Telegram Web Link
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
‏أعجب ويشتد عجبي من رجل منتسب إلى المشيخة لا يبتلع للحركة الخضراء بضعة تصريحات أو مواقف في شأن إيران ثم يتسع صدره للثناء على شيخ سوء كانت حياته كلها نفاقا لأن له بضعة تصريحات أو مواقف حسنة!!

‏مع أن كل أسباب العذر قائمة في الأولى، ومنعدمة في الثانية!!

‏وأعجب ويشتد عجبي ممن ينهش عالما أو مجاهدا قام لله بالحجة دهرا على الخطأ والخطأين والعشرة، ويميد ميزانه فيثني على شيخ السوء الذي قام حياته كلها في ظل السفاحين يأخذ من دنياهم ويعطيهم من دينه لأن له حسنة أو حسنتين أو عشرة!!

‏لعله لمثل هؤلاء سيحاسب الله الصادقين على صدقهم.. فليس كل صدق أريد به وجه الله، وكمؤمن كلمة حق أريد بها باطل!!

‏وترى الخطأ السائغ أو حتى غير السائغ يتضخم ليصير مسألة من أصول العقيدة!! ثم ترى شرعنة الظلم ومدح الطاغية الذي يسفح دماء المسلمين ويوالي عدوهم قد تضاءل حتى صار يسمى "خلافا في الموقف السياسي"!!

‏ذلك زمان الغرائب والعجائب والفتن.. فاللهم اقبضنا إليك غير مفتونين!
رغم كل الهواجس والمخاوف والأمور الغامضة المتبقية.. نسأل الله أن يصدق الخبر وتنتهي هذه الحرب المسعورة!

ونسأله تعالى أن يمكر لعباده الصالحين! الذين تخلى عنهم الجميع!

ستبدأ حفلات توظيف إنهاء الحرب ونسبتها لكل خائن ومتواطئ، لكن الجميع يعرفون أن صاحب الفضل الوحيد -بعد الله تعالى- هو المقاتل الأسطوري الباسل الذي سطر معجزة تاريخية حقيقية!
بسم الله..

أمرنا الله بالتقوى والقول السديد، {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا}.. فاللهم اجعلنا من أهل التقوى، ومن أهل القول السديد..

أولا:

سأفترض افتراضا متخَيَّلًا أن الحركة الخضراء أعلنت الاستسلام، ووافقت على خروج قادتها وعناصرها من قطاع غزة، ووافقت على تسليم السلاح..

ساعتها: ماذا سأقول؟

ساعتها، سأقول وكلي صدق واقتناع بهذا حقا، بأن هذه المعركة قد خسرناها، وكانت هزيمة لنا. غير أنها كانت هزيمة مشرفة للغاية، بل كانت أسطورة عسكرية وعملا جبارا لا مثيل له.

إن بقاء الحركة المحاصرة ذات السلاح الخفيف لمدة سنتيْن في مواجهة الوحش العسكري الإسرائيلي الذي يرعب كل الدول ذات الجيوش، والتي سبق له أن أكلها في أيام وساعات = هو عمل أسطوري عظيم.

ويزيد في عظمته وإعجازه: ظروف الحصار والخيانة والخذلان من الأنظمة العربية والإسلامية المحيطة، لا سيما الأنظمة العربية الكبرى التي كانت مع الإسرائيليين يدا واحدة: سياسيا وإعلاميا واقتصاديا، بل وعسكريا في بعض الأحيان.

ثم يزيد في عظمته وإعجازه: ظروف الدعم الدولي المفتوح، لا سيما الدعم الأمريكي، نهر الأسلحة المتدفق، الضغط السياسي والاقتصادي والإعلامي وحتى القانوني.

لم يكن يقف مع غزة إلا الضمائر والقلوب والعواطف، وهي لا تغني في عالم الحروب شيئا كثيرا، وبعض الحراك القانوني والإعلامي في عاصمتين أو ثلاثة، وهي أيضا لا تغني في الحروب شيئا..

ثم انقلب حتى الحلفاء والداعمون إلى أدوات ضغط وحصار هائلة في الأيام الأخيرة.. فلا قطر ولا تركيا واصلت المساندة الضعيفة الواهنة حتى النهاية!

وأما حزب الله فقد انهار تقريبا.. ومعه بقية أذرع إيران..

لم يبق إلا الحوثي، وهو أكثر من يمكن أن يكون قد دعم الحركة الخضراء بموقعه الحساس وضرباته المتناثرة المتباعدة.. وهي وإن كانت ضربات جريئة وشجاعة حقا، وعبَّرت عن ثبات وصلابة فريدة ونادرة، إلا أنها في الميزان العام لم تُغْنِ شيئا كثيرا..

لن أسمي ما حدث نصرا.. لأن لدينا تاريخا مريرا من تشويه الوعي وتحويل النكبات إلى نكسات أو إلى انتصارات.. لكنها في النهاية هزيمة مشرفة، أو هزيمة بطعم النصر..

والتشبيه الأقرب إلى هذا: أن تتخيل أن منتخب البرازيل أو أفضل أندية العالم، دخلوا في مباراة مع فريق الحارة في شارعكم المتواضع.. ثم كان الحكم منحازا لهم، وكانت الأرض ضدهم، وتكرر خرق القانون لصالحهم، ولعبوا كأنهم فريق مصارعة لا فريق كرة.. ثم انتهت النتيجة بعد هذا كله إلى 2 - 0 أو 3 - 0.

اسمها في النهاية هزيمة.. لكنها ستكون مباراة أسطورية تسجل في تاريخ كرة القدم.. المهزوم فيها منتصر بثباته وبسالته وبطولته العجيبة.. والمنتصر فيها مهزوم في نفسه، ومهزوم في ضمير الجميع.. حتى لو كانت الأرقام في صالحه.

تذكر مرة أخرى: هذا ما كنتُ سأقوله إذا أعلنت الحركة استسلامها ووافقت على انسحابها وتسليم سلاحها..

لقد فعلت هذه الحركة أقصى ما استطاعت، وسجلت تاريخها بحروف من نور، حتى لو كانت النهاية غير سعيدة.. وكم في التاريخ من أبطال كانت الظروف أقوى منهم.

وهذا الكلام لا أقوله الآن للمرة الأولى، بل قلته قديما، بعد اندلاع الطوفان بشهر واحد، يمكن أن تنظر هنا | https://www.tg-me.com/melhamy/7410

السؤال هنا: لماذا أقول هذا الآن؟

والجواب، لأني أحتاج تثبيت هذا الكلام فيما هو قادم.. فقطع الله لسان من سيدعي أني أزايد على الحركة أو أنتقصها أو أطعن فيها..

وهذا ما يؤدي بنا إلى ثانيا.. ولمرة أخرى.. لا تُفْهَم ثانيا إلا في ضوء ما كتب أولا..

ثانيا:

هذا الاتفاق الذي جرى توقيع المرحلة الأولى منه لا يعد إنجازا ولا نصرا.. بل هو -في غاية أحواله- حيلة العاجز الذي رأى نفسه في وجه العالم كله، وفي اللحظة التي انقلب فيها الحلفاء والأصدقاء -الذين هم قلة وندرة أصلا- إلى خصوم وأدوات ضغط وإجبار..

وهذا أمرٌ وإن كان الجميع يعرفه، إلا أنهم يتفقون على كتمانه..

فما في هذا الاتفاق إلا تسليم الورقة الوحيدة التي بيد الحركة (الأسرى) اعتمادا على آمال بلا أية ضمانات..

تلك هي الصورة الصريحة من الاتفاق بغير أي تجميل..

ومن المتوقع، أو لنقل بلفظ أدق: من غير المضمون، أن يستعيد العدو أسراه، ثم تتجدد الحرب مرة أخرى بذرائع التعثر في تنفيذ المراحل الثانية: نزع السلاح وخروج القادة والعناصر وتمكين القوات الأجنبية المشتركة من إدارة قطاع غزة..

ولئن كان البعض قد يستبعد هذا في زمن مضى، فإن زمن ترمب قد علَّم الجميع أنه رجل بلا كلمة ولا اتفاق.. وقد نقض اتفاقاته وتعهداته.. فضلا عن أنه هو ورجال إدارته متصهينين متجاهرين بذلك: قالوه وكتبوه وأعلنوه.. وهم لا يُخفون انحيازهم!

فإذا تجددت الحرب مرة أخرى -لا قدر الله- فساعتها سنتفرج على عملية إبادة مستمرة بلا أية ضغوط على نتنياهو، لا داخلية (ورقة الأسرى انتهت) ولا خارجية..
وساعتها سينفض نفس الأصدقاء والحلفاء والوسطاء أيديهم من أي شيء، باعتبارهم عاجزين على أقل تقدير.. وساعتها ربما يكون مجرد استضافة المكتب السياسي للحركة هو أقصى عمل يمكن تقديمه، وسيُعَدُّ وقتها عملا كبيرا ومغامرة لا يقدم عليها إلا الجرئ الشجاع!!

أما ما فوق ذلك من ممارسة نشاط أو جمع تبرعات أو نحو ذلك، فهو الخط الأحمر المحرم..

وساعتها: ستنقلب الآلة الداخلية في كل دولة لتلتقط كل من ناصر الحركة الخضراء أو تعاطف مع غزة بأنواع التنكيل.. فالإسكات هو الحد الأدنى، وأما الحد الأقصى فمفتوح!!

ثالثا:

أكاد أراك تتساءل: فما الحل؟ وماذا نفعل؟!

والجواب هو نفس الجواب.. الجواب القديم المقيم.. المعادلة الحالية هي معادلة ضد الأمة.. وما لم يحصل تغيير على مستوى الأنظمة، أو على مستوى الوضع الدولي، أو بانهيار إسرائيلي داخلي.. فلن يتغير الحال!

إنها حقا حلول كبيرة ومريرة وهائلة التكاليف.. ولكنها الحلول الوحيدة التي تخرج بها الأمم من الاستضعاف إلى التمكين، ومن الذلة إلى القوة..

ولا ندري ماذا قد يُقَدِّر الله من أمور بينما نحن نسعى ونعمل.. فالقلوب بين يديه، وتدبيره فوق تدبير الجميع، وما من أحد يعلم جنود الله التي تعمل في السر وفي العلن

{ولله جنود السموات والأرض، وكان الله عليما حكيما}
{ولله جنود السموات والأرض، وكان الله عزيزا حكيما}
{إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون}
صدق من قال: العطش دليل على وجود الماء!

إن ما في نفوسنا من الشوق إلى العدل، دليل على وجود العدل..

وإن ما في نفوسنا من الضيق بالمعاناة والشقاء والمتاعب، وتشوقنا إلى دوام الفرح بالسعادة والنعيم والراحة إنما هو دليل على وجود حياة أخرى فيها هذا كله!

فإن الذي خلق هذه النفوس، وأودع فيها هذه الغرائز، وأنشأها على هذا النظام، وغرس فيها هذه الفطرة، لم يكن ليفعل ذلك لتعذيبها وإعناتها وغمسها في الشقاوة..

فنحن خلقه.. ونفخة من روحه!!

وقد أودع فينا من غريزة حب الأبناء والأحفاد ما نعرف منه ومعه -ولله المثل الأعلى- أنه بنا رحيم لطيف.. فلا يخطر بالبال إلا أنه -سبحانه وتعالى- قد أقامنا في هذا الاختبار، زمنا، ثم لا بد أن يرحل أهل الجنة إلى الجنة.. حيث ينسون هناك كل ما كانوا فيه من محنة الابتلاء وقساوة الدنيا..

ولا بد أن يرحل أهل النار إلى النار.. حيث يُقام فيهم الحُكْم العدل، وحيث يلقون جزاءهم بما ظلموا وفجروا وسفكوا وأذلوا واعتدوا..

ولهذا قال رسول الله: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"

غير أن الإنسان يحتاج طاقة إيمان قوية ليحمل نفسه بها على الصبر والثبات، ويهجر بها اللذائذ والشهوات التي تسوق إلى النار، ويخوض بها المكاره والمغارم التي هي مدخله إلى الجنة!

وقد قال رسول الله: "حُفَّت الجنة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات"..

لعله لهذا كان دعاء الصالحين، في ساحات القتال وفي ساحات التعذيب {ربنا أفرغ علينا صبرا}..

قالها قوم طالوت وهم يقاتلون {ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}

وقالها السحرة الذين آمنوا وهم يُعذّبون {ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين}

لو كانت هذه الحياة بلا خالق، كما يزعم الملاحدة، لما كان فيها نظام عام ولا فطرة عامة، ولا صار الظلم فيها مكروها ولا السعادة مرغوبة ولا العدل مطلوبا.. إن هذه الفطرة العامة السائدة في الناس كلهم دليل على نظام واحد وخالق واحد!!

ولو كان هذا الخالق عابثا أو ظالما -حاشاه جل في علاه- كما يزعم الساقطون في "مسألة الشر"، لكان الخلق كله في عبث واضطراب، وكان الظلم سائغا ولعله يكون محبوبا..

أما هذا الاتفاق العام على حب العدل وبغض الظلم، وعلى احترام النفس الطيبة السوية وكراهية الفاجر الغشوم السفاح.. فهو دليل على أن الخالق أقام هذه الحياة على ميزان مستقيم..

ولا يتم اتزان الميزان ولا استقامة الاضطراب ولا إشباع الفطرة الملحة إلا بوجود اليوم الآخر والحياة الأخرى..

{يوم يقوم الحساب}
{يوم توفى كل نفس ما عملت}
{يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، والأمر يومئذ لله}
{يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا}
{يوم يعض الظالم على يديه، يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا}
{يوم ينفع الصادقين صدقهم}

{ذلك يوم مجموعٌ له الناس، وذلك يوم مشهود * وما نؤخره إلا لأجل معدود * يوم يأتِ لا تكلم نفس إلا بإذنه، فمنهم شقي وسعيد}
‏إذا عرفت أن من الناس من كان يعبد الأصنام ويعتقد أنها تنفع وتضر.. فلا تستغرب حين ترى من يعتقد أن ⁧ #السيسي_عدو_الله⁩ هو من أوقف الحرب في غزة!!
لأهلنا وإخواننا وأحبابنا في #قطر
‏رحم الله أخانا الصحفي صالح جعفراوي، ما كان أشد الفرحة بنجاته من الحرب التي أخذت كثيرا من الأسماء التي ارتبطنا بها مثل أنس الشريف وحسن اصليح وغيرهم!

‏ثم شاء الله أن يقضي على يد العملاء الأسافل، ليلقي باستشهاده نورا جديدا على القاعدة القديمة السائرة: العملاء أشد خطورة من المحتلين!
واحدة أعظم معجزات الطوفان المبارك، وواحدة من أعظم منجزات المقاومة الفلسطينية الأسطورية هي قدرتها على إخفاء أسرى، لمدة عامين في ظل موازين قوى عسكرية واستخبارية منهارة تماما!

التأمل في كل معجزة على حدة يصيبنا بالحسرة؛ ماذا كان يكون الحال لو وجدت هذه المقاومة ظهيرا عربيا إسلاميا؟!
من يتابع تفاصيل أي تفاوض مع هؤلاء الصهاينة يؤمن بأن القرآن الكريم حق.

أولئك القوم الذين حَوَّلوا أمرا بسيطا من كلمتين "اذبحوا بقرة" إلى موضوع عويص معقَّد، عن شكل البقرة ولونها وعمرها وصفاتها.. كيف يمكن أن يفعلوا في الموضوع المعقد أصلا؟!

وهؤلاء الذين أنشؤوا تفاوضا مع (الله).. كيف نتوقع أن يكون تفاوضهم مع بشر؟!

وهؤلاء الذين أرهقوا وسيط التفاوض، الذي هو نبي من أولي العزم من الرسل (موسى).. كيف يكون تعاملهم مع الوسيط الذي هو متصهين منحاز لهم؟!!

هؤلاء قومٌ لا حلَّ معهم، ولا يستقيمون إلا بالقوة..

ما إن غاب عنهم النبي القوي (موسى) حتى عبدوا العجل وكادوا يقتلون خليفته هارون، الذي هو نبي أيضا!!

وما استقاموا حتى نَتَقَ اللهُ {الجبلَ فوقهم كأنه ظُله، وظنوا أنه واقعٌ بهم}!

ألا لعنة الله على من يعطل هذه الأمة أن تكتسب القوة، ولعنة الله على من يطعن ظهر مقاومتها في كل محطة!
السيرة النبوية | 71. لماذا لم يفكر أبو سفيان في اجتياح المدينة بعد غزوة أحد؟ | محمد إلهامي

- ما هي خطة النبي في إنقاذ جيش المسلمين يوم أحد؟
- صور من البطولات الإسلامية التي أبداها الصحابة في اليوم العصيب؟
- صحابي يقول في الرمق الأخير: لا عذر لكم.. من هو؟ وماذا حصل؟
- صحابي كلمه الله بغير حجاب، وطلب من الله طلبا مسحيلا.. كيف ذلك؟

* ملاحظة للأحباب والمتابعين: هذه قناة يوتيوب جديدة بعد إيقاف القناة الأصلية بسبب دعم المحتوى الفلسطيني.. فرجاء النشر

https://youtu.be/Mz2BCZFPiJ0
للأحباب والمتابعين الكرام.. أنشأت قناة بديلة على يوتيوب، بعد منع اليوتيوب من النشر بسبب المحتوى الفلسطيني.. عليها نستمر في نشر مجالس السيرة النبوية وسلسلة 100 سؤال في التاريخ!

فمن كان مُسْدِيًا معروفا، فلينشر القناة الجديدة، عسى الله أن يأجركم، فالدالُّ على الخير كفاعله!

رابط القناة الجديدة | https://www.youtube.com/channel/UCcVyKmJvg-ccTMXkg_BaC8A
‏محمود عباس..

‏مثال ممتاز يتلخص فيه دور الحاكم العربي العميل..

‏يخدم العدو بإخلاص،
‏يقتل أبناء شعبه ويعذبهم ويسلمهم،
‏ينهب أموالهم حتى يتضخم كرشه وكروش عائلته،
‏يقعد على كرسي الحاكم في الوطن المحتل وفي كرسي الجامعة العربية،
‏يؤتى به في الحفلات ليقال ها هو ممثل الشعب،

‏كلب حراسة للعدو، في ثوب رئيس، ويأخذ علفه وغذاءه ممن يهاجمهم لا ممن يحرسهم!!

‏ألا صدق المعري:
‏فيا موت زر إن الحياة ذميمة .. ويا نفس جدي إن دهرك هازل
شغلني مؤتمر كان في الأيام الماضية عن كتابة شيء يعتمل في صدري وعقلي..

ثم جاءنا العلج البرتقالي اليوم فزادني انشغالا بسيل خطاباته التي اهتممت بمتابعتها مباشرة..

(على الهامش: نصيحة مني لمن يحب المتابعة، خطابات ترمب يجب أن تتابعها مباشرة، لأن أي قناة إخبارية لا تستطيع أن توصل لك حقيقتها الشعبية العشوائية وصبغتها وإيحاءاتها النفسية، لأن القنوات تضطر لسبك الكلام في قالب وقور.. تخيل مثلا: ماذا ينبغي أن تقول الجزيرة وبي بي سي وهي تنقل تصريحات الأستاذ شعبان عبد الرحيم)

لقد عشنا اليوم مهزلة عظيمة وسخيفة.. لئن طال بنا عُمْرٌ -وتذكروا هذه الكلمات- فسنضحك عليها، وسيضحك علينا أبناؤنا، وسيضحك التاريخ كثيرا كثيرا كثيرا..

ولكن دعنا من مهزلة اليوم.. وتعال أحدثك ببعض ما كان في نفسي..

تلك الموجة المادحة لمصر ومكانتها ودورها ورئيسها ونفوذه وذكائه ورجال مخابراته... إلخ!

لا أنكر أنها فاجأتني.. ولكنها لم تزدني إلا يقينا..

كم كان سيدنا علي حكيما وهو يقول: الناس ثلاثة، عالم، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع أتباع كل غالب، يميلون مع كل ريح..

وتلك طبيعة الشعوب، وهذا وصف، لا هو إدانة ولا هو إشادة.. عموم الناس يغلب عليهم الخفة، وتثيرهم العاطفة، وتلعب بهم الموسيقى التصويرية، وتفرمهم -بنعومة- حملةٌ إعلامية.. وقد قال علماء النفس قديما: الجمهور أنثى!.. يقصدون بذلك أن الجموع في حالتها العامة كالأنثى في التأثر العاطفي وفي تجنيب العقل!

وللشعوب المقهورة خصوصية أخرى فوق كونها شعوبا..

ما من إنسان إلا وهو يحب أن ينتمي إلى شيء، ويحبه، ويفخر به، ويناضل لأجله.. ذلك جزء من الفطرة والغريزة.. ليس الإنسان كائنا ماديا تكفيه غريزة الجسد ليعيش، بل هو باحثٌ دائما عن المعنى، فيه شوق إلى ما يجاوز المادة ويحلق في آفاق الروح..

ولهذا بينما تستسلم قطيع الإناث للأسد الذكر الغالب، بعد أن يهزم الأسد الذي كان رئيس القطيع.. ترى كثيرا من النساء تفضل أن تقضي حياتها وفية لذكرى زوجها الراحل مهما كانت شابة والحياة أمامها!

وبينما يمضي الأسد المغلوب خارج القطيع مستسلما للواقع الجديد.. ترى كثيرا من الناس يُقاومون ولو بأظافرهم، وحتى الرمق الأخير، ويخوضون المعارك المحتومة المحسومة، ويقبلون على الاستشهاد، لا لأنه يريد استرجاع حقه وملكه، بل لأنه لا يتحمل أن يبقى في الحياة بلا كرامة!!.. الموت عنده أهون!

ومن هاهنا، لا تستغرب أن تجد المقهور المظلوم التعس، المتشوق للمعنى، والباحث عن لحظة الفخر كما يبحث الظمآن عن الماء.. لا تستغرب أن تراه وقد أفرغ غريزته هذه في مباراة كرة القدم، أو في الصراع بين اثنين من المتنافسين على الغناء، أو في غير ذلك من الأمور التافهة الساقطة..

لا تستغرب أن يتعارك الجوعى المقهورون حول الكرة التي تتقاذها أقدام المليادريرات.. مع أنهم لا يكسبون منها شيئا، بل يحرقون أعصابهم.. إن حرقة أعصابهم هذه هي التي تشبع فيهم غريزة الانتماء والنضال والفخر!!

والآن..

هذا الشعب المصري الكبير، المحبوس المقهور، الذي بلغ لحظة ولا أشنع في رؤيته لمشهد غزة.. ولا يملك أن يفعل شيئا..

إنه كالرجل الذي يرى زوجته تُغْتصَب أمامه، وهو داخل القيد..

من الناس من أراد الانصراف مبكرا عن هذه المعركة وعن لسع الضمير هذا، فقال: واحنا مالنا؟.. مالناش دعوة.. محدش استشارنا.. مش هنحاسب على مشاريب حد.. جيشنا بتاع بلدنا.. مش حنحارب... إلخ!!

هذا هو الرجل العاجز الذي خبّأ وجهه عن زوجته، وأصمّ أذنه عن صرخاتها، وصار يصيح ويهذي: أنا قلت لك ما تروحيش هناك.. أنت اللي غلطانة.. أنت اللي سمحتي له يقرب منك... إلخ!!

ومع أن هذا السلوك الدفاعي يخبئ في داخله مرارة العجز والألم.. إلا أنه الشيء الوحيد الممكن الذي يخلصه من عذاب الضمير، ويخلصه من معاداة القوي الذي يقهره ويغلبه ويسيطر عليه!!

حتى إذا انقلب الحال فجأة، وجاءت لحظة يراد له فيها أن يشعر بأن بلده هو صار لها من النفوذ والقوة والقدرة ما يمكنها من إيقاف الحرب.. وأن ظالمه وقاهره وغالبه هذا قد تحرك خطوة يُقال ويُرَوَّج أنها ساهمت في وقف الحرب..

أو على مقياس مثالنا الآن: هذا الذي يسجن الزوج في الحديد، ويحجزه عن إنقاذ زوجته التي تُغْتَصَب.. قام فجأة فبدرت منه مساعدةٌ لهذه الزوجة المغتصبة، فكأن اغتصابها قد توقف أو كاد..

ماذا تتوقع أن يفعل المحبوس المقهور، إلا أن يهلل، ويمدح، ويثني، وينسى في غمرات هذا التحول أنه لم يزل محبوسا مقهورا مغلوبا عاجزا؟!!

تلك هي الشعوب عموما.. وتلك هي الشعوب المقهورة خصوصا..

وأحب لنفسي ولإخواني أن نفهم الناس كما هم، لا أن نكلفهم ما لا يطيقون، ولا أن نستغرب منهم ما هو جزء أصيل من طبيعتهم.. سواءٌ طبيعتهم الأصلية، أو طبيعتهم المكتسبة تحت الذل والقهر والغلبة!

ولا أحب، خصوصا للداعية صاحب الرسالة، أو للسياسي المصلح، أن يكفر بالشعوب ويستسخفها وييأس منها.. ذلك أول طريق الفشل والخسران..
الناس كالجواد.. وكالسيف.. إنهم على شرط الفارس والمقاتل، إن استطاع أن يمتطيهم في الحق ساقهم إليه فقاتلوا معه، وإن استطاع أن يمتطيهم في الباطل تبعوه وقاتلوا معه أيضا..

الناس على دين ملوكهم..

وغدا حين يتغير الحال، سيضحكون على أنفسهم يوم أن قالوا هذا السخف الذي قالوه يوم كانوا عاجزين مقهورين..

ولقد مررنا قبل أيام بذكرى وفاة عبد الناصر -زاده الله من عذابه في قبره- ومما يطوف بالذهن في هذه الذكرى أن الأديب "الكبير" توفيق الحكيم لم يستطع في لقاء المثقفين أن ينعي عبد الناصر، بل سقط مغشيا عليه من الحزن والصدمة..

توفيق هذا هو نفسه الذي كتب بعد قليل كتابه "عودة الوعي"، يشرح فيه كيف كان هو وأمثاله مُخَدَّرين.. وكيف كانوا يبررون كل شيء للزعيم، كأن الوعي كان في غيبوبة!!

من كان -من جيلنا- فلا شك أنه يتذكر كيف ملأ المنافقون لمبارك آفاق الحياة في مصر.. حتى إذا سقط انقشع هذا كله، كأن لم يكن..

وغدا ترى مثل هذا في #السيسي_عدو_الله.. وستتفاجأ عزيزي القارئ من انقشاع النفاق وأهله كسحابة صيف.. وستختفي اللجان الإلكترونية فجأة كأن لم تكن..

{ويقولون متى هو؟ قل: عسى أن يكون قريبا}
في يومٍ قادمٍ.. حين تزول السكرة وتأتي الفكرة، سنستمع إلى خطاب ترمب في الكنيست باعتباره دليلا على مقاومة عظيمة.. وستكون كل كلمات النصر التي رددها هذا العلج البرتقالي هراء مضحكا!

لم يكن ترمب يدري أنه يهدي التاريخ دليلا هائلا على قوة هذه المقاومة وبسالتها، حين كان يعدد أفضاله على أصدقائه الصهاينة، ويكشف الكم الهائل من الأسلحة التي أمدَّهم بها، بما في ذلك أسلحة لم يسمع هو نفسه عنها، وإنما عرفها حين طلبها منه نتنياهو، الذي ظل يتصل مرارا وتكرارا يلحّ بإرسالها..

نتنياهو، الذي هو على رأس أقول دولة عسكريا في المنطقة، يتصل كثيرا ليطلب أسحلة لا توجد إلا عند أقوى دولة في العالم.. لكي يواجه بها مجموعات صغيرة محاصرة ما معها إلا السلاح الخفيف، وقد اجتمعت عليها قوى العالم، بمن في ذلك محيطها الإقليمي الذي يُفترض أنه أهلها وحاضنتها وظهيرها!!

ومع ذلك لم يستطيعوا أن ينالوا منها إلا بالقتل الذريع الشنيع في المدنيين العُزَّل.. لا يلتزمون أخلاقا ولا يخافون من عقاب!

فلولا ذلك، ولولا تواطؤ الخائنين من العرب والمسلمين.. لكانت نتيجة أخرى، وكان تاريخا آخر!

ولكن حسبنا أن الله يعلم، ويقدر، وسيحاسب..

وحسبنا أن التجربة فاضحة كاشفة، لن تبخل بدروسها على من يريد الفهم والتعلم!

وفي الناس من لا يريد أن يتعلم، فهؤلاء هم الذين {قالوا سمعنا وهم لا يسمعون * إن شر الدواب عند الله الصمّ البكم الذين لا يعقلون * ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم، ولو أسمعهم لتولَّوا وهم معرضون}
أخبرني الإخوة الكرام في مركز آستانة (كردستان العراق)، بنفاد الطبعة كلها من الترجمة الكردية لكتاب "خلاصة قصة فلسطين"، في معرض السليمانية للكتاب الذي استمر عشرة أيام.

وكانوا قد تفضلوا سابقا، وتطوعوا بترجمة الكتاب إلى الكردية وطباعته، فأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء.

ثم أذنوا بنشر النسخة الإلكترونية لعموم القراء من إخواننا الأكراد، وها هي الآن بين أيديكم.

وبها يصير الكتاب متوفرا ومتاحا للتحميل في اللغات الثمانية: العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والفارسية والأوردية والإندونيسية والكردية.

رابط تحميل النسخة الكردية | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy/117

رابط تحميل بقية النسخ على قناة المؤلفات | https://www.tg-me.com/kotob_elhamy
2025/10/21 17:47:55
Back to Top
HTML Embed Code: