن يجري اسمي على لسان مجاهد لهو شَرَف عزيز، فكيف بهذا المقام؟!
وبينما كنت أقرأ الكتاب -ولعله ينشر قريبا إن شاء الله- وألتهمه، وأتشرب ما فيه من رائحة الأنفاس وصهيلها، وغبار المعارك في الأنوف وفي الصدور.. إذ فوجئت بصاحبنا يذكرني في كتابه بالثناء الحسن.. فصرت في بحر من الحيرة، لا أدري من أي شيء أعجب، ولا على أي شيء أتحسر.. وأسأل الله أن يسترنا بستره الجميل.. غير أن ثناء المجاهد لا يعدله عندي ثناء مهما عَظُم صاحبه في شأن الدنيا!!
ولك أن تتخيل حال رجل مثلي، عاجز في مكانه، آمن في سربه، معافى في بدنه، عنده أقوات يومه وغده وبعد غده.. كيف يكون حاله إن جاءه ثناءٌ من رجل ترفرف روحه فوق رأسه، يخوض أشرف معارك الأمة؟!!
وقد حينها أمرُّ بكربٍ شديدٍ، فأطمعني هذا الكرم الحاتمي السيال، فأرسلت إليه أطلب دعاءه ودعاء من في الثغور لينفك هذا الكرب، فما أقرب أن يستجيب الله لهؤلاء.. فكان كما هو أهله: أجابني بدعائه الشجي الندي، وقد شاء الله بفضله وكرمه وانحل الكربُ بأمر يشبه المعجزة.. فما أحسب إلا أن هذا كان من كراماته!!
ومضت الأيام، وإذا به قبل أسبوع واحد يرسل إليّ يطلب مني أن أكتب مقدمة لكتابه "تحت راية الطوفان"، بعد أن أضاف إليه شيئا من أخبار تجدد القتال بعد انهيار الهدنة في مارس الماضي.. ومن ذا يتخلى عن مثل هذا الشرف!
ثم ما هي إلا أربعة أيام بعدها حتى جاءني نبأ استشهاده.. فلما عرفت اسمه ورأيت صورته وسمعت مقاطع نشرت له عرفتُ بعين اليقين ما كنت شعرت به حين قرأت الكتاب بعلم اليقين.. ذلك سمت شهيد! طال الوقت أم قصر!!
إن في الكتاب روحا من صاحبه، وفي الكتاب ترى رجلا ناهلا من القرآن متعلقا به يحسن الاستشهاد منه على المعنى الذي يريده، حركيا عمليا متعاملا مع نفوس الناس وما يصدر عنها حين الشدة من أوجه ضعف أو خوف أو تردد، فقيها يتكلم في عبادات المجاهد: كيف يصلي وكيف يتطهر، بل كيف يعيد بناء المسجد الذي تهدم في المنطقة التي أبيدت لكي يثبت قلوب الناس ويعيد بث الحق والخير فيهم.
فإذا سمعتَ صوته ورأيت صورته -كما في المقاطع التي نشرت له- رأيت شابا وادعا قد أقام القرآن فصاحة لسانه، وللقرآن أثر في لسان قارئه المدمن له يُعرف من مواضع ترقيقه وتفخيمه ومدِّه وقصره ونحو هذا.. وإذا رأيت ثم رأيت وجها منيرا وسمتا مريحا وإلفا محبوبا!!
ما كان مثل هذا ليكون إلا شهيدا..
ولقد شاء الله ألا يكون استشهاده آخر فضائله علي.. فلقد أرسلت زوجه الكريمة -أفرغ الله على قلبها السكينة والرضا- تقول: كان يحب الشيخ محمد إلهامي فأخبروه أن يدعو له!!
فيا لله، كيف أدعو أنا لمن كان غاية أملي أن أرزق شفاعته من بين سبعين؟!!
ثم وصلني بعد ذلك فرحته وثناؤه حين علم بأني سأكتب المقدمة لكتابه.. ومضى قبل أن يعلم أن فرحتي بذلك أعظم وأشد.. وذلك هو الأليق والأكرم، فإنما يسعد مثلي ويشرف بأن يخدم مجاهدا في أشرف معركة!!
رحم الله حبيبنا القائد الشهيد أبا زكي محمدا بن زكي حمد.. وتقبله في الصالحين، ورفع درجته في عليين..
اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها!
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون..
أعجب ويشتد عجبي من رجل منتسب إلى المشيخة لا يبتلع للحركة الخضراء بضعة تصريحات أو مواقف في شأن إيران ثم يتسع صدره للثناء على شيخ سوء كانت حياته كلها نفاقا لأن له بضعة تصريحات أو مواقف حسنة!!
مع أن كل أسباب العذر قائمة في الأولى، ومنعدمة في الثانية!!
وأعجب ويشتد عجبي ممن ينهش عالما أو مجاهدا قام لله بالحجة دهرا على الخطأ والخطأين والعشرة، ويميد ميزانه فيثني على شيخ السوء الذي قام حياته كلها في ظل السفاحين يأخذ من دنياهم ويعطيهم من دينه لأن له حسنة أو حسنتين أو عشرة!!
لعله لمثل هؤلاء سيحاسب الله الصادقين على صدقهم.. فليس كل صدق أريد به وجه الله، وكمؤمن كلمة حق أريد بها باطل!!
وترى الخطأ السائغ أو حتى غير السائغ يتضخم ليصير مسألة من أصول العقيدة!! ثم ترى شرعنة الظلم ومدح الطاغية الذي يسفح دماء المسلمين ويوالي عدوهم قد تضاءل حتى صار يسمى "خلافا في الموقف السياسي"!!
ذلك زمان الغرائب والعجائب والفتن.. فاللهم اقبضنا إليك غير مفتونين!
مع أن كل أسباب العذر قائمة في الأولى، ومنعدمة في الثانية!!
وأعجب ويشتد عجبي ممن ينهش عالما أو مجاهدا قام لله بالحجة دهرا على الخطأ والخطأين والعشرة، ويميد ميزانه فيثني على شيخ السوء الذي قام حياته كلها في ظل السفاحين يأخذ من دنياهم ويعطيهم من دينه لأن له حسنة أو حسنتين أو عشرة!!
لعله لمثل هؤلاء سيحاسب الله الصادقين على صدقهم.. فليس كل صدق أريد به وجه الله، وكمؤمن كلمة حق أريد بها باطل!!
وترى الخطأ السائغ أو حتى غير السائغ يتضخم ليصير مسألة من أصول العقيدة!! ثم ترى شرعنة الظلم ومدح الطاغية الذي يسفح دماء المسلمين ويوالي عدوهم قد تضاءل حتى صار يسمى "خلافا في الموقف السياسي"!!
ذلك زمان الغرائب والعجائب والفتن.. فاللهم اقبضنا إليك غير مفتونين!
رغم كل الهواجس والمخاوف والأمور الغامضة المتبقية.. نسأل الله أن يصدق الخبر وتنتهي هذه الحرب المسعورة!
ونسأله تعالى أن يمكر لعباده الصالحين! الذين تخلى عنهم الجميع!
ستبدأ حفلات توظيف إنهاء الحرب ونسبتها لكل خائن ومتواطئ، لكن الجميع يعرفون أن صاحب الفضل الوحيد -بعد الله تعالى- هو المقاتل الأسطوري الباسل الذي سطر معجزة تاريخية حقيقية!
ونسأله تعالى أن يمكر لعباده الصالحين! الذين تخلى عنهم الجميع!
ستبدأ حفلات توظيف إنهاء الحرب ونسبتها لكل خائن ومتواطئ، لكن الجميع يعرفون أن صاحب الفضل الوحيد -بعد الله تعالى- هو المقاتل الأسطوري الباسل الذي سطر معجزة تاريخية حقيقية!
بسم الله..
أمرنا الله بالتقوى والقول السديد، {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا}.. فاللهم اجعلنا من أهل التقوى، ومن أهل القول السديد..
أولا:
سأفترض افتراضا متخَيَّلًا أن الحركة الخضراء أعلنت الاستسلام، ووافقت على خروج قادتها وعناصرها من قطاع غزة، ووافقت على تسليم السلاح..
ساعتها: ماذا سأقول؟
ساعتها، سأقول وكلي صدق واقتناع بهذا حقا، بأن هذه المعركة قد خسرناها، وكانت هزيمة لنا. غير أنها كانت هزيمة مشرفة للغاية، بل كانت أسطورة عسكرية وعملا جبارا لا مثيل له.
إن بقاء الحركة المحاصرة ذات السلاح الخفيف لمدة سنتيْن في مواجهة الوحش العسكري الإسرائيلي الذي يرعب كل الدول ذات الجيوش، والتي سبق له أن أكلها في أيام وساعات = هو عمل أسطوري عظيم.
ويزيد في عظمته وإعجازه: ظروف الحصار والخيانة والخذلان من الأنظمة العربية والإسلامية المحيطة، لا سيما الأنظمة العربية الكبرى التي كانت مع الإسرائيليين يدا واحدة: سياسيا وإعلاميا واقتصاديا، بل وعسكريا في بعض الأحيان.
ثم يزيد في عظمته وإعجازه: ظروف الدعم الدولي المفتوح، لا سيما الدعم الأمريكي، نهر الأسلحة المتدفق، الضغط السياسي والاقتصادي والإعلامي وحتى القانوني.
لم يكن يقف مع غزة إلا الضمائر والقلوب والعواطف، وهي لا تغني في عالم الحروب شيئا كثيرا، وبعض الحراك القانوني والإعلامي في عاصمتين أو ثلاثة، وهي أيضا لا تغني في الحروب شيئا..
ثم انقلب حتى الحلفاء والداعمون إلى أدوات ضغط وحصار هائلة في الأيام الأخيرة.. فلا قطر ولا تركيا واصلت المساندة الضعيفة الواهنة حتى النهاية!
وأما حزب الله فقد انهار تقريبا.. ومعه بقية أذرع إيران..
لم يبق إلا الحوثي، وهو أكثر من يمكن أن يكون قد دعم الحركة الخضراء بموقعه الحساس وضرباته المتناثرة المتباعدة.. وهي وإن كانت ضربات جريئة وشجاعة حقا، وعبَّرت عن ثبات وصلابة فريدة ونادرة، إلا أنها في الميزان العام لم تُغْنِ شيئا كثيرا..
لن أسمي ما حدث نصرا.. لأن لدينا تاريخا مريرا من تشويه الوعي وتحويل النكبات إلى نكسات أو إلى انتصارات.. لكنها في النهاية هزيمة مشرفة، أو هزيمة بطعم النصر..
والتشبيه الأقرب إلى هذا: أن تتخيل أن منتخب البرازيل أو أفضل أندية العالم، دخلوا في مباراة مع فريق الحارة في شارعكم المتواضع.. ثم كان الحكم منحازا لهم، وكانت الأرض ضدهم، وتكرر خرق القانون لصالحهم، ولعبوا كأنهم فريق مصارعة لا فريق كرة.. ثم انتهت النتيجة بعد هذا كله إلى 2 - 0 أو 3 - 0.
اسمها في النهاية هزيمة.. لكنها ستكون مباراة أسطورية تسجل في تاريخ كرة القدم.. المهزوم فيها منتصر بثباته وبسالته وبطولته العجيبة.. والمنتصر فيها مهزوم في نفسه، ومهزوم في ضمير الجميع.. حتى لو كانت الأرقام في صالحه.
تذكر مرة أخرى: هذا ما كنتُ سأقوله إذا أعلنت الحركة استسلامها ووافقت على انسحابها وتسليم سلاحها..
لقد فعلت هذه الحركة أقصى ما استطاعت، وسجلت تاريخها بحروف من نور، حتى لو كانت النهاية غير سعيدة.. وكم في التاريخ من أبطال كانت الظروف أقوى منهم.
وهذا الكلام لا أقوله الآن للمرة الأولى، بل قلته قديما، بعد اندلاع الطوفان بشهر واحد، يمكن أن تنظر هنا | https://www.tg-me.com/melhamy/7410
السؤال هنا: لماذا أقول هذا الآن؟
والجواب، لأني أحتاج تثبيت هذا الكلام فيما هو قادم.. فقطع الله لسان من سيدعي أني أزايد على الحركة أو أنتقصها أو أطعن فيها..
وهذا ما يؤدي بنا إلى ثانيا.. ولمرة أخرى.. لا تُفْهَم ثانيا إلا في ضوء ما كتب أولا..
ثانيا:
هذا الاتفاق الذي جرى توقيع المرحلة الأولى منه لا يعد إنجازا ولا نصرا.. بل هو -في غاية أحواله- حيلة العاجز الذي رأى نفسه في وجه العالم كله، وفي اللحظة التي انقلب فيها الحلفاء والأصدقاء -الذين هم قلة وندرة أصلا- إلى خصوم وأدوات ضغط وإجبار..
وهذا أمرٌ وإن كان الجميع يعرفه، إلا أنهم يتفقون على كتمانه..
فما في هذا الاتفاق إلا تسليم الورقة الوحيدة التي بيد الحركة (الأسرى) اعتمادا على آمال بلا أية ضمانات..
تلك هي الصورة الصريحة من الاتفاق بغير أي تجميل..
ومن المتوقع، أو لنقل بلفظ أدق: من غير المضمون، أن يستعيد العدو أسراه، ثم تتجدد الحرب مرة أخرى بذرائع التعثر في تنفيذ المراحل الثانية: نزع السلاح وخروج القادة والعناصر وتمكين القوات الأجنبية المشتركة من إدارة قطاع غزة..
ولئن كان البعض قد يستبعد هذا في زمن مضى، فإن زمن ترمب قد علَّم الجميع أنه رجل بلا كلمة ولا اتفاق.. وقد نقض اتفاقاته وتعهداته.. فضلا عن أنه هو ورجال إدارته متصهينين متجاهرين بذلك: قالوه وكتبوه وأعلنوه.. وهم لا يُخفون انحيازهم!
فإذا تجددت الحرب مرة أخرى -لا قدر الله- فساعتها سنتفرج على عملية إبادة مستمرة بلا أية ضغوط على نتنياهو، لا داخلية (ورقة الأسرى انتهت) ولا خارجية..
أمرنا الله بالتقوى والقول السديد، {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا}.. فاللهم اجعلنا من أهل التقوى، ومن أهل القول السديد..
أولا:
سأفترض افتراضا متخَيَّلًا أن الحركة الخضراء أعلنت الاستسلام، ووافقت على خروج قادتها وعناصرها من قطاع غزة، ووافقت على تسليم السلاح..
ساعتها: ماذا سأقول؟
ساعتها، سأقول وكلي صدق واقتناع بهذا حقا، بأن هذه المعركة قد خسرناها، وكانت هزيمة لنا. غير أنها كانت هزيمة مشرفة للغاية، بل كانت أسطورة عسكرية وعملا جبارا لا مثيل له.
إن بقاء الحركة المحاصرة ذات السلاح الخفيف لمدة سنتيْن في مواجهة الوحش العسكري الإسرائيلي الذي يرعب كل الدول ذات الجيوش، والتي سبق له أن أكلها في أيام وساعات = هو عمل أسطوري عظيم.
ويزيد في عظمته وإعجازه: ظروف الحصار والخيانة والخذلان من الأنظمة العربية والإسلامية المحيطة، لا سيما الأنظمة العربية الكبرى التي كانت مع الإسرائيليين يدا واحدة: سياسيا وإعلاميا واقتصاديا، بل وعسكريا في بعض الأحيان.
ثم يزيد في عظمته وإعجازه: ظروف الدعم الدولي المفتوح، لا سيما الدعم الأمريكي، نهر الأسلحة المتدفق، الضغط السياسي والاقتصادي والإعلامي وحتى القانوني.
لم يكن يقف مع غزة إلا الضمائر والقلوب والعواطف، وهي لا تغني في عالم الحروب شيئا كثيرا، وبعض الحراك القانوني والإعلامي في عاصمتين أو ثلاثة، وهي أيضا لا تغني في الحروب شيئا..
ثم انقلب حتى الحلفاء والداعمون إلى أدوات ضغط وحصار هائلة في الأيام الأخيرة.. فلا قطر ولا تركيا واصلت المساندة الضعيفة الواهنة حتى النهاية!
وأما حزب الله فقد انهار تقريبا.. ومعه بقية أذرع إيران..
لم يبق إلا الحوثي، وهو أكثر من يمكن أن يكون قد دعم الحركة الخضراء بموقعه الحساس وضرباته المتناثرة المتباعدة.. وهي وإن كانت ضربات جريئة وشجاعة حقا، وعبَّرت عن ثبات وصلابة فريدة ونادرة، إلا أنها في الميزان العام لم تُغْنِ شيئا كثيرا..
لن أسمي ما حدث نصرا.. لأن لدينا تاريخا مريرا من تشويه الوعي وتحويل النكبات إلى نكسات أو إلى انتصارات.. لكنها في النهاية هزيمة مشرفة، أو هزيمة بطعم النصر..
والتشبيه الأقرب إلى هذا: أن تتخيل أن منتخب البرازيل أو أفضل أندية العالم، دخلوا في مباراة مع فريق الحارة في شارعكم المتواضع.. ثم كان الحكم منحازا لهم، وكانت الأرض ضدهم، وتكرر خرق القانون لصالحهم، ولعبوا كأنهم فريق مصارعة لا فريق كرة.. ثم انتهت النتيجة بعد هذا كله إلى 2 - 0 أو 3 - 0.
اسمها في النهاية هزيمة.. لكنها ستكون مباراة أسطورية تسجل في تاريخ كرة القدم.. المهزوم فيها منتصر بثباته وبسالته وبطولته العجيبة.. والمنتصر فيها مهزوم في نفسه، ومهزوم في ضمير الجميع.. حتى لو كانت الأرقام في صالحه.
تذكر مرة أخرى: هذا ما كنتُ سأقوله إذا أعلنت الحركة استسلامها ووافقت على انسحابها وتسليم سلاحها..
لقد فعلت هذه الحركة أقصى ما استطاعت، وسجلت تاريخها بحروف من نور، حتى لو كانت النهاية غير سعيدة.. وكم في التاريخ من أبطال كانت الظروف أقوى منهم.
وهذا الكلام لا أقوله الآن للمرة الأولى، بل قلته قديما، بعد اندلاع الطوفان بشهر واحد، يمكن أن تنظر هنا | https://www.tg-me.com/melhamy/7410
السؤال هنا: لماذا أقول هذا الآن؟
والجواب، لأني أحتاج تثبيت هذا الكلام فيما هو قادم.. فقطع الله لسان من سيدعي أني أزايد على الحركة أو أنتقصها أو أطعن فيها..
وهذا ما يؤدي بنا إلى ثانيا.. ولمرة أخرى.. لا تُفْهَم ثانيا إلا في ضوء ما كتب أولا..
ثانيا:
هذا الاتفاق الذي جرى توقيع المرحلة الأولى منه لا يعد إنجازا ولا نصرا.. بل هو -في غاية أحواله- حيلة العاجز الذي رأى نفسه في وجه العالم كله، وفي اللحظة التي انقلب فيها الحلفاء والأصدقاء -الذين هم قلة وندرة أصلا- إلى خصوم وأدوات ضغط وإجبار..
وهذا أمرٌ وإن كان الجميع يعرفه، إلا أنهم يتفقون على كتمانه..
فما في هذا الاتفاق إلا تسليم الورقة الوحيدة التي بيد الحركة (الأسرى) اعتمادا على آمال بلا أية ضمانات..
تلك هي الصورة الصريحة من الاتفاق بغير أي تجميل..
ومن المتوقع، أو لنقل بلفظ أدق: من غير المضمون، أن يستعيد العدو أسراه، ثم تتجدد الحرب مرة أخرى بذرائع التعثر في تنفيذ المراحل الثانية: نزع السلاح وخروج القادة والعناصر وتمكين القوات الأجنبية المشتركة من إدارة قطاع غزة..
ولئن كان البعض قد يستبعد هذا في زمن مضى، فإن زمن ترمب قد علَّم الجميع أنه رجل بلا كلمة ولا اتفاق.. وقد نقض اتفاقاته وتعهداته.. فضلا عن أنه هو ورجال إدارته متصهينين متجاهرين بذلك: قالوه وكتبوه وأعلنوه.. وهم لا يُخفون انحيازهم!
فإذا تجددت الحرب مرة أخرى -لا قدر الله- فساعتها سنتفرج على عملية إبادة مستمرة بلا أية ضغوط على نتنياهو، لا داخلية (ورقة الأسرى انتهت) ولا خارجية..
وساعتها سينفض نفس الأصدقاء والحلفاء والوسطاء أيديهم من أي شيء، باعتبارهم عاجزين على أقل تقدير.. وساعتها ربما يكون مجرد استضافة المكتب السياسي للحركة هو أقصى عمل يمكن تقديمه، وسيُعَدُّ وقتها عملا كبيرا ومغامرة لا يقدم عليها إلا الجرئ الشجاع!!
أما ما فوق ذلك من ممارسة نشاط أو جمع تبرعات أو نحو ذلك، فهو الخط الأحمر المحرم..
وساعتها: ستنقلب الآلة الداخلية في كل دولة لتلتقط كل من ناصر الحركة الخضراء أو تعاطف مع غزة بأنواع التنكيل.. فالإسكات هو الحد الأدنى، وأما الحد الأقصى فمفتوح!!
ثالثا:
أكاد أراك تتساءل: فما الحل؟ وماذا نفعل؟!
والجواب هو نفس الجواب.. الجواب القديم المقيم.. المعادلة الحالية هي معادلة ضد الأمة.. وما لم يحصل تغيير على مستوى الأنظمة، أو على مستوى الوضع الدولي، أو بانهيار إسرائيلي داخلي.. فلن يتغير الحال!
إنها حقا حلول كبيرة ومريرة وهائلة التكاليف.. ولكنها الحلول الوحيدة التي تخرج بها الأمم من الاستضعاف إلى التمكين، ومن الذلة إلى القوة..
ولا ندري ماذا قد يُقَدِّر الله من أمور بينما نحن نسعى ونعمل.. فالقلوب بين يديه، وتدبيره فوق تدبير الجميع، وما من أحد يعلم جنود الله التي تعمل في السر وفي العلن
{ولله جنود السموات والأرض، وكان الله عليما حكيما}
{ولله جنود السموات والأرض، وكان الله عزيزا حكيما}
{إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}
أما ما فوق ذلك من ممارسة نشاط أو جمع تبرعات أو نحو ذلك، فهو الخط الأحمر المحرم..
وساعتها: ستنقلب الآلة الداخلية في كل دولة لتلتقط كل من ناصر الحركة الخضراء أو تعاطف مع غزة بأنواع التنكيل.. فالإسكات هو الحد الأدنى، وأما الحد الأقصى فمفتوح!!
ثالثا:
أكاد أراك تتساءل: فما الحل؟ وماذا نفعل؟!
والجواب هو نفس الجواب.. الجواب القديم المقيم.. المعادلة الحالية هي معادلة ضد الأمة.. وما لم يحصل تغيير على مستوى الأنظمة، أو على مستوى الوضع الدولي، أو بانهيار إسرائيلي داخلي.. فلن يتغير الحال!
إنها حقا حلول كبيرة ومريرة وهائلة التكاليف.. ولكنها الحلول الوحيدة التي تخرج بها الأمم من الاستضعاف إلى التمكين، ومن الذلة إلى القوة..
ولا ندري ماذا قد يُقَدِّر الله من أمور بينما نحن نسعى ونعمل.. فالقلوب بين يديه، وتدبيره فوق تدبير الجميع، وما من أحد يعلم جنود الله التي تعمل في السر وفي العلن
{ولله جنود السموات والأرض، وكان الله عليما حكيما}
{ولله جنود السموات والأرض، وكان الله عزيزا حكيما}
{إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}
صدق من قال: العطش دليل على وجود الماء!
إن ما في نفوسنا من الشوق إلى العدل، دليل على وجود العدل..
وإن ما في نفوسنا من الضيق بالمعاناة والشقاء والمتاعب، وتشوقنا إلى دوام الفرح بالسعادة والنعيم والراحة إنما هو دليل على وجود حياة أخرى فيها هذا كله!
فإن الذي خلق هذه النفوس، وأودع فيها هذه الغرائز، وأنشأها على هذا النظام، وغرس فيها هذه الفطرة، لم يكن ليفعل ذلك لتعذيبها وإعناتها وغمسها في الشقاوة..
فنحن خلقه.. ونفخة من روحه!!
وقد أودع فينا من غريزة حب الأبناء والأحفاد ما نعرف منه ومعه -ولله المثل الأعلى- أنه بنا رحيم لطيف.. فلا يخطر بالبال إلا أنه -سبحانه وتعالى- قد أقامنا في هذا الاختبار، زمنا، ثم لا بد أن يرحل أهل الجنة إلى الجنة.. حيث ينسون هناك كل ما كانوا فيه من محنة الابتلاء وقساوة الدنيا..
ولا بد أن يرحل أهل النار إلى النار.. حيث يُقام فيهم الحُكْم العدل، وحيث يلقون جزاءهم بما ظلموا وفجروا وسفكوا وأذلوا واعتدوا..
ولهذا قال رسول الله: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"
غير أن الإنسان يحتاج طاقة إيمان قوية ليحمل نفسه بها على الصبر والثبات، ويهجر بها اللذائذ والشهوات التي تسوق إلى النار، ويخوض بها المكاره والمغارم التي هي مدخله إلى الجنة!
وقد قال رسول الله: "حُفَّت الجنة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات"..
لعله لهذا كان دعاء الصالحين، في ساحات القتال وفي ساحات التعذيب {ربنا أفرغ علينا صبرا}..
قالها قوم طالوت وهم يقاتلون {ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}
وقالها السحرة الذين آمنوا وهم يُعذّبون {ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين}
لو كانت هذه الحياة بلا خالق، كما يزعم الملاحدة، لما كان فيها نظام عام ولا فطرة عامة، ولا صار الظلم فيها مكروها ولا السعادة مرغوبة ولا العدل مطلوبا.. إن هذه الفطرة العامة السائدة في الناس كلهم دليل على نظام واحد وخالق واحد!!
ولو كان هذا الخالق عابثا أو ظالما -حاشاه جل في علاه- كما يزعم الساقطون في "مسألة الشر"، لكان الخلق كله في عبث واضطراب، وكان الظلم سائغا ولعله يكون محبوبا..
أما هذا الاتفاق العام على حب العدل وبغض الظلم، وعلى احترام النفس الطيبة السوية وكراهية الفاجر الغشوم السفاح.. فهو دليل على أن الخالق أقام هذه الحياة على ميزان مستقيم..
ولا يتم اتزان الميزان ولا استقامة الاضطراب ولا إشباع الفطرة الملحة إلا بوجود اليوم الآخر والحياة الأخرى..
{يوم يقوم الحساب}
{يوم توفى كل نفس ما عملت}
{يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، والأمر يومئذ لله}
{يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا}
{يوم يعض الظالم على يديه، يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا}
{يوم ينفع الصادقين صدقهم}
{ذلك يوم مجموعٌ له الناس، وذلك يوم مشهود * وما نؤخره إلا لأجل معدود * يوم يأتِ لا تكلم نفس إلا بإذنه، فمنهم شقي وسعيد}
إن ما في نفوسنا من الشوق إلى العدل، دليل على وجود العدل..
وإن ما في نفوسنا من الضيق بالمعاناة والشقاء والمتاعب، وتشوقنا إلى دوام الفرح بالسعادة والنعيم والراحة إنما هو دليل على وجود حياة أخرى فيها هذا كله!
فإن الذي خلق هذه النفوس، وأودع فيها هذه الغرائز، وأنشأها على هذا النظام، وغرس فيها هذه الفطرة، لم يكن ليفعل ذلك لتعذيبها وإعناتها وغمسها في الشقاوة..
فنحن خلقه.. ونفخة من روحه!!
وقد أودع فينا من غريزة حب الأبناء والأحفاد ما نعرف منه ومعه -ولله المثل الأعلى- أنه بنا رحيم لطيف.. فلا يخطر بالبال إلا أنه -سبحانه وتعالى- قد أقامنا في هذا الاختبار، زمنا، ثم لا بد أن يرحل أهل الجنة إلى الجنة.. حيث ينسون هناك كل ما كانوا فيه من محنة الابتلاء وقساوة الدنيا..
ولا بد أن يرحل أهل النار إلى النار.. حيث يُقام فيهم الحُكْم العدل، وحيث يلقون جزاءهم بما ظلموا وفجروا وسفكوا وأذلوا واعتدوا..
ولهذا قال رسول الله: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"
غير أن الإنسان يحتاج طاقة إيمان قوية ليحمل نفسه بها على الصبر والثبات، ويهجر بها اللذائذ والشهوات التي تسوق إلى النار، ويخوض بها المكاره والمغارم التي هي مدخله إلى الجنة!
وقد قال رسول الله: "حُفَّت الجنة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات"..
لعله لهذا كان دعاء الصالحين، في ساحات القتال وفي ساحات التعذيب {ربنا أفرغ علينا صبرا}..
قالها قوم طالوت وهم يقاتلون {ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}
وقالها السحرة الذين آمنوا وهم يُعذّبون {ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين}
لو كانت هذه الحياة بلا خالق، كما يزعم الملاحدة، لما كان فيها نظام عام ولا فطرة عامة، ولا صار الظلم فيها مكروها ولا السعادة مرغوبة ولا العدل مطلوبا.. إن هذه الفطرة العامة السائدة في الناس كلهم دليل على نظام واحد وخالق واحد!!
ولو كان هذا الخالق عابثا أو ظالما -حاشاه جل في علاه- كما يزعم الساقطون في "مسألة الشر"، لكان الخلق كله في عبث واضطراب، وكان الظلم سائغا ولعله يكون محبوبا..
أما هذا الاتفاق العام على حب العدل وبغض الظلم، وعلى احترام النفس الطيبة السوية وكراهية الفاجر الغشوم السفاح.. فهو دليل على أن الخالق أقام هذه الحياة على ميزان مستقيم..
ولا يتم اتزان الميزان ولا استقامة الاضطراب ولا إشباع الفطرة الملحة إلا بوجود اليوم الآخر والحياة الأخرى..
{يوم يقوم الحساب}
{يوم توفى كل نفس ما عملت}
{يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، والأمر يومئذ لله}
{يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا}
{يوم يعض الظالم على يديه، يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا}
{يوم ينفع الصادقين صدقهم}
{ذلك يوم مجموعٌ له الناس، وذلك يوم مشهود * وما نؤخره إلا لأجل معدود * يوم يأتِ لا تكلم نفس إلا بإذنه، فمنهم شقي وسعيد}
إذا عرفت أن من الناس من كان يعبد الأصنام ويعتقد أنها تنفع وتضر.. فلا تستغرب حين ترى من يعتقد أن #السيسي_عدو_الله هو من أوقف الحرب في غزة!!
رحم الله أخانا الصحفي صالح جعفراوي، ما كان أشد الفرحة بنجاته من الحرب التي أخذت كثيرا من الأسماء التي ارتبطنا بها مثل أنس الشريف وحسن اصليح وغيرهم!
ثم شاء الله أن يقضي على يد العملاء الأسافل، ليلقي باستشهاده نورا جديدا على القاعدة القديمة السائرة: العملاء أشد خطورة من المحتلين!
ثم شاء الله أن يقضي على يد العملاء الأسافل، ليلقي باستشهاده نورا جديدا على القاعدة القديمة السائرة: العملاء أشد خطورة من المحتلين!