Telegram Web Link
📝 مالٌ لا يغرق!

بقلم ادهم شرقاوي

يروي ابنُ القيِّم في كتابه القيِّم "مفتاح دار السعادة"، أنَّ أحدَ العُلماء ركبَ مع جماعةٍ من التُّجار في سفينة، فلمَّا صاروا في عرض البحرِ انكسرتْ بهم سفينتهم، وغرقتْ وغرقَ معها كُل المال والتجارة، فأُنقِذوا من قِبَلِ الصيادين، وحُمِلوا إلى أقربِ مدينة.

أصبحَ التجارُ في ذلِّ الفقرِ بعد عِز الغنى، أما العَالِم فجلسَ في حلقةٍ في المسجدِ يُعلِّمُ الناس، فذاعَ صيته، وعيَّنه الوالي على القضاء!

فلمَّا أرادوا الرُّجوع، حزمَ العَالِمُ أمتعته معهم، فجاءَ الوالي والناسُ يسألونه أن يبقى معهم، فقبِلَ منهم ذلك.
فقالَ له التُّجار: هل لك َمن رسالةٍ إلى قومِكَ وأهلِ بلدِكَ؟
فقالَ لهم: نعم، قولوا لهم: إذا اتَّخذتُم مالاً، فاتَّخِذوا مالاً لا يغرق إذا انكسرتْ السفينة!

كُلُّ مهارة يتعلَّمُها الإنسان هي مالٌ لا يغرق، ولستُ أُبالغُ إذ أقول أن ثروةَ الإنسانِ الحقيقيةِ هي ما في رأسِهِ لا ما في جيبِه! لسببٍ بسيطٍ أن المعرفةَ تجلبُ المال، ولكن المال لا يجلب المعرفة!
ولستُ أُقَلِّلُ من قيمةِ المال، على العكسِ تماماً، قاتلَ اللهُ الحاجةَ ففيها ذُل، وإراقة ماءِ الوجه، ولكن المال يذهبُ والمعرفة تبقى!

توالتْ الأحداثُ السياسيةُ والصراعاتُ في بلادِنا في السنواتِ الأخيرة، ونتجَ عنها حركة هجرة غير مسبوقة، وخرجَ الناسُ هاربين من الموتِ بثيابِهِم التي عليهم، لا يحملون معهم إلا الأفكار التي في رؤوسهم، والمهارات التي سبقَ وأتقنوها، وكل صاحب فكر، أو مهنة، أو حرفة مهما كانت سهَّلتْ على صاحبِها الحصول على عمل!
النجارُ لم يحملْ ورشته ولكنه حملَ مهارته فوجدَ هُناك ورشة، والطبيبُ لم يحملْ معه عيادته، ولكنه حملَ مهارته، فوجدَ هُناك عيادة أو مستشفى!

البيوتُ، والعماراتُ، والأراضي تركها الناسُ خلفَ ظُهورهم لأنها ببساطةٍ لا تُحمل من بلدٍ إلى بلدٍ، ووحده الله يعلم إن كانوا سيعودون إليها أم لا! فأكثِروا من المالِ الذي لا يغرق!


https://www.tg-me.com/menoathgafi
مقالات مختارة
Photo
📝 بعيداً عن العاطفة، حزب الإصلاح هو الخطر الأكبر في اليمن!

د.عبدالقوي القدسي " بتصرف"

لا يمكن أن نعزل ما يحدث في اليمن من صراع عن محيطه الإقليمي والدولي ثورات الربيع العربي كانت حدثاً مزلزلاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فقد أتت على بنيان الأنظمة المستبدة من القواعد، وكادت أن تصل بشررها إلى أنظمة الممالك، والسلطنات والإمارات، لولا ما أنفقوا من أموال لمدافعة الأقدار، والحيلولة بين شعوبهم وبين الانتفاضات عليهم، لكنهم أدركوا بأن ما فعلوه كان مخدراً موضعياً، وليس علاجاً ناجعاً، فاتخذوا قراراً بهدم سقف الثورات على رؤوس الثائرين، وجاء تصنيف حركة "الإخوان" كأكبر فصيل أسهم في سقوط الأنظمة العربية في هذا السياق، فقررت القضاء عليه بكل ما أوتيت من قوة.

ما حدث لحزب الإصلاح، وما يحدث من مداهمات لمقاره واعتقالات وإغتيالات، وما هو مخطط له من القضاء عليه وإنهاء حضوره يأتي في سياقه الطبيعي والمنطقي، فالإصلاح هو الخطر الحقيقي والأكبر في شمال اليمن، وفي الجنوب، وهو الخطر الأكبر لدول التحالف السعودي الإماراتي أيضاً.

ادرك صالح بأن "الإصلاح" كان له الدور الأكبر في سقوطه فصب جام غضبه عليه، ويدرك الحوثي بأن عدوه الاستراتيجي هو "الإصلاح " فقد كان للحزب الدور الأبرز في الزحف الفكري على الحاضنة الزيدية بما أنشأه من مراكز لتحفيظ القرآن، ومعاهد، وبرامج في مناطق صنعاء وشمال الشمال؛ ولذا فقد هاجم الحوثي مراكز الإصلاح ومعاهده وحتى المساجد المحسوبة عليه بكل عنف.

الحوثي محقن في اعتبار الإصلاح الخطر الأكبر ، فمن الطبيعي استهداف مقراته وأفراده ، وحظر نشاطه، وتشويه سمعته .

في جنوب البلاد يقف الإصلاح ضد مشروع الإنفصال، ويتمتع بنفوذ في كثير من المحافظات، وكان له دور لا ينكره أحد في حسم معركة (١٩٩٤) لصالح الشرعية آنذاك ؛ لذلك فمن الطبيعي أن يعلن المجلس الانتقالي عداءه التاريخي ضد الإصلاح، ويستدعي الحزب الإشتراكي كل ماضيه الأليم ويبكي على الأطلال، ويتمسك بفتاوى نسبت للديلمي والزنداني لتهييج الشارع المسالم في الجنوب ضد كل ما يمت إلى الإصلاح بصلة، وفي المقابل يقف الإصلاح ضد أفكار القاعدة، والسلفية الجامية فتقف هذه القوى ضد الحزبية ويحذرون الناس منها ويحشدون كل الأدلة لتجريمها ،ولا يقصدون من الحزبية سوى الإصلاح.

التحالف السعودي الإماراتي لا يريد حياة سياسية ولا أحزاب، ولا يريد جماهير منظمة في قادم الأيام ، ولا يريد من الدين إلا ما سبّح بحمد الملوك والأمراء، وأفتى بقمع المعارضين والطامحين إلى الملك والإمارة، ولا يريد التحالف حزباً يقول له : لا ، سواء كان الإصلاح أو غيره من الأحزاب، فمن الطبيعي أن يكون الإصلاح في مقدمة المستهدفين بالتصفية .

منذ ثورة فبراير (٢٠١١) كان الإصلاح هو الحزب الوحيد تقريباً الذي استهدف من كل القوى المعادية لمشروع التغيير، ولم يسلم أيضاً من النيران الصديقة .

رغم ما أبداه من مرونة في التعامل مع كل الملفات الساخنة:
فلم يشترك مع صالح في حروبه السبعة ضد الحوثي ، ووقف مع الشرعية المتمثلة بصالح في (١٩٩٤)، والشرعية المتمثلة بهادي(٢٠١٤)، ووقف مع التحالف السعودي الإماراتي في( ٢٠١٥)، ورغم أنه دفع ثمناً غالياً لتلك المواقف إلا أنه من الطبيعي أن يظل هو الخطر الأكبر ، فهو امتداد فكري للحركة المغضوب عليها(الإخوان)، وهو عدو استراتيجي للإمارات والسعودية والممالك.

النيران الصديقة قد يكون سببها أحقاد سابقة أو خوف من هيمنة الحزب في المستقبل على الحياة السياسية بما يمتلكه من كوادر وإمكانات، ومرونة ، وسرعة امتصاص للضربات.

يظن البعض أن منهج الإصلاح السلمي هو الضمانة لثقة الإقليم والعالم به، وهذا هو الخطأ بعينه، فالإقليم يريد أن يكون الإصلاح، كداعش،أو القاعدة، ولطالما حاول ولا يزال إلصاق التهم به، أو الزج به في صراعات جانبية، وحشره في زاوية كـ "جماعة دراويش" منكفئة على نفسها، لا تفقه في السياسة شيئاً،او كجماعة محاربة تختبيء في الكهوف، وتظل هائمة على وجهها متقية ضربات الخصوم، عندها فقط ستتنفس دول الإقليم الصعداء، وهذا ما يبرر محاولة جر الإصلاح إلى المواجهة بكل الوسائل؛ مع الأخذ بعين الاعتبار تصنيف دول التحالف للإصلاح كحزب يمثل الإخوان، حتى وإن كان الإصلاح قد أعلن البراءة الكاملة من انتمائه للجماعة المحظورة، براءة الذئب من دم يوسف.

https://www.tg-me.com/menoathgafi
مقالات مختارة
Photo
📝 لا تلعنوا هولاكو وحده..

بقلم : عبد العزيز عبد الله

القاعدة الإلهية تقول: " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا " ؛ ولايمكن أن يحل التدمير إلا إذا استشرى الظلم
"وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون "

ويذكر في التاريخ أن أمير المؤمنين المستعصم العباسى لم يستوعب الدرس ؛ ولم يعرف أن عقوبة الفساد مستمرة ؛
وإن تنوعت أساليبها ؛ وقد رأى الخليفة المستعصم بنفسه طرفا من ذلك قبل أن يقتله المغول رفسا بأقدامهم !

يقول الهمذانى فى كتابه: " جامع التواريخ " إن هولاكو بعد أن اقتحم بغداد ؛ دخل قصر الخلافة ؛ وأشار بإحضار الخليفة المستعصم وقال له : " أنت مضيف ونحن الضيوف.. فهيا أحضر ما يليق بنا.. فأحضر الخليفة وهو يرتعد من الخوف صناديق المجوهرات والنفائس ؛ فلم يلتفت إليها هولاكو ؛ ومنحها للحاضرين ؛ وقال للخليفة: " إن الأموال التى تملكها على وجه الأرض ظاهرة ؛ وهى ملك لعبيدنا ؛ لكن اذكر ما تملكه من الدفائن ؛ ما هى وأين توجد؟ " ..

فاعترف الخليفة بوجود حوض مملوء بالذهب فى ساحة القصر ؛ فحفروا الأرض حتى وجدوه ؛ كان مليئا بالذهب الأحمر ؛ وكان كله سبائك ؛ تزن الواحدة مائة مثقال " ..

واستحق الخليفة إحتقار هولاكو السفاح الدموى ؛ إذ تعجب هولاكو ؛ كيف يكون للخليفة كل هذه الكنوز ثم يبخل على الجنود بأرزاقهم ؟!

ولم ينس هولاكو أن يذكر ذلك فى منشوره الذى أرسله إلى حاكم دمشق ؛ ينذره بالتسليم ؛ ويخوفه من مصير الخليفة العباسى وما حدث لبغداد ؛ ويقول فيه عن الخليفة المستعصم : " واستحضرنا خليفتها وسألناه عن كلمات فكذب ؛ فواقعه الندم ؛ واستوجب منا العدم ؛ وكان قد جمع ذخائر نفيسة ؛ وكانت نفسه خسيسة ؛ فجمع المال ولم يعبأ بالرجال" ..

وقد أورد المقريزى خطاب هولاكو بالتفصيل ..

ونعود إلى الهمذانى وهو يروى ذلك اللقاء بين هولاكو والخليفة فى قصر الخلافة فيقول : "إن هولاكو أمر بإحصاء نساء الخليفة ؛ فبلغن سبعمائة زوجة وسرية وألف خادمة !!

وتضرع له الخليفة قائلا :
" مُنَّ علىَّ بأهل حرمى اللائى لم تطلع عليهن الشمس والقمر "

يقول الهمذانى: " وقصارى القول ؛ إن كل ما كان الخلفاء العباسيون قد جمعوه خلال خمسة قرون ؛ وضعه المغول بعضه على بعض فكان كجبل على جبل " ...

وبسبب ذلك الكم الهائل من الكنوز التى ورثها هولاكو من الخليفة العباسى ؛ فإنه صهرها جميعا فى سبائك وأقام لها قلعة محكمة فى أذربيجان ...

لقد كان هولاكو - ذلك الهمجى السفاح - يعى تماما أنه عقاب إلهى للخلافة العباسية والحكام الظلمة فى المنطقة ؛ وحرص على إبراز هذا المعنى فى رسائله إلى الحكام ؛ يقول فى رسالته إلى حاكم دمشق : " إنا قد فتحنا بغداد بسيف الله تعالى ؛ وقتلنا فرسانها ؛ وهدمنا بنيانها ؛ وأسرنا سكانها "

ويقول فى رسالته إلى السلطان قطز فى مصر:
" يعلم الملك المظفر قطز وسائر أمراء دولته وأهل مملكته بالديار المصرية وما حولها ؛ أنا نحن جند الله فى أرضه ؛ خلقنا من سخطه ؛ وسلطنا على من حل به غضبه ؛ فإنكم أكلتم الحرام ؛ ولا تعفون عن كلام ؛ وخنتم العهود والإيمان ؛ وفشا فيكم العقوق والعصيان ؛ وقد ثبت عندكم أنا نحن الكفرة ؛ وقد ثبت عندنا أنكم الفجرة "

وربما استفاد السلطان قطز من هذه الرسالة ؛ فكف المماليك عن الظلم ؛ واستعاد شعوره الدينى ..

وفى غمرة عين جالوت ؛ حين أوشك جنوده على الفرار صرخ " واإسلاماه " وألقى بخوذته ؛ ونزل للمعركة بنفسه ؛ فكان الإنتصار ..

هكذا تقوم الدول وتنهار ؛ وأساس الإنهيار يبدأ من الداخل ؛ وقد يأتى تدخل خارجى ليعجل بالسقوط ولكن يظل الإنهيار الداخلى هو بداية النهاية وعاملها الأكبر ..

ويأتى الإنهيار الداخلى حين تتكون طبقة مترفة تتحكم فى الثروة ؛ وفى الجماهير ؛ فتنشر الظلم والإنحلال وتحيل حياة الأكثرية إلى جحيم تهون فيه الحياة ؛ وتتضاءل فيه الفوارق بين الحياة والموت ..

والقرآن الكريم يضع العلاج فى تشريعاته الإقتصادية التى تمنع تركز المال فى يد فئة واحدة ؛ ويأمر فى الوقت نفسه بالزكاة والإنفاق فى سبيل الله ؛ بل يأتى الأمر أحيانآ فى صورة التهديد كقوله تعالى: "وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" ..

ومعناه أنه إذا لم يكن هناك إنفاق فى سبيل الله فالتهلكة هى المقابل ؛ وإذا كان هناك إنفاق فى سبيل الله فلا مجال إذن لتركز المال فى طبقة قليلة العدد يتحول ثراؤها إلى ترف ..

ويقول تعالى مهددآ المسلمين فى عصر الرسول:
" ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"

لقد أساء المستعصم فى تعامله مع خدمه وأتباعه ؛ فأغدق عليهم فى المناسبات بمئات الألوف من الدنانير ؛ فى وقت يتضور فيه العلماء والشرفاء جوعا !!

أبعد هذا نظل نلعن هولاكو وحده ؟!!

https://www.tg-me.com/menoathgafi
📝 البطل والطبل!

بقلم : محمد الرطيان


مَن هو «البطل» في ثقافتنا وذاكرتنا الشعبية؟!
لماذا تقف هذه الكلمة - في الغالب - عند القادة والفرسان.. ولا تتجاوزهم؟
كيف تحوّلت هذه الكلمة - القريبة نطقاً من «الباطل» و«البطالة» - إلى كلمة تعني الإنجاز والفروسية؟

راجع - عزيزي القارئ - كل «الأبطال» في ذاكرتك:
ستجد أنهم في الغالبية العظمى منهم مقاتلون وفرسان!
لماذا لا يوجد بينهم عالم، أو طبيب، أو مخترع، أو أديب، أو مصلح، أو خطيب؟
مَن الذي صوّر لك «البطل» كرجل يمتطي حصانه، ويحمل سيفه في يمينه، حتى ظل هو الصورة الوحيدة للبطولة في ذهنك؟

تتذكر أن أغلب الشوارع العربية خرجت للتظاهر ذات يوم من أجل صدام «على سبيل المثال».
هل تذكر شارعاً واحداً خرج للتظاهر من أجل «زويل»، وإنجازه العلمي؟ (على سبيل المثال أيضاً).

من هم «الأبطال» الذين يروّجهم لك الإعلام الآن، وفي أي موضع تتردد مفردة البطولة؟
ستجد هذه الأمثلة: فيلم من «بطولة» الممثل، والنادي «بطل» الدوري..!
وهذه بطولات مؤقتة، أو زائفة، تأتي بطولات شبيهة بها وتلغيها..
البطولات الحقيقية لا يلغيها أي شيء.

متى نحتفي ببطولات العقل؟
متى نشارك بصناعة «الأبطال» الحقيقيين، ونعمّم نماذجهم على أولادنا؟
متى يكون لكل منّا «بطله» الحقيقي؟!
البطل: قدوة.. وتعميمنا لنموذج تاريخي واحد، أو لنماذج زائفة ورديئة، هو قتل للأحلام، وتشويه للفكرة.

القائد بطل، والمفكر بطل، والجراح الماهر، والمهندس المبتكر، والأديب البارع، وصاحب الخدمات الاجتماعية، والمعلم العظيم: جميعهم أبطال.

هل سألت نفسك:
عن «بطلك» المُفضل؟..
بطلك، مش «طبلك» المفضل!

#محمد_الرطيان

|https://www.tg-me.com/menoathgafi
📝 ٱنظُرْ إلى عملِ يديه!

بقلم : أدهم شرقاوي

في حكايا بلادِ فارس الشعبيِّة، أنَّ صياداً كانَ يصطادُ الطيورَ في يومٍ عاصفٍ، فجعلتْ الريحُ تُدخِلُ في عينيه الغبار فتذرفان الدُّموع!
وكانَ كُلَّما اصطادَ عُصفوراً كسرَ جناحه وألقاه في الكيس.
فقالَ عصفورٌ لصاحبه: ما أرقَّه علينا، ألا ترى دموع عينيه؟
فقالَ له الآخر: لا تنظرْ إلى دموعِ عينيه، ولكن ٱنظُرْ إلى عملِ يديه!

عندما حدَّثَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أصحابه عن الخوارج، قالَ فيهم وصفاً بليغاً تقشعِرُّ له الأبدانُ في العبادة، ويَدمى له القلبُ من سوء العمل!
فقال: تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، يقرأون القرآنَ لا يُجاوز حناجرهم، يمرقون من الدينِ كما يمرقُ السهم من الرَّميَّة، يقتلون أهلَ الإسلام، ويدعون أهلَ الأوثان!

الخوارجُ لسنا أنا وأنتَ من نحقر صلاتنا مع صلاتهم ونستقلها، وإنما الصحابة أنفسهم! فتخيل لتلك العبادة ما أشدهم فيها، ثم ٱنظُرْ إليهم يقتلون خليفةَ المسلمين، ويستحِلُّون دماءَ المساكين!
إنه التناقض في أبشعِ صُوَرِه!

يقولُ "ابنُ المُقَفَّع": من علاماتِ اللئيمِ المُخادع، أن يكونَ حسن القول سيء الفعل!

ويقولُ "ابنُ الجوزي" في "صيدِ الخاطر": لقيتُ مشايخ أحوالهم مختلفة، يتفاوتون في مقاديرِهم في العلم، وكانَ أنفعهم لي في صُحبته، العامل منهم بعلمِهِ، وإن كانَ غيره أعلم منه!

ويقولُ "الثعالبي" في رائعته "لطائف اللطف": دخلَ أحدُ الأُدباء على نصر، وفي يدهِ كتاب، وكانَ مِمَّن يُسيؤون آدابهم.
فقالَ له: ما هذا؟
فقال: كتاب أدب النفس!
فقالَ له: فلِمَ لا تعملُ به!

ليس المقصود أنَّنا إذا فعلنا الشرَّ أن نقولَ الشر أيضاً، فنجمعُ على أنفسنا قُبحَ الفعلِ وقُبح القول. على العكس، جميلٌ جداً أن يعترفَ الإنسانُ أنَّ الباطلَ الذي قامَ به هو باطل فعلاً، فلا يستحله ولا يُبيحه، ولكن الأجمل أن يُوافقَ فعله قوله!


أدهم شرقاوي

https://www.tg-me.com/menoathgafi
📝 فُـقـهـاءُ الـتـنـطّـُع

بقلم : د.فؤاد البنا

🍐 تخليلُ العقول:

عندما تمرّ المعرفة سريعاً على سطح العقل وتستقر في قعْر الذاكرة، دون أن تتخلّل مَلكات الفهم المختلفة وهي: التحليل، التركيب، الاستنباط، الاستقراء، الخيال، والنقد، فإن صاحبها يصبح مؤهلا لحمْل جرثومة التنطُّع.
وكان فقهاء الأمة الكبار يشتعلون غيضاً من المتنطعين المتكلفين، واشتهر الشُّعبي في عصر التابعين بسخريته من هؤلاء عبْرَ إجاباته اللاذعة على أسئلتهم.
وقد جاءه أحدُهم يوماً فسأله عن المَسْح على اللحية، فقال: خلِّلْها، قال الرجل: أتخوّف أن لا تبلّها، فقال الشُّعبي: إن تخوفتَ فانْقعْها من أول الليل!!
وفي عصور تالية انتقل داء التنطع من العامة إلى بعض حملة العلم.

🍏 تسابُقُ العُرجان:

إن لم تكن المعرفة أداةً لإبصار آيات الله في الآفاق والأنفس، وفي اكتشاف الطرق الأكثر نجاعةً في تسريع العمران وخدمة الإنسان؛ فإنها معرفة عمياء.
ومن العجيب أن تجد أهل التكلف يسارعون إلى معرفة الغرائب وحفظ الألغاز، ويميلون إلى التصعيب والتعقيد، سواء كانوا طالبين للعلم أو معلمين له.
ونعود إلى الإمام الشُّعبي الذي جاء إليه رجل من هذا الصنف فقال: إني تزوجتُ امرأةً وجدتُها عرجاءَ، فهل لي أن أردّها? فقال له: إن كنتَ تريد أن تُسابق بها فرُدّها!

🍎 نسيانُ المقاصد:

ما أتعس من يبذلون طاقاتهم في غير موضعها، حيث تَشغلهم الأشكال عن المضامين، وتُلهيهم المباني عن المعاني، وتستهلك طاقاتهم الأسانيد ولا يبقى لدراسة المتون إلا النزر اليسير، ويتوقفون عند الوسائل والأساليب لاهين عن المقاصد والغايات!

🍑 التقريب المقلوب:

ظهر في التأريخ الإسلامي علماء حاولوا تقريب الهُوَّة بين الإسلام والمسلمين، لكنهم عوضاً عن رفع المسلمين إلى أفق الإسلام السامق، قاموا بتأصيل الواقع وإعطائه المشروعية وإلباسه ثوب الإسلام، عَبْر لَيّ أعناق النصوص، والاستدلال بأحاديث ضعيفة وقصص واهية، والخلط بين النصوص الربانية المعصومة والممارسات البشرية النسبية.
ولقد أساء هؤلاء أيّما إساءة إلى الإسلام رغم حُسن نياتهم، وأساؤوا إلى كثير من أجيال الأمة التي أتت بعدهم، حيث عضّتْ على كتاباتهم بالنواجذ، معتبرةً إياها من أدبيات الإسلام وأبجدياته!
ولقد كان أعظم المجالات التي تعرضت لهذا التحريف الفقه السياسي الإسلامي، حيث مال كثير من الفقهاء إلى إلباس الواقع الثوب الإسلامي.
ومن هؤلاء الفقية الشافعي أبي الحسن الماوردي والفقية الحنبلي أبي يعلى الفراء، واللذين عاشا في القرن الخامس الهجري فكتبا عن ما هو كائن في الواقع كأنه هو ما يجب أن يكون، فلم يرتقوا بالنظام السياسي السائد آنذاك إلى مستوى الإسلام الرفيع، وجاء من بعدهم ليعتبر ما كتبوا هو الفقه السياسي الإسلامي.

🍊 أدويةُ التنطُّع:

لابد من مراجعة طرائق التعليم التلقينية، وإصلاح مناهج التعليم المليئة بالثقوب والعيوب، وغربلة التراث بغربال المقاصد القرآنية، ولابد من جعل تدبر القرآن في صدارة الدراسات الشرعية، وكذا العناية بدراسة الواقع، مع الاستعانة بخبرات سائر العلوم ذات النظرات الثاقبة في قراءة الواقع.
وما لم يتم ذلك فستستمر كلّيات ومعاهد العلوم الشرعية في ضخّ فقه التنطِّع، وسيستمر في العمل كمعول هدم في صروح مجتمعاتنا المنهكة من شدة الضربات التي تتلقاها من كل جهة واتجاه.

🍋 ليمونة:

يا للغرابة فإن فُـقـهـاءُ الـتـنـطُّـع يـبْـنُـون قـصْـراً ويـهـدمُـون مِـصْـراً !

https://www.tg-me.com/menoathgafi
مقالات مختارة
Photo
🔸كيف يؤثر علماء السوء على واقع الناس؟


وبهذا يمكننا أن نفسر خذلان كل ثورة نهوض وإجهاض كل دعوة تحرير وتبديد كل نداء (أن اغدوا على حرثكم وحي على الجهاد)، نفسره بنكوص العلماء عن دورهم في القيادة، وقعودهم تحت ظلال الحكام المستبدين، فتلاشت الكثير من المحاولات وفشلت – بسبب غيابهم عنها – العديد من التضحيات، ثم بدل أن يستدركوا هذا التقصير قاموا بتوجيه سهامهم في اللوم والتقريع والذمّ لأصحابها! فكانوا سببا محوريا في ضعف بنيان هذه الأمة بلا جدال. قال ابن مبارك–رحمه الله- :

وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها

لقد آن الأوان لأمة دينها الإسلام أن تخرج من عناصر حزنها واستضعافها، أن تنطلق من طور الهدنة والاستكانة بروح وثابة رافضة للظلم والعدوان جريئة في الحق لتكسر آصار وأغلال علماء السوء هؤلاء، وتنأى بنفسها عن التكلف والصلف وإعدام الكيان والذات، آن الأوان أن نطوق علماء السوء هؤلاء بجيش من السخط ونستبدلهم بأئمة تشهد لثباتهم جدران الزنازين الباردة والحارة، من أئمة الحق الذين حوربوا لمجرد إنكارهم منكرا في زمن الخور! ولتحييهم الأفئدة أينما كانوا ولتشيعهم الأرواح أينما رحلوا!

لقد آن الأوان لهذا الليل الطويل الجاثم على هممنا وآمالنا أن ينجلي. لقد آن الأوان أن نسحب الثقة ومصير خواتيمنا من أيدي علماء يجيدون الانطراح على عتبات السلاطين ونسلمها لأئمة لا يجيدون الانطراح إلا على عتبات الربوبية.

آن الأوان أن نكسر كل الآصار والأغلال التي تقيد نهوضنا وتحرمنا الوقوف من جديد بلا تلجلج أو خوف بل بكل ثقة بالله ثم النفس! وأولها و أخطرها على الإطلاق هي آصار علماء السوء ثم نبدأ بعدها الحديث عن الإنجاز!


د.ليلي حمدان
مقالات مختارة
Photo
📝 الجنوبي الغائب !

بقلم : كمال القطوي

في مرض الفصام يرى المريض صديقه عدواً ،  وكما يصاب الأفراد بهذا الداء ، فقد تصاب به المجتمعات أحياناً.

ما يحدث عند بعض إخواننا الجنوبيين من استعداء لكل ما هو شمالي ، ولو كان قاطناً في الجنوب منذ ثلث قرن ، مظهر من مظاهر الفصام السياسي.

وهم ضحية لثقافة تغييب شاملة امتدت منذ ثورة الفلاحين التي قادها "سالمين" وجعل ثلث الشعب الجنوبي يهاجر من بلاده هرباً من التأميم، ومن فرض أيدلوجيا متعصبة تعيد قولبة الإنسان وفق توجهات الحزب، ثم جاءت الوحدة فأكمل "عفاش"  مسيرة التغييب وقدم أسوأ أنموذج في التسلط والهبر.

هنالك أصيب الجنوبي بخيبة أمل ، وتلبسته حالة قنوط خلقت لديه نظرة سوداوية تجاه الحياة، إلا أن مردَة الحراك وظفوا هذه الطاقة المكبوتة تجاه كل ما هو شمالي، وتناسوا مسيرة نصف قرن من القولبة الأيدلوجية التي أفقدت الإنسان الجنوبي خصائص الإنسان الواعي وجعلته خائفاً متردداً ومتوجساً من كل شيء، ففقد ثقته بنفسه وبالآخرين.

نحن اليوم أمام جيلين: جيل صنعته مطارق الحزب الجهنمية، وجيل عبثت فيه تربية عفاش الإفسادية، والنتيجة ضياع هوية اليمن وفقدان بوصلة التاريخ .

ماذا يريد الجنوبي ؟ هو نفسه لا يدري ، هو نفسه لا يرى الشر كل الشر إلا في الشمال ، غير مدرك أن أزمة اليمن ليست في الشمال ولا في الجنوب، وإنما في طغمة فاسدة تسلّطت على الجميع وأعادت توزيع الظلم بتساو بين الأطراف.

لقد اختزل شيعة العراق مشكلة العراق في السنة، فلما استلموا الحكم قدموا أسوأ أنموذجٍ في الحكم ، واليوم يبكون على أيام "صدام" التي كانت وفق شعارات الأمس جحيماً لا يطاق!

 وفي جنوب السودان قامت النخبة الجنوبية المرتبطة بالمخابرات الأمريكية بإقناع شعب الجنوب أن جنتهم الموعودة كامنة في الانفصال؛ فلما حازوا ورقة الانفصال ، ذبحوا في 7 أيام 10 آلاف إنسان ، ليعيدوا للعالم مآسي التوتسي والهوتو.

مشكلة الجنوب ليست في الوحدة، وحلها ليس في الانفصال، بل ربما يرتكب الجنوبيون الخطأ الأكبر إذا ما قرورا الانفصال ، فيتحولوا إلى كنتونات صغيرة يحكمها أمراء الحرب.

 يساورني القلق كلما لاحت أعلام الانفصال، استحضر مجازر 86 م، وثورة الفلاحين في السبعينات ، أتذكر مئات القوارب التي هرّبت الجنوبيين إلى سواحل أفريقيا وجنوب شرق آسيا، أستعيد التغريبة اليمانية التي رمت بثلث الشعب بعيداً عن سطوة الحزب.

من حق الجنوبي أن يختار أي صيغة للتعاقد السياسي في المرحلة المقبلة ، إلا أن من واجبه أن يعي درس التاريخ، فلا ينجرف إلى الهاوية، فإعلان التشطير سيصبح فيروساً يضرب الجزر الجنوبية، فلن ترضى حضرموت بأقل من دولة مستقلة، وستكمل المهرة هجرتها نحو عمان، وستعود قبائل الغرب الجنوبي إلى حرب الزمرة والطغمة، في ظل توزع الرايات، وتشتت الداعمين، ووقوع الجنوب على مرمى التنازعات الإقليمية والدولية، ووفرة المستثمرين.

يؤلمني غياب النخب الحكيمة في الجنوب، وتخوفها من مواجهة الجماهير بالحقيقة المُرّة، الماثلة للجميع  التي تشير دالتها إلى  ( أن الانفصال هو الخيار الأسوأ، ليس حباً في الشمال ولكن خوفاً على الجنوب).

يحتاج الجنوب لمجموعة من السياسيين الاستشهاديين الذين يرفعون الصوت عالياً ويقولون للجماهير والغوغاء كفى؛ ويهتفون في المصابين بمرض الانفصام السياسي = ( إن مشكلتكم ليست في الشمال، وإنما في نظام يعيد الاعتبار للإنسان كل الإنسان)، والحل كامن في نضال شامل لبناء دولة حديثة، وفق صيغة أكثر عدالة وبسطاً للحقوق ومراعاة للخصوصيات.

حالة الرهبة من الجماهير والخوف من مواجهتها سيدفع ثمنها السياسيون الصامتون ، وتدفع ضريبتها الجماهير العمياء، التي انطلقت بغريزة الألم لا بعقل المبصر.

حضر في الجنوب كل شيء إلا صوت الحكمة والعقل، ظل متوارياً عن الأنظار متودداً إلى الجماهير بمطلبها العابث.

إلى متى يظل الصوت الوطني في الجنوب غائباً لصالح مرتزقة  يتاجرون بآلام الجنوب في أرصفة بيروت وأزقة صنعاء وسواحل الخليج؟!

إلى متى يتوارب الوطني الجنوبي  ويفسح الميدان لزعامات الفشل، التي فشلت في مشروعها الوحدوي والانفصالي في آن واحد، ولم تجني إلا المصائب لشعبها ، والأرصدة لحساباتها؟!

إن الشجاعة في مواجهة الجماهير العمياء لا تقل عن الشجاعة في مواجهة الأنظمة القهرية والمتسلطة، وهذا ما ينقص النخب الجنوبية الغائبة تحت رداء المظلومية التي قد تتحول إلى آلة لإعادة إنتاج الظلم، فيتحول مظلوم الأمس إلى جلاد اليوم ، يضر بنفسه والآخرين.

https://www.tg-me.com/menoathgafi
📝 الفكر القومي العربي وفاجعة النهايات


بقلم : ⁨محمد هنيد⁩
*
السؤال هو التالي: كيف تحول الفكر القومي العربي رافع لواء الثورة والوحدة والممانعة إلى ألدّ أعداء الثورات وحامل لواء الاستبداد والفساد والتطبيع معا؟ ليس مدار الإجابة هنا بحثا أيديولوجيا ولا حزبيا للانتصار لهذا الطرف أو ذاك فقد كنا جميعا يوما ما تحت فتنة الخطاب القومي مصدّقين لما بين شعاراته من خطب رنانة ولاءات براقة تهدد الصهاينة برميهم في البحر. مدار البحث هنا فرز ضروري لفهم ما حدث وتبيّنِ كيف نجحت المخالب القومية في المشاركة الحاسمة للإطاحة بثورات الشعوب ومطلبها في التحرر من حكم العسكر وكيل الاحتلال في بلادنا. 

سياق الثورات وانكشاف المشهد

ما كانت الإجابة عن هذا السؤال لتكون ممكنةً لولا فضلُ ثورات الربيع وما كشفته من بشاعات وجرائم وخيانات فكرية وإيديولوجية وعقائدية قبل أن تكون سياسية أو حزبية أو عسكرية. كان من العسير قبل الثورات العظيمة أن نكتشف حقيقة هذا الفكر وحقيقة حامليه والدور الإقليمي الذين كانوا مكلفين به منذ انقلاب عصابة العسكر في مصر على الملكية سنة 1952 وما عرفته الأمة بعدها من هزائم وجرائم وانقلابات ومذابح وصولا إلى مذبحة سوريا الكبرى في 2015 يوم استعان ابن كبير الممانعين القوميين بالجيش الروسي وفيالق الموت الإيرانية لذبح شعب سوريا.

حكمت الأنظمة القومية نصف البلاد العربية من بغداد إلى ليبيا مرورا بمصر وسوريا وصولا إلى الجزائر فتلوّنت بكل ألوان الطيف وتذرعت بكل الذرائع فما خلّفت وراءها في البلدان التي حكمتها غير الخراب والدمار والمجازر والحروب الأهلية. لكنّ أبشع هذه الجرائم دون منازع هو ما أنجزته الأحزاب والفصائل والكيانات والأذرع القومية خلال ثورات الشعوب الأخيرة بعد أن تحالفت مع أعدائها في الداخل والخارج وحولت ربيع الأمة إلى خراب وأطلال وجثث متفحمة في شوارع حلب وميدان رابعة وأحياء بنغازي.
  
آخر الخيانات والجرائم ما ارتكبته الأذرع القومية المتلحفة بالعروبة والناصرية ومحاربة الرجعية في تونس حين شجعت الرئيس على الانقلاب على الثورة وعلى دستورها وبرلمانها وعلى المسار الانتقالي برمته. كان القوميون في تونس عسس الطاغية "بن علي" في الجامعة والإدارة ومركز القمع والتعذيب وكانوا عصاه الضاربة ضد خصومه من الإسلاميين فكانوا أشدّ عليهم من بوليس بن علي نفسه. 

أما اليوم فقد نجح حزب "حركة الشعب" في التمكين للمشروع الإيراني الفارسي الروسي عبر فرع "الحشد الشعبي" وبقية الأذرع المحلية المؤسسة حديثا والتي لا تزال في حالة كمون بعد إسقاط البرلمان المنتخب تنتظر الأوامر والتعليمات. 
 
لن يكون مستقبل التحركات والاحتجاجات والثورات العربية كسابقه بعد أن راكمت الشعوب من الوعي بجرائم القوميين وتجار فلسطين والمقاومة والممانعة قدرا كافيا يمنع تجدد جرائمهم. في تونس كما في مصر وليبيا والعراق وسوريا.. سيكون البناء ممكنا بعد القضاء الأورام الخبيثة التي أنهكت جسد الأمة ودمرت خلاياه الحية ومنعت عنه كل فرص النهضة والتحرر.
 
باغتتهم الثورات في تونس وليبيا ومصر وسوريا ولبنان فركبوا موجتها وكان دورهم الأساسي اختراق البناء الجديد وتدمير المسار الانتقالي عبر اللعب على فزاعة الإخوان. صحيح أنّ قوس الموجة الثورية الأولى قد أغلق وصائب كذلك الإقرار بالعودة المظفرة لحكم الفرد المستبد الطاغية في تونس وسوريا ومصر لكن المعركة لاتزال في بدايتها.
 
من كان يصدّق ولو في أبشع كوابيسه أنّ "القوميين العرب" سيتحوّلون إلى أصلب أحزمة الاستبداد؟ من كان يتصوّر أنّ القومية العربية ستصبح رديفا للطغيان والانقلابات والمجازر والقتل على الهوية؟ من كان يعتقد أنّ الفكرة القومية والوحدة والعروبة والناصرية والبعثية وكل الشعارات القومية ستغدو مصاقل تذبح عليها أحلام الأمة في التحرر والنهوض؟

في الحقيقة لا تملك هذه الأسئلة أرضية موضوعية للطرح خاصة إذا عدنا إلى تاريخ نشأة الفكرة القومية نفسها وارتباطاتها التاريخية بالمشروع الصهيوني من جهة وبتصفية الأنظمة الملكية العربية من جهة ثانية وإقامة الجمهوريات العسكرية من جهة ثالثة. أما المشروعية الآنية لهذه الأسئلة فتتأسس على السياق الحضاري الجديد الذي خلقته ثورات الربيع وما أبلته القوى والأحزاب القومية من بلاء شديد في الإطاحة بالمنجز الثوري وتدمير المسارات الانتقالية ونسف التجارب الديمقراطية الوليدة والتمكين للانقلابات. 

الفكرة القومية والنهاية العسكرية

كانت الحركة القومية في بدايتها مشروعا يبحث صانعوه وخاصة البريطانيون عن تصفية إرث الإمبراطورية العثمانية وتركة الرجل المريض بعد نهاية مشروع الخلافة. وكانت الموجة الصاعدة تستثمر شعورا جامحا بالتخلص من الاستعمار الأوروبي العسكري وبناء أمة مستقلة قادرة على توحيد أشلائها الممزقة.
لكن سرعان ما تحوّل المشروع إلى صراع للزعامات وصارت الفكرة رافعة لتصعيد طاغية جديد أشد شراسة من المحتل نفسه خاصة في مصر وسوريا وليبيا والعراق بعد أن تحوّلت هذه الحواضر إلى مجال تنشط فيه أبشع أنظمة القمع المعاصرة.

نعلم اليوم إلى أين انتهى العراق وما حلّ بمصر وسوريا وليبيا من خراب ودمار. لقد ألحقت الناصرية بالأمة وبمصر هزائم لا تحصى وصارت القاهرة حارسا وفيا للمشروع الصهيوني تحاصر الفلسطينيين في غزة وتقطع عنهم الغذاء والدواء. انتهت مصر الناصرية إلى حضن كامب ديفيد بعد أن حولها العسكر إلى مزرعة عائلية ومجال للإثراء ومراكمة الثروات من قوت المصريين وعرقهم ثم خرجت من معادلة الصراع العربي بعد وصول مبارك إلى السلطة ومشاركته في غزو العراق. اليوم نجح العسكر وريث الفكرة القومية مرّة أخرى في الانقلاب على السلطة المدنية المنتخبة وعلى ثورة يناير وألغى كامل المسار الانتقالي وانكشف ما تحت الجبة القومية من جرائم لا حدّ لها.
 
لو كان للثورات فضل وحيد فهو ما كشفته من خيانات النخب ومن جرائم الأحزاب فإذا العروبة لعنة وإذا الثوار سماسرة وتجار مضاربون. لم يهرع القوميون لنجدة شعب سوريا من قبضة الطائفة والمليشيات الإرهابية الإيرانية والروسية لكنهم جندوا جنودهم في فيالق "الحرس القومي العربي" من تونس وليبيا ومصر والجزائر والعراق ولبنان ليشاركوا إلى جانب الروس والفرس والأفغان واللبنانيين في ذبح ثورة شعب قال لا للطاغية الذي يحكمه.
 
في سوريا كانت النهايات أكثر كارثية بأن أحكمت عائلة الأسد والطائفة المرتبطة بها قبضتها على سوريا منذ انقلاب حافظ الأسد على رفاق النضال وشركاء البعث والفكرة القومية ثم مرّر مشروع التوريث وصارت جملوكية بعثية طائفية. توّج الأسد الابن مسار والده ومذابحه منذ مجزرة حماه وحتى قبلها ليحوّل شعب سوريا إلى طريد أو شهيد أو سجين وكان الشعار "الأسد أو نحرق البلد" وكان أن أحرقوا البلد.
 
أغرب ما في نهايات المشروع القومي العربي حقائق لا تصدّق: كيف يكون المشروع قوميا عربيا وهو يشتغل بالوكالة عند المشروع الصفوي الفارسي؟ كيف يكون مشروع الخميني القائم على سبّ صحابة رسول الله وأمهات المؤمنين متقاطعا مع المشروع القومي العربي ومحور المقاومة والممانعة؟ كيف يكون الاستنجاد بالعدو الروسي لقتل شعب سوريا قرارا عروبيا بامتياز؟ كيف تتحوّل اسرائيل إلى حامي حمى القومية فيستصرخها العقيد في ليبيا ويسبح بحمدها الفريق السيسي في مصر ويطلب عفوها بشار في سوريا؟ كيف يكون القومي العربي مَدْخليّا حين لا يؤمن بغير الطاعة للمستبدّ أو الحاكم المتغلّب وإن كان صهيونيا أو روسيا؟
 
لو كان للثورات فضل وحيد فهو ما كشفته من خيانات النخب ومن جرائم الأحزاب فإذا العروبة لعنة وإذا الثوار سماسرة وتجار مضاربون. لم يهرع القوميون لنجدة شعب سوريا من قبضة الطائفة والمليشيات الإرهابية الإيرانية والروسية لكنهم جندوا جنودهم في فيالق "الحرس القومي العربي" من تونس وليبيا ومصر والجزائر والعراق ولبنان ليشاركوا إلى جانب الروس والفرس والأفغان واللبنانيين في ذبح ثورة شعب قال لا للطاغية الذي يحكمه.
 
لن يكون مستقبل التحركات والاحتجاجات والثورات العربية كسابقه بعد أن راكمت الشعوب من الوعي بجرائم القوميين وتجار فلسطين والمقاومة والممانعة قدرا كافيا يمنع تجدد جرائمهم. في تونس كما في مصر وليبيا والعراق وسوريا.. سيكون البناء ممكنا بعد القضاء على الأورام الخبيثة التي أنهكت جسد الأمة ودمرت خلاياه الحية ومنعت عنه كل فرص النهضة والتحرر. 

https://www.tg-me.com/menoathgafi
مقالات مختارة
Photo
🔸 تركيا نجاح في كل المجالات..هذه اخبار هذا الشهر 👇



Türkiye'nin🇹🇷Haberleri:

الطائرة المسيرة المسلحة التركية "بيرقدار TB2" أصبحت أكثر أنظمة الطائرات المسيرة المسلحة المصدَّرة في العالم..

24 دولة تطلب شراء المسيرة التركية، وحتى الآن تم توقيع اتفاقيات تصدير، وطلبات مع 24 دولة لبيع المسيرة (بيرقدار)، هذا الرقم سيشهد ارتفاعًا مع مرور الأيام. الدول التي طلبت شراء هذه المسيرة التركية، قال بيرقدار إن “جزءًا منها من شرقي آسيا، وجزءا من أوروبا، وآخرا من مناطق مختلفة حول العالم.


Türkiye'nin Haberleri🇹🇷أخبار تركيا


الرئيس رجب طيب ‎أردوغان يوقع على المقاتلة المُسيّرة التركية "بيرقدار قزل ألما" خلال زيارته إلى مهرجان "تكنوفيست البحر الأسود 2022" لتكنولوجيا الطيران والفضاء المقام بولاية صامسون شمالي ‎تركيا



Türkiye'nin Haberleri🇹🇷أخبار تركيا
📲

مصممون على إيصال هذا البلد الجميل، الذي يرقد في كل شبر منه بطلٌ، إلى العام 2023 في وحدة وتضامن وأخوة، وتحقيق رؤيتنا لعام 2053. لن يستطيع أحد من المتربصين داخلياً وخارجياً عرقلة نهضة وقوة تركيا ووصولها إلى المكانة التي تستحقها في النظام العالمي.

- الرئيس رجب طيب أردوغان


Türkiye'nin Haberleri🇹🇷أخبار تركيا
📲

الرئيس رجب طيب أردوغان:

قطاع المقاولات التركي نفذ في الخارج 11 ألفًا و300 مشروع بقيمة إجمالية بلغت 460 مليار دولار


Türkiye'nin Haberleri🇹🇷أخبار تركيا
📲

الرئيس رجب طيب أردوغان:

جهودنا ضد التنظيمات الإرهابية ضمانة لوحدة سوريا وسلامة أراضيها لكن النظام لم يتخذ موقفا تجاه تلك التنظيمات

ثمة شركات من أوروبا والعالم بصدد الاستثمار في ‎تركيا بنحو 20 مليار دولار

بدء استخراج الغاز الطبيعي التركي عام 2023 سيساهم كثيراً في تخفيض أسعاره في البلاد


Türkiye'nin Haberleri🇹🇷أخبار تركيا
📲

الرئيس أردوغان يعلن إطلاق مشروع سكني هو الأكبر في تاريخ تركيا يشمل بناء 500 ألف وحدة سكنية في 81 ولاية تركية.

سنرسل لكم المزيد من التفاصيل بعد قليل باذن الله تعالى



Türkiye'nin Haberleri🇹🇷أخبار تركيا
📲
مقالات مختارة
Photo
🍃.تغريدات.tt

‏لماذا يحاربون تركيا ؟تركيا لم تقتل الشعوب العربية وقد استقبلت ملايين السوريين وهي عمق استراتيجي للعرب في مواجهة ايران وبقية الاعداء ولكن مشكلة تركيا ان حكومتها منتخبة وأراداتها مستقلة وقياداتها نزيهه وروحها إسلامية وتشكل بذلك نموذجا خطرا على المستبدين في عالمنا وهذا هو مربط الفرس.

أ.د يوسف اليوسف
📝 لـهـذا يـحـاربـون تـركـيـا

بقلم : هيثم المومني

تركيا هذا البلد المسلم العريق الذي استطاع خلال فترة بسيطة بعد استلام حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان الحكم من أن يفرض نفسه على الخارطة الدولية كدولة قوية يُحسب لها ألف حساب بعد ان أصبح لديها شبه اكتفاء ذاتي، واصبح يُصنّع اسلحته بنفسه، ولديه اقتصاد من اقوى اقتصادات العالم، وبعد أن خلعت العباءة الأمريكية الإسرائيلية بعد أكثر من نصف قرن من التحالفات بينهما، لذلك يعتبر اليوم الذي استلم فيه حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا، هو يوم استقلالها الفعلي، حيث أن تركيا اليوم بقيادة رجب طيب أردوغان لم تعد خاضعة لأوامر واشنطن وتل أبيب كما كانت أيام العلمانيين.

إن العلمانية القومية في تركيا والتي كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا مع الجيش، والتي أنشئت في عام 1923 أثبتت انها غير قادرة على حل مشاكل المجتمع التركي في القرن الحادي والعشرين. ولكن لم يستبدلها الشعب التركي بالليبراليين الأشد ميلا إلى الغرب، والذين يعتمدون على أمريكا والغرب منذ ما يزيد عن ثمانية عقود، وإنما اختار الشعب التركي حزب اسلامي وهو حزب العدالة والتنمية، وهذا الاختيار جاء ثمرة لعمل الجماعات والتيارات الاسلامية على مدى عشرات السنوات على ترسيخ المبادئ والأخلاق الإسلامية بخطىً ثابتة بين أبناء الشعب التركي، عن طريق انتشار الطرق الصوفية المحظورة من العلمانيين ودورات القرآن شبه السرية في بداية الأمر، ومن ثم إنشاء الجامعات والمدارس والصحف والقنوات التلفزيونية.. الخ، وعملت الجماعات والتيارات الاسلامية كذلك على ترسيخ الحلم في أذهان الأتراك بإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية.

لقد كانت تركيا قبل استلام حزب العدالة والتنمية الحكم عام 2002 بلداً علمانياً متخلفاً والحياة السياسية فيها غير مستقرة, وقد حدثت فيها انقلابات عسكرية متكررة من ضباط الجيش، وكانت تركيا تعاني من معدل تضخم عالٍ وفساد أسطوري, وديون خارجية كبيرة، وكان الأتراك يخافون قراءة القرآن بالعربية, لأن الدولة العلمانية التركية في ذلك الوقت كانت تحظر على الشعب التركي أن يقوم بأية شعائر إسلامية باللغة العربية, حتى الأذان كان باللغة التركية, الأتراك في زمن العلمانيين كانوا يغرقون بالجهل بتعاليم الإسلام, فمثلاً كانوا يصلّون بشكل مختلط, أي الذكر بجانب الأنثى.

وحتى وقت قريب في تركيا العلمانية كانت الفتيات لا يستطعن دخول المدارس والجامعات بالحجاب، حتى ان ابنة الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، الذي لم يكن وقتها رئيساً بعد، عندما تخرجت من المدرسة بمعدل عالٍ لم تستطع دخول الجامعة، لأنها أصرَّت على ارتداء الحجاب مما دفع والدها (أردوغان) إلى إرسالها خارج تركيا لتكمل دراستها. ورجب طيب أردوغان نفسه لم يَسْلَم من أذى العلمانيين, فقد قاموا بسجنه عندما كان رئيس بلدية اسطنبول, وذلك لأنه قام بقراءة مقاطع من الشعر تمدح العرب والإسلام, وبقي في السجن أربعة أشهر ونصف, وكان العشرات من أبناء الشعب التركي غير الراضين عن الحكم العلماني يزورونه في سجنه يومياً.

الشعب التركي كله اليوم يحب أردوغان كثيراً وأكبر دليل على ذلك تصدي الشعب التركي كامل مؤيدين ومعارضين ووقوفه مع أردوغان عندما حاولت جماعة فتح الله قولن الانقلاب عليه عام 2016، وذلك لأن حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان رسّخ المبادئ والأخلاق الإسلامية في تركيا، ونهضوا بالاقتصاد التركي، واستطاعوا في أقل من عشر سنوات من التخفيف من مشكلتي الفقر والبطالة في تركيا، وتعديل الدستور أكثر من مرة اخرها التعديلات الدستورية التي نقلت تركيا من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي. وأصبحت تركيا في عهد أردوغان وحزبه من الدول المتقدمة في العالم سياسياً واقتصادياً، وكذلك يحب الاتراك رئيسهم أردوغان لأنه سمح لهم كمسلمين أن يمارسوا شعائرهم الدينية بحرية، فمثلاً يُسمح الآن للأتراك بتلاوة القرآن بالعربية، وأصبح الأذان باللغة العربية، وسُمح بالحجاب في الجامعات الدوائر الحكومية، ويتم تخريج العشرات من حفظة القرآن من الأطفال سنويا في احتفال بهيج، وقام أردوغان أيضاً بتشجيع الطلاب والمدرسين وإيفادهم إلى الدول العربية ومنها الأردن، لكي يتعلموا اللغة والعادات العربية من منابعها. أضف الى ذلك إن أردوغان يملك شخصية متواضعة جداً، خاصة مع أبناء شعبه، ويقوم أردوغان في رمضان بتناول وجبة الإفطار بين أفراد الطبقة الفقيرة من أبناء شعبه، وهو كذلك يقوم بجولات متكررة على أفراد شعبه، كما كان يفعل الفاروق عمر رضي الله عنه لتفقد أحوالهم، وعندما يجد عائلة فقيرة يأمر بصرف المساعدات لهم، وهو بذلك يكون قد ساعدهم مادياً ومعنوياً بزيارته لهم.
تركيا الإسلامية المستقلة بقيادة أردوغان، غير تركيا العلمانية التابعة لأمريكا واسرائيل سابقاً، وخاصة في التعامل مع السياسة الخارجية، وهناك عدة دلائل على ذلك، فمثلاً تركيا وعلى الرغم من الضغوط الشديدة من الولايات المتحدة، رفضت المشاركة في احتلال العراق، وكذلك قامت وتقوم تركيا اليوم بانتقاد إسرائيل بشدة، والشعب التركي الآن من أكثر البلدان عداء لأمريكا نتيجة للتحيز المستمر من أمريكا لإسرائيل، ولعلّ من أهم الأسباب التي جعلت السياسة التركية تُغيّر أسلوبها وتتجه نحو روسيا وإيران والصين وبعض الدول العربية، هو مماطلة الاتحاد الأوروبي في منح تركيا العضوية الكاملة. بالإضافة إلى العداء الأمريكي لحكام تركيا الحاليين ومحاربتها اقتصادياً وهو ما ادى الى هبوط سعر الليرة التركية ودفع بتركيا بالتهديد بالانجراف بعيداً عن الولايات المتحدة والتوجه لتحالفات جديدة، وأهم أسباب العداء الامريكي الحالي لتركيا هو رفض الرئيس أردوغان الانصياع والركوع للأمريكان ورفضه الإفراج عن القِس الأمريكي المُعتَقل حاليًّا ويُواجِه تُهَمًا بدَعم الإرهاب. وكذلك إصرار الرئيس أردوغان على شِراء صفقة صواريخ “إس 400” الروسيّة المُتطَوِّرة كبَديلٍ عن صَواريخ “الباتريوت” الأمريكيّة. بالإضافة لمُعارضة الرئيس أردوغان لنَقل السِّفارة الأمريكيّة إلى القُدس المُحتلَّة، والاعتراف بالمَدينةِ المُقَدَّسة كعاصِمةً لدَولة إسرائيل، ودَعم الرئيس أردوغان، لحَركة “حماس″، وإدانَتِه للحِصار المَفروض على قِطاعِ غزّة. وإعلان الرئيس أردوغان مُعارَضته للحِصار الأمريكيّ ضِد إيران، وتأكيدِه بعدم الالتزام بِه، انطلاقًا من مَصالِح تركيا، وحِفاظًا على مِيزان تَبادُلٍ تِجاريٍّ بين البَلدين تَصِل قيمته حواليّ عَشرة مِليارات دولار حاليًّا. وكذلك دعم امريكا للأكراد في سوريا والذين تعتبرهم تركيا ارهابيين وخطر عليها. ومن الأسباب الرئيسة التي عمقت الخلافات بين أمريكا وتركيا هو اختلاف رؤية الأتراك للنظام السياسي العالمي المعاصر، تركيا رفضت أن تكون رِجْلَ طاولة في الخطة التي تُحاك لإيجاد نظام سياسي عالمي معاصر، ورفضت كذلك النظام العالمي أحادي القطب بقيادة أمريكا وهو ما أزّم العلاقات التركية الأمريكية.

ختاماً نتمنى أن يحفظ الله تركيا والشعب التركي والقائد أردوغان، ونحن كمسلمين حزنا كثيراً جراء الازمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا، ونتمنى لتركيا المزيد من الازدهار والنمو وان تنتهي هذه الازمة الاقتصادية قريباً جداً، لأن تركيا القوية هي فائدة كبيرة للدول العربية  والاسلامية

https://www.tg-me.com/menoathgafi
2025/07/14 16:07:51
Back to Top
HTML Embed Code: