Telegram Web Link
ماذا قالوا عن الإمام علي (عليه السلام)؟

بقلم: يقين محمَّد

من أعظم مظاهر فضل ذلك الأديب العجيب، والفحل المهيب، أنَّ نداءه لا يُخيب، واستغاثته لا تُرد.. فما زال أجدادنا وجداتنا، بل حتى شباب اليوم، يحملون تلك الفطرة النقية، والوجدان الصافي، فينادون دومًا: (نادِ عليًّا مظهرَ العجائب...)، فتتفجر لهم الإجابة مدهشة عظيمة، بإذن الله تعالى.

نعم، قد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله لأمير المؤمنين (عليه السلام): «يا علي، أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي وهذا لكِ» (كشف الغمة: ج٣/ص١٠٣).

وقد أقرَّ جمع من العلماء من السنة والشيعة بتواتر هذا الحديث، منهم العلَّامة المجلسي (رحمه الله) في (بحار الأنوار: ج٣٩/ص٢١٠)، وابن المغازلي الشافعي في (مناقب الإمام علي (عليه السلام): ص١٠٧).

والحديث المتواتر هو ما رواه جمع كثير من الرواة يستحيل تواطؤهم على الكذب، ويجب العمل به، كحديث الغدير وحديث الثقلين، وهو من أرفع أنواع الأحاديث حجيةً وثبوتًا.

في كتب أهل السنة:
روى ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح: حدثنا الفضل بن دكين، عن ابن أبي غنية، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن بريدة قال: مررت مع علي إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ذكرت عليًا فنقصته، فجعل وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتغير، فقال: «ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قلتُ: بلى يا رسول الله. قال: «فمَن كنتُ مولاه، فعليٌّ مولاه» (مصنف ابن أبي شيبة: ج١٠/رقم الحديث ٣٢٧٣٠).

إنّ حب أمير المؤمنين (عليه السلام) ليس وليد لحظة أو موقف، بل هو قديمٌ أزلي، منقوش في عالم الذر، يوم خُتمت نفوس شيعته بالولاء.

في الإنجيل:
تقول الكاتبة المسيحية إيزابيل بنيامين: (قرأت نصوصًا في الكتاب المقدس تصف شخصية عظيمة، دينية، على درجة من الكمال والشجاعة والحكمة، وقد نزل بها الظلم من قومها، حتى جاء وحيٌ يُواسيها ويعدها بأن يظهر في أمة أخرى صدِّيق عظيم، سيُظلم كما ظُلمت... والغريب أنَّ لقب هذا (الصدِّيق) سيُسرق منه ويُمنح لغيره).

وتتابع الكاتبة أنَّ هذا الصدِّيق المبهم لم يكن من شخصيات الكتاب المقدس، بل هو نبوءة عن شخصية قادمة. وقد تجنّب كثير من المفسرين قراءة هذا النص في قدَّاسات الكنائس خشية السؤال!

وفي أحد البرامج عن سيرة الأنبياء، سمعت الكاتبةُ متحدثًا يقول: «إنَّ لقب الصدِّيق كان لعليِّ بن أبي طالب..»، فأثار هذا فيها حبَّ البحث، فاكتشفت أنَّ عليًا (عليه السلام) هو الموصوف بالصدِّيق الأكبر، وهو قسيم الجنة والنار، كما ورد في صحاح المسلمين.

الصدِّيق الأكبر:
لقد ورد عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنَّه قال على منبر البصرة: «أنا الصدِّيق الأكبر، آمنتُ قبل أن يؤمن (فلان)، وأسلمتُ قبل أن يُسلم» (تاريخ مدينة دمشق، لابن عساكر: ج١٢/ص١٨/ح٢٥٣٧).

بل وردت في كتب أهل السنة أكثر من عشرين رواية بأنَّ (الصدِّيق) و(الفاروق) هو الإمام علي (عليه السلام)، منها في كتب ابن حجر، والحمويني، والقندوزي.

كم أنتَ مظلومٌ يا أمير المؤمنين!! كلَّما حاولوا إطفاء نورك، ازداد إشراقًا ولمعانًا وبريقًا، بإذن الله تعالى..

مكروا ومكر الله، والله خير الماكرين..

فكلَّما صمتوا صدحت الأصوات بولائك، وكلَّما غفلوا انتشر ذكرُك في كلِّ مكانٍ وزمان.
مسابقة حول ذكرى ولادة السيدة زينب (عليها السلام)

تُعلن الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة عن إطلاق المسابقة الثقافية، الخاصّة بذكرى ولادة السيدة زينب (عليها السلام).

وستُعلَن أسماءُ الفائزين العشرة بعد غلق الاستمارة مساء يوم (السبت) الموافق (2025/10/25م) في تمام الساعة الرابعة مساءً، على منصات العتبة العباسية المقدسة.

ويُشترط في تسلّم الجائزة أن يحضر الفائز بنفسه لاستلامها في الحفل الذي سيقام عند باب قبلة المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) يوم الاثنين (4/ جمادى الأولى/1447هـ) الموافق (2025/10/27م) بعد صلاتي المغرب والعشاء.

وفي حال تعذر الحضور تكون المراجعة إلى قسم الشؤون المالية في العتبة العباسية المقدسة بمدة أقصاها (أسبوعين) من تاريخ إعلان النتائج، مصطحبين معهم الأوراق الثبوتية (جنسية أصلية أو جواز سفر).

للمشاركة: https://forms.gle/C7CfxL4pxEAPgsBV7
#العتبة_العباسية_المقدسة
2025/10/22 09:08:31
Back to Top
HTML Embed Code: