والله أنهُ كما لو أن المحاولات ترفض الأنصياع لتركك، كما لو أن طيفك أقسم على أن لا يُفارقني، كما لو أن حبك هاويةٍ لم أجد بعدها مخرجا..!

يقينياً و ذاتياً ثم حرفياً أُدرك بأن طُرقنا بعيدةٍ جداً وأن أقدرانا مقطوعة الأرجل ومع ذلك أنا لم أفشل يوماً في الإعتناء بك داخلي وجعلك تكبر رويداً رويداً حتى أحتليتني بأكملي.

ما بالُك سرقتني من نفسي وطمرت رغبتي في حب الحياة والعيش بها ثم لذذتَ بالفرار كما لو أنك زرعت بذرتك و رويتها، وحينما كبُرت وأشرقت تركتها خلفك لتبحث عن اللاشيء!

حسناً، أعترف بأنني أُشيع برغبتي في نسيانك وطمركَ عميقاً ثم دفعك إلى عقلي الخلفي وبعدها حيث اللاشيء، حيث آسمو بزهوٍ أنني بالفعل نسيتُكَ.. ولكني لا أفعل بل لم أفعل قط، وفي كل مرة أجدني واثقة من تخطيك أعثر على رذاذ الأحاسيس التي أستقرت عميقاً حيث اللاسبيل حيث تكمن أنت رافضاً مُغادرتي.

كما لو أنهُ آتى من اللاوجود.. من اللاشيء فجأةٍ هكذا وجدتني غارقة في عيناه ثم مع الأيام وقعت أكثر و أكثر و أكثر حتى ما عدتُ أدري أين الفرار منهُ والذي لطالما ينتهي بالعودة إليه.

بكبرياء مضحك هزت رأسها نافيةٍ وهي تقول "لم أحبهُ قط، لم أجعل من نفسي لعبة تُحركني مشاعري نحوه، على العكس لربما فقط أغرتني الطريقة التي ينظر بها إلي ولكأني شيء خاص، لربما ذاقت روحي حلاوة الإعتياد على تواجده أمامي، ربما غيرتهُ الطفيفة أو حتى تطفل تحديقات أصدقائه وهمساتهم العالية إن مررتُ بمحاذاتهِ، لم أحبهُ قط... أنا فقط فقدتُ نفسي من اللقاء الأول..!"