Telegram Web Link
☝️☝️

السؤال:
كيف يثبت الصيام في شهر رمضان؟
هل يكفي شهادة واحد، أم لا بد من شهادة اثنين؟
هل يُعتمد على الرؤية العينيةأم يجوز بالحسابات الفلكية؟
من رأى الهلال وتيقن على ثبوته، فلم يُعلَن أن اليوم التالي هو رمضان، هل يصوم أم يفطر؟

الجواب:
بعض الأحكام الفقهية المهمة في استقبال شهر رمضان المبارك وهو على الأبواب.

نسأل الله رب العرش العظيم أن يعيننا على الصيام والقيام، وأن يجعل ذلك متقبلًا مباركًا في حياتنا، وأن يجعلنا ممن ينال من صيامه وقيامه شهادة التقوى، وأن نخرج من هذا الشهر وقد غُفرت ذنوبنا.

رمضان يجب على الأمة وجوبًا كفائيًا أن يتحروا هلاله؛ فمتى رؤي الهلال وجب الصوم.
وقد تراء الناس الهلال في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-، فرآه رجل واحد، وفي رواية أنه أعرابي؛ فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلـم-، فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس بالصيام.
وحديث تراءي الناس لهلال رمضان أفرده الإمام الخطيب البغدادي بكتاب مطبوع ذكر طرق هذا الحديث، والحديث صحيح.

ويكفي لثبوت الصيام رؤية رجل واحد، إن رأى الهلال وأخبر به، فحينئذ يجب على الأمة أن تصوم لرؤيته.

وقد وقع خلاف بين العلماء في رؤية هلال رمضان، هل هو تابع للرواية، أم هو شهادة محضة خالصة؟
فمن قال أن رؤية الهلال يتبع الشهادة:
فأوجب في الشهود العدد، والصفة والجنس، أوجب أن يكون حرًا، وعدلًا، وأن يكون ذكرًا.
ومن قال أن الرؤية  تتبع الرواية:
فلم يوجب الحرية، والثقة لا بد منها؛ أن يكون المُخبر ثقة، ولم يوجب العدد، فالواحد يكفي.
وكيفما نظرنا، فإن الواحد كفى المسلمين في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلـم-.

ورؤية الهلال هي أَلْحَقُ منها بالرواية، من كونها شهادة.

والفرق بين الرواية والشهادة، مسألة تعب فيها (( الإمام القَرافي))، ولما علم جوابها بعد ثمان سنين من البحث أودعها كتابه ((الفروق))، وصدرَ كتابه الفروق بها، فجعل أول فرق في كتابه الفروق، الفرق بين الرواية والشهادة.

يقول: كنت أسأل العلماء والفقهاء، ومكثت ثمان سنوات وأنا أسأل: ما الفرق بين الرواية والشهادة؟
فكانوا يقولون لي: إذا اشتُرط في الراوي عدد أو صفة فهذه شهادة، وإن لم يُشترط فهي رواية.
قال: فكنت أقول لهم: هذا معروف، لكن: حتى أشترِط أو لا أشترط ما هو السبيل لمعرفة أن هذا الأمر هو الشهادة أو الرواية؟
يقول: حتى نظرت في كتاب: "إيضاح المحصول من برهان الأصول" للإمام المازري (ويقال: أن نسخة مخطوطة منه ما زالت محفوظة في فرنسا)، يقول: فنظرت في شرح البرهان للمازري؛ فوجدته يقول: إذا كان الأمر يخص حقًا معينًا في حق شخص معين فهذه شهادة، وإذا كان الأمر لا يخص شخصًا معينًا، وإنما يخص الأمة كلها فهذه رواية.

الآن:
رؤية هلال رمضان هو أقرب منه للشهادة أم للرواية؟ 
هل هو يخص شخصًا معينًا؟، أم أنه يخص المسلمين جميعًا؟
فلما كان أقرب للرواية لم يشترط أهل العلم في رؤية هلال رمضان عددًا.

بل لو قلت: أن العبد إن شهد هلال رمضان تُقبل شهادته، ويجب على الأمة أن يصوموا لشهادته لما أبعدت النجعة؛ لأن الشهادة على إثبات رمضان ليس حقاً خاصاً في ذمة خاصة بوصف خاص، وإنما هي تلحق بالرواية، فتكون هذه الشهادة خاصة عامة للأمة كُلها.

والنبي -صلى الله عليه وسلـم- يقول: (فيما ثبت عنه في الصحيحين): صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ. البخاري١٩٠٩، مسلم١٠٨١.

ومعنى صوموا لرؤيته:
أي الخطاب للأمة بأسرها، فيجب على الأمة أن تصوم لرؤية هلال رمضان، وأن تفطر لرؤية هلال شوال.

هل رؤية الهلال عينية أم أن الحسابات الفلكية تجزئ؟

في بعض البلاد، وبعض مجالس الفتوى في أوروبا في بعض البلاد يعطيك متى ستصوم لمدة مئة سنة للأمام، بناء على الحسابات الفلكية.

إذاً: حديث "صوموا لرؤيته" ملغي عند هؤلاء.

إذا كان يجوز الصيام وفق الحسابات الفلكية، والأمة لا تتراءى الهلال، لا تتداعى لرؤية الهلال، فهذا إلغاء لهذا الحديث.

بل في بعض روايات الحديث عند النسائي فيها قوله -صلى الله عليه وسلـم- زيادة مهمة جداً يقول فيها النبي-صلى الله عليه وسلم-: "لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه" .
سنن النسائي ٢١٢٢ وصححه الألباني.

والرواية الثانية أبلغ من الرواية الأولى، والرواية الثانية فيها حصر أن الصيام لا يكون إلا من خلال الرؤية العينية.

فإلغاء الرؤية العينية والاعتماد على الحسابات الفلكية ليست طريقة مرضية، وليست من  الأمور الشرعية.

إذًا الحسابات الفلكية هل تهدر؟
لا؛ ما تهدر، يُستأنس بها، لكن لا يعتمد عليها.

كانت بعض الدول تعطي أول من يأتي بخبر رؤية الهلال عباءة، و خمسمئة ريال، فكان بعض الجُرّاء يتجرؤون ويجعلون عيونهم ترى الهلال (والهلال لم يُرَ) طمعاً بالجائزة، فألغوا الجائزة.
فبعض الناس جريء.

معنى حديث: "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته": أي: صاحب الرؤية والنظر الثاقب.
أعجبني بعض ملوك الدولة العلوية السلفية في المغرب كان يأمر باصطحاب طبيب معه، فمن رأى منهم الهلال فحص نظره، ليتأكد هل نظره صحيح أم غير صحيح؟

فالاعتماد على الحسابات الفلكية اعتماداً كُلياً، وإلغاء الرؤية العينية هذا خطأ.

لكن رجل قال: أنا رأيت، والعلم اليوم يقول يستحيل اليوم أن يُرى الهلال، هذا الأمر المستحيل يُعمل به.

إذاً قول النبي: "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته": الرؤية الحقيقية، أم الرؤية المزعومة الوهمية؟

الجواب: الرؤية الحقيقية، فالأمر المزعوم، الأمر الذي على خلاف العادة فيما جرت فيه سنة الله لا يعتمد ولا يعتد به.

حتى أن الفقهاء يقولون: الشهادة التي هي على خلاف العادة القاضي لا يلتفت إليها.

فلو جاء شخص عامي يبيع الخضار في السوق، وذهب للقاضي، وقال للقاضي: والله يا سيدي القاضي أتاني جلالة الملك اليوم، وأشترى مني كيلوين بندورة وبقي لي عنده خمسة فلوس، وما أعطاني إياهم، أريد أرفع عليه قضية، ماذا يعمل معه القاضي؟
الجواب: لا يرد عليه، لأن هذا خلاف العادة، هذا خلاف ما جرت به عادة الناس.
فكل ما هو خلاف المعتاد، خلاف العقل، شيء لا يوافق قواعد العلم اليقينية لا يلتفت إليه.

لذا الرؤية العينية واجبة وجوبًا كفائيًا، ويجب على الأمة أن تتراءى هلال رمضان، وأنَّ ترائي هلال رمضان واجبٌ كفائي.

ومتى رؤي الهلال يجب على المسلمين جميعاً أن يصوموا، لقول النبي -صلى الله عليه وسلـم-: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" متفق عليه.

فالحسابات الفلكية لا يعتمد عليها.
فالهلال قد يُرى بالآلات، وقد يقال بالحسابات الفلكية: أنه يمكن رؤيته، ولم يكن قد تولد بعد.
فالعبرة بما يُرى بالعين، وليست العبرة بما يُحسب بالحسابات الفلكية.

لذا الحسابات الفلكية تقول: انتبهوا، دققوا، الليلة في رؤية، فنحن ندقق، وإن رأينا استأنسنا بالحسابات الفلكية، فإن رأينا فحينئذ وجب الصيام في ذمة الأمة.

من رأى الهلال وتيقن عليه، وأخبر ولكن لم يرد أحدٌ عليه يصوم أم يفطر؟

الجواب: يصوم، إذا أنا تيقنت من الهلال ورأيت الهلال، وتيقنت أن الهلال قد رؤي فثبت الصيام.

فإذا الناس غيروا وبدلوا فأنا يجب علي أن أصوم، ولكني أتكتم، حتى لا أصنع فتنة في الأمة.

والله تعالى أعلم.

↩️ الرابط:

http://meshhoor.com/fatwa/f92/

خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: www.tg-me.com/meshhoor
☝️☝️

السؤال:
هل الصيام يحتاج إلى نية كل يوم، وهل هي واجبة؟

الجواب:
قطعاً.
الصيام هو ترك، صحيح؟
نعم صحيح.
ماذا يعني ترك؟
أن تترك شهوتك وطعامك و شرابك.
هل الترك عمل؟
الخبيئة التي بين الرجل وبين الله فيما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، -طبعا هذه الخبيئة ليست فقط في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، الخبيئة في كل الأمم-.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قص علينا قصة من كان قبلنا، فقال: " خَرَجَ ثَلَاثَةٌ يَمْشُونَ فَأَصَابَهُمُ الْمَطَرُ، فَدَخَلُوا فِي غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ".

(أي: لا يوجد خروج، ومعنى لا يوجد خروج، معناه أن هناك هلاك، وهذه حقائق كانت معروفة عند من كان من قبلنا، فقالوا: لن ينجيكم إلا عملكم، كل منكم يسأل الله بخبيئته.)

ثم قَالَ صلى الله عليه وسلم: " فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ :
ادْعُوا اللَّهَ بِأَفْضَلِ عَمَلٍ عَمِلْتُمُوهُ....... وَقَالَ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أُحِبُّ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ عَمِّي كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرَّجُلُ النِّسَاءَ، فَقَالَتْ: لَا تَنَالُ ذَلِكَ مِنْهَا حَتَّى تُعْطِيَهَا مِائَةَ دِينَارٍ. فَسَعَيْتُ فِيهَا حَتَّى جَمَعْتُهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتِ: اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَقُمْتُ وَتَرَكْتُهَا، فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ عَنَّا فُرْجَةً". البخاري ٢٢١٥ مسلم ٢٧٤٣.
والاثنين الآخرَيْن، كل واحد ذكر شيئا.

هذا الرجل ماذا عَمِل؟
الجواب: تَرَكَ، ولكن تَرَكَ بإخلاص.

الطالب بالجامعة اليوم الذي يقول:
يا رب أنا أغض بصري من أجلك، فإذا سأل ربه بهذه الخبيئة -كان بينه وبين ربه خبيئة- يقول: يا رب لي خبيئة بيني وبينك أن لا أنظر لعورة، -طبعا هذه خبيئة صعبة-، أن لا أنظر لعورة فإذا رفع يديه وقال: يا رب؛ فإن الله سيستجيب له.

لذا علماؤنا علّمونا أصْلاً، وهذا الأصل مهم: أن الترك عبادة.
قال الله تعالى: ﴿وَقالَ الرَّسولُ يا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذوا هذَا القُرآنَ مَهجورًا﴾[الفرقان: ٣٠].
هجران القرآن، الله تعالى قال عنه: اتخاذ.
فلما كان ترك قراءة القرآن والعمل بالقرآن وتدبر القرآن، الله تعالى جعل التركَ عملاً، فالترك يحتاج لنية.
والتركُ اللهُ يعاقب عليه.

علماؤنا يقولون:
لو عندنا طبيب وشخص ينزف، والطبيب يستطيع أن يعالجه، ولم يصنع له شيئا، يقف وينظر إلى المريض ولم يعالجه وترك مداواته.
فعلماؤنا يقولون: هذا الطبيب قاتل، الطبيب لم يعمل شيئا، الطبيب ترك الإسعاف.
فالترك في شرعنا عمل.

فترك الطعام والشراب عمل، وهذا العمل يحتاج لنية، والنبي صلى الله عليه وسلم عبر عن هذا بقوله: "من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له" المجتبى من السنن ٢٣٣١ وصححه الألباني.

فلا صيام لمن لم يبيت النية من الليل.
طبعاً النية في شرعنا عمل قلبي.
الإخلاص هو النية الصادقة التي يحبها الله.
ما هو الإخلاص؟
أن يتجه قلبك إلى ربك، أن يَخْلُصَ اتجاه القلب للرب جل في علاه.
فأنت إذا نمت تأخرت قليلاً وشربت، أو وضعت كوب ماء على جنبك هذا نية.
لا يلزم من النية النطق بها، أنا وإياكم وكلنا إن شاء الله ننوي أن نصوم إلى العيد.
فمتى رفض العبد النية كأن يكون مثلاً مريض، طرأ على العبد مرض فقطع نية الصوم فأكل، فلا بد من استحضار النية من جديد، فإذا كانت النية موجودة من قديم فيكفي فيها عمل القلب، ولا يلزم نطق اللسان.
فلا صلة بين النية واللسان.
فأنت مجرد أن تتناول العشاء قبل أن تنام، تستيقظ على السحور تشرب لك كأساً من الماء، لا أريد أن أقول تشرب سيجارة، لأنه بعض الناس يعني نيته في الصوم يشرب سيجارة بعض الناس هكذا.
فأي عمل تنويه بأن تأكل في الوقت الذي يُؤذَن لك بالأكل فهذه نية، وهذه النية تُجزئ.

والله تعالى أعلم.

مداخلة من أحد الحضور:
هل هذا أيضاً في صيام النافلة؟

الجواب:
الكلام عن الفريضة.
أما  النافلة فأمرها سهل، فثبت عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: "يَا عَائِشَةُ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟". قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ. قَالَ : "فَإِنِّي صَائِمٌ". مسلم ١١٥٤.
قال جماهير أهل العلم:
يشترط أن يكون هذا قبل الزوال يعني قبل أذان الظهر، صيام النافلة ينبغي أن تَنْويَهُ قبل أذان الظهر، هذا في النافلة.

جوابي على سؤال الأخ في النية في صيام الفريضة، لا بد أن يكون من الليل، أما النافلة فبلا شك يجوز قبل أذان الظهر أن ينوي العبد الصيام.

والله تعالى أعلم.

مجالس الوعظ في رمضان.
2 رمضان 1437 هجري
7 / 6 / 2016 ميلادي

رابط الفتوى:

http://meshhoor.com/fatwa/f100/

خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️
المعنى الحقيقي لصلاة التراويح
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان وفقه الله
☝️☝️

السؤال:
ما هي نصيحتكم للأئمة في شهر رمضان وخاصة أن بعضهم يتعجل في صلاة القيام بناءً على رغبة المصلين ؟

الجواب:

صلاة القيام في رمضان سميت صلاة التراويح.
لماذا سميت صلاة التراويح؟ 
هل حتى نتعجل بالرواح؟
أو سميت لطول القيام فيها فنحتاج  أن نرتاح بين الركعات ؟
للأول أم للثاني ؟
للثاني.
فالإمام يطيل صلاة القيام  فنحتاج لأن نرتاح بين الركعات ، فقالوا  عنها صلاة التراويح، وإلا  فالنصوص الشرعية قالت قيام رمضان والذي يقرأ باب قيام رمضان في موطأ الإمام مالك يعلم كيف كان القيام في زمن الصحابة والتابعين، فبعض التابعين يقول كنا نصلي  مع أئمة المسجد -مسجد النبي صلى الله عليه وسلم- فيقول كنا نصلي خلف الائمة فإذا قرأ أحدهم في الليلة سورة البقرة رأيناه قد تعجل ، وبعضهم يقول كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وبعضهم يقول كنا ننصرف من صلاة القيام نستحث الخدم على المسارعة في إعداد السحور مخافة أن يدركنا الفجر  ، فكانت هذه صلاتهم فهم أقوام لهم قلوب وهم أقوام يتدبرون القرآن، وعدم تدبر القرآن وتعليق القلب بالدنيا والآخرة معا فواحد يريد أن يدرك التراويح ويريد أن يدرك مسلسل باب الحارة ،
فهل تجتمع الخباثة والنجاسة مع طهارة؟
ليس من  الممكن أن يجتمعوا ، فالذي يحضر لصلاة التراويح ويريد أن  يحضر المسلسل فلما يجيء موعد المسلسل يقول الإمام طول والإمام مجرم إذا جاء الموعد وما حضر المسلسل يقول الإمام مجرم من المجرمين   .
يقول أبو الدرداء :
من علامة فقه العبد أن يقضي حاجته قبل الصلاة فإذا كنت فقيه وقلبك معلق بخبر اتصل وخذ الخبر قبل أن تصلي وإذا قلبك مشغول بحاجة اعطي قلبك حاجته ثم أحضر للصلاة ، فإذا كان قلبك شغال بشيء اعطي قلبك حاجته ثم صلي.
ماذا وراءك لما تأتي للتراويح؟
تعال للصلاة وأنت قد قضيت حاجتك، لا تأتي وفي قلبك تعلق بغير الصلاة إذا كنت فقيهاً افعل هكذا .
أما الطهارة والنجاسة إذا اجتمعا فعلى حسب الغالب وعلى حسب حال الإنسان، فبعض الناس الله يرحمه فيجعله يترك النجاسة ويراها نجاسة ولا يطيقها وبعض الناس لا يطيق الخير فبعض الناس هكذا وبعض الناس هكذا ، وهذه المرحلة الصعبة الحرجة هذه مرحلة تولد مشاكل بين الائمة وبين الناس ، أما المطمئن فهذا  استسلم، الذي قلبه مطمئن استسلم للشرع وجاء وهو مستسلم، والذي لم يطمئن هذا في صراع هذا يعمل المشاكل مع الائمة هذا يقول لك يا شيخ أطلت في الصلاة والله لو تدري ما في باطنه لو تعرف ما في باطنه وما الداعي له على مثل هذا الكلام...
لو يعلم هو أن الناس يعلمون لماذا هو يريد من الامام أن لا يطيل الصلاة والله ما نطق بكلمة ، فالله اعلم ماذا عنده فإذا انت ترى أن الصلاة متعبة لك اقضي حاجتك قبل الصلاة، وتعال على الصلاة وأنت مرتاح وأديت كل شيء ولا يوجد شيء يشغل قلبك .

⬅️ مجلس فتاوى الجمعة 
        10/ 6 / 2016

رابط الفتوى:

http://meshhoor.com/fatwa/f245/

خدمة الدرر الحسان من مجالس الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان✍️

📥 للاشتراك:
• واتس آب: ‎+962-77-675-7052
• تلغرام: www.tg-me.com/meshhoor
☝️☝️

📌أخطاء الناس في التعامل مع ليلة القدر.
ومن هذه الأخطاء ما تخص ليلة القدر، ونقسمها إلى قسمين :
1 - القسم الأول:
أخطاء في التصور والاعتقاد، ومن ذلك:
اعتقاد كثير من الناس أن لليلة القدر علامات تحصل وتقع لبعض العُبّاد فيها، وينسجون حول ذلك خرافات وخزعبلات، فيزعمون أنهم يرون نوراً من السماء، أو تُفتح لهم فجوةٌ من السماء ! ! ! إلخ .
ورحم الله الحافظ ابن حجرٍ ، فإنه ذكر في (( الفتح )) (4 /266 ):
أن الحكمة في إخفاء ليلة القدر حصول الاجتهاد في التماسها ، بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتُصرَ عليها .
ثم نقل عن الطبري أنه اختار أن جميع العلامات غير لازمة فيها ، وأنها لا يُشترط لحصولها رؤية شيء أو سماعه ، وقال:
في إخفاء ليلة القدر دليلٌ على كذب من زعم أن يظهر في تلك الليلة للعيون ما لا يظهر في سائر السنة ، إذ لو كان ذلك حقاً لم يَخفَ على كل من قام ليالي السنة فضلاً عن ليالي رمضان .
قولهم بأنها رفعت أصلاً .
وقد حكى المتولي من الشافعية في كتابه (التتمة) عن الرافضة ، وحكاه الفاكهاني في ( شرح العمدة) عن الحنفية ! !.
وهذا تصور فاسدٌ ، وخطأ شنيعٌ مبنيّ على فهمٍ مغلوطٍ لقول النبي صلى الله عليه وسلـم : - ( لما تلاحى رجلان في ليلة القدر ) : أنها ( رُفعت ) !!
والرد المغلوط على هذا الاستدلال من وجهين:
1 – الأول : قال العلماء: المقصود بـ (رُفعت) أي : من قلبي ، فنسيت تعيينها للاشتغال بالمتخاصمين ، وقيل : المعنى رُفعت بركتها في تلك السنة ، وليس المراد بأنها رُفعت أصلاً ، ويدل على ذلك ما أخرجه عبد الرزاق في (( مصنفه )) ، (4 / 252 ) عن عبد بن يَحْنُس قال : قلت لأبي هريرة : زعموا أن ليلة القدر رُفعت !! ، قال : كذبَ من قال ذلك .
2 – الثاني : عموم الأحاديث التي فيها الحثُ على قيامها ، وبيان فضلها ، كمثل ما أخرجه البخاري وغيره من قول النبي صلى الله عليه وسلـم : (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) .
قال النووي: وأعلم أن ليلة القدر موجودةٌ فإنها تُرى ، ويتحققها من شاء الله تعالى من بني آدم كل سنة في رمضان ، كما تظاهرت عليه هذه الأحاديث وإخبار الصالحين بها ، رؤيتهم لها أكثر من أن تُحصر .
قلت مشهور بن حسن آل سلمان: نعم ، إمكانية معرفة ليلة القدر واردةٌ فقد تتضافر العلامات التي أخبر بها صلى الله عليه وسلـم على أنها ليلة من ليالي رمضان ، ولعل هذا المراد من قول عائشة – فيما أخرجه الترمذي وصححه-قلت : يا رسول الله ! أرأيت إن علمت أي ليلة هي ليلة القدر ما أقول فيها ؟ ففي هذا الحديث – كما يقول الشوكاني في (( نيل الأوطار )) ( 4 / 303 ) : - ( دليل على إمكان معرفة ليلة القدر وبقائها ) .
وقال الزّرقاني في (( شرحه على الموطأ )) ( 2 / 491 ) : ومن زعم أن المعنى - أي الوارد في الحديث المذكور – رُفعت أصلاً – أي وجودها – فقد غلط ، فلو كان كذلك لم يأمرها بالتماسها ، ويؤيد ذلك تتمة الحديث : (( وعسى أن يكون خيراً لكم )) ، لأن إخفاءها يستدعي قيام كل الشهر ، بخلاف ما لو بقي معرفتها بعينها )) .
فليلة القدر باقيةٌ إلى يوم القيامة ، وإن كان تحديدها خُفِيَ على وجهٍ يقطع اللبس والغموض ، وإن كان الراجح أنها في العشر الأواخر منه ، والأدلة ترجح أنها ليلة السابع والعشرين ، ولكن القطع بذلك على وجه اليقين صعبٌ وعسيرٌ ، والله أعلم .

2 - القسم الثاني:
أخطاء في العمل والسلوك:
ومما يقع فيه الناس في ليلة القدر كثيرٌ جداً ، ولا يكاد يسلم منها إلا من عصمه الله من ذلك ، ومن ذلك :
البحث والتفتيس عن تعيينها ، والانشغال –برصد أماراتها– عن العبادة والطاعة فيها .
فكم نرى بين المصلين من يشتغل بهذا عن تلاوة القرآن والذكر والعلم ، فتجد الصالح منهم - قبيل طلوع الفجر – يرقب قرص الشمس ليعلم هل لها شعاعٌ أم لا ؟ .
وعلى هؤلاء أن يمتنعوا فيما ورد من قول النبي صلى الله عليه وسلـم :- ( فعسى أن يكونَ خيراً لكم ) ، ففيه إشارةٌ إلى عدم تعيينها ، قال أهل العلم – مستنبطين من هذا القول النبوي أن إخفاءها أفضل – قالوا : والحكمة من ذلك : أن يجتهد العبدُ ويُكثر من العمل في سائر الليالي رجاء موافقتها ، بخلاف ما لو عُيّنت له لاقتصر على كثرة العمل في ليلةٍ واحدةٍ ففاتته العبادة في غيرها ، أو قلَّ فيها عمله ، بل استنتج بعضهم منه أن الأفضل لمن عرفها أن يكتمها بدليل أن الله قَدَّرَ لنبيه صلى الله عليه وسلـم أن لم يخبر بها ، والخير كله فيما قُدرَ له ، فيستحبُّ اتباعه في ذلك .
📌 ومما سبق يُعلم خطأ كثيرٍ من الناس في إقبالهم على القيام خاصة -والعبادة عامة- في ليلة السابع والعشرين ، جازمين – أو شبه جازمين – انها ليلة القدر ( ! ) ثم هجرهم القيام والاجتهاد في الطاعة سائر الليالي ، ظنَّاً منهم بأن لهم أجر عبادة ما يزيد عن ألف شهرٍ في إحياء هذه الليلة فحسب !! .
وهذا الخطأ يجعل كثيراً من الناس يغالون في الطاعة في هذه الليلة ، فتراهم لا ينامون –بل لا يفترون– عن الصلاة ، مع (مجاهدة) النفس بعدم النوم ، وربما صلى بعضهم –وأطال القيام – وهو يدافع بجهدٍ بالغٍ النعاس ، وقد رأينا بعض من ينام منهم في السجود ! ! .
وفي هذا مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلـم في أمره بعدم عمل ذلك من جهة ٍ ، وأنه من الآصار والأغلال التي رفعت عنا-بفضل الله ومنه-من جهة أخرى .

⬅️ ومن أخطائهم في هذه الليلة انشغالهم بترتيب الاحتفالات ، وإلقاء المحاضرات والكلمات (!) –وبعضهم ينشغل بالنشيد والتغبير ! ! ! – عن الطاعات والقربات . وترى بعض المتحمسين يطوف بالمساجد لإلقاء آخر الأخبار ! ! ، وتحليلها على وجهٍ يُخرج هذه الليلة عن المقصود الشرعي الذي من أجلها شُرعت ووجدت ، ومن أخطائهم تخصيص بعض العبادات فيها ، كصلاةٍ خاصة لها .

⬅️ تعليق الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان وفقه الله على كتاب الزند الواري شرح صحيح البخاري لتقي الدين الهلالي .

🖋 المجلد الأول ص 233 - 230
2024/05/12 07:39:35
Back to Top
HTML Embed Code: