Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
لماذا لن يحتفي السيسي بفتح مصر أو بالمخطوطات الإسلامية أو بآثار المماليك؟.. لماذا الاحتفال حصرا بالآثار الفرعونية؟!
هذا مقتطف من مقال قديم:
"في نظريته الشهيرة "الجماعات المتخيلة" يتحدث عالم الاجتماع الشهير بندكت أندرسون عن أن هذه الهويات التي تشكلت في العالم الحديث ليست سوى هويات "مُتَخَيَّلة"، ذلك أنها غير مستمدة من أي حقيقة طبيعية كالدين واللغة والعرق، وإنما هي مصنوعة بأدوات السلطة، والمختصر الموجز لنظريته يفيد بأن السلطة التي امتلكت وسائل مثل الإعلام والجهاز الإداري تمكنت بهذا من أن تصنع هوية للذين تحكمهم، فهي قد صنعت الحدود التي تفصل بين الناس فيكون من بداخل هذه الحدود مواطنا ورعية لها، تقدم له خطابا إعلاميا يُرَسِّخ هذه الهوية عبر وسيلة الإعلام (منذ الطباعة وحتى التليفزيون) وعبر الإحصاء وعبر المتحف.
ما يهمنا في سياقنا الآن: الإعلام والمتحف، وسنبدأ بالمتحف لأنه الوسيلة التي تعاملت حصرا مع التاريخ، ومن هنا فلقد كان المتحف هو صورة التاريخ الذي تطالعه الأمة لنفسها، فهل كان المتحف مجرد مخزن أو صورة محايدة للآثار التاريخية؟ يجيب بندكت أندرسون بالنفي، ويقرر أن المتحف إنما كان وسيلة أنشأها الاستعمار الغربي في البلاد المستعمرة، ومن خلالها حدَّد هوية هذه الأمة المستعمرة، يقول: "الآثار التي أعيد بناؤها غالبا ما كانت تُحاط بمروج خضراء حسنة التنسيق وتوضع لها لوحات شارحة هنا وهناك، مشفوعة بالتواريخ... وبتحويلها إلى متحف على هذا النحو، فإن هذه الآثار كان يُعاد تحديد موقعها بوصفها عُدّة دولة كولونيالية علمانية وزينتها"[4].
لقد نشأت المتاحف في بلادنا في ظل الاستعمار الغربي الحديث، وأكثر الآثار التي استخرجت من أراضينا إنما كانت على يد الفرق الاستكشافية الأجنبية، وكان لها اهتمام خاص بتواريخ ما قبل الإسلام: كالفراعنة في مصر والآشوريين والبابليين في العراق والفينيقيين في الشام، ومن ثَمَّ أعيد تشكيل الهوية التي تجعل المسلمين أمما مستقلة على ذات النمط الذي كان قديما قبل الإسلام، نمط الحضارات السابقة التي تجعل المصريين أمة مستقلة عن العراقيين عن الشاميين عن المغاربة، وكل أمة من هذه الأمم لها تاريخ يمتد حتى أولئك الأقوام، والمتحف هو الدليل القائم الشاهد على هذا.
في مصر مثلا أنشئت عدد من المتاحف، جُمِعت الآثار الإسلامية في "المتحف الإسلامي" (1903م)، وجُمِعت الآثار القبطية في "المتحف القبطي" (1910م)، وجُمِعت الآثار الفرعونية في "المتحف... المتحف المصري" (1902م)، تأمَّل! لم يُسمَّ متحف الآثار الفرعونية بـ "المتحف الفرعوني"، بل سُمِّي "المتحف المصري".. كذلك لم يُسَمَّ "المتحف الإسلامي" بـ "المتحف المصري" رغم أن معظم آثاره مصرية وُجِدت في مصر. هذه التسميات هي التي تصنع "الهوية"، وتبين كيف نظر الذين بنوا هذه المتاحف إلى أنفسهم وكيف عرَّفوا هويتهم! وقد أنشئت جميع هذه المتاحف في زمن الاحتلال الإنجليزي لمصر، وكان أولها إنشاءً: المتحف "الفرعوني/ المصري"، وقد كان صاحب فكرته فرنسيا، وهو أوجوست مارييت الذي كان رئيس مصلحة الآثار المصرية، واقترح فكرة إنشائه منذ (1858م) وكانت مصر وقتها قد دخلت عمليا في النفوذ الغربي.
وقد نقل محمد المويلحي، الأديب المصري المعاصِرٌ لهذه الفترة، أثر هذه المتاحف في تكوين جيلٍ جديد يستبدل الهوية المصرية بالهوية الإسلامية، عبر حوار بين ابن وأبيه في متحف الجيزة بينما هما يتأملان التماثيل والآثار المجموعة، جاء فيه:
"الابن: أشَهِدْتَ مشاهد عزنا ورأيت معاهد فخرنا؟ وعلمت كيف كان مقدار مجدنا؟ وإلى أية رتبة بلغت بنا صناعة أجدادنا؟ لله درهم ما كان أرقاهم في الفكر وأبدعهم في العمل! ولو أن نوابغ الأمم اجتمعوا اليوم اجتماع مفاخرة، ونزلوا إلى ميدان المناضلة والمناظرة، لما سبق المصري منهم سابق، ولا تعلق بأثره لاحق، ولكان له من بينهم الكعب الأعلى، والقدح المعلى...
الأب: لا أجد في نفسي شيئًا مما تشعرون به في هذا الباب، وما أراه من هذه الأحجار والتماثيل لا يساوي في نظري إلا أنقاض بيوت عفت، أو طلول درست، وإن صح ما يقال عن هذه التماثيل إنها أشخاص قديمة نزل بها السخط والمسخ، كان التعلق بها والتمجيد لها مما يغضب الخالق ولا يرضي المخلوق، وأما قولك: إن فيها منتهى فخرنا ومجدنا؛ لأنها من صنع آبائنا وأجدادنا، وإن آباءنا وأجدادنا هم من نسل هذه الرمم الفرعونية، فإنه إثم ونكر أستعيد بالله منه ﴿كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا﴾ ما كان أجدادنا وآباؤنا إلا أولئك العرب الكرام، أهل الدين والإسلام، لا نفاخر إلا بمفاخرهم، ولا ننتسب لغير أصلهم، وأما من جهة الصنعة في كل ما أراه هنا، فإن صبيان الفلاحين اليوم يشتغلون بصنع مثل هذه الآثار والأحجار، ويتفننون في تقليدها فتخرج من أيديهم وهم بين الروث والطين أتقن صنعًا من هذه المُحَجَّبَة في القصور المصونة في البلور"[5].
هذا مقتطف من مقال قديم:
"في نظريته الشهيرة "الجماعات المتخيلة" يتحدث عالم الاجتماع الشهير بندكت أندرسون عن أن هذه الهويات التي تشكلت في العالم الحديث ليست سوى هويات "مُتَخَيَّلة"، ذلك أنها غير مستمدة من أي حقيقة طبيعية كالدين واللغة والعرق، وإنما هي مصنوعة بأدوات السلطة، والمختصر الموجز لنظريته يفيد بأن السلطة التي امتلكت وسائل مثل الإعلام والجهاز الإداري تمكنت بهذا من أن تصنع هوية للذين تحكمهم، فهي قد صنعت الحدود التي تفصل بين الناس فيكون من بداخل هذه الحدود مواطنا ورعية لها، تقدم له خطابا إعلاميا يُرَسِّخ هذه الهوية عبر وسيلة الإعلام (منذ الطباعة وحتى التليفزيون) وعبر الإحصاء وعبر المتحف.
ما يهمنا في سياقنا الآن: الإعلام والمتحف، وسنبدأ بالمتحف لأنه الوسيلة التي تعاملت حصرا مع التاريخ، ومن هنا فلقد كان المتحف هو صورة التاريخ الذي تطالعه الأمة لنفسها، فهل كان المتحف مجرد مخزن أو صورة محايدة للآثار التاريخية؟ يجيب بندكت أندرسون بالنفي، ويقرر أن المتحف إنما كان وسيلة أنشأها الاستعمار الغربي في البلاد المستعمرة، ومن خلالها حدَّد هوية هذه الأمة المستعمرة، يقول: "الآثار التي أعيد بناؤها غالبا ما كانت تُحاط بمروج خضراء حسنة التنسيق وتوضع لها لوحات شارحة هنا وهناك، مشفوعة بالتواريخ... وبتحويلها إلى متحف على هذا النحو، فإن هذه الآثار كان يُعاد تحديد موقعها بوصفها عُدّة دولة كولونيالية علمانية وزينتها"[4].
لقد نشأت المتاحف في بلادنا في ظل الاستعمار الغربي الحديث، وأكثر الآثار التي استخرجت من أراضينا إنما كانت على يد الفرق الاستكشافية الأجنبية، وكان لها اهتمام خاص بتواريخ ما قبل الإسلام: كالفراعنة في مصر والآشوريين والبابليين في العراق والفينيقيين في الشام، ومن ثَمَّ أعيد تشكيل الهوية التي تجعل المسلمين أمما مستقلة على ذات النمط الذي كان قديما قبل الإسلام، نمط الحضارات السابقة التي تجعل المصريين أمة مستقلة عن العراقيين عن الشاميين عن المغاربة، وكل أمة من هذه الأمم لها تاريخ يمتد حتى أولئك الأقوام، والمتحف هو الدليل القائم الشاهد على هذا.
في مصر مثلا أنشئت عدد من المتاحف، جُمِعت الآثار الإسلامية في "المتحف الإسلامي" (1903م)، وجُمِعت الآثار القبطية في "المتحف القبطي" (1910م)، وجُمِعت الآثار الفرعونية في "المتحف... المتحف المصري" (1902م)، تأمَّل! لم يُسمَّ متحف الآثار الفرعونية بـ "المتحف الفرعوني"، بل سُمِّي "المتحف المصري".. كذلك لم يُسَمَّ "المتحف الإسلامي" بـ "المتحف المصري" رغم أن معظم آثاره مصرية وُجِدت في مصر. هذه التسميات هي التي تصنع "الهوية"، وتبين كيف نظر الذين بنوا هذه المتاحف إلى أنفسهم وكيف عرَّفوا هويتهم! وقد أنشئت جميع هذه المتاحف في زمن الاحتلال الإنجليزي لمصر، وكان أولها إنشاءً: المتحف "الفرعوني/ المصري"، وقد كان صاحب فكرته فرنسيا، وهو أوجوست مارييت الذي كان رئيس مصلحة الآثار المصرية، واقترح فكرة إنشائه منذ (1858م) وكانت مصر وقتها قد دخلت عمليا في النفوذ الغربي.
وقد نقل محمد المويلحي، الأديب المصري المعاصِرٌ لهذه الفترة، أثر هذه المتاحف في تكوين جيلٍ جديد يستبدل الهوية المصرية بالهوية الإسلامية، عبر حوار بين ابن وأبيه في متحف الجيزة بينما هما يتأملان التماثيل والآثار المجموعة، جاء فيه:
"الابن: أشَهِدْتَ مشاهد عزنا ورأيت معاهد فخرنا؟ وعلمت كيف كان مقدار مجدنا؟ وإلى أية رتبة بلغت بنا صناعة أجدادنا؟ لله درهم ما كان أرقاهم في الفكر وأبدعهم في العمل! ولو أن نوابغ الأمم اجتمعوا اليوم اجتماع مفاخرة، ونزلوا إلى ميدان المناضلة والمناظرة، لما سبق المصري منهم سابق، ولا تعلق بأثره لاحق، ولكان له من بينهم الكعب الأعلى، والقدح المعلى...
الأب: لا أجد في نفسي شيئًا مما تشعرون به في هذا الباب، وما أراه من هذه الأحجار والتماثيل لا يساوي في نظري إلا أنقاض بيوت عفت، أو طلول درست، وإن صح ما يقال عن هذه التماثيل إنها أشخاص قديمة نزل بها السخط والمسخ، كان التعلق بها والتمجيد لها مما يغضب الخالق ولا يرضي المخلوق، وأما قولك: إن فيها منتهى فخرنا ومجدنا؛ لأنها من صنع آبائنا وأجدادنا، وإن آباءنا وأجدادنا هم من نسل هذه الرمم الفرعونية، فإنه إثم ونكر أستعيد بالله منه ﴿كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا﴾ ما كان أجدادنا وآباؤنا إلا أولئك العرب الكرام، أهل الدين والإسلام، لا نفاخر إلا بمفاخرهم، ولا ننتسب لغير أصلهم، وأما من جهة الصنعة في كل ما أراه هنا، فإن صبيان الفلاحين اليوم يشتغلون بصنع مثل هذه الآثار والأحجار، ويتفننون في تقليدها فتخرج من أيديهم وهم بين الروث والطين أتقن صنعًا من هذه المُحَجَّبَة في القصور المصونة في البلور"[5].
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
هكذا يتبين الأمر: لم يكن المتحف مجرد وسيلة محايدة ولا هو مجرد مخزن علمي لتراث الأمة، بل كان وسيلة مصبوغة بأغراض وأهداف الغرب الاستعماري المهيمن، وأداة من أدواته لتشكيل التاريخ وفق الهوية المصنوعة".
رابط المقال | https://melhamy.blogspot.com/2019/04/blog-post_19.html
انظر صورة الحوار الماتع كاملا، والذي سَجَّله محمد المويلحي في رائعته البديعة "حديث عيسى بن هشام" هنا | https://www.facebook.com/Mohammad.Elhamy.page/posts/3926448820731344
رابط المقال | https://melhamy.blogspot.com/2019/04/blog-post_19.html
انظر صورة الحوار الماتع كاملا، والذي سَجَّله محمد المويلحي في رائعته البديعة "حديث عيسى بن هشام" هنا | https://www.facebook.com/Mohammad.Elhamy.page/posts/3926448820731344
هذه صور الصفحات من كتاب "حديث عيسى بن هشام" لأن الفيس أغلق حسابي القديم
يقال: جرى اعتقال الشيخ مصطفى العدوي بعد مقطع له تناول فيه موضوع الفراعنة..
أسأل الله تعالى أن يحفظ الشيخ وأن يفرج عنه وأن يثبته على الحق.. وأسأله تعالى أن يكون تحقيقا عابرا كالذي كان عندما تكلم في مقاطعة المنتجات الفرنسية قبل خمس سنوات.
هذا مع أن الشيخ -في جانب السياسة- هو من أشهر الناهين والمعارضين لأي حراك ضد النظام.. وذلك منهجه قديما، حتى في أيام مبارك.. فهو ليس يفعل هذا رغبة ونفاقا، بل تلك قناعته..
على أن حدثا كهذا، يدفعني لأن أقول أمرًا، وقد قلتُه قبل ذلك غير مرة..
في زماننا هذا، مهما حاول العالِم أو الداعية، تجنب الاحتكاك والتناقض مع الأنظمة القائمة، فستأتي عليه لحظة لا بد له فيها من الاختيار!
ذلك أن التناقض بين الإسلام وبين الأوضاع الحالية تناقض تامٌّ، من أفلت من موقف أو موقفين أو عشرة فلا بد أن له أن يختار في الموقف المائة!
الأنظمة القائمة تُضَيِّق على الجميع حتى تجعله بين اختياريْن حقيقييْن، لا ثالث لهما: لا إله إلا الله أو لا إله إلا الدولة (النظام).
والدولة الآن تتدخل في كل شيء حتى في التشريعات والعبادات والشعائر والعقائد.. الزواج والطلاق والحجاب والميراث والتعامل بالربا وما يقال في المنبر وفي الدرس، حتى يصل الحال إلى الموقف من الفراعنة وأصنامهم وتعظيمها والحفاوة بها!
أي أن أهل العلم والدعوة في هذا الواقع يُمتحنون في درجات السقوط ودرجات السكوت.. فمن سقط أو سكت لم يلبث أن يجد بعد هذا السقوط أو السكوت امتحانا آخر هو أشد وأقسى.
ولستُ أتكلم هنا عن إدانة أحد ولا عن إعذاره، وأحسبني موسعا في العذر.. إنما أكشف شيئا قد لا يلتفت إليه كثير من الناس حتى تقع المصيبة، فيقع الاعتقال.. وهذا الأمر هو: الأنظمة القائمة الآن تطارد الدين وثوابته مطاردةً لا يُستطاع معها توفيقٌ أو مداورة أو مناورة أو حتى سكوت!!
فعلى الفقيه والأصولي والمفسر والمحدث والواعظ والمتصوف أن يبذل وسعه في تكييف الدين على هوى الحاكم مهما كان هواه كفرا بواحا.. أو عليه أن يتهيأ للحظة مواجهة!
تلك محنة أهل الإسلام الشديدة..
نسأل الله الثبات لكل العلماء والدعاة وأهل الخير.. بهم يُحفظ الدين وتُصان الملة ويبقى الحق حقا والباطل باطلا.. وذا ثمن مرير وتكلفة شديدة!!
أسأل الله تعالى أن يحفظ الشيخ وأن يفرج عنه وأن يثبته على الحق.. وأسأله تعالى أن يكون تحقيقا عابرا كالذي كان عندما تكلم في مقاطعة المنتجات الفرنسية قبل خمس سنوات.
هذا مع أن الشيخ -في جانب السياسة- هو من أشهر الناهين والمعارضين لأي حراك ضد النظام.. وذلك منهجه قديما، حتى في أيام مبارك.. فهو ليس يفعل هذا رغبة ونفاقا، بل تلك قناعته..
على أن حدثا كهذا، يدفعني لأن أقول أمرًا، وقد قلتُه قبل ذلك غير مرة..
في زماننا هذا، مهما حاول العالِم أو الداعية، تجنب الاحتكاك والتناقض مع الأنظمة القائمة، فستأتي عليه لحظة لا بد له فيها من الاختيار!
ذلك أن التناقض بين الإسلام وبين الأوضاع الحالية تناقض تامٌّ، من أفلت من موقف أو موقفين أو عشرة فلا بد أن له أن يختار في الموقف المائة!
الأنظمة القائمة تُضَيِّق على الجميع حتى تجعله بين اختياريْن حقيقييْن، لا ثالث لهما: لا إله إلا الله أو لا إله إلا الدولة (النظام).
والدولة الآن تتدخل في كل شيء حتى في التشريعات والعبادات والشعائر والعقائد.. الزواج والطلاق والحجاب والميراث والتعامل بالربا وما يقال في المنبر وفي الدرس، حتى يصل الحال إلى الموقف من الفراعنة وأصنامهم وتعظيمها والحفاوة بها!
أي أن أهل العلم والدعوة في هذا الواقع يُمتحنون في درجات السقوط ودرجات السكوت.. فمن سقط أو سكت لم يلبث أن يجد بعد هذا السقوط أو السكوت امتحانا آخر هو أشد وأقسى.
ولستُ أتكلم هنا عن إدانة أحد ولا عن إعذاره، وأحسبني موسعا في العذر.. إنما أكشف شيئا قد لا يلتفت إليه كثير من الناس حتى تقع المصيبة، فيقع الاعتقال.. وهذا الأمر هو: الأنظمة القائمة الآن تطارد الدين وثوابته مطاردةً لا يُستطاع معها توفيقٌ أو مداورة أو مناورة أو حتى سكوت!!
فعلى الفقيه والأصولي والمفسر والمحدث والواعظ والمتصوف أن يبذل وسعه في تكييف الدين على هوى الحاكم مهما كان هواه كفرا بواحا.. أو عليه أن يتهيأ للحظة مواجهة!
تلك محنة أهل الإسلام الشديدة..
نسأل الله الثبات لكل العلماء والدعاة وأهل الخير.. بهم يُحفظ الدين وتُصان الملة ويبقى الحق حقا والباطل باطلا.. وذا ثمن مرير وتكلفة شديدة!!
نصٌّ قبل قرن من الزمن..
كتبه أمير البيان، شكيب أرسلان، رحمه الله!
كتبه أمير البيان، شكيب أرسلان، رحمه الله!
سبع صفحات فقط، مفيدة أن تقرأها الآن..
وهي من مذكرات الزعيم الوطني الشهير أحمد حسين (والد الصحافي المعروف: مجدي أحمد حسين) المنشورة بعنوان: نصف قرن مع العروبة وقضية فلسطين.
وكنت تناولتها في حلقة من سلسلة ويبقى الأثر، هذا رابطها لمن أحب | https://youtu.be/oUWVcjrRYJQ
وهي من مذكرات الزعيم الوطني الشهير أحمد حسين (والد الصحافي المعروف: مجدي أحمد حسين) المنشورة بعنوان: نصف قرن مع العروبة وقضية فلسطين.
وكنت تناولتها في حلقة من سلسلة ويبقى الأثر، هذا رابطها لمن أحب | https://youtu.be/oUWVcjrRYJQ
